حديث مكذوب في قضاء الصلاة الفائتة

حسام الدين عفانه

السؤال: تقول السائلة: إنها قرأت في كتاب بعنوان (سور من القرن الكريم) حديثاً عن الصلاة لما فات من الأوقات، وهذا نصه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من فاته في عمره صلاة ولم يقضها فليقم آخر جمعة من شهر رمضان، يصلي أربع ركعات، يتشهد، وأخذ يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وسورة القدر وسورة الكوثر خمسة عشر مرة، ويقول في النية: نويت أن أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة"، قال أبو بكر: سمعت رسول الله يقول: "هي كفارة أربعمائة سنة"، فقال علي: "هي كفارة ألف"، قالوا يا رسول الله: ابن آدم يعيش مائة سنة فلمن تكون الصلاة الزائدة؟ قال: "تكون لأبويه وزوجته وأولاده وأقاربه"، فإذا فرغ من الصلاة صلى على النبي مائة مرة ثم يدعو بهذا الدعاء: "اللهم يا من لا تنفعك طاعتي ولا تضرك معصيتي، تقبل ما لا ينفعك، واغفر لي ما لا يضرك، يا من إذا وعد وفى وإذا توعد تجاوز وعفا، اغفر لعبد ظلم نفسه وأساء، اللهم إني أعوذ بك من بطر الغنى وجهد الفقر، إلهي خلقتني ولم أكن شيئاً ورزقتني ولم أكن شيئاً، وارتكبت المعاصي فإني مقر لك بذنوبي، فإن عفوت عني فلا ينقص من ملكك شيء، وإن عذبتني فلا يزيد في سلطانك شيء، إلهي أنت تجد من تعذبه غيري وأنا لا أجد من يرحمني غيرك، اغفر لي ما بيني واغفر ما بيني وبين خلقك يا ارحم الراحمين ويا رجاء السائلين ويا أمان الخائفين، ارحمني برحمتك الواسعة، اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين"، فما قولكم في هذا الكلام؟
الإجابة: لا شك أن هذا الحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلامات الوضع ظاهرة عليه، وهذا الحديث تكذبه القواعد الشرعية، قال الشيخ العلامة عبد الحي اللكنوي: "حديث من قضى صلوات من الفرائض في آخر جمعة من رمضان كان ذلك جابراً لكل صلاة فائتة من عمره إلى سبعين سنة. قال علي القاري في موضوعاته الصغرى والكبرى باطل قطعياً، لأنه مناقض للإجماع على أن شيئاً من العبادات لا يقوم مقام فائتة سنوات، ثم لا عبرة بنقل صاحب النهاية ولا بقية شراح الهداية لأنهم ليسوا من المحدثين ولا أسندوا الحديث إلى أحد المخرجين، انتهى" (الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ص 85).

وقال الشيخ الشوكاني: "حديث من صلى في آخر جمعة من رمضان الخمس الصلوات المفروضة في اليوم الليلة قضت عنه ما أخل به من صلاة سنته.
هذا: موضوع لا إشكال فيه ولم أجده في شيء من الكتب التي جمع مصنفوها فيها الأحاديث الموضوعة ولكنه اشتهر عند جماعة من المتفقهة بمدينة صنعاء في عصرنا هذا. وصار كثير منهم يفعلون ذلك ولا أدرى من وضعه لهم. فقبح الله الكذابين" (الفوائد المجموعة ص 54).

.. وخلاصة الأمر أن هذا من الكذب والافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.