مدة التعزية

الشيخ خالد بن عبد الله المصلح

السؤال: درجت العادة عند الكثير أن يكون العزاء أكثر من ثلاثة أيام، فهناك ذكرى أسبوع (وهي يهودية)، وذكرى أربعين (نصرانية)، والحسين عند الشيعة (كل سنة أربعين يوما)، فهل هناك حديث يدل على أن العزاء ثلاثة أيام فقط؟
الإجابة: ذهب أكثر الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أن مدة التعزية ثلاثة أيام فقط، وقد ذكروا لذلك تعليلاً بأن الغرض منها تسكين قلب المصاب وتسليته والغالب أن ذلك يحصل في هذه المدة وفي تعزيته بعدها تجديد حزن المصاب بعد سكون قلبه. وقد استدل فقهاء الحنابلة لهذا بما في البخاري (1282) ومسلم (1486) من حديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً". فجعلوا الإذن في الإحداد في هذه الأيام دالاً على أنها محل للعزاء.

أما ما ذكرت من ذكرى أسبوع أو أربعين أو ما يفعله الشيعة من الأربعين فكل هذا من المحدثات والبدع القبيحة التي يدرك العالم بالشريعة أنها محرمة ولا خير فيها وهي من صور الإحداد الجاهلي المبتدع المتلقى عن اليهود و النصارى. فلا يجوز شيء من ذلك لا فعلاً ولا مشاركة نسأل الله الهداية.
11-11-1424 هـ.

المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح