هل يجوز قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت؟

الشيخ خالد بن عبد الله المصلح

السؤال: هل يجوز قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت؟
الإجابة: يجوز قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت على الصحيح من قولي أهل العلم، وهو مذهب الحنفية والحنابلة وبعض أصحاب الشافعي. وقال مالك والشافعي في المشهور من مذهبيهما: إنه لا يشرع إهداء ثواب قراءة القرآن. والصواب ما ذهب إليه القائلون بالجواز، وانتفاع الميت بذلك؛ لما دلت عليه الأحاديث من انتفاع الموتى بالصدقة عنهم والصيام، وهذا أصلان يلحق بهما جواز إهداء ثواب الأعمال الصالحة من العبادات المالية والبدنية، ومع ذلك فينبغي أن يعلم أن خير ما يصل إلي الميت من الأعمال بعده هو الدعاء له، كما روى مسلم في صحيحه (1631) من طريق العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، وعلى هذا كان السلف، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (3/38): "لم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعا، وصاموا وحجوا، أو قرءوا القرآن، يهدون ثواب ذلك لموتاهم المسلمين، ولا لخصوصهم، بل كان عادتهم كما تقدم، فلا ينبغي للناس أن يعدلوا عن طريق السلف فإنه أفضل وأكمل والله أعلم" انتهى، فعادتهم أنهم كانوا يعبدون الله بأنواع العبادات المشروعة، فرضها ونفلها، من الصلاة والصيام والقراءة والذكر وغير ذلك، وكانوا يدعون للمؤمنين والمؤمنات، كما أمر الله بذلك، لأحيائهم وأمواتهم، في صلاتهم على الجنازة وعند زيارة القبور وغير ذلك، فالذي ينبغي على أهل الإيمان سلوك سُبلهم ونهج طريقهم؛ فإنه أفضل وأكمل، والله أعلم.
12-4-1426هـ.

المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح