تهاون الناس في صلاة الكسوف

الشيخ خالد بن علي المشيقح

السؤال:

نلاحظ قلة المصلين في صلاة الكسوف، ما حكم صلاة الكسوف؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
صلاة الكسوف ثابتة بالقرآن والسنة واتفاق الأئمة عليها.

أما من القرآن: فقوله عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} بعض العلماء استنبط صلاة الكسوف من هذه الآية.

وأما من السنة فقد ثبتت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس وحديث عائشة رضي الله عنهم وغيرها من الأحاديث في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف.

وأما حكمها فهي موضع خلاف بين أهل العلم، ما عليه أكثر أهل العلم أنها سنة وليست بواجبة لكن الصحيح أن صلاة الكسوف واجبة كما ذهب إلى ذلك أبو عوانة رحمه الله وابن القيم ويدل على أنها واجبة:

أولاً: لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها، والأصل في الأمر الوجوب "فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة".

وثانياً: لو قلنا إن صلاة الكسوف ليست واجبة وأن الناس إذا رأوا هذه السنة الكونية القدرية لا يجب عليهم أن يفزعوا إلى الصلاة ولا يأثمون بتركها هذا فيه نظر لأن هذا يدل على قلة وضعف تعظيمهم لربهم عز وجل وآياته وهذا لا يجوز فدل على وجوب هذه الصلاة.

وكثير من الناس في زماننا تهاونوا بأمر صلاة الكسوف، فلم يقيموا لها وزنا، وما ذاك إلا لضعف إيمانهم وجهلهم بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحكمة البالغة التي من أجلها يحدث الله الكسوف.

فالواجب علينا عند حدوث الكسوف هو أن نلجأ إلى المساجد للصلاة والدعاء والاستغفار، والصدقة لدفع هذا البلاء.

تاريخ الفتوى: 15/3/1430 هـ.