فضل الجمع بين التعلم والتكسب

محمد الحسن الددو الشنقيطي

السؤال: شابٌ يرغب في متابعة دراسته حتى يحقق شيئاً لهذه الأمة، ولكن أباه يلح عليه ويطلب منه أن يعمل، وأنه أصبح قادراً على العمل، فما الحل؟
الإجابة: إنه بالإمكان أن يحاول إرضاء والده بعملٍ يسير لا يشغل جمهور وقته عن الدراسة، وتنظيم الوقت واستغلاله من المهارات التي ينبغي أن يتقنها الشباب، وأن يستفيدوا منها، ولذلك فإن أحد الدعاة في هذا الزمان جاء إلى القاهرة لطلب العلم وهو حسن البنا رحمه الله فلما أتى القاهرة كان فقيراً ليس معه زاد، وكان محتاجاً لتتبع حلقات العلماء وكان يدرس في مدرسة تكوين المعلمين في كلية المعلمين، وكان راتبه لا يكفي لنفقته ونفقة أهله، لكنه نظَّم وقته فذهب إلى صاحب بقالة فعرض عليه أن يعمل معه ساعتين من أربع وعشرين ساعة فيأخذ مقابلاً في ساعتين فقط من أربع وعشرين ساعة، ثم جعل ثمان ساعات لطلب العلم، ثم البقية لدراسته ودعوته وشؤون حياته العامة، وكان في الساعتين في البقالة يعمل عمل العمال جميعاً، فهو الذي ينظف كل البضائع ويعيد ترتيبها إلى مكانها، ويستدعي الزبناء بحسن خلقه وبتحديثه لهم في أمورهم التي يهتمون بها، ونصيحتهم بالبضائع التي هي أحسن وأرخص، فكان ذلك سبباً لتأليف قلوب كثير من الناس، وحتى أنه عندما اعتذر إلى صاحب البقالة بترك عمله فيها قال له: احضر عندي ساعتين يومياً ولا تعمل أي عمل وسأقدم لك الراتب الذي كنت تأخذه!!! لأنه رأى أن حضوره يستجلب الزبناء ويحضرهم إلى ذلك المكان.

وقد سبقه إلى هذا الأمر الإمام الشافعي رحمه الله فقد كان حريصاً على تنظيم وقته وجعل ساعة منه للخياطة يأخذ مقابلاً عليها، وبقية وقته لطلب العلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.