حديث التسمية عند الوضوء هل هو صحيح

الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

هل حديث "لا وُضوءَ لِمَنْ لمْ يذكُرِ اسْمَ اللَّه عليه" صحيح؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالحديثُ المَذكور رواهُ أحْمد، وأبو داود، والترمذي في "العلل"، وابن ماجه، والدارقطني، وابْنُ السكن، والحاكم، والبيهقي: من طريق مُحمَّد بن مُوسى المخزومي، عن يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبِي هريرة بلفظ: "لا صلاةَ لِمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"، وقد صحَّحه جماعةٌ من الحفَّاظ، وحسَّنه آخَرون، وأعلَّه بعض الأئمة.

وقد رُوِيَ أيضًا عن ثمانية أنفُس من الصحابة: سعيد بن زيد، وأبي سعيد، وأبي سبرة، وسهل بن سعد، وعائشة، وعلي، وأم سبرة، وأنس.

قال الإمام النووي في "الأذكار": جاءَ في التَّسميةِ أحاديثُ ضَعِيفةٌ، ثَبَتَ عن أَحْمد بن حنبلٍ أنَّه قال: لا أعلَمُ في التَّسميةِ في الوُضوءِ حديثًا ثابتًا".

وقد قوَّى الحديثَ الحافظُ ابْنُ حجر، وقال ابن الصلاح: يثبُت بِمجموعِها ما يَثْبُتُ بالحديث الحسن، وقال المنذري في "الترغيب": "ولا شكَّ أنَّ الأحاديثَ الَّتِي وردَتْ فيها، وإن كان لا يَسلمْ شيءٌ مِنْها عن مقالٍ فإنَّها تتعاضَدُ بِكَثْرَةِ طُرُقِها وتكتسب قوَّة.

وقال الإمام الشوكاني في "السيل الجرار": وقد رُوِيَ من طُرق عن جماعةٍ منَ الصَّحابة: أبي هريرة وأبي سعيد وسعيد بن زيد وعائشة وسهل بن سعد وأبي عبيدة وأمِّ سبرة، وكذلك رُوِيَ من طريق علي وأنس، وهذه الطُّرُقُ يقوِّي بعضُها بعضًا فتَصْلُح للاحْتِجاج بِها.

قال أبو بكر بن أبي شيبة: ثَبَتَ لنا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قاله، وقال ابن كثير في "الإرشاد": طرُقُه يَشُدُّ بعضُها بعضًا؛ فهو حديثٌ حَسَنٌ أو صحيح، وقال ابن حجر: "الظَّاهر أنَّ مَجموع الأحاديث تَحْدُثُ منها قُوَّةٌ فتَدُلُّ على أنَّ له أَصلاً". اهـ،، والله أعلم.