هل نثبت صفة الملل لله عز وجل؟

الشيخ محمد بن صالح العثيمين

السؤال: هل نثبت صفة الملل لله عز وجل؟
الإجابة: فأجاب بقوله: جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "فإن الله لا يمل حتى تملوا"، فمن العلماء من قال: إن هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل الله ليس كملل المخلوق، إذ إن ملل المخلوق نقص، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً.

ومن العلماء من يقول: إن قوله: "لا يمل حتى تملوا" يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل فإن الله يجازيك عليه فاعمل ما بدا لك، فإن الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا فيكون المراد بالملل لازم الملل.

,منهم من قال: إن هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً، لأن قول القائل: لا أقوم حتى تقوم لا يستلزم قيام الثاني، وهذا أيضاً: "لا يمل حتى تملوا" لا يستلزم ثبوت الملل لله عز وجل.

,على كل حال يجب علينا أن نعتقد أن الله تعالى منزه عن كل صفة نقص من الملل وغيره وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.