حكم الشرع فيمن يسافر إلى بلد أجنبي طلباً للعلم

عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف

السؤال: نرجو توضيح حكم الشرع فيمن يسافر إلى بلد أجنبي طلباً للعلم، ثم للرزق، ثم العمل من أجل الإنفاق الشخصي، وليس لجمع الملايين، حيث لا يوجد من يعولني أو ينفق علي، وآسف إذا كان قدري أن أسافر إلى تلك البلاد فبماذا تنصحون من أجل الحفاظ على الدين؟
الإجابة: يبدو والله أعلم أنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار من أجل الدنيا، وإنما يجوز فقط من أجل الدين كالدعوة إلى الله، أو الفرار بالدين من بلد لا يأمن فيه على دينه إلى بلد من بلاد الكفار لكنه يأمن فيه على دينه.

أما السفر إليهم من أجل الدنيا ربما كان فيه ضياع للدين وخاصة في مثل هذه الأوقات، وقد ضاع دين كثير من الذين هاجروا للدنيا فهناك اثنين مليون مسلم من بلاد الشام سافروا إلى أمريكا اللاتينية الآن قد انقطعت صلتهم بالإسلام بل بالعربية نهائياً، إضافة للملايين الذين هاجروا من أماكن أخرى بعد الحرب العالمية، ثم انسلخ عامتهم عن الدين، وقد شاهدنا كثيراً من الناس الذين آثروا الحياة هناك وبقوا على دينهم كانوا كالقابض على الجمر، ثم إذا استطاع أن يبقى على دينه لا يستطيع أن يتحكم في أولاده، فان الأولاد ينفلتون منه، لما يتعلموه في المدارس، فالأطفال الذين في سن الثامنة لهم حصة رسمية عن العلاقة الجنسية، والأب هناك لا يستطيع أن ينهى أولاده عن المنكر، فإذا كلمهم أو ضربهم وعلمت حكومتهم بذلك، يسحبونه ويضربونه لأنه حرم طفله أو ضربه أو تدخل في خصوصياته.

فهذا أمر في غاية الفظاعة لا ينبغي أن يسافر إنسان إلى هذه البلاد إلا لأمر من أمور الدين أما لأمر من أمور الدنيا، فعليه أن يبحث عن باب آخر لا يفقد فيه دينه.