المرأة والأندية الرياضية

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

السؤال:

منذ سنوات قامت في هذه البلاد -بلاد الحرمين- دعوة إلى فتح أندية نسائية رياضية ولا يزال طرحها جارياً، وكثير ما تطالعنا الصحف في الحديث عن الرياضة النسائية وحاجتهن إلى فتح هذه الأندية، فما رأي فضيلتكم في حكم فتح هذه الأندية؟

الإجابة:

الحمد لله، أما بعد:

فإن أصول الشريعة ومقاصدها في صيانة المرأة المسلمة وطهارة المجتمع لتقتضي تحريم هذه الأندية، ومن لديه فقه في واقع الرياضة في العالم الإسلامي وفقه في أحكام الشريعة وحكمها لا يشك في أن هذه الأندية من أعظم العوامل في تغريب المرأة المسلمة وإفساد المجتمع المسلم، لذلك أقول:
والله الذي لا إله إلا هو إن افتتاح هذه النوادي ليس عملاً صالحاً، بل هو حرام لما يفضي إليه من المفاسد المحققة، فالمرأة في كل زمان ولا سيما هذا الزمان أحوج ما تكون إلى القرار الذي أمر الله به نساء نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله: {وقرْنَ في بيوتكن}.

وما يذكره بعضهم من مسوغات لفتح هذه الأندية من خروج بعض النساء للرياضة بالدوران على بعض المباني هو خطأ من قلة من النساء لا يصح أن يعالج بخطأ أعظم منه، وهو فتح أبواب واسعة لخروج المرأة في كل نواحي المملكة.

ومعلوم أن هذه الأندية لا تحقق الرياضة إلا للمشاركات في المباريات، وهذا لا يتاح إلا لقلة من النساء كما هو الشأن في أندية الشباب.

وسائرهن يحضر للتفرج والتشجيع، كل لفريقه، كما أن من المعلوم أنه لن يرتاد هذه الأندية من النساء إلا من تكون قليلة الحياء أو عديمته.

وعلى هذا فهذه الأندية حقيقتها ملاعب وملاهي، وستنضاف مفاسد هذه الأندية النسائية أخلاقية وأمنية إلى ما تعانيه الأمة من مفاسد أندية الشباب، مع ما يسبق ذلك وما يلحقه من إنفاق الأموال الطائلة من المال العام والخاص على ما يضر ولا ينفع.

ومعلوم أن الأمة أحوج ما تكون إلى أن تنفق هذه الأموال في حوائجها من توفير الخدمات العامة في نواحي المملكة وسد حاجات المعوزين وحل مشكلة بطالة الشباب.

ولا يصح في العقل فضلاً عن الدين أن تهتم الأمة المستهدفة من عدوها بتوسيع مجالات اللهو واللعب مما يسرّ به أعداء المسلمين.

وينبغي أن يعلم أنه يشترك في أثم ما ينجم عن هذه الأندية من المفاسد في الحاضر والمستقبل الداعون اليها والمعينون عليها، وقد قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وفي الحديث الصحيح: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً"، جعلنا الله جميعا بمنه وكرمه مفاتيح للخير مغاليق للشر، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً.