ما هو نظر الشرع للتفجيرات الأخيرة؟

الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير

السؤال: ما هو نظر الشرع للتفجيرات الأخيرة، وهل نطلق على من يقوم بهذه خوارج أو بغاة وهل هم مخلدين في النار، وما الواجب على المسلم تجاههم؟
الإجابة:

التفجير والتدمير حرام، بل من الموبقات -نسأل الله السلامة والعافية-، وجاء في قتل المسلم من نصوص الكتاب والسنة القطعية ما تقشعر منه الجلود وتنفر منه النفوس السوية، وجاءت الشريعة بحفظ الضرورات الخمس: حفظ النفس، والدين، والعرض، والمال، ولو لم يكن في الباب إلا قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزآؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} [سورة النساء: 93] وقوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً} [سورة الفرقان: 68-69]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً" (1)، نسأل الله السلامة والعافية.

وأهل العلم عندهم تفصيل في شأن هؤلاء فإن اعتنقوا مذهب الخوارج وكفروا المسلمين فهم خوارج.
وإن لم يكفروا المسلمين وكانت لهم شوكة ومنعة فهم بغاة، وإلا فهم قطاع طريق، والواجب على المسلم كفهم عن جريمتهم والسعي في الحيلولة بينهم وبين ما يريدون.

أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين من كل عدو وحاقد، وأن يحفظ لنا ديننا وأمننا وأعراضنا، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يبرم لهذه الأمة أمراً رشداً، يعز فيه أهل الطاعة، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، وأن يطهر مجتمعات المسلمين مما يغضب الله، وأن يؤمن المسلمين في أوطانهم، وأن يصلح أئمتهم وولاة أمورهم وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى إنه سميع مجيب، وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

_____________________
(1) أخرجه البخاري (6862) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.