كتاب الطهارة
1- باب التخلِّي عند قضاء الحاجة
1ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن محمد يعني ابن عمرو عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة،
أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا ذهب المذهب أبعد".
2ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله،
أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد".
2- باب الرجل يتبوّأ لبوله
3ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا أبو التَّيَّاح حدثني شيخ قال:
لما قدم عبد الله بن عباس البصرة، فكان يحدّث عن أبي موسى، فكتب عبد الله إلى أبي موسى يسأله عن أشياء، فكتب إليه أبو موسى: إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فأراد أن يبول فأتى دمثاً في أصل جدارٍ فبال، ثم قال: "إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتدْ لبوله موضعاً".
3- باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء
4ـ حدثنا مسدّد بن مسرهد، ثنا حماد بن زيد وعبد الوارث، عن عبد العزيز[بن صهيب] عن أنس بن مالك،
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: عن حماد "قال: اللّهمّ إنّي أعوذ بك" وقال: عن عبد الوارث "قال: أعوذ باللّه من الخبث والخبائث".
[قال أبو داود: رواه شعبة عن عبد العزيز"اللّهمّ إنّي أعوذ بك" وقال مرة: "أعوذ باللّه" وقال وهيب: "فليتعوذ باللّه"].
5ـ حدثنا الحسن بن عمرو يعني السدوسي قال: ثنا وكيع، عن شعبة، عن عبد العزيز هو ابن صهيب عن أنس بهذا الحديث قال:
"اللّهمّ إنّي أعوذ بك" وقال شعبة: وقال مرّة: "أعوذ باللّه".
[قال شعبة عن عبد العزيز: وليتعوذ باللّه].
6ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذه الحشوش محتضرةٌ، فإِذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث".
4- باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة
7ـ حدثنا مُسدّد بن مسرهد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سلمان، قال: قيل له:
" لقد علّمكم نبيّكم صلى الله عليه وسلم كلّ شيء حتّى الخراءة!! قال: أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائطٍ أو بولٍ، وأن لا نستنجي باليمين، وأن لا يستنجي أحدنا بأقلّ من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو عظم".
8ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النّفيّليّ، ثنا ابن المبارك، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنّما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلّمكم، فإِذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها، ولا يستطب بيمينه" وكان يأمر بثلاثة أحجار، وينهى عن الرّوث والرِّمة .
9ـ حدثنا مسدّد بن مسرهد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب رواية، قال:
"إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائطٍ ولا بولٍ، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا" فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة، فكنا ننحرف عنها ونستغفر اللّه.
10ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، قال ثنا وهيب، قال ثنا عمرو بن يحيى، عن أبي زيد، عن معقل بن أبي معقل الأسدي، قال:
"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلتين ببولٍ أو غائطٍ".
قال أبو داوود: وأبو زيد هو مولى بني ثعلبة.
11ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال ثنا صفوان بن عيسى، عن الحسن بن ذكوان، عن مروان الأصفر، قال:
رأيت ابن عمر أنَاخَ راحلته مستقبل القبلة ثم جلس يبول إليها، فقلت: أبا عبد الرحمن، أليس قد نُهي عن هذا؟ قال: بلى، إنّما نهي عن ذلك في الفضاء، فإِذا كان بينك وبين القبلة شيءٌ فلا بأس.
5- باب الرخصة[في ذلك]
12ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن عمه واسع بن حبان، عن عبد الله بن عمر قال: لقدارتقيت على ظهر البيت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على لبنتين مستقبل بيت المقدس لحاجته.
13ـ حدثنا محمد بن بشار، قال ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله قال:
نهى نبيّ الله صلى اللّه صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببولٍ، فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها.
6- باب كيف التكشُّفُ عند الحاجة
14ـ حدثنا زهير بن حرب، قال ثنا وكيع، عن الأعمش، عن رجل، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
"كان إذا أراد حاجةً لا يرفع ثوبه حتّى يدنو من الأرض".
قال أبو داود: رواه عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس بن مالك، وهو ضعيف.
[قال أبو عيسى الرملي: حدثنا أحمد بن الوليد، ثنا عمرو بن عون، أخبرنا عبد السلام به].
7- باب كراهية الكلام عند الحاجة
15ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة، ثنا ابن مهدي، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، قال: حدثني أبو سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لايخرج الرّجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدّثان؛ فإِنّ اللّه عزوجل يمقت على ذلك".
قال أبو داود: لم يسنده إلا عكرمة بن عمار.
8- باب أيردّ السلام وهو يبول؟
16ـ حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة، قالا: ثنا عمر بن سعد، عن سفيان، عن الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
"مرّ رجلٌ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلّم عليه، فلم يردّ عليه".
قال أبو داود: وروي عن ابن عمر وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم، ثم ردّ على الرجل السلام.
17ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حضين بن المنذر أبي ساسان، عن المهاجر بن قنفذ
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه، حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال: "إنّي كرهت أن أذكر اللّه إلاَّ على طهر" أو قال: "على طهارة".
9- باب في الرجل يذكر الله تعالى على غير طهر
18ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن خالد بن سلمة يعني الفأفاء عن البهيِّ، عن عروة، عن عائشة قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر اللّه عزَّ وجل على كلّ أحيانه".
10- باب الخاتم يكون فيه ذكر اللّه تعالى يدخل به الخلاء
19ـ حدثنا نصر بن علي، عن أبي علي الحنفي، عن همام، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس قال:
"كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه".
قال أبو داود: هذا حديث منكر، وإننما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري، عن أنس
"أن النبي صلى الله عليه وسلم اتّخَذَ خاتماً من ورِقٍ ثمّ ألقاه" والوهم فيه من همام، ولم يروه إلا همام.
11- باب الاستبراء من البول
20ـ حدثنا زهير بن حري وهنَّاد بن السَّرِي قالا: ثنا وكيع، ثنا الأعمش، قال: سمعت مجاهداً يحدث عن طاوس، عن ابن عباس قال:
مرّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: "إنّهما يعذّبان، وما يعذّبان في كبير: أمّا هذا فكان لا يستنزه من البول، وأمّا هذا فكان يمشي بالنّميمة" ثمّ دعا بعسيبٍ رطب فشقّه باثنين، ثمّ غرس على هذا واحداً، وعلى هذا واحداً، وقال: "لعلّه يخفّف عنها ما لم ييبسا".
قال هناد "يستتر" مكان "يستنزه".
21ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال:
"كان لا يستتر من بوله" وقال أبو معاوية "يستنزه".
22ـ حدثنا مسدّد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة قال:
إنطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج ومعه درقةٌ، ثم استتر بها، ثم بال، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة، فسمع ذلك، فقال: "ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم فنهاهم، فعذّب في قبره".
قال أبو داود: قال منصور عن أبي وائل، عن أبي موسى في هذا الحديث قال: "جِلْدَ أحدهم" وقال عاصم عن أبي وائل، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "جسد أحدهم".
12- باب البول قائماً
23ـ حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم قالا: ثنا شعبة. ح وثنا مسدّد، ثنا أبو عوانة، وهذا لفظ حفص، عن سليمان، عن أبي وائل، عن حذيفة قال:
"أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباطة قومٍ فبال قائماً ثمّ دعا بماء فمسح على خفّيه".
قال أبو داود: قال مسدّد: قال: فذهبت أتباعد، فدعاني حتى كنت عند عقبه.
13- [باب في الرجل يبول بالليل في الإِناء ثم يضعه عنده]
24ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة عن أمها أنها قالت:
"كان للنّبيّ صلى الله عليه وسلم قدحٌ من عيدانٍ تحت سريره يبول فيه باللّيل".
14- باب المواضع التي نهي عن البول فيها
25ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اتّقوا اللاّعنيْن" قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: "الّذي يتخلّى في طريق النّاس، أو في ظلّهم".
26ـ حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، وعمر بن الخطاب أبو حفص، وحديثه أتم، أن سعيد بن الحكم حدثهم قال: أخبرنا نافع بن يزيد، حدثني حيْوة بن شريح، أن أبا سعيد الحميري حدثه عن مُعاذ بن جبل قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اتّقُوا الملاعن الثّلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطّريق، والظّلّ".
15- باب في البول في المستحمِّ
27ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل والحسن بن علي قالا: ثنا عبد الرزاق، قال أحمد: ثنا معمر أخبرني أشعث، وقال الحسن: عن أشعث بن عبد الله عن الحسن، عن عبد الله بن مُغفّل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لايبولنّ أحدكم في مستحمِّه ثمّ يغتسل فيه"قال أحمد: "ثمّ يتوضأ فيه؛ فإِنَّ عامَّة الوسواس منه".
28ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، عن داود بن عبد اللّه، عن حميد الحميري وهو ابن عبد الرحمن قال:
لقيت رجلاً صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبة أبو هريرة قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كلّ يومٍ، أو يبول في مغتسله".
16- باب النهي في الجُحْر
29ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم
"نهى أن يبال في الجحر" قال: قالوا لقتادة: ما يكره من البول في الجحر؟ قال: كان يقال إنها مساكن الجن.
17- باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء
30ـ حدثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا إسرائيل، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه، قال: حدثتني عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"كان إذا خرج من الغائط قال: غفرانك".
18- باب كراهية مسِّ الذكر باليمين في الاستبراء
31ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل قالا: ثنا أبان، ثنا يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"إذا بال أحدكم فلا يمسّ ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلاء فلا يتمسّح بيمينه، وإذا شرب فلا يشرب نفسا واحداً".
32ـ حدثنا محمد بن آدم بن سليمان المصّيصيُّ، ثنا ابن أبي زائدة قال: حدثني أبو أيوب يعني الإفريقي عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومعبد، عن حارثة بن وهب الخزاعي قال: حدثتني حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
"كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل شماله لما سوى ذلك".
33ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثني عيسى بن يونس، عن ابن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة قالت:
"كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى.
34ـ حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
19- باب الاستتار في الخلاء
35ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى بن يونس عن ثور، عن الحصين الحبرانيّ، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج؛ ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلَّل فليلفظ ومالاك بلسانه فليبتلع، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر؛ فإِن لم يجد إلاَّض أن يجمع كثيباً من رمل فليستدبره؛ فإِنَّ الشّيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج".
قال أبو داود: رواه أبو عاصم عن ثور قال: "حصين الحميري" ورواه عبد الملك بن الصباح عن ثور فقال: "أبو سعيد الخير".
[قال أبو داود: أبو سعيد الخير هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم].
20- باب ما ينهى عنه أن يستنجى به
36ـ حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، ثنا المفضّل يعني ابن فضالة المصري عن عياش بن عباس القتباني
أن شييم بن بيتان أخبره عن شيبان القتباني أن مسلمة بن مخلّد استعمل رويفع بن ثابت على أسفل الأرض، قال شيبان: فسرنا معه من كوم شريك إلى علقماء أو من علقماء إلى كوم شريك، يريد علقام، فقال رويفع: إن كان أحدنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ نْو أخيه على أن له النصف مما يغنم ولنا النصف، وإن كان أحدنا ليطير له النَّصل والريش وللآخر القدح، ثم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رويفع لعلّ الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر النّاس أنّه من عقد لحيته أو تقلّد وتراً أو استنجى برجيع دابّةٍ أو عظم فإِنّ محمّداً[صلى الله عليه وسلم] منه بريءٌ".
37ـ حدثنا يزيد بن خالد، ثنا مفضل، عن عيّاش، أن شييم بن بيتان أخبره بهذا الحديث أيضاً عن أبي سالم الجيشاني، عن عبد اللّه بن عمرو يذكر ذلك وهو معه مرابط بحصن باب أليون.
قال أبو داود: حصن أليون على جبل بالفسطاط، قال أبو داود: وهو شيبان بن أمية يكنى أبا حُذيفة.
38ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا روح بن عبادة، ثنا زكريا بن إسحاق، ثنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:
"نهانا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن نتمسَّح بعظمٍ أو بعرٍ".
39ـ حدثنا حيوة بن شريح الحمصي، ثنا بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني، عن عبد اللّه بن الديلمي، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قدم "وفد الجنّ على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، إنْهِ أمَّتك أن يستنجوا بعظمٍ أو رَوْثَةٍ أو حُممةٍ ؛ فإِنَّ اللّه تعالى جعل لنا فيها رزقاً، قال: فنهى النبي صلى الله عليه وسلم [عن ذلك]".
21- باب الاستنجاء بالأحجار
40ـ حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن مسلم بن قُرط، عن عروة، عن عائشة قالت:
إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجارٍ يستطيب بهنّ، فإِنّها تجزىء عنه".
41ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن خزيمة بن ثابت
قال: سئل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الاستطابة فقال: "بثلاثة أحجارٍ ليس فيها رجيعٌ".
قال أبو داود: كذا رواه أبو أسامة وابن نمير عن هشام [يعني ابن عروة].
22- باب في الاستبراء
42ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وخلف بن هشام المقرىء قالا: ثنا عبد اللّه بن يحيى التوءم ح وثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا أبو يعقوب التوءم، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن أمه، عن عائشة قالت:
بَالَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقام عمر خلفه بكوز من ماء فقال: "ما هذا يا عمر؟" فقال: هذا ماء تتوضأ به، قال: "ما أُمرت كلما بلت أن أتوضأ، ولو فعلت لكانت سنّة".
23- باب في الاستنجاء بالماء
43ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد يعني الواسطي عن خالد يعني الحذّاء عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"دخل حائطاً ومعه غلامٌ معه مِيضأَةٌ، وهو أصغرنا، فوضعها عند السّدرة فقضى حاجته، فخرج علينا وقد استنجى بالماء".
44ـ حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"نزلت هذه الآية في أهل قباء {فيه رجالٌ يحبُّون أن يتطهَّروا} قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية".
24- باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى
45ـ حدثنا إبراهيم بن خالد، ثنا أسود بن عامر، ثنا شريك وهذا لفظه ح وثنا محمد بن عبد اللّه يعني المخرّمي ثنا وكيع، عن شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن المغيرة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:
"كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أتى الخلاء أتيته بماء في تورٍ أو ركوةٍ فاستنجى".
قال أبو داود: في حديث وكيع "ثمّ مسح يده على الأرض ثمّ أتيته بإِناء آخر فتوضَّأ" قال أبو داود: وحديث الأسود بن عامر أتم.
25- باب السواك
46ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يرفعه قال:
"لولا أن أشقَّ على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العشاء وبالسِّواك عند كلِّ صلاة".
47ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التَّيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن زيد بن خالد الجهني قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول:
"لولا أن أشقَّ على أمَّتي لأمرتهم بالسِّواك عند كلّ صلاة" قال أبو سلمة: فرأيت زيداً يجلس في المسجد وإن السِّواك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، فكلما قام إلى إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر قال: قلت: أرأيت توضُّؤ ابن عمر لكل صلاة طاهراً وغير طاهر، عَمَّ ذاك؟ فقال: حدثتنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر حدثها أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم
"أمر بالوضوء لكلِّ صلاةٍ طاهراً أو غير طاهرٍ، فلمّا شقَّ ذلك عليه أمر بالسِّواك لكلِّ صلاةٍ" فكان ابن عمر يرى أن به قوة، فكان لايدع الوضوء لكل صلاة.
قال أبو داود: إبراهيم بن سعد رواه عن محمد بن إسحاق قال: "عبيد اللّه بن عبد اللّه".
26- باب كيف يستاك
49ـ حدثنا مسدّد وسليمان بن داود العَتَكي قالا: ثنا حماد بن زيد، عن غيْلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه قال مسدّد: قال:
أتينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نستحمله فرأيته يستاك على لسانه، قال أبو داود: وقال سليمان قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستاك، وقد وضع السِّواك على طرف لسانه وهو يقول: "إه إه" يعني يتهوَّع، قال أبو داود: قال مسدِّد: كان حديثاً طويلاً ولكني اختصرته.
27- باب في الرجل يستاك بسواك غيره
50ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يستنُّ وعنده رجلان أحدهما أكبر من الاخر، فأوحي إليه في فضل السِّواك "أن كبّر" أعط السِّواك أكبرهما.
[قال أحمد هو ابن حزم قال لنا أبو سعيد هو ابن الأعرابي هذا مما تفرد به أهل المدينة].
51ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى بن يونس، عن مسعر، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: قلت لعائشة:
بأي شيء كان يبدأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسِّوَاك.
28- باب غسل السواك
52ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، ثنا عَنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب، ثنا كثير، عن عائشة أنها قالت:
كان نبي اللّه صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السِّواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه.
29- باب السِّواك من الفطرة
53ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا وكيع، عنن زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة قالت:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "عشرٌ من الفطرة: قصُّ الشَّارب، وإعفاءُ اللِّحية، والسِّواك، والاستنشاق بالماء، وقصُّ الأظفار، وغسل البراجم ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" يعني الاستنجاء بالماء، قال زكريا: قال مصعب [ابن شيبة]: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
54ـ حدثنا موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب قالا: ثنا حماد، عن عليّ بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمّار بن ياسر، قال موسى: عن أبيه، وقال داود: عن عمار بن ياسر، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ من الفطرة المضمضة والاستنشاق" فذكر نحوه، ولم يذكر إعفاء اللحية وزاد "والختان" قال: "والانتضاح" ولم يذكر انتقاص الماء يعني الاستنجاء.
قال أبو داود: وروي نحوه عن ابن عباس، قال: "خمس كلها في الرأس" وذكر فيها الفرق ولم يذكر إعفاء اللحية، قال أبو داود: وروي نحو حديث حماد عن طلق بن حبيب ومجاهد، وعن بكر بن عبد اللّه المزني، قولهم ولم يذكروا إعفاء اللحية، وفي حديث محمد بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه. "وإعفاء اللِّحية" وعن إبراهيم النخعي نحوه وذكر إعفاء اللحية والختان.
30- باب السواك لمن قام من الليل
55ـ حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان عن منصور، وحصين عن أبي وائل، عن حذيفة، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"كان إذا قام من اللّيل يشوص فاه بالسِّواك".
56ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا بهز بن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم
" كان يوضع له وضوءه وسواكه، فإِذا قام من الليل تخلّى ثمَّ استاك".
57ـ حدثنا محمد بن كثير، ثنا همام، عن عليّ بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم
"كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوَّك قبل أن يتوضأ".
58ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن عباس قال:
بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات: {إنَّ في خلق السَّموات والأرض واختلاف اللّيل والنَّهار لآيات لأُولي الألباب} حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ فأتى مصلاَّه فصلى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء اللّه، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه فنام، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين، ثم أوتر.
قال أبو داود: رواه ابن فضيل عن حصين قال: فتسوَّك وتوضأ وهو يقول: {إنَّ في خلق السَّموات والأرض} حتى ختم السورة.
31- باب فرض الوضوء
59ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يقبل اللّه عزَّ وجلّ صدقةً من غلولٍ، ولا صلاة بغير طهورٍ".
60ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"لا يقبلُ اللّه صلاة أحدكم إذا أحدث حتّى يتوضّأ".
61ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن عقيل، عن محمد بن الحنفية، عن علي رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"مفتاحُ الصّلاة الطّهور، وتحريمها التّكبير، وتحليلها التّسليم".
32- باب الرجل يجدد الوضوء من غير حدث
62ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد اللّه بن يزيد المقرىء ح وثنا مُسدَّد، ثنا عيسى بن يونس قالا: ثنا عبد الرحمن بن زياد قال أبو داود: وأنا لحديث ابن يحيى أتقن عن غطيف وقال محمد: عن أبي غطيف الهذلي قال: كنت عند عبد اللّه بن عمر، فلما نودي بالظهر توضأ فصلى، فلما نودي بالعصر توضأ، فقلت له فقال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول:
"من توضّأ على طهرٍ كتب اللّه له عشر حسناتٍ".
قال أبو داود: وهذا حديث مسدد، وهو أتم.
33- باب ما ينجس الماء
63ـ حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة والحسن بن عليّ وغيرهم قالوا: ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، قال: سئل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الماء وما يُنوبه من الدواب والسباع، فقال صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث".
قال أبو داود: وهذا لفظ ابن العلاء، وقال عثمان والحسن بن عليّ: عن محمد بن عباد بن جعفر، قال أبو داود: وهو الصواب.
64ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد ح وثنا أبو كامل، ثنا يزيد يعني ابن زريع ـ، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر، قال أبو كامل: ابن الزبير، عن عبيد اللّه بن عبد الله بن عمر، عن أبيه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء يكون في الفلاة، فذكر معناه.
65ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عاصم بن المنذر، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر قال: حدثني أبي، أن رسول اللّه صلى الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان الماء قلّتين فإِنه لا ينجس".
[قال أبو داود: حماد بن زيد وقفه عن عاصم] .
34- باب ما جاء في بئر بُضاعة
66ـ حدثنا محمد بن العلاء والحسن بن علي ومحمد بن سليمان الأنباري قالوا: ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن رافع بن خَدِيج، عن أبي سعيد الخدري
أنه قيل لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أنتوضأ من بئر بضاعة؟ وهي بئر يطرح فيها الحيض ولحم الكلاب والنّتن فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "الماء طهورٌ لا ينجّسه شيءٌ".
قال أبو داود: وقال بعضهم عبد الرحمن بن رافع.
67ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب وعبد العزيز بن يحيى الحرانيان قالا: ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سليط بن أيوب، عن عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري ثم العدوي، عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو يقال له: إنه يُستقى لك من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها لحوم الكلاب والمحائض وعِذر الناس فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الماء طهورٌ لا ينجّسه شيءٌ".
قال أبو داود: سمعت قتيبة بن سعيد قال: سألت قيِّم بئر بضاعة عن عمقها، قال: أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة قلت: فإِذا نقص؟ قال: دون العورة، قال أبو داود: وقدرت أنا بئر بضاعة بردائي: مددته عليها ثم ذرعته، فإِذا عرضها ستة أذرعٍ وسألت الذي فتح لي باب البستان فأدخلني إليه: هل غيِّر بناؤها عما كانت عليه؟ قال: لا، ورأيت فيها ماءً متغير اللون.
35- باب الماء لا يجنب
68ـ حدثنا مسدّد، ثنا أبو الأحوص، ثنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
اغتسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في جفنة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليتوضأ منها أو يغتسل فقالت له: يا رسول اللّه إني كنت جنباً، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الماء لا يجنب".
36- باب البول في الماء الراكد
69ـ حدثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زائدة في حديث هشام عن محمد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لايبولنَّ أحدكم في الماء الدّائم ثمّ يغتسل منه".
70ـ حدثنا مسدّد، ثنا يحيى، عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبي يحدّث عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"لايبولنّ أحدكم في الماء الدّائم، ولا يغتسل فيه من الجنابة".
37- باب الوضوء بسؤر الكلب
71ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة في حديث هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"طهور إناءِ أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرارٍ أولاهُنَّ بالتُّراب".
قال أبو داود: وكذلك قال أيوب وحبيب بن الشهيد عن محمد.
72ـ حدثنا مسدّد، ثنا المعتمر يعني ابن سليمان ح وثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، جميعاً عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة بمعناه، ولم يرفعاه، وزاد "إذا ولغ الهرّ غسل مرة".
73ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، أن محمد بن سيرين حدثه عن أبي هريرة أن نبي اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا ولغ الكلب في الإِناء فاغسلوه سبع مرّاتٍ السّابعة بالتُّراب".
قال أبو داود: وأما أبو صالح وأبو رزين، والأعرج وثابت الأحنف، وهمّام بن منبه، وأبو السدي عبد الرحمن رووْهُ عن أبي هريرة ولم يذكروا التراب.
74ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، ثنا أبو التيّاح، عن مطرف، عن ابن مغفل، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب، ثم قال:
"ما لهم ولها؟" فرخص في كلب الصيد وفي كلب الغنم، وقال: "إذا ولغ الكلب في الإِناء فاغسلوه سبع مرارٍ والثَّامنة عفِّروه بالتُّراب".
[قال أبو داود: وهكذا قال ابن مغفل].
38- باب سؤر الهرة
75ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبيّ، عن مالك، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة، عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة ـ
أن أبا قتادة دخل فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرة فشربت منه، فأصغى لها الإِناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّها ليست بنجسٍ؛ إنَّها من الطَّوَّافين عليكم والطّوّافات".
76ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا عبد العزيز، عن داود بن صالح بن دينار التمار، عن أمه
أن مولاتها أرسلتها بهريسةٍ إلى عائشة [رضي اللّه عنها] فوجدتها تصلي، فأشارت إليَّ أن ضعيها فجاءت هرّة فأكلت منها، فلما انصرفت أكلت من حيث أكلت الهرّة، فقالت: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّها ليست بنجسٍ؛ إنّما هي من الطّوّافين عليكم" وقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضلها.
39- باب الوضوء بفضل وضوء المرأة
77ـ حدثنا مسدّد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني منصور، عن إبراهيم عن الأسود، عن عائشة قالت:
"كنت أغتسل أنا ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحدٍ ونحن جنبان".
78ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن ابن خربوذ ، عن أم صُبيّة الجهنية قالت:
اختلفت يدي ويد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحدٍ.
79ـ حدثنا مسدّد، ثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، ح وثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان الرِّجال والنِّساء يتوضّئون في زمان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. قال مسدّد: من الإِناء الواحد جميعاً.
80ـ حدثنا مسدّد، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، حدثني نافع، عن عبد اللّه بن عمر قال:
كنّا نتوضّأ نحن والنِّساء على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحدٍ ندلي فيه أيدينا.
40- باب النهي عن ذلك
81ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، عن داود بن عبد اللّه ح وثنا مسدّد، ثنا أبو عوانة، عن داود بن عبد اللّه، عن حميد الحميري قال: لقيت رجلاً صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة قال: "نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن تغتسل المرأة بفضل الرَّجل، أو يغتسل الرَّجل بفضل المرأة" زاد مسدد "وليغترفا جميعاً".
82ـ حدثنا ابن بشَّار، ثنا أبو داود يعني الطَّيالسي ثنا شعبة، عن عاصم عن أبي حاجب، عن الحكم بن عمروـ وهو الأقرع ـ
أن النبي صلى الله عليه وسلم "نَهَى أن يتوضَّأ الرَّجل بفضل طهور المرأة".
41- باب الوضوء بماء البحر
83ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق، أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول:
سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإِن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "هو الطّهور ماؤه، الحلُّ ميتته".
42- باب الوضوء بالنبيذ
84ـ حدثنا هنَّاد وسليمان بن داود العَتَكي قالا: ثنا شريك، عن أبي فزارة، عن أبي زيد، عن عبد اللّه بن مسعود
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ليلة الجن: "مَا في إداوتك؟" قال: نبيذ، قال: "تمرةٌ طيّبةٌ وماءٌ طهورٌ".
قال أبو داود: وقال سليمان بن داود عن أبي زيد أو زيد: كذا قال شريك، ولم يذكر هناد ليلة الجن.
85ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن داود، عن عامر، عن علقمة قال: قلت لعبد اللّه بن مسعود:
مَنْ كان منْكم مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال: ما كان معه منا أحد.
86ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا بشر بن منصور، عن ابن جريج، عن عطاء
أنه كره الوضوء باللبن والنبيذ، وقال: إن التيمم أعجب إليَّ منه.
87ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا أبو خلدة قال:
سألت أبا العالية عن رجل أصابته جنابة وليس عنده ماء وعنده نبيذ: أيغتسل به؟ قال: لا.
43- باب أيصلي الرجل وهو حاقن
88ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الأرقم
أنه خرج حاجّا أو معتمراً، ومعه الناس وهو يؤمهم، فلما كان ذات يوم أقام الصلاة صلاة الصبح، ثم قال: ليتقدم أحدكم، وذهب الخلاء، فإِني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أراد أحدكم أن يذهب الخلاء وقامت الصَّلاة فليبدأ بالخلاء".
قال أبو داود: روى وهيب بن خالد وشعيب بن إسحاق وأبو ضمرة هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن رجل حدثه عن عبد اللّه بن أرقم، والأكثر الذين رووه عن هشام قالوا كما قال زهير.
89ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ومسدَّد ومحمد بن عيسى، المعني قالوا: ثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حزرة، ثنا عبد اللّه بن محمد، قال ابن عيسى في حديثه "ابن أبي بكر" ثم اتفقوا "أخو القاسم بن محمد" قال:
كنا عند عائشة فجيء بطعامها، فقام القاسم يصلي، فقالت: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يصلّى بحضرة الطَّعام ولا وهو يدافعه الأخبثان".
90ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا ابن عياش، عن حبيب بن صالح، عن يزيد بن شريح الحضرمي، عن أبي حيّ المؤذن، عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثٌ لا يحلُّ لأحدٍ أن يفعلهنّ: لايؤمُّ رجلٌ قوماً فيخصُّ نفسه بالدُّعاء دونهم، فإِن فعل فقد خانهم، ولا ينظر في قعر بيتٍ قبل أن يستأذن، فإِن فعل فقد دخل، ولا يصلِّي وهو حقنٌ حتَّى يتخفَّف".
91ـ حدثنا محمود بن خالد بن أبي خالد السلمي، ثنا أحمد بن علي، ثنا ثور، عن يزيد بن شريح الحضرمي، عن أبي حيّ المؤذن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يحلُّ لرجلٍ يؤمن باللّه واليوم الآخر أن يصلِّي وهو حقنٌ حتَّى يتخفّف" ثم ساق نحوه على هذا اللفظ، قال: "ولا يحلُّ لرجلٍ يؤمن باللّه واليوم الآخر أن يؤمَّ قوماً إلاَّ بإِذنهم، ولا يختصُّ نفسه بدعوةٍ دونهم، فإِن فعل فقد خانهم".
قال أبو داود: هذا من سنن أهل الشام لم يشركهم فيها أحد.
44- باب ما يجزىء من الماء في الوضوء
92ـ حدثنا محمد بن كثير، ثنا همام، عن قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم
"كان يغتسل بالصَّاع، ويتوضَّأ بالمدِّ"
قال أبو داود: رواه أبان عن قتادة قال: سمعت صفية.
93ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا يزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال:
"كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصَّاع ويتوضَّأ بالمدِّ".
94ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن حبيب الأنصاري قال: سمعت عباد بن تميم، عن جدته وهي أم عمارة أن النبي صلى الله عليه وسلم
"توضّأ فأُتي بإِناء فيه ماءٌ قدر ثلثي المدّ".
95ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا شريك، عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد اللّه بن جبر عن أنس قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضَّأ بإِناءٍ يسع رطلين، ويغتسل بالصَّاع".
قال أبو داود: ورواه يحيى بن آدم عن شريك قال: "عن ابن جبر بن عتيك" قال: ورواه سفيان عن عبد اللّه بن عيسى قال: "حدثني جبر بن عبد اللّه".
قال أبو داود: ورواه شعبة قال: "حدثني عبد اللّه بن عبد اللّه بن جبر سمعت أنساً" إلا أنه قال: "يتوضأ بمكُّوك" ولم يذكر "رطلين".
[قال أبو داود: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: الصاع خمسة أرطال، وهو صاع ابن أبي ذئب، وهو صاع النبي صلى الله عليه وسلم].
45- باب الإِسراف في الماء
96ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا سعيد الجريري، عن أبي نعامة أن عبد اللّه بن مغفل سمع ابنه يقول:
اللهمَّ إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بنيَّ، سل اللّه الجنَّة، وتعوَّذ به من النار؛ فإِني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إَّه سيكون في هذه الأُمَّة قومٌ يعتدون في الطَّهور والدُّعاء".
46- باب في إسباغ الوضوء
97ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد اللّه بن عمرو
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رأى قوماً وأعقابهم تلوح، فقال: "ويلٌ للأعقاب من النَّار، أسبغوا الوضوء".
47- باب الوضوء في آنية الصُّفر
98ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرني صاحب لي عن هشام بن عُروة أن عائشة قالت:
"كنت أغتسل أنا ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم في تور من شبهٍ .
99ـ حدثنا محمد بن العلاء، أن إسحاق بن منصور حدثهم، عن حماد بن سلمة عن رجل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
100ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو الوليد وسهل بن حماد قالا: ثنا عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد اللّه بن زيد قال:
"جاءنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأخرجا له ماءً في تورٍ من صفرٍ فتوضَّأ".
48- باب في التسمية على الوضوء
101ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا محمد بن موسى، عن يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه تعالى عليه".
102ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، عن الدراوردي قال:
وذكر ربيعة أن تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لاوضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه" أنه الذي يتوضأ ويغتسل ولا ينوي وضوءاً للصلاة ولا غسلاً للجنابة.
49- باب في الرجل يدخل يده في الإِناء قبل أن يغسلها
103ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من اللّيل فلا يغمس يده في الإِناء حتَّى يغسلها ثلاث مرَّاتٍ، فإِنّه لا يدري أين باتت يده".
104ـ حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني بهذا الحديث قال: مرتين أو ثلاثاً، ولم يذكر أبا رزين.
105ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة المرادي قالا: ثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم قال: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإِناء حتّى يغسلها ثلاث مرَّاتٍ، فإِنَّ أحدكم لا يدري أين باتت يده، أو أين كانت تطوف يده".
50- باب صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم
106ـ حدثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حُمْرَان بن أبان مولى عثمان بن عفان، قال:
رأيت عثمان بن عفان توضأ فأفرغ على يديه ثلاثاً فغسلهما، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثاً، وغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: "من توضّأ مثل وضوئي هذا، ثمّ صلّى ركعتين لايحدّث فيهما نفسه؛ غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه".
107ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا الضحاك بن مخلد، ثنا عبد الرحمن بن وردان، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني حمران قال:
رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه، ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثاً، ثم غسل رجليه ثلاثاً ثم قال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا وقال: "من توضّأ دون هذا كفاه" ولم يذكر أمر الصلاة.
108ـ حدثنا محمد بن داود الإِسكندراني، ثنا زياد بن يونس، حدثني سعيد بن زياد المؤذن، عن عثمان بن عبد الرحمن التَّيْمي قال:
سئل ابن أبي مليكة عن الوضوء فقال: رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء فدعا بماء، فأتي بميضأةٍ فأصغاها على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء فتمضمض ثلاثاً واستنثر ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى ثلاثاً، وغسل يده اليسرى ثلاثاً، ثم أدخل يده فأخذ ماء فمسح برأسه وأذنيه فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة، ثم غسل رجليه ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ.
قال أبو داود: أحاديث عثمان رضي اللّه عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة؛ فإِنهم ذكروا الوضوء ثلاثاً وقالوا فيها: ومسح رأسه، ولم يذكروا عدداً كما ذكروا في غيره.
109ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، ثنا عبيد اللّه يعني ابن أبي زياد عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن أبي علقمة
أن عثمان دعا بماء فتوضأ فأفرغ بيده اليمنى على اليسرى ثم غسلهما إلى الكوعين قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثاً، وذكر الوضوء ثلاثاً، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رجليه وقال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم توضأ مثل ما رأيتموني توضأت، ثم ساق نحو حديث الزهري وأتم.
110ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن عامر بن شقيق بن جمرة، عن شقيق بن سلمة قال:
رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح رأسه ثلاثاً ثم قال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعل هذا.
قال أبو داود: رواه وكيع عن إسرائيل قال: توضأ ثلاثاً فقط.
111ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير قال:
أتانا علي رضي اللّه عنه وقد صلى، فدعا بطهورٍ فقلنا: ما يصنع بالطهور وقد صلّى؟ ما يريد إلا ليعلّمنا، فأُتي بإِناءٍ فيه ماءٌ وطستٍ، فأفرغ من الإِناء على يمينه فغسل يديه ثلاثاً، ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثاً، وغسل يده اليمنى ثلاثاً، وغسل يده الشمال ثلاثاً، ثم جعل يده في الإِناء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثاً، ورجله الشمال ثلاثاً، ثم قال: من سرّه أن يعلم وضوء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فهو هذا.
112ـ حدثنا الحسن بن علي الحلوانيّ، ثنا الحسين بن علي الجعفيّ، عن زائدة، ثنا خالد بن علقمة الهمداني، عن عبد خير قال:
صلى عليّ[رضي اللّه عنه] الغداة، ثم دخل الرَّحبة، فدعا بماء فأتاه الغلام بإِناءٍ فيه ماء وطستٍ قال: فأخذ الإِناء بيده اليمنى فأفرغ على يده اليسرى وغسل كفيه ثلاثاً ثم أدخل يده اليمنى في الإِناء فمضمض ثلاثاً واستنشق ثلاثاً، ثم ساق قريباً من حديث أبي عوانة قال: ثم مسح رأسه مقدّمه ومؤخّره مرّة، ثم ساق الحديث نحوه.
113ـ حدثنا محمد بن المثنى، حدثني محمد بن جعفر، حدثنا شعبة قال:
سمعت مالك بن عرفطة سمعت عبد خيرٍ رأيت عليّاً رضي اللّه عنه أتى بكرسيٍّ فقعد عليه، ثم أُتِيَ بكوزٍ من ماء فغسل يديه ثلاثاً، ثم تمضمض مع الاستنشاق بماء واحد، وذكر الحديث.
114ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو نعيم، ثنا ربيعة الكنانيّ، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش أنه سمع عليًّا [رضي اللّه عنه] وسئل عن وضوء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وقال: ومسح على رأسه حتى لمّا يقطر، وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: هكذا كان وضوء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
115ـ حدثنا زياد بن أيوب الطوسي، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا فطرٌ، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
رأيت علياً رضي اللّه عنه توضأ فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه واحدة، ثم قال: هكذا توضأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
116ـ حدثنا مسدد وأبو توبة قالا: ثنا أبو الأحوص، ح وثنا عمرو بن عون، أخبرنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي حية قال:
رأيت علياً[رضي اللّه عنه] توضأ، فذكر وضوءه كله ثلاثاً ثلاثاً قال: ثم مسح رأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثم قال: إنما أحببت أن أريكم طهور رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
117ـ حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحرّانيُّ، ثنا محمد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عبيد اللّه الخولاني، عن ابن عباس قال:
دخل عليَّ عليُّ يعني ابن أبي طالب وقد أهراق الماء فدعا بوضوء، فأتيناه بتوْرٍ فيه ماءٌ حتى وضعناه بين يديه فقال: يا ابن عباس، ألا أريك كيف كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ قلت: بلى، قال: فأصغى الإناء على يده فغسلها، ثم أدخل يده اليمنى فأفرغ بها على الأخرى ثم غسل كفيه ثم تمضمض واستنثر، ثم أدخل يديه في الإناء جميعاً فأخذ بهما حفنة من ماء فضرب بها على وجهه، ثم ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه، ثم الثانية، ثم الثالثة، مثل ذلك، ثم أخذ بكفه اليمنى قبضة من ماء فصبها على ناصيته فتركها تستنُّ على وجهه، ثم غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح رأسه وظهور أذنيه، ثم أدخل يديه جميعاً فأخذ حفنة من ماء فضرب بها على رجله وفيها النعل فغسلها بها، ثم الأخرى مثل ذلك. قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، [قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين].
قال أبو داود: وحديث ابن جريج عن شيبة يشبه حديث علي؛ لأنه قال فيه حجاج بن محمد عن ابن جريج: ومسح برأسه مرة واحدة، وقال ابن وهب فيه عن ابن جريج: ومسح برأسه ثلاثاً.
118ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه
أنه قال لعبد اللّه بن زيد بن عاصم وهو جد عمرو بن يحيى المازني هل تستطيع أن تُرِيَنِي كيف كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فقال عبد اللّه بن زيد: نعم، فدعا بوضوء، فأفرغ على يديه، فغسل يديه ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر: بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه.
119ـ حدثنا مسدد، ثنا خالد، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن عبد اللّه بن زيد بن عاصم، بهذا الحديث قال:
فمضمض واستنشق من كفٍ واحدة، يفعل ذلك ثلاثاً، ثم ذكر نحوه.
120ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث أن حبّان بن واسع حدّثه أن أباه حدّثه أنه
سمع عبد اللّه بن زيد بن عاصم المازني يذكر أنه رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكر وضوءه قال: ومسح رأسه بماء غير فضل يديه، وغسل رجليه حتى أنقاهما.
121ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز، حدثني عبد الرحمن بن ميْسرة الحضرمي، سمعت المقدام بن معد يكرب الكندي قال:
أُتيَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ: فغسل كفيه ثلاثاً [ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً] وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما.
122ـ حدثنا محمود بن خالد ويعقوب بن كعب الأنطاكي، لفظُه قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن المقدام بن معد يكرب قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم توضأ، فلما بلغ مَسْحَ رأسه وضع كفيه على مقدم رأسه فأمرّهما حتى بلغ القفا، ثم ردّهما إلى المكان الذي منه بدأ.
قال محمود قال أخبرني حريز.
123ـ حدثنا محمود بن خالد وهشام بن خالد، المعنى، قالا: ثنا الوليد، بهذا الإِسناد قال:
ومسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما، زاد هشام: وأدخل أصابعه في صِمَاخ أذنيه.
124ـ حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل الحرّاني، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد اللّه بن العلاء، ثنا أبو الأزهر المغيرة بن فروة ويزيد بن أبي مالك
أن معاوية توضأ للناس كما رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فلما بلغ رأسه غرف غرفةً من ماء فتلقّاها بشماله حتى وضعها على وسط رأسه حتى قطر الماء أو كاد يقطر، ثم مسح من مقدمه إلى مؤخره ومن مؤخره إلى مقدمه.
125ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد، بهذا الإِسناد قال:
فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً وغسل رجليه، بغير عدد.
126ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ بن عفراء قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأتينا، فحدثتنا أنه قال: "اسكبي لي وضوءًا" فذكرت وضوء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قالت فيه: فغسل كفيه ثلاثاً، ووضَّأ وجهه ثلاثاً، ومضمض واستنشق مرة، ووضّأ يديه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه مرتين: يبدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما، ووضأ رجليه ثلاثاً ثلاثاً.
قال أبو داود: وهذا معنى حديث مسدد.
127ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن عقيل، بهذا الحديث يغيّر بعض معاني بشر، قال فيه: وتمضمض واستنثر ثلاثاً.
128ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد الهمداني قالا: ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ بن عفراء،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم توضأ عندها فمسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية لمنصبِّ الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته.
129ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا بكر يعني ابن مضر عن ابن عجلان، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل [عن أبيه] أن رُبَيِّع بنت معوذ بن عفراء أخبرته قالت:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ، قالت: فمسح رأسه ومسح ما أقبل منه وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرةً واحدةً.
130ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن سفيان بن سعيد، عن ابن عقيل، عن الربيع بنت معوذ
أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه من فضل ماء كان في يده.
131ـ حدثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا وكيع، ثنا الحسن بن صالح، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء
أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ عندها فأدخل إصبعيه في جُحْرَي أذنيه.
132ـ حدثنا محمد بن عيسى ومسدد قالا: ثنا عبد الوارث، عن ليث، عن طلحة بن مصرِّف عن أبيه، عن جده قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يمسح رأسه مرة واحدة، حتى بلغ القَذال وهو أول القفا وقال مسدد مسح رأسه من مقدمه إلى مؤخره، حتى أخرج يديه من تحت أذنيه.
قال أبو داود: قال مسدد: فحدثت به يحيى فأنكره.
وقال أبو داود: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: إن ابن عيينة زعموا أنه كان ينكره ويقول: إيش هذا طلحة عن أبيه عن جده؟
133ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فذكر الحديث كله ثلاثاً ثلاثاً قال: ومسح برأسه وأذنيه مَسْحَةً واحدة.
134ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، ح وثنا مُسدد وقتيبة، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة،
ذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يمسح المأقين قال: وقال: "الأذنان من الرّأس".
قال سليمان بن حرب: يقولها أبو أمامة، قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أ, [من] أبي أمامة، يعني قصة الأذنين، قال قتيبة: عن سنان أبي ربيعة. قال أبو داود: وهو ابن ربيعة كنيته أبو ربيعة.
51- باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً
135ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بنن شعيب، عن أبيه، عن جده
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه، كيف الطهور؟ فدعا بماءٍ في إناء فغسل كفَّيه ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإِبهاميه على ظاهر أذنيه وبالسبّاحتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: "هكذا الوضوء؛ فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم" أو "ظلم وأساء".
52- باب الوضوء مرتين
136ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا زيد يعني ابن الحباب ثنا عبد الرحمن بن ثوبان، ثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن الأعرج، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين.
137ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا هشام بن سعد، ثنا زيد، عن عطاء بن يسار قال: قال لنا ابن عباس:
أتحبون أن أريكم كيف كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فدعا بإِناء فيه ماء، فاغترف غرفةً بيده اليمنى فتمضمض واستنشق، ثم أخذ أخرى فجمع بها يديه، ثم غسل وجهه، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليسرى، ثم قبض قبضة من الماء، ثم نفض يده، ثم مسح بها رأسه وأذنيه، ثم قبض قبضة أخرى من الماء فرشَّ على رجله اليمنى وفيها النعل، ثم مسحها بيديه يَدٌ فوق القدم ويد تحت النعل، ثم صنع باليسرى مثل ذلك.
53- باب الوضوء مرة مرة
138ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال:
ألا أخبركم بوضوء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ فتوضأ مرة واحدة.
54- باب في الفرق بين المضمضة والاستنشاق
139ـ حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا معتمر قال: سمعت ليثاً يذكر عن طلحة عن أبيه عن جده قال:
دخلت يعني على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ والماء يسيل من وجهه ولحيته على صدره، فرأيته يفصل بين المضمضة والاستنشاق.
55- باب في الاستنثار
140ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا توضّأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثمّ لينثر".
141ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، ثنا وكيع، ثنا ابن أبي ذئب، عن قارظ، عن أبي غطفان، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "استنثروا مرّتين بالغتين أو ثلاثاً".
142ـ حدثنا قتيبة بن سعيد في آخرين قالوا: ثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه لقيط بن صبرة قال:
كنت وافد بني المنتفق، أو في وفد بني المنتفق إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: فلما قدمنا على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أم المؤمنين قال: فأمرت لنا بخزيرة فصنعت لنا، قال: وأُتينا بقناع، ولم يقل قتيبة القناع، والقناع: الطبق فيه تمر، ثم جاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "هل أصبتم شيئاً؟ أو أمر لكم بشيءٍ؟" قال: قلنا: نعم يا رسول اللّه، قال: فبينا نحن مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جلوس إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح ومعه سخلةٌ تيعر فقال: ما ولّدت يا فلان. قال: بهمة، قال: فاذبح لنا مكانها شاة، ثم قال: لا تحسِبنّ، ولم يقل لا تحسَبنّ، أنّا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد، فإِذا ولّد الراعي بهمةً ذبحنا مكانها شاة، قال: قلت: يا رسول اللّه، إن لي امرأةً وإن في لسانها شيئاً يعني البذاء قال: فطلقها إذاً، قال: قلت: يا رسول اللّه، إن لها صحبة ولي منها ولد، قال: فمرها، يقول: عظها فإِن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أميّتك، فقلت: يا رسول اللّه أخبرني عن الوضوء، قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً.
143ـ حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ابن جريج، حدثني إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه وافد بني المنتفق
أنه أتى عائشة فذكر معناه، قال: فلم ننشب أن جاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتقلع: يتكفّأ، وقال "عصيدة" مكان "خزيرة".
144ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريج بهذا الحديث، قال فيه:
"إذا توضأت فمضمض".
56- باب تخليل اللحية
145ـ حدثنا أبو توبة يعني الربيع بن نافعٍ ثنا أبو المليح ، عن الوليد بن زوران، عن أنس بن مالك
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "كان إذا توضّأ أخذ كفّاً من ماء فأدخله تحت حنكه فخلّل به لحيته وقال: هكذا أمرني ربي عزّ وجل".
[قال أبو داود: والوليد بن زوران روى عنه حجاج بن حجاج وأبو المليح الرقي].
57- باب المسح على العمامة
146ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن ثوبان قال:
بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سرِيَّةً فأصابهم البرد، فلما قدموا على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يمسحوا على العصائب والتَّساخين.
147ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد العزيز بن مسلم، عن أبي معقل، عن أنس بن مالك قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ وعليه عمامةٌ قطريَّةٌ ، فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدَّم رأسه ولم ينقض العمامة.
58- باب غسل الرجلين
148ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لَهِيعة، عن يزيد بن عمرو، عن أبي عبد الرحمن الحُبلِّيِّ، عن المستورد بن شدّاد قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا توضأ يدلك أصابع رجليه بخنصره .
59- باب المسح على الخفين
149ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب حدثني عبّاد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أنه سمع أباه المغيرة يقول:
عدل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر، فعدلت معه، فأناخ النبي صلى الله عليه وسلم فتبرّز، ثم جاء فسكبت على يده من الإِداوة، فغسل كفيه، ثم غسل وجهه، ثم حسر عن ذراعيه فضاق كمّا جُبّته، فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما إلى المرفق ومسح برأسه، ثم توضأ على خفيه، ثم ركب، فأقبلنا نسير حتى نجد الناس في الصلاة قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم حين كان وقت الصلاة، ووجدنا عبد الرحمنن وقد ركع بهم ركعةً من صلاة الفجر، فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فصفَّ مع المسلمين، فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية، ثم سلم عبد الرحمن، فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في صلاته ففزع المسلمون، فأكثروا التسبيح؛ لأنهم سبقوا النبيّ صلى الله عليه وسلم بالصلاة، فلما سلّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لهم: "قد أصبتم" أو "قد أحسنتم".
150ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى يعني ابن سعيد ح وثنا مسدد، ثنا المعتمر، عن التيمي ثنا بكر، عن الحسن، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على ناصيته، وذكر فوق العمامة، قال عن المعتمر: سمعت أبي يحدث عن بكر بن عبد اللّه، عن الحسن، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة أن نبيَّ اللّه صلى الله عليه وسلم "كان يمسح على الخفّين، وعلى ناصيته، وعلى عمامته" قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة.
151ـ حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنى أبي، عن الشعبي، قال: سمعت عروة بن المغيرة بن شعبة يذكر عن أبيه قال:
كنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في ركبه ومعي إداوة، فخرج لحاجته، ثم أقبل فتلقّيته بالإِداوة، فأفرغت عليه، فغسل كفيه ووجهه، ثم أراد أن يخرج ذراعيه وعليه جبة من صوف من جباب الروم ضيِّقة الكمين فضاقت فادّرعهما ادّراعا ، ثم أهويت إلى الخفين لأنزعهما، فقال لي: "دع الخفين؛ فإِنِّي أدخلت القدمين الخفّين وهما طاهرتان" فمسح عليهما، قال أبي: قال الشعبي: شهد لي عروة على أبيه، وشهد أبوه على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
152ـ حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، وعن زرارة بن أوفى أن المغيرة بن شعبة قال: تخلّف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكر هذه القصة، قال: فأتينا الناس وعبد الرحمن بن عوف يصلّي بهم الصبح، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أراد أن يتأخَّر، فأومأ إليه أن يمضي، قال: فصليت أنا والنبيُّ صلى الله عليه وسلم خلفه ركعة، فلما سلم قام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الركعة التي سبق بها، ولم يزد عليها شيئاً.
قال أبو داود: أبو سعيد الخدري وابن الزبير وابن عمر يقولون: من أدرك الفرد من الصلاة عليه سجدتا السهو.
153ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن أبي بكر يعني ابن حفص بن عمر بن سعد سمع أبا عبد اللّه، عن أبي عبد الرحمن السلمي،
أنه شهد عبد الرحمن بن عوف يسأل بلالاً عن وضوء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "كان يخرج يقضي حاجته فآتيه بالماء فيتوضّأ ويمسح على عمامته وموقيه".
قال أبو داود: هو أبو عبد اللّه مولى بني تيم بن مرة.
154ـ حدثنا علي بن الحسين الدرهمي، ثنا ابن داود، عن بكير بن عامر، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير،
أن جريرا بال ثم توضأ فمسح على الخفين وقال: ما يمنعني أن أمسح وقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يمسح؟ قالوا: إنما كان ذلك قبل نزول المائدة، قال: ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة.
155ـ حدثنا مسدد وأحمد بن أبي شعيب الحراني، قالا: ثنا وكيع، ثنا دلهم بن صالح، عن حجير بن عبد اللّه، عن ابن بريدة، عن أبيه،
أن النجاشي أهدى إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خفّين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما، قال مسدد: عن دلهم بن صالح.
قال أبو داود هذا مما تفرد به أهل البصرة.
156ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن حَيٍّ هو الحسن بن صالح عن بكير بن عامر البجلي عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن المغيرة بن شعبة،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مسح على الخفّين، فقلت: يا رسول اللّه، [أ] نسيت؟ قال: "بل أنت نسيت، بهذا أمرني ربّي [عزّ وجلّ]".
60- باب التوقيت في المسح
157ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة عن الحكم وحماد عن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه الجدليّ عن خزيمة بن ثابت،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسح على الخفّين للمسافر ثلاثة أيّامٍ، وللمقيم يومٌ وليلةٌ".
قال أبو داود: رواه منصور بن المعتمر عن إبراهيم التيمي بإِسناده، قال فيه: ولو استزدناه لزادنا.
158ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمد بن يزيد، عن أيوب بن قطنٍ، عن أبيِّ بن عمارة، قال يحيى بن أيوب:
ـ وكان قد صلَّى مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم القبلتين أنه قال: يا رسول اللّه، أمسح على الخفين؟ قال: "نعم" قال: يوماً؟ قال: "يوماً" قال: ويومين؟ قال: "ويومين" قال: وثلاثة؟ قال: "نعم وماشئت".
قال أبو داود: رواه ابن أبي مريم المصري، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن عبادة بن نسيٍّ، عن أبي عمارة ، قال فيه: حتى بلغ سبعاً، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "نعم ما بدا لك".
قال أبو داود: وقد اختلف في إسناده وليس هو بالقوي، ورواه ابن أبي مريم ويحيى بن إسحاق [السَّيْلحِينيُّ] عن يحيى بن أيوب، وقد اختلف في إسناده.
61- باب المسح على الجوربين
159ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن أبي قيس الأودي هو عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم توضَّأ ومسح على الجوربين والنعلين.
قال أبو داود: كانن عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث؛ لأن المعروف عن المغيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين.
قال أبو داود: وروي هذا أيضاً عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجوربين، وليس بالمتصل ولا بالقوي.
قال أبو داود: ومسح على الجوربين عليُّ بن أبي طالب، وابن مسعود، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وسهل بن سعد، وعمرو بن حريث، وروي ذلك عن عمرو بن الخطاب، وابن عباس.
62- باب
160 حدثنا مسدد وعباد بن موسى، قالا: ثنا هشيم عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، قال عباد: قال: أخبرني أوس بن أبي أوس الثقفي،
أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على نعليه وقدميه وقال عباد: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أتى على كظامة قومٍ يعني الميضأة ولم يذكر مسدد الميضأة والكظامة، ثم اتفقا "فتوضأ ومسح على نعليه وقدميه".
63- باب كيف المسح
161ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز. ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال: ذكره أبي عن عروة بن الزبير، عن المغيرة بن شعبة،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "كان يمسح على الخفّين" وقال غير محمد "مسح على ظهر الخفّين".
162ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص يعني ابن غياث عن الأعمش، عن أبي إسحاق عن عبد خير، عن عليّ[رضي اللّه عنه] قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "يمسح على ظاهر خفّيه".
163ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا يزيد بن عبد العزيز، عن الأعمش بإِسناده بهذا الحديث، قال:
ما كنت أرى باطن القدمين إلا أحق بالغسل، حتى رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يمسح على ظهر خفّيه.
164ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش بهذا الحديث، قال:
لو كان الدين بالرأي لكان باطن القدمين أحقَّ بالمسح من ظاهرهما، وقد مسح النبي صلى الله عليه وسلم على ظهر خفّيه.
ورواه وكيع عن الأعمش بإِسناده قال:
كنت أرى أن باطن القدمين أحقُّ بالمسح من ظاهرهما، حتى رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهرهما، قال وكيع: يعنني الخفين.
ورواه عيسى بن يونس عن الأعمش كما رواه وكيع.
ورواه أبو السوداء عن ابن عبد خير عن أبيه قال: رأيت عليّا توضأ فغسل ظاهر قدميه، وقال: لولا أني رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفعله، وساق الحديث.
165ـ حدثنا موسى بن مروان ومحمود بن خالد الدمشقي، المعنى، قالا: ثنا الوليد، قال محمود: أخبرنا ثور بن يزيد عن رجاء بن حَيْوَةَ عن كاتب المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة قال:
وضَّأتُ النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تَبُوك فمسح على الخفين وأسفلهما.
قال أبو داود: وبلغني أنه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء [بن حيوة].
64- باب في الانتضاح
166ـ حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان [هو الثوري] عن منصور، عن مجاهد، عن سفيان بن الحكم الثقفي، أو الحكم بن سفيان الثقفي، قال:
"كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا بال يتوضَّأُ وينتضِحُ".
قال أبو داود: وافق سفيان جماعة على هذا الإِسناد، وقال بعضهم: الحكم أو ابن الحكم.
167ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان [هو ابن عيينة]، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن رجل من ثقيف، عن أبيه، قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بال ثمَّ نضح فرجه.
168ـ حدثنا نصر بن المهاجر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم أو ابن الحكم عن أبيه،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بال ثمَّ توضَّأ ونضح فرجه.
65- باب ما يقول الرجل إذا توضأ
169ـ حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، قال سمعت معاوية يعني ابن صالح يحدث عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، قال:
كنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خدّام أنفسنا نتناوب الرعاية رعاية إبلنا: فكانت عليّ رعاية الإِبل، فروّحتها بالعشيِّ فأدركت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، فسمعته يقول: "ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا فقد أوجب" فقلت: بخ بخ! ما أجود هذه، فقال رجل [من] بين يدي: الّتي قبلها يا عقبة أجود منها، فنظرت فإِذا هو عمر بن الخطاب، فقلت: ما هي يا أبا حفص؟ قال: إنّه قال آنفاً قبل أن تجيء: "ما منكم من أحدٍ يتوضَّأُ فيحسن الوضوء ثمّ يقول حين يفرغ من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".
قال معاوية: وحدثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة بن عامر.
170ـ حدثنا الحسين بن عيسى، ثنا عبد اللّه بن يزيد المقرىء، عن حَيْوَةَ بن شريح عن أبي عقيل، عن ابن عمه، عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولم يذكر أمر الرعاية، قال عند قوله:
"فأحسن الوضوء" ثم رفع بصره إلى السماء فقال، وساق الحديث بمعنى حديث معاوية.
66- باب الرجل يصلي الصلوات بوضوء واحد
171ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا شريك، عن عمرو بن عامر البجلي، قال محمد: هو أبو أسد بن عمرو قال:
سألت أنس بن مالك عن الوضوء، فقال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة، وكنا نصلي الصلوات بوضوء واحد".
172ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال:
"صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح خمس صلوات بوضوء واحد، ومسح على خفيه، فقال له عمر: إني رأيتك صنعت اليوم شيئاً لم تكن تصنعه، قال: "عمداً صنعته".
67- باب تفريق الوضوء
173ـ حدثنا هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، عن جرير بن حازم، أنه سمع قتادة بن دعامة ثنا أنس [بن مالك]
أنَّ رجلاً جاء إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقد توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ارجع فأحسن وضوءك".
قال أبو داود: هذا الحديث ليس بمعروف عن جرير بن حازم ولم يروه إلا ابن وهب وحده، وقد روي عن معقل بن عبيد اللّه الجزري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال: "ارجع فأحسن وضوءك".
174ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا يونس وحميد، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى قتادة.
175ـ حدثنا حيْوةُ بن شريح، ثنا بقية، عن بجير هو ابن سعد عن خالد، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي وفي ظهرقدمه لمْعةٌ قدر الدرهم لم يصبها الماء؛ فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة.
68- باب إذا شك في الحدث
176ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعباد بن تميم عن عمه قال:
شُكِيَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يجد الشيء في الصلاة حتى يُخَيَّلُ إليه، فقال: "لا ينفتل حتّى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً".
177ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان أحدكم في الصّلاة فوجد حركةً في دبره أحدث أو لم يحدث فأشكل عليه فلا ينصرف حتّى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً".
69- باب الوضوء من القُبلة
178ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى وعبد الرحمن، قالا: ثنا سفيان، عن أبي روقٍ، عن إبراهيم التّيمي، عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم " قبّلها ولم يتوضّأ".
قال أبو داود: كذا رواه الفريابي وغيره.
قال أبو داود: وهو مرسل؛ إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة شيئاً.
قال أبو داود: مات إبراهيم التيمي ولم يبلغ أربعين سنة؛ وكان يكى أبا أسماء.
179ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن حبيب، عنن عروة، عن عائشة
"أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل امرأةً من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ" قال عروة: فقلت لها: من هي إلا أنت؟ فضحكت.
قال أبو داود: هكذا رواه زائدة وعبد الحميد الحمَّاني عن سليمان الأعمش.
180ـ حدثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني، ثنا عبد الرحمن [يعني] ابن مغراء، ثنا الأعمش، أخبرنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة بهذا الحديث.
قال أبو داود: قال يحيى بن سعيد القطان لرجل: احك عني أن هذين يعني حديث الأعمش هذا عن حبيب، وحديثه بهذا الإِسناد في المستحاضة أنها تتوضأ لكل صلاة قال يحيى: احك عني أنهما شبه لا شيء.
قال أبو داود: وروي عن الثوري قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء.
قال أبو داود: وقد روى حمزة الزيّات عن حبيب عن عروة بنن الزبير عن عائشة حديثاً صحيحاً.
70- باب الوضوء من مس الذكر
181ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر، أنه سمع عروة يقول:
أنه سمع عروة يقول: دخلت على مروان بن الحكم؛ فذكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومن مسّ الذكر، فقال عروة: ما علمت ذلك، فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من مسَّ ذكره فليتوضَّأ".
71- باب الرخصة في ذلك
182ـ حدثنا مسدد، ثنا ملازم بن عمرو الحنفي، ثنا عبد اللّه بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال:
قدمنا على نبي اللّه صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل كأنه بَدَوِيٌّ فقال: يا نبي اللّه؛ ما ترى في مسِّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "هل هو إلاّ مضغةٌ منه" أو قال: "بضعةٌ منه".
قال أبو داود: رواه هشام بن حسان، وسفيان الثوري، وشعبة، وابن عيينة، وجرير الرازي، عن محمد بن جابر، عن قيس بن طلق.
183ـ حدثنا مسدد، قال: ثنا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه بإِسناده ومعناه وقال: "في الصلاة".
72- باب الوضوء من لحوم الإِبل
184ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عبد اللّه بن عبد اللّه الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، قال:
سئل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإِبل، فقال: "توضّئوا منها" وسئل عن لحوم الغنم فقال: لا توضّئوا منها، وسئل عن الصلاة في مبارك الإِبل فقال: "لا تصلُّوا في مبارك الإِبل، فإِنّها من الشياطين" وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال: "صلُّوا فيها فإِنّها بركةٌ.
73- باب الوضوء من مس اللحم النَّيء وغسله
185ـ حدثنا محمد بن العلاء، وأيوب بن محمد الرقي وعمرو بن عثمان الحمصي، المعنى قالوا: ثنا مروان بن معاوية، أخبرنا هلال بن ميمون الجهني، عن عطاء بن يزيد الليثي قال هلال: لا أعلمه إلا عن أبي سعيد، وقال أيوب وعمرو: وأُرَاهُ عن أبي سعيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم "مرَّ بغلامٍ [وهو] يسلخ شاةً فقال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "تنحَّ حتَّىَ أريك، فأدخل يده بين الجلد واللَّحم، فدحس بها حتّى توارت إلى الإِبط، ثمَّ مضى فصلّى للنّاس ولم يتوضّأ".
قال أبو داود: زاد عمرو في حديثه " يعني لم يمس ماء" وقال: عن هلال بن ميمون الرملي.
قال أبو داود: ورواه عبد الواحد بن زياد وأبو معاوية عن هلال عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، لم يذكر أبا سعيد.
74- باب ترك الوضوء من مس الميتة
186ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا سليمان يعني ابن بلال عن جعفر، عن أبيه، عن جابر
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مرَّ بالسُّوق داخلاً من بعض العالية والنَّاس كنفتيه فمرَّ بجديٍ أسكَّ ميّتٍ فتناوله فأخذ بإِذنه، ثمّ قال: "أيُّكم يحبُّ أنَّ هذا له؟" وساق الحديث.
75- باب في ترك الوضوء مما مَسَّت النار
187ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "أكل كتف شاةٍ ثمَّ صلّى ولم يتوضَّأ".
188ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن سليمان الأنباري، المعنى قالا: ثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن المغيرة بن عبد اللّه، عن المغيرة بن شعبة قال:
ضفتُ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأمر بجنب فشُوي، وأخذ الشّفرة فجعل يحزُّ لي بها منه، قال: فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فألقى الشفرة وقال: ماله؟ تربت يداه؟ وقام يصلي، زاد الأنباري "وكان شاربي وفى فقصَّهُ لي على سواك" أو قال: أقصُّه لك على سواك.
189ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا سماك عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
"أكل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كتفاً ثمَّ مسح يده بمسحٍ كان تحته ثمَّ قام فصلى".
190ـ حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا همام، عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "انتهش من كتفٍ ثم صلى ولم يتوضأ".
191ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي، ثنا حجاج، قال ابن جريج: أخبرني محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:
"قرَّبت للنبي صلى الله عليه وسلم خبزاً ولحماً فأكل ثمَّ دعا بوضوءٍ فتوضأ به ثم صلّى الظُّهر، ثم دعا بفضل طعامه فأكل، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ".
192ـ حدثنا موسى بن سهل أبو عمران الرملي، ثنا علي بن عياش، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال:
"كان آخر الأمرين من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء ممَّا غيَّرت النار".
قال أبو داود: وهذا اختصار من الحديث الأول.
193ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا عبد الملك بن أبي كريمة، قال ابن السرح: ابن أبي كريمة من خيار المسلمين قال: حدثني عبيد بن ثمامة المرادي قال:
قدم علينا مصر عبد اللّه بن الحارث بن جزء من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسمعته يحدث في مسجد مصر قال: لقد رأيتني سابع سبعةٍ أو سادس ستة مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في دار رجل، فمرَّ بلال فناداه بالصلاة، فخرجنا فمررنا برجل وبُرْمته على النار، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "أطابت بُرْمتُك"؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي، فتناول منها بضعة فلم يزل يعلكها حتى أحرم بالصلاة وأنا أنظر إليه.
76- باب التشديد في ذلك
194ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو بكر بن حفص، عن الأغر، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "الوضوء ممَّا أنضجت النَّار".
195ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان، عن يحيى، يعني ابن أبي كثير، عن أبي سلمة أن أبا سفيان بن سعيد بن المغيرة حدثه
أنه دخل على أم حبيبة فسقته قدحاً من سويق فدعا بماء فمضمض فقالت: ابن أختي، ألا توضأ؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "توضَّئوا ممَّا غيَّرت النَّار" أو قال: "مما مست النَّار".
[قال أبو داود: في حديث الزهري "ابن أخي"].
77- باب [في] الوضوء من اللبن
196ـ حدثنا قتيبة [بن سعيد] ثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لبناً فدعا بماء فتمضمض ثم قال: "إنَّ له دسماً".
78- باب الرخصة في ذلك
197ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن مطيع بن راشد عن توبة العنبري، أنه سمع أنس بن مالك [يقول]:
إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شرب لبناً فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى.
79- باب الوضوء من الدم
198ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا ابن المبارك، عن محمد بن إسحاق حدثني صدقة بن يسار، عن عقيل بن جابر، عن جابر قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعني في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجلٌ امرأة رجل من المشركين، فحلف أن لا أنتهي حتى أهريق دماً في أصحاب محمد، فخرج يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلاً، فقال: من رجلٌ يكلؤنا؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فقال: "كونا بفم الشِّعب" قال: فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب اضطجع المهاجريُّ، وقام الأنصاري يصلي، وأتى الرجل فلما رأى شخصه عرف أنه ربيئةٌ للقوم، فرماه بسهم فوضعه فيه، فنزعه حتى رماه بثلاثة أسهم، ثم ركع وسجد، ثم انتبه صاحبه، فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدم قال: سبحان اللّه! ألا أنبهتني أول ما رمى، قال: كنت في سُورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها.
80- باب في الوضوء من النوم
199ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا ابن جريج، أخبرني نافع، حدثني عبد اللّه بن عمر
أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شغل عنها ليلةً فأخَّرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا ثم رقدنا، ثم استيقظنا ثم رقدنا، ثم خرج علينا فقال: "ليس أحدٌ ينتظر الصَّلاة غيركم".
200 حدثنا شاذ بن فياض، ثنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس قال:
كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤسهم ثمَّ يصلُّون ولا يتوضّئون.
قال أبو داود: وزاد فيه شعبة عن قتادة قال: كنا نخفق على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: ورواه ابن أبي عروبة عن قتادة بلفظ آخر.
201ـ حدثنا موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب قالا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني
أن أنس بن مالك قال: أقيمت صلاة العشاء فقام رجل فقال: يا رسول اللّه، إنَّ لي حاجة، فقام يناجيه حتى نعس القوم أو بعض القوم، ثم صلى بهم ولم يذكر وضوءاً.
202ـ حدثنا يحيى بن معين وهنّاد بن السري وعثمان بن أبي شيبة، عن عبد السلام بن حرب وهذا لفظ حديث يحيى، عن أبي خالد الدّالاني، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "كان يسجد وينام وينفخ ثمَّ يقوم فيصلِّي ولا يتوضأ" قال: فقلت له: صليت ولم تتوضأ وقد نمت؟ فقال: "إنَّما الوضوء على من نام مضطجعاً" زاد عثمان وهنّاد "فإِنه إذا اضطجع استرخت مفاصله".
قال أبو داود: قوله "الوضوء على من نام مضطجعاً" هو حديث منكر لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدّالاني عن قتادة، وروى أوله جماعة عن ابن عباس ولم يذكروا شيئاً من هذا، وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، محفوظاً، وقالت عائشة رضي اللّه عنها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنام عيناي ولا ينام قلبي" وقال شعبة: إنما سمع قتادة من أبي العالية أربعة أحاديث: حديث يونس بن متى، وحديث ابن عمر في الصلاة، وحديث "القضاة ثلاثة"، وحديث ابن عباس "حدثني رجال مرضيون منهم عمر، وأرضاهم عندي عمر".
قال أبو داود: وذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل فانتهرني استعظاماً له، وقال: ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة؟ ولم يعبأ بالحديث.
203ـ حدثنا حَيْوَةُ بن شريح الحمصي في آخرين قالوا: ثنا بقية، عن الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه، قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "وِكاءُ السَّهِ العينان؛ فمن نام فليتوضَّأ".
81- باب في الرجل يطأ الأذى برجله
204ـ حدثنا هنَّاد بن السري، وإبراهيم بن أبي معاوية، عن أبي معاوية، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثني شريك وجرير وابن إدريس، عن الأعمش، عن شقيق قال:
قال عبد اللّه: كنا لانتوضأ من موطىء، ولا نكف شعراً، ولا ثوباً.
قال أبو داود: قال إبراهيم بن أبي معاوية فيه: عن الأعمش عن شقيق عن مسروق أو حدثه عنه قال: قال عبد اللّه، وقال هنَّاد: عن شقيق أو حدثه عنه قال: قال عبد اللّه.
82- باب فيمن يحدث في الصلاة
205ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضّأ وليعد الصَّلاة".
83- باب في المذي
206ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبيدة بن حميد الحذّاء، عن الركين بن الربيع، عن حصين بن قبيصة، عن عليّ رضي اللّه عنه قال:
كنت رجلا مذّاء، فجعلت أغتسل حتى تشقّق ظهري، فذكرت ذلك للنَّبي صلى الله عليه وسلم، أو ذكر له، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لا تفعل، إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك، وتوضأ وضوءك للصّلاة، فإذا فضخت الماء فاغتسل".
207ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن المقداد بن الأسود قال:
إن عليّ بن أبي طالب [رضي اللّه عنه] أمره أن يسأل له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي، ماذا عليه؟ فإِن عندي ابنته وأنا أستحيي أن أسأله، قال المقداد: فسألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "إذا وجد أحدكم ذلك فلينضح فرجه وليتوضّأ وضوءه للصّلاة".
208ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، عن هشام بن عروة، عن عروة أن علي بن أبي طالب قال للمقداد وذكر نحو هذا قال: فسأله المقداد،
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ليغسل ذكره وأنثييه".
قال أبو داود: ورواه الثوري وجماعة عن هشام، عن أبيه، عن المقداد، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[رواه ابن إسحاق عن هشام عن أبيه عن المقداد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: والأنثيين].
209ـ [حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي قال: ثنا أبي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حديث حدثه عن علي بن أبي طالب قال: قلت للمقداد، فذكر بمعناه.
قال أبو داود: ورواه المفضل بن فضالة وجماعة والثوري وابن عيينة عن هشام، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، ورواه ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن المقداد، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر "أنثييه"].
210ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثني سعيد بن عبيد بن السَّبَّاق، عن أبيه، عن سهل بن حُنيْفٍ قال:
كنت ألقى من المذي شِدََّة وكنت أُكْثِرُ منه الاغتسال، فسألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "إنَّما يجزيك من ذلك الوضوء" قلت: يا رسول اللّه، فكيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: "يكفيك بأن تأخذ كفّا من ماء فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه".
211ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد اللّه بن وهب، ثنا معاوية يعني ابن صالح عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد اللّه بن سعد الأنصاري، قال:
سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عما يوجب الغسل، وعن الماء يكون بعد الماء فقال: "ذاك المَذْيُ، وكلُّ فحلٍ يمذي، فتغسل من ذلك فرجك وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصّلاة".
212ـ حدثنا هارون بن محمد بن بكار، ثنا مروان يعني ابن محمد ثنا الهيثم بن حميد، ثنا العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه أنه سأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ما يَحِلُّ لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: "لك ما فوق الإِزار" وذكر مؤاكلة الحائض أيضاً، وساق الحديث.
213ـ حدثنا هشام بن عبد الملك اليزنيُّ، ثنا بقية بن الوليد عن سعد الأغطش وهو ابن عبد اللّه عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، قال هشام: وهو ابن قرط أمير حمص، عن معاذ بن جبل قال:
سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عمّا يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقال: "ما فوق الإِزار، والتَّعفُّف عن ذلك أفضل".
قال أبو داود: وليس هو يعني الحديث بالقويّ.
84- باب في الإِكسال
214ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو يعني ابن الحارث عن ابن شهاب، حدثني بعض من أرضى: أنَّ سهل بن سعدٍ الساعديَّ أخبره أن أُبيَّ بن كعب أخبره أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إنّما جعل ذلك رخصةً للنَّاس في أول الإِسلام لقلة الثِّياب، ثمّ أمر بالغسل وننهى عن ذلك.
قال أبو داود: يعني: "الماء من الماء".
215ـ حدثنا محمد بن مهران البزار الرازي، ثنا مبشر الحلبي، عن محمد أبي غسان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، حدّثني أبيّ بن كعب
أن الفتيا التي كانوا يفتون: "أن الماء من الماء"، كانت رخصة رخصها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في بدء الإِسلام، ثم أمر بالاغتسال بعد.
216ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، ثنا هشام وشعبة، عن قتادة عن الحسن، عن أبي رافع عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قعد بين شعبها الأربع وألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل".
217ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال" "الماءُ من الماء" وكان أبو سلمة يفعل ذلك.
85- باب في الجنب يعود
218ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا إسماعيل، ثنا حميد الطويل، عن أنس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم طاف ذات يوم على نسائه في غسل واحد.
قال أبو داود: وهكذا رواه هشام بن زيد عن أنس ومعمر عن قتادة عن أنس وصالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، كلهم عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
86- باب الوضوء لمن أراد أن يعود
219ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمة، عن أبي رافع
"أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف ذات يوم على نسائه يغتسل عند هذه وعند هذه" قال: فقلت له: يا رسول اللّه؛ ألا تجعله غسلاً واحداً؟ قال: "هذا أزكى وأطيب وأطهر".
قال أبو داود: وحديث أن أصح من هذا.
220ـ حدثنا عمرو بن عون، ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتى أحدكم أهله ثم بدا له أن يعاود فليتوضأ بينهما وضوءاً".
87- باب [في] الجنب ينام
221ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر، أنه قال:
ذكر عمر بن الخطاب لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن تصيبه الجنابة من الليل، فقال ل[له] رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "توضَّأ واغسل ذكرك ثمَّ نم".
88- باب الجنب يأكل
222ـ حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد، قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنبٌ توضَّأ وضوءه للصّلاة".
223ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، بإِسناده ومعناه، زاد "وإذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه".
قال أبو داود: ورواه ابن وهب عن يونس، فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصوراً، ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري كما قال ابن المبارك، إلا أنه قال "عن عروة أو أبي سلمة" ورواه الأوزاعي عن يونس عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن المبارك.
89- باب من قال: يتوضأ الجنب
224ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يأكل أو ينام توضّأ؛ تعني وهو جنبٌ".
225ـ حدثنا موسى يعني ابن إسماعيل ثنا حماد [يعني ابن سلمة] أخبرنا عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر، عن عمّار بن ياسر،
أن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضّأ.
قال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل، وقال علي بن أبي طالب وابن عمر وعبد اللّه بن عمرو: الجنب إذا أراد أن يأكل توضأ.
90- باب [في] الجنب يؤخر الغسل
226ـ حدثنا مسدد، ثنا معتمر، ح وثنا أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قالا: ثنا برد بن سنان، عن عبادة بن نسيٍّ، عن غضيف بن الحارث، قال: قلت لعائشة:
أرأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة في أول الليل أو في آخره؟ قالت: ربَّما اغتسل في أوّل اللّيل وربّما اغتسل في آخره، قلت: اللّه أكبر!! الحمد للّه الذي جعل في الأمر سعةً، قلت: أرأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يوتر أوّل اللّيل أم في آخره؟ قالت: ربّما أوتر في أوّل اللّيل وربّما أوتر في آخره، قلت: اللّه أكبر!! الحمد للّه الذي جعل في الأمر سعة، قلت: أرأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقرآن أم يخفت به؟ قالت: ربّما جهر به وربّما خفت، قلت: اللّه أكبر!! الحمد للّه الذي جعل في الأمر سعة.
227ـ حدثنا حفص بن عمر [النمري] ثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زُرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد اللّه بن نجيٍّ، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب [رضي اللّه عنه]
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتدخل الملائكة بيتاً فيه صورةٌ ولا كلبٌ ولا جنبٌ".
228ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنبٌ من غير أن يمسّ ماء.
قال أبو داود: ثنا الحسن بن علي الواسطي، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: هذا الحديث وهم، يعني حديث أبي إسحاق.
91- باب في الجنب يقرأ القرآن
حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، قال:
دخلت على عليَّ رضي اللّه عنه أنا ورجلان: رجل منا ورجل من بني أسد أحسب، فبعثهما عليّ رضي اللّه عنه وجهاً وقال: إنكما علجان فعالجا دينكما ثمّ قام فدخل المخرج ثم خرج فدعا بماء فأُخذ منه حفنة فتمسَّح بها ثم جعل يقرأ القرآن؛ فأنكروا ذلك، فقال: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يخرج من الخلاء فيُقرئنا القرآن ويأكل معنا اللّحم، ولم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة.
92- باب في الجنب يصافح
230ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن مسعر، عن واصل، عن أبي وائل، عن حذيفة،
أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه فأهوى إليه فقال: إنِّي جنبٌ، فقال: "إنّ المسلم ليس ينجس".
231ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى وبشر عن حميد، عن بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال:
لقيني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وأنا جنبٌ فاختنست فذهبت فاغتسلت ثم جئت؛ فقال: "أين كنت يا أبا هريرة؟" قال: قلت: إنِّي كنت جنباً فكرهت أن أجالسك على غير طهارة، فقال: "سبحان اللّه!! إنَّ المسلم لا ينجس".
قال وفي حديث بشر: ثنا حميد، ثنى بكر.
93- باب في الجنب يدخل المسجد
232ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا الأفلت بن خليفة، قال: حدثتني جسرة بنت دجاجة، قالت: سمعت عائشة [رضي اللّه عنها] تقول:
جاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعةٌ في المسجد فقال: "وجّهوا هذه البيوت عن المسجد" ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئاً رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد، فقال: "وجّهوا هذه البيوت عن المسجد؛ فإِنِّي لا أحلُّ المسجد لحائضٍ ولا جنب".
قال أبو داود: هو فليت العامري.
94- باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسٍ
233ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن زياد الأعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة الفجر فأومأ بيده أن مكانكم، ثمّ جاء ورأسه يقطر فصلّى بهم.
234ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة بإِسناده ومعناه وقال في أوله:
فكبر وقال في آخره: فلما قضى الصلاة قال: "إنما أنا بشر، وإني كنت جنباً".
قال أبو داود: رواه الزهري عن أبي سلمة [بن عبد الرحمن] عن أبي هريرة قال: فلما قام في مصلاّه وانتظرنا أن يكبر انصرف ثم قال: "كما أنتم".
قال أبو داود: ورواه أيوب وابن عون وهشام عن محمد [مرسلاً] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكبر ثم أومأ [بيده] إلى القوم أن اجلسوا فذهب فاغتسل، وكذلك رواه مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عطاء بن يسار أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كبر في صلاة.
قال أبو داود: وكذلك حدثناه مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان عن يحيى عن الربيع بن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كبر.
235ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، ثنا الزبيدي، ح وثنا عياش بن الأزرق، أخبرنا ابن وهب، عن يونس، ح وثنا مخلد بن خالد، ثنا إبراهيم بن خالد إمام مسجد صنعاء، ثنا رباح، عن معمر، ح وثنا مؤمل بن الفضل، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، كلهم عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
أقيمت الصّلاة وصفَّ النّاس صفوفهم فخرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قام في مقامه ذكر أنه لم يغتسل، فقال للناس: "مكانكم" ثم رجع إلى بيته فخرج علينا ينظف رأسه وقد اغتسل ونحن صفوف.
وهذا لفظ ابن حرب، وقال عيّاش في حديثه: فلم نزل قياماً ننتظره حتى خرج علينا وقد اغتسل.
95- باب في الرجل يجد البلَّة في منامه
236ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حماد بن خالد الخياط، ثنا عبد اللّه العمري، عن عبيد اللّه، عن القاسم، عن عائشة قالت:
سئل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاماً قال: "يغتسل" وعن الرجل يرى أن قد احتلم ولا يجد البلل قال: "لا غسل عليه" فقالت أم سُليم: المرأة ترى ذلك أعليها غسل؟ قال: "نعم، إنّما النساء شقائق الرِّجال".
96- باب [في] المرأة ترى ما يرى الرجل
237ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب، قال: قال عروة: عن عائشة أن أم سليم الأنصارية وهي أم أنس بن مالك قالت:
يا رسول اللّه، إن اللّه [عزوجل] لا يستَحْيي من الحق، أرأيت المرأة إذا رأت في النوم ما يرى الرجل أتغتسل أم لا؟ قالت عائشة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم فلتغتسل إذا وجدت الماء" قالت عائشة: فأقبلت عليها فقلت: أفٍّ لك، وهل ترى ذلك المرأة؟ فأقبل عليَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "تربت يمينك يا عائشة، ومن أين يكون الشبه؟".
قال أبو داود: وكذلك روى عقيلٌ والزبيدي ويونس وابن أخي الزهري، عن الزهري و[إبراهيم] بن أبي الوزير عن مالك عن الزهري، ووافق الزهريَّ مسافع الحجبي قال: عن عروة عن عائشة، وأما هشام بن عروة فقال: عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة أن أم سليم جاءت إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
97- باب [في] مقدار الماء الذي يجزىء في الغسل
238ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناء واحدٍ هو الفرق من الجنابة.
قال أبو داود: وروى ابن عيينة نحو حديث مالك.
قال أبو داود: قال معمر عن الزهري في هذا الحديث "قالت: كنت أغتسل أنا ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم من إناء واحد فيه قدر الفرق".
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الفرق ستة عشر رطلاً، وسمعته يقول: صاع ابن أبي ذئب خمسة أرطال وثلث، قال: فمن قال ثمانية أرطال قال: ليس ذلك بمحفوظ قال: وسمعت أحمد يقول: من أعطى في صدقة الفطر برطلنا هذا خمسة أرطال وثلثاً فقد أوفى، قيل: الصَّيحانيُّ ثقيلٌ، قال: الصيحاني أطيب، قال: لا أدري.
98- باب في الغسل من الجنابة
239ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، أخبرني سليمان بن صرد، عن جبير بن مطعم
أنهم ذكروا عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الغسل من الجنابة، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أمَّا أنا فأفيض على رأسي ثلاثاً" وأشار بيديه كلتيهما.
240ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو عاصم، عن حنظلة، عن القاسم، عن عائشة قالت،
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء من نحو الحلاب فأخذ بكفَّيه فبدأ بشق رأسه الأيمن، ثم الأيسر، ثم أخذ بكفيه فقال بهما على رأسه.
241ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي عن زائدة بن قدامة، عن صدقة، ثنا جميع بن عمير أحد بني تيم اللّه بن ثعلبة قال: دخلت مع أمي وخالتي على عائشة، فسألتها إحداهما: كيف كنتم تصنعون عند الغسل؟ فقالت عائشة: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يفيض على رأسه ثلاث مرات، ونحن نفيض على رءُوسنا خمساً من أجل الضُّفُر .
242ـ حدثنا سليمان بن حرب الواشحي ومسدد قالا: ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة، قال سليمان: يبدأ فيفرغ بيمينه على شماله وقال مسدد: غسل يديه يصبُّ الإناء على يده اليمنى، ثم اتفقا: فيغسل فرجه، وقال مسدد: يفرغ على شماله، وربما كَنَتْ عن الفرج، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يدخل يديه في الإناء فيخلِّل شعره، حتى إذا رأى أنه قد أصاب البشرة، أو أنقى البشرة، أفرغ على رأسه ثلاثاً، فإذا فضل فضلةٌ صبَّها عليه.
243ـ حدثنا عمرو بن علي الباهلي، ثنا محمد بن أبي عدي، حدثنا سعيد، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفَّيه فغسلهما، ثم غسل مرافغه وأفاض عليه الماء، فإذا أنقاهما أهوى بهما إلى حائط، ثم يستقبل الوضوء ويفيض الماء على رأسه.
244ـ حدثنا الحسن بن شوكر، ثنا هشيم، عن عروة الهمداني، ثنا الشعبي قال: قالت عائشة [رضي اللّه عنها]:
لئن شئتم لأُرينكم أثر يد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الحائط حيث كان يغتسل من الجنابة.
245ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش عن سالم، عن كريب، ثنا ابن عباس، عن خالته ميمونة قالت:
وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلاً يغتسل به من الجنابة، فأكفأ الإِناء على يده اليمنى فغسلها مرتين أو ثلاثاً، ثم صبَّ على فرجه فغسل فرجه بشماله، ثم ضرب بيده الأرض فغسلها، ثم تمضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه، ثم صبَّ على رأسه وجسده ثم تنحّى ناحية فغسل رجليه، فناولته المنديل فلم يأخذه، وجعل ينفض الماء عن جسده، فذكرت ذلك لإِبراهيم فقال: كانوا لا يرون بالمنديل بأساً، ولكن كانوا يكرهون العادة.
قال أبو داود: قال مسدد: قلت لعبد اللّه بن داود: وكانوا يكرهونه للعادة فقال: هكذا هو ولكن وجدته في كتابي هكذا.
246ـ حدثنا حسين بن عيسى الخراساني، ثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن شعبة قال: إن ابن عباس كان إذا اغتسل منن الجنابة يفرغ بيده اليمنى على يده اليسرى سبع مرار، ثم يغسل فرجه، فنسي مرة كم أفرغ، فسألني كم أفرغت؟ فقلت: لا أدري، فقال: لا أُمَّ لك، وما يمنعك أن تدري؟ ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يفيض على جلده الماء ثم يقول: هكذا كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتطهر.
247ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أيوب بن جابر، عن عبد اللّه بن عصم عن عبد اللّه بن عمر قال:
كانت الصلاة خمسين، والغسل من الجنابة سبع مرارٍ، وغسل البول من الثوب سبع مرار، فلم يزل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسأل حتى جعلت الصلاة خمساً، والغسل من الجنابة مرة، وغسل البول من الثوب مرة.
248ـ حدثنا نصر بن علي، حدثنا الحارث بن وجيه، ثنا مالك بن دينار عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إننَّ تحت كلّ شعرةٍ جنابةً، فاغسلوا الشَّعر وأنقوا البشر".
[هذا الحديث ضعيف].
قال أبو داود: الحارث بن وجيه حديثه منكر، وهو ضعيف.
249ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن زاذان، عن عليٍّ [رضي اللّه عنه]
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك موضع شعرةٍ من جنابةٍ لم يغسلها فُعل به كذا وكذا من النَّار" قال عليّ: فمن ثمَّ عاديت رأسي ثلاثاً، وكان يجزّ شعره.
99- باب [في] الوضوء بعد الغسل
250ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يغتسل ويصلِّي الرَّكعتين وصلاة الغداة، ولا أراه يحدث وضوءاً بعد الغسل.
100- باب [في] المرأة هل تنقض شعرها عند الغسل؟
251ـ حدثنا زهير بن حرب وابن السرح، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد اللّه بن رافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت:
إن امرأة من المسلمين وقال زهير إنها قالت: يا رسول اللّه؛ إني امرأةٌ أشدُّ ضُفُرَ رأسي أفأنقضه للجنابة؟ قال: "إنما يكفيك أن تحفني عليه ثلاثاً" وقال زهير: "تحثي عليه ثلاث حثياتٍ من ماء ثم تفيضي على سائر جسدك فإِذا أنت قد طهرت".
252ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا ابن نافع يعني الصائغ عن أسامة، عن المقبري، عن أم سلمة
أن امرأة جاءت إلى أم سلمة بهذا الحديث، قالت: فسألت لها النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه، قال فيه: "واغمزي قرونك عند كلِّ حفنة".
253ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، عنن عائشة قالت:
كانت إحدانا إذا أصابتها جنابة أخذت ثلاث حفناتٍ هكذا، تعني بكفيها جميعاً، فتصبُّ على رأسها، وأخذت بيد واحدة فصبتها على هذا الشق والأخرى على الشق الآخر.
254ـ حدثنا نصر بن علي، ثنا عبد اللّه بن داود، عن عمر بن سويد، عن عائشة بنت طلحة عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كنّا نغتسل وعلينا الضِّماد ونحن مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم محلاّتٌ ومُحْرماتٌ.
255ـ حدثنا محمد بن عوف، قال: قرأت في أصل إسماعيل بن عياش قال ابن عوف: وثنا محمد بن إسماعيل، عن أبيه، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: أفتاني جبير بن نفير عن الغسل من الجنابة أن ثوبان حدثهم أنهم استفتوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:
"أمَّا الرَّجل فلينشر رأسه فليغسله حتَّى يبلغ أصول الشَّعر، وأمَّا المرأة فلا عليها أن لا تنقضه، لتغرف على رأسها ثلاث غرفاتٍ بكفَّيها".
101- باب في الجنب يغسل رأسه بالخطميِّ[أيجزئه ذلك]
256ـ حدثنا محمد بن جعفر بن زياد، ثنا شريك، عن قيس بن وهب، عن رجل من بني سواءة بن عامر، عن عائشة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يغسل رأسه بالخطميِّ وهو جنبٌ يجتزىءُ بذلك ولا يصبُّ عليه الماء.
102- باب فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء
257ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك، عن قيس بن وهب، عن رجل من بني سواءة بن عامر، عن عائشة فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأخذ كفّا من ماءٍ يصبُّ عليَّ الماء، ثمّ يأخذ كفّا من ماء ثمَّ يصبُّه عليه.
103- باب [في] مؤاكلة الحائض ومجامعتها
258ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالك،
أن اليهود كانت إذا حاضت منهم المرأة أخرجوها من البيت، ولم يؤاكلوها، ولم يشاربوها، ولم يجامعوها في البيت، فسئل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل اللّه سبحانه {ويسألونك عن المحيض قل هو أذًى فاعتزلوا النِّساء في المحيض} إلى آخر الآية، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "جامعوهنَّ في البيوت واصنعوا كلَّ شيء غير النِّكاح" فقالت اليهود: ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: يارسول اللّه؛ إن اليهود تقول كذا وكذا؛ أفلا ننكحهن في المحيض؟ فتمعَّر وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى ظننَّا أن قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فبعث في آثارهما؛ فسقاهما؛ فظننا أنه لم يجد عليهما.
259ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن مسعر، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كنت أتعرَّق العظم وأنا حائض فأعطيه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فمه في الموضع الذي فيه وضعته، وأشرب الشراب فأناوله فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب منه.
260ـ حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن منصور بن عبد الرحمن، عن صفية، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حِجْري فيقرأ وأنا حائض.
104- باب [في] الحائض تناول من المسجد
261ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن القاسم، عن عائشة قالت:
قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ناوليني الخُمْرة من المسجد" فقلت: إني حائض، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ حيضتك ليست في يدك".
105- باب في الحائض لا تقضي الصلاة
262ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن أبي قلابة عن معاذة،
أن امرأة سألت عائشة: أتقضي الحائض الصلاة؟ فقالت: أحروريَّةٌ أنت؟ لقد كنا نحيض عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فلا نقضي ولا نؤمر بالقضاء.
263ـ حدثنا الحسن بن عمرو، أخبرنا سفيان يعني ابن عبد الملك عن ابن المبارك، عن معمر، عن أيوب، عن معاذة العدوية، عن عائشة بهذا الحديث.
قال أبو داود: وزاد فيه "فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة".
106- باب في إتيان الحائض
264ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني الحكم، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن؛ عن مقسم، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يأتي امرأته وهي حائض قال: "يتصدَّق بدينارٍ أو نصف دينار".
قال أبو داود: هكذا الرواية الصحيحة قال: دينار أو نصف دينار، وربما لم يرفع شعبة.
265ـ حدثنا عبد السلام بن مطهر، ثنا جعفر يعني ابن سليمان عن علي بن الحكم البنانيّ، عن أبي الحسن الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس، قال:
إذا أصابها في أول الدم فدينار؛ وإذا أصابها في انقطاع الدم فنصف دينار.
قال أبو داود: وكذلك قال ابن جريج عبد الكريم عن مقسم.
266ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا شريك، عن خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "إذا وقع الرجل بأهله وهي حائض فليتصدَّق بنصف دينار".
قال أبو داود: وكذا قال علي بن بذيمة عن مقسم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وروى الأوزاعيّ عن يزيد بن أبي مالك، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آمره أن يتصدَّق بخمسي دينارٍ" وهذا معضل.
107- باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع
267ـ حدثنا يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن موهب الرملي، ثنا الليث بن سعيد عن ابن شهاب، عن حبيب مولى عروة، عن ندبة مولاة ميمونة، عن ميمونة:
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يباشر المرأة من نسائه وهي حائضٌ إذا كان عليها إزارٌ إلى أنصاف الفخذين أو الركبتين تحتجز به.
[قال أبو داود: قال يونس: بُدَيّة، وقال مَعْمر: نُدية].
268ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضاً أن تتَّزر ثمَّ يضاجعها زوجها، وقال مرة: يباشرها.
269ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن جابر بن صبح، سمعت خلاساً الهجري، قال: سمعت عائشة رضي اللّه عنها تقول:
كنت أنا ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم نبيتُ في الشِّعارِ الواحد وأنا حائضٌ طامثٌ، فإِن أصابه منِّي شيءٌ غسل مكانه ولم يَعْدُه، ثم صلى فيه وإن أصاب تعني ثوبه منه شيء غسل مكانه ولم يَعْدُه، ثم صلى فيه.
270ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا عبد اللّه يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بن غراب قال: إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت:
إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراشٌ واحدٌ، قالت: أخبرك بما صنع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ دخل فمضى إلى مسجده، قال أبو داود: تعني مسجد بيته، فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال: "ادني مني" فقلت: إني حائض، فقال: "وإن، اكشفي عن فخذيك" فكشفت فخذيَّ، فوضع خده وصدره على فخذي، وحنيت عليه حتى دفىء ونام.
271ـ حدثنا سعيد بن عبد الجبار، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن أبي اليمان ، عن أم ذرَّة، عن عائشة أنها قالت:
كنت إذا حضت نزلت عن المثال على الحصير، فلم نقرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولم ندن منه حتى نطهر .
272ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد من الحائض شيئاً ألقى على فرجها ثوباً.
273ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأمرنا في فَوْحِ حيضتنا أن نتَّزر ثم يباشرنا، وأيُّكم يملك إرْبَهُ كما كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يملك إرْبَهُ.
108- باب في المرأة تستحاض، ومن قال: تدع الصلاة في عدة الأيام التي كانت تحيض
274ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أنَّ امرأة كانت تهراق الدماء على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فاستفتت لها أمُّ سلمة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "لتنظر عدَّة الليالي والأيام التي كانت تحيضهنَّ من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها، فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر، فإِذا خلَّفت ذلك فلتغتسل ثم لتستثفر بثوبٍ ثم لتصلِّ فيه".
275ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن موهب قالا: ثنا الليث عن نافع، عن سليمان بن يسار
أن رجلاً أخبره عن أم سلمة أن امرأة كانت تهراق الدم، فذكر معناه قال: "فإِذا خلَّفت ذلك وحضرت الصلاة فلتغتسل" بمعناه.
276ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا أنس يعني ابن عياض عن عبيد اللّه، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن رجل من الأنصار
أن امرأة كانت تهراق الدماء، فذكر معنى حديث الليث قال: "فإِذا خلفتهن وحضرت الصلاة فلتغتسل". وساق الحديث بمعناه.
277ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا صخر بن جويرية، عن نافع بإِسناد الليث وبمعناه قال:
فلتترك الصلاة قدر ذلك، ثم إذا حضرت الصلاة فلتغتسل ولتستذفر بثوب ثم تصلي".
278ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة بهذه القصة قال فيه:
"تدع الصلاة، وتغتسل فيما سوى ذلك، وتستذفر بثوب وتصلي".
قال أبو داود: وسمى المرأة التي كانت استحيضت حماد بن زيد عن أيوب في هذا الحديث قال: فاطمة بنت أبي حبيش.
279ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر، عن عراك، عن عروة، عن عائشة أنها قالت:
إن أم حبيبة سألت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الدم، فقالت عائشة: فرأيت مركنها ملآن دماً، فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثمَّ اغتسلي".
قال أبو داود: ورواه قتيبة بين أضعاف حديث جعفر بن ربيعة في آخرها، ورواه عليّ بن عياش ويونس بن محمد عن الليث فقالا: جعفر بن ربيعة.
280ـ حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد اللّه، عن المنذر بن المغيرة، عن عروة بن الزبير،
أن فاطمة بنت أبي حبيش حدثته أنها سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الدم، فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنّما ذلك عرقٌ، فانظري إذا أَتى قرؤك فلا تصلِّي فإِذا مرَّ قرؤك فتطهَّري، ثمَّ صلِّي ما بين القرء إلى القرء".
281ـ حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن سهيل يعني ابن أبي صالح عن الزهري عن عروة بن الزبير، قال:
حدثتني فاطمة بنت أبي حبيش أنها أمرت أسماء، أو أسماء حدثتني أنها أمرتها فاطمة بنت أبي حبيش أن تسأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تقعد الأيَّام الّتي كانت تقعد ثمَّ تغتسل.
قال أبو داود: ورواه قتادة عن عروة بن الزبير عن زينب [بنت أم سلمة] أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تدع الصَّلاة أيَّام أقرائها ثمَّ تغتسل وتصلِّي.
قال أبو داود: لم يسمع قتادة من عروة شيئاً، وزاد ابن عيينة في حديث الزهري عن عمرة عن عائشة أن أم حبيبة كانت تستحاض فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تدع الصلاة أيام أقرائها.
قال أبو داود: وهذا وهم من ابن عيينة، ليس هذا في حديث الحفاظ عن الزهري إلا ما ذكر سهيل بن أبي صالح، وقد روى الحميدي هذا الحديث عن ابن عيينة لم يذكر فيه "تدع الصلاة أيام أقرائها".
وروت قمير بنت عمرو زوج مسروق عن عائشة "المستحاضة تترك الصَّلاة أيَّام أقرائها ثمّ تغتسل".
وقال عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تترك الصلاة قدر أقرائها.
وروى أبو بشر جعفر بن أبي وحشيَّة عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ أم حبيبة بنت جحش استحيضت، فذكر مثله.
وروى شريك عن أبي اليقظان عن عدي بن ثابت أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم "المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل وتصلي".
وروى العلاء بن المسيب عن الحكم عن أبي جعفر أن سودة استحيضت فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم إذا مضت أيامها اغتسلت وصلّت.
وروى سعيد بن جبير عن عليّ وابن عباس "المستحاضة تجلس أيام قرئها" وكذلك رواه عمّار مولى بني هاشم وطَلْقُ بن حبيب عن ابن عباس، وكذلك رواه معقل الخثعمي عن علي [رضي اللّه عنه] وكذلك روى الشعبي عن قمير امرأةِ مسروق عن عائشة رضي اللّه عنها.
قال أبو داود: وهو قول الحسن وسعيد بن المسيب وعطاء ومكحول وإبراهيم وسالم والقاسم: إن المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها.
[قال أبو داود: لم يسمع قتادة من عروة شيئاً].
109- [باب من روى أن الحيضة إذا أدبرت لا تدع الصلاة]
282ـ حدثنا أحمد بن يونس وعبد اللّه بن محمد النفيلي قالا، ثنا زهير، ثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقالت:
إنِّي امرأةٌ أُستحاض فلا أطهر أفأدع الصَّلاة؟ قال: "إنّما ذلك عرقٌ وليست بالحيضة، فإِذا أقبلت الحيضة فدعي الصَّلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدَّم ثمَّ صلِّي".
283ـ حدثنا [عبد اللّه بن مسلمة] القعنبي، عن مالك، عن هشام بإِسناد زهير ومعناه [و] قال:
"فإِذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإِذا ذهب قدرها فاغسلي الدم عنكِ وصلِّي".
110- باب [من قال] إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة
284ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عقيل، عن بهيَّة قالت:
سمعت امرأة تسأل عائشة عن امرأة فسد حيضها وأهريقت دماً، فأمرني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن آمرها فلتنظر قدر ما كانت تحيض في كل شهر وحيضها مستقيم، فلتعتدّ بقدر ذلك من الأيام، ثم لتدع الصلاة فيهن، أو بقدرهن، ثم لتغتسل، ثم لتستثفر بثوب، ثمّ لتصلِّ.
285ـ حدثنا ابن أبي عقيل ومحمد بن سلمة المصريان قالا: ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير وعمرة، عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين، فاستفتت رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ هذه ليست بالحيضة، ولكن هذا عرقٌ، فاغتسلي وصلِّي".
قال أبو داود: زاد الأوزاعي في هذا الحديث عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة قالت: استحيضت أم حبيبة بنت جحش وهي تحت عبد الرحمن بن عوف سبع سنين فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي".
قال أبو داود: ولم يذكر هذا الكلام أحد من أصحاب الزهري غير الأوزاعي، ورواه عن الزهري عمرو بن الحارث والليث ويونس وابن أبي ذئب ومعمر وإبراهيم بن سعد وسليمان بن كثير وابن إسحاق وسفيان بن عيينة ولم يذكروا هذا الكلام.
قال أبو داود: وإنما هذا لفظ حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
قال أبو داود: وزاد ابن عيينة فيه أيضاً "أمرها أن تدع الصلاة أيام أقرائها" وهو وهم من ابن عيينة، وحديث محمد بن عمرو عن الزهري فيه شيء ويقرب من الذي زاد الأوزاعي في حديثه.
286ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن أبي عديّ، عن محمد يعني ابن عمرو قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش،
أنها كانت تستحاض فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان دم الحيضة فإِنَّه دمٌ أسود يعرف، فإِذا كان ذلك فأمسكي عن الصَّلاة، فإِذا كان الآخر فتوضَّئي وصلِّي فإِنما هو عرقٌ".
قال أبو داود: وقال ابن المثنى: حدثنا به ابن أبي عدي من كتابه هكذا ثم حدثنا به بعد حفظاً، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة كانت تستحاض، فذكر معناه.
قال أبو داود: وقد روى أنس بن سيرين عن ابن عباس في المستحاضة قال: إذا رأت الدم البحرانيَّ فلا تصلي، وإذا رأت الطهر ولو ساعة فلتغتسل وتصلي، وقال مكحول: إن النساء لا تخفى عليهن الحيضة، إن دمها أسود غليظ؛ فإِذا ذهب ذلك وصارت صفرةً رقيقة فإِنها مستحاضة فلتغتسل ولتُصَلّ.
قال أبو داود: وروى حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن القعقاع بن حكيم عن سعيد بن المسيب في المستحاضة "إذا أقبلت الحيضة تركت الصلاة، وإذا أدبرت اغتسلت وصلّت" وروى سُمَيٌّ وغيره عن سعيد بن المسيب "تجلس أيام أقرائها" وكذلك رواه حمّاد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب.
قال أبو داود: وروى يونس عن الحسن الحائض إذا مدّ بها الدم تمسك بعد حيضتها يوماً أو يومين فهي مستحاضة.
وقال التيمي عن قتادة: إذا أراد على أيام حيضها خمسة أيام فلتصلّ.
قال التيمي: فجعلت أنقص حتى بلغت يومين، فقال: إذا كان يومين فهو من حيضها وسُئل ابن سيرين عنه فقال: النساء أعلم بذلك.
287ـ حدثنا زهير بن حرب وغيره، قالا: ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا زهير بن محمد، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمّه عمران بن طلحة، عن أمه حَمْنَةَ بنت جحش قالت: كنت أُسْتَحاضُ حيضةً كثيرة شديدة، فأتيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأُخبره، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش، فقلت: يا رسول اللّه؛ إني امرأةٌ أُستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها؟ قد منعتني الصلاة والصوم؟ فقال:
"أنعت لك الكرسف فإِنّه يذهب الدّم" قالت: هو أكثر من ذلك قال: "فاتّخذي ثوباً" فقالت: هو أكثر من ذلك، إنما أثجُّ ثجّا، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "سآمرك بأمرين أيَّهما فعلت أجزأ عنك من الآخر، فإِن قويت عليهما فأنت أعلم" قال لها: "إنّما هذه ركضةٌ من ركضات الشّيطان فتحيّضي ستَّة أيَّامٍ أو سبعة أيَّامٍ في علم اللّه تعالى، ثمَّ اغتسلي، حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثاً وعشرين ليلةً أو أربعاً وعشرين ليلةً وأيامها، وصومي؛ فإِن ذلك يجزيك، وكذلك فافعلي [في] كلِّ شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن، ميقات حيضهنَّ وطهرهنَّ، فإِن قويت على أن تؤخِّري الظهر وتعجِّلي العصر، فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظُّهر والعصر، وتؤخِّرين المغرب وتعجِّلين العشاء ثمَّ تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين، فافعلي؛ وتغتسلين مع الفجر فافعلي، وصومي إن قدرت على ذلك" قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "وهذا أعجب الأمرين إليَّ".
قال أبو داود: ورواه عمرو بن ثابت عن ابن عقيل قال: فقالت حَمْنَةُ [فقلت]: هذا أعجب الأمرين إليَّ، لم يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم، جعله كلام حمنة.
قال أبو داود: وعمرو بن ثابت رافضي [رجل سوء، ولكنه كان صدوقاً في الحديث، وثابت بن المقدام رجل ثقة] وذكره يحيى بن معين.
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: حديث ابن عقيل في نفسي منه شيء.
111- باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة
288ـ حدثنا ابن أبي عقيل ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، وعَمْرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أن أم حبيبة بنت جحش خَتَنَةَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وتحت عبد الرحمن بن عوف استُحيضت سبع سنين فاستفتت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ هذه ليست بالحيضة، ولكن هذا عرقٌ فاغتسلي وصلِّي" قالت عائشة: فكانت تغتسل في مِرْكَنٍ في حجرة أختها زينب بنت جحش حتى تعلو حمرة الدم الماء.
289ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب، قال أخبرتني عمرة بنت عبد الرحمن، عن أم حبيبة بهذا الحديث، قالت عائشة رضي اللّه عنها: فكانت تغتسل لكل صلاة.
290ـ حدثنا يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن موهب الهمداني، حدثني الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة بهذا الحديث؛ قال فيه: فكانت تغتسل لكل صلاة.
قال أبو داود: رواه القاسم بن مبرور عن يونس عن ابن شهاب عن عمرة عن عائشة عن أم حبيبة بنت جحش، وكذلك رواه معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة، وربما قال معمر: عن عمرة عن أم حبيبة، بمعناه، وكذلك رواه إبراهيم بن سعد وابن عيينة عن الزهري عن عمرة عن عائشة، وقال ابن عيينة في حديثه: ولم يقل إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغتسل.
[وكذلك رواه الأوزاعي أيضاً، قال فيه: قالت عائشة: فكانت تغتسل لكل صلاة].
291ـ حدثنا محمد بن إسحاق المُسَيَّبِيُّ، ثنى أبي، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة،
أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين فأمرها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن تغتسل، فكانت تغتسل لكل صلاة.
292ـ حدثنا هناد بن السري عن عبدة، عن ابن إسحاق، عن الزهري عن عروة، عن عائشة
أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت في عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأمرها بالغسل لكل صلاة، وساق الحديث.
قال أبو داود: ورواه أبو الوليد الطيالسي، ولم أسمعه منه، عن سليمان بن كثير عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: استحيضت زينب بنت جحش فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتسلي لكل صلاة" وساق الحديث.
قال أبو داود: ورواه عبد الصمد عن سليمان بن كثير، قال: "توضئي لكل صلاة".
قال أبو داود: وهذا وهم من عبد الصمد، والقول فيه قول أبي الوليد.
293ـ حدثنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر، ثنا عبد الوارث عن الحسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال:
أخبرتني زينب بنت أبي سلمة أن امرأة كانت تُهَرَاقُ الدم، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي.
وأخبرني أن أم بكر أخبرته أن عائشة قالت: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال في المرأة ترى ما يريبها بعد الطهر: "إنما هي؛ أو قال: إنما هو عرق؛ أو قال: عروق".
قال أبو داود: وفي حديث ابن عقيل الأمران جميعاً، وقال: "إن قويت فاغتسلي لكل صلاة، وإلا فاحمعي" كما قال القاسم في حديثه، وقد روي هذا القول عن سعيد بن جبير عن علي وابن عباس رضي اللّه عنهما.
112- باب من قال تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غسلاً
294ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
استحيضت امرأة على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأُمِرَتْ أن تعجّل العصر وتؤخّر الظّهر وتغتسل لهما غسلاً، وأن تؤخِّر المغرب وتعجِّل العشاء وتغتسل لهما غسلاً، وتغتسل لصلاة الصُّبح غسلاً، فقلت لعبد الرحمن: [أ] عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا أحدثك إلا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بشيء.
295ـ حدثنا عبد العزيز بن يحيى، حدثنا محمد، يعني ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة
أن سهلة بنت سهيل استحيضت فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة، فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل، والمغرب والعشاء بغسل، وتغتسل للصبح.
قال أبو داود: ورواه ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن أمرأة استحيضت فسألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأمرها بمعناه.
296ـ حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن سهيل يعني ابن أبي صالح عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسماء بنت عُمَيْس قالت: قلت:
يا رسول اللّه، إن فاطمة بننت أبي حُبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تُصَلِّ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: سبحان اللّه! إنَّ هذا من الشَّيطان، لتجلس في مِرْكَنٍ، فإِذا رأت صفرة فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسلاً واحداً، وتغتسل للمغرب والعشاء غسلاً واحداً، وتغتسل للفجر غسلاً واحداً وتتوضأ فيما بين ذلك".
قال أبو داود: رواه مجاهد عن ابن عباس: لما اشتد عليها الغسل أمرها أن تجمع بين الصلاتين.
قال أبو داود: ورواه إبراهيم عن ابن عباس، وهو قول إبراهيم النخعي وعبد اللّه بن شداد.
113- باب من قال: تغتسل من طُهر إلى طُهر
297ـ حدثنا محمد بن جعفر بن زياد، وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن أبي اليقظان عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في المستحاضة تدع الصَّلاة أيام أقرائها ثم تغتسل وتصلي، والوضوء عند كل صلاة.
قال أبو داود: زاد عثمان: وتصوم وتصلي. [وقال: هو حديث ضعيف].
298ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة قالت:
جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر خبرها [و] قال: "ثم اغتسلي، ثم توضئي لكل صلاة وصلِّي".
299ـ حدثنا أحمد بن سنان القطان الواسطي: ثنا يزيد، عن أيوب بن أبي مسكين، عن الحجاج، عن أم كلثوم،
عن عائشة في المستحاضة: تغتسل، تعني مرة واحدة، ثم توضأ إلى أيام أقرائها.
300ـ حدثنا أحمد بن سنان [القطان] الواسطي، ثنا يزيد، عن أيوب أبي العلاء، عن ابن شبرمة عن امرأة مسروق، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو داود: وحديث عدي بن ثابت والأعمش عن حبيب وأيوب أبي العلاء كلها ضعيفة لا تصح، ودلّ على ضعف حديث الأعمش عن حبيب هذا الحديث أوقفه حفص بن غياث عن الأعمش، وأنكر حفص بن غياث أن يكون حديث حبيب مرفوعاً، وأوقفه أيضاً أسباط عن الأعمش، موقوف عن عائشة.
قال أبو داود: ورواه ابن داود عن الأعمش مرفوعاً أوله، وأنكر أن يكون فيه الوضوء عند كل صلاة، ودل على ضعف حديث حبيب هذا، أن رواية الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فكانت تغتسل لكل صلاة في حديث المستحاضة.
وروى أبو اليقظان عن عدي بن ثابت عن أبيه عن علي [رضي اللّه عنه] وعمّار مولى بني هاشم عن ابن عباس، وروى عبد الملك بن ميسرة وبيان والمغيرة وفراس ومجالد عن الشعبي، حديث قمير عن عائشة "توضئي لكل صلاة" ورواية داود وعاصم عن الشعبي عن قمير عن عائشة "تغتسل كل يوم مرة" وروى هشام بن عروة عن أبيه "المستحاضة تتوضأ لكل صلاة" وهذه الأحاديث كلها ضعيفة إلا حديث قَمير وحديث عمّار مولى بني هاشم، وحديث هشام بن عروة عن أبيه، والمعروف عن ابن عباس الغسل.
114- باب من قال: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر
301ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن سُميّ مولى أبي بكر، أن القعقاع وزيد بن أسلم أرسلاه إلى سعيد بن المسيب يسأله:
كيف تغتسل المستحاضة؟ فقال: تغتسل من ظهر إلى ظهر، وتتوضأ لكل صلاة، فإِن غلبها الدم استثفرت بثوب.
قال أبو داود: وروي عن ابن عمر وأنس بن مالك "تغتسل من ظهر إلى ظهر" وكذلك رواه داود وعاصم عن الشعبي عن امرأته عن قمير عن عائشة، إلا أن داود قال: "كل يوم" وفي حديث عاصم "عند الظهر" وهو قول سالم بن عبد اللّه والحسن وعطاء.
[قال أبو داود: قال مالك: إني لأظن حديث ابن المسيب إنما هو من طهر إلى طهر ولكن الوهم دخل فيه فقلبها الناس فقالوا من ظهر إلى ظهر.
ورواه مِسْوَر بن عبد الملك بن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع قال فيه: من طهر إلى طهر. فقلبها الناس: من ظهر إلى ظهر.].
115- باب من قال: تغتسل كل يوم مرة، ولم يقل: عند الظهر
302ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد اللّه بن نمير، عن محمد بن أبي إسماعيل وهو محمد بن راشد، عن معقل الخثعمي، عن عليّ [رضي
اللّه عنه] قال:
المستحاضة إذا انقضى حيضها اغتسلت كل يوم، واتخذت صوفة فيها سمن أو زيت.
116- باب من قال: تغتسل بين الأيام
303ـ حدثنا القعنبي، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن محمد بن عثمان أنه سأل القاسم بن محمد عن المستحاضة فقال:
تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل فتصلي، ثم تغتسل في الأيام.
117- باب من قال: توضأ لكل صلاة
304ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن محمد يعني ابن عمرو قال: حدثني ابن شهاب عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش
أنها كانت تُسْتحاض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان دم الحيض فإِنَّه دمٌ أسودٍ يعرف، فإِذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة، فإِذا كان الآخر فتوضئي وصلِّي".
قال أبو داود: قال ابن المثنى: وحدثنا به ابن أبي عدي حفظاً فقال: عن عروة عن عائشة أن فاطمة.
قال أبو داود: وروي عن العلاء بن المسيب وشعبة عن الحكم عن أبي جعفر قال العلاء: عن النبي صلى الله عليه وسلم وأوقفه شعبة على أبي جعفر: توضأ لكل صلاة.
118- باب من لم يذكر الوضوء إلا عند الحدث
305ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن عكرمة
أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنتظر أيام أقرائها ثم تغتسل وتصلي؛ فإِن رأت شيئاً من ذلك توضأت وصلت.
[قال أبو داود: وهذا قول مالك وربيعة رحمهما اللّه].
306ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرنا الليث، عن ربيعة،
أنه كان لا يرى على المستحاضة وضوءاً عند كل صلاة إلا أن يصيبها حَدَثٌ غير الدم فتوضَّأ.
قال أبو داود: هذا قول مالك، يعني ابن أنسٍ.
119- باب في المرأة ترى الكُدْرَة والصُّفرة بعد الطهر
307ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد، عن قتادة، عن أم الهذيل، عن أم عطية، وكانت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
كنّا لا نَعُـَدُّ الكدرة والصُّفرة بعد الطهر شيئاً.
308ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، بمثله.
[قال أبو داود: أمّ الهذيل هي حفصة بنت سيرين، كان ابنها اسمه هذيل، واسم زوجها عبد الرحمن].
120- باب المستحاضة يغشاها زوجها
309ـ حدثنا إبراهيم بن خالد، ثنا مُعَلَّى بن منصور، عن علي بن مسهر، عن الشيباني، عن عكرمة، قال:
كانت أم حبيبة تُسْتَحاض فكان زوجها يغشاها.
[قال أبو داود: [و] قال يحيى بن معين: مُعَلّى ثقة، وكان أحمد بن حنبل لا يروي عنه؛ لأنه كان ينظر في الرأي].
310ـ حدثنا أحمد بن أبي سُريج الرازي، أخبرنا عبد اللّه بن الجهم، حدثنا عمرو بن أبي قيس عن عاصم، عن عكرمة،
عن حَمْنة بنت جحش أنها كانت مستحاضة، وكان زوجها يجامعها.
121 باب ما جاء في وقت النّفَساء
311ـ حدثنا أحمد بن يونس، أخبرنا زهير، ثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبي سهل، عن مُسَّةَ، عن أم سلمة، قالت:
كانت النُّفَساء على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تقعد بعد نفاسها أربعين يوماً، أو أربعين ليلة، وكنا نطلي على وجوهنا الوَرْسَ، تعني من الكَلَفِ.
312ـ حدثنا الحسن بن يحيى، أخبرنا محمد بن حاتم، يعني حِبِّي، حدثنا عبد اللّه بن المبارك، عن يونس بن نافع، عن كثيَر بن زياد، قال: حدثتني الأزدية يعني مُسَّةَ، قالت:
حَجَجْتُ فدخلت على أم سلمة فقلت: يا أمَّ المؤمنين، إن سَمُرَةَ بن جنْدبٍ يأمر النساء يقضين صلاة المحيض، فقالت: لا يقضين، كانت المرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تَقْعُدُ في النفاس أربعين ليلة لا يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء صلاة النفاس، قال محمد يعني ابن حاتم واسمها مُسَّة، تكنى أم بُسَّة.
قال أبو داود: كثير بن زياد كنيته أبو سهل.
122- باب الاغتسال من الحيض
313ـ حدثنا محمد بن عمرو الرازيّ، ثنا سلمة يعني ابن الفضل أخبرنا محمد يعني ابن إسحاق عن سليمان بن سُحَيْم، عن أمية بنت
أبي الصلت عن امرأة من بني غفّار قد سماها لي، قالت:
أردفني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على حقيبة رحله، قالت: فواللّه لم يزل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى الصبح، فأناخ ونزلت عن حقيبة رحله، فإِذا بها دمٌ مني، فكانت أول حيضة حضتها، قالت: فتقبضت إلى الناقة واستحييت، فلما رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم قال: "ما لك؟ لعلك نفست" قلت: نعم، قال: "فأصلحي من نفسك ثمَّ خذي إناءً من ماء فاطرحي فيه ملحاً ثمَّ اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدَّم، ثم عودي لمركبك" قالت: فلما فتح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خيبر رضخ لنا من الفيء، قالت: وكانت لا تطّهَر من حيضةٍ إلا جعلت في طهورها ملحاً، وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت.
314ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا سلام بن سليم، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، قالت:
دخلت أسماء على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللّه؛ كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من المحيض؟ قال: "تأخذ سدرها وماءها فتوضَّأ ثمَّ تغسل رأسها وتدلكه حتى يبلغ الماء أصول شعرها ثم تفيض على جسدها، ثم تأخذ فرصتها فتطهّر بها" قالت: يا رسول اللّه؛ كيف أتطهر بها؟ قالت عائشة: فعرفت الذي يكني عنه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقلت لها: تتبعين [بها] آثار الدم.
315ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، أخبرنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن وقالت لهن معروفاً، وقالت:
دخلت امرأة منهن على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فذكر معناه إلا أنه قال: "فرصةً ممسّكةً" قال مسدد: كان أبو عوانة يقول" "فرصة ؛ وكان أبو الأحوص يقول: "قَرْصَة".
316ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ [العنبري] أخبرنا أبي عن شعبة، عن إبراهيم يعني ابن مهاجر عن صفية بنت شيبة، عن عائشة أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه،
قال: "فرصةً ممسَّكةً" قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: "سبحان اللّه!! تطهري بها" واستتر بثوب، وزاد: وسألته عن الغسل من الجنابة فقال: "تأخذين ماءك فتطّهرين أحسن الطّهور وأبلغه ثم تصبّين على رأسك الماء، ثم تدلكينه حتى يبلغ شؤون رأسك، ثم تفيضين عليك الماء" قال: وقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين وأن يتفقّهن فيه.
123- باب التيمم
317ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، أخبرنا أبو معاوية، ح، وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا عبدة، المعنى واحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أُسَيْدَ بن حُضَيْرٍ وأناساً معه في طلب قِلادة أَضَلَّتْهَا عائشة، فحضرت الصلاة، فصلّوا بغير وضوء، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فأنزلت آية التيمم، زاد ابن نفيل، فقال لها أسيد [بن حضير]: يرحمك اللّه! ما نزل بك أمرٌ تكرهينه إلاَّ جعله اللّه للمسلمين ولك فيه فَرَجاً.
318ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، حدثه عن عمار بن ياسر،
أنه كان يحدّث أنهم تمسّحوا وهم مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالصّعيد لصلاة الفجر، فضربوا بأكفّهم الصعيد، ثم مسحوا وجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا. فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم كلها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم.
319ـ حدثنا سليمان بن داود المَهْرِيُّ، وعبد الملك بن شعيب، عن ابن وهب، نحو هذا الحديث، قال:
قام المسلمون فضربوا بأكفهم التراب ولم يقبضوا من التراب شيئاً، فذكر نحوه، ولم يذكر المناكب والآباط، قال ابن الليث: إلى ما فوق المرفقين.
320ـ حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، ومحمد بن يحيى النيسابوري، في آخرين، قالوا: حدثنا يعقوب، أخبرنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس، عن عمّار بن ياسر،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عَرَّسَ بأولات الجيش ومعه عائشة، فانقطع عِقْدٌ لها من جزع ظفارٍ ، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك، حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء، فتغيَّظ عليها أبو بكر وقال: حبست الناس وليس معهم ماء، فأنزل اللّه تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم رخصة التَّطهُّر بالصعيد الطيب ، فقام المسلمون مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فضربوا بأيديهم إلى الأرض، ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئاً فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى الآباط، وزاد ابن يحيى في حديثه: قال ابن شهاب في حديثه: ولا يعتبر بهذا الناس.
قال أبو داود: وكذلك رواه ابن إسحاق، قال فيه: عن ابن عباس، وذكر ضربتين كما ذكر يونس، ورواه معمر عن الزهري ضربتين، وقال مالك: عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن أبيه، عن عمار، وكذلك قال أبو أُوَيس عن الزهري وشك فيه ابن عيينة، قال فيه مرة: عن عبيد اللّه، عن أبيه، أو عن عبيد اللّه عن ابن عباس، [ومرة قال]: عن أبيه، ومرة قال: عن ابن عباس؛ اضطرب ابن عيينة فيه وفي سماعه من الزهري، ولم يذكر أحد منهم في هذا الحديث الضربتين إلا من سَمَّيْتُ.
321ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا أبو معاوية الضّرير، عن الأعمش، عن شقيق؛ قال:
كنت جالساً بين عبد اللّه وأبي موسى، فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن؛ أرأيت لو أنَّ رجلاً أجنب فلم يجد الماء شهراً، أما كان يتيمّم؟ فقال: لا؛ وإن لم يجد الماء شهراً، فقال أبو موسى: فكيف تصنعون بهذه الآية التي في سورة المائدة: {فلم تجدوا ماءً فتيمّموا صعيداً طيِّباً}؟ فقال عبد اللّه: لو رخِّص لهم في هذا لأوشكوا إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا بالصعيد، فقال له أبو موسى: وإنما كرهتم هذا لهذا؟ قال: نعم؛ فقال له أبو موسى: ألم تسمع قول عَمَّار لعمر: بعثني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرَّغْتُ في الصعيد كما تتمرغ الدابة، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "إنما كانن يكفيك أن تصنع هكذا" فضرب بيده على الأرض، فنفضها، ثم ضرب بشماله على يمينه، وبيمينه على شماله، على الكفين، ثم مسح وجهه، فقال له عبد اللّه: أفلم تر عمر لم يقنع بقول عمار؟.
322ـ حدثنا محمد بن كثير العبدي، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي مالك ، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: كنت عند عمر فجاءه رجل فقال: إنا نكون بالمكان الشَّهر والشهرين، فقال عمر: أمَّا أنا فلم أكن أصلي حتى أجد الماء، قال: فقال عمار: يا أمير المؤمنين، أما تذكر إذ كنت أنا وأنت في الإِبل فأصابتنا جنابة، فأما أنا فتمعكت فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: "إنَّما كان يكفيك أن تقول هكذا" وضرب بيديه إلى الأرض ثم نفخهما ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع، فقال عمر: يا عمار؛ اتق اللّه، فقال: يا أمير المؤمنين، إن شئتَ واللّه لم أذكره أبداً، فقال عمر: كلا واللّه لنولِّينَّك من ذلك ما تولَّيت.
323ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص، ثنا الأعمش، عن سلمة بن كهيل عن ابن أبزى، عن عمّار بن ياسر، في هذا الحديث فقال:
يا عمار إنما كان يكفيك هكذا" ثم ضرب بيديه الأرض، ثم ضرب إحداهما على الأخرى ثم مسح وجهه والذراعين إلى نصف الساعدين ولم يبلغ المرفقين، ضربة واحدة.
قال أبو داود: ورواه وكيع عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن أبزى، ورواه جرير عن الأعمش عن سلمة [بن كهيل] عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى يعني عن أبيه.
324ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد يعني ابن جعفر أخبرنا شعبة عن سلمة، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار بهذه القصة فقال:
"إنما كان يكفيك" وضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى الأرض، ثم نفخ فيها ومسح بها وجهه وكفيه، شك سلمة [و] قال: لا أدري فيه "إلى المرفقين" يعني أو "إلى الكفين".
325ـ حدثنا علي بن سهل الرملي، ثنا حجاج يعني الأعور حدثني شعبة بإِسناده بهذا الحديث قال: ثم نفخ فيها، ومسح بها وجهه وكفيه إلى المرفقين أو [إلى] الذراعين، قال شعبة: كان سلمة يقول: الكفين والوجه والذراعين، فقال له منصور ذات يوم: انظر ما تقول فإِنه لا يذكر الذراعين غيرك.
326ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني الحكم، عن ذرّ، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه عن عمار في هذا الحديث قال:
فقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم "إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك إلى الأرض فتمسح بهما وجهك وكفّيك" وساق الحديث.
قال أبو داود: ورواه شعبة عن حصين عن أبي مالك، قال: سمعت عماراً يخطب بمثله إلا أنه قال: لم ينفخ، وذكر حسين بن محمد عن شعبة عن الحكم في هذا الحديث قال: "فضرب بكفيه إلى الأرض ونفخ".
327ـ حدثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمّار بن ياسر قال:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التيمم، فأمرني ضربة واحدة للوجه والكفين.
328ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان قال: سُئِلَ قتادة عن التيمم في السفر فقال: حدثني محدّث، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار بن ياسر
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إلى المرفقين".
124- باب التيمم في الحضر
329ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، أخبرنا أبي، عن جدي، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هُرْمُز، عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول:
أقبلت أنا وعبد اللّه بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري، فقال أبو الجهيم: أقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حتى أتى على جدار فمسح بوجهه ويديه، ثم ردّ عليه السلام.
330ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي أبو علي، أخبرنا محمد بن ثابت العبدي، أخبرنا نافع قال:
انطلقت مع ابن عمر في حاجة إلى ابن عباس، فقضى ابن عمر حاجته، فكان من حديثه يومئذٍ أن قال: مرَّ رجل على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في سِكَّةٍ من السكك وقد خرج من غائط أو بول فسلّمَ عليه فلم يردَّ عليه، حتى إذا كاد الرجل أن يتوارى في السكة ضرب بيديه على الحائط ومسح بهما وجهه، ثم ضرب ضربة أخرى فمسح ذراعيه، ثم رد على الرجل السلام وقال: "إنّه لم يمنعني أن أردّ عليك السّلام إلاّ أنِّي لم أكن على طهرٍ".
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت حديثاً منكراً في التيمم.
قال ابن داسة: قال أبو داود: لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة على "ضربتين" عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورووه فعل ابن عمر.
331ـ حدثنا جعفر بن مسافر، ثنا عبد اللّه بن يحيى البرلسي، ثنا حَيْوَة بن شريح، عن ابن المهاد
أن نافعاً حدثه عن ابن عمر قال: أقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من الغائط فلقيه رجل عند بئر جمل فسلم عليه، فلم يرد عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حتى أقبل على الحائط، فوضع يده على الحائط ثم مسح وجهه ويديه، ثم ردّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على الرجل السلام.
125- باب الجنب يتيمم
332ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد [الواسطي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة] ح وحدثنا مسدد، أخبرنا خالد يعني ابن عبد اللّه الواسطي عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة عن عمرو بن بُجْدَان، عن أبي ذر قال:
اجتمعت غُنَيْمةٌ عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا ذرّ، ابْدُ فيها" فَبَدَوْتُ إلى الرَّبذة، فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والسِّتَّ، فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: "أبو ذرّ"؟ فسكتُّ فقال: "ثَكِلَتْكَ أمُّك أبا ذرّ! لأمِّك الويل" فدعا لي بجارية سوداء، فجاءت بِعُسٍّ فيه ماء فسترتني بثوب، واستترت بالراحلة واغتسلت، فكأني ألْقَيْتُ عنِّي جبلاً، فقال: "الصَّعيد الطَّيِّبُ وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين، فإِذا وجدت الماء فأمسَّه جلدك، فإِنَّ ذلك خير" وقال مسدد: غنيمة من الصدقة.
قال أبو داود: وحديث عمرو أتمُّ.
333ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر قال:
دخلت في الإِسلام فأهمَّني ديني، فأتيت أبا ذرّ، فقال أبو ذرّ: إني اجتويت المدينة، فأمر لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بذوْدٍ وبغنم، فقال لي "اشرب من ألبانها" قال حماد: وأشك في "أبوالها" [هذا قول حماد] فقال أبو ذر: فكنت أعْزُبُ عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فأصلي بغير طهور، فاتيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بنصف النهار، وهو في رهط من أصحابه، وهو في ظل المسجد فقال: "أبو ذر"؟ فقلت: نعم، هلكت يا رسول اللّه، قال: "وما أهلكك"؟ قلت: إني كنت أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فأصلي بغير طهور، فأمر لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بماء فجاءت به جارية سوداء بعُسٍّ يتخضخض ما هو بملآن، فتستّرت إلى بعيري فاغتسلت، ثم جئت فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذرٍّ إنَّ الصعيد الطيب طهورٌ، وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين، فإِذا وجدت الماء فأمسَّه جلدك".
قال أبو داود: رواه حماد بن زيد عن أيوب لم يذكر "أبوالها".
قال أبو داود: هذا ليس بصحيح، وليس في أبوالها إلا حديث أنس تفرّد به أهل البصرة.
126- باب إذا خاف الجنب البرد، أيتيمم؟
334ـ حدثنا ابن المثنى أخبرنا وهب بن جرير، أخبرنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جُبير [المصري] عن عمرو بن العاص قال:
احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السَّلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عمرو، صلَّيت بأصحابك وأنت جنبٌ؟" فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت اللّه يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إنَّ اللّه كان بكم رحيماً} فضحك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً.
[قال أبو داود: عبد الرحمن بن جُبَير مصري مولى خارجة بن حُذَافة، وليس هو ابن جبير بن نفير].
335ـ حدثنا محمد بن سلمة [المرادي] أخبرنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جُبَير، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أن عمرو بن العاص كان على سرِيّةٍ، وذكر الحديث نحوه قال: فغسل مغابنه وتوضّأ وضوءه للصلاة ثم صلّى بهم، فذكر نحوه ولم يذكر التيمم.
قال أبو داود: وروى هذه القصة عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال فيه "فتيمم".
127- باب [في] المجروح يتيمم
336ـ حدثنا موسى بن عبد الرحمن الأنطاكي، ثنا محمد بن سلمة، عن الزبير بن خريق، عن عطاء، عن جابر قال:
خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجرٌ فشدَّه في رأسه ثم احتلم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصةً في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أُخْبِرَ بذلك فقال: "قتلوه قتلهم اللّه، ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإِنما شفاء العِيِّ السُّؤالُ، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر" أو "يعصب" شك موسى "على جرحه خرقةً، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".
337ـ حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، حدثنا محمد بن شعيب، أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عبد اللّه بن عباس قال:
أصاب رجلاً جرحٌ في عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم احتلم، فأُمر بالاغتسال، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "قتلوه قتلهم اللّه، ألم يكن شفاء العيِّ السُّؤال؟".
128- باب [في] المتيمم يجد الماء بعدما يصلي في الوقت
338ـ حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، أخبرنا عبد اللّه بن نافع، عن الليث بن سعد، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:
خرج رجلان في سفرٍ فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيداً طيِّباً فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يُعِدِ الآخر، ثم أتيا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: "أصبت السُّنَّة وأجزأتك صلاتك" وقال للذي توضأ وأعاد: "لك الأجر مرَّتين".
قال أبو داود: وغير ابن نافع يرويه عن الليث عن عميرة بن أبي ناجية، عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: وذِكْرُ أبي سعيد الخدري في هذا الحديث ليس بمحفوظ، هو مرسل.
339ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، حدثنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة عن أبي عبد اللّه مولى إسماعيل بن عبيد، عن عطاء بن يسار أن رجلين من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بمعناه.
129- باب في الغسل يوم الجمعة
340ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، أخبرنا معاوية، عن يحيى، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة أخبره
أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل فقال عمر: أتحتبسون عن الصلاة؟ فقال الرجل: ما هو إلا أن سمعت النداء فتوضأت فقال عمر: والوضوء أيضاً؟ أو لم تسمعوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل".
[قال أبو داود: الغسل بعد طلوع الفجر].
341ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
"غسل يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم".
342ـ حدثنا يزيد بن خالد الرملي، أخبرنا المفضل يعني ابن فضالة عن عياش بن عباس، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"على كلِّ مُحْتَلِمٍ رواح الجمعة، وعلى كل من راح [إلى] الجمعة الغسل".
قال أبو داود: إذا اغتسل الرجل بعد طلوع الفجر أجزأه من غسل الجمعة وإن أجنب.
343ـ حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن موهب الرملي الهمداني، ح، وحدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قالا: ثنا محمد بن سلمة، ح، وحدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، وهذا حديث محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
قال أبو داود: قال يزيد وعبد العزيز في حديثهما: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، قالا: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومسَّ من طيبٍ إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخطَّ أعناق الناس، ثم صلى ما كتب اللّه له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته؛ كانت كفّارةً لما بينها وبين جمعته التي قبلها" قال: ويقول أبو هريرة "وزيادة ثلاثة أيام" ويقول: "إن الحسنة بعشر أمثالها".
قال أبو داود: وحديث محمد بن سلمة أتمّ، ولم يذكر حماد كلام أبي هريرة.
344ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال وبكير [بن عبد اللّه] بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "الغسل يوم الجمعة على كلِّ محتلمٍ، والسِّواك، ويمسُّ من الطيب ما قدر له" إلا أن بكيراً لم يذكر عبد الرَّحمن، وقال في الطِّيب "ولو من طيب المرأة".
345ـ حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي حِبِّي، ثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني أبو الأشعث الصنعاني، حدثني أوس بن أوس الثقفي، قال:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من غسَّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإِمام فاستمع ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها".
346ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نُسَيٍّ، عن أوس الثقفي، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل" ثم ساق نحوه.
347ـ حدثنا ابن أبي عقيل ومحمد بن سلمة المصريان، قالا: ثنا ابن وهب قال ابن أبي عقيل: أخبرني أسامة يعني ابن زيد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من اغتسل يوم الجمعة، ومسَّ من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخطَّ رقاب الناس، ولم يلغُ عند الموعظة، كانت كفارة لما بينهما، ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهراً".
348ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا زكريا، ثنا مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب العنزي، عن عبد اللّه بن الزبير، عن عائشة أنها حدثته
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، ومن غسل الميت.
349ـ حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، أخبرنا مروان، ثنا علي بن حوشب، قال: سألت مكحولاً عن هذا القول "غَسَّل واغتسل" فقال غسل رأسه و[غسل] جسده.
350ـ حدثنا محمد بن الوليد الدمشقي، ثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز في "غسَّل واغتسل" قال: قال سعيد: غسل رأسه وغسل جسده.
351ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن سميّ، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثمَّ راح فكأنما قرَّب بدنةً، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرَّب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرَّب دجاجةً، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضةً، فإِذا خرج الإِمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر".
130- باب [في] الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة
352ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت:
كان الناس مُهَّان أنفسهم، فيروحون إلى الجمعة بهيئتهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم.
353ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا عبدالعزيز يعني ابن محمد عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة،
أن أُناساً من أهل العراق جاءوا فقالوا: يا ابن عباس؛ أترى الغسل يوم الجمعة واجباً؟ قال: لا؛ ولكنه أطهر، وخير لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب وسأخبركم كيف بَدْء الغسل؟ كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم، وكان مسجدهم ضَيِّقاً مُقارب السَّقف، إنما هو عريش، فخرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في يوم حارٍّ وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياحٌ آذى بذلك بعضهم بعضاً، فلما وجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم تلك الريح قال: "أيُّها النَّاس، إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا، وليمسَّ أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه" قال ابن عباس: ثم جاء اللّه بالخير، ولبسوا غير الصوف، وكُفُوا العمل، ووُسّع مسجدهم، وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضهم بعضاً من العرق.
354ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فهو أفضل".
131- باب [في] الرجل يُسْلم فيؤمر بالغسل
355ـ حدثنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، ثنا الأغّر ، عن خليفة بن حُصَين ، عن جده قيس بن عاصم، قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد الإِسلام، فأمرني أن أغتسل بماء وسدرٍ.
356ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرت عن عُثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده
أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمتُ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ألق عنك شعر الكفر" يقول: احلق، قال: وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه: "ألق عنك شعر الكفر واختتن".
132- باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها
357ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثتني أمُّ الحسن يعني جدة أبي بكر العدوي عن معاذة قالت:
سألت عائشة [رضي اللّه عنها] عن الحائض يصيب ثوبها الدَّمُ، قالت: تغسله، فإِن لم يذهب أثره فلتغيِّره بشيءٍ من صفرة، قالت: ولقد كنت أحيض عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاث حيض جميعاً لا أغسل لي ثوباً.
358ـ حدثنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا إبراهيم بن نافع، قال: سمعت الحسن يعني ابن مسلم يذكر عن مجاهد قال: قالت عائشة:
ما كان لإِحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه، فإِذا أصابه شيءٌ من دم بلته بريقها ثم قصعته بريقها.
359ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي قال: ثنا بكار بن يحيى، قال: حدثتني جدّتي، قالت:
دخلت على أُمِّ سلمة فسألتها امرأة من قريش عن الصلاة في ثوب الحائض، فقالت أمّ سلمة: قد كان يصيبنا الحيض على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فتَلْبَثُ إحدانا أيام حيضها ثم تطهر فتنظر الثوب الذي كانت تقْلِبُ فيه، فإِن أصابه دمٌ غسلناه وصلينا فيه، وإن لم يكن أصابه شيء تركناه، ولم يمنعنا ذلك من أن نصلي فيه، وأما الممتشطة فكانت إحدانا تكون ممتشطة فإِذا اغتسلت لم تنقض ذلك، ولكنها تحْفِنُ على رأسها ثلاث حَفَنَاتٍ، فإِذا رأت البلل في أصول الشعر دَلَكَتْهُ، ثم أفاضت على سائر جسدها.
360ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
سمعت امرأة تسأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كيف تَصْنَعُ إحدانا بثوبها إذا رأت الطهر؟ أتصلي فيه؟ قال: "تنظر فإِن رأت فيه دماً لتقرصه بشيء من ماء ولتنضح ما لم تر ولتصلِّ فيه:
361ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت:
سألت امرأةٌ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللّه أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع؟ قال: "إذا أصاب إحداكنَّ الدَّم من الحيض فلتقرصه ثمّ لتنضحه بالماء ثمّ لتصلِّ".
362ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد، ح وثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ح وثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد يعني ابن سلمة عن هشام بهذا المعنى قال:
"حتِّيه ثمّ اقرصيه بالماء ثمّ انضحيه".
363ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، يعني ابن سعيد القطان عن سفيان، حدثني ثابت الحداد، حدثني عديّ بن دينار قال: سمعت أم قيس بنت محصنٍ تقول:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنن دم الحيض يكون في الثوب قال: "حكِّيه بضلعٍ واغسليه بماءٍ وسدرٍ".
364ـ حدثنا النفيلي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن عائشة قالت:
قد كان يكون لإِحدانا الدِّرع فيه تحيض، وفيه تصيبها الجنابة، ثم ترى فيه قطرةً من دم فتقصعه بريقها.
365ـ [حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة
أن خولة بنت يسار أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللّه، إنه ليس لي إلا ثوبٍ واحد وأنا أحيض فيه، فكيف أصنع؟ قال: "إذا طهرت فاغسليه ثمَّ صلِّي فيه" فقالت: فإِن لم يخرج الدم؟ قال: "يكفيك غسل الدم ولا يضرُّك أثره"].
133- باب الصلاة في الثوب الذي يصيب أهله فيه
366ـ حدثنا عيسى بن حماد المصري، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن خديج، عن معاوية بن أبي سفيان
أنه سأل أخته أمّ حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه؟ فقالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى.
134- باب الصلاة في شُعُر النساء
367ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا الأشعث، عن محمد بن سيرين، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لا يصلي في شُعُرِنا أو [في] لُحُفنا، قال عبيد اللّه: شكّ أبي.
368ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن هشام، عن ابن سيرين، عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي في ملاحفنا.
قال حماد: وسمعت سعيد بن أبي صدقة قال: سألت محمداً عنه فلم يحدثني وقال: سمعته منذ زمان ولا أدري ممن سمعته، ولا أدري أسمعته من ثَبْت أو لا، فَسَلوا عنه.
135- باب [في] الرخصة في ذلك
369ـ حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق الشيباني، سمعه من عبد اللّه بن شداد، يحدثه عن ميمونة
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى وعليه مِرْطٌ، وعلى بعض أزواجه منه وهي حائض وهو يصلي وهو عليه.
370ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا طلحة بن يحيى، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل وأنا إلى جنبه، وأنا حائض وعليَّ مِرْط لي، وعليه بعضه.
136- باب المنيّ يصيب الثوب
371ـ حدثنا حفص بن عمر، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن همّام بن الحارث
أنه كان عند عائشة [رضي اللّه عنها] فاحتلم فأبصرته جارية لعائشة وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه، أو يغسل ثوبه، فأخبرت عائشة فقالت: لقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: ورواه الأعمش كما رواه الحكم.
372ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد [بن سلمة] عن حماد [ابن أبي سليمان] عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:
كنت أفرك المنيَّ من ثوب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي فيه.
قال أبو داود: وافقه مغيرة وأبو معشر وواصل.
373ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ح وثنا محمد بن عبيد بن حِسَاب البصري، ثنا سليم يعني ابن أخضر المعنى، والإِخبار في حديث سليم قالا: ثنا عمرو بن ميمون بن مهران قال سمعت سليمان بن يسار يقول: سمعت عائشة تقول:
إنها كانت تغسل المنيَّ من ثوب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم أرى فيه بقعة أو بقعاً.
137- باب بول الصبي يصيب الثوب
374ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة [القعنبي] عن مالك، عن ابن شهاب عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود،
عن أم قيس بنت مِحْصَن أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأجلسه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حِجْره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله.
375ـ حدثنا مسدد بن مسرهد والربيع بن نافع أبو توبة، المعنى قالا: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن قابوس، عن لبابة بنت الحارث قالت:
كان الحسين بن علي رضي اللّه عنه في حجر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فبال عليه، فقلت: البس ثوباً وأعطني إزارك حتى أغسله، قال: "إنّما يغسل من بول الأنثى وينضح من بول الذكر".
376ـ حدثنا مجاهد بن موسى وعباس بن عبد العظيم العنبري، المعنى قالا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني يحيى بن الوليد، حدثني مُحِلُّ بن خليفة، حدثني أبو السمح قال:
كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أراد أن يغتسل قال: "وَلني قفاك" فأوليه قفاي فأستره به، فأتي بحسن أو حسين رضي اللّه عنهما فبال على صدره فجئت أغسله فقال: "يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام".
قال العباس: حدثنا يحيى بن الوليد، قال أبو داود: وهو أبو الزعراء، [قال هارون بن تميم عن الحسن قال: "الأبوال كلها سواء"].
377ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه،
عن علي رضي اللّه عنه قال: يغسل من بول الجارية وينضح من بول الغلام ما لم يطعم.
378ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن علي [بن أبي طالب رضي اللّه عنه] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، فذكر معناه ولم يذكر "ما لم يطعم" زاد: قال قتادة: هذا ما لم يطعما الطعام، فإِذا طعما غسلا جميعاً.
379ـ حدثنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر، ثنا عبد الوارث عن يونس، عن الحسن، عن أمه
أنها أبصرت أمَّ سلمة تصُبُّ الماء على بول الغلام ما لم يطعم، فإِذا طعم غسلته، وكانت تغسل بول الجارية.
138- باب الأرض يصيبها البول
380ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وابن عبدة في آخرين، وهذا لفظ ابن عبدة، قال أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
أن أعرابيّاً دخل المسجد ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم جالس، فصلى، قال ابن عبدة: ركعتين، ثم قال: اللَّهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد تحجَّرت واسعاً" ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع الناس إليه، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إنما بعثتم ميسِّرين، ولم تبعثوا معسِّرين، صبُّوا عليه سجلاً من ماء" أو قال: "ذَنوباً من ماء".
381ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير يعني ابن حازم قال: سمعت عبد الملك يعني ابن عمير يحدث عن عبد اللّه بن مَعْقِلِ بن مُقَرِّن، قال:
صلّى أعرابي مع النبي صلى الله عليه وسلم، بهذه القصة، قال فيه: وقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم "خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه وأهريقوا على مكانه ماءً".
قال أبو داود: [وهو] مرسل، ابن معقل لم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
139- باب في طهور الأرض إذا يبست
382ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني حمزة بن عبد اللّه بن عمر، قال: قال ابن عمر:
كنت أبيت في المسجد في عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وكنت فتى شابا عَزِباً، وكانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد فلم يكونوا يرشون شيئاً من ذلك.
140- باب في الأذى يصيب الذيل
383ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، عن محمد بن إبراهيم، عن أم ولدٍ لإِبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أنها سألت أمَّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أُطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يطهِّره ما بعده".
384ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي وأحمد بن يونس، قالا: ثنا زهير، ثنا عبد اللّه بن عيسى، عن موسى بن عبد اللّه بن يزيد، عن امرأة من بني عبد الأشهل، قالت:
قلت: يا رسول اللّه؛ إن لنا طريقاً إلى المسجد منتنة، فكيف نفعل إذا مُطرنا؟ قال: "أليس بعدها طريقٌ هي أطيب منها؟" قالت: قلت: بلى، قال: "فهذه بهذه".
141- باب [في] الأذى يصيب النعل
385ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ح وثنا عباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي ح وثنا محمود بن خالد، ثنا عمر يعني ابن عبد الواحد عن الأوزاعي، المعنى قال: أنبئت أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدث عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وطىء أحدكم بنعله الأذى فإِنَّ التُّراب له طهورٌ".
386ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني محمد بن كثير يعني الصنعاني عن الأوزاعي، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه، قال:
"إذا وطىء الأذى بِخُفَّيْهِ فطهورهما التراب".
387ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا محمد يعني ابن عائذ حدثني يحيى يعني ابن حمزة عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد، أخبرني أيضاً سعيد بن أبي سعيد، عن القعقاع بن حكيم ، عن عائشة، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بمعناه.
142- باب الإِعادة من النجاسة تكون في الثوب
388ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، حدثتنا أمّ يونس بنت شداد، قالت: حدثتني حماتي أمُّ جحدرٍ العامرية أنها سألت عائشة عن دم الحيض يصيب الثوب، فقالت:
كنت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعلينا شعارنا، وقد ألقينا فوقه كساءً، فلما أصبح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أخذ الكساء فلبسه ثم خرج فصلى الغداة ثم جلس فقال رجل: يا رسول اللّه؛ هذه لمعة من دم، فقبض رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على ما يليها فبعث بها إليَّ مصرورة في يد الغلام فقال: "اغسلي هذه وأجفِّيها ثم أرسلي بها إليََّ" فدعوت بقصعتي فغسلتها، ثم أجففتها فأحرتها إليه ، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بنصف النهار وهي عليه.
143- باب البصاق يصيب الثوب
389ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت البناني، عن أبي نضرة ، قال: بَزَقَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في ثوبه وحَكَّ بعضه ببعض.
390ـ حدثنا موسى بن إسماعيل؛ قال: ثنا حماد، عن حميد، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.