أبواب الحج [والعمرة] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - باب ما جاء في حرمة مكة.
806 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة:
- "إيذن لي أيها الأمير أحدثك قولاقام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن مكة حرمها الله تعالى ولم يحرمها الناس ولا يحل لإمرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له: إن الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لك وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب". فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو بن سعيد؟ قال أنا أعلم منك بذلك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة.
قال أبو عيسى: ويروى بخزية وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث أبي شريح حديث حسن صحيح. وأبو شريح الخزاعي اسمه خويلد بن عمرو العدوي الكعبي ومعنى قوله: ولا فارا بخربة يعني جناية، يقول من جنى جناية أو أصاب دما ثم جاء إلى الحرم فإنه يقام عليه الحد.
2 - باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة.
807 - حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو سعيد الأشج قالا أخبرنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن عاصم عن شقيق عن عبد الله قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة".
وفي الباب عن عمر وعامر بن ربيعة وأبي هريرة وعبد الله بن حبشي وأم سلمة وجابر.
قال أبو عيسى: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
808 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه".
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وأبو حازم كوفي وهو الأشجعي واسمه سلمان مولى عزة الأشجعية.
3 - باب ما جاء من التغليظ في ترك الحج.
809 - حدثنا محمد بن يحيى القطعي البصري أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي أخبرنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث عن علي قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا وذلك الله يقول في كتابه: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي إسناده مقال وهلال بن عبد الله مجهول والحارث يضعف في الحديث.
4 - باب ما جاء في إيجاب الحج بالزاد والراحلة.
810 - حدثنا يوسف بن عيسى أخبرنا وكيع أخبرنا إبراهيم بن يزيد عن محمد ابن عباد بن جعفر عن ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقـال: - "يا رسول الله ما يوجب الحج؟ قال الزاد والراحلة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن والعمل عليه عند أهل العلم: أن الرجل إذا ملك زادا وراحلة وجب عليه الحج. وإبراهيم بن يزيد هو الخوزي المكي قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه.
5 - باب ما جاء كم فرض الحج.
811 - حدثنا أبو سعيد الأشج أخبرنا منصور بن وردان كوفي عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري عن علي بن أبي طالب قال:
- لما نزلت{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} قالوا: "يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت فقالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ قال لا. ولو قلت نعم لوجبت فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم} وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة.
قال أبو عيسى: حديث علي حديث حسن غريب من هذا الوجه واسم أبي البختري سعيد بن أبي عمران وهو سعيد بن فيروز.
6 - باب ما جاء كم حج النبي صلى الله عليه وسلم.
812 - حدثنا عبد الله بن أبي زياد أخبرنا زيد بن حباب عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم حج ثلاث حجج: حجتين قبل أن يهاجر وحجة بعد ما هاجر، معها عمرة فساق ثلاثا وستين بدنة وجاء علي من اليمن ببقيتها فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة فنحرها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل بدنة ببضعة فطبخت فشرب من مرقها".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد، وسألت محمدا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيته لا يعد هذا الحديث محفوظا وقال: إنما يروى عن الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد مرسل.
813 - حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا حبان بن هلال أخبرنا همام أخبرنا قتادة قال:
- قلت لأنس بن مالك: "كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال حجة واحدة. واعتمر أربع عمر: عمرة في ذي القعدة وعمرة الحديبية وعمرة مع حجته وعمرة الجعرانة إذ قسم غنيمة حنين".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وحبان بن هلال أبو حبيب البصري هو جليل ثقة وثقه يحيى بن سعيد القطان.
7 - باب ما جاء كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم.
814 - حدثنا قتيبة أخبرنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس:
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر: عمرة الحديبية وعمرة الثانية من قابل وعمرة القضاء في ذي القعدة عمرة الثالثة من الجعرانة، والرابعة التي مع حجته".
وفي الباب عن أنس وعبد الله بن عمرو وابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث غريب وروى ابن عيينة هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر ولم يذكر فيه عن ابن عباس.
815 - حدثنا بذلك سعيد بن عبد الرحمن المخزومي أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.
8 - باب ما جاء في أي موضع أحرم النبي صلى الله عليه وسلم.
816 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال:
- "لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الحج أذن في الناس فاجتمعوا فلما أتى البيداء أحرم".
وفي الباب عن ابن عمر وأنس والمسور بن مخرمة
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح.
817 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال:
- "البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد، من عند الشجرة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
9 - باب ما جاء متى أحرم النبي صلى الله عليه وسلم.
818 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا عبد السلام بن حرب عن خصيف عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل في دبر الصلاة".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرف أحدا رواه غير عبد السلام بن حرب وهو الذي يستحبه أهل العلم أن يحرم الرجل في دبر الصلاة.
10 - باب ما جاء في إفراد الحج.
819 - حدثنا أبو مصعب قراءة عن مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج".
وفي الباب عن جابر وابن عمر رضي الله عنه.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وروي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج وأفرد أبو بكر وعمر وعثمان.
820 - حدثنا بذلك قتيبة أخبرنا عبد الله بن نافع الصائغ عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بهذا.
قال أبو عيسى: وقال الثوري: إن أفردت الحج فحسن وإن قرنت فحسن وإن تمتعت فحسن. وقال الشافعي مثله. وقال أحب إلينا الإفراد ثم التمتع ثم القران.
11 - باب ما جاء في الجمع بين الحج والعمرة.
821 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن حميد عن أنس قال:
- سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لبيك بعمرة وحجة".
وفي الباب عن عمر وعمران بن حصين.
قال أبو عيسى: حديث أنس حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، واختاره من أهل الكوفة وغيرهم.
12 - باب ما جاء في التمتع.
822 - حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج فقال الضحاك بن قيس: لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله تعالى فقال سعد: بئس ما قلت يا ابن أخي. فقال الضحاك: فإن عمر ابن الخطاب قد نهى عن ذلك. فقال سعد:
- "قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه".
هذا حديث صحيح.
823 - حدثنا عبد بن حميد أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد أخبرنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب أن سالم بن عبد الله حدثه أنه سمع رجلا من أهل الشام وهو يسأل عبد الله بن عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال عبد الله بن عمر: هي حلال. فقال الشامي إن أباك قد نهى عنها. فقال عبد الله بن عمر: أرأيت إن كان أبي نهى عنها وصنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمر أبي يتبع أم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال الرجل: بل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لقد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا حديث حسن صحيح.
824 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى أخبرنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال:
- "تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان، وأول من نهى عنه معاوية.
وفي الباب عن علي وعثمان وجابر وسعد وأسماء ابنة أبي بكر وابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن واختار قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم التمتع بالعمرة. والتمتع أن يدخل الرجل بعمرة في أشهر الحج ثم يقيم حتى يحج فهو متمتع وعليه دم ما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله. ويستحب للمتمتع إذا صام ثلاثة أيام في الحج أن يصوم في العشر ويكون آخرها يوم عرفة. فإن لم يصم في العشر صام أيام التشريق في قول بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم ابن عمر وعائشة وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق.
وقال بعضهم لا يصوم أيام التشريق وهو قول أهل الكوفة.
قال أبو عيسى: وأهل الحديث يختارون التمتع بالعمرة في الحج.
وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
13 - باب ما جاء في التلبية.
825 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: كان تلبية النبي صلى الله عليه وسلم: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
826 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر أنه أهل فانطلق يهل يقول: "لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" قال وكان عبد الله بن عمر يقول: هذه تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكان يزيد من عنده في إثر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبيك لبيك، وسعديك والخير في يديك لبيك، والرغبى إليك. والعمل على هذا حديث صحيح.
قال أبو عيسى: وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وعائشة وابن عباس وأبي هريرة.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. والعمل عليه عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال الشافعي: فإن زاد زايد في التلبية شيئا من تعظيم الله فلا بأس إن شاء الله، وأحب إلي أن يقتصر على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي: وإنما قلنا لا بأس بزيادة تعظيم الله فيها لما جاء عن ابن عمر وهو حفظ التلبية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم زاد ابن عمر في تلبيته من قبله: لبيك والرغبى إليك والعمل.
14 - باب ما جاء في فضل التلبية والنحر.
827 - حدثنا محمد بن رافع أخبرنا ابن أبي فديك وحدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن ابن يربوع عن أبي بكر الصديق
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الحج أفضل؟ قال العج والثج".
828 - حدثنا هناد أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى ينقطع الأرض من ههنا وههنا".
829 - حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني وعبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري قالا أخبرنا عبيدة بن حميد عن عمارة بن غزية عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث إسماعيل بن عياش.
وفي الباب عن ابن عمر وجابر.
قال أبو عيسى: حديث أبي بكر حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع. وقد روى محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه غير هذا الحديث وروى أبو نعيم الطحان ضرار بن صرد هذا الحديث عن ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخطأ فيه ضرار.
قال أبو عيسى: سمعت أحمد بن الحسن يقول قال أحمد بن حنبل: من قال في هذا الحديث عن محمد بن المنكدر عن ابن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه فقد أخطأ. قال وسمعت محمدا يقول: ذكرت له حديث ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك فقال هو خطأ، فقلت قد روى غيره عن ابن أبي فديك أيضا مثل روايته فقال: لا شيء إنما رووه عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه عن سعيد بن عبد الرحمن. ورأيته يضعف ضرار بن صرد والعج هو رفع الصوت بالتلبية والثج هو نحر البدن.
15 - باب ما جاء في رفع الصوت بالتلبية.
830 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن خلاد بن السائب عن أبيه قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبرئيل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال أو بالتلبية".
قال أبو عيسى: حديث خلاد عن أبيه حديث حسن صحيح. وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيدبن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح. والصحيح هو خلاد بن السائب عن أبيه وهو خلاد بـن السائب بن خلاد ابن سويد الأنصاري.
وفي الباب عن زيد بن خالد وأبي هريرة وابن عباس.
16 - باب ما جاء في الاغتسال عند الإحرام.
831 - حدثنا عبد الله بن أبي زياد أخبرنا عبد الله بن يعقوب المدني عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه
- "أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لإهلاله واغتسل".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وقد استحب بعض أهل العلم الاغتسال عند الإحرام وهو قول الشافعي.
17 - باب ما جاء في مواقيت الإحرام لأهل الآفاق.
832 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن عمر أن رجلا قال:"من أين نهل يا رسول الله فقال:
- "يهل أهل المدينة من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن، قال وأهل اليمن من يلملم".
وفي الباب عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم.
833 - حدثنا أبو كريب أخبرنا وكيع عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن محمد ابن علي عن ابن عباس:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المشرق العقيق".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
18 - باب ما جاء في ما لا يجوز للمحرم لبسه.
834 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر أنه قال: قام رجل فقال يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الحرم؟
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلبس القميص ولا السراويلات ولا البرانس ولا العمائم ولا الخفاف إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين ما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا شيئا من الثياب مسه الزعفران ولا الورس ولا تنتقب المرأة الحرام ولا تلبس القفازين".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل عليه عند أهل العلم.
19 - باب ما جاء في لبس السراويل والخفين للمحرم إذا لم يجد الإزار والنعلين.
835 - حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا أيوب أخبرنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "المحرم إذا لم يجد الإزار فليلبس السراويل وإذا لم يجد النعلين فليلبس الخفين".
836 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو نحوه.
وفي الباب عن ابن عمر وجابر.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم قالوا: إذا لم يجد المحرم الإزار لبس السراويل وإذا لم يجد النعلين لبس الخفين. وهو قول أحمد وقال بعضهم على حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: - "إذا لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين". وهو قول سفيان الثوري والشافعي.
20 - باب ما جاء في الذي يحرم وعليه قميص أو جبة.
837 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا عبد الله بن إدريس عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن يعلى بن أمية قال:
- "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابيا قد أحرم وعليه جبة فأمره أن ينزعها".
838 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن صفوان ابن يعلى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه.
قال أبو عيسى: وهذا أصح وفي الحديث قصة. وهكذا روى قتادة والحجاج بن أرطاة وغير واحد عن عطاء عن يعلى بن أمية. والصحيح ما روى عمرو بن دينار وابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
21 - باب ما جاء ما يقتل المحرم من الدواب
839 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أخبرنا يزيد ابن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس فواسق يقتلن في الحرم: الفأرة والعقرب والغراب والحديا والكلب العقور".
وفي الباب عن ابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
840 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا هشيم أخبرنا يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- " يقتل المحرم السبع العادي والكلب العقور والفأرة والعقرب والحدأة والغراب".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. والعمل على هذا عند أهل العلم قالوا المحرم يقتل السبع العادي والكلب. وهو قول سفيان الثوري والشافعي. وقال الشافعي كل سبع عدا على الناس أو على دوابهم فللمحرم قتله.
22 - باب ما جاء في الحجامة للمحرم.
841 - حدثنا قتيبة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس وعطاء عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم".
وفي الباب عن أنس وعبد الله بن بحينة وجابر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وقد رخص قوم من أهل العلم في الحجامة للمحرم وقالوا: لا يحلق شعرا. وقال مالك: لا يحتجم المحرم إلا من ضرورة. وقال سفيان الثوري والشافعي لا بأس أن يحتجم المحرم ولا ينزع شعرا.
23 - باب ما جاء في كراهية تزويج المحرم.
842 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا إسماعيل بن علية أخبرنا أيوب عن نافع عن نبيه بن وهب قال أراد ابن معمر أن ينكح ابنه فبعثني إلى أبان بن عثمان وهو أمير الموسم فأتيته فقلت إن أخاك يريد أن ينكح ابنه فأحب أن يشهدك ذلك فقال: لا أراه إلا أعرابيا جافيا، إن المحرم لا ينكح ولا ينكح أو كما قال ثم حدث عن عثمان مثله يرفعه.
وفي الباب عن أبي رافع وميمونة.
قال أبو عيسى: حديث عثمان حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم عمر بن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وابن عمر وهو قول بعض فقهاء التابعين وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق: لا يرون أن يتزوج المحرم وقالوا إن نكح فنكاحه باطل.
843 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع قال:
- "تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وكنت أنا الرسول فيما بينهما".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة. وروى مالك بن أنس عن ربيعة عن سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال ورواه مالك مرسلا. ورواه أيضا سليمان بن بلال عن ربيعة مرسلا.
قال أبو عيسى: وروي عن يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت:
"تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلال". وروى بعضهم عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.
قال أبو عيسى: ويزيد بن الأصم هو ابن أخت ميمونة.
24 - باب ما جاء في الرخصة في ذلك.
844 - حدثنا حميد بن مسعدة أخبرنا سفيان بن حبيب عن هشام ابن حسان عن عكرمة عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم".
وفي الباب عن عائشة.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم. وبه يقول سفيان الثوري وأهل الكوفة.
845 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم".
846 - حدثنا قتيبة أخبرنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار قال سمعت أبا الشعثاء يحدث عن ابن عباس
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم".
قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح. وأبو الشعثاء اسمه جابر بن زيد.
واختلفوا في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في طريق مكة، فقال بعضهم تزوجها حلالا وظهر أمر تزويجها وهو محرم ثم بنى بها وهو حلال بسرف في طريق مكة. وماتت ميمونة بسرف حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت بسرف.
847 - حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا أبي قال: سمعت أبا فزارة يحدث عن يزيد بن الأصم عن ميمونة
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال وبنى بها حلالا. وماتت بسرف ودفناها في الظلة التي بنى بها فيها".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.
25 - باب ما جاء في أكل الصيد للمحرم.
848 - حدثنا قتيبة أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "صيد البر لكم حلال وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصد لكم".
وفي الباب عن أبي قتادة وطلحة.
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث مفسر والمطلب لا نعرف له سماعا من جابر. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم لا يرون بأكل الصيد للمحرم بأسا إذا لم يصطده أو يصد من أجله. قال الشافعي هذا أحسن حديث روي في هذا الباب وأقيس. والعمل على هذا. وهو قول أحمد وإسحاق.
849 - حدثنا قتيبة عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي قتادة أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا عليه فأخذ فشد على الحمار فقتله فأكل منه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بعضهم فأدركوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك فقال: "إنما هي طعمة أطعمكموها الله".
850 - حدثنا قتيبة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة في حمار الوحش مثل حديث أبي النضر غير أن في حديث زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هل معكم من لحمه شيء".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
26 - باب ما جاء في كراهية لحم الصيد للمحرم.
851 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس أخبره أن الصعب بن جثامة أخبره
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به بالأبواء أو بودان فأهدى له حمارا وحشيا فرده عليه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه الكراهية قال: إنه ليس بنا رد عليك وإنا حرم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وقد ذهب قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا الحديث وكرهوا أكل الصيد للمحرم. وقال الشافعي إنما وجه هذا الحديث عندنا إنما رده عليه لما ظن أنه صيد من أجله وتركه على التنزه. وقد روى بعض أصحاب الزهري عن الزهري هذا الحديث وقال أهدي له لحم حمار وحش وهو غير محفوظ.
وفي الباب عن علي وزيد بن أرقم.
27 - باب ما جاء في صيد البحر للمحرم.
852 - حدثنا أبو كريب أخبرنا وكيع عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال:
- "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا رجل من جراد فجعلنا نضربه بأسياطنا وعصينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلوه فإنه من صيد البحر".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم عن أبي هريرة. وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان وقد تكلم فيه شعبة. وقد رخص قوم من أهل العلم للمحرم أن يصيد الجراد فيأكل. ورأى بعضهم أن عليه صدقة إذا اصطاده أو أكله.
27 م - باب ما جاء في الضبع يصيبها المحرم.
853 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا ابن جريج عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن أبي عمار قال: "قلت لجابر بن عبد الله: الضبع أصيد هي؟ قال: نعم. قال قلت: آكلها؟ قال: نعم. قال قلت أقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقال علي: قال يحيى بن سعيد روى جرير بن حازم هذا الحديث فقال عن جابر عن عمر وحديث ابن جريج أصح وهو قول أحمد وإسحاق. والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم في المحرم إذا أصاب ضبعا أن عليه الجزاء.
28 - باب ما جاء في الاغتسال لدخول مكة.
854 - حدثنا يحيى بن موسى أخبرني هارون بن صالح أخبرنا عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال:
- "اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم لدخول مكة بفخ".
قال أبو عيسى: هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى نافع عن ابن عمر أنه كان يغتسل لدخول مكة.
وبه يقول الشافعي يستحب الاغتسال لدخول مكة. وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث ضعفه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وغيرهما ولا نعرف هذا مرفوعا إلا من حديثه.
29 - باب ما جاء في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها وخروجه من أسفلها.
855 - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- "لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها".
وفي الباب عن ابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
30 - باب ما جاء في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة نهارا.
856 - حدثنا يوسف بن عيسى أخبرنا وكيع أخبرنا العمري عن نافع عن ابن عمر - "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة نهارا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
31 - باب ما جاء في كراهية رفع اليد عند رؤية البيت.
857 - حدثنا يوسف بن عيسى أخبرنا وكيع أخبرنا شعبة عن أبي قزعة الباهلي عن المهاجر المكي قال:
- "سئل جابر بن عبد الله أيرفع الرجل يديه إذا رأى البيت؟ فقال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفكنا نفعله؟".
قال أبو عيسى: رفع اليد عند رؤية البيت إنما نعرفه من حديث شعبة عن أبي قزعة. واسم أبي قزعة سويد بن حجر.
32 - باب ما جاء كيف الطواف.
858 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا يحيى بن آدم أخبرنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال:
- "لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة دخل المسجد فاستلم الحجر ثم مضى على يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم أتى المقام فقال: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}. فصلى ركعتين والمقام بينه وبين البيت، ثم أتى الحجر بعد الركعتين فاستلمه ثم خرج إلى الصفا أظنه قال: إن الصفا والمروة من شعائر الله".
وفي الباب عن ابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم.
33 - باب ما جاء في الرمل من الحجر إلى الحجر.
859 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل منالحجر إلى الحجر ثلاثا ومشى أربعا".
وفي الباب عن ابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم. قال الشافعي: إذا ترك الرمل عمدا فقد أساء ولا شيء عليه، وإذا لم يرمل في الأشواط الثلاثة لم يرمل فيما بقي. وقال بعض أهل العلم: ليس على أهل مكة رمل ولا على من أحرم منها.
34 - باب ما جاء في استلام الحجر والركن اليماني دون ما سواهما.
860 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان ومعمر عن ابن خثيم عن أبي الطفيل قال: كنا مع ابن عباس. ومعاوية لا يمر بركن إلا استلمه، فقال له ابن عباس:
- "إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستلم إلا الحجر الأسود والركن اليماني، فقال معاوية: ليس شيء من البيت مهجورا".
وفي الباب عن عمر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن لا يستلم إلا الحجر الأسود والركن اليماني.
35 - باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعا.
861 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن عبد الحميد عن ابن يعلى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
- "طاف بالبيت مضطبعا وعليه برد".
قال أبو عيسى: هذا حديث الثوري عن ابن جريج لا نعرفه إلا من حديثه وهو حديث حسن صحيح. وعبد الحميد هو ابن جبير بن شيبة عن ابن يعلى عن أبيه وهو يعلى بن أمية.
36 - باب ما جاء في تقبيل الحجر.
862 - حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عـن الأعمش عن إبراهيم عن عـابس بن ربيعة قال:
- "رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول: إني أقبلك وأعلم أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لم أقبلك".
وفي الباب عن أبي بكر وابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث عمر حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم يستحبون تقبيل الحجر فإن لم يمكنه أن يصل إليه استلمه بيده وقبل يده، وإن لم يصل إليه استقبله إذا حاذى به وكبر وهو قول الشافعي.
37 - باب ما جاء أنه يبدأ بالصفا قبل المروة.
863 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة فطاف بالبيت سبعا وأتى المقام فقرأ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}. فصلى خلف المقام ثم أتى الحجر فاستلمه ثم قال نبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا وقرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم أنه يبدأ بالصفا قبل المروة، فإن بدأ بالمروة قبل الصفا لم يجزه ويبدأ بالصفا. واختلف أهل العلم في من طاف بالبيت ولم يطف بين الصفا والمروة حتى رجع، فقال بعض أهل العلم: إن لم يطف بين الصفا والمروة حتى خرج من مكة فإن ذكر وهو قريب منها رجع فطاف بين الصفا والمروة، وإن لم يكن يذكر حتى أتى بلاده أجزأه وعليه دم. وهو قول سفيان الثوري. وقال بعضهم: إن ترك الطواف بين الصفا والمروة حتى رجع إلى بلاده فإنه لا يجزئه. وهو قول الشافعي قال: الطواف بين الصفا والمروة واجب لا يجوز الحج إلا به.
38 - باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة.
864 - حدثنا قتيبة أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال:
- "إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت وبين الصفا والمروة ليري المشركين قوته".
قال: وفي الباب عن عائشة وابن عمر وجابر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح.
وهو الذي يستحبه أهل العلم أن يسعى بين الصفا والمروة فإن لم يسع ومشى بين الصفا والمروة رأوه جائزا.
865 - حدثنا يوسف بن عيسى أخبرنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن كثير بن جمهان قال: - "رأيت ابن عمر يمشي في المسعى فقلت له أتمشي بين الصفا والمروة؟ فقال لئن سعيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى. ولئن مشيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا شيخ كبير".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عمر نحو هذا.
39 - باب ما جاء في الطواف راكبا.
866 - حدثنا بشر بن هلال الصواف أخبرنا عبد الوارث وعبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "طاف النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته فإذا انتهى إلى الركن أشار إليه".
وفي الباب عن جابر وأبي الطفيل وأم سلمة.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وقد كره قوم من أهل العلم أن يطوف الرجل بالبيت وبين الصفا والمروة راكبا إلا من عذر وهو قول الشافعي.
40 - باب ما جاء في فضل الطواف.
867 - حدثنا سفيان بن وكيع أخبرنا يحيى بن اليمان عن شريك عن أبي إسحاق عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
قال: وفي الباب عن أنس وابن عمر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث غريب. سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: إنما يروى هذا عن ابن عباس.
868 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن أيوب قال: كانوا يعدون عبد الله بن سعيد بن جبير أفضل من أبيه وله أخ يقال له عبد الملك بن سعيد بن جبير وقد روى عنه أيضا.
41 - باب ما جاء في الصلاة بعد العصر وبعد (المغرب؟؟) في الطواف لمن يطوف.
869 - حدثنا أبو عمار وعلي بن خشرم قالا أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد مناف، لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار".
وفي الباب عن ابن عباس وأبي ذر.
قال أبو عيسى: حديث جبير بن مطعم حديث حسن صحيح. وقد رواه عبد الله بن أبي نجيح عن عبد الله بن باباه أيضا. وقد اختلف أهل العلم في الصلاة بعد العصر وبعد الصبح بمكة، فقال بعضهم لا بأس في الصلاة والطواف بعد العصر وبعد الصبح، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. واحتجوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: إذا طاف بعد العصر لم يصل حتى تغرب الشمس، وكذلك إن طاف بعد صلاة الصبح أيضا لم يصل حتى تطلع الشمس. واحتجوا بحديث عمر أنه طاف بعد صلاة الصبح فلم يصل. وخرج من مكة حتى نزل بذي طوى فصلى بعد ما طلعت الشمس، وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس.
42 - باب ما جاء ما يقرأ في ركعتي الطواف.
870 - حدثنا أبو مصعب قراءة عن عبد العزيز بن عمران عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ابن عبد الله
- " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص: قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
871 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه
- " أنه كان يستحب أن يقرأ في ركعتي الطواف بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال أبو عيسى: وهذا أصح من حديث عبد العزيز بن عمران.
وحديث جعفر بن محمد عن أبيه في هذا أصح من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعبد العزيز بن عمران ضعيف في الحديث.
43 - باب ما جاء في كراهية الطواف عريانا.
872 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن زيد بن أثيع قال: - - "سألت عليا بأي شيء بعثت؟ قال: بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته، ومن لا مدة له فأربعة أشهر".
وفي الباب عن أبي هريرة.
قال أبو عيسى: حديث علي حديث حسن.
873 - حدثنا ابن أبي عمر ونصر بن علي قالا أخبرنا سفيان بن أبي إسحاق نحوه وقالا: زيد بن يثيع وهذا أصح.
قال أبو عيسى: وشعبة وهم فيه فقال زيد بن أثيل.
44 - باب ما جاء في دخول الكعبة.
874 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا وكيع عن إسماعيل بن عبد الملك عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:
- " خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قرير العين طيب النفس فرجع إلي وهو حزين، فقلت له، فقال إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
45 - باب ما جاء في الصلاة في الكعبة.
875 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن بلال:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في جوف الكعبة. قال ابن عباس: لم يصل ولكنه كبر".
وفي الباب عن أسامة بن زيد والفضل بن عباس وعثمان بن طلحة وشيبة بن عثمان.
قال أبو عيسى: حديث بلال حديث حسن صحيح. والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، لا يرون بالصلاة في الكعبة بأسا. وقال مالك بن أنس: لا بأس بالصلاة النافلة في الكعبة وكره أن يصلي المكتوبة في الكعبة وقال الشافعي: لا بأس أن يصلي المكتوبة والتطوع في الكعبة لأن حكم النافلة والمكتوبة في الطهارة والقبلة سواء.
46 - باب ما جاء في كسر الكعبة.
876 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد أن ابن الزبير قال له: حدثني بما كانت تفضي إليك أم المؤمنين يعني عائشة؟ فقال:
- "حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: لولا أن قومك حديثوا عهد بالجاهلية لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين. فلما ملك ابن الزبير هدمها وجعل لها بابين".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
47 - باب ما جاء في الصلاة في الحجر.
877 - حدثنا قتيبة أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن علقمة بن أبي علقمة عن أبيه عن عائشة قالت:
- " كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحجر وقال صلي في الحجر إن أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وعلقمة بن أبي علقمة هو علقمة بن بلال.
48 - باب ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن والمقام.
878 - حدثنا قتيبة أخبرنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم".
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح.
879 - حدثنا قتيبة أخبرنا يزيد بن زريع عن رجاء أبي يحيى قال: سمعت مسافعا الحاجب يقول: سمعت عبد الله بن عمرو يقول:
- " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب".
قال أبو عيسى: هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا قوله وفيه عن أنس أيضا وهو حديث غريب.
49 - باب ما جاء في الخروج إلى منى والمقام بها.
880 - حدثنا أبو سعيد الأشج أخبرنا عبد الله بن الأجلح عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس قال:
- "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم غدا إلى عرفات".
قال أبو عيسى: وإسماعيل بن مسلم قد تكلم فيه.
881 - حدثنا أبو سعيد الأشج أخبرنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس:
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى الظهر والفجر ثم غدا إلى عرفات".
وفي الباب عن عبد الله بن الزبير وأنس.
قال أبو عيسى: حديث مقسم عن ابن عباس قال علي بن المديني: قال يحيى: قال شعبة لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أشياء وعدها وليس هذا الحديث فيما عد شعبة.
50 - باب ما جاء أن منى مناخ من سبق.
882 - حدثنا يوسف بن عيسى ومحمد بن أبان قالا أخبرنا وكيع عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن يوسف بن ماهك عن أمه مسيكة عن عائشة قالت:
- " قلنا يا رسول الله ألا نبني لك بناء يظلك بمنى قال: لا؛ منى مناخ من سبق".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
51 - باب ما جاء في تقصير الصلاة بمنى.
883 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن حارثة بن وهب قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى آمن ما كان الناس وأكثره ركعتين".
وفي الباب عن ابن مسعود وابن عمر وأنس.
قال أبو عيسى: حديث حارثة بن وهب حديث حسن صحيح. وروي عن ابن مسعود أنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين ومع أبي بكر ومع عمر وعثمان ركعتين صدرا من إمارته وقد اختلف أهل العلم في تقصير الصلاة بمنى لأهل مكة. فقال بعض أهل العلم: ليس لأهل مكة أن يقصروا الصلاة بمنى إلا من كان بمنى مسافرا وهو قول ابن جريج وسفيان الثوري ويحيى بن سعيد القطان والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعضهم لا بأس لأهل مكة أن يقصروا الصلاة بمنى وهو قول الأوزاعي ومالك وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي.
52 - باب ما جاء في الوقوف بعرفات والدعاء فيه.
884 - حدثنا قتيبة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن يزيد بن شيبان قال:
- "أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن وقوف بالموقف مكانا يباعده عمرو فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول: كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم".
وفي الباب عن علي وعائشة وجبير بن مطعم والشريد بن سويد الثقفي.
قال أبو عيسى: حديث مربع حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار. وابن مربع اسمه يزيد بن مربع الأنصاري وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد.
885 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- " كانت قريش ومن كان على دينها وهم الحمس يقفون بالمزدلفة يقولون نحن قطين الله وكان من سواهم يقفون بعرفة، فأنزل الله عز وجل: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ومعنى هذا الحديث أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحرم، وعرفات خارج من الحرم، فأهل مكة كانوا يقفون بالمزدلفة ويقولون نحن قطين الله يعني سكان الله، ومن سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفات، فأنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}. والحمس هم أهل الحرم.
53 - باب ما جاء أن عرفة كلها موقف.
886 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا أبو أحمد الزبيري أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال:
- " وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال: هذه عرفة وهو الموقف وعرفة كلها موقف، ثم أفاض حين غربت الشمس وأردف أسامة بن زيد وجعل يشير بيده على هيئته والناس يضربون يمينا وشمالا يلتفت إليهم ويقول: يا أيها الناس عليكم السكينة. ثم أتى جمعا فصلى بهم الصلاتين جميعا فلما أصبح أتى قزح ووقف عليه وقال: هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف ثم أفاض حتى انتهى إلى وادي محسر فقرع ناقته فخبت حتى جاوز الوادي، فوقف وأردف الفضل ثم أتى الجمرة فرماها ثم أتى المنحر فقال هذا المنحر ومنى كلها منحر. واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج أفيجزئ أن أحج عنه. قال حجي عن أبيك، قال: ولوى عنق الفضل، فقال العباس يا رسول الله لم لويت عنق ابن عمك؟ قال رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما. فأتاه رجل فقال يا رسول الله: إني أفضت قبل أن أحلق قال: احلق ولا حرج أو قصر ولا حرج. قال وجاء آخر فقال يا رسول الله إني ذبحت قبل أن أرمي، قال: ارم ولا حرج. قال: ثم أتى البيت فطاف به ثم أتى زمزم فقال يا بني عبد المطلب لولا أن يغلبكم عليه الناس لنزعت".
وفي الباب عن جابر.
قال أبو عيسى: حديث علي حديث حسن صحيح لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش وقد رواه غير واحد عن الثوري مثل هذا. والعمل على هذا عند أهل العلم قد رأوا أن يجمع بين الظهر والعصر بعرفة في وقت الظهر. وقال بعض أهل العلم: إذا صلى الرجل في رحله ولم يشهد الصلاة مع الإمام إن شاء جمع هو بين الصلاتين مثل ما صنع الإمام. وزيد بن علي هو ابن حسين بن علي بن أبي طالب.
54 - باب ما جاء في الإفاضة من عرفات.
887 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع وبشر بن السرى وأبو نعيم قالوا أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر.
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم أوضع في وادي محسر. وزاد فيه بشر: وأفاض منجمع وعليه السكينة وأمرهم بالسكينة. وزاد فيه أبو نعيم: وأمرهم أن يرموا بمثل حصا الخذف. وقال لعلي لا أراكم بعد عامي هذا: .
وفي الباب عن أسامة بن زيد.
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح.
55 - باب ما جاء في الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة.
888 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد القطان أخبرنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مالك:
- " أن ابن عمر صلى بجمع فجمع بين الصلاتين بإقامة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل هذا في هذا المكان".
889 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله: قال محمد بن بشار قال يحيى: والصواب حديث سفيان.
وفي الباب عن علي وأبو أيوب وعبد الله بن مسعود وجابر وأسامة بن زيد.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر و رواية سفيان أصح من رواية إسماعيل ابن أبي خالد. وحديث سفيان حديث حسن صحيح. قال: وروى إسرائيل هذا الحديث عن أبي إسحاق عن عبد الله وخالد ابني مالك عن ابن عمر.
وحديث سعيد بن جبير عن ابن عمر هو حديث حسن صحيح. أيضا رواه سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير. وأما أبو إسحاق فإنما روى عن عبد الله وخالد ابني مالك عن ابن عمر. والعمل عليه عند أهل العلم أنه لا يصلي صلاة المغرب دون جمع، فإذا أتى جمعا وهو بالمزدلفة جمع بين الصلاتين بإقامة واحدة ولم يتطوع فيما بينهما وهو الذي اختاره بعض أهل العلم وذهبوا إليه، وهو قول سفيان الثوري قال سفيان: وإن شاء صلى المغرب ثم تعشى ووضع ثيابه ثم أقام فصلى العشاء.
وقال بعض أهل العلم: يجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة بآذان وإقامتين يؤذن لصلاة المغرب ويقيم ويصلي المغرب ثم يقيم ويصلي العشاء، وهو قول الشافعي.
56 - باب ما جاء من أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج.
890 - حدثنا محمد بن بشار قال أخبرنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي قالا أخبرنا سفيان عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر
- " أن ناسا من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فسألوه فأمر مناديا فنادى: الحج عرفة. من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه. قال محمد: وزاد يحيى: وأردف رجلا فنادى به".
891 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه. قال: وقال ابن أبي عمر: قال سفيان بن عيينة: وهذا أجود حديث رواه سفيان الثوري.
قال أبو عيسى: والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أنه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج ولا يجزئ عنه إن جاء بعد طلوع الفجر ويجعلها عمرة وعليه الحج من قابل، وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقد روى شعبة عن بكير بن عطاء نحو حديث الثوري قال وسمعت الجارود يقول سمعت وكيعا يقول وروى هذا الحديث فقال: هذا الحديث أم المناسك.
892 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن داود بن أبي هند وإسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي قال:
- أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله إني جئت من جبلي طيء أكللت راحلتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى يدفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
57 - باب ما جاء في تقديم الضعفة من جمع بليل.
893 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
"بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثقل من جمع بليل".
وفي الباب عن عائشة وأم حبيبة وأسماء والفضل.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثقل من جمع بليل" حديث صحيح روي عنه من غير وجه. وروى شعبة هذا الحديث عن مشاش عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم ضعفة أهله من جمع بليل" وهذا حديث خطأ أخطأ فيه مشاش وزاد فيه عن الفضل بن عباس. وروى ابن جريج وغيره هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس ولم يذكروا فيه عن الفضل بن عباس.
894 - حدثنا أبو كريب أخبرنا وكيع عن المسعودي عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم ضعفة أهله وقال: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس".
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم، لم يروا بأسا أن يتقدم الضعفة من المزدلفة بليل يصيرون إلى منى وقال أكثر أهل العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يرمون حتى تطلع الشمس. ورخص بعض أهل العلم في أن يرموا بليل. والعمل على حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول الثوري والشافعي.
58 - باب.
895 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: - "كان النبي صلى الله عليه وسلم يرمي يوم النحر ضحى وأما بعد ذلك فبعد زوال الشمس".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أنه لا يرمي بعد يوم النحر إلا بعد الزوال.
59 - باب ما جاء أن الإفاضة من جمع قبل طلوع الشمس.
896 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض قبل طلوع الشمس".
وفي الباب عن عمر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وإنما كان أهل الجاهلية ينتظرون حتى تطلع الشمس ثم يفيضون.
897 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عمرو بن ميمون يقول:
- " كنا وقوفا بجمع فقال عمر بن الخطاب: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس فكانوا يقولون: أشرق ثبير، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم، فأفاض عمر قبل طلوع الشمس".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
60 - باب ما جاء أن الجمار التي ترمى مثل حصى الخذف.
898 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد القطان أخبرنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال:
- "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار بمثل حصى الخذف".
وفي الباب عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه وهي أم جندب الأزدية وابن عباس والفضل ابن عباس وعبد الرحمن بن عثمان التيمي وعبد الرحمن بن معاذ.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وهو الذي اختاره أهل العلم أن تكون الجمار التي ترمى بها مثل حصى الخذف.
61 - باب ما جاء في الرمي بعد زوال الشمس.
899 - حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري أخبرنا زياد بن عبد الله عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار إذا زالت الشمس".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
62 - باب ما جاء في رمي الجمار راكبا.
900 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أخبرنا الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة يوم النحر راكبا".
وفي الباب عن جابر وقدامة بن عبد الله وأم سليمان بن عمرو بن الأحوص.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن. والعمل عليه عند بعض أهل العلم. واختار بعضهم أن يمشي إلى الجمار، ووجه الحديث عندنا أنه ركب في بعض الأيام ليقتدى به في فعله، وكلا الحديثين مستعمل عند أهل العلم.
901 - حدثنا يوسف بن عيسى أخبرنا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمار مشى إليه ذاهبا وراجعا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه بعضهم عن عبيد الله ولم يرفعه. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم. وقال بعضهم يركب يوم النحر ويمشي في الأيام التي بعد يوم النحر.
قال أبو عيسى: وكأن من قال هذا إنما أراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في فعله لأنه إنما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ركب يوم النحر حيث ذهب يرمي الجمار ولا يرمي يوم النحر إلا جمرة العقبة.
63 - باب كيف ترمى الجمار.
902 - حدثنا يوسف بن عيسى أخبرنا وكيع أخبرنا المسعودي عن جامع بن شداد أبي صخرة عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
- "لما أتى عبد الله جمرة العقبة استبطن الوادي واستقبل الكعبة وجعل يرمي الجمرة على حاجبه الأيمن ثم رمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ثم قال: "والله الذي لا إله غيره من ههنا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة".
903 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن المسعودي بهذا الإسناد نحوه.
قال: وفي الباب عن الفضل بن عباس وابن عباس وابن عمر وجابر.
قال أبو عيسى: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم يختارون أن يرمي الرجل من بطن الوادي بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة. وقد رخص بعض أهل العلم إن لم يمكنه أن يرمي من بطن الوادي رمى من حيث قدر عليه وإن لم يكن في بطن الوادي.
904 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى بن يونس عن عبيد الله ابن أبي زياد عن القاسم بن محمد عن عائشة
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
64 - باب ما جاء في كراهية طرد الناس عند رمي الجمار.
905 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا مروان بن معاوية عن أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله قال: - "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار على ناقته ليس ضرب ولا طرد ولا إليك إليك".
وفي الباب عن عبد الله بن حنظلة.
قال أبو عيسى: حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح.
وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه، وهو حديث حسن صحيح.
وأيمن بن نابل هو ثقة عند أهل الحديث.
65 - باب ما جاء في الاشتراك في البدنة والبقرة.
906 - حدثنا قتيبة أخبرنا مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر قال:
- "نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البقرة عن سبعة والبدنة عن سبعة".
وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة وعائشة وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يرون الجزور عن سبعة والبقرة عن سبعة. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد.
وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- " أن البقرة عن سبعة والجزور عن عشرة". وهو قول إسحاق واحتج بهذا الحديث. وحديث ابن عباس إنما نعرفه من وجه واحد.
907 - حدثنا الحسين بن حريث وغير واحد قالوا أخبرنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن علبا بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فحضر الأضحى فاشتركنا في البقرة سبعة وفي الجزور عشرة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب وهو حديث حسين بن واقد.
66 - باب ما جاء في إشعار البدن.
908 - حدثنا أبو كريب أخبرنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس.
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم قلد نعلين وأشعر الهدي في الشق الأيمن بذي الحليفة وأماط عنه الدم".
وفي الباب عن المسور بن مخرمة.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. وأبو حسان الأعرج اسمه مسلم. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يرون الإشعار وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق، قال سمعت يوسف بن عيسى يقول سمعت وكيعا يقول حين روى هذا الحديث فقال: لا تنظروا إلى قول أهل الرأي في هذا فإن الإشعار سنة، وقولهم بدعة. قال: وسمعت أبا السائب يقول: كنا عند وكيع فقال: لرجل ممن ينظر في الرأي: أشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أبو حنيفة هو مثلة؟ قال الرجل فإنه قد روي عن إبراهيم النخعي أنه قال الإشعار مثلة. قال فرأيت وكيعا غضب غضبا شديدا وقال أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتقول قال إبراهيم؟ ما أحقك بأن تحبس ثم لا تخرج حتى تنزع عن قولك هذا.
67 - باب.
909 - حدثنا قتيبة وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا ابن اليمان عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى هديه من قديد".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان. وروى عن نافع أن ابن عمر اشترى من قديد.
قال أبو عيسى: وهذا أصح.
68 - باب ما جاء في تقليد الهدي للمقيم.
910 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت:
- "فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يحرم ولم يترك شيئا من الثياب".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم. قال إذا قلد الرجل الهدي وهو يريد الحج لم يحرم عليه شيء من الثياب والطيب حتى يحرم. وقال بعض أهل العلم: إذا قلد الرجل الهدي فقد وجب عليه ما وجب على المحرم.
69 - باب ما جاء في تقليد الغنم.
911 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
- " كنت أفتل قلائد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها غنما ثم لا يحرم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يرون تقليد الغنم.
70 - باب ما جاء إذا عطب الهدي ما يصنع به.
912 - حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن ناجية الخزاعي قال:
- " قلت يا رسول الله كيف أصنع بما عطب من الهدي؟ قال: انحرها ثم اغمس نعلها في دمها ثم خل بين الناس وبينها فيأكلوها".
وفي الباب عن ذويب أبي قبيصة الخزاعي.
قال أبو عيسى: حديث ناجية حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم قالوا في هدي التطوع: إذا عطب لا يأكل هو ولا أحد من أهل رفقته ويخلى بينه وبين الناس يأكلونه، وقد أجزأ عنه. وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق وقالوا: إن أكل منه شيئا غرم مقدار ما أكل منه. وقال بعض أهل العلم إذا أكل من هدي التطوع شيئا فقد ضمن.
71 - باب ما جاء في ركوب البدنة.
913 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك.
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة فقال له اركبها، فقال يا رسول الله إنها بدنة. فقال له في الثالثة أو في الرابعة: اركبها ويحك أو ويلك".
وفي الباب عن علي وأبي هريرة وجابر.
قال أبو عيسى: حديث أنس حديث صحيح حسن. وقد رخص قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في ركوب البدنة إذا احتاج إلى ظهرها. وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعضهم: لا يركب ما لم يضطر إليه.
72 - باب ما جاء بأي جانب الرأس يبدأ في الحلق.
914 - حدثنا أبو عمار أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال:
- " لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه فأعطاه أبا طلحة، ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه فقال اقسمه بين الناس".
915 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام نحوه. هذا حديث حسن.
73 - باب ما جاء في الحلق والتقصير.
916 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر قال:
- " حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق طائفة من أصحابنا وقصر بعضهم قال ابن عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله المحلقين. مرة أو مرتين ثم قال: والمقصرين".
وفي الباب عن ابن عباس وابن أم الحصين ومارب وأبي سعيد وأبي مريم وحبشي بن جنادة وأبي هريرة.
قال هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم يختارون للرجل أن يحلق رأسه وإن قصر، يرون أن ذلك يجزئ عنه. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق.
74 - باب ما جاء في كراهية الحلق للنساء.
917 - حدثنا محمد بن موسى الجرشي البصري أخبرنا أبو داود الطيالسي أخبرنا همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي قال:
- "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها".
918 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا أبو داود عن همام عن خلاس نحوه ولم يذكر فيه عن علي.
قال أبو عيسى: حديث علي فيه اضطراب. وروى هذا الحديث عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها. والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون على المرأة حلقا، ويرون أن عليها التقصير.
75 - باب ما جاء في من حلق قبل أن يذبح أو نحر قبل أن يرمي.
919 - حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وابن أبي عمر قالا أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو.
- " أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حلقت قبل أن أذبح: فقال اذبح ولا حرج، وسأله آخر فقال نحرت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج".
وفي الباب عن علي وجابر وابن عباس وابن عمر وأسامة بن شريك.
قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن صحيح.
والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم وهو قول أحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم إذا قدم نسكا قبل نسك فعليه دم.
76 - باب ما جاء في الطيب عند الإحلال قبل الزيارة.
920 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا هشيم أخبرنا منصور بن زاذان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:
- " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك".
وفي الباب عن ابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يرون أن المحرم إذا رمى جمرة العقبة يوم النحر وذبح وحلق أو قصر فقد حل له كل شيء حرم عليه إلا النساء. وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: حل له كل شيء إلا النساء والطيب. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول أهل الكوفة.
77 - باب ما جاء متى يقطع التلبية في الحج.
921 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال:
- "أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع إلى منى فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة".
وفي الباب عن علي وابن مسعود وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث الفضل حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الحاج لا يقطع التلبية حتى يرمي الجمرة. وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
78 - باب ما جاء متى يقطع التلبية في العمرة.
922 - حدثنا هناد أخبرنا هشيم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس قال يرفع الحديث:
"إنه كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر".
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث صحيح. والعمل عليه عند أكثر أهل العلم قالوا لا يقطع المعتمر التلبية حتى يستلم الحجر.
وقال بعضهم: إذا انتهى إلى بيوت مكة قطع التلبية. والعمل على حديث النبي صلى الله عليه وسلم وبه يقول سفيان والشافعي وأحمد وإسحاق.
79 - باب ما جاء في طواف الزيارة بالليل.
923 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا سفيان عن أبي الزبير عن ابن عباس وعائشة.
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر طواف الزيارة إلى الليل".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وقد رخص بعض أهل العلم في أن يؤخر طواف الزيارة إلى الليل واستحب بعضهم أن يزور يوم النحر ووسع بعضهم أن يؤخر ولو إلى آخر أيام منى.
80 - باب ما جاء في نزول الأبطح.
924 - حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
- " كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان ينزلون الأبطح".
وفي الباب عن عائشة وأبي رافع وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح غريب. إنما نعرفه من حديث عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر: وقد استحب بعض أهل العلم نزول الأبطح من غير أن يروا ذلك واجبا إلا من أحب ذلك: قال الشافعي: ونزول الأبطح ليس من النسك في شيء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
925 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس قال:
- "ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
قال أبو عيسى: التحصيب نزول الأبطح.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
81 - باب.
926 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى أخبرنا يزيد بن زيع أخبرنا حبيب المعلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- "إنما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبطح لأنه كان أسمح لخروجه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
927 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة نحوه.
82 - باب ما جاء في حج الصبي.
928 - حدثنا محمد بن طريف الكوفي أخبرنا أبو معاوية عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال:
- "رفعت امرأة صبيا لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ألهذا حج فقال: نعم ولك أجر".
وفي الباب عن ابن عباس. حديث جابر حديث غريب.
929 - حدثنا قتيبة أخبرنا قزعة بن سويد الباهلي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
وقد روي عن محمد بن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
930 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال:
- "حج بي أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد أجمع أهل العلم أن الصبي إذا حج قبل أن يدرك فعليه الحج إذا أدرك لا تجزئ عنه تلك الحجة عن حجة الإسلام. وكذلك المملوك إذا حج في رقه ثم أعتق فعليه الحج إذا وجد إلى ذلك سبيلا، ولا يجزئ عنه ما حج في حال رقه.
وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق.
931 - حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي قال سمعت ابن نمير عن أشعث بن سوار عن أبي الزبير عن جابر قال:
- "كنا إذا حججنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فكنا نلبي عن النساء ونرمي عن الصبيان".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقد أجمع أهل العلم أن المرأة لا يلبي عنها غيرها بل هي تلبي ويكره لها رفع الصوت بالتلبية.
83 - باب ما جاء في الحج عن الشيخ الكبير والميت.
932 - حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا روح بن عبادة أخبرنا ابن جريج قال أخبرني ابن شهاب قال حدثني سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس أن امرأة من خثعم قالت: - "يا رسول الله إن أبي أدركته فريضة الله في الحج وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يستوي على ظهر البعير قال حجي عنه".
وفي الباب عن علي وبريدة وحصين بن عوف وأبي رزين العقيلي وسودة وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث الفضل بن عباس حديث حسن صحيح.
وروي عن ابن عباس أيضا عن سنان بن عبد الله الجهني عن عمته عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسألت محمدا عن هذه الروايات فقال: أصح شيء في هذا ما روى ابن عباس عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال محمد: ويحتمل أن يكون ابن عباس سمعه من الفضل وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم روى هذا فأرسله ولم يذكر الذي سمعه منه.
قال أبو عيسى: وقد صح النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب غير حديث. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم وبه يقول الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق: يرون أن يحج عن الميت. وقال مالك: إذا أوصى أن يحج عنه حج عنه، وقد رخص بعضهم أن يحج عن الحي إذا كان كبيرا وبحال لا يقدر أن يحج وهو قول ابن المبارك والشافعي.
84 - باب منه.
933 - حدثنا يوسف بن عيسى أخبرنا وكيع عن شعبة عن النعمان ابن سالم عن عمرو بن أوس عن أبي رزين العقيلي أنه
- "أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن. قال: حج عن أبيك واعتمر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وإنما ذكرت العمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يعتمر الرجل عن غيره.
وأبو رزين العقيلي اسمه لقيط بن عامر.
934 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:
- "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها قال: نعم حجي عنها".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
85 - باب ما جاء في العمرة أواجبة هي أم لا.
935 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا عمر بن علي عن الحجاج عن محمد بن المنكدر عن جابر:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العمرة أواجبة هي؟ قال: لا، وأن يعتمروا هو أفضل".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وهو قول بعض أهل العلم قالوا: العمرة ليست بواجبة، وكان يقال لها حجان: الحج الأكبر يوم النحر والحج الأصغر العمرة. وقال الشافعي: العمرة سنة لا نعلم أحدا رخص في تركها، وليس فيها شيء ثابت بأنها تطوع، قال: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ضعيف لا تقوم بمثله الحجة. وقد بلغنا عن ابن عباس أنه كان يوجبها.
86 - باب منه.
936 - حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا زياد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة".
وفي الباب عن سراقة بن مالك بن جعشم وجابر بن عبد الله.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن. ومعنى هذا الحديث. أن لا بأس بالعمرة في أشهر الحج. وهكذا قال الشافعي وأحمد وإسحاق.
ومعنى هذا الحديث: أن أهل الجاهلية كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج، فلما جاء الإسلام رخص النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة. يعني لا بأس بالعمرة في أشهر الحج وأشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، لا ينبغي للرجل أن يهل بالحج إلا في أشهر الحج: وأشهر الحرم رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. هكذا روى غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم.
87 - باب ما جاء في ذكر فضل العمرة.
937 - حدثنا أبو كريب أخبرنا وكيع عن سفيان عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة يكفر ما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
88 - باب ما جاء في العمرة من التنعيم.
938 - حدثنا يحيى بن موسى وابن أبي عمر قالا أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الرحمن بن أبي بكر
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يعمر عائشة من التنعيم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
89 - باب ما جاء في العمرة من الجعرانة.
939 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن مزاحم بن أبي مزاحم عن عبد العزيز بن عبد الله عن محرش الكعبي:
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلا معتمرا فدخل مكة ليلا فقضى عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، فلما زالت الشمس من الغد خرج من بطن سرف حتى جاء مع الطريق، طريق جمع ببطن سرف فمن أجل ذلك خفيت عمرته على الناس".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لمحرش الكعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث.
90 - باب ما جاء في عمرة رجب.
940 - حدثنا أبو كريب أخبرنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة قال:
- "سئل ابن عمر في أي شهر اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: في رجب، قال فقالت عائشة: ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو معه، تعني ابن عمر، وما اعتمر في شهر رجب قط".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. سمعت محمدا يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة ابن الزبير.
941 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا شيبان عن منصور عن مجاهد عن ابن عمر
- " أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربعا إحداهن في رجب".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب حسن صحيح.
91 - باب ما جاء في عمرة ذي القعدة.
942 - حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا إسحاق بن منصور السلولي الكوفي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن ابن عباس.
92 - باب ما جاء في عمرة رمضان.
943 - حدثنا نصر بن علي أخبرنا أبو أحمد الزبيري حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن ابن أم معقل عن أم معقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "عمرة في رمضان تعدل حجة".
وفي الباب عن ابن عباس وجابر وأبي هريرة وأنس، ووهب بن خنبش.
قال أبو عيسى: ويقال هرم بن خنبش. قال بيان وجابر عن الشعبي عن وهب بن خنبش وقال داود عن الأودي عن الشعبي عن هرم بن خنبش: ووهب أصح. وحديث أم معقل حديث حسن صحيح. من هذا الوجه. وقال أحمد وإسحاق: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن عمرة في رمضان تعدل حجة". قال إسحاق: معنى هذا الحديث مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- " من قرأ قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن".
93 - باب ما جاء في الذي يهل بالحج فيكسر أو يعرج.
944 - حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا حجاج الصواف أخبرنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال حدثني الحجاج بن عمرو وقال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى".
فذكرت ذلك لأبي هريرة وابن عباس فقالا صدق.
945 - حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن الحجاج مثله: قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن وهكذا رواه غير واحد عن الحجاج الصواف نحو هذا الحديث. وروى معمر ومعاوية بن سلام هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحجاج الصواف لم يذكر في حديثه عبد الله ابن رافع. وحجاج ثقة حافظ عند أهل الحديث. وسمعت محمدا يقول: رواية معمر ومعاوية بن سلام أصح.
946 - حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
94 - باب ما جاء في الاشتراط في الحج.
947 - حدثنا زياد بن أيوب البغدادي أخبرنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس
- "أن ضباعة بنت الزبير أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أريد الحج أفأشترط؟ قال نعم، قالت كيف أقول؟ قال: قولي لبيك اللهم لبيك محلي من الأرض حيث تحبسني".
وفي الباب عن جابر وأسماء وعائشة.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم يرون الاشتراط في الحج ويقولون إن اشترط فعرض له مرض أو عذر فله أن يحل ويخرج من إحرامه. وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. ولم ير بعض أهل العلم الاشتراط في الحج وقالوا: إن اشترط فليس له أن يخرج من إحرامه ويرونه كمن لم يشترط.
95 - باب منه.
948 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرني معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه "أنه كان ينكر الاشتراط في الحج ويقول أليس حسبكم سنة نبيكم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
96 - باب ما جاء في المرأة تحيض بعد الإفاضة.
949 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:
- "ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن صفية بنت حيي حاضت في أيام منى فقال: أحابستنا هي، قالوا إنها قد أفاضت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا إذا".
وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم: أن المرأة إذا طافت طواف الإفاضة ثم حاضت فإنها تنفر وليس عليها شيء. وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق.
950 - حدثنا أبو عمار أخبرنا عيسى بن يونس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال:
- "من حج البيت فليكن آخر عهده بالبيت إلا الحيض، ورخص لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم.
97 - باب ما جاء ما تقضي الحائض من المناسك.
951 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن جابر وهو ابن يزيد الجعفي عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت:
- "حضت فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت".
قال أبو عيسى: والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم أن الحائض تقضي المناسك كلها ما خلا الطواف بالبيت. وقد روي هذا الحديث عن عائشة من غير هذا الوجه أيضا.
952 - حدثنا زياد بن أيوب أخبرنا مروان بن شجاع الجزري عن خصيف عن عكرمة ومجاهد وعطاء عن ابن عباس رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
- "أن النفساء والحائض تغتسل وتحرم وتقضي المناسك كلها غير أن لا تطوف بالبيت حتى تطهر".
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
98 - باب ما جاء من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت.
953 - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي أخبرنا المحاربي عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الملك بن مغيرة عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن أوس عن الحارث بن عبد الله بن أوس قال:
- سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج هذا البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت". فقال له عمر: خررت من يديك، سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تخبرنا به؟.
وفي الباب عن ابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث الحارث بن عبد الله بن أوس حديث غريب. وهكذا روى غير واحد عن الحجاج بن أرطاة مثل هذا. وقد خولف الحجاج في بعض هذا الإسناد.
99 - باب ما جاء أن القارن يطوف طوافا واحدا.
954 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا أبو معاوية عن الحجاج عن أبي الزبير عن جابر:
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن الحج والعمرة فطاف لهما طوافا واحدا".
وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم قالوا القارن يطوف طوافا واحدا. وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم يطوف طوافين ويسعى سعيين وهو قول الثوري وأهل الكوفة.
955 - حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحرم بالحج والعمرة أجزأه طواف واحد وسعي واحد منهما حتى يحل منهما جميعا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح تفرد به الداروردي على ذلك اللفظ. وقد رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر ولم يرفعوه وهو أصح.
100 - باب ما جاء أن مكث المهاجر بمكة بعد الصدر ثلاثا.
956 - حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن حميد سمعت السائب بن يزيد عن العلاء بن الخضرمي يعني مرفوعا قال:
"يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه بمكة ثلاثا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد روي من غير هذا الوجه بهذا الإسناد مرفوعا.
101 - باب ما جاء ما يقول عند القفول من الحج والعمرة.
957 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة فعلا فدفدا من الأرض أو شرفا كبر ثلاثا ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون. صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده".
وفي الباب عن البراء وأنس وجابر.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
102 - باب ما جاء في المحرم يموت في إحرامه.
958 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلا سقط عن بعيره فوقص فمات وهو محرم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة يهل أو يلبي".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: إذا مات المحرم انقطع إحرامه ويصنع به ما يصنع بغير المحرم.
103 - باب ما جاء أن المحرم يشتكي عينه فيضمدها بالصبر.
959 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن نبيه بن وهب
" أن عمر بن عبيد الله بن معمر اشتكى عينيه وهو محرم فسأل أبان بن عثمان فقال اضمدهما بالصبر فإني سمعت عثمان بن عفان يذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اضمدها بالصبر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون بأسا أن يتداوى المحرم بدواء ما لم يكن فيه طيب.
104 - باب ما جاء في المحرم يحلق رأسه في إحرامه ما عليه.
960 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن أيوب وابن أبي نجيح وحميد الأعرج وعبد الكريم عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو بالحديبية قبل أن يدخل مكة وهو محرم وهو يوقد تحت قدر والقمل يتهافت على وجهه فقال: أتؤذيك هوامك هذه فقال نعم، فقال احلق وأطعم فرقا بين ستة مساكين والفرق ثلاثة آصع أو صم ثلاثة أيام أو انسك نسيكة" قال ابن أبي نجيح، "أو اذبح شاة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن المحرم إذا حلق أو لبس من الثياب ما لا ينبغي له أن يبلس في إحرامه وتطيب فعليه الكفارة بمثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
105 - باب ما جاء في الرخصة للرعاة أن يرموا يوما ويدعوا يوما.
961 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن أبي البداح بن عدي عن أبيه:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة أن يرموا يوما ويدعوا يوما".
قال أبو عيسى: هكذا روى ابن عيينة. وروى مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه. ورواية مالك أصح. وقد رخص قوم من أهل العلم للرعاة أن يرموا يوما ويدعوا يوما وهو قول الشافعي.
962 - حدثنا الحسن بن علي الخلال أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا مالك بن أنس قال حدثني عبد الله ابن أبي بكر عن أبيه عن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه قال:
- "رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا يوم النحر ثم يجمعوا رمي يومين بعد يوم النحر فيرمونه في أحدهما. قال مالك ظننت أنه قال في الأول منهما ثم يرمون يوم النفر".
وهذا حديث حسن صحيح. وهو أصح من حديث ابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر.
106 - باب.
963 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي أخبرنا سليم بن حيان قال سمعت مروان الأصفر عن أنس ابن مالك
- "أن عليا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمين فقال: بما أهللت؟ قال: أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لولا أن معي هديا لأحللت".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
107 - باب.
964 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا أبي عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال:
- "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال يوم النحر".
965 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: "يوم الحج الأكبر يوم النحر. ولم يرفعه".
وهذا أصح من الحديث الأول. ورواية ابن عيينة موقوف أصح من رواية محمد بن إسحاق مرفوع.
قال أبو عيسى: هكذا روى غير واحد من الحفاظ عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوفا.
108 - باب.
966 - حدثنا قتيبة أخبرنا جرير عن عطاء بن السائب عن ابن عبيد بن عمير عن أبيه
- "أن ابن عمر كان يزاحم على الركنين فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنك تزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يزاحم عليه فقال: إن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن مسحهما كفارة الخطايا. وسمعته يقول: من طاف بهذا البيت سبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة. وسمعته يقول: لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئته وكتبت له بها حسنة".
قال أبو عيسى: وروى حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن ابن عبيد بن عمير عن ابن عمر نحوه ولم يذكر فيه عن أبيه. وهذا حديث حسن.
109 - باب.
967 - حدثنا قتيبة أخبرنا جرير عن عطاء بن السائب عن طاؤس عن ابن عباس:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير".
قال أبو عيسى: وقد روي عن ابن طاؤس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفا ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم يستحبون أن لا يتكلم الرجل في الطواف إلا لحاجة أو يذكر الله تعالى. وذا من العلم.
110 - باب.
968 - حدثنا قتيبة أخبرنا جرير عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الحجر "والله ليبثعنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
969 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدهن بالزيت وهو محرم غير المفتت".
قال أبو عيسى: مفتت مطيب. هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد ابن جبير. وقد تكلم يحيى بن سعيد في فرقد السبخي وروى عنه الناس.
111 - باب.
970 - حدثنا أبو كريب أخبرنا خلاد بن يزيد الجعفي أخبرنا زهير بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
- "أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
112 - باب.
971 - حدثنا أحمد بن منيع ومحمد بن الوزير الواسطي المعنى واحد قالا أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال:
- "قلت لأنس حدثني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال بمنى، قال قلت وأين صلى العصر يوم النفر؟ قال: بالأبطح، ثم قال افعل كما يفعل أمراؤك".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح يستغرب من حديث إسحاق الأزرق عن الثوري رحمه الله.