القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ( 79 )

قال أبو جعفر:-

يقول تعالى ذكره: قال يوسف لإخوته: ( معاذ الله ) ، أعوذ بالله .

وكذلك تفعل العرب في كل مصدر وضعته موضع « يفعل » و « تفعل » ، فإنها تنصب ، كقولهم: « حمدًا لله ، وشكرًا له » بمعنى: أحمد الله وأشكره.

والعرب تقول في ذلك: « معاذَ الله » ، و « معاذةَ الله » فتدخل فيه هاء التأنيث. كما يقولون: « ما أحسن معناة هذا الكلام » و « عوذ الله » ، و « عوذة الله » ، و « عياذ الله » . ويقولون: اللهم عائذًا بك ، كأنه قيل: « أعوذ بك عائذا » ، أو أدعوك عائذًا .

( أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) يقول: أستجير بالله من أن نأخذ بريئًا بسقيم، كما:-

حدثنا ابن حميد ، قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ) ، يقول: إن أخذنا غير الذي وجدنا متاعنا عنده إنَّا إذًا نفعل ما ليس لنا فعله ونجور على الناس.

حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي: قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ، قال يوسف: إذا أتيتم أباكم فأقرئوه السلام ، وقولوا له: إن ملك مصر يدعو لك أن لا تموت حتى ترى ابنك يوسف ، حتى يعلمَ أنّ في أرض مصر صدِّيقين مثلَه.

 

القول في تأويل قوله تعالى : فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ( 80 )

قال أبو جعفر يعني تعالى ذكره: ( فلما استيأسوا منه ) فلما يئسوا منه من أن يخلى يوسف عن بنيامين، ويأخذ منهم واحدًا مكانه، وأن يجيبهم إلى ما سألوه من ذلك.

وقوله ( استيأسوا ) ، « استفعلوا » ، من: « يئس الرجل من كذا ييأس » ، كما:-

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( فلما استيأسوا منه ) يئسوا منه، ورأوا شدّته في أمره.

وقوله: ( خلصوا نجيًّا ) ، يقول بعضهم لبعض يتناجون ، لا يختلط بهم غيرهم .

و « النجيّ » ، جماعة القوم المنتجين، يسمى به الواحد والجماعة ، كما يقال: « رجل عدل، ورجال عدل » ، و « قوم زَوْر، وفِطْر » . وهو مصدر من قول القائل: « نجوت فلانا أنجوه نجيًّا » ، جعل صفة ونعتًا . ومن الدليل على أن ذلك كما ذكرنا، قول الله تعالى وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا [ سورة مريم : 52 ] فوصف به الواحد ، وقال في هذا الموضع: ( خلصوا نجيًّا ) فوصف به الجماعة ، ويجمع « النجيّ » أنجية ، كما قال لبيد:

وَشَــهِدْتُ أنْجِيَــةَ الأفَاقَـةِ عَاليًـا كَــعْبي وَأَرْدَافُ المُلُــوكِ شُــهُودُ

وقد يقال للجماعة من الرجال: « نَجْوَى » كما قال جل ثناؤه: وَإِذْ هُمْ نَجْوَى [ سورة الإسراء: 47 ] وقال: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ [ سورة المجادلة: 7 ] وهم القوم الذين يتناجون . وتكون « النجوى » أيضا مصدرًا ، كما قال الله: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ [ سورة المجادلة: 10 ] تقول منه « : نجوت أنجو نجوى » فهي في هذا الموضع، المناجاة نفسها ، ومنه قول الشاعر

بُنَــيَّ بَـدَا خِـبُّ نَجْـوَى الرِّجَـالِ فَكُــنْ عِنْــدَ سـرّكَ خَـبَّ النَّجِـيّ

فـ « النجوى » و « النجي » ، في هذا البيت بمعنى واحد ، وهو المناجاة ، وقد جمع بين اللغتين .

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: ( خلصوا نجيًّا ) قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي: ( فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًّا ) وأخلص لهم شمعون ، وقد كان ارتهنه ، خَلَوْا بينهم نجيًّا، يتناجون بينهم .

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( خلصوا نجيًّا ) خلصوا وحدهم نجيًّا.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( خلصوا نجيًّا ) : أي خلا بعضهم ببعض ، ثم قالوا: ماذا ترون؟

وقوله: ( قال كبيرهم ) اختلف أهل العلم في المعنيِّ بذلك.

فقال بعضهم: عنى به كبيرهم في العقل والعلم ، لا في السن ، وهو شمعون. قالوا: وكان روبيل أكبر منه في الميلاد .

ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله: ( قال كبيرهم ) قال: هو شمعون الذي تخلّف ، وأكبر منهأو: أكبر منهم في الميلاد، روبيل.

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( قال كبيرهم ) : ، شمعون الذي تخلّف ، وأكبر منه في الميلاد روبيل.

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثني المثنى قال، أخبرنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: ( قال كبيرهم ) ، قال: شمعون الذي تخلف ، وأكبرهم في الميلاد روبيل.

وقال آخرون: بل عنى به كبيرهم في السن، وهو روبيل .

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( قال كبيرهم ) ، وهو روبيل، أخو يوسف ، وهو ابن خالته ، وهو الذي نهاهم عن قتله.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( قال كبيرهم ) ، قال: روبيل ، وهو الذي أشار عليهم أن لا يقتلوه.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي: ( قال كبيرهم ) في العلم ( إن أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض ) ، الآية ، فأقام روبيل بمصر ، وأقبل التسعة إلى يعقوب، فأخبروه الخبرَ ، فبكى وقال: يا بنيّ ما تذهبون مرَّة إلا نقصتم واحدًا! ذهبتم مرة فنقصتم يوسف ، وذهبتم الثانية فنقصتم شمعون ، وذهبتم الآن فنقصتُم روبيل!

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًّا ) قال: ماذا ترون؟ فقال روبيل كما ذكر لي ، وكان كبير القوم: ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم ومن قبل ما فرطتم في يوسف ) ،الآية.

قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك بالصحة، قول من قال: عنى بقوله: ( قال كبيرهم ) روبيل، لإجماع جميعهم على أنه كان أكبرهم سنًّا. ولا تفهم العرب في المخاطبة إذا قيل لهم: « فلان كبير القوم » ، مطلقا بغير وصل، إلا أحد معنيين: إما في الرياسة عليهم والسؤدد، وإما في السن. فأما في العقل، فإنهم إذا أرادوا ذلك وصَلوه ، فقالوا: « هو كبيرهم في العقل » . فأما إذا أطلق بغير صلته بذلك، فلا يفهم إلا ما ذكرت.

وقد قال أهل التأويل: لم يكن لشمعون وإن كان قد كان من العلم والعقل بالمكان الذي جعله الله به على إخوته رياسةٌ وسؤدد ، فيعلم بذلك أنه عنى بقوله: ( قال كبيرهم ) فإذا كان ذلك كذلك فلم يبق إلا الوجه الآخر ، وهو الكبر في السن ، وقد قال الذين ذكرنا جميعًا « : روبيل كان أكبر القوم سنًّا » ، فصح بذلك القول الذي اخترناه .

وقوله: ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله، ) يقول: ألم تعلموا، أيها القوم؛ أنَّ أباكم يعقوب قد أخذ عليكم عهودَ الله ومواثيقه: لنأتينه به جميعا ، إلا أن يحاط بكم ( ومن قبل ما فرطتم في يوسف ) ، ومن قبل فعلتكم هذه، تفريطكم في يوسف. يقول: أو لم تعلموا من قبل هذا تفريطكم في يوسف؟ وإذا صرف تأويل الكلام إلى هذا الذي قلناه ، كانت « ما » حينئذ في موضع نصب .

وقد يجوز أن يكون قوله: ( ومن قبل ما فرطتم في يوسف ) خبرا مبتدأ ، ويكون قوله: ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله ) خبرًا متناهيًا فتكون « ما » حينئذ في موضع رفع ، كأنه قيل: « ومن قبل هذا تفريطكم في يوسف » فتكون « ما » مرفوعة بـ « من » قبلُ.

هذا ويجوز أن تكون « ما » التي هي صلة في الكلام ، فيكون تأويل الكلام: ومن قبل هذا فرطتم في يوسف .

وقوله: ( فلن أبرح الأرض ) التي أنا بها، وهي مصر فأفارقها ( حتى يأذن لي أبي ) بالخروج منها ، كما:-

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( فلن أبرح الأرض ) التي أنا بها اليوم ( حتى يأذن لي أبي ) ، بالخروج منها.

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: قال شمعون: ( لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ) .

وقوله: ( أو يحكم الله لي ) ، أو يقضي لي ربي بالخروج منها وترك أخي بنيامين ، وإلا فإني غير خارج ( وهو خير الحاكمين ) ، يقول: والله خير من حكم، وأعدل من فصل بين الناس .

وكان أبو صالح يقول في ذلك بما:-

حدثني الحسين بن يزيد السبيعي قال، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح في قوله: ( حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي ، ) قال: بالسيف.

وكأنَّ أبا صالح وجّه تأويل قوله: ( أو يحكم الله لي ) ، إلى: أو يقضي الله لي بحرب من مَنَعَني من الانصراف بأخي بنيامين إلى أبيه يعقوب ، فأحاربه .

 

القول في تأويل قوله تعالى : ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ( 81 )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن قيل روبيل لإخوته، حين أخذ يوسف أخاه بالصواع الذي استخرج من وعائه: ارجعوا، إخوتي، إلى أبيكم يعقوب فقولوا له يا أبانا إن ابنك بنيامين سرق ) .

والقرأة على قراءة هذا الحرف بفتح السين والراء والتخفيف: ( إن ابنك سرق ) .

ورُوي عن ابن عباس: « إنَّ ابْنَكَ سُرِّقَ » بضم السين وتشديد الراء ، على وجه ما لم يسمَّ فاعله، بمعنى: أنه سَرَق ( وما شهدنا إلا بما علمنا ) .

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.

فقال بعضهم: معناه: وما قلنا إنه سرق إلا بظاهر علمنا بأن ذلك كذلك ، لأن صواع الملك أصيب في وعائه دون أوعية غيره.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( ارجعوا إلى أبيكم ) فإني ما كنت راجعًا حتى يأتيني أمرُه ( فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا ) ، أي: قد وجدت السرقة في رحله ، ونحن ننظر لا علم لنا بالغيب ( وما كنا للغيب حافظين ) .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما شهدنا عند يوسف بأن السارق يؤخذ بسرقته إلا بما علمنا .

ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: قال لهم يعقوب عليه السلام: ما يدري هذا الرجل أن السارق يؤخذ بسرقته إلا بقولكم! فقالوا: ( ما شهدنا إلا بما علمنا ) ، لم نشهد أن السارق يؤخذ بسرقته إلا وذلك الذي علمنا. قال: وكان الحكم عند الأنبياء، يعقوب وبنيه أن يؤخذ السارق بسرقته عبدًا فيسترقّ.

وقوله: ( وما كنا للغيب حافظين ) ، يقول: وما كنا نرى أن ابنك يسرق ويصير أمرنا إلى هذا ، وإنما قلنا وَنَحْفَظُ أَخَانَا مما لنا إلى حفظه منه السبيل .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسين بن الحريث أبو عمار المروزي. قال، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن يزيد ، عن عكرمة: ( وما كنا للغيب حافظين ) . قال: ما كنا نعلم أن ابنك يسرق.

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( وما كنا للغيب حافظين ) ، لم نشعر أنه سيسرق.

حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( وما كنا للغيب حافظين ) قال: لم نشعر أنه سيسرق.

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( وما كنا للغيب حافظين ) قال: لم نشعر أنه سيسرق.

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد وأبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة: ( وما كنا للغيب حافظين ) قال: ما كنا نظن ولا نشعر أنه سيسرق.

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( وما كنا للغيب حافظين ) قال: ما كنا نرى أنه سيسرق.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى. قال حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( وما كنا للغيب حافظين ) ، قال: ما كنا نظن أن ابنك يسرق.

قال أبو جعفر : وأولى التأويلين بالصواب عندنا في قوله: ( وما شهدنا إلا بما علمنا ) قولُ من قال: وما شهدنا بأن ابنك سرق إلا بما علمنا من رؤيتنا للصواع في وعائه لأنه عَقيِب قوله: ( إن ابنك سرق ) ؛ فهو بأن يكون خبرًا عن شهادتهم بذلك، أولى من أن يكون خبرًا عما هو منفصل.

وذكر أن « الغيب » ، في لغة حمير، هو الليل بعينه .

 

القول في تأويل قوله تعالى : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( 82 )

قال أبو جعفر : يقول: وإن كنتَ مُتَّهمًا لنا، لا تصدقنا على ما نقول من أن ابنك سرق: ( فاسأل القرية التي كنا فيها ) ، وهي مصر، يقول: سل من فيها من أهلها ( والعير التي أقبلنا فيها ) ، وهي القافلة التي كنا فيها ، التي أقبلنا منها معها ، عن خبر ابنك وحقيقة ما أخبرناك عنه من سَرَقِهِ ، فإنك تَخْبُر مصداق ذلك ( وإنّا لصادقون ) فيما أخبرناك من خبره .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( واسأل القرية التي كنا فيها ) ، وهي مصر.

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: ( واسأل القرية التي كنا فيها ) قال: يعنون مصر.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال: قد عرف رُوبيل في رَجْع قوله لإخوته، أنهم أهلُ تُهمةٍ عند أبيهم ، لما كانوا صنعوا في يوسف . وقولهم له: ( اسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها ) ، فقد علموا ما علمنا وشهدوا ما شهدنا، إن كنت لا تصدقنا ( وإنا لصادقون ) .

 

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 83 )

قال أبو جعفر: في الكلام متروك ، وهو: فرجع إخوة بنيامين إلى أبيهم ، وتخلف روبيل ، فأخبروه خبره ، فلما أخبروه أنه سرق قال ( بل سوّلت لكم أنفسكم أمرا ) ، يقول: بل زينت لكم أنفسكم أمرًا هممتم به وأردتموه ( فصبر جميل ) ، يقول: فصبري على ما نالني من فقد ولدي، صبرٌ جميل لا جزع فيه ولا شكاية عسى الله أن يأتيني بأولادي جميعًا فيردّهم عليّ ( إنه هو العليم ) ، بوحدتي، وبفقدهم وحزني عليهم، وصِدْقِ ما يقولون من كذبه ( الحكيم ) ، في تدبيره خلقه .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل ) ، يقول: زينت وقوله: ( عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا ) يقول: بيوسف وأخيه وروبيل.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال: لما جاءوا بذلك إلى يعقوب ، يعني بقول روبيل لهم، اتَّهمهم وظن أن ذلك كفعلتهم بيوسف ، ثم قال: ( بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا ) أي: بيوسف وأخيه وروبيل.

 

القول في تأويل قوله تعالى : وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ( 84 )

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره، بقوله: ( وتولى عنهم ) ، وأعرض عنهم يعقوب ( وقال يا أسفا على يوسف ) ، يعني: يا حَزَنا عليه .

يقال: إن « الأسف » هو أشدُّ الحزن والتندم. يقال منه « : أسِفْتُ على كذا آسَفُ عليه أسَفًا » .

يقول الله جل ثناؤه: وابيضَّت عينا يعقوب من الحزن ( فهو كظيم ) ، يقول: فهو مكظوم على الحزن ، يعني أنه مملوء منه، مُمْسِك عليه لا يُبينه.

صُرِف « المفعول » منه إلى « فعيل » ، ومنه قوله: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ [ سورة آل عمران: 134 ] ، وقد بينا معناه بشواهده فيما مضى .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ما قلنا في تأويل قوله: ( وقال يا أسفا على يوسف ) :

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( وتولى عنهم ) ، أعرض عنهم ، وتتَامَّ حزنه ، وبلغ مجهودَه ، حين لحق بيوسف أخوه، وهيَّج عليه حزنه على يوسف ، فقال: ( يا أسَفَا على يوسف وابيضَّت عيناه من الحزن فهو كظيم ) .

حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال،حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( وتولى عنهم وقال يا أسفَا على يوسف ) ، يقول: يا حزني على يوسف.

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( يا أسفا على يوسف ) ، يا حَزَنَا.

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( يا أسفا على يوسف ) ، يا جزعاه.

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( يا أسفا على يوسف ) ، يا جَزَعاه حزنًا.

حدثني المثنى قال، أخبرنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( يا أسفا على يوسف ) ، يا جَزَعَا.

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( يا أسفا على يوسف ) أي: حَزَناه.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( يا أسفَا على يوسف ) ، قال: يا حزناه على يوسف.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا محمد بن حميد المعمري ، عن معمر ، عن قتادة ، نحوه .

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: ( وقال يا أسفا على يوسف ) .....

حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن أبي حجيرة ، عن الضحاك: ( يا أسفا على يوسف ) ، قال: يا حَزَنَا على يوسف.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو، عن أبي مرزوق ، عن جويبر، عن الضحاك: ( يا أسفَا ) ، يا حَزَنَاه.

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك: ( يا أسفا ) يا حزنا ( على يوسف ) .

حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن سفيان العصفري ، عن سعيد بن جبير قال: لم يُعْطَ أحدٌ غيرَ هذه الأمة الاسترجاع ، ألا تسمعون إلى قول يعقوب: ( يا أسفَا على يوسف ) ؟

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا سفيان ، عن سعيد بن جبير، نحوه .

*ذكر من قال ما قلنا في تأويل قوله: ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) .

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( فهو كظيم ) ، قال: كظيم الحزن.

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( فهو كظيم ) ، قال: كظيم الحزن.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، نحوه .

حدثني المثنى قال، أخبرنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( فهو كظيم ) ، قال: الحزن.

حدثني المثنى قال، أخبرنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( فهو كظيم ) ، مكمود.

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: ( فهو كظيم ) ، قال: كظيمٌ على الحزن.

حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله: ( فهو كظيم ) ، قال: « الكظيم » ، الكميد.

حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله: ( فهو كظيم ) ، قال: كميد.

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا جويبر ، عن الضحاك ، في قوله: ( كظيم ) ، قال: كميد.

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( وابيضت عيناه من الحرن فهو كظيم ) ، يقول: تردَّدَ حُزْنُه في جوفه، ولم يتكلّم بسوء.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله: ( فهو كظيم ) ، قال: كظيم على الحزن، فلم يقل بأسًا.

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا الحسين بن الحسن قال، حدثنا ابن المبارك قال، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله: ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) قال: كظيم على الحزن فلم يقل إلا خيرًا.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان ، عن يزيد بن زريع ، عن عطاء الخراساني: ( فهو كظيم، ) قال: مكروب.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدى: ( فهو كظيم ) قال: من الغيظ.

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد ، في قوله: ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) ، قال: « الكظيم » الذي لا يتكَّلم ، بلغ به الحزن حتى كان لا يكلِّمهم.

 

القول في تأويل قوله تعالى : قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ( 85 )

قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره: قال ولد يعقوب الذين انصرفوا إليه من مصر له، حين قال: يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ : تالله لا تزال تذكر يوسف .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو ، قال حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( تفتأ ) تفتر من حبه.

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( تفتأ ) ، تفتر من حبه.

قال أبو جعفر:

هكذا قال الحسن في حديثه ، وهو غلط ، إنما هو: تفتر من حبه ، تزال تذكر يوسف.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف ) قال: لا تفتر من حبه.

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( تفتأ ) : تفتر من حبه.

19679 ....- قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله: ( تالله تفتأ تذكر يوسف ) ، قال: لا تزال تذكر يوسف.

حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس: ( قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف ) قال: لا تزال تذكر يوسف. قال، لا تفتر من حبه.

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( تفتأ تذكر يوسف ) قال: لا تزال تذكر يوسف.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( تفتأ تذكر يوسف ، ) قال: لا تزال تذكر يوسف.

يقال منه: « ما فَتِئت أقول ذاك » ، « وما فَتَأت » لغة ، « أفْتِئُ وأفْتَأ فَتأً وفُتوُءًا » . وحكي أيضًا: « ما أفتأت به » ، ومنه قول أوس بن حجر:

فَمَــا فَتِئَـتْ حَـتَّى كـأَنَّ غُبَارَهَـا سُــرَادِقُ يَــوْمٍ ذِي رِيَـاحٍ تَـرَفَّعُ

وقوله الآخر

فَمَــا فَتِئَـتْ خَـيْلٌ تَثُـوبَ وَتَـدَّعِي وَيَلْحَــقُ مِنْهَــا لاحِــقٌ وتَقَطَّـعُ

بمعنى: فما زالت.

وحذفت « لا » من قوله: ( تفتأ ) وهي مرادة في الكلام ، لأن اليمين إذا كان ما بعدها خبرًا لم يصحبها الجحد ، ولم تسقط « اللام » التي يجاب بها الأيْمان ، وذلك كقول القائل: « والله لآتينَّك » ، وإذا كان ما بعدها مجحودًا تُلُقِّيت بـ « ما » أو بـ « لا » . فلما عرف موقعها حُذِفت من الكلام، لمعرفة السامع بمعنى الكلام ، ومنه قول امرئ القيس:

فَقُلْــتُ يَمِيــنَ اللـهِ أبْـرَحُ قَـاعِدًا وَلَـوْ قَطَّعُـوا رَأْسِـي لَدَيْكِ وأوْصَالِي

فحذفت « لا » من قوله: « أبرح قاعدًا » ، لما ذكرت من العلة ، كما قال الآخر:

فَـلا وأَبِـي دَهْمَـاءَ زَالَـتْ عَزِيـزَةً عَـلَى قَوْمِهَـا مَـا فَتَّـلَ الزَّنْـدَ قَادِحُ

يريد: لا زالت .

وقوله: ( حتى تكون حرضًا، ) يقول: حتى تكون دَنِفَ الجسم مخبولَ العقل.

وأصل الحرض: الفساد في الجسم والعقل من الحزن أو العشق، ومنه قول العَرْجيّ:

إنِّـي امْـرُؤٌ لَـجّ بي حُبٌّ فأَحْرَضَني حَـتَّى بَلِيـتُ وحَـتّى شَـفَّني السَّـقَمُ

يعني بقوله: « فأحرضني » ، أذابني فتركني مُحْرَضًا. يقال منه: « رجل حَرَضٌ ، وامرأة حَرَضٌ ، وقوم حَرَضٌ ، ورجلان حَرَضٌ » ، على صورة واحدة للمذكر والمؤنث، وفي التثنية والجمع. ومن العرب من يقول للذكر: « حَارِض » ، وللأنثى « حارضة » . فإذا وُصف بهذا اللفظ ثُنِّي وجُمع، وذكِّر وأنث. وَوُحِّد « حَرَض » بكل حال ولم يدخله التأنيث، لأنه مصدر ، فإذا أخرج على « فاعل » على تقدير الأسماء، لزمه ما يلزم الأسماء من التثنية والجمع والتذكير والتأنيث. وذكر بعضهم سماعًا: « رجُل مُحْرَضٌ » ، إذا كان وَجِعًا ، وأنشد في ذلك بيتًا:

طَلَبَتْــهُ الخَــيْلُ يَوْمًــا كَــامِلا وَلَــوَ الْفَتْــهُ لأضْحَـى مُحْرَضَـا

وذكر أنَّ منه قول امرئ القيس:

أَرَى المَـرْءَ ذَا الأذْوَادِ يُصْبِحُ مُحْرَضًا كَـإِحْرَاضِ بَكْـرٍ فـي الدِّيَـارِ مَريضِ

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( حتى تكون حرضًا ) يعني: الجَهْدَ في المرض، البالي.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( حتى تكون حرضًا ) قال: دون الموت.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد: ( حتى تكون حرضًا ) قال: الحرض، ما دون الموت.

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

...قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( حتى تكون حرضًا ) حتى تبلى أو تهرم.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( حتى تكون حرضًا ) حتى تكون هَرِمًا.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أبي بكر الهذلي ، عن الحسن: ( حتى تكون حرضًا ) قال: هرمًا.

...قال، حدثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك قال: « الحرض » ، الشيء البالي.

حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله: ( حتى تكون حرضًا ) قال: الحرض: الشيء البالي الفاني.

19696....- قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك ، عن أبي معاذ ، عن عبيد بن سليمان ، عن الضحاك: ( حتى تكون حَرَضًا ) « الحرضُ » البالي.

حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك يقول في قوله: ( حتى تكون حرضًا ) : هو البالي المُدْبر.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي: ( حتى تكون حرضًا ) باليًا.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال: لما ذكر يعقوبُ يوسفَ قالوا يعني ولده الذين حضروه في ذلك الوقت، جهلا وظلمًا: ( تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضًا ، ) أي: تكون فاسدًا لا عقل لك ( أو تكون من الهالكين. )

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد ، في قوله: ( حتى تكون حرضًا أو تكون من الهالكين ) ، قال: « الحرض » : الذي قد رُدَّ إلى أرذل العمر حتى لا يعقل ، أو يهلك، فيكون هالكًا قبل ذلك.

وقوله: ( أو تكون من الهالكين ) ، يقول: أو تكون ممن هلك بالموت .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد: ( أو تكون من الهالكين ، ) قال: الموت.

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( أو تكون من الهالكين ، ) من الميتين.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك، ( أو تكون من الهالكين ) قال: الميتين.

حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، مثله .

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو بن عون ، عن أبي بكر الهذلي ، عن الحسن: ( أو تكون من الهالكين ) ، قال: الميتين.

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( أو تكون من الهالكين ) ، قال: أو تموت.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( أو تكون من الهالكين، ) قال: من الميتين.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي: ( أو تكون من الهالكين، ) قال: الميتين.

 

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 86 )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: قال يعقوب للقائلين له من ولده: تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ : لست إليكم أشكو بثي وحزني ، وإنما أشكو ذلك إلى الله .

ويعني بقوله: ( إنما أشكو بثي ) ، ما أشكو هَمِّي وحزني إلا إلى الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج: ( إنما أشكو بثي ) ، قال ابن عباس: « بثي » ، همي.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال: قال يعقوب عَنْ عِلْمٍ بالله: ( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) ، لما رأى من فظاظتهم وغلظتهم وسوء لَفْظهم له: لم أشك ذلك إليكم ( وأعلم من الله ما لا تعلمون ) .

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن الحسن: ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) قال: حاجتي وحزني إلى الله.

حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا هوذة بن خليفة قال، حدثنا عوف ، عن الحسن ، مثله .

وقيل: إن « البثّ » ، أشد الحزن ، وهو عندي من : « بَثّ الحديث » ، وإنما يراد منه: إنما أشكو خبري الذي أنا فيه من الهمِّ ، وأبثُّ حديثي وحزني إلى الله .

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عوف ، عن الحسن، ( إنما أشكو بثي ) ، قال: حزني.

حدثنا ابن بشار قال، حدثني يحيى بن سعيد ، عن عوف ، عن الحسن: ( إنما أشكو بثي وحزني ) ، قال: حاجتي.

وأما قوله ( وأعلم من الله ما لا تعلمون ) فإن ابن عباس كان يقول في ذلك فيما ذكر عنه ما:-

حدثني به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله: ( وأعلم من الله ما لا تعلمون ، ) يقول: أعلم أن رؤيا يوسف صادقة، وأني سأسجد له.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال: ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) ، قال: لما أخبروه بدعاء الملك، أحسَّت نفسُ يعقوب وقال: ما يكون في الأرض صِدِّيق إلا نبيّ ! فطمع قال: لعله يوسف.

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) الآية ، ذكر لنا أن نبي الله يعقوب لم ينـزل به بلاءٌ قط إلا أتى حُسْنَ ظنّه بالله من ورائه.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام ، عن عيسى بن يزيد ، عن الحسن قال، قيل: ما بلغ وجدُ يعقوب على ابنه؟ قال: وجد سبعين ثكلى! . قال: فما كان له من الأجر؟ قال: أجر مئة شهيدٍ . قال: وما ساء ظنه بالله ساعةً من ليل ولا نهارٍ.

حدثنا به ابن حميد مرة أخرى قال، حدثنا حكام ، عن أبي معاذ ، عن يونس ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله .

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن المبارك بن مجاهد ، عن رجل من الأزد ، عن طلحة بن مصرِّف الإيامي قال، ثلاثة لا تذْكُرْهنّ واجتنب ذكرهُنّ: لا تشك مَرَضَك ، ولا تَشكُّ مصيبتك ، ولا تزكِّ نفسك . قال: وأنبئت أنّ يعقوب بن إسحاق دخل عليه جار له ، فقال له: يا يعقوب ما لي أراك قد انهشمت وفنيتَ، ولم تبلغ من السن ما بلغ أبوك؟ قال: هَشَمني وأفناني ما ابتلاني الله به من همّ يوسف وذكره! فأوحى الله إليه: يا يعقوب أتشكوني إلى خلقي؟ فقال: يا رب خطيئة أخطأتُها ، فاغفرها لي ! قال: فإني قد غفرت لك . وكان بعد ذلك إذا سئل قال، ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) .

حدثنا عمرو بن علي قال، حدثني مؤمل بن إسماعيل قال، حدثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت قال، بلغني أن يعقوب كبر حتى سقط حاجبَاه على وجنتيه ، فكان يرفعهما بخِرْقَة ، فقال له رجل: ما بلغ بك ما أرى؟ قال: طول الزمان وكثرة الأحزان . فأوحى الله إليه: يا يعقوب تشكوني؟ قال: خطيئة فاغفرها.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح قال، حدثنا ثور بن يزيد قال: دخل يعقوب على فرعون وقد سقط حاجبَاه على عينيه ، فقال: ما بلغ بك هذا يا إبراهيم؟ فقالوا: إنّه يعقوب ، فقال: ما بلغ بك هذا يا يعقوب؟ قال: طول الزمان وكثرة الأحزان . فقال الله: يا يعقوب أتشكوني؟ فقال: يا رب خطيئة أخطأتها ، فاغفرها لي.

حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا عبد الوهاب قال، حدثنا هشام ، عن ليث بن أبي سليم قال، دخل جبريل على يوسف السجنَ ، فعرفه، فقال: أيها المَلَكُ الحسن وجهه ، الطيبة ريحُه ، الكريمُ على ربه ، ألا تخبرني عن يعقوب أحيٌّ هو؟ قال: نعم . قال: أيها الملك الحسنُ وجههُ ، الطيبة ريحه ، الكريم على ربه ، فما بلغ من حزنه؟ قال: حزن سبعين مُثْكِلة . قال: أيها الملك الحسن وجهه ، الطيبة ريحه ، الكريم على ربه ، فهل في ذلك من أجر؟ قال: أجر مئة شهيد.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد قال: حُدّثت أن جبريل أتى يوسف صلى الله عليه وسلم وهو بمصر في صورة رجل، فلما رآه يوسف عرَفه ، فقام إليه: فقال: أيها الملك الطيبُ ريحه ، الطاهرُ ثيابه ، الكريم على ربه ، هل لك بيعقوب من علم؟ قال: نعم! قال: أيها الملك الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، فكيف هو؟ قال: ذهب بصره . قال: أيها الملك الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، وما الذي أذهب بصره؟ قال: الحزنُ عليك . قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، فما أعطي على ذلك؟ قال: أجر سبعين شهيدًا.

حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال أبو شريح: سمعت من يحدث أن يوسف سأل جبريل: ما بلغ من حزن يعقوب؟ قال: حزن سبعين ثكلى . قال: فما بلغ أجره؟ قال: أجر سبعين شهيدًا.

... قال: أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني نافع بن يزيد ، عن عبيد الله بن أبي جعفر قال، دخل جبريل على يوسف في البئر أو في السجن ، فقال له يوسف: يا جبريل ، ما بلغ حزن أبي؟ قال: حزن سبعين ثكلى . قال: فما بلغ أجره من الله؟ قال: أجر مئة شهيدٍ.

حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد بن معقل قال، سمعت وهب بن منبه يقول: أتى جبريل يوسف بالبشرى وهو في السجن. فقال: هل تعرفني أيها الصِّدِّيق؟ قال: أرى صورة طاهرة ورُوحًا طيبة لا تشبه أرواح الخاطئين . قال: فإني رسول رب العالمين ، وأنا الروح الأمين . قال: فما الذي أدخلك على مُدْخَل المذنبين ، وأنت أطيب الطيبين ، ورأس المقربين ، وأمين رب العالمين؟ قال: ألم تعلم يا يوسف أن الله يطّهر البيوت بطُهْر النبيين ، وأن الأرض التي يدخلونها هي أطهر الأرَضِين ، وأن الله قد طهَّر بك السجن وما حوله يا أطهر الطاهرين وابن المطهَّرين؟ إنما يتطهر بفضل طهرك وطهر آبائك الصالحين المخلَصِين! قال: كيف لي باسم الصّدِّيقين ، وتعدُّني من المخلصين ، وقد أدخلت مُدْخَل المذنبين ، وسميت في الضالين المفسدين؟ قال: لم يُفْتَتَنْ قلبُك ، ولم تطع سيدتك في معصية ربك ، ولذلك سمَّاك الله في الصديقين ، وعدّك من المخلَصين ، وألحقك بآبائك الصالحين . قال: لك علم بيعقوب أيها الروح الأمين؟ قال: نعم ، وهبه الله الصبر الجميل ، وابتلاه بالحزن عليك ، فهو كظيم . قال: فما قَدْرُ حزنه؟ قال: حزن سبعين ثكلى . قال: فماذا له من الأجر يا جبريل؟ قال: قدر مئة شهيدٍ.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن ثابت البناني قال، دخل جبريل على يوسف في السجن ، فعرفه يوسف قال، فأتاه فسلم عليه ، فقال: أيها الملك الطيبُ ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، هل لك من علم بيعقوب؟ قال: نعم . قال: أيها الملك الطيبُ ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، هل تدري ما فعل؟ قال: ابيضَّت عيناه . قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، ممّ ذاك؟ قال: من الحزن عليك. قال، أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، وما بلغ من حزنه؟ قال: حزن سبعين مُثْكِلة . قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، هل له على ذلك من أجر؟ قال: نعم أجر مئة شهيدٍ.

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال، أتى جبرئيل يوسف وهو في السجن فسلّم عليه ، وجاءه في صورة رجلٍ حسن الوجه طيّب الريح نقيّ الثياب ، فقال له يوسف: أيها المَلك الحسن وجهه ، الكريم على ربه ، الطيب ريحه ، حدثني كيف يعقوب؟ قال: حزن عليك حزنًا شديدًا . قال: وما بلغ من حزنه؟ قال: حزن سبعين مُثْكِلة . قال: فما بلغ من أجره؟ قال: أجر سبعين أو مئة شهيدٍ . قال يوسف: فإلى من أوَى بعدي؟ قال: إلى أخيك بنيامين . قال: فتراني ألقاه أبدًا؟ قال: نعم . فبكى يوسف لما لقي أبوه بعده ، ثم قال: ما أبالي ما لقيت إنِ اللهُ أرانيه.

... قال: حدثنا عمرو بن محمد ، عن إبراهيم بن يزيد ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال، أتى جبريل يوسف وهو في السجن ، فسلم عليه ، فقال له يوسف، أيها الملك الكريم على ربه ، الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، هل لك من علم بيعقوب؟ قال: نعم ما أشد حزنه ! قال: أيها الملك الكريم على ربه ، الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، ماذا لَه من الأجر؟ قال: أجر سبعين شهيدًا . قال: أفتراني لاقيه؟ قال: نعم . قال: فطابت نفس يوسف.

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن سعيد بن جبير قال: لما دخل يعقوب على الملك وحاجباه قد سقطا على عينيه ، قال الملك: ما هذا؟ قال: السنون والأحزان، أو: الهموم والأحزان ، فقال ربه: يا يعقوب لم تشكوني إلى خلقي ، ألم أفعل بك وأفعل؟

حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: من بثَّ لم يصبر ثم قرأ: ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) .

حدثني عمرو بن عبد الحميد الآملي قال، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن الحسن قال، كان منذ خرج يوسف من عند يعقوب إلى يوم رجع ثمانون سنة ، لم يفارق الحزن قلبه ، يبكي حتى ذهبَ بصره . قال الحسن: والله ما على الأرض يومئذ خليقةٌ أكرم على الله من يعقوب صلى الله عليه وسلم.