"

أسلمت وزوجها (المسلم) يسيء معاملتها

حامد بن عبد الله العلي

السؤال: أنا فتاة عمري 25سنة ومتزوجة ولدي طفل يبلغ من العمر 3سنوات. ولقد اعتنقت الإسلام وإني أحب هذا الدين. ولكن المشكلة في زوجي، فهو يصلي يومًا ويترك الصلاة عشرة أيام. ولا يتقي الله في معاملتي أمام الأقارب. ولقد ربيت ابني على الصلاة وعدم سماع الأغاني، ولكن كل ما أزرع في ابني ذلك يأتي أبوه ويفسد كل ما عملت. وأنا ليس لدي وظيفة، وزوجي يستغل هذا الأمر لأنه ليس لدي عائد مادي. وقد تعبت منه لكني لا أريد أن أترك ابني وأعود إلى أهلي. إني أحب الإسلام ولكن زوجي يريدني أن أفقد هذا المعنى الجميل.
ماذا أفعل؟ علمًا بأن أهلي يتصلون بي، فهل أحكي لهم عن ما يحدث منه؟
الإجابة: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا ريب أن هذه مشكلة متكررة، وهي أن يشهد المسلم حديثا في بعض المسلمين خلاف مفاهيم الإسلام وأخلاقه، فالإسلام يأمر الزوج بمعاشرة الزوجة بالمعروف، وإكرامها لاسيما أمام أهله أو أهلها أو الناس، ولهذا حرم الإسلام أن يهجر الزوج زوجته ـ لو احتاج أن يهجرها ـ في غير بيته، حتى لا يعرضها للإهانة، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرًا في آخر حياته وعلى فراش موته، وفي خطبة الوداع في آخر اجتماع بأمته، وقال "خيركم خيركم لأهله"، وقالت عائشة رضي الله عنها لم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ولا خادمًا.

وأوصيك بالصبر على زوجك، والدعاء له ليهديه الله تعالى، وأن تحلي المشكلات بينكما بالمصارحة، ولا تجعلي أحدًا يتدخل، فإن ذلك يزيد المشكلات تعقيدًا، فإن وصلت معه إلى طريق مسدود، ولم تطيقي الحياة الزوجية، بسبب سوء عشرته، وانحرافه وإهماله للصلاة، فلك أن تطلبي الطلاق فقد جعل الله تعالى لك سبيلا.
والله أعلم