سوداء البشرة ولا تجد صديقات

الشيخ حامد بن عبد الله العلي

السؤال: أنا فتاة سوداء البشرة وقد عانيت من عدم تقبل أغلبية الناس لي من حولي ولكن بفضل الله كان دائمًا لدي صديقات أيام المدرسة وحتى السنة الأولى لي في الجامعة ولم اشعر بوجود الفئة التي تميز ضدي, وقد قبلت في كلية الطب من بين كل صديقاتي وكنت أظن أنه لا مستقبل لي بدون دخول هذه الكلية، ولكن الواقع كان مغايرًا لذلك, فقد تحطم كبريائي وفقدت كل ذرة كرامة لدي, كانت الطالبات هناك جديدات علي ورجوت منهن خيرًا, ولكنهن كن أكثر من التقيت تمييزًا ضدي وكأني من كوكب آخر. هناك من أتكلم معها لكنها تنظر إلي بازدراء ثم تتصنع حديثًا مع أخرى. وهناك من لا تريد أن أكون في مجموعتها، بالرغم من أن أسماء المجموعة تُحدد من قبل الأستاذة.
لم أستطع حتى تناول الغداء في مطعم الجامعة لأن لا أحد يجلس معي، وكي أتجنب نظرات الشفقة, بالإضافة إلى العديد من المواقف التي كانت تكدر علي حياتي وتنقص من كرامتي وشعوري كإنسانة.
لقد قضيت في الكلية ثلاث سنوات وكانت السنتان الأولى والثانية الأصعب علي. ولقد قاومت فيهن كثيرًا فكرة الانسحاب من الكلية إلى كليات أخرى كي أنضم فيها لصديقاتي، ولكني رأيت في ذلك ظلمًا كبيرًا لي فحاولت التقرب من زميلاتي كحل آخر ولكني قوبلت بالصد والرفض.
سؤالي هو: بما أن من يحبه الله يكتب له القبول في الأرض، فهل يعني أن ما بي هو غضب وكره من الله، أم أنه ابتلاء؟
الإجابة: السبب يا أختنا الكريمة أنك اتخذت صديقات دنيا، ولو أنك اتخذت أخوات في الله يحبون لله، ويكرمون أختهم ابتغاء ما عند الله، وينظرون إلى التقوى والعمل الصالح لا ينظرون إلى الصورة والجسد. فكم من صورة حسنة تخفي روحًا خبيثة في غاية القبح، وكم من صورة غير حسنة تخفي روحًا جميلة متحلية بزينة الإيمان والتقوى. واعلمي أن العبد إذا أشغل قلبه بالله وجسده بالعمل الصالح وكانت الآخرة همه، جعل الله تعالى في قلبه غنى عن الناس، وجعل الله تعالى في صدره انشراحًا وفي بصيرته نورًا وفي عمره بركة، وفي جسده نشاطًا على الطاعة، وجعل في قلوب الناس له محبة وقبولا. أما إذا حرص على حب الناس له، وتكلف أن يقبلوه، وطلب رضاهم، فلن يحصل منهم على شيء. حتى المرأة الجميلة تجدين صديقاتها يحسدونها ويكيدون لها المكائد، وإن كانوا يظهرون لها البشاشة لكن قلوبهم فيها نقيض ذلك، والثرية كذلك.

والخلاصة: ابحثي عن أخوات يقمن علاقتهن على أساس الحب في الله تعالى، وستجدين فيهن بديلا عن العلاقات الدنيوية التي لا خير فيها.

والله أعلم.