ترك جهاز الجوال مفتوحاً أثناء الصلاة

عبد الحي يوسف

السؤال: ما حكم ترك جهاز الجوال مفتوحاً أثناء الصلاة؟ وهل يجوز استخدام نغمات موسيقية؟ وهل إذا نسي الشخص غلقه قبل الصلاة يجوز له غلقه من إعداداته حتى لا يعيد الرنين، ومع ملاحظة أن هذا يستلزم النظر في شاشة الجوال مما ينافي الخشوع؟ وما هو دور المصلي في الأمر بالمعروف تجاه من ترك جهازه ليرن أثناء الصلاة؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: لا يجوز ترك جهاز الهاتف الجوال مفتوحاً بعد الدخول إلى المسجد لما يترتب عليه من التشويش على المصلين وصرفهم عن صلاتهم وذكرهم ودعائهم، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ما يشوِّش على الناس: "ألا كلكم مناجٍ ربه فلا يجهرن بعضكم على بعض".

ثانياً: إذا نسي الشخص إغلاقه قبل الصلاة فإنه يجب عليه ذلك في الصلاة حال حدوث رنين صادر عنه، ولا يضره الحركة من أجل ذلك؛ لأن الحركة إذا دعت إليها مصلحة فلا حرج، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب، فكان إذا سجد وضعها وإذا قام رفعها، وخَنَقَ الشيطان وهو في الصلاة، وتقدم في صلاة الكسوف وتقهقر حتى ركب الناس بعضهم بعضاً، ولما صلى أبو بكر رضي الله عنه بالناس إماماً فحضر النبي صلى الله عليه وسلم رجع أبو بكر القهقرى وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس.

ثالثاً: لا يجوز استخدام النغمات الموسيقية في جهاز الهاتف؛ لعموم الأدلة المانعة من المعازف، ولأن المقصود التنبيه إلى ورود مكالمة وهذا يتحقق بوسائل عدة، وليس لاستعمال النغمات من ضرورة ولا حاجة.

رابعاً: الواجب نصح من أزعج المصلين بهاتفه وتنبيهه برفق على خطورة ما يفعل، وقد قال الله عز وجل: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا}، والله تعالى أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.