"

فتى "التشات" لم يعجبه شكلي!

حامد بن عبد الله العلي

السؤال: أنا فتاة في26 وللأسف تحدثت مع شاب على "النت".
في البداية كان الكلام دعويا ثم عبّر لي عن إعجابه وأنه يريد أن يتقدم لي لكن بعد سنة بعد أن يرجع من السفر. فقلت له كلا، الآن لكي نتعرف على بعض ونحدد. وحينما قدم لاحظت فتوره وأنا أعلم السبب، فهو يريدها جميله جدًا وأنا لست كذلك. ولكني مقبولة إلى حد كبير. وهو يقول أني أعلى منه من الناحية المادية ولكني لا يهمني ذلك؛ فمستقبله بإذن الله جيد ويعمل بمجال الكمبيوتر، إلى جانب أنه يراني متشددة (ولكني لست كذلك) وهو كما لاحظت يريد مواصفات ليست بي؛ أي ليس هو من يقدرني ولكني أرى فيه الأخلاق والشخصية التي أريدها وإن كان التزامه غير قوي، لكنه يحاول.
ولا أدري إن كان يشعر أني أنا التي أريده بينما هو لا يريدني بنفس الدرجة.
أرجوكم ساعدوني وأفتوني في أمري. ولكن الموضوع لم ينته بعد، فهو ينتظر عودة أبي بعد أسبوع إن شاء الله لمقابلة أخرى، لأنه كما أعتقد لم يرني جيدا في المرة الأولى ولم يقرر بعد. هل أنهي أنا الموضوع بكرامتي بدلا من أن يقول هو لا؟
الإجابة: هذه من أخطر مشكلات التعارف على النت، فالتعارف يجعل الشاب يكون صورة من مخيلته عن التي يتعرف عليها، وبطبيعة الحال سيكوّن الذهن صورة تطابق أمنية النفس، وهي صورة جميلة تلتقطها النفس من صور الذاكرة في المخ، ثم يتعلق القلب بهذه الصورة الوهمية، ومع الأيام يكبر الوهم، وكذلك تفعل الفتاة، فإذا كان صادقا يريد الزواج، ثم جاء لترى العين مدى تطابق الصورة الذهنية مع الواقع، تحدث المفاجأة أحيانا، فيتبدد الوهم عند المشاهدة، وتتبدد معه وتطير كل مشاعر الحــب الخدّاعة التي تعلقت بذلك الوهم، وتُصدم الفتاة، أو يُصدم الشاب، وقد حدث بسبب ذلك مآسي بل كوارث أسرية فالصدمات النفسية أحيانا تكون أشد من الصدمات الجسدية، لاسيما في العشق؛ ذاك المرض الفتـــــــاك.

ولهذا أنصحك أن تواجهي الحقيقة الآن، خير لك من أن تستمري بالوهم، لا تتزوجيه وهو لا يرغب فيك ذاتيــا، ولا تدفعيه إلى أن يتزوج محرجا، ثم بعد الزواج تتغير مشاعره وتتحول إلى كراهية، واعلمي أن الخطأ الذي ارتكبتيه بالتعرف على شاب أجنبي عنك ستترتب عليه أخطاء أخرى، وإذا لم تعالجي الأمر من الآن، فسوف تتراكم الأخطاء.
أولا توبي إلى الله تعالى مما فعلت، وثانيا فوضي الأمر إلى الله تعالى، وتخلصي من هوى النفس، وثالثا دعيه فإن أصر على الزواج، فلعل الله تعالى شرح صدره لخير، وإن كان مترددا فلا تبادري بشيء بل احفظي كرامتك خير لكِ.
والله أعلم.