"

يصلي أمام الإمام في الخيف

عبد الحي يوسف

السؤال: فضيلة الشيخ: في منى يصلي من يحج بجانب مسجد الخيف في رحاله، وقد يكون بين الصفوف طريق للمارة، فما حكم صلاتهم، وما حكم صلاة من يصلي أمام الإمام؟
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالمقرر عند أهل العلم أن المشقة تجلب التيسير، ولا يخفى عليك ما يكون في الحج من زحام وكثرة عدد، مما يلزم المفتي الفقيه أن ييسر على الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأما الصلاة وراء الإمام وبينه وبين المأمومين طريق للمارة فهي صلاة صحيحة.

لما (رواه أحمد) عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان لنا حصيرة نبسطها بالنهار، ونحتجز بها بالليل، فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فسمع المسلمون قراءته فصلوا بصلاته؛ فلما كانت الليلة الثانية كثروا فاطلع عليهم فقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا".

والشاهد من الحديث أنه كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الذين صلوا خلفه حائل، ومع ذلك لم ينههم أو يحكم ببطلان صلاتهم، قال " الشوكاني رحمه الله تعالى ": (والحديث يدل على أن الحائل بين الإمام والمؤتمين غير مانع من صحة الصلاة).ا.هـ

وأما الصلاة أمام الإمام ـ في مثل الحالة التي في السؤال من كثرة الناس وازدحامهم ـ فهي صحيحة كذلك، والعلم عند الله تعالى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.