لي صديقة وهناك شخص يريد الزواج منها للحصول على الجنسية

الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال: لي صديقة مهاجرة من أمريكا فراراً، وهى منتقبة ولديها ثلاثة أولاد، وعرف جار لي بأمرها عن طريق أخي؛ لأنه صديقه الحميم منذ الطفولة، وهو يريد الزواج منها؛ للحصول على الجنسية والسفر للعمل هناك، وخاصة أنه سافر من قبل، وفي فترة وجيزة اشترى شقة، وهذا الرجل عمره 46 عامًا، ومطلق بسبب بخله الشديد جدًا، ولكنه يصلي، ومستقيم ولا يدخن لبخله الشديد، والآن يلح علي عن طريق أخي أن أكلم هذه السيدة، ويقول: إنه سوف ينفق عليها وعلى أولادها، وأخي متعاطف معه، ويقول: إنه سيكتب لها الشقة باسمها، حتى إذا لم يحدث وفاق يكون قد عوضها، أما أختي فترى أن أتدخل في هذا الزواج وتقول: لعل الله جعل لهذه السيدة مخرجاً عن طريق ذلك، ولعل الله يوفق بينهما، وخاصة أن عندها ثلاثة أولاد، وأنا في حيرة؛ فهل إذا كتمت نيته في الزواج أكون خائنة وغاشة؟
الإجابة: إن كان الأمر كما تقولين، فلا بأس أن تخبري تلك المرأة بمن يريد الزواج منها ولكن شريطة أن تذكري ما له من صفات حميدة، وما فيه من صفات ذميمة -كما ذكرتيها في السؤال- لتنظر هي لنفسها؛ فربما ما تعتبريه أنت مذموما، يكون عندها أمراً طبيعيّاً؛ لا سيما وأن أهل العلم ذكروا أن البخل المحرم هو البخل عن النفقة في الواجبات، فلو أن هذا الرجل أنفق عليها نفقة المثل بالنسبة لها، لكان محسناً، بالإضافة إلى زعمه أنه سيهب لها شقته، وكذلك لتفاضل بين ما يتحقق لها في الزواج من مزايا، وبين الضرر المحتمل من بخل الرجل، وهكذا.

وأما إذا طلبت منك المشورة والنصح، فيجب عليك أيضاً أن تبيني الصورة الحقيقية من غير إخفاء شيء؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المستشار مؤتمن" (رواه أحمد وأبو داود والترمذي) من حديث أبي هريرة؛ فانصحيها أولاً: أن تتخذ التدابير التي تحفظ حقوقها ونفسها وأبناءها، ويساعدها في ذلك أولياؤها من الرجال، ممن عرفوا بالدين والأمانة ورجاحة العقل -إن وجد- أو ممن يتولى أمرها، إن لم يكن لها أولياء مسلمون.

وثانياً: بيني لها أخطار الارتباط بالزوج البخيل، وأن البخل داءٌ عظيم أعيا العلماء والمصلحين دواؤه؛ قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ} [النساء: 128]: "وما صار إلى حيز منع الحقوق الشرعية، أو التي تقتضيها المروءة، فهو البخل، وهي رذيلة، وإذا آل البخل إلى هذه الأخلاق المذمومة، والشيم اللئيمة، لم يبق معه خير مرجو، ولا صلاح مأمول، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا : الجد بن قيس إلا أن فيه بخلاً، قال: وأي داء أدوى من البخل ، بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان لي عدد هذه الْعِضَاهِ نعماً لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً" (رواه البخاري) عن جبير بن مطعم، (والْعِضَاهِ: شجرٌ له شوكٌ يكثر في جزيرة العرب) والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع الآلوكة.