رجل حوّل نفسه إلى امرأة فهل نعامله على أنه رجل أم امرأة

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال: رجل حوّل نفسه إلى امرأة عن طريق الجراحة التي أجراها له الأطباء، بحيث أصبح الآن امرأة!! إلا أنه بعد مدة أصبحت هذه المرآة مسلمة وترتدي الحجاب الإسلامي، ما قول الشرع في هذا؟ وكيف يكون التعامل مع هذه المرأة؟ هذه المرأة تطرد من أي مسجد تذهب إليه! إلا أنها الآن تصلي في إحدى المساجد مع النساء بدون أن يعرفن بهذا الأمر.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز إجراء عملية التحويل من ذكر إلى أنثى ولا العكس لما في ذلك من تغيير خلق الله، وذلك من عمل الشيطان الذي تعهد أنه سيغوي به بني آدم قال تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً * لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً * ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً * أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً} [النساء: 117-121]، وثبت في الصحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المشتبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال"، قال ابن حجر: "وتشبه النساء بالرجال، والرجال بالنساء من قاصد مختار، حرام اتفاقاً".

وهذه العملية محرمة شرعاً عند جميع من يُعتد بقولهم من العلماء المعاصرين. إلا في حالة ما إذا قرر الثقات من الأطباء بعد إجراء الفحوصات اللازمة للجهاز التناسلي أن الأجهزة التناسلية لدى شخص هي أجهزة ذكر وإن كان الظاهر أنها أجهزة أنثى أو العكس، فإنه لا بأس في إجراء عملية التغيير. أما إذا تبين أن هذه الأجهزة التناسلية طبيعية فإنه لا يجوز الإقدام على عملية التغيير، وقد ثبت بشهادة المختصين من الأطباء أن هذا النوع من الجراحة ليس لها دوافع معتبرة من الناحية الطبية، وأنه لا يعدو كونه رغبة للشخص - شذوذ.

وقال الدكتور محمد علي البار: "ورغم أن الشكل الخارجي لمثل هذا الشخص قد يخدع الإنسان فيظنه بالفعل أنثى، إلا أن التركيب البيولوجي لا يزال ذكراً، وإن كان ممسوخاً تماماً، وبالتالي لا يوجد مبيض ولا رحم ولا يمكن أن تحيـض (أو يحيض) مثل هذا الشخص، كما أنه لا يمكن أن يحمل قطعاً".

وليُعلم: أن المتحول ليس مثل ما يسمى عند الفقهاء بالخنثى، بل هو ذكر طبيعي، له كل المواصفات الذكرية، وإنما تجرى له عملية لاستئصال الذكر والخصيتين، ثم يقوم الأطباء ببناء مهبل، وتكبير الثديين، والحقن بهرمونات لفترات طويلة حتى ينعم الصوت، وتتغير طبيعة توزيع اللحم، ويظهر الشخص بمظهر الأنثى، لكنه في حقيقته ذكر!! وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول المخنث على النساء إذا فطن إلى المرأة ومحاسنها، ففي الصحيحين عن أم سلمة كان عندها في البيت مخنث، فقال المخنث لأخي أم سلمة -عبد الله بن أبى أمية-: "إن فتح الله عليكم الطائف غداً أدلك على ابنة غيلان، فإنها تُقبل بأربع وتُدبر بثمان"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلن هذا عليكن"، وقال الإمام البخاري: (باب ما يُنهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)، و(باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت).

قال ابن حجر: "ويُستفاد منه حجب النساء عمن يفطن لمحاسنهن من البيوت والنفي إذا تعين ذلك طريقاً لردعه، وظاهر الأمر وجوب ذلك".أ.هـ.

مما سبق يتبين أنه لا يجوز بأي حال أن تتكشف النساء أمام هذا المتحول وترفع حجابها عنده ولا أن تخلو به امرأة لوحدها فهو أشد من المخنثين الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم من دخولهم على النساء، وأمر بنفيهم وإخراجهم من البيوت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فتاوى زوار موقع هدى الاسلام.