ما حكم الإسلام في المظاهرات التي تحدث الآن في الجامعات؟

محمد عبد المقصود

السؤال: ما حكم الإسلام في المظاهرات التي تحدث الآن في الجامعات؟
الإجابة: والله أنا عن نفسي ما أرى بأساً بهذه المظاهرات، سبل إنكار المنكر معروفة: باليد، باللسان وبالقلب، وهذا لون من إنكار المنكر بالقلب، حتى ولو كان مستحدثاً فإن الشريعة المطهرة لم تبين لنا نماذج معينة تحصر فيها مظاهر إنكار المنكر باللسان، فكما أننا نجيز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال شريط الفيديو ومن خلال شريط الكاسيت، من خلال الدروس والمحاضرات، فكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يكون بهذه الوسيلة، لاسيما -وهذا ما نراه الآن- أن مثل هذه المظاهرات قد تكون تدعيماً للحكام في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية حتى لا يجد الحاكم نفسه في موقف ضعف، بل أنا أشعر أن هذه الحاجة اتسعت الآن وتصدر برغبة أو بأوامر من الحكومة، فإن تعميم المظاهرات في شتى أرجاء الدولة تظهر الحاكم في صورة أنه إنسان مضغوط وهو يريد هذا فهذا تدعيم له، فإن لم يكن كذلك فقد يكون ضغطا عليه فيتبنى المواقف السليمة أو بعض المواقف السليمة التي ينبغي عليه أن يتبناها، أما أن يسكت الناس هكذا ويتركوا الأمر كأنهم ما سمعوا به فهذا أمر مرفوض يا إخواننا يضعف من قدرة الحاكم.

فهذه المظاهرات لا بأس بها لكن مع مراعاة ألا تشتمل على مظاهر التخلف والعياذ بالله تعالى، فالمظاهرات هذه تخرج فتجد تكسيراً وتحطيماً للسيارات والمحلات وما إلى ذلك، هذا التخريب يدل على أن الذين يسيرون في هذه المظاهرة أهل باطل أو ركب المظاهرة أهل باطل من الخطافة والنشالين والشيوعيين والعلمانيين وما إلى ذلك، فإذا كانت المظاهرة ستؤدي إلى الاعتداء على أموال المسلمين وهي محرمة حرمة شديدة: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، فإذا إذا لم تضمن أن المظاهرة ستخرب أموال الناس وتدمرها ففي هذه الحالة يكفيك أن تجعل المظاهرة مثلاً داخل جدران الجامعة، فليس ضرورياً أن تسير المظاهرات في الطرقات لئلا يلحق بها فريق من تلك الفرق المبطلة والعياذ بالله تعالى.

واستمع إلى الفتوى بصوت الشيخ حفظه الله من

هنا

.