كراهة نوم الإنسان منبطحاً على بطنه

عبد الله بن عبد العزيز العقيل

السؤال: سائل يسأل عن حكم نوم الإنسان منبطحاً على بطنه، وما ورد في ذلك؟
الإجابة: ذكر العلماء أنه يكره نومه على بطنه من غير عذر، واستدلوا لذلك بأحاديث فيها مقال منها ما رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر الرسول صلى الله عليه وسلم برجل مضطجع على بطنه، فغمزه برجله، وقال: "إن هذه ضِجعة لا يحبها الله عز وجل" (1)، ورواه ابن حبان في (صحيحه).

وروى البخاري في (الأدب) عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل في المسجد منبطحاً لوجهه، فضربه برجله، وقال: "قم؛ نومة جهنمية" (2).

وعن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال: كان أبي من أصحاب الصفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انطلقوا بنا إلى بيت عائشة"، فانطلقنا، فقال: "يا عائشة، أطعمينا"، فجاءت بحيسة مثل القطاة، فأكلنا، ثم قال: "يا عائشة اسقينا"، فجاءت بقدح صغير فشربنا، ثم قال: "إن شئتم بِتُّم، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد"، قال: فبينا أنا مضطجع في السحر على بطني، إذْ جاء رَجل يحركني برِجله، فقال: "إن هذه ضجعة يبغضها الله"، قال: فنظرت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) (رواه أبو داود، واللفظ له، والنسائي (4) عن قيس بن طغفة -بالغين المعجمة-، وابن ماجه (5) عن قيس ابن طهفة -بالهاء- عن أبيه مختصراً، ورواه ابن حبان (6) في (صحيحه) عن قيس بن طغفة -بالغين- المعجمة عن أبيه كالنسائي)، ورواه ابن ماجه أيضاً عن طهفة، أو طحفة على اختلاف النسخ عن أبي ذر قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا مضطجع على بَطْني، فركضني برجله، وقال: "يا جنيدب، إنما هذه ضِجعة أهل النار" (7).

قال الحافظ المنذري (8): قال أبو عمر النمري: اختلف فيه اختلافاً كثيراً واضطرب فيه اضطراباً شديداً، فقيل: طهفة بن قيس بالهاء، وقيل: طخفة بالخاء، وقيل: طغفة بالغين، وقيل: طقفة بالقاف والفاء، وقيل: قيس بن طخقة، وقيل: عبد الله بن طخفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: طهفة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وحديثهم كلهم واحد، قال: كنت نائماً بالصُّفة، فركضني رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله، وقال: "هذه نومة يبغضها الله"، وكان من أهل الصُّفة، ومن أهل العلم من يقول: إن الصحبة لأبيه عبد الله، وإنه صاحب القصة. انتهى، وذكر البخاري (9) فيه اختلافاً كثيراً، وقال: طغفة بالغين خطأ، والله أعلم.

والحيسة على معنى القطعة من الحيس؛ وهو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يُجْعَل عوضَ الأقط دقيق. انتهى من (غذاء الألباب).

___________________________________________

1 - أحمد (2/ 287)، والترمذي (2768)، وابن حبان (5549)، والحاكم (4/271)، وذكر البخاري هذا الإسناد في (تاريخه الكبير) (4/ 366) وقال: ولا يصح.أ.هـ.
2 - البخاري (الأدب المفرد): (1188)، وابن ماجه (3725).
3 - أحمد (5/ 426)، وأبو داود (5040) وغيرهما، وذكر البخاري الاختلاف في إسناده في (التاريخ) (4/366).
4 - النسائي (4/ 145).
5 - ابن ماجه (3723).
6 - ابن حبان (5550).
7 - ابن ماجه (3724)، وقال البوصيري في (الزوائد) (3/ 178): هذا إسناد فيه مقال؛ محمد ابن نعيم لم أر من خرجه، ولا من وثقه، ويعقوب بن حميد مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات.أ.هـ.
8 - (الترغيب والترهيب) (4/ 57، 58).
9 - (التاريخ الكبير) (4/ 366).