التشريك بين نية الأضحية والعقيقة

الشيخ عبد الحي يوسف

السؤال:

 

هل يجوز إشراك نية العقيقة والأضحية في الضحية؟

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فهذه المسألة تندرج تحت باب التشريك في النية؛ حيث ذهب بعض أهل العلم إلى جواز أن تذبح نسيكة واحدة بنية الأضحية والعقيقة معاً؛ مثلما يجوز غسل واحد عن الجنابة والجمعة، وركعتين عن تحية المسجد والسنة الراتبة، وهذا قول الحنفية وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، قال ابن القيم رحمه الله في (تحفة المودود): "الفصل الثامن عشر في حكم اجتماع العقيقة والأضحية: قال الخلال: باب ما روي أن الأضحية تجزئ عن العقيقة: أخبرنا عبد الملك الميموني أنه قال لأبي عبد الله: يجوز أن يضحى عن الصبي مكان العقيقة؟ قال: لا أدري، ثم قال: غير واحد يقول به، قلت: من التابعين؟ قال نعم، وأخبرني عبد الملك في موضع آخر قال: ذكر أبو عبد الله أن بعضهم قال: فإن ضحى أجزأ عن العقيقة. وأخبرنا عصمة بن عصام حدثنا حنبل أن أبا عبد الله قال: أرجو أن تجزئ الأضحية عن العقيقة إن شاء الله تعالى لمن لم يعق. وأخبرني عصمة بن عصام في موضع آخر قال: حدثنا حنبل أن أبا عبد الله قال: فإن ضحى عنه أجزأت عنه الضحية من العقوق. قال: ورأيت أبا عبد الله اشترى أضحية ذبحها عنه وعن أهله وكان ابنه عبد الله صغيرا فذبحها، أراه أراد بذلك العقيقة والأضحية وقسم اللحم وأكل منها".أ.هـ.

وذهب جمهور العلماء إلى عدم جواز التشريك لأن كلاً من العبادتين مقصود لذاته؛ كدم التمتع ودم الفدية، ولكل منهما سبب؛ إذ الأضحية فداء عن النفس والعقيقة فداء عن المولود؛ وعليه فإن الاحتياط يقضي بالفصل بينهما وأن يذبح عن كل منهما شاة، والله تعالى أعلم.