معترضة على تقدير الله لها زوجها الحالي

حامد بن عبد الله العلي

السؤال: أشعر بالوحدة، وكم أفكر أحيانًا لم الله أراد لي هكذا ولماذا آتاني هذا الزوج؟ فهل هذا شرك بالله سبحانه وتعالى؟
الإجابة: من الخطورة بمكان أن يعترض العبد على أقدار الله تعالى، لأنه بذلك يتهم ربه ـ وقد يكون من حيث لا يشعر ـ بأنه أساء التقدير وأخطأ الحكمة، وهذا أمر عظيم، ومن يضمر في قلبه ذلك مصرا عليها، حتى لو لم ينطق به لسانه فقد أتى بابا من أبواب الكفر، والعياذ بالله، ثم يعاقبه الله بأن تزيد تعاسته، وتغلق عليه أبواب الفرج.
أما من آمن بقضاء الله وقدره، ورضي بما قضاه الله له، وصبر واحتسب عند الله ثواب الصابرين، فإنه يثاب عند الله ثوابًا عظيمًا، ثم يوشك أن يأتيه الله بالفرج، إما تزول مصيبته أو يجعل الله في قلبه حلاوة الرضا فيعيش هنيئا بحياته رغم أن غيره يراها بخلاف ذلك، ولو نظر العبد فيمن ابتلي بأشد من بلاءه، لهانت عليه مصيبته، فعلى العبد أن يستعيذ بالله تعالى من وساوس الشيطان، ويقبل على قراءة القرآن، وينشغل بذكر الله، وإن أصابته مصيبة يكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن قول حسبي الله ونعم الوكيل، وأما الوحدة، فهي نعمة لو عرف الإنسان كيف يستغلها استغلالا لآخرته، فالوحدة هي خلوة مع الله، واستئناس بذكر الله تعالى، وأكثر ما يحمد العابدون يوم القيامة الخلوات التي خلوها فيها مع ربهم فعبدوه وذكروه.
والله أعلم.