إهداء هدية في عيد الأم مع العلم ببدعية هذا العيد

سعيد عبد العظيم

السؤال: ما حكم أني اشتريت هدية لوالدة زوجي ولكن بنية أن أنال رضاها وحبها، وليس للاحتفال بعيد الأم، بحيث أود تقديمها لها بعد عيد الأم بيومين مثلا. وأنا اعلم أنه بدعة ولكن والدة زوجي لا تعلم هذه الأشياء، فقررت أن أشتري لها حتى لا تعتقد أني مهملة في هذا الحق من جهتي.
الإجابة: عيد الأم من جملة الأعياد البدعية، والواجب إمرار هذا اليوم كسائر الأيام دون استحداث لشيء زائد. فمن كانت عادته التهادي وأكل اللحم والحلوى في غير ذلك من الأيام فلا حرج أن يكون يوم 21 مارس مثله مثل باقي الأيام. و إلا، فالأعياد توقيفية تؤخذ دون زيادة ودون نقصان وربنا قد كفانا وأغنانا وقال {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}ً فلا حاجة لنا لأن نتشبه بغيرنا, ولو عملنا بدين الله لكانت كل لحظة أشبه بالعيد بالنسبة للأمهات, والبر بالأم ومعرفة حقها يُرجع فيه للكتاب والسنة ولا يجوز أن يقتصر على يوم في العام؛ بل لا يقتصر على حياتها ويتعدى ذلك إلى ما بعد وفاتها، كالترحم عليها وإنفاذ وصيتها وصلة رحمها وأصدقائها والاستغفار لها. وكذلك الصدقة والدعاء لها. ومن مات وعليه صيام صام عنه وليه، وفي الحديث "حج عن أبيك واعتمر" والأم لها ثلاثة أضعاف ما للأب من البر. والتهادي من أسباب جلب المحبة وهو لا يقتصر على يوم في العام أو بعد يوم 21 مارس بيوم أو يومين فالسنة كلها تصلح محلا لتقديم الهدية، وإدخال السرور على نفوس الآخرين ما وسعنا الأمر.

و الله أعلم.