هل الرسول صلى الله عليه وسلم كامل القدرة?

اللجنة الدائمة

السؤال: هل الرسول صلى الله عليه وسلم كامل القدرة?
الإجابة: إن أريد بكمال قدرة الرسول صلى الله عليه وسلم الكمال النسبي بالنظر إلى بني جنسه من البشر فهو مُسلَّم به.

وإن أريد به الكمال المطلق فهو باطل، وغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم وتشبيه للمخلوق بالخالق; لأن الكمال المطلق في القدرة ونحوها من اختصاص الله جل شأنه، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقدرته محدودة مستمدة من الله وليست له من ذاته; ولذا تفاوتت قوة وضعفاً في صحته ومرضه، وأمره الله أن يقول للكفار حين طلبوا منه الآيات: {إنما الآيات عند الله} وأمره الله أن يقول لهم حينما استعجلوا العذاب: {لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم} إلى غير ذلك مما يدل على أنه عليه الصلاة والسلام ليس له الكمال المطلق قوة واقتداراً، إنما ذلك إلى الله وحده، ومن ذلك الحديث الصحيح الذي فيه: إنه سقط عن فرسه وجحش شقه حتى صلى بالناس جالساً، وحديث إصابته في غزوة أحد، وفي ذهابه للطائف قبل الهجرة للدعوة إلى التوحيد، ففي [صحيح البخاري] عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم"، وفيه عن سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أما والله إني لأعرف من كان يَغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كان يسكب الماء وبما دووي، قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسله وعلي يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم.

وكسرت رباعيته يومئذ وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه، فلو كان له صلى الله عليه وسلم كمال القدرة لما قدر أحد من أعدائه على إيذائه بجرح وجهه وكسر رباعيته وكسر البيضة على رأسه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد العاشر (العقيدة).