توجيه قول الصحابي الجليل: "لحبرته لك تحبيراً"

الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير

السؤال: عندما قال الصحابي الجليل: "لحبرته لك تحبيراً" (1)، كيف يجاب عن هذا؟
الإجابة:

أبو موسى، سمع النبي صلى الله عليه وسلم لقراءته ومَدَحَه: "أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" (2)، صوته جميل جداً في القرآن، وهذا ليس له أثر على الإخلاص، يعني مزيد تحسين الصوت ليس له أثر على الباعث على أصل القراءة، فالباعث أنه يقرأ لله تعالى، لكن كونه يزيد في تجميل الصوت هذا قدر زائد على القراءة، ما يقول: أزيد لك قدر آيات لو علمت لزدت قدر آيات، القدر المقروء لله تعالى يزاد في حسن صوته، وهذا لا أثر له، القدر المقروء لن يزيد فيه أبو موسى من أجل النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يزيد في تحبير الصوت وتزيينه، أما المقروء لله تعالى ما يزيد فيه أبو موسى من أجل أحد، ولذا ما أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان هذا مما ينكر لأنكره، ولو كان قادحاً في الإخلاص لأنكره عليه.

_____________________
(1) أخرجه ابن حبان (7197)، والحاكم (5966) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(2) أخرجه مسلم (793) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.