أحبت شخصًا أصبح زوج أختها

حامد بن عبد الله العلي

السؤال: أنا فتاة مسلمة ملتزمة والحمد لله بالحجاب وبالإسلام ما استطعت ولكني أحب شخصًا منذ نحو عشر سنوات وأهلي لا يعرفون ذلك، وقد حدثت بعض الظروف الخارجة عن إرادتنا جعلت منه زوجًا لأختي لفترة من الزمن أنجبت خلالها منه بنتًا وولدًا، ثم طلبت أختي الطلاق منه بل وأعدت له بالاتفاق مع والدي سامحه الله مكيدة كادت أن تزج به بالسجن لولا ستر الله فهو لم يكن يرغب في الطلاق نظرًا لوجود الأطفال، والوضع الآن بعد نحو السنتين من الطلاق يدور حول رغبتي في الزواج من هذا الشخص ورغبته هو أيضًا على الرغم من عدم معرفة أو موافقة أهلي جميعًا عليه وخاصة والدي بعد المشاكل التي حدثت، وأنا لا أعلم ماذا أفعل، فأنا بالفعل أحبه وقد رفضت العديد ممن تتقدموا لي للزواج بسبب هذا الحب مع العلم بأنني قد تجاوزت الثلاثين الآن وأحس أني ضائعة فأنا حقيقة أحب هذا الشخص ولا أتصور نفسي أبدًا زوجة لأي شخص آخر، وفي الوقت نفسه لا أخفي عليك أني أشعر أن دوري في الحياة أكبر من مجرد ما أعيشه الآن، كما أن فرصي في الزواج قد أصبحت محدودة جداً الآن، فهل أتزوجه رغمًا عن أهلي، علمًا بأنني قد استشرت بعض العلماء في العديد من الجهات وأجازوا لي الزواج بدون ولي لأني كبيرة في العمر وأنا لا أعلم ماذا أفعل بعد أن سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" ؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وبعد:-
اعلمي أن مشكلتك هي مشكلة الملايين من الناس، لا سيما في هذا الزمن الذي انتشرت فيه العادات الغريبة على مجتمعاتنا، والتي تؤدي إلى التعارف بين الجنسين، فيتعلق قلب الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل بسبب الاتصال والعلاقة قبل الزواج، فإذا لم يتيسر الزواج على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بدأت المشكلات وتعقدت الأمور، ولهذا السبب حرم الله تعالى العلاقة بين الجنسين قبل الزواج، لأنها لا خير فيها، فهي من سبيل الشيطان، وسبيله لا يأتي بخير.

والآن ليس لك إلا طريق واحد وهو أن ينوب القاضي عن وليك إن كان وليك يرفض تزويجك من هذا الخاطب إن كان كفئاً مناسباً لك، ولم يكن عند وليك سبب شرعي لرفضه، فالإسلام جعل في هذه الحالة للقاضي حق أن يلغي ولايته، ويجعل بدله أقرب الأولياء، فإن لم يكن لك ولي غيره، زوجك القاضي، لأنه ليس من المعقول أيضًا أن يجعل مصير المرأة بيد ولي جاهل يتلاعب بمستقبلها وحياتها ويحطمها لأسباب تافهة، وليس من المعقول أيضا أن تزوج المرأة نفسها بنفسها دون إذن أولياءها فتدخل عليهم من لا يرضونه وتصبح النساء لعبة في يد كل من يريد أن يعبث بهن، ولهذا جعلت الشريعة الإسلامية حلًا وسطًا، وهو أن يجبر القضاء الولي على تزويج المرأة فإن أبى من غير سبب شرعي يكلف غيره من الأولياء ليزوجها، وإن لم يكن ثمة غيره يزوجها القاضي.

فإن لم تقدري على هذا الحل، أو شعرت أنه سيسبب لك ما لا تقدرين على تحمله، فليس لك إلا الصبر، والصبر لا تحسبي قدره عند الله قليلًا، بل أجره أعظم من كل التطوعات، ولهذا قال تعالى{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، فاستعيني بالصبر والصلاة وتعففي واجعلي ما عند الله تعالى أحب إليك من كل ما في الدنيا، وأقبلي عليه وأكثري من الدعاء، فعل الله تعالى قد صرف عنك هذا الرجل لحكمة لا تعلمينها، فارضي بقضائه واصبري على قدره، والله أعلم.