كثر الحديث عن الفئة الضالة ممن قام بتفجير

ناصر بن سليمان العمر

السؤال: كثر الحديث عن الفئة الضالة ممن قام بتفجير وأعمال الحرابة، ولكن كثر السب والشتم واللعن لهم ولوالديهم وأهلهم أجمعين، لذا نود من فضيلة الشيخ ناصر البيان الشافي حول هذا الموضوع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

يقول الله سبحانه: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: من الآية164]، وقال صلى الله عليه وسلم لرجل جاء ومعه ابنه: "أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه" (أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم بسند صحيح).

ولذلك لا يجوز مسّ أحد من أقارب من قام بالتفجيرات بأي أذى حسي أو معنوي، وما يعانونه من ضيق وبلاء بسبب تصرفات أقاربهم يحتاجون إلى من يعزيهم ويخفف عنهم لا من يزيدهم، فهذا من الظلم والبغي والعدوان، والله سبحانه وتعالى يقول كما في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا" (أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه)، كذلك لا يجوز لعن المعين على القول الراجح من كلام العلماء، وأعمال هولاء المفجرين مع شناعتها وجرمها لا تبرر لعنهم، كما لا تبرر الوقيعة في أهليهم وذويهم ولا إيذائهم بأي شئ.

فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من الزلل، فرب كلمة واحدة يقولها العبد المسلم ما يتبين منها وما يدري ما عواقبها تكون سبباً لدخوله جهنم والعياذ بالله؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين منها، يزل بها في النار أبعد مابين المشرق والمغرب" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).

وأخرج الترمذي وابن ماجة والحاكم بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً، يهوي بها سبعين خريفاً في النار"، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: "وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" (أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة والطيالسي والحاكم والطبراني بسند صحيح من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه).

جنبنا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.