75. ( وما لكم لا تقاتلون ) استفهام توبيخ ، أي لا مانع لكم من القتال ( في سبيل الله و ) في تخليص ( المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ) الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم ، قال ابن عباس
رضي الله عنه: كنت أنا وأمي منهم. ( الذين يقولون ) داعين يا ( ربنا أخرجنا من هذه القرية ) مكة ( الظالم أهلها ) بالكفر ( واجعل لنا من لدنك ) من عندك ( وليا ) يتولى أمورنا ( واجعل لنا من لدنك نصيرا ) يمنعنا منهم ، وقد استجاب الله دعاءهم فيسر لبعضهم
الخروج وبقي بعضهم إلى أن فتحت مكة وولَّى صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد فأنصف
مظلومهم من ظالمهم
76. ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا
يقاتلون في سبيل الطاغوت )
الشيطان ( فقاتلوا
أولياء الشيطان )
أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم بالله ( إن كيد الشيطان ) بالمؤمنين ( كان ضعيفا ) واهيا لا يقاوم كيد الله بالكافرين
77. (
ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ) عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة لأذى الكفار لهم وهم
جماعة من الصحابة (
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب ) فرض ( عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون ) يخافون ( الناس ) الكفار أي عذابهم بالقتل ( كخشية ) هم عذاب ( الله أو أشد خشية ) من خشيتهم له ، ونصب أشد على الحال وجواب ( لما ) دل
عليه إذا وما بعدها أي فاجأتهم الخشية ( وقالوا ) جزعا من الموت ( ربنا لم كتبت علينا القتال لولا ) هلا ( أخرتنا إلى أجل قريب قل ) لهم ( متاع الدنيا ) ما يتمتع به فيها أو الاستمتاع بها ( قليل ) آيل إلى الفناء ( والآخرة ) أي الجنة ( خير لمن اتقى ) عقاب الله بترك معصيته ( ولا تظلمون ) بالتاء والياء ، تنقصون من أعمالكم ( فتيلا ) قدر قشرة النواة فجاهدوا
78. (
أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج ) حصون ( مشيدة ) مرتفعة فلا تخشوا القتال خوف الموت ( وإن تصبهم ) أي اليهود ( حسنة ) خصب وسعة ( يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة ) جدب وبلاء كما حصل لهم عند قدوم النبي صلى الله عليه
وسلم المدينة (
يقولوا هذه من عندك ) يا
محمد أي بشؤمك ( قل
) لهم ( كل ) من
الحسنة والسيئة ( من
عند الله ) من قبله ( فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون ) أي يقاربون أن يفهموا ( حديثا ) يلقى إليهم ، وما استفهام تعجيب من فرط جهلهم ونفي
مقاربة الفعل أشد من نفيه
79. ( ما
أصابك ) أيها
الإنسان ( من حسنة ) خير ( فمن الله ) أتتك فضلاً منه ( وما أصابك من سيئة ) بلية ( فمن نفسك ) أتتك حيث ارتكبت ما يستوجبها من الذنوب ( وأرسلناك ) يا محمد ( للناس رسولا ) حال مؤكدة ( وكفى بالله شهيدا ) على رسالتك