شخص عاصٍ، عندما دُعي للحق قال: "إن الله لم يكتب لي الهداية"، فكيف يُتعامل معه؟

الشيخ محمد بن صالح العثيمين

السؤال: شخص عاصٍ، عندما دُعي للحق قال: "إن الله لم يكتب لي الهداية"، فكيف يُتعامل معه؟
الإجابة: نقول بكل بساطة: أطَّلعت الغيب أم اتخذت عند الله عهداً؟ إن قال: نعم، كفر لأنه ادعى علم الغيب، وإن قال: لا، خُصم وغُلب، إذا كنت لم تطلع أن الله لم يكتب لك الهداية فاهتدِ، فالله ما منعك الهداية بل دعاك إلى الهداية، ورغّبك فيها، وحذرك من الضلالة، ونهاك عنها، ولم يشأ الله عز وجل أن يدع عباده على ضلالة أبداً، قال تعالى: {يبين الله لكم أن تضلوا}، {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم}، فتب إلى الله، والله عز وجل أشد فرحاً بتوبتك من رجل أضلّ راحلته وعليها طعامه وشرابه، وأيس منها، ونام تحت شجرة ينتظر الموت، فاستيقظ فإذا بخطام ناقته متعلق بالشجرة، فأخذ بخطام الناقة فرحاً وقال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك!!!" أخطأ من شدة الفرح، فنقول: تب إلى الله، والله أمرك بالاهتداء وبين لك طريق الحق، والله ولي التوفيق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني - باب القضاء والقدر.