الأب يشرب الخمر ويسيء معاملة أهله

حامد بن عبد الله العلي

السؤال: أنا أحفّظ بعض البنات القرآن الكريم، وهن ولله الحمد يحبونني كثيرا. وفي آخر مرة استشارتني إحداهن (في الصف الخامس الابتدائي) بمشكلتها التي تتلخص كالتالي:
والد هذه البنت يشرب الخمر ويعرف النساء الأجنبيات ودائم الضرب لأم هذه البنت وللبنت نفسها بسبب وبدون.. وهذا حاله وحال أصحابه، لا يتعاونون إلا على الإثم والعياذ بالله.

لقد قرأت كثيرًا في ما يدمر الطفل نفسيا فوجدت كل ما يفعله أبوها معها ومع أخواتها وأمها هو فعلا مدمر للبنت.. فهو يهين أمها ويشتمها أمامها، ويتهم أمها بالكذب والسرقة لماله، ويضرب حماته. وتقول أنه يصلي، وقالت أيضا أنه كذا مرة حاول قتل أمها وهو في حال سكره، لكن البنت تمنعه وعندما يفيق يقول أنه لم يكن يشعر بنفسه.
والله لقد ظلت البنت حوالي ساعة كاملة تحكي لي وهى منهارة من البكاء، فهي لا تحب هذا الذي يفعله ولا تحب أن يتعلم أخواته الصغار منه هذا السم الذي يتناوله. هي لا تدرى ماذا تفعل، لكنني للأسف ليس عندي الخبرة الكافية لحل مثل هذه المشاكل الضخمة.
الإجابة: صحيح هذه حالة صعبة جدًا، ومثلها يتعذر حلها بوقت قصير ومن شخص لا يمكنه أن يدخل العائلة نفسها ويصلحها من الداخل، هذا إذا لم تكن البنت قد بالغت أو من النوع الذي ينساق وراء الخيال، فهذا قد يحدث، فعند بعض الأطفال قدرة عجيبة على صنع الخيال وحكايته على أنه واقع، وإن كان ذلك يمكن اكتشافه بسرعة.

فإن صدقت الصغيرة، فستلقى عناء من بيتها، وأكثر ما يمكن أن تعمله المعلمة أن تغرس في البنت المفاهيم الصحيحة، والقيم النافعة، وتسأل الله تعالى أن ينفعها بها في المستقبل ويكون لها ثواب ذلك، وما يدريها لعل هذه البنت ستكون سبب صلاح أبيها، ونسأل الله لهذه الأسرة أن ينقذها من محنتها.

والله أعلم.