تعريف النص والظاهر

الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي

السؤال: ما الفرق بين النص في قوله تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا}، والظاهر في قوله تعالى: {وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
الإجابة: إن النص هو اللفظ الدال على معناه الأصلي المتبادر مع كونه مقصود الكلام ويقبل التأويل والنسخ.

وإن الظاهر هو اللفظ الدال على معناه غير المتبادر مع كونه مقصود الكلام ودل الدليل على إرادته، فالنص يفهم معناه من نفسه، والظاهر يحتاج في بيانه إلى غيره، فالنص في الآية الأولى {أحل الله البيع} هذا خبر من الله سبحانه وتعالى بأنه شرع لعباده البيع وأحله لهم، فهو عام يتناول كل أنواع البيع إلا ما استثني وحرم، وقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وخمسين نوعاً من أنواع البيوع هي مستثناة من هذه الآية، وكذلك حرم الربا فهذا نص في تحريم الربا مطلقاً، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الربا ثلاثة وسبعون باباً وأن منها ما هو مثل أن يأتي الرجل أمه -نسأل الله السلامة والعافية-، فالربا أنواع كثيرة وكلها محرمة بنص هذه الآية الواضح فيها.

وأما الظاهر في قوله: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} فإن قوله: ما طاب لكم من النساء محتمل لأن يكون المقصود ما اشتهيتم ويمكن أن يكون المقصود ما حل لكم، ويمكن أن يكون المقصود ما سهل عليكم، كل ذلك ممكن، لكننا عرفنا بدليل آخر أن المقصود ما أحل لكم، وهو ما طاب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.