ممَّ تكوّن الله وكيف تكوّن؟

اللجنة الدائمة

السؤال: دعوت أصدقاء لي من النصارى إلى الإسلام فوافقوا على شرط أن أجيب على سؤالهم وهو: أنهم يعترفون أن الله سبحانه هو خالق السماوات والأرض وما بينهما وهو خالق كل شيء ولكنهم يسألون: ممَّ تكوّن الله وكيف تكوّن؟ ومن خلقه؟

ما هو الجواب الذي يليق بمقام الله سبحانه وتعالى والذي أستطيع أن أقوله لهم وبدون إحراج؟
الإجابة: إن هذه الأسئلة من إلقاء الشيطان ووسوسته يوحي بها إلى أتباعه من شياطين الإنس وغيرهم ليضلهم عن الصراط المستقيم. والله تبارك وتعالى هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء ورد في الحديث: "أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء" (الحديث رواه الإمام أحمد).

وهو واحد لا مثل له ولا شبيه ولا والد ولا ولد، ولم يكن له كفواً أحد، وثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟"، فقال أبو هريرة -وهو آخذ بيد رجل-: صدق الله ورسوله، قد سألني اثنان، وهذا الثالث، وفي رواية: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟"، قال: فبينما أنا في المسجد إذ جاءني ناسٌ من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة، هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا قوموا صدق خليلي، وفي الصحيحين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا، حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك ليستعذ بالله ولينته"، وفي رواية أخرى قال: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله"، واللفظ لهما، وأخرج أبو داود الرواية الأخيرة، وله أيضاً نحوه وقال: "فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ من الشيطان".

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد التاسع عشر (العقيدة).