يدعو النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره

الشيخ عبد الحي يوسف

السؤال: هناك من يدعو النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره فيقول: (يا رسول الله أعطني كذا)، ويقول: (جئتك من مسافة بعيدة من بلد كذا فلا تخيب ظني فيك)، وغيرها من هذه الأدعية التي يرجى بها جلب النفع ودفع الضر منه صلى الله عليه وسلم، فما حكم ذلك، وما الحكم إذا قال: (يا رسول الله ادع الله بأن أرزق بكذا أو نحوه)؟
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يلجأ إلى ربه جل جلاله بالدعاء، سواء في ذلك ما كان لجلب نفع أو ما كان لدفع ضر، لأن الدعاء عبادة والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى، قال سبحانه: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، وعليه فإن المسلم الذي يقول: (يا رسول الله أعطني كذا)، قد أثِمَ إثماً مبيناً، قد يصل به إلى الشرك بالله تعالى؛ وقد قال سبحانه مخاطباً المشركين الذين كانوا يدعون آلهتهم: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} فسمَّى الله دعاء غيره شركاً، وعليه فإن الواجب نصح هؤلاء الجهال مع الترفق بهم وبيان الحق لهم، والله تعالى أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.