حكم التقريب بين أهل السنة والشيعة

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

السؤال:

ما حكم التقريب بين أهل السنة والشيعة الرافضة؟ 

الإجابة:

الحمد لله، 

السنة والرافضة مذهبان متناقضان وطائفتان مختلفتان ومذهبهما ضدان لا يجتمعان؛ فإن مذهب أهل السنة يقوم على تفضيل الصحابة، وتفضيل أبي بكر وعمر على سائر الأمة، وأن الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر، كما يقوم مذهبهم على التوحيد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وأنه لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا معصوم من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما الرافضة فيقوم مذهبهم على بغض الصحابة وتكفيرهم كلهم أو تفسيقهم، إلا نفراً قليلاً استثنوهم كعمار وسلمان رضي الله عن جميع أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى التقريب بين السنة والرافضة يشبه الدعوة إلى التقريب بين النصرانية والإسلام، ومعلوم أن الكفر والإسلام ضدان لا يجتمعان وكذلك السنة والبدعة، ومعلوم أن طائفة الرافضة هم شر طوائف الأمة؛ فقد جمعوا إلى أصولهم الكفرية أصول المعتزلة وشر ما تقوم عليه الصوفية، فمذهبهم يقوم على الغلو في أئمتهم وعلمائهم، ومن مظاهر هذا الغلو بناء المشاهد على قبورهم، والحج إلى تلك المشاهد وفعل مناسك تشبه مناسك الحج إلى بيت الله الحرام، فالذي يدعو إلى التقريب بين السنة والشيعة إما جاهل بحقيقة المذهبين، وإما متجاهل مغالط، والغالب على دعاة التقريب من الشيعة التلبيس والمغالطة، وأما دعاة التقريب من أهل السنة ففيهم المخدوعون، الذين يظنون أن الخلاف بين السنة والشيعة من جنس الخلاف بين المذاهب الفقهية، كالحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية. والله أعلم.

تاريخ الفتوى: 23-11-1425 هـ.