تعرفت على فتاة ومارست معها أشياء محرمة!

الشيخ عبد الحي يوسف

السؤال: تعرفت على فتاة منذ 6 سنوات، وبدون الدخول في التفاصيل حدثت بيننا أشياء محرمة كثيرة، ولكن لم تصل إلى حد الزنا، ومنذ ما يقارب من العام التزمت دينياً وأطلقت لحيتي وتقدمت لخطبتها، ولأنني أميل لها ولأكفِّر عما فعلت معها وألا أجرحها؛ فهي طيبة القلب بشدة، على اتفاق معها أنها سوف تنتقب وستمتنع عن الاستماع للأغاني وعن الاختلاط الأسرى وأشياء أخرى، ولكن سيكون ذلك بعد الزواج؛ لأنها ستكون في بيتي وهذا تبريرها مع اعتراضي عليه، مع العلم أنها تحاول الآن أن تصلح من نفسها؛ فهي تحفظ القرآن وتحضر دروس العلم، ولكن المشكلة أنني أصبحت أحس أنها في وادٍ وأنا في وادٍ أخر؛ فأنا دائماً أحاول أن أجعل الدين محور حياتي وأساساً لكافة تصرفاتي، وأيضاً بعد الزواج أريد أن أبث ذلك في أبنائي، ودائماً ما أدعو: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}، وهو ما لا تحسه خطيبتي، ودائما ما تتهمني بأنني أقهرها لأنني أصبحت أطلب منها الآن الالتزام الكامل بما اتفقنا عليه سابقاً أن يكون بعد الزواج لأنني أخشى ألا يتحقق وإن تحقق سيكون بالإجبار، وهو ما سيتسبب في العديد من المشاكل قد تنتهي بالطلاق أو الأسوأ وهو عدم وجود بيت قائم على أساس ديني.

وأيضاً طلبت منها العديد من المرات أن نعقد قراننا في خلال شهر، ويكون الزفاف بعد عام أو أكثر لأنني كلما أراها وذلك في وجود أهلها تستيقظ بداخلي الأحاسيس القديمة المحرمة، وهو ما يجعلني أبتعد عن الله، وهي لم توافق لأنها تخاف مني أو ما سأفرضه عليها، ولن تستطيع أن تلتزم به وهي في بيت أهلها (مثل الاختلاط بزوج الأخت أو النقاب)، نحن الآن اتفقنا على إنهاء الخطبة، ولم نتحدث أو أذهب لزيارتها منذ ما يقرب من الشهر، فهل أحاول محاولة أخرى؟ وهي من ناحيتها طلبت أن نعطى نفسنا فرصة أخرى، فهل أوافق أم أبحث عن زوجة ملتزمة من الأصل خاصة أنى في حاجة شديدة للزواج لأني لا أريد أن أعصي الله بأي طريقة؟ معذرة للإطالة وأرجو عدم إهمال رسالتي لأنني في حاجة شديدة للإجابة.
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

- أولاً: الواجب عليك وعليها التوبة إلى الله تعالى مما كان منكما من تعدٍ لحدود الله، ويكون ذلك بالإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود والندم على ما فات، ولعل هذا قد حصل منكما إن شاء الله.

- ثانياً: أنت محق في إرادتك أن تستبدل بالسيئة حسنة وأن تستغني بالحلال عن الحرام، وذلك بطلبك منها عقد النكاح، وليس لها حق في رفض هذا الأمر بدعوى خوفها من إلزامك إياها بما لا تريد.

- ثالثاً: كن ذا حزم وعزم، وقدر الأمر بميزان الشرع مع تنحية العاطفة جانباً؛ فإن كنت ترى أن هذه الفتاة ليست بالتي تعينك على أمر دينك ورضا ربك فاستبدل بها غيرها؛ فإننا -معشر بني الإنسان- إن لم نجد من يعيننا في زماننا هذا فسرعان ما نزل ونضيع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل زماننا: "فإنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون"، خاصة إذا كان الخذلان من قبل الزوجة والأصحاب، فاستعن بالله ولا تعجز، ولا يقعد بك هواك عن بلوغ الكمال، وقد أعذرت إلى ربك في طلب هدايتها ولكنها أبت، فما عليك لو تركتها وتزوجت ذات الدين التي تعفك وتعينك وتكون لك سنداً فيما تريد من رضوان ربك؟

- رابعاً: الفتاة التي تقدم رأيها على حكم ربها في قضايا واضحة ستكون سبباً في شقاء زوجها، فهو إما أن يصر على حملها على الجادة فيدخل معها في عراك دائم وتكون حياته معها في حزن لازم، وإما أن يجاريها فيما تهوى فيخسر دينه وآخرته، فاتق الله في نفسك واعزم على ما يرضي ربك ولا تبالِ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.