هل يجب استئذان الزوج؟

الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

هل يجب أن أستأذن زوجي كلما خرجت لقضاء حوائج البيت المهمة من شراء وغيرها؟

الإجابة:

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها -بغير عذر شرعي- إلا بإذنه، وهو قول أكثر أهل العلم، واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة، منها حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد، فأذنوا لهن" (متفق عليه).

قال الإمام النووي: "واستدل به على أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه؛ لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه... وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة عاصية لله ورسوله مستحقة العقوبة"، وقال الإمام الشوكاني: "إن منع الرجال نساءهم أمر متقرر".

* إلا أنه يستثنى من ذلك أن تخرج لعذر شرعي؛ كالخروج إلى قضاء حوائجها الضرورية، التي لا غنى عنها، من المأكل والمشرب، مع العودة بعد زمن قصير، وكالخروج لواجب عليها -عند أكثر العلماء- كالذهاب إلى القاضي؛ لطلب الحق، واكتساب النفقة -إذا أعسر الزوج- أو للسؤال عن أمر دينها، إذا لم يكفها زوجها، أو للحج الواجب عليها، أو إلى الطبيب للعلاج.

ومما سبق يتبين أنه: إن كان خروجك لقضاء الحوائج الضروريَّة، من المطعم والمشرب والملبس -التي لابد منها ولا تتحمل التأجيل- وما شابه، فلا بأس بذلك؛ لأن العرف جرى -عند عامة الناس– أن الزوج يأذن بمثل هذا الأمور.

ولكن إن كنت تعلمين من حال زوجك، أو يغلب على ظنك أنه يغضب لخروجك، ولا يأذن فيه، مما قد يترتب عليه ضرر، فحينئذ لا يجوز لك الخروج،،، والله أعلم.