ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ( 23 ) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 24 )

يقول تعالى لما ذكر روضات الجنة، لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات: ( ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) أي:هذا حاصل لهم كائن لا محالة، ببشارة الله لهم به.

وقوله: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) أي:قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش:لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالا تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة.

قال البخاري:حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال:سمعت طاوسا عن ابن عباس:أنه سئل عن قوله تعالى: ( إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فقال سعيد بن جبير:قربى آل محمد. فقال ابن عباس:عَجِلْتَ إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال:إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. انفرد به البخاري .

ورواه الإمام أحمد، عن يحيى القطان، عن شعبة به. وهكذا روى عامر الشعبي، والضحاك، وعلي بن أبي طلحة، والعَوْفي، ويوسف بن مِهْران وغير واحد، عن ابن عباس، مثله. وبه قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة، والسدي، وأبو مالك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغيرهم.

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن يزيد الطبراني وجعفر القلانسي قالا حدثنا آدم بن أبي أياس، حدثنا شريك، عن خُصَيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تَوَدّوني في نفسي لقرابتي منكم، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم » .

وروى الإمام أحمد، عن حسن بن موسى:حدثنا قَزَعَة يعني ابن سُوَيد - وابن أبي حاتم- عن أبيه، عن مسلم بن إبراهيم، عن قَزَعة بن سويد- عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا، إلا أن تُوَادوا الله، وأن تقربوا إليه بطاعته » .

وهكذا روى قتادة عن الحسن البصري، مثله.

وهذا كأنه تفسير بقول ثان، كأنه يقول: ( إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) أي:إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى.

وقول ثالث:وهو ما حكاه البخاري وغيره، رواية عن سعيد بن جبير، ما معناه أنه قال:معنى ذلك أن تودوني في قرابتي، أي:تحسنوا إليهم وتبروهم.

وقال السدي، عن أبي الديلم قال:لما جيء بعلي بن الحسين أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال:الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قرني الفتنة. فقال له علي بن الحسين:أقرأت القرآن؟ قال:نعم. قال:أقرأت آل حم؟ قال:قرأت القرآن، ولم أقرأ آل حم. قال:ما قرأت: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ؟ قال:وإنكم أنتم هم؟ قال:نعم.

وقال:أبو إسحاق السَّبِيعيّ:سألت عمرو بن شعيب عن قوله تعالى: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فقال:قربى النبي صلى الله عليه وسلم. رواهما ابن جرير .

ثم قال ابن جرير:حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا عبد السلام، حدثني يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس قال:قالت الأنصار:فعلنا وفعلنا، وكأنهم فخروا فقال ابن عباس - أو:العباس، شك عبد السلام- :لنا الفضل عليكم. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال: « يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ » قالوا:بلى، يا رسول الله. قال: « ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ » قالوا:بلى يا رسول الله قال: « أفلا تجيبوني؟ » قالوا:ما نقول يا رسول الله؟ قال: « ألا تقولون:ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أو لم يكذبوك فصدقناك؟ أو لم يخذلوك فنصرناك » ؟ قال:فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا:أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله. قال:فنـزلت: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) .

وهكذا رواه ابن أبي حاتم، عن علي بن الحسين، عن عبد المؤمن بن علي، عن عبد السلام، عن يزيد بن أبي زياد - وهو ضعيف- بإسناده مثله، أو قريبا منه.

وفي الصحيحين - في قسم غنائم حنين- قريب من هذا السياق، ولكن ليس فيه ذكر نـزول هذه الآية. وذكْرُ نـزولها في المدينة فيه نظر؛ لأن السورة مكية، وليس يظهر بين هذه الآية الكريمة وبين السياق مناسبة، والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم:حدثنا علي بن الحسين، حدثنا رجل سماه، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لما نـزلت هذه الآية: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قالوا:يا رسول الله، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال: « فاطمة وولدها، عليهم السلام » .

وهذا إسناد ضعيف، فيه مبهم لا يعرف، عن شيخ شيعي مُتَخَرّق ، وهو حسين الأشقر، ولا يقبل خبره في هذا المحل. وذكر نـزول هذه الآية في المدينة بعيد؛ فإنها مكية ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية، فإنها لم تتزوج بعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة.

والحق تفسير الآية بما فسرها به الإمام حَبرُ الأمة، وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس، كما رواه عنه البخاري [ رحمه الله ] ولا تنكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض، فخرًا وحسبًا ونسبًا، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم، كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته، رضي الله عنهم أجمعين.

و [ قد ثبت ] في الصحيح:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بغَدِير خُمّ: « إني تارك فيكم الثقلين:كتاب الله وعترتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض » .

وقال الإمام أحمد:حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب قال:قلت:يا رسول الله، إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها؟ قال:فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، وقال: « والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله » .

ثم قال أحمد حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة قال:دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:إنا لنخرج فنرى قريشا تُحدث، فإذا رأونا سكتوا . فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودَرّ عِرْقُ بين عينه ، ثم قال: « والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي » .

وقال البخاري:حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا خالد، حدثنا شعبة، عن واقد قال:سمعتُ أبي يحدّث عن ابن عمر، عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قال:ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته .

وفي الصحيح:أن الصديق قال لعلي، رضي الله عنهما:والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي .

وقال عمر بن الخطاب للعباس، رضي الله عنهما:والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب.

فحال الشيخين، رضي الله عنهما، هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك؛ ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين، رضي الله عنهما، وعن سائر الصحابة أجمعين.

وقال الإمام أحمد، رحمه الله:حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حَيّان التيمي، حدثني يزيد ابن حيان قال:انطلقت أنا وحُسَيْن بن مَيْسَرة، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حسين:لقد لقيتَ يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه وغزوت معه، وصليت معه. لقد رأيت يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال:يا ابن أخي، والله كَبُرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تُكَلّفونيه. ثم قال:قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطيبًا فينا، بماء يدعى خُمّا - بين مكة والمدينة- فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ووعظ، ثم قال: « أما بعد، ألا أيها الناس ، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما:كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحث على كتاب الله ورغب فيه، وقال: « وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي » فقال له حصين:ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال:إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده قال:ومن هم؟ قال:هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس، قال:أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال:نعم.

وهكذا رواه مسلم [ في فضائل ] والنسائي من طرق عن يزيد بن حَيّان به .

وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا علي بن المنذر الكوفي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد - والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر:كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، والآخر عترتي:أهل بيتي، ولن يَتَفَرَّقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »

تفرد بروايته الترمذي ثم قال:هذا حديث حسن غريب.

وقال الترمذي أيضا حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: « يا أيها الناس، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا:كتاب الله، وعترتي:أهل بيتي »

تفرد به الترمذي أيضا ، وقال:حسن غريب. وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد.

ثم قال الترمذي:حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا يحيى بن مَعِين، حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي بحبي »

ثم قال حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه .

وقد أوردنا أحاديث أُخَر عند قوله تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [ الأحزاب:33 ] ، بما أغنى عن إعادتها هاهنا، ولله الحمد والمنة.

وقال الحافظ أبو يعلى:حدثنا سويد بن سَعِيد، حدثنا مفضل بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن حَنَش قال:سمعت أبا ذر وهو آخذ بحلقة الباب يقول:يا أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إنما مثل أهل بيتي فيكم مَثَل سفينة نوح، من دخلها نجا، ومن تخلف عنها هلك » .

هذا بهذا الإسناد ضعيف.

وقوله: ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نـزدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) أي:ومن يعمل حسنة ( نـزدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) أي:أجرا وثوابا، كقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [ النساء:40 ] .

وقال بعض السلف: [ إن ] من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن جزاء السيئة ( السيئة ) بعدها.

وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) أي:يغفر الكثير من السيئات، ويكثر القليل من الحسنات، فيستر ويغفر، ويضاعف فيشكر.

وقوله: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) أي:لو افتريت عليه كذبا كما يزعم هؤلاء الجاهلون ( يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) أي:لَطَبَعَ على قلبك وسلبك ما كان آتاك من القرآن، كقوله تعالى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ [ الحاقة:44- 47 ] أي:لانتقمنا منه أشد الانتقام، وما قدر أحد من الناس أن يحجز عنه.

وقوله: ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ) ليس معطوفا على قوله: ( يختم ) فيكون مجزوما، بل هو مرفوع على الابتداء، قاله ابن جرير، قال:وحذفت من كتابته « الواو » في رسم المصحف الإمام، كما حذفت في قوله: سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ [ العلق:18 ] وقوله: وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ [ الإسراء:11 ] .

وقوله: ( وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) معطوف على ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ ) أي:يحققه ويثبته ويبينه ويوضحه بكلماته، أي:بحججه وبراهينه، ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) أي:بما تكنه الضمائر، وتنطوي عليه السرائر.

وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ( 25 ) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ( 26 ) وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ( 27 ) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ( 28 )

يقول تعالى ممتنا على عباده بقبول توبتهم إليه إذا تابوا ورجعوا إليه:أنه من كرمه وحلمه أنه يعفو ويصفح ، ويستر ويغفر، كقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [ النساء:110 ] وقد ثبت في صحيح مسلم، رحمه الله، حيث قال:

حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب قال حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك - وهو عمه - قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح:اللهم أنت عبدي وأنا ربك - أخطأ من شدة الفرح » .

وقد ثبت أيضا في الصحيح من رواية عبد الله بن مسعود نحوه .

وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري في قوله: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) :إن أبا هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذي يخاف أن يقتله العطش فيه » .

وقال همام بن الحارث:سئل ابن مسعود عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوجها؟ قال:لا بأس به، وقرأ: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) الآية رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم من حديث شريك القاضي، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن همام فذكره .

وقوله: ( وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ) أي:يقبل التوبة في المستقبل ويعفو عن السيئات في الماضي، ( وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) أي:هو عالم بجميع ما فعلتم وصنعتم وقلتم، ومع هذا يتوب على من تاب إليه.

وقوله: ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) قال السدي:يعني يستجيب لهم. وكذا قال ابن جرير:معناه يستجيب الدعاء لهم [ لأنفسهم ] ولأصحابهم وإخوانهم. وحكاه عن بعض النحاة، وأنه جعلها كقوله: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ [ آل عمران:195 ] .

ثم روى هو وابن أبي حاتم، من حديث الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن سلمة بن سبرة قال:خطبنا معاذ بالشام فقال:أنتم المؤمنون، وأنتم أهل الجنة. والله إني أرجو أن يدخل الله من تسبون من فارس والروم الجنة، وذلك بأن أحدكم إذا عمل له - يعني أحدُهم عملا- قال:أحسنت رحمك الله، أحسنت بارك الله فيك، ثم قرأ: ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ )

وحكى ابن جرير عن بعض أهل العربية أنه جعل [ مثل ] قوله: ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا ) كقوله: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ [ الزمر:18 ] أي:هم الذين يستجيبون للحق ويتبعونه، كقوله تبارك وتعالى: إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ [ الأنعام:36 ] والمعنى الأول أظهر؛ لقوله تعالى: ( وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) أي:يستجيب دعاءهم ويزيدهم فوق ذلك؛ ولهذا قال ابن أبي حاتم:

حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن المصفى، حدثنا بقية، حدثنا إسماعيل بن عبد الله الكندي، حدثنا الأعمش، عن شقيق عن عبد الله قال:قال:رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ( وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) قال: « الشفاعة لمن وجبت له النار، ممن صنع إليهم معروفا في الدنيا » .

وقال قتادة عن إبراهيم النخعي اللخمي في قوله تعالى: ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) قال:يشفعون في إخوانهم، ( وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) قال:يشفعون في إخوان إخوانهم.

وقوله: ( وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) لما ذكر المؤمنين وما لهم من الثواب الجزيل، ذكر الكافرين وما لهم عنده يوم القيامة من العذاب الشديد الموجع المؤلم يوم معادهم وحسابهم.

وقوله: ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأرْضِ ) أي:لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق، لحملهم ذلك على البغي والطغيان من بعضهم على بعض، أشرا وبطرا.

وقال قتادة:كان يقال:خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك. وذكر قتادة حديث: « إنما أخاف عليكم ما يخرج الله من زهرة الحياة الدنيا » وسؤال السائل:أيأتي الخير بالشر؟ الحديث.

وقوله: ( وَلَكِنْ يُنـزلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ) أي:ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم، وهو أعلم بذلك فيغني من يستحق الغنى، ويفقر من يستحق الفقر. كما جاء في الحديث المروي: « إن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه، وإن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه »

وقوله: ( وَهُوَ الَّذِي يُنـزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا ) أي:من بعد إياس الناس من نـزول المطر، ينـزله عليهم في وقت حاجتهم وفقرهم إليه، كقوله: وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ [ الروم:49 ] .

وقوله: ( وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ) أي:يعم بها الوجود على أهل ذلك القُطْر وتلك الناحية.

قال قتادة:ذكر لنا أن رجلا قال لعمر بن الخطاب:يا أمير المؤمنين، قُحط المطر وقنط الناس؟ فقال عمر، رضي الله عنه:مطرتم، ثم قرأ: ( وَهُوَ الَّذِي يُنـزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ) .

( وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) أي:هو المتصرف لخلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وهو المحمود العاقبة في جميع ما يقدره ويفعله.

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ( 29 ) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ( 30 ) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ( 31 )

يقول تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ ) الدالة على عظمته وقدرته العظيمة وسلطانه القاهر ( خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا ) أي:ذرأ فيهما، أي:في السماوات والأرض، ( مِنْ دَابَّةٍ ) وهذا يشمل الملائكة والجن والإنس وسائر الحيوانات، على اختلاف أشكالهم وألوانهم ولغاتهم، وطباعهم وأجناسهم، وأنواعهم، وقد فرقهم في أرجاء أقطار الأرض والسماوات، ( وهو ) مع هذا كله ( عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ) أي:يوم القيامة يجمع الأولين والآخرين وسائر الخلائق في صعيد واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، فيحكم فيهم بحكمه العدل الحق.

وقوله: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) أي:مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم ( وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) أي:من السيئات، فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها، وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ [ فاطر:45 ] وفي الحديث الصحيح: « والذي نفسي بيده، ما يصيب المؤمن من نصب ولا وَصَب ولا هم ولا حُزَن، إلا كفر الله عنه بها من خطاياه، حتى الشوكة يشاكها » .

وقال ابن جرير:حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن عُليَّة، حدثنا أيوب قال:قرأت في كتاب أبي قِلابَةَ قال:نـزلت: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [ الزلزلة:7، 8 ] وأبو بكر يأكل، فأمسك وقال:يا رسول الله، إني لراء ما عملت من خير وشر؟ فقال: « أرأيت ما رأيت مما تكره، فهو من مثاقيل ذَرّ الشر، وتدخر مثاقيل الخير حتى تعطاه يوم القيامة » قال:قال أبو إدريس:فإني أرى مصداقها في كتاب الله: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .

ثم رواه من وجه آخر، عن أبي قِلابَةَ، عن أنس ، قال:والأول أصح.

وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، حدثنا مروان بن معاوية الفَزَاري، حدثنا الأزهر بن راشد الكاهلي، عن الخَضْر بن القَوَّاس البجلي، عن أبي سخيلة عن علي، رضي الله عنه قال:ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله عز وجل، وحدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) . وسأفسرها لك يا علي: « ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم والله تعالى أحلم من أن يُثَنِّيَ عليه العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله تعالى أكرم من أن يعود بعد عفوه »

وكذا رواه الإمام أحمد، عن مروان بن معاوية وعَبْدة، عن أبي سُخَيلة قال:قال علي... فذكر نحوه مرفوعا .

ثم روى ابن أبي حاتم [ نحوه ] من وجه آخر موقوفا فقال:حدثنا أبي، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا أبو سعيد بن أبي الوضاح، عن أبي الحسن، عن أبي جُحَيفَة قال:دخلت على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقال:ألا أحدثكم بحديث ينبغي لكل مؤمن أن يَعيَه ؟ قال:فسألناه فتلا هذه الآية: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) قال:ما عاقب الله به في الدنيا فالله أحلم من أن يُثَنِّي عليه العقوبة يوم القيامة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعود في عفوه يوم القيامة.

وقال الإمام أحمد:حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا طلحة - يعني ابن يحيى- عن أبي بُرْدَةَ، عن معاوية- هو ابن أبي سفيان، رضي الله عنهما، قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كَفَّرَ الله عنه به من سيئاته » .

وقال أحمد أيضا:حدثنا حسين، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد ، عن عائشة قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له ما يكفرها ، ابتلاه الله بالحَزَنِ ليكفرها » .

وقال ابن أبي حاتم:حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن - هو البصري- قال في قوله: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) قال:لما نـزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفس محمد بيده، ما من خَدْش عود، ولا اختلاج عرق، ولا عَثْرة قدم، إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر » .

وقال أيضا:حدثنا أبي، حدثنا عمر بن علي، حدثنا هُشَيمْ، عن منصور، عن الحسن، عن عمران بن حصين، رضي الله عنه، قال:دخل عليه بعض أصحابه وقد كان ابتلي في جسده، فقال له بعضهم إنا لَنَبْتَئِسُ لك لما نرى فيك. قال:فلا تبتئس بما ترى، فإن ما ترى بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، ثم تلا هذه الآية: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )

[ قال: ] وحدثنا أبي:حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، حدثنا جرير عن أبي البلاد قال:قلت للعلاء بن بدر: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) ، وقد ذهب بصري وأنا غلام؟ قال:فبذنوب والديك.

وحدثنا أبي:حدثنا علي بن محمد الطَّنَافسي، حدثنا وكيع، عن عبد العزيز بن أبي راود، عن الضحاك قال:ما نعلم أحدا حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب، ثم قرأ الضحاك: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) . ثم يقول الضحاك:وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن.