15. ( واللاتي يأتين الفاحشة ) الزنا [ وعن الشيخ محمود الرنكوسي أن المراد بها السحاق لأن الآيات الواردة في عقوبة الزنا أتت في سورة النور. دار الحديث ] ( من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ) أي من رجالكم المسلمين ( فإن شهدوا ) عليهن بها ( فأمسكوهن ) احبسوهن ( في البيوت ) وامنعوهن من مخالطة الناس ( حتى يتوفاهن الموت ) أي ملائكته ( أو ) إلى أن ( يجعل الله لهن سبيلاً ) طريقاً إلى الخروج منها ، أمروا بذلك أول الإسلام ثم جعل لهن سبيلاً بجلد البكر مائة وتغريبها عاما ورجم المحصنة ، وفي الحديث لما بيَّن الحد قال: « خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا » رواه مسلم

16. ( واللّذان ) بتخفيف النون وتشديدها ( يأتيانها ) أي الفاحشة الزنا أو اللواط ( منكم ) أي الرجال ( فآذوهما ) بالسب والضرب بالنعال ( فإن تابا ) منها ( وأصلحا ) العمل ( فأعرضوا عنهما ) ولا تؤذوهما ( إن الله كان توابا ) على من تاب ( رحيما ) به ، وهذا منسوخ بالحد إن أريد بها الزنا وكذا إن أريد بها اللواط عند الشافعي لكن المفعول به لا يرجم عنده وإن كان محصنا بل يجلد ويغرب وإرادة اللواط أظهر بدليل تثنية الضمير والأول قال أراد الزاني والزانية ويرده تبيينهما بمن المتصلة بضمير الرجال واشتراكهما في الأذى والتوبة والإعراض وهو مخصوص بالرجال لما تقدم في النساء من الحبس

17. ( إنما التوبة على الله ) أي التي كتب على نفسه قبولها بفضله ( للذين يعملون السوء ) المعصية ( بجهالة ) حال أي جاهلين إذ عصوا ربهم ( ثم يتوبون من ) زمن ( قريب ) قبل أن يغرغروا ( فأولئك يتوب الله عليهم ) يقبل توبتهم ( وكان الله عليماً ) بخلقه ( حكيماً ) في صنعه بهم

18. ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات ) الذنوب ( حتى إذا حضر أحدهم الموت ) وأخذ في النزع ( قال ) عند مشاهدة ما هو فيه ( إني تبت الآن ) فلا ينفعه ذلك ولا يقبل منه ( ولا الذين يموتون وهم كفار ) إذا تابوا في الآخرة عند معاينة العذاب لا تقبل منهم ( أولئك أعتدنا ) أعددنا ( لهم عذابا أليما ) مؤلما

19. ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء ) أي ذاتهن ( كَرها ) بالفتح والضم لغتان ، أي مكرهيهن على ذلك كانوا في الجاهلية يرثون نساء أقربائهم فإن شاءوا تزوجوهن بلا صداق أو زوجوها وأخذوا صداقها أو عضلوها حتى تفتدي بما ورثته أو تموت فيرثوها فنهوا عن ذلك ( ولا ) أن ( تعضُلوهن ) أي تمنعوا أزواجكم عن نكاح غيركم بإمساكهن ولا رغبة لكم فيهن ضراراً ( لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ) من المهر ( إلا أن يأتين بفاحشة مُبَيَّنة ) بفتح الياء وكسرها ، أي بِيْنَتْ أو هي بينة ، أي زنا أو نشوز فلكم أن تضاروهن حتى يفتدين منكم ويختلعن ( وعاشروهن بالمعروف ) أي بالإجمال في القول والنفقة والمبيت ( فإن كرهتموهن ) فاصبروا ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) ولعله يجعل فيهن ذلك بأن يرزقكم منهن ولدا صالحا