كتاب المناسك
1- باب فرض الحج
1721ـ حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، المعنى قالا: ثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سنان، عن ابن عباس،
أن الأقرع بن حابس سأل النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه: الحج في كل سنة أو مرَّة واحدة؟ قال: "بل مرةً واحدةً، فمن زاد فهو تطوع".
قال أبو داود: هو أبو سنان الدؤلي، كذا قال عبد الجليل بن حميد، وسليمان بن كثير جميعاً عن الزهري، وقال عقيل: عن سنان.
1722ـ حدثنا النفيلي، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن ابن لأبي واقد الليثي، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لأزواجه في حجة الوداع: "هذه ثم ظهور الحُصْرِ".
2- باب في المرأة تحج بغير محرم
1723ـ حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، ثنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه أن أبا هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا يحلُّ لامرأةٍ مسلمةٍ تسافر مسيرة ليلةٍ إلا ومعها رجلٌ ذو حرمةٍ منها".
1724ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة والنفيلي، عن مالك، ح وحدثنا الحسن بن علي، ثنا بشر بن عمر، قال: حدثني مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، قال الحسن في حديثه عن أبيه، ثم اتفقوا: عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمن باللّه واليوم الآخر أن تسافر يوماً وليلةً" فذكر معناه.
[قال النفيلي: حدثنا مالك].
قال أبو داود: ولم يذكر القعنبي والنفيلي عن أبيه، رواه ابن وهب، وعثمان بن عمر، عن مالك كما قال القعنبي.
1725ـ حدثنا يوسف بن موسى، عن جرير، عن سُهَيل، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وذكر نحوه، إلا أنه قال: "بريداً".
1726ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهناد، أن أبا معاوية ووكيعاً حدثاهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لايحلُّ لامرأةٍ تؤمن باللّه واليوم الآخر أن تسافر سفراً فوق ثلاثة أيامٍ فصاعداً إلا ومعها أبوها، أو أخوها، أو زوجها، أو ابنها، أو ذو محرمٍ منها".
1727ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد اللّه، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا تسافر المرأة ثلاثاً إلاَّ ومعها ذو محرمٍ".
1728ـ حدثنا نصر بن عليّ، ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن عبيد اللّه، عن نافع
أن ابن عمر كان يُرْدِفُ مولاةً له يقالُ لها صفية، تسافر معه إلى مكة.
3- باب "لا صرورة [في الإِسلام]"
1729ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد يعني سليمان بن حيان الأحمر عن ابن جُرَيج، عن عمر بن عطاء [يعني ابن أبي خوّار]، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا صرورة في الإِسلام".
4- باب التزوُّد في الحج
1730ـ حدثنا أحمد بن الفُرّات يعني أبا مسعود الرازي ومحمد بن عبد اللّه المخرَّمِيُّ، وهذا لفظه قالا: ثنا شبابة، عن ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
كانوا يحُجُّون ولا يتزوَّدون، قال أبو مسعود: كان أهل اليمن أو ناس من أهل اليمن، يحجُّون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فأنزل اللّه عزوجل: {وتزودوا فإِنَّ خير الزاد التقوى} الآية.
5- باب التجارة في الحج
1731ـ حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عباس قال:
قرأ هذه الآية: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلاً من ربكم} قال: كانوا لا يتجرون بمنى، فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات.
6- باب
1732ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، عن الحسن بن عمرو، عن مِهْران أبي صَفْوَان، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أراد الحجَّ فليتعجل".
7- باب الكرِيِّ
1733ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا العلاء بن المسيب، ثنا أبو أمامة التَّيْميُّ قال:
كنت رجلاً أُكْرِي في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي: إنه ليس لك حج، فلقيت ابن عمر فقلت: يا أبا عبد الرحمن إني رجلٌ أُكْرِي في هذا الوجه، وإن ناساً يقولون [لي]: إنه ليس لك حج، فقال ابن عمر: أليس تُحرِم وتُلَبِّي، وتطوف بالبيت، وتُفيض من عرفات وترمي الجِمَارَ؟ قال: قلت: بلى، قال: فإِن لك حجّاً، جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني عنه، فسكت عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلم يُجِبْهُ حتى نزلت هذه الآية: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} فأرسل إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقرأ عليه هذه الآية وقال: "لك حجٌّ".
1734ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا حماد بن مسعدة، ثنا ابن أبي ذئب، عن عطاء بن أبي رباح، عن عُبيد بن عُمَير، عن عبد اللّه بن عباس
أن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنىً وعرفة، وسوق ذي المجاز، ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حرم، فأنزل اللّه سبحانه: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلاً من ربِّكم} في مواسم الحج قال: فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرأها في المصحف.
1735ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن عبيد بن عمير، قال أحمد بن صالح كلاماً معناه أنه مولى ابن عباس، عن عبد اللّه بن عباس
أن الناس في أول ما كان الحج كانوا يبيعون، فذكر معناه إلى قوله مواسم الحج.
8- باب في الصبي يحج
1736ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالرَّوْحاء فلقي ركباً فسلَّم عليهم فقال: "من "القوم؟" فقالوا: المسلمون، فقالوا: فمن أنتم؟ قالوا: رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ففزعت امرأة فأخذت بعضد صبيٍّ فأخرجته من مخفّتها فقالت: يارسول اللّه، هل لهذا حجٌّ؟ قال: "نعم، ولك أجرٌ".
9- باب [في] المواقيت
1737ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، ح وثنا أحمد بن يونس، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال:
وقَّتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشأم الجحفة، ولأهل نجد قَرْن، وبلغني أنه وقت لأهل اليمن يلملم.
1738ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن عمرو بن دينار عن طاوس، عن ابن عباس وعن ابن طاوس عن أبيه قالا:
وقَّضتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، بمعناه، وقال أحدهما: ولأهل اليمن يلملم، وقال أحدهما: ألملم، قال: "فهنَّ لهم ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ ممَّنْ كان يريد الحجَّ والعمرة ومن كان دون ذلك" قال ابن طاوس: من حيث أنشأ، قال: وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها.
1739ـ حدثنا هشام بن بهرام المدائني، ثنا المُعافى بن عمران، عن أفلح يعني ابن حميد عن القاسم بن محمد، عن عائشة [رضي اللّه عنها] أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقَّتَ لأهل العراق ذات عرق.
1740ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن ابن عباس قال:
وقَّتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل المشرق العقيق.
1741ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فُديك، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يُحَنَّسَ، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، عن جدته حُكَيمة، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من أهلَّ بحجةٍ أو عمرةٍ من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" أو "وجبت له الجنة" شكَّ عبد اللّه أيتهما قال:
قال أبو داود: يرحم اللَّه وكيعاً! أحرم من بيت المقدس، يعني إلى مكة.
1742ـ حدثنا أبو معمر عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجاج، ثنا عبد الوارث، ثنا عتبة بن عبد الملك السَّهمي، قال: حدثني زرارة بن كُرَيم أن الحارث بن عمرو السَّهْمي حدثه قال:
أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات، وقد أطاف به الناس قال: فتجيء الأعراب فإِذا رأوا وجهه قالوا: هذا وجه مبارك، قال: ووقَّتَ ذات عرق لأهل العراق.
10- باب الحائض تُهلُّ بالحج
1743ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبدة، عن عبيد اللّه، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
نُفِسَتْ أسماء بنت عُمَيْسٍ بمحمد بن أبي بكر بالشجرة، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبا بكر أن تغتسل فتُهِلَّ.
1744ـ حدثنا محمد بن عيسى وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر قالا: ثنا مروان بن شجاع، عن خُصَيف، عن عكرمة ومجاهد وعطاء، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الحائض والنفساء إذا أتتا على الوقت تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت" قال أبو معمر في حديثه: حتى تطهر، ولم يذكر ابن عيسى عكرمة ومجاهداً قال: عن عطاء عن ابن عباس، ولم يقل ابن عيسى "كلها" قال: "المناسك إلا الطواف بالبيت".
11- باب الطيب عند الإِحرام
1745ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، ح وثنا أحمد بن يونس، ثنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كنت أُطَيِّبُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لإِحرامه قبل أن يحرم، ولإِحلاله قبل أن يطوف بالبيت.
1746ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
كأني أنظر إلى وَبِيصِ المسك في مَفْرِق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو مُحْرم.
12- باب التَّلْبِيدِ
1747ـ حدثنا سليمان بن داود المهرِيُّ، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم يعني ابن عبد اللّه عن أبيه قال:
سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يُهِلُّ مُلبِّداً.
1748ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لبد رأسه بالعسل.
1749ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، ثنا محمد بن إسحاق، ح وثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زُرَيع، عن ابن إسحاق، المعنى قال: قال عبد اللّه يعني ابن أبي نجيح حدثني مجاهد، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أهدى عام الحديبية في هدايا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جَملاً كان لأبي جهل في رأسه بُرَةُ فضَةٍ، قال ابن منهال: بُرَةٌ منْ ذهبٍ، زاد النفيلي: يغيظ
بذلك المشركين.
14- باب في هدي البقر
1750ـ حدثنا ابن السَّرح، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نَحَرَ عن آل محمد صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع بقرةً واحدة.
1751ـ حدثنا عمرو بن عثمان ومحمد بن مهران الرازي قالا: ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذبح عمن اعتمر من نسائه بقرةً بينهنَّ.
15- باب في الإِشعار
1752ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وحفص بن عمر، المعنى قالا: ثنا شعبة، عن قتادة، قال أبو الوليد: قال سمعت أبا حسان عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلَّى الظهر بذي الحليفة، ثم دعا ببدَنةٍ فأشعرَها من صفحة سنامها الأيمن، ثم سَلَت عنها الدم وقلدها بنعلين، ثم أُتِيَ براحلته فلما قعد عليها واستوت به على البيداء أهلَّ بالحج.
1753ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة بهذا الحديث بمعنى أبي الوليد، قال: ثم سلت الدم بيده.
قال أبو داود: رواه همام. قال: سلت الدم عنها باصبعه.
[قال أبو داود: هذا من سُنن أهل البصرة الذي تفرَّدوا به].
1754ـ حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن المِسْوَرِ بن مخرمَةَ ومروان أنهما قالا:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الحديبية، فلما كان بذي الحليفة قلّد الهديَ وأشعره وأحرم.
1755ـ حدثنا هنّاد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي اللّه عنها
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أهدى غنماً مُقلدةً.
16- باب تبديل الهدي
1756ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم [قال أبو داود: أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، خال محمد يعني ابن سلمة، روى عنه حجّاج بن محمد]، عن جهم بن الجارود، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال:
أهدى عمر بن الخطاب بُخْتيَّاً فأعطيَ بها ثلثمائة دينار، فاتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه، إني أهديت بُخْتيَّاً، فأعطيت بها ثلثمائة دينار، أفأبيعها وأشتري بثمنها بُدْناً؟ قال: "لا، انحرها إياها".
[قال أبو داود: هذا لأنه كان أشعَرَها].
17- باب من بعث بهدية وأقام
1757ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، ثنا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة قالت:
فتلت قلائد بُدْنِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيديَّ، ثم أشعرَها وقلّدها، ثم بعث بها إلى البيت وأقام بالمدينة، فما حرُمَ عليه شىء كان له حِلاًّ.
1758ـ حدثنا يزيد بن خالد الرملي الهمداني وقتيبة بن سعيد أن الليث بن سعد حدثهم، عن ابن شهاب، عن عروة وعَمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُهْدِي من المدينة فأفْتِلُ قلائد هديه ثم لايجتنب شيئاً مما يجتنب المُحْرِمُ.
1759ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا ابن عون، عن القاسم بن محمد، وعن إبراهيم زعم أنه سمعه منهما جميعاً، ولم يحفظ حديث هذا من حديث هذا، ولا حديث هذا من حديث هذا، قالا:
قالت أمُّ المؤمنين بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالهدي فأنا فتلت قلائدها بيديَّ من عِهْنٍ كان عندنا، ثم أصبح فينا حلالاً يأتي ما يأتي الرجل من أهله.
18- باب في ركوب البُدْن
1760ـ حدثنا القعنبي، [فيما قرأ على] مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بَدنة فقال: "اركبها" قال: إنها بدنة، فقال: "اركبها ويلك" في الثانية، أو في الثالثة.
1761ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جُرَيج، قال: أخبرني أبو الزبير، قال:
سألت جابر بن عبد اللّه عن ركوب الهدي فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "اركبها بالمعروف؛ إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهراً".
19- باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ
1762ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن ناجية الأسلمي
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث معه بهدْيٍ فقال: "إن عطب منها شىءٌ فانحره، ثمَّ خَلِّ بينه وبين الناس".
1763ـ حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد، ح وثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، وهذا حديث مسدد، عن أبي التَّيَّاح، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس قال:
بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلاناً الأسلميَّ، وبعث معه بثمان عشرة بدنة فقال: أرأيت إن أزحف عليَّ منها شىء؟ قال: "تنحرها ثم تصبغ نعلها في دمها، ثم اضربها على صفحتها، ولا تأكل منها أنت ولا أحدٌ من أصحابك" أو قال: "من أهل رفقتك".
[قال أبو داود: الذي تفرد به من هذا الحديث قوله: "ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك] وقال في حديث عبد الوارث: "ثم اجعله على صفحتها" مكان "اضربها".
قال أبو داود: [سمعت أبا سلمة يقول: إذا أقمت الإِسناد والمعنى كفاك].
1764ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا محمد ويَعْلى ابنا عُبيد قالا: ثنا محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي [رضي اللّه عنه] قال:
لما نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بُدْنَهُ، فنحر ثلاثين بيده، وأمرني فنحرت سائرها. 1765ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، ح وثنا مسدد ثنا عيسى، وهذا لفظ إبراهيم، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن عبد اللّه بن عامر بن لَحُيِّ، عن عبد اللّه بن قُرْطٍ
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن أعظم الأيام عند اللّه [تبارك وتعالى] يوم النَّحرِ ثم يوم القرِّ" [قال عيسى: قال ثور: ] وهو اليوم الثاني، وقال: وقُرِّبَ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بدناتٌ حمسٌ أو ستٌّ، فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ، فلما وجبت جنوبها قال: فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها، فقلت: ما قال؟ قال: "من شاء اقتطع".
1766ـ حدثنا محمد بن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن حَرْملى بن عمران، عن عبد اللّه بن الحارث الأزدي قال: سمعت غَرَفَة بن الحارث الكندي قال:
شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع وأُتِيَ بالبُدْنِ فقال: "ادعوا لي أبا حسن" فدعي له عليٌّ رضي اللّه عنه فقال له: "خذ بأسفل الحربة" وأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأعلاها، ثم طعنا بها في البدن فلما فرغ ركب بغلته، وأردف عليّاً رضي اللّه عنه.
20- باب كيف تُنحرُ البدن
1767ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن جريج عن أبي الزبير، عن جابر، وأخبرني عبد الرحمن بن سابطٍ
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى قائمةً على ما بقي من قوائمها.
1768ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا يونس، أخبرني زياد بن جُبير قال:
كنت مع ابن عمر بمنىً، فمر برجل وهو ينحر بَدَنَتَهُ وهي باركة، فقال: ابعثها قياماً مُقيَّدة سنة محمد صلى اللّه عليه وسلم.
1769ـ حدثنا عمرو بن عَوْن، أخبرنا سفيان يعني ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليّ [رضي اللّه عنه] قال:
أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أقوم على بُدْنِهِ وأقسم جلودها وجلالها، وأمرني أن لا أعطيَ الجزار منها شيئاً، وقال: "نحن نعطيه من عندنا".
21- باب [في] وقت الإِحرام
1770ـ حدثنا محمد بن منصور، ثنا يعقوب يعني ابن إبراهيم ثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني خُصَيْف بن عبد الرحمن الجزري، عن سعيد بن جبير قال: قلت لعبد اللّه بن عباس:
يا أبا العباس، عجبتُ لاختلاف أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في إهلال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين أوجب فقال: إني لأعلم الناس بذلك، إنها إنما كانت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجةٌ واحدة، فمن هناك اختلفوا. خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حاجّاً، فلما صلى في مسجده بذي الحليفة ركعتيه أوجب في مجلسه، فأهلَّ بالحج حين فرغ من ركعتيه، فسمع ذلك منه أقوام فحفظته عنه، ثم ركب فلما استقلَّتْ به ناقته أهلَّ، وأدرك ذلك منه أقوام، وذلك أن الناس إنما كانوا يأتون أرسالاً فسمعوه حين استقلَّتْ به ناقته يُهِلُّ، فقالوا: إنما أهلَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين استقلت به ناقته، ثم مضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما علا على شرفِ البيداء أهلَّ، وأدرك ذلك منه أقوام فقالوا: إنما أهلَّ حين علا على شرف البيداء، وأيم اللّه لقد أوجب في مُصَلاّه، وأهلَّ حين استقلَّتْ به ناقته، وأهلَّ حين علا على شرف البيداء، قال سعيد: فمن أخذ بقول ابن عباس أهلَّ في مصلاّه إذا فرغ من ركعتيه.
1771ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه أنه قال:
بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيها، ما أهلَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا من عند المسجد، يعنني مسجد ذي الحليفة.
1772ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبيد بن جُريج أنه قال لعبد اللّه بن عمر:
يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها، قال: ما هنَّ يا ابن جريج؟ قال: رأيتك لا تَمسُّ من الأركان إلا اليمانيَّين، ورأيتك تلبس النعال السِّبْتِيَّة، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهلَّ الناسُ إذا رأوا الهلال ولم تُهِلَّ أنت حتى [إذا] كان يوم التروية؛ فقال عبد اللّه بن عمر: أما الأركان فإِني لم أر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمسُّ إلا اليمانيين، وأما النعال السِّبتية فإِني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة فإِني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ بها، وأما الإِهلال فإِني لم أر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُهِلُّ حتى تنبعث به راحلته.
1773ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن بكر، ثنا ابن جُريج، عن محمد بن المنكدر، عن أنس قال:
صلَّى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعاً، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بذي الحليفة حتى أصبح، فلما ركب راحلته واستوت به أهلَّ.
1774ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا روحٌ، ثنا أشعث، عن الحسن، عن أنس بن مالك
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلّى الظهر ثم ركب راحلته، فلما علا على جبل البيداء أهلَّ.
1775ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا وَهْب يعني ابن جرير ثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث، عن أبي الزناد، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقَّاص، قالت:
قال سعد بن أبي وقّاص كان نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أخذ طريق الفُرْع أهلّ إذا استقلت به راحلته، وإذا أخذ طريق أُحُدٍ أهلَّ إذا أشرف على جبل البيداء.
22- باب الإِشتراط في الحج
1776ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خبَّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن ضُبَاعَةَ بنت الزبير بن عبد المطلب أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يارسول اللّه، إني أريد الحج أأشترط؟ قال: "نَعَمْ" قالت: فكيف أقول؟ قال: "قُولِي لبيك اللهم لبيك" ومحلي من الأرض حيث حبستني.
23- باب [في] إفراد الحج
1777ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، ثنا مالك، عن عبد الرحمن بن قاسم، عن أبيه، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أفرد الحج.
1778ـ حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بن زيد، ح وثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد يعني ابن سلمة ح وثنا موسى، ثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم موافين هلال ذي الحجة، فلما كان بذي الحليفة قال: "من شاء أن يهلَّ بحجٍ فليهلَّ، ومن شاء أن يهلَّ بعمرةٍ فليهلّ بعمرةٍ" قال موسى في حديث وهيب "فإِنِّي لولا أنِّي أهديت لأهللت بعمرةٍ" وقال في حديث حماد بن سلمة "وأما أنا فأهلُّ بالحجِّ فإِنَّ معي الهدي" ثم اتفقوا: فكنت فيمن أهلَّ بعمرة، فلما كان في بعض الطريق حضت، فدخل عليَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: "مايبكيك؟" قلت: وددت أنِّي لم أكن خرجت العام، قال: "ارفضي عمرتك، وانقُضِي رأسك، وامتشطي" قال موسى: "وأهلِّي بالحجِّ" وقال سليمان: "واصنعي ما يصنع المسلمون في حجِّهم" فلما كان ليلة الصدر أمر يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عبد الرحمن، فذهب بها إلى التنعيم؛ زاد موسى: فأهلَّت بعمرة مكان عمرتها وطافت بالبيت، فقضى اللّه عمرتها وحجها.
قال هشام: ولم يكن في شىء من ذلك هَدْيٌ.
[قال أبو داود]: زاد موسى في حديث حماد بن سلمة: "فلما كانت ليلة البطحاء طهرت عائشة [رضي اللّه عنها]"!
1779ـ حدثنا القعنبي عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم قالت:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام حَجّة الوداع، فمنّا من أهلَّ بعمرة، ومنا من أهلَّ بحج وعمرة، ومنا من أهلَّ بالحج، وأهلَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالحج، فأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة فلم يُحلُّوا حتى كان يوم النحر.
1780ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن أبي الأسود مثله، زاد: فأما من أهلَّ بعمرة فأَحَلَّ.
1781ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أنها قالت:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع، فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من كان معه هديٌ فليهلَّ بالحجِّ مع العمرة ثم لا يحلُّ حتى يحلَّ منهما جميعاً" فقدمت مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوت ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "انقضي رأسك، وامتشطي وأهلِّي بالحجِّ، ودعي العمرة" قالت: ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم، فاعتمرت فقال: "هذه مكان عمرتك" قالت: فطاف الذين أهلُّوا بالعمرة بالبيت، وبين الصفا والمروة ثم حلُّوا، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منًى لحجهم، وأما الذين كانوا جمعوا الحج والعمرة فإِنما طافوا طوافاً واحداً.
قال أبو داود: رواه إبراهيم بن سعد ومعمر عن ابن شهاب نحوه، ولم يذكروا طواف الذين أهلُّوا عمرة وطواف الذين جمعوا الحجَّ والعمرة.
1782ـ حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:
لبَّيْنا بالحج حتى إذا كنا بِسَرِفَ حِضتُ، فدخل عليَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا أبكي فقال: "ما يبكيك ياعائشة؟" فقلت: حضت ليتني لم أكن حججت، فقال: "سبحان اللّه!! إنما ذلك شىء كتبه اللّه على بنات آدم" فقال: "انسكي المناسك كلها غير أن لا تطوفي بالبيت" فلما دخلنا مكة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من شاء أن يجعلها عمرةً فليجعلها عمرةً، إلا من كان معه الهدي" قالت: وذبح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن نسائه البقر يوم النحر، فلما كانت ليلة البطحاء وطهرت عائشة قالت: يارسول اللّه، أترجع صواحبيَّ بحج وعمرة وأرجع أنا بالحج؟ فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر فذهب بها إلى التنعيم، فلبَّتْ بالعمرة.
1783ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا نرى إلا أنه الحج، فلما قدمنا تطوَّفْنا بالبيت، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي.
1784ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عثمان بن عمر، أخبرنا يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي" قال محمد: أحسبه قال: "ولحللت مع الذين أحلُّوا من العمرة" قال: أراد أن يكون أمر الناس واحداً.
1785ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
أقبلنا مُهلِّينَ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالحج مفرداً، وأقبلت عائشة مهلة بعمرة، حتى إذا كانت بسرف عركت ، حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة، وبالصفا والمروة، فأمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يُحِلَّ منا مَنْ لم يكن معه هدي، قال: فقلنا: حِلُّ ماذا؟ فقال: "الحِلُّ كله" فواقعنا النساء، وتطيبنا بالطيب، ولبسنا ثيابنا، وليس بينا وبين عرفة إلا أربع ليال، ثم أهللنا يوم التروية، ثم دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على عائشة فوجدها تبكي فقال: "ما شأنك؟" قالت: شأني أنِّي قد حضت، وقد حلَّ الناس ولم أحْلِلْ، ولم أطُف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن، فقال: "إنَّ هذا أمرٌ كتبه اللّه على بنات آدم، فاغتسلي ثمَّ أهلِّي بالحجِّ" ففعلت، ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة، ثم قال: "قد حللت من حجِّك وعمرتك جميعاً" قالت: يارسول اللّه، إني أجدُ في نفسي أنِّي لم أطف بالبيت حين حججت قال: "فاذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم" وذلك ليلة الحصبة.
1786ـ حدثنا أحمد بن حنبل [ومسدد قالا]: ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً قال:
دخل النبي صلى اللّه عليه وسلم على عائشة ببعض هذه القصة، قال عند قوله: "وأهلِّي بالحج"، "ثمَّ حُجِّي واصنعي ما يصنع الحاجُ غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تصلي".
1787ـ حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، قال: حدثني الأوزاعي، قال: حدثني من سمع عطاء بن أبي رباح، حدثني جابر بن عبد اللّه قال:
أهللنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالحج خالصاً لايخالطه شىء، فقدمنا مكة لأربع ليال خَلَوْن من ذي الحجة، فطفنا وسعينا، ثم أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نُحِلَّ وقال: "لولا هديي لحللت" ثم قام سراقة بن مالك فقال: يارسول اللّه أرأيت متعتنا هذه ألعامننا هذا أم للأبد؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "بل هي للأبد" قال الأوزاعي: سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث بهذا فلم أحفظه، حتى لقيت ابن جُريج فأثبته لي.
1788ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قيس بن سعد، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر قال:
قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه لأربع ليال خَلَوْن من ذي الحجة، فلما طافوا بالبيت وبالصفا والمروة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اجعلوها عمرةً إلاَّ من كان معه الهديُ" فلما كان يوم التروية أهلُّوا بالحج، فلما كان يومُ النحر قدموا فطافوا بالبيت، ولم يطوفوا بين الصفا والمروة.
1789ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الوهاب الثقفي، ثنا حبيب يعني المعلم عن عطاء، حدثني جابر بن عبد اللّه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أهلَّ هو وأصحابه بالحج، وليس مع أحد منهم يومئذٍ هدْيٌ إلا النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وطلحة، وكان عليّ رضي اللّه عنه قدم من اليمن ومعه الهَدْيُ فقال: أهللت بما أهلَّ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر أصحابه أن يجعلوها عمرة: يطوفوا، ثم يقصِّروا، ويحلوا إلا من كان معه الهدي، فقالوا: اننطلق إلى منىً وذكورنا تقطر؟ فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "لو أنِّي استقبلت من أمرِي ما استدبرت ما أهديت، ولولا أنَّ معي الهديض لأحللت".
1790ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة أن محمد بن جعفر حدثهم، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "هذه عمرةٌ استمتعنا بها، فمن لم يكن عنده هديٌ فليحلَّ الحلَّ كله، وقد دخلت العمرة في الحجِّ إلى يوم القيامة".
قال أبو داود: هذا منكر [الحديث]، إنما هو قول ابن عباس.
1791ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، حدثني أبي، ثنا النَّهَّاس، عن عطاء، عن ابن عباس،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا أهلَّ الرجل بالحجِّ ثمَّ قدم مكة فطاف بالبيت وبالصفا والمروة فقد حلَّ، وهي عمرةٌ".
قال أبو داود: رواه ابن جُريج عن رجل عن عطاء "دخل أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم مُهِلِّين بالحج خالصاً، فجعلها النبي صلى اللّه عليه وسلم عمرة".
1792ـ حدثنا الحسن بن شَوْكر، وأحمد بن منيع قالا: ثنا هشيم، عن يزيد بن أبي زياد قال ابن منيع: أخبرنا يزيد بن أبي زياد، المعنى] عن مجاهد، عن ابن عباس قال:
أهلَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم بالحج، فلما قدم طاف بالبيت وبين الصفا والمروة. وقال ابن شوكر: ولم يُقصِّر، [ثم] اتفقا: ولم يحل من أجل الهدي، وأمر من لم يكن ساق الهدي أن يطوف، وأن يسعى ويقصر ثم يحل، زاد ابن منيع في حديثه، أو يحلق ثم يحل.
1793ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، قال: أخبرني حَيْوة، أخبرني أبو عيسى الخراساني ، عن عبد اللّه بن القاسم، عن سعيد بن المسيب
أن رجلاً من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم أتى عُمَر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فشهد عنده أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيمرضه الذي قبض فيه ينهى عن العمرة قبل الحج.
1794ـ حدثنا موسى أبو سلمة، ثنا حماد، عن قتادة، عن أبي شيخ الهُنائي خَيْوان بن خلْدة [ممن قرأ على أبي موسى الأشعري من أهل البصرة]
أن معاوية بن أبي سفيان قال لأصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم: "هل تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن كذا وكذا، وعن ركوب جلود النُّمور؟ قالوا: نعم، قال: فتعلمون أنه نهى أن يُقْرَن بين الحج والعمرة؟ فقالوا: أما هذا فلا، فقال: أما إنها معهنَّ، ولكنكم نسيتم.
24- باب في الإِقران
1795ـ حدثنا أحمد بن حنبل قال: ثنا هُشَيم، أخبرنا يحيى بن أبي إسحاق، وعبد العزيز بن صهيب، وحميد الطويل، عن أنس بن مالك أنهم سمعوه يقول:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُلبِّي بالحج والعمرة جميعاً يقول: "لبيك عمرةً وحجّا، لبيك عمرةً وحجّا".
1796ـ حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن أبي قِلاَبَةَ، عن أنس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم بات بها، يعني بذي الحليفة حتى أصبح ثم ركب، حتى إذا استوت به على البيداء حمد اللّه وسبَّح وكبّر، ثم أهلَّ بحج وعمرة، وأهلَّ الناس بهما، فلما قدمنا أمر الناس فحلوا، حتى إذا كان يوم التروية أهلوا بالحج، ونحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سبع بدناتٍ بيده قياماً.
[قال أبو داود: الذي تفرد به يعني أنساً من هذا الحديث أنه بدأ بالحمد والتسبيح والتكبير، ثم أهلَّ بالحج].
1797ـ حدثنا يحيى بن معين [قال]: ثنا حجاج، ثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:
كنت مع عليّ حين أمَّره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على اليمن قال: فأصبت معه أواقي، قال: فلما قدم عليٌّ من اليمن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: وجدت فاطمة رضي اللّه عنها قد لبست ثياباً صبيغاً، وقد نضحت البيت بنضوحٍ فقالت: ما لك؟ فإِن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد أمر أصحابه فأحلوا؟ قال: قلت لها: إني أهللت بإِهلال النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: فأتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال لي [رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم]: كيف صنعت؟ فقال: قلت: أهللت بإِهلال النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: "فإِني قد سقت الهدي وقرنت" قال: فقال لي: "انحر من البُدْن سبعاً وستين، أو ستّا وستين، وأمسك لنفسك ثلاثاً وثلاثين أو أربعاً وثلاثين، وأمسك من كل بدنة منها بضعة".
1798ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي وائل قال:
قال الصُّبَيُّ بن معبد: أهللت بهما معاً، فقال عمر: هُدِيتَ لسنة نبيك صلى اللّه عليه وسلم.
1799ـ حدثنا محمد بن قدامة بن أعين وعثمان بن أبي شيبة، المعنى قالا: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي وائل قال:
قال الصبيُّ بن معبد: كنت رجلاً أعرابيّا نصرانيّا فأسلمت، فأتيت رجلاً من عشيرتي يقال له هُذَيْم بن ثُرْمُلة، فقلت له: ياهناه، إني حريص على الجهاد وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبين عليّ، فكيف لي بأن أجمعهما؟ قال: اجمعهما واذبح ما استيسر من الهدي، فأهللت بهما معاً، فلما أتيت العُذَيْبَ لقيني سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان وأنا أهلُّ بهما [جميعاً] فقال أحدهما للآخر: ما هذا بأفقه من بعيره، قال: فكأنما أُلقي عليّ جبل حتى أتيت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فقلت له: يا أمير المؤمنين، إني كنت رجلاً أعرابيّا نصرانيّا، وإني أسلمت وأنا حريص على الجهاد، وإني وجدت الحجَّ والعمرة مكتوبين عليَّ فأتيت رجلاً من قومي فقال لي: اجمعهما واذبح ما استيسر من الهدي، وإني أهللت بهما معاً، فقال لي عمر [رضي اللّه عنه]: هديت لسنة نبيك صلى اللّه عليه وسلم.
1800ـ حدثنا النفيلي، حدثنا مسكين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يقول: حدثني عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "أتاني الليلة آتٍ من عند ربِّي [عزَّ وجلَّ]" قال: وهو بالعقيق "فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقال: عُمرَةٌ في حجةٍ".
قال أبو داود: رواه الوليد بن مسلم وعمر بنن عبد الواحد في هذا الحديث عن الأوزاعي: وقل عمرةٌ في حجة.
قال أبو داود: وكذا رواه علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، قال: "وقل عمرةٌ في حجة".
1801ـ حدثنا هناد بن السري، ثنا ابن أبي زائدة، أخبرنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، قال: حدثني الربيع بن سَبْرة، عن أبيه قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، حتى إذا كان بعُسْفان قال له سراقة بن مالك المُدْلجي: يارسول اللّه، اقض لنا قضاء قومٍ كأنما وُلدوا اليوم، فقال: "إنَّ اللّه عزّوجل قد أدخل عليكم في حجِّكُمْ هذا عمرةً، فإِذا قدمتم فمن تطوف بالبيت وبين الصفا والمروة فقد حلَّ؛ إلاَّ من كان معه هديٌ".
1802ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدَضةَ، ثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج، [وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا يحيى، المعنى عن ابن جريج]، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس
أن معاوية بن أبي سفيان أخبره قال: قصَّرْتُ عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمشقص على المروة، أو رأيته يُقصرُ عنه على المروة بمشقص.
[قال ابن خلاد: إن معاوية لم يذكر أخبره].
1803ـ حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن يحيى ومخلد بن خالد، المعنى قالوا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس
أن معاوية قال له: أما علمت أني قصَّرت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بِمِشْقص أعرابي على المروة، [زاد الحسن في حديثه] بحجته.
1804ـ حدثنا [عبد اللّه] بن معاذ، أخبرنا أبي، ثنا شعبة، عن مسلم القُرِّيِّ سمع ابن عباس يقول:
أهلّ النبي صلى اللّه عليه وسلم بعمرة، وأهلّ أصحابه بحج.
1805ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر قال:
تمتَّع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج، فأهدى وساق معه الهدي من ذي الحليفة، وبدأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأهلَّ بالعمرة، ثم أهلَّ بالحج، وتمتع الناس مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالعمرة إلى الحج، فكان من الناس من أهدى وساق الهدي، ومنهم من لم يُهْدِ؛ فلما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكة قال للناس: "من كان منكم أهدى، فإِنه لا يحلُّ له من شىء حرم منه حتى يقضي حجه، ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليقصر وليحلل ثمَّ ليهلَّ بالحجِّ وليهد، فمن لم يجد هدياً فليصم ثلاثة أيامٍ في الحج وسبعةً إذا رجع إلى أهله" وطاف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين قدم مكة: فاستلم الركن أول شىء، ثم خبَّ ثلاثة أطوافٍ من السبع ومشى أربعة أطواف، ثم ركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين ثم سلم، فانصرف فأتى الصفا، فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف، ثم لم يحلل من شىء حَرُمَ منه حتى قضى حجَّه ونحر هديه يوم النحر، وأفاض فطاف بالبيت، ثم حل من كل شىء حرم منه، وفعل الناس فعل ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، من أهدى وساق الهدي من الناس.
1806ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر، عن حفصة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أنها قالت:
يارسول اللّه، ما شأن الناس قد حلُّوا ولم تحلِلْ أنت من عمرتك؟ فقال: "إنِّي لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحلُّ حتى أنحر [الهدي]".
25- [باب الرجل يُهلُّ بالحج ثم يجعلها عمرة]
1807ـ حدثنا هنّاد يعني ابن السَّرِي عن ابن أبي زائدة، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن سليم بن الأسود
أن أبا ذرّ كان يقول فيمن حج ثم فسخها بعمرة: لم يكن ذلك إلا للرّكب الذين كانوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1808ـ حدثنا النفيلي، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد قال: أخبرني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن الحارث بن بلال بن الحارث، عن أبيه قال:
قلت: يارسول اللّه، فَسْخُ الحج لنا خاصةً أو لمن بعدنا؟ قال: "بل لكم خاصةً".
26- باب الرجل يحج عن غيره
1809ـ حدثنا القعنبي، عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن عباس قال:
كان الفضل بن عباس رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشقِّ الآخر، فقالت: يارسول اللّه، إن فريضة اللّه [عزوجل] على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: "نعم" وذلك في حجة الوداع.
1810ـ حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم بمعناه قالا: ثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبي رَزين، قال حفص في حديثه: رجل من بني عامر أنه قال:
يارسول اللّه، إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعنَ، قال: "احجج عن أبيك واعتمر".
1811ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهناد بن السري، المعنى واحد، قال إسحاق: ثنا عبدة بن سليمان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة، قال: "من شبرمة؟" قال: أخٌ لي، أو قريب لي، قال: "حججت عن نفسك؟" قال: لا، قال: "حجَّ عن نفسك ثم حج عن شبرمة".
27- باب كيف التلبية؟
1812ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر
أن تلبية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك" قال: وكان عبد اللّه بن عمر يزيد في تلبيته "لبيك لبيك، لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل".
1813ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا جعفر، ثنا أبي، عن جابر بن عبد اللّه قال:
أهلَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر، قال: والناس يزيدون "ذا المعارج" ونحوه من الكلام، والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يسمع فلا يقول لهم شيئاً.
1814ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب الأنصاري عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أتاني جبريل صلى اللّه عليه وسلم فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالإِهلال" أو قال: "بالتلبية" يريد أحدهما.
28- باب متى يقطع التلبية؟
1815ـ حدثنا أحمد بن حننبل، ثنا وكيع، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لبَّى حتى رمى جمرَةَ العقبة.
1816ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد اللّه بن نمير، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، قال:
غَدَوْنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من منى إلى عرفات منَّا الملبِّي ومنا المُكَبِّرُ.
29- باب متى يقطع المعتمر التلبية؟
1817ـ حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "يلبِّي المعتمر حتى يستلم الحجر".
قال أبو داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً.
30- باب المحرم يؤدِّي [غلامه]
1818ـ حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا، ح وحدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: أخبرنا عبد اللّه بن إدريس، أخبرنا ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجَّاجاً، حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونزلنا، فجلست عائشة [رضي اللّه عنها] إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجلست إلى جنب أبي بكر، وكانت زمالة أبي بكر [رضي اللّه عنه] وزمالة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واحدةً مع غلام لأبي بكر، فجلس أبو بكر ينتظر أن يطلع عليه، فطلع [عليه] وليس معه بعيره قال: أين بعيرك؟ قال: أضللته البارحة، قال: فقال أبو بكر: بعير واحد تُضِلُّه؟ قال: فطفق يضربه، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتبسم ويقول: "انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع؟" قال ابن أبي رزمة: فما يزيد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على أن يقول: "انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع" ويتبسم.
31- باب الرجل يحرم في ثيابه
1819ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام قال: سمعت عطاء قال: أخبرنا صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه،
أن رجلاً أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو بالجِعْرَانةِ وعليه أثر خَلُوق ، أو قال صفرةٍ وعليه جُبَّة، فقال: يارسول اللّه، كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي؟ فأنزل اللّه تبارك وتعالى على النبي صلى اللّه عليه وسلم الوحي فلما سُرِّيَ عنه قال: "أين السائل عن العمرة؟" قال: "اغسل عنك أثر الخلوق" أو قال: "أثر الصفرة" "واخلع الجبة عنك، واصنع في عمرتك ما صنعت في حجتك".
1820ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن عطاء، عن يعلى بن أمية، وهشيم، عن الحجاج، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه بهذه القصة، قال فيه: فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: "اخلع جبتك" فخلعها من رأسه، وساق الحديث.
1821ـ حدثنا يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن موهب الهمداني الرملي، قال: حدثنا الليث، عن عطاء بن أبي رباح، عن [ابن] يعلى بن مثنْية، عن أبيه بهذا الخبر، قال فيه:
فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن ينزعها نزعاً، ويغتسل مرتين أو ثلاثاً، وساق الحديث.
1822ـ حدثنا عقبة بن مكرم، قال: ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي قال: سمعت قيس بن سعد يحدث، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه
أن رجلاً أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم بالجِعْرَانة، وقد أحرم بعمرة وعليه جبة، وهو مصفِّر لحيته ورأسه، وساق هذا الحديث.
32- باب ما يَلْبَسُ المحرم
1823ـ حدثنا مسدد وأحمد بن حنبل قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال:
سأل رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما يترك المحرم من الثياب؟ فقال: "لايلبس القميص، ولا البرنس، ولا السراويل، ولا العمامة، ولا ثوباً مسه ورسٌ ولا زعفرانٌ، ولا الخفين، إلاَّ لمن لا يجد النعلين، فمن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين".
1824ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه.
1825ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه، وزاد "ولاتنتقب المرأة الحرام، ولا تلبس القفازين".
قال أبو داود: وقد روى هذا الحديث حاتم بن إسماعيل ويحيى بن أيوب، عن موسى بن عقبة عن نافع [عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم]، على ما قال الليث، ورواه موسى بن طارق عن موسى بن عقبة موقوفاً على ابن عمر، وكذلك رواه عبيد اللّه بن عمر ومالك وأيوب موقوفاً، وإبراهيم بن سعيد المديني عن نافع عن ابن عمر
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: "المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين".
قال أبو داود: إبراهيم بن سعيد المديني شيخ من أهل المدينة ليس له كبير حديثٍ.
1826ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا إبراهيم بن سعيد المديني، عن نافع، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين".
1827ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: فإِن نافعاً مولى عبد اللّه بن عمر حدثني، عن عبد اللّه بن عمر
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى النساء في إحرامهن عن القفازين والنِّقاب وما مسَّ الوَرْسُ والزعفران من الثياب، ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب [معصفراً أو خزّاً أو حليّاً أو سراويل أو قميصاً أو خفّاً].
قال أبو داود: وروى هذا الحديث عن ابن إسحاق، عن نافع عبدة، ومحمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق إلى قوله: "وما مسَّ الورس والزعفران من الثياب" ولم يذكرا ما بعده.
1828ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر
أنه وجد القُرَّ فقال: ألق عليَّ ثوباً يا نافع، فألقيت عليه بُرْنُساً، فقال: تُلْقى عليَّ هذا وقد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يلبسه المحرم؟!
1829ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "السراويل لمن لا يجد الإِزار، والخفُّ لمن لا يجد النعلين".
[قال أبو داود: هذا حديث أهل مكة، ومرجعه إلى البصرة إلى جابر بن زيد، والذي تفرَّد به منه ذكر السراويل، ولم يذكر القطع في الخف].
1830ـ حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني، ثنا أبو أسامة قال: أخبرني عمر بن سُوَيد الثقفي قال: حدثتني عائشة بنت طلحة أن عائشة أمَّ المؤمنين [رضي اللّه عنها] حدثتها قالت:
كنا نخرج مع النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى مكة فنضمِّدُ جباهنا بالسُّكِّ المطيب عند الإِحرام، فإِذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي صلى اللّه عليه وسلم فلا ينهاها.
1831ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن أبي عديّ، عن محمد بن إسحاق قال: ذكرت لابن شهاب فقال: حدثني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه يعني ابن عمر كان يصنع ذلك يعني يقطع الخفين للمرأة المحرمة ثم حدثته صفية بنت أبي عبيد أن عائشة رضي اللّه عنها حدثتها
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد كان رخَّصَ للنساء في الخفين، فترك ذلك.
33- باب المحرم يحمل السلاح
1832ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول:
لمَّا صالح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أهل الحديبية صالحهم على أن لا يدخلوها إلا بجلبان السلاح، فسألته: ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه.
34- باب في المحرمة تغطِّي وجهها
1833ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
كان الرُّكبانُ يمرُّون بنا ونحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم محرماتٌ، فإِذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإِذا جاوزنا كشفناه.
35- باب في المحرم يظللُ
1834ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن حصين، عن أم الحصين حدثته قالت:
حجَجْنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم حجة الوداع، فرأيت أسامة وبلالاً، وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلى اللّه عليه وسلم، والآخر رافعٌ ثوبه ليستره من الحر، حتى رمى جمرة العقبة.
36- باب المحرم يحتجم
1835ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار عن عطاء وطاوس، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم احتجم وهو محرمٌ.
1836ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه مِنْ داءٍ كان به.
1837ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أنس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وَجَعٍ كان به.
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: ابن أبي عَرُوبةَ أرسله، يعني عن قتادة.
37- باب يكتحل المحرم
1838ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نُبيه بن وهب قال:
اشتكى عمر بن عبيد اللّه بن معمر عَينيه فأرسل إلى أبان بن عثمان، قال سفيان: وهو أمير [الموسم] ما يصنع بهما؟ قال: اضمدهما بالصبر؛ فإِني سمعت عثمان [رضي اللّه عنه] يحدث ذلك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1839ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن نافع، عن نُبيه بن وهب بهذا الحديث.
38- باب المحرم يغتسل
1840ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين، عن أبيه،
أن عبد اللّه بن عباس والمِسْوَر بن مَخْرَمة اختلفا بالأبواء: فقال ابن عباس: يغسل المحرم رأسه، وقال المسور: لا يغسل المحرم رأسه، فأرسله عبد اللّه بن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري، فوجده يغتسل بين القَرْنين وهو يُسْتَرُ بثوب، قال: فسلّمتُ عليه فقال: من هذا؟ قلت: أنا عبد اللّه بن حُنَين، أرسلني إليك عبد اللّه بن عباس أسألك: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم؟ قال: فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه، ثم قال لإِنسان يصُبُّ عليه: اصْبُبْ، قال: فصبَّ على رأسه، ثم حرك أبو أيوب رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، ثم قال: هكذا رأيته يفعل صلى اللّه عليه وسلم.
39- باب المحرم يتزوج
1841ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن نُبَيه بن وهب أخي بني عبد الدار
أن عمر بن عُبيد اللّه أرسل إلى أبان بن عثمان بن عفان يسأله، وأبان يومئذٍ أمير الحاج وهما محرمان: إني أردت أن أُنْكِحَ طلحةَ بن عمر ابنةَ شيبة بن جبير، فأردتُ أن تحضُرَ ذلك، فأنكر ذلك عليه أبانُ وقال: إني سمعت أبي عثمانَ بنَ عفّانَ يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاينكح المحرِمُ ولا يُنكحُ".
1842ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، أن محمد بن جعفر حدثهم، ثنا سعيد عن مطر ويعلى بن حكيم، عن نافع، عن نبيه بن وهب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذكر مثله، زاد "ولا يخطب".
1843ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مِهْرَان، عن يزيد بن الأصمِّ ابن أخي ميمونة، عن ميمونة قالت:
تزوجني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونحن حلالان بسرف.
1844ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم تزوَّج ميمونة وهو مُحْرِم.
1845ـ حدثنا ابن بشار، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن رجل، عن سعيد بن المسيب قال:
وَهِمَ ابنُ عباس في تزويج ميمونة وهو محرم.
40- باب ما يقتل المحرم من الدواب
1846ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه سُئِلَ النبي صلى اللّه عليه وسلم عما يقتل المحرم من الدوابِّ، فقال:
"خمسٌ لا جناحَ في قتلهنَّ علي من قتلهنَّ في الحلِّ والحرم: العقرب، والفأرة، والغراب، والحدأة، والكلب العقور".
1847ـ حدثنا علي بن بحر، ثنا حاتم بن إسماعيل، قال: حدثني محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "خمسٌ قتلهنَّ حلالٌ في الحرم: الحية، والعقرب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور".
1848ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هُشَيم، أنا يزيد بن أبي زياد، ثنا عبد الرحمن بن أبي نُعْمٍ البجلي، عن أبي سعيد الخدري
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل عما يَقتل المحرم؟ قال: "الحية، والعقرب، والفويسقة، ويرمي الغراب ولايقتله، والكلب العقور، والحدأة، والسبع العادي".
41- باب لحم الصيد للمحرم
1849ـ حدثنا محمد بن كثير، أنا سليمان بن كثير، عن حُمَيد الطويل عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث ، عن أبيه، وكان الحارث خليفة عثمان رضي اللّه عنه على الطائف، فصنع لعثمان طعاماً فيه من الحجل واليعاقيب ولحم الوحش قال:
فبعث إلى عليَّ رضي اللّه عنه فجاءه الرسول وهو يخبط لأباعر له، فجاء وهو ينفض الخبط عن يده، فقالوا له: كُلْ، فقال: أطعموه قوماً حلالاً فإِنا حرم، فقال عليّ رضي اللّه عنه: أنشد اللّه من كان ههنا من أشجع، أتعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أهدى إليه رجل حمارَ وحْشٍ وهو محرم فأبى أن يأكله؟ قالوا: نعم.
1850ـ حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قيس، عن عطاء، عن ابن عباس، أنه قال:
يازيدُ بن أرقم، هل علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أُهْدِيَ إليه عضدُ صيدٍ فلم يقبله وقال: "إنا حرم؟" قال: نعم.
1851ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب يعني الإِسكندراني القارىء عن عمرو، عن المطلب، عن جابر بن عبد اللّه قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "صيد البرِّ لكم حلالٌ، ما لم تصيدوه أو يصاد لكم".
قال أبو داود: إذا تنازع الخبران عن النبي صلى اللّه عليه وسلم يُنظر بما أخذ به أصحابه.
1852ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد اللّه التيمي، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، عن أبي قتادة
أنه كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلَّف مع أصحاب له مُحْرِمين وهو غير محرم، فرأى حماراً وحشِيّاً، فاستوى على فرسه قال: فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا، فسألهم رمحه فأبوا، فأخذه ثم شدّ على الحمار فقتله، فأكل منه بعض أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأبى بعضهم، فلما أدركوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سألوه عن ذلك فقال: "إنما هي طعمةٌ أطعمكموها اللّه تعالى".
42- باب [في] الجراد للمحرم
1853ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا حماد، عن ميمون بن جابان، عن أبي رافع، عن أبي هريرة
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الجراد من صيد البحر".
1854ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن حبيب المعلم، عن أبي المهزِّمِ، عن أبي هريرة قال:
أصبنا صِرْماً من جراد فكان رجل [مِنا] يضرب بسوطه وهو محرم، فقيل له: إن هذا لا يصلح، فذكر ذلك للنبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: "إنما هو من صيد البحر".
سمعت أبا داود يقول: أبو المهزِّم ضعيف، والحديثان جميعاً وهم.
1855ـ [حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ميمون بن جابان، عن أبي رافع، عن كعب قال:
الجراد من صيد البحر].
43- باب في الفدية
1856ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد الطحان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرَةَ
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مر به زمن الحديبية فقال: "قد آذاك هوامُّ رأسك؟" قال: نعم، قال: نعم، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "احلق ثم اذبح شاةً نسكاً، أو صم ثلاثة أيامٍ، أو أطعم ثلاثة آصعٍ من تمرٍ على ستة مساكين".
1857ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن داود، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له: "إن شئت فانسك نسيكةً، وإن شئت فصم ثلاثة أيامٍ، وإن شئت فأطعم ثلاثة آصعٍ من تمرٍ لستة مساكين".
1858ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عبد الوهاب، ح وثنا نصر بن علي، ثنا يزيد بن زريع، وهذا لفظ ابن المثنى، عن داود، عن عامر، عن كعب بن عجرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مر به زمن الحديبية، فذكر القصة فقال: "أمعك دمٌ؟" قال: لا، قال: فصم ثلاثة أيامٍ، أو تصدق بثلاثة آصعٍ من تمرٍ على ستة مساكين بين كلِّ مسكينين صاعٌ".
1859ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن نافع
أن رجلاً من الأنصار أخبره، عن كعب بن عجرة وكان قد أصابه في رأسه أذى فحلق فأمره النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يهدي هدياً بقرةً.
1860ـ حدثنا محمد بن منصور، ثنا يعقوب، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبان يعني ابن صالح عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة الأنصاري قال:
أصابني هوامٌّ في رأسي، وأنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الحديبية، حتى تخوّفت على بصري، فأنزل اللّه عزوجل فيَّ {فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه} الآية. فدعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال لي: "احلق رأسك وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين فرقاً من زبيبٍ، أو انسك شاةً" فحلقت رأسي، ثم نسكت.
1861ـ [حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة في هذه القصة، زاد:
"أيَّ ذلك فعلت أجزأ عنك"].
44- باب الإِحصار
1862ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن حجاج الصواف، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة قال: سمعت الحجاج بن عمرو الأنصاري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من كُسِرَ أو عَرِجَ فَقَدْ حلّ، وعليه الحجُّ من قابل" قال: عكرمة: سألت ابن عباس وأبا هريرة عن ذلك فقالا: صدق.
1863ـ حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني وسلمة قالا: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن عبد اللّه بن رافع، عن الحجّاج بن عمرو،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من كسر أو عرج أو مرض" فذكر معناه [قال سلمة بن شبيب: قال: أنا معمر].
1864ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: سمعت أبا حاضر الحميري يحدث أبي ميمون بن مهران قال:
خرجت معتمراً عام حاصر أهل الشام ابن الزبير بمكة، وبعث معي رجال من قومي بهديٍ، فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أن ندخل الحرم، فنحرت الهدي مكاني ثم أحللت، ثم رجعت، فلما كان من العام المقبل خرجت لأقضي عمرتي، فأتيت ابن عباس فسألته فقال: أبدل الهديَض؛ فإِن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمر أصحابه أن يُبْدِلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء.
45- باب دخول مكة
1865ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع،
أن ابن عمر كان إذا قدم مكة بات بذي طِوى حتى يصبح ويغتسل، ثم يدخل مكة نهاراً ويذكر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه فعله.
1866ـ حدثنا عبد اللّه بن جعفر البرمكي، ثنا معْنٌ، عن مالك، ح وحدثنا مسدد وابن حنبل، عن يحيى ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة جميعاً، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يدخل مكة من الثنيَّة العليا قالا عن يحيى: إن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يدخل مكة من كداء من ثنية البطحاء ويخرج من الثنية السفلى زاد البرمكي: يعني ثنيتي مكة [وحديث مسدد أتمّ].
1867ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المُعَرّس.
1868ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا أبو أسامة، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الفتح من كداء من أعلى مكة، ودخل في العمرة من كُدي قال: وكان عروة يدخل منها جميعاً، وأكثر ما كان يدخل من كُدي، وكان أقربهما إلى منزله.
1869ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا دخل مكة دخل من أعلاها، وخرج من أسفلها.
46- باب في رفع اليدين إذا رأى البيت
1870ـ حدثنا يحيى بن مَعين، أن محمد بن جعفر حدثهم، ثنا شعبة، قال: سمعت أبا قزعة يحدث عن المهاجر المكي، قال:
سئل جابر بن عبد اللّه عن الرجل يرى البيت يرفع يديه، فقال: ما كنت أرى أحداً يفعل هذا إلا اليهود، قد حججنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلم يكن يفعله.
1871ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلام بن مسكين، ثنا ثابت البُنَانيّ، عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري، عن أبي هريرة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما دخل مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام، يعني يوم الفتح.
1872ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا بَهْزُ بن أسد وهاشم يعني ابن القاسم قالا: ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي هريرة قال:
أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فدخل مكة، فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه، فجعل يذكر اللّه ما شاء [اللّه] أن يذكره ويدعوه، قال: والأنصار تحته، قال هاشم: فدعا وحمد اللّه ودعا بما شاء أن يدعو.
47- باب في تقبيل الحجر
1873ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة،
عن عمر رضي اللّه عنه أنه جاء إلى الحجر فقبله فقال: إني أعلم أنك حجر لاتنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.
48- باب استلام الأركان
1874ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا ليث، عن ابن شهاب، عن سالم، عن ابن عمر قال:
لم أر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين.
1875ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر
أنه أُخْبِرَ بقول عائشة رضي اللّه عنها: "إن الحجر بعضه من البيت" فقال ابن عمر: واللّه إني لأظن عائشة إن كانت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، إني لأظن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يترك استلامهما إلا أنهما ليسا على قواعد البيت، ولا طاف الناس [من] وراء الحِجر إلا لذلك.
1876ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عبد العزيز بن أبي رَوّاد، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لايَدَعُ أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طَوْفَةٍ، قال: وكان عبد اللّه بن عمر يفعله.
49- باب الطواف الواجب
1877ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه يعني ابن عبد اللّه بن عتبة عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بِمِحْجَن.
1878ـ حدثنا مصرِّف بن عمرو اليامي، ثنا يونس يعني ابن بكير ثنا ابن إسحاق، قال: حدثنني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة قالت:
لما اطمأنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة عام الفتح طاف على بعير يستلم الركن بمِحْجَن في يده، قالت: وأنا أنظر إليه.
1879ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه ومحمد بن رافع، المعنى قالا: ثنا أبو عاصم، عن معروف يعني ابن خَرّبوذ المكي ثنا أبو الطفيل قال:
رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم يطوف بالبيت على راحلته يستلم الركن بِمِحْجنه، ثم يقبله، زاد محمد بن رافع: ثم خرج إلى الصفا والمروة فطاف سبعاً على راحلته.
1880ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:
طاف النبي صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة ليراه الناس وليشرف وليسألوه، فإِن الناس غشوه.
1881ـ حدثنا مسدد، ثنا خالد بنن عبد اللّه، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكي، فطاف على راحلته كلما أتى على الركن استلم الركن بِمِحْجَنٍ، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين.
1882ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أنها قالت:
شكوت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أني أشتكي، فقال: "طوفِي من وراء الناس وأنت راكبةٌ" قالت: فطفت ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حينئذٍ يصلي إلى جنب البيت، وهو يقرأ بـ {الطور وكتاب مسطور}.
50- باب الاضطباع في الطواف
1883ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن ابن جُريج، عن ابن يعلى، عن يعلى قال:
طاف النبي صلى اللّه عليه وسلم مُضْطبِعاً بِبُرْدٍ أخضر.
1884ـ حدثنا أبو سلمة موسى، ثنا حماد، عن عبد اللّه بن عثمان بن خُثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجِعِرَّانة فرملوا بالبيت، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم قد قذفوها على عواتقهم اليسرى.
51- باب في الرَّمَلِ
1885ـ حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا أبو عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل قال: قلت لابن عباس:
يزعم قومك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد رَمَلَ بالبيت، وأن ذلك سنةٌ قال: صدقوا وكذبوا، قلت: وما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا، قد رمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكذبوا ليس بسنة؛ إن قريشاً قالت زمن الحديبية: دعوا محمداً وأصحابه حتى يموتوا موت النَّغَفِ ، فلما صالحوه على أن يجيئوا من العام المقبل، فيقيموا بمكة ثلاثة أيام، فقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والمشركون من قبل قُعَيْقان ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: "ارملوا بالبيت ثلاثاً" وليس بسنة، قلت: يزعم قومك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طاف بين الصفا والمروة على بعيره، وأن ذلك سنة، فقال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا وما كذبوا؟ قال: صدقوا قد طاف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين الصفا والمروة على بعيره وكذبوا: ليس بسنة، كان الناس لايُدفعون عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا يصرفون عنه، فطاف على بعيره ليسمعوا كلامه، وليروا مكانه، ولا تناله أيديهم.
1886ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جُبير أنه حُدِّثَ عن ابن عباس قال:
قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكة وقد وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يثرب، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قومٌ قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شرّا، فأطلع اللّه تعالى نبيَّه صلى اللّه عليه وسلم على ما قالوه، فأمرهم أن يُرْملوا الأشواطَ الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين، فلما رأوهم رَمَلوا قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد وَهَنَتْهُمْ، هؤلاء أجْلَدُ منا، قال ابن عباس: ولم يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا إبقاء عليهم.
1887ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:
سمعت عمر بن الخطاب يقول: فيم الرملانُ [اليوم] والكشف عن المناكب؟ وقد أطأ اللّه الإِسلام ونفى الكفر وأهله، مع ذلك لا تَدَعُ شيئاً كنا نفعله على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1888ـ حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا عبيد اللّه بن أبي زياد، عن القاسم، عن عائشة قالت:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإِقامة ذكر اللّه".
1889ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا يحيى بن سليم، عن ابن خُثيم، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم اضطبع فاستلم وكبّر، ثم رمل ثلاثة أطوافٍ، وكانوا إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا من قريش مَشَوْا، ثم يطلعون عليهم يرملون، تقول قريش: كأنهم الغزلان. قال ابن عباس: فكانت سنَّضةً.
1890ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجِعِرَّانة، فرملوا بالبيت ثلاثاً، ومشوا أربعاً.
1891ـ حدثنا أبو كامل، ثنا سليم بن أخضر، ثنا عبيد اللّه، عن نافع
أن ابن عمر رمل من الحجر إلى الحجر، وذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعل ذلك.
52- باب الدعاء في الطواف
1892ـ حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ابن جُريج، عن يحيى بن عُبيد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن السائب قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول ما بين الركنين: {ربَّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار}.
1893ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة أوَّلَ ما يقدم، فإِنه يسعى ثلاثة أطواف ويمشي أربعاً، ثم يصلي سجدتين.
53- باب الطواف بعد العصر
1894ـ حدثنا ابن السّضرح [والفضل بن يعقوب، وهذا لفظه قالا]: ثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن عبد اللّه بن باباه، عن جبير بن مُطعِم، يبلغ به النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال:
"[يابني عبد مناف] لا تمنعوا أحداً يطوف بهذا البيت ويصلِّي أيَّ ساعةٍ شاء، منن ليل أو نهارٍ" [قال الفضل: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "يابني عبد منافٍ، لاتمنعوا أحداً"].
54- باب طواف القارن
1895ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن ابن جُريج قال: أخبرني أبو الزبير قال:
سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: لم يَطُفِ النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً، طوافه الأول.
1896ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة
أن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الذين كانوا معه لم يطوفوا حتى رموا الجمرة.
1897ـ حدثنا الربيع بن سليمان المؤذِّنُ، أخبرني الشافعي، عن ابن عُيينة، عن ابن أبي جيح، عن عطاء، عن عائشة
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال لها: "طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجتك وعمرتك".
قال الشافعي: كان سفيان ربما قال: عن عطاء، عن عائشة، وربما قال: عن عطاء أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال لعائشة رضي اللّه عنها.
55- باب [في] المُلتزم
1898ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان قال:
لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكة قلت: لألبسنَّ ثيابي، وكانت داري على الطريق، فلأنظرن كيف يصنع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فانطلقت فرأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه، قد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسطهم.
1899ـ حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال:
طفت مع عبد اللّه، فلما جئنا دبر الكعبة قلت: ألا تتعوذ، قال: نعوذ باللّه من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر، وأقام بين الركن والباب، فوضع صدره ووجهه، وذراعيه وكفّيه هكذا، وَبَسَطهما بَسْطاً، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعله.
1900ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة، قال: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا السائب بن عمر المخزوميُّ، قال: حدثني محمد بن عبد اللّه بن السائب، عن أبيه،
أنه كان يقود ابن عباس فيقيمه عند الشُّقَّةِ الثالثة مما يلي الركن الذي يلي الحَجَر مما يلي الباب، فيقول له ابن عباس: أنبئت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي ههنا؟ فيقول: "نعم: فيقوم فيصلي.
56- باب أمر الصفا والمروة
1901ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، [عن هشام بن عروة، ح] وثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، عن مالك، عن هشام [بن عروة] عن أبيه أنه قال:
قلت لعائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم وأنا يومئذٍ حديث السنِّ: أرأيت قول اللّه عزوجل: {إن الصفا والمروة من شعائر اللّه}؟ فما أرى على أحد شيئاً أن لا يطوَّف بهما، قالت عائشة رضي اللّه عنها: كلا، لو كانن كما تقول كانت "فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما" إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قُدَيْدٍ، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإِسلام سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك، فأنزل اللّه عزوجل: {إن الصفا والمروة من شعائر اللّه}.
1902ـ حدثنا مسدد، ثنا خالد بن عبد اللّه، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه بن أبي أوفى
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اعتمر فطاف بالبيت وصلّى خلف المقام ركعتين ومعه من يستره من الناس، فقيل لعبد اللّه: أدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الكعبة؟ قال: لا.
1903ـ حدثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق بن يوسف، أخبرنا شريك، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى بهذا الحديث، زاد: ثم أتى الصفا والمروة فسعى بينهما سبعاً، ثم حلق رأسه.
1904ـ حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا عطاء بن السائب، عن كثير بن جُمْهان، أن رجلاً قال لعبد اللّه بن عمر بين الصفا والمروة:
يا أبا عبد الرحمنن، إني أراك تمشى والناس يسعَوْن، قال: إن أمش فقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمشي، وإن أسعَ فقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسعى وأنا شيخ كبير.
57- باب صفة حجة النبي صلى اللّه عليه وسلم
1905ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النُّفيلي، وعثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان، وربما زاد بعضهم على بعض الكلمة والشىء، قالوا: ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال:
دخلنا على جابر بن عبد اللّه، فلما انتهينا إليه سأل عن القوم حتى انتهى إليَّ، فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زِرِّي الأعلى، ثم نزع زِرِّي الأسفل، ثم وضع كفه بين ثَدْيَيَّ، وأنا يومئذٍ غلام شابّ فقال: مرحباً بك وأهلاً يا ابن أخي، سَلْ عمَّا شئت، فسألته وهو أعمى، وجاء وقت الصلاة فقام في نِسَاجةٍ ملتحفاً بها، يعني ثوباً مُلْفقاً، كلّما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها، فصلى بنا ورداؤه إلى جنبه على المشجب، فقلت: أخبرني عن حجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال بيده فعقد تسعاً ثم قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أُذنَ في الناس في العاشرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حاجٌّ، فقدم المدينة بشرٌ كثير كلهم يلتمس أن يأتمَّ برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويعمل بمثل عمله، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وخرجنا معه، حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عُمَيْس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كيف أصنع؟ فقال: "اغتسلي واستذفري بثوبٍ وأحرمي" فصلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، قال جابر: نظرت إلى مدِّ بصري من بين يديه من راكب وماشٍ، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بينن أظهرنا، وعليه ينزل القرآن وهو يعلم تأويله، فما عمل به من شىء عملنا به، فأهلَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالتوحيد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك". وأهلّ الناس بهذا الذي يُهلون به، فلم يردّ عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئاً منه، ولزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تلبيتَه،
قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى} فجعل المقام بينه وبين البيت، قال: فكان أبي يقول: قال ابن نفيل وعثمان: ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال سليمان: ولا أعلمه إلا قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ في الركعتين بـ{ قل هو اللّه أحد} وبـ {قل يا أيها الكافرون} ثم رجع إلى البيت فاستلم الركنن، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: {إنَّ الصفا والمروة من شعائر اللّه} "نبدأ بما بدأ اللّه به" فبدأ بالصفا فرقيَ عليه حتى رأى البيت فكبّر اللّه ووحَّده وقال: "لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شىء قدير، لا إله إلا اللّه وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" ثم دعا بين ذلك، وقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبّتْ قدماه رمل في بطن الوادي، حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة فصنع على المروة مثل ما صنع على الصفا، حتى إذا كان آخر الطواف على المروة قال: "إنِّي لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهديَ، ولجعلتها عمرةً، فمن كان منكم ليس معه هديٌ فليحلل وليجعلها عمرةً" فحلَّ الناس كلهم وقصروا، إلا النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم ومن كان معه هدي، فقام سراقة بن جُعْشُمٍ فقال: يارسول اللّه، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أصابعه في الأخرى ثم قال: "دخلت العمرة في الحجِّ" هكذا مرتين "لا بل لأبد أبدٍ، لا بل لأبدٍ أبدٍ" قال: وقدم عليٌّ رضي اللّه عنه من اليمن ببُدْنِ النبي صلى اللّه عليه وسلم، فوجد فاطمة رضي اللّه عنها ممن حلَّ ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر عليٌّ رضي اللّه عنه ذلك عليها وقال: من أمرك بهذا؟ قالت: أبي، قال: وكان عليٌّ رضي اللّه عنه يقول بالعراق: ذهبت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مُحَرِّشاً على فاطمة رضي اللّه عنها في الأمر الذي صنعته مستفتياً لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الذي ذكرت عنه، فأخبرته اني أننكرت ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، فقال: "صدقت صدقت! ماذا قلت حين فرضت الحجَّ؟" قال: قلت: اللهم إني أهلُّ بما أهلَّ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: "فإِنَّ معي الهدي فلا تحلل" قال: وكان جماعة الهدي الذي قدم به عليٌّ من اليمن والذي أتى به النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم من المدينة مائةً فحلَّ الناسُ كلهم وقصروا، إلا النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم ومن كان معه هدي، قال: فلما كان يوم التروية ووجهوا إلى منى أهلّوا بالحج، فركب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فصلّى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقُبَّةٍ له من شعرٍ فضربت بنمرة، فسار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولا تشكُّ قريش أن النبي صلى اللّه عليه وسلم واقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فركب حتى أتى بطن الوادي فخطب الناس فقال إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه دماؤنا دم قال عثمان دم بن ربيعة وقال سليمان دم ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب وقال بعض هؤلاء كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن فاضربوهن مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإني قد ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسئولون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ثم قال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد ثم أذن بلال ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب القصواء حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه فاستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص وأردف أسامة خلفه فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله وهو يقول بيده اليمنى السكينة أيها الناس السكينة أيها الناس كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فجمع بين المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين قال عثمان ولم يسبح بينهما شيئا ثم اتفقوا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح قال سليمان بنداء وإقامة ثم اتفقوا ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فرقي عليه قال عثمان وسليمان فاستقبل القبلة فحمد الله وكبره وهلله زاد عثمان ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ثم دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل وصرف الفضل وجهه إلى الشق الآخر وحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الشق الآخر وصرف الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر حتى أتى محسرا فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى الذي يخرجك إلى الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي ثم الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها بمثل حصى الخذف فرمى من بطن الوادي ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين وأمر عليا فنحر ما غبر يقول ما بقي وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها قال سليمان ثم ركب ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت فصلى بمكة الظهر ثم أتى بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه
1906ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا سليمان يعني ابن بلال ح وثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الوهاب الثقفي، المعنى واحد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلّى الظهر والعصر بأذان واحدٍ بعرفة ولم يسبح بينهما، وإقامتين، وصلى المغرب والعشاء بجَمْعٍ بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما.
قال أبو داود: هذا الحديث أسنده حاتم بن إسماعيل في الحديث الطويل، ووافق حاتم بن إسماعيل على إسناده محمد بن عليّ الجعفي عن جعفر عن أبيه عن جابر، إلا أنه قال: فصلى المغرب والعتمة بأذان وإقامة.
1907ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا جعفر، ثنا أبي، عن جابر قال:
ثم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "قد نحرت ههنا، ومنىً كلها منحرٌ" ووقف بعرفة فقال: "قد وقفت ههنا، وعرفة كلُّها موقفٌ" ووقف بالمزدلفة وقال: "قد وقفت ههنا، ومزدلفة كلها موقفٌ".
1908ـ حدثنا مسدد، ثنا حفص بن غياث، عن جعفر بإِسناده، زاد "فانحروا في رحالكم".
1909ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن جعفر، قال: حدثني أبي، عن جابر فذكر هذا الحديث، وأدرج في الحديث عند قوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} قال: فقرأ فيهما بالتوحيد و{قل يا أيها الكافرون} وقال فيه: قال عليٌّ رضي اللّه عنه بالكوفة، قال أبي: هذا الحرف لم يذكره جابر: فذهبت مُحَرِّشاً، وذكر قصة فاطمة رضي اللّه عنها.
58- باب الوقوف بعرفة
1910ـ حدثنا هناد، عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكان يُسمَّوْن الحمسَ، وكان سائر العرب يقفون بعرفة، قالت: فلما جاء الإِسلام أمر اللّه تعالى نبيَّه صلى اللّه عليه وسلم أن يأتي عرفات فيقف بها ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى: {ثمّ أفيضوا من حيث أفاض الناس}.
59- باب الخروج إلى منىً
1911ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا الأحوص بن جواب الضَّبِّيُّ، ثنا عماربن رزيق، عن سليمان الأعمش، عن الحكم، عن مِقسمٍ، عن ابن عباس قال:
صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر يوم التروية والفجرَ يوم عرفة بمنىً.
1912ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع قال: سألت أنس بن مالك قلت:
أخبرني بشىء عقلته عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أين صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر يوم التروية؟ قال: بمنىً، قلت: فأين صلى العصر يوم النَّفْر؟ قال: بالأبطح، ثم قال: افعل كما يفعل أمراؤك.
60- باب الخروج إلى عرفة
1913ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر قال:
غدا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من منى حين صلّى الصبح صبيحة يوم عرفة حتى أتى عرفة فنزل بنَمِرة، وهي منزل الإِمام الذي ينزل به بعرفة، حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مُهَجِّراً فجمع بين الظهر والعصر، ثم خطب الناس، ثم راح فوقف على الموقف من عرفة.
61- باب الرَّواح إلى عرفة
1914ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا وكيع، ثنا نافع بن عمر، عن سعيد بن حسان، عن ابن عمر قال:
لما [أن] قتل الحجاج ابن الزبير ارسل إلى ابن عمر: أية ساعة كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يروح في هذا اليوم؟ قال: إذا كان ذلك رحنا، فلما أراد ابن عمر أن يروح، قالوا: لم تزغ الشمس قال: أزاغت؟ قالوا: لم تزغ [أو زاغت] قال: فلما قالوا: "قد زاغت" ارتحل.
62- باب الخطبة على المنبر بعرفة
1915ـ حدثنا هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة، ثنا سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، أو عمه قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على المنبر بعرفة.
1916ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن سلمة بن نُبَيْطٍ، عن رجل من الحي، عن أبيه نُبَيْط
أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم واقفاً بعرفة على بعير أحمر يخطب.
1917ـ حدثنا هنّاد بن السري، وعثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا وكيع، عن عبد المجيد [قال]: حدثني العَدَّاء بن خالد بن هوذة، قال هناد: عن عبد المجيد أبي عمرو قال: حدثني خالد بن العداء بن هوذة قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائم في الركابين.
قال أبو داود: رواه ابن العلاء عن وكيع كما قال هنَّاد.
1918ـ حدثنا عباس بن عبد العظيم، ثنا عثمان بن عمر، ثنا عبد المجيد أبو عمرو، عن العدّاء بن خالد بمعناه.
63- باب موضع الوقوف بعرفة
1919ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد بن نُفيل، ثنا سفيان، عن عمرو يعني ابن دينار عن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان، عن يزيد بن شيبان قال:
أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن بعرفة في مكان يباعده عمرو عن الإِمام فقال: [أما] إني رسولُ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إليكم، يقول لكم: "قفوا على مشاعركم: فإِنكم على إرث من إرث [أبيكم] إبراهيم".
64- باب الدّفعة من عرفة
1920ـ حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان، عن الأعمش، ح وحدثنا وهب بن بيان، قال: ثنا عبيدة، ثنا سليمان الأعمش، المعنى عن الحكم، عن مِقْسم، عن ابن عباس قال:
أفاض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عرفة وعليه السكينة ورديفُهُ أسامة، وقال: "أيها الناس عليكم بالسكينة، فإِن البرَّ ليس بإِيجاف الخيل والإِبل" قال: فما رأيتها رافعة يديها، عادية، حتى أتى جمعاً، زاد وهب: ثم أردف الفضل بن العباس وقال: "أيها الناس، إن البر ليس بإِيجاف الخيل والإِبل، فعليكم بالسكينة" قال: فما رأيتها رافعة يديها حتى أتى منى.
1921ـ حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، ثنا زهير، ح وثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، وهذا لفظ حديث زهير، ثنا إبراهيم بن عقبة، أخبرني كريب أنه سأل أسامة بن زيد قلت:
أخبرني كيف فعلتم، أو صنعتم، عشية ردفت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: جئنا الشعب الذي ينيخ فيه الناس للمُعَرَّس، فأناخ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ناقته ثم بال، وما قال زهير أهراق الماء، ثم دعا بالوضوء فتوضأ وضوءاً ليس بالبالغ جدّاً، قلت: يارسول اللّه الصلاة، قال: "الصلاة أمامك" قال: فركب حتى قدمنا المزدلفة، فأقام المغرب، ثم أناخ الناس في منازلهم، ولم يحلوا حتى أقام العشاء وصلى، ثم حلَّ الناس.
زاد محمد في حديثه: قال: قلت: كيف فعلتم حين أصبحتم؟ قال: ردفه الفضل بن عباس وانطلقت أنا في سُبَّاق قريش على رجليَّ.
1922ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عياش، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد اللّه بن أبي رافع عن علي قال:
ثم أردف أسامة فجعل يُعْنِقُ على ناقته، والناس يضربون الإِبل يميناً وشمالاً، لايلتفت إليهم ويقول: "السكينة أيهاا الناس" ودفع حين غابت الشمس.
1923ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال:
سئل أسامة بن زيد وأنا جالس: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العنق، فإِذا وجد فجوة نصَّ.
قال هشام: النَّصُّ فوق العنق.
1924ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني إبراهيم بن عقبة، عن كُرَيْبٍ مولى عبد اللّه بن عباس، عن أسامة قال:
كنت رِدفَ النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلما وقعت الشمس دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1925ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن موسى بن عقبة، عن كريب مولى عبد اللّه بن عباس، عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول:
دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشِّعب نزل فبال فتوضَّأ ولم يسبغ الوضوء، قلت له: الصلاة، فقال: "الصلاة أمامك" فركب، فلما جاء المزدلفة نزل فتوضَّأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلّى المغرب، ثم أناخ كلُّ إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلاها، ولم يُصَلِّ بينهما شيئاً.
65- باب الصلاة بجمعٍ
1926ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعاً.
1927ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا حماد بن خالد ، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، بإِسناده ومعناه، [و] قال: بإِقامة إقامة جمع بينهما، قال أحمد: قال وكيع: صلّى كل صلاة بإِقامة.
1928ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا شبابة، ح وحدثنا مخلد بن خالد، المعنى ثنا عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، بإِسناد ابن حنبل عن حماد ومعناه قال:
بإِقامة واحدة لكل صلاة، ولم يناد في الأولى، ولم يسبح على إثر واحدة منهما، قال مخلد: لم يُنَادِ في واحدة منهما.
1929ـ حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن مالك قال:
صليت مع ابن عمر المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين، فقال له مالك بن الحارث، ما هذه الصلاة؟ قال: صليتهما مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في هذا المكان بإِقامة واحدة.
1930ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير وعبد اللّه بن مالك قالا:
صلينا مع ابن عمر بالمزدلفة المغرب والعشاء بإِقامة واحدة، فذكر معنى حديث ابن كثير.
1931ـ حدثنا ابن العلاء، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال:
أفضنا مع ابن عمر فلما بلغنا جمعاً صلّى بنا المغرب والعشاء بإِقامة واحدة، ثلاثاً واثنتين، فلما انصرف قال لنا ابن عمر: هكذا صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في هذا المكان.
1932ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني سلمة بن كهيل قال:
رأيت سعيد بن جبير أقام بجمع فصلّى المغرب ثلاثاً ثم صلّى العشاء ركعتين، ثم قال: شهدت ابن عمر صنع في هذا المكان مثل هذا، وقال: شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صنع مثل هذا في هذا المكان.
1933ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا أشعث بن سُليم، عن أبيه قال:
أقبلت مع ابن عمر من عرفاتٍ إلى المزدلفة، فلم يكن يفتر من التكبير والتهليل حتى أتينا المزدلفة فأذن وأقام، أو أمر إنساناً فأذن وأقام، فصلى بنا المغرب ثلاث ركعات، ثم التفت إلينا فقال: الصلاة، فصلى بنا العشاء ركعتين، ثم دعا بعشائه قال: وأخبرني عِلاجُ بن عمرو بمثل حديث أبي، عن ابن عمر قال: فقيل لابن عمر في ذلك، فقال: صليتُ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هكذا.
1934ـ حدثنا مسدد أن عبد الواحد بن زياد وأبا عوانة وأبا معاوية حدثوهم، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود قال:
مارأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى صلاة إلا لوقتها إلا بجمع، فإِنه جمع بين المغرب والعشاء بجمع، وصلى صلاة الصبح من الغد قبل وقتها.
1935ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عيَّاش، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن عليٍّ قال:
فلما أصبح يعني النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وقف على قُزَحَ فقال: "هذا قزح وهو الموقف، وجمعٌ كلها موقوفٌ، ونحرت ههنا، ومنى كلها منحرٌ؛ فاننحروا في رحالكم".
1936ـ حدثنا مسدد، حدثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "وقفت ها هنا بعرفة، وعرفة كلها موقفٌ؛ ووقفت ها هنا بجمعٍ، وجمعٌ كلها موقفٌ؛ ونحرت ها هنا، ومنىً كلها منحرٌ، فانحروا في رحالكم".
1937ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو أسامة بن زيد، عن عطاء قال: حدثني جابر بن عبد اللّه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "كلُّ عرفة موقفٌ؛ وكلُّ منىً منحرٌ، وكلُّ المزدلفة موقفٌ، وكلُّ فجاج مكة طريقٌ ومنحرٌ".
1938ـ حدثنا ابن كثير، أنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر بن الخطاب:
كان أهل الجاهلية لا يفيضون حتى يروا الشمس على ثبير، فخالفهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم فدفع قبل طلوع الشمس.
66- باب التعجيل من جمْعٍ
1939ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، قال: أخبرني عبيد اللّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس يقول:
أنا ممَّن قدَّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفه أهله.
1940ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، ثنا سلمة بن كُهيل، عن الحسن العُرَنِيِّ، عن ابن عباس قال:
قدَّمنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلة المزدلفة أُغَيْلِمَة بني عبد المطلب على حُمراتٍ فجعل يلطح أفخاذنا ويقول: "أبينيَّ لا ترموا الجمرة حتَّى تطلع الشمس".
قال أبو داود: اللطح الضرب اللَّيِّن.
1941ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الوليد بن عقبة، ثنا حمزة الزيات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عباس قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقدِّم ضعفاء أهله بغلس ويأمرهم، يعني لا يرمون الجمرة حتى تطلع الشمس.
1942ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا ابن أبي فُدَيْكٍ، عن الضحاك يعني ابن عثمان عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت:
أرسل النبي صلى اللّه عليه وسلم بأمِّ سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت فأفاضت، وكان ذلك اليوم اليوم الذي يكونن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تعني عندها.
1943ـ حدثنا محمد بن خلاّد الباهلي، ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أخبرني مخبر، عن أسماء
أنها رمت الجمرة قلت: إنا رميا الجمرة بليل، قالت: إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1944ـ حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، حدثني أبو الزبير، عن جابر قال:
أفاض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعليه السكينة، وأمرهم أن يرموا بمثل حصى الخذف، وأوضع في وادي مُحَسِّر.
67- باب يوم الحج الأكبر
1945ـ حدثنا مؤمَّل بن الفضل، ثنا الوليد، ثنا هشام يعني ابن الغاز ثنا نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج [فيها] فقال: "أيُّ يومٍ هذا؟" قالوا: يوم النحر، قال: "هذا يوم الحجِّ الأكبر".
1946ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم، ثنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال:
بعثني أبو بكر فيمن يؤذِّن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشركٌ، ولا يطوف بالبيت عريانٌ، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، والحجَّ الأكبر الحج.
68- باب الأشهر الحرم
1947ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، ثنا أيوب، عن محمد، عن أبي بكرة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خطب في حجته فقال: "إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعةٌ حرمٌ: ثلاثٌ متوالياتٌ ذو القعدة، وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان".
1948ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فياض، ثنا عبد الوهاب، ثنا أيوب السِّختياني، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه.
قال أبو داود: وسماه ابن عون فقال: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة في هذا الحديث.
69- باب من لم يدرك عرفة
1949ـ حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان، حدثني بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يَعْمُرَ الدِّيلي قال:
أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو بعرفة، فجاء ناس أو نفر من أهل نجد، فأمروا رجلاً فنادى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كيف الحجُّ؟ فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلاً فنادى: "الحجُّ الحجُّ يوم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتمَّ حجه؛ أيَّام منىً ثلاثةٌ، {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه} قال: ثم أردف رجلاً خلفه، فجعل ينادي بذلك.
قال أبو داود: وكذلك رواه مهران، عن سفيان قال: "الحج الحج" مرتين، ورواه يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان قال: "الحجُّ" مرةً.
1950ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن إسماعيل، ثنا عامر، قال: أخبرني عروة بن مُضرِّس الطائي قال:
أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالموقف، يعني بجمعٍ، قلت: جئت يارسول اللّه من جبل طيٍّ، اكْلَلْت مطيتي، وأتعبت نفسي، واللّه ما تركت من حَبْلٍ إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفاتٍ قبل ذلك ليلاً أو نهاراً فقد تمَّ حجه وقضى تفثه".
70- باب [في] النزول بمنى
1951ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:
خطب النبي صلى اللّه عليه وسلم الناس بمنىً، ونزلهم منازلهم فقال: "لينزل المهاجرون ههنا" وأشار إلى ميمنة القبلة "والأنصار ههنا" وأشار إلى ميسرة القبلة "ثم لينزل الناس حولهم".
71- باب أيَّ يوم يخطب بمنى؟
1952ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن المبارك، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجلين من بني بكر قالا:
رأينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم التي خطب بمنىً.
1953ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين، حدثتني جدتي سراء بنت نبهان، وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت:
خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الرءُوس ؟ فقال: "أيُّ يومٍ هذا؟" قلنا: اللّه ورسوله أعلم، قال: "أليس أوسط أيام التشريق؟".
قال أبو داود: وكذلك قال عمُّ أبي حُرّة الرقاشي: إنه خطب أوسط أيام التشريق.
72- باب من قال: خطب يوم النحر
1954ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا هشام بن عبد الملك، ثنا عكرمة، حدثني الهرماس بن زياد الباهلي قال:
رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنىً.
1955ـ حدثنا مؤمل يعني ابن الفضل الحرّاني ثنا الوليد، ثنا ابن جابر، ثنا سليم بن عامر الكلاعي، سمعت أبا أمامة يقول:
سمعت خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمنىً يوم النحر.
73- باب أيَّ وقت يخطب يوم النحر
1956ـ حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الدمشقي، ثنا مروان، عن هلال بن عامر المزني، حدثني رافع بن عمرو المزنيُّ قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء، وعليٌّ رضي اللّه عنه يعبّر عنه، والناس بين قائم وقاعد.
74- باب ما يذكر الإِمام في خطبته بمنىً
1957ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال:
خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار، فوضع أصبعيه السبابتين ثم قال: "بحصى الخذف" ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، ثم نزل الناس بعد ذلك.
75- باب يبيت بمكة ليالي منى
1958ـ حدثنا أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي، ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثني حريز، أو أبو حريز، الشك من يحيى أنه سمع عبد الرحمن بن فرُّوخ يسأل ابن عمر قال:
إنا نتبايع بأموال الناس فيأتي أحدنا مكة، فيبيت على المال، فقال: أمَّا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فبات بمنىً وظلَّ.
1959ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير وأبو أسامة، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:
استأذن العباس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منىً من أجل سقايته فأذن له.
76- باب الصلاة بمنى
1960ـ حدثنا مسدد أن أبا معاوية وحفص بن غياث حدثاه، وحديث أبي معاوية أتم، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
صلّى عثمان بمنىً أربعاً، فقال عبد اللّه بن مسعود: صليت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، زاد عن حفص: ومع عثمان صدراً من إمارته ثم أتمّها، زاد من ههنا عن أبي معاوية: ثمَّ تفرَّقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين، قال الأعمش: فحدثني معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد اللّه صلى أربعاً قال: فقيل له: عبت على عثمان ثم صليت أربعاً قال: الخلاف شرٌّ.
1961ـ حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري
أن عثمان إنما صلى بمنىً أربعاً لأنه أجمع على الإِقامة بعد الحج.
1962ـ حدثنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن المغيرة، عن إبراهيم قال:
إن عثمان صلّى أربعاً لأنه اتخذها وطناً.
1963ـ حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري قال: لما اتخذ عثمان الأموال بالطائف، وأراد أن يقيم بها صلّى أربعاً، قال: ثم أخذ به الأئمة بعده.
1964ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب، عن الزهري
أن عثمان بن عفان أتمَّ الصلاة بمنىً من أجل الأعراب؛ لأنهم كثروا عامئذٍ فصلى بالناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع.
77- باب القصر لأهل مكة
1965ـ حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، حدثني حارثة بن وهب الخزاعي، وكانت أمه تحت عمر فولدت له عبيد اللّه بن عمر قال:
صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمنى والناس أكثر ما كانوا، فصلى بنا ركعتين في حجة الوداع.
[قال أبو داود: حارثة من خزاعة ودارهم بمكة].
78- باب في رمي الجمار
1966ـ حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثني علي بن مُسهر، عن يزيد بن أبي زياد، أخبرنا سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه قالت:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرمي الجمرة من بطن الوادي، وهو راكب يكبر مع كل حصاة، ورجل من خلفه يستره، فسألت عن الرجل فقال: الفضل بن العباس وازدحم الناس، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضاً، وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف".
1967ـ حدثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد ووهب بن بيان قالا: ثنا عبيدة،
عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه قالت:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند جمرة العقبة راكباً، ورأيت بين أصابعه حجراً فرمى ورمى الناس.
1968ـ حدثنا محمد بن العلاء، أنا ابن إدريس، ثنا يزيد بن أبي زياد بإِسناده في مثل هذا الحديث، زاد: ولم يقم عندها.
1969ـ حدثنا القعنبي، ثنا عبد اللّه يعني ابن عمر عن نافع، عن ابن عمر
أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، ماشياً ذاهباً وراجعاً ويُخْبرُ أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يفعل ذلك.
1970ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير،
أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر يقول: "لتأخذوا مناسككم، قال: فإِنِّي لا أدري لعلِّي لا أحجُّ بعد حجتي هذه".
1971ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرمي [على راحلته] يوم النحر ضُحى، فأما بعد ذلك فبعد زوال الشمس.
1972ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد الزهري، ثنا سفيان، عن مِسْعر، عن وَبَرَةَ قال:
سألت ابن عمر: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامُك فارم، فأعدْت عليه المسألة فقال: كنا نتحينُ زوال الشمس، فإِذا زالت الشمس رمينا.
1973ـ حدثنا علي بن بحر وعبد اللّه بن سعيد، المعنى قالا: ثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
أفاض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى، فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة [حتى] إذا زالت الشمس، كلَّ جمرة بسبع حصياتٍ يكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى والثانية، فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثة ولا يقف عندها.
1974ـ حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، المعنى قالا: ثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود قال:
لما انتهى إلى الجمرة الكبرى جعل البيت عن يساره ومنىً عن يمينه، ورمى الجمرة بسبع حَصَياتٍ وقال: هكذا رمى الذي أُنْزِلَتْ عليه سورة البقرة.
1975ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، ح وثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن أبي البَدَّاح بن عاصم، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رخص لرعاء الإِبل في البيتوتة يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد، ومن بعد الغد بيومين، ويرمون يوم النَّفْر.
1976ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن عبد اللّه ومحمد ابني أبي بكر، عن أبيهما، عن أبي البدَّاح بن عدي، عن أبيه
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم رخَّص للرعاء أن يرموا يوماً ويدَعُوا يوماً.
1977ـ حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، ثنا خالد بن الحارث، ثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أبا مِجْلَزٍ يقول:
سألت ابن عباس عن شىء من أمر الجمار فقال: ما أدري أرماها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بستّ أو بسبع.
1978ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا الحجاج، عن الزهري، عن عَمْرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة قالت:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا رمى أحدكم جمرة العقبة فقد حلّ له كلُّ شىء إلا النِّساء".
قال أبو داود: هذا حديث ضعيف، الحجاج لم ير الزهري ولم يسمع منه.
79- باب الحلق والتقصير
1979ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "اللهم ارحم المحلِّقين" قالوا: يارسول اللّه والمقصِّرين، قال: "اللهم ارحم المحلِّقين" قالوا: يارسول اللّه والمقصرين، قال: "والمقصِّرين".
1980ـ حدثنا قتيبة، ثنا يعقوب يعني الإِسكندراني عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع.
1981ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص، عن هشام، عن ابن سيرين عن أنس بن مالك
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رمى جمرة العقبة يوم النحر، ثم رجع إلى منزله بمنىً فدعا بذبحٍ فذبح، ثم دعا بالحلاق فأخذ بشق رأسه الأيمن فحلقه فجعل يقسم بين من يليه الشعرة والشعرتين، ثم أخذ بشق رأسه الأيسر فحلقه، ثم قال: "ههنا أبو طلحة" فدفعه إلى أبي طلحة.
1982ـ حدثنا عبيد بن هشام أبو نعيم الحلبي، وعمرو بن عثمان، المعنى قالا: ثنا سفيان، عن هشام بن حسان بإِسناده بهذا قال فيه:
قال للحالق "ابدأ بشقِّي الأيمن فاحلقه".
1983ـ حدثنا نصر بن عليّ، أخبرنا يزيد بن زريع، قال: أخبرنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يسأل يوم منىً فيقول: "لا حرج" فسأله رجل فقال: إني حلقت قبل أن أذبح قال: "اذبح ولا حرج" قال: إني أمسيت ولم أرم، قال: "ارم ولا حرج".
1984ـ حدثنا محمد بن الحسن العتكي، أنا محمد بن بكر، أنا ابن جريج قال: بلغني عن صفية بنت شيبة بن عثمان قالت: أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان أن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ليس على النساء الحلق، إنما على النِّساء التقصير".
1985ـ حدثنا أبو يعقوب البغدادي، ثقة، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، عن صفية بنت شيبة قالت:
أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان أن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ["ليس على النساء الحلق، إنما على النساء التقصير"].
80- باب العمرة
1986ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا مخلد بن يزيد ويحيى بن زكريا، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمرقال:
اعتمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل أن يَحُجَّ.
1987ـ حدثنا هناد بن السريّ، عن ابن أبي زائدة، ثنا ابن جريج ومحمد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:
واللّه ما أعمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عائشة في ذي الحجة إلا ليقطع بذلك أمر أهل الشرك؛ فإِن هذا الحيّ من قريش ومن دان دينهم كانوا يقولون: إذا عفا الوبر، وبرأ الدبر، ودخل صفر، فقد حلت العمرة لمن اعتمر، فكانوا يحرمون العمرة حتى ينسلخ ذو الحجة والمحرم.
1988ـ حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، أخبرني رسول مروان الذي أرسل إلى أم مَعقِل قالت:
كان أبو معقل حاجّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما قدم قالت أم معقل: قد علمت أن عليَّ حجة، فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه، فقالت: يارسول اللّه، إن عليَّ حجة، وإن لأبي معقل بكراً، قال أبو معقل: صدقت جعلته في سبيل اللّه، [فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أعطها فلتحجَّ عليه فإِنه في سبيل اللّه]" فأعطاها البكر، فقالت: يارسول اللّه إنني امرأة قد كبرت وسقمت، فهل من عمل يجزىء عني من حجتي؟ قال: "عمرةٌ في رمضان تجزىء حجةً".
1989ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل بن أم معقل الأسدي أسد خُزَيْمَة، قال: حدثني يوسف بن عبد اللّه بن سلامٍ، عن جدته أم معقل قالت:
لما حجَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجَّة الوداع، وكان لنا جملٌ فجعله أبو معقل في سبيل اللّه، وأصابنا مرض وهلك أبو معقل، وخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم فلما فرغ من حَجِّه جئته فقال: "يا أم معقلٍ، ما منعك أن تخرجي معنا؟" قالت: لقد تهيأنا فهلك أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نحج عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل اللّه، قال: "فهلاَّ خرجت عليه؛ فإِن الحجَّ في سبيل اللّه؟ فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمري في رمضان فإِنها كحجةٍ" فكانت تقول: الحجُّ حجة، والعمرة عمرة، وقد قال هذا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما أدري ألي خاصة.
1990ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن عامر الأحول، عن بكر بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:
أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحج فقالت امرأة لزوجها: أحِجّني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على جملك فقال: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه، قالت: أحجني على جملك فلان، قال: ذاك حبِيس في سبيل اللّه عزوجل، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: إني امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة اللّه، وإنها سألتني الحج معك [قالت: أحجَّني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم] فقلت: ما عندي ما أحجك عليه، فقالت: أحجني على جملك فلان فقلت: ذاك حبيس في سبيل اللّه عزَّ وجلّ، قال: "أما إنَّك لو أحججتها عليه كان في سبيل اللّه" قال: وإنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجةً معك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أقرئها السلام ورحمة اللّه وبركاته، وأخبرها أنها تعدل حجةً معي" يعني عمرةً في رمضان.
1991ـ حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اعتمر عمرتين: عُمرةً في ذي القعدة، وعمرة في شوالٍ.
1992ـ حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن مجاهد قال: سُئِلَ ابن عمر:
كم اعتمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال: مرتين، فقالت عائشة" لقد علم ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد اعتمر ثلاثاً سوى التي قرنها بحجَّةِ الوداع.
1993ـ حدثنا النفيلي وقتيبة قالا: ثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
اعتمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربعَ عُمَرٍ: عمرة الحديبية والثانية حين تواطئوا على عمرة من قابل، والثالثة من الجعرّانة، والرابعة التي قرن مع حجته.
1994ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وهُدْبة بن خالد قالا: ثنا همام، عن قتادة، عن أنس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اعتمر أربع عُمر كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته.
[قال أبو داود: أتقنت من ههنا من هُدْبة، وسمعته من أبي الوليد ولم أضبِطه].
[هكذا في نسخة عن ابن داسة وفي الكلام تخليط وأصلحه علينا أبو عمر الغمري فقال: ] عمرة زمن الحديبية، أو من الحديبية، وعمرة القضاء في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حُنيْن في ذي القعدة، وعمرة مع حجته.
81- باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج فتنقض عمرتها وتُهلُّ بالحج، هل تقضي عمرتها؟
1995ـ حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا داود بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيها
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لعبد الرحمن: "يا عبد الرحمن، أردف أختك عائشة فأعمرها من التنعيم، فإِذا هبطت بها من الأكمة فلتحرم فإِنها عمرةٌ متقبلةٌ".
1996ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم، قال: حدثني أبي مزاحمٌ، عن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أسيدٍ، عن محرِّش الكعبي قال:
دخل النبي صلى اللّه عليه وسلم الجعرانة فجاء إلى المسجد فركع ما شاء اللّه ثم أحرم، ثم استوى على راحلته، فاستقبل بطن سرف حتى لقي طريق المدينة، فأصبح بمكة كبائت.
82- باب المقام في العمرة
1997ـ حدثنا داود بن رشيد، ثنا يحيى بن زكريا، ثنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح، وعن ابن أبي نَجِيحٍ، عن مجاهد، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقام في عُمْرةِ القضاء ثلاثاً.
83- باب الإِفاضة في الحج
1998ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أفاض يوم النحر، ثم صلى الظهر بمنىً، يعني راجعاً.
1999ـ حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، المعنى واحد قالا: ثنا ابن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبيدة بن عبد اللّه بن زَمْعة، عن أبيه، وعن أمه زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة [يحدثانه جميعاً ذاك عنها] قالت:
كانت ليلتي التي يصير إليّ فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مساء يوم النحر، فصار إليَّ ودخل عليَّ وهب بن زمعة ومعه رجل من آل أبي أمية مُتَقَمِّصين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لوهب: "هل أفضت أبا عبد اللّه؟" قال: لا واللّه يارسول اللّه، قال صلى اللّه عليه وسلم: "انزع عنك القميص" قال: فنزعه من رأسه، ونزع صاحبه قميصه من رأسه، ثم قال: ولم يارسول اللّه؟ قال: "إن هذا يومٌ رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلّوا" يعني من كل ما حرمتم منه إلا النساء "فإِذا أمسيتم قبل أن تطوفوا هذا البيت صرتم حرماً كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة حتى تطوفوا به".
2000ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن عائشة وابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخَّرَ طواف يوم النحر إلى الليل.
2001ـ حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يرمُل في السَّبع الذي أفاض فيه.
84- باب [في] الوداع
2002ـ حدثنا نصر بن علي، ثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس قال:
كان الناس ينصرفون في كل وجه، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "لاينفرنَّ أحدٌ حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت".
85- باب الحائض تخرج بعد الإِفاضة
2003ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذكر صفيَّةَ بنت حُيَيّ فقيل: إنها قد حاضت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لعلَّها حابستنا" فقالوا: يارسول اللّه، إنها قد أفاضت، فقال: "فلا إذاً".
2004ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن، عن الحارث بن عبد اللّه بن أوس قال:
أتيت عمر بن الخطاب فسألته عن المرأة تطوف بالبيت يوم النحر ثم تحيض، قال: لِيَكن آخرُ عهدها بالبيت، قال: فقال الحارث: كذلك أفتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: فقال عمر: أرِبْتَ عن يديك، سألتني عن شىء سألت عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكيما أخالف.
86- باب طواف الوداع
2005ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن أفلح، عن القاسم، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
أحرمت من التنعيم بعمرةٍ فدخلت، فقضيت عمرتي؛ وانتظرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالأبطح حتى فرغت، وأمر الناس بالرحيل قالت: وأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم البيت فطاف به ثم خرج.
2006ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو بكر يعني الحنفي ثنا أفلح، عن القاسم، عن عائشة قالت:
خرجت معه تعني مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في النَّفرِ الآخر فنزل المحصَّب.
قال أبو داود: ولم يذكر ابن بشار قصة بعثها إلى التنعيم في هذا الحديث؛ قالت: ثم جئته بسَحَرٍ، فأذن في أصحابه بالرحيل فارتحل، فمر بالبيت قبل صلاة الصبح، فطاف به حين خرج، ثم انصرف متوجِّهاً إلى المدينة.
2007ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد اللّه بن أبي يزيد أن عبد الرحمن بن طارق أخبره، عن أمه،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا جاز مكاناً من دار يعلى، نسيه عبيد اللّه، استقبل البيت فدعا.
[قال أبو داود: تصحيح حديث يحيى بن معين وهذا أصح من حديث عبد الرزاق].
87- باب التحصيب
2008ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
إنما نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المحصَّبَ ليكون أسْمَحَ لخروجه وليس بسنة، فمن شاء نزله، ومن شاء لم ينزله.
2009ـ حدثنا أحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة، المعنى ح وثنا مسدد قالوا: ثنا سفيان، ثنا صالح بن كيسان، عن سليمان بن يسار قال: قال أبو رافع:
لم يأمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أنزله، ولكن ضَرَبْتُ قُبَّتَهُ فنزله، قال مسدد: وكان على ثقل النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقال عثمان: يعني في الأبطح.
2010ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، انا معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد قال:
قلت: يارسول اللّه، أين تنزل غداً؟ في حجته قال: "هل ترك لنا عقيلٌ منزلاً؟" ثم قال: " نحن نازلون بخيف بني كنانة، حيث قاسمت قريش على الكفر" يعني المحصّب، وذلك أن بني كنانة حالفت قريشاً على بني هاشم أن لا يناكحوهم ولايؤووهم ولا يبايعوهم، قال الزهري: والخيفُ: الوادي.
2011ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا عمر [يعني ابن عبد الواحد الدمشقي]، ثنا أبو عمرو يعني الأوزاعي عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال حين أراد أن ينفر من منى: "نحن نازلون غداً" فذكر نحوه ولم يذكر أوله، ولا ذكر "الخيف: الوادي".
2012ـ حدثنا موسى أبو سلمة، ثنا حماد، عن حميد، عن بكر بن عبد اللّه وأيوب، عن نافع
أن ابن عمر كان يهجعُ هجعةً بالبطحاء ثم يدخل مكة، ويزعم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يفعل ذلك.
2013ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أخبرنا حُمَيد، عن بكر بن عبد اللّه، عن ابن عمر، وأيوب، عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلّى الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالبطحاء، ثم هَجَعَ بها هجعة، ثم دخل مكة، وكان ابن عمر يفعله.
88- باب فيمن قدَّم شيئاً قبل شىء في حجه
2014ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه قال:
وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع بمنىً يسألونه، فجاء رجل فقال: يارسول اللّه، إني لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اذبح ولا حرج" وجاء رجل آخر فقال: يارسول اللّه، لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: "ارم ولا حرج" قال: فما سئل يومئذٍ عن شىء قدِّم أو أخر إلا قال: "اصنع ولا حرج".
2015ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الشيباني، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال:
خرجت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم حاجّاً، فكان الناس يأتونه، فمن قال: يارسول اللّه سعيتُ قبل أن أطوف، أو قدمت شيئاً، أو أخرت شيئاً، فكان يقول: "لا حرج لا حرج إلاَّ على رجلٍ اقترض عرض رجل مسلمٍ وهو ظالمٌ، فذلك الذي حرج وهلك".
89- باب في مكة
2016ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثني كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عن بعض أهله، عن جده
أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم يصلي مما يلي باب بني سهمٍ والناس يمرون بين يديه، وليس بينهما سترة، قال سفيان: ليس بينه وبين الكعبة سترة، وقال سفيان: كان ابن جريج أخبرنا عنه قال: أخبرنا كثير عن أبيه قال: فسألته فقال: ليس من أبي سمعته، ولكن من بعض أهلي عن جدي.
90- باب تحريم حرم مكة
2017ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى يعني ابن أبي كثير عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
لما فتح اللّه [تعالى] على رسول اللّه [صلى اللّه عليه وسلم] مكة قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيهم، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: "إن اللّه [تعالى] حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنما أحلت لي ساعة من النهار، ثم هي حرامٌ إلى يوم القيامة: لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحلُّ لقطتها إلاّ لمنشدٍ" فقام عباس، أو قال: قال العباس: يارسول اللّه إلا الإِذخر فإِنه لقبورنا وبيوتنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إلا الإِذخر".
قال أبو داود: وزادنا فيه ابن المصفى عن الوليد: فقام أبو شاهٍ رجلٌ من أهل اليمن فقال: يارسول اللّه اكتبوا لي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اكتبوا لأبي شاه" قلت للأوزاعي: ما قوله "اكتبوا لأبي شاهٍ؟" قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
2018ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس في هذه القصة قال: "ولايختلى خلاها".
2019ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن يوسف بن ماهك، عن أمه، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
قلت: يارسول اللّه، ألا نبني لك بمنىً بيتاً أو بناءً يظلك من الشمس؟ فقال: "لا، إنما هو مناخ من سبق إليه".
2020ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: أخبرني عمارة بن ثوبان، قال: حدثني موسى بن باذان قال:
أتيت يعلى بن أمية فقال:
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "احتكار الطعام في الحرم إلحادٌ فيه".
91- باب في نبيذ السقاية
2021ـ حدثنا عمرو بن عون، أنا خالد، عن حميد، عن بكر بن عبد اللّه قال: قال رجل لابن عباس:
ما بال أهل البيت يسقون النبيذ وبنو عمَّهم يسقون اللبن والعسل والسويق؟ أبُخْلٌ بهم أم حاجة؟ فقال ابن عباس: ما بنا من بُخْلٍ ولا بنا من حاجة، ولكن دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على راحلته، وخلفه أسامة بن زيد، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشراب، فأتي بنبيذ فشرب منه، ودفع فضله إلى أسامة [بن زيد] فشرب منه، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أحسنتم وأجملتم، كذلك فافعلوا" فنحن هكذا لا نريد أن نغيِّر ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
92- باب [في] الإِقامة بمكة
2022ـ حدثنا القعنبي، ثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن عبد الرحمن بن حميد أنه سمع عمر بن عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد: هل سمعت في الإِقامة بمكة شيئاً؟ قال: أخبرني ابن الحضرمي
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: للمهاجرين إقامةٌ بعد الصدر ثلاثاً [في الكعبة]".
93- باب الصلاة في الكعبة
2023ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة الحَجَبيُّ وبلال، فأغلقها عليه فمكث فيها، قال عبد اللّه بن عمر: فسألت بلالاً حين خرج: ماذا صنع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال: جعل عموداً عن يساره وعمودين عن يمينه وثلاثة أعمدةٍ وراءه، وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدة، ثم صلى.
2024ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد بن إسحاق الأذرميُّ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بهذا الحديث لم يذكر السَّوَاريَ، قال: ثم صلى وبينه وبين القبلة ثلاثة أذرع.
2025ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعنى حديث القعنبي قال: ونسيت أن أسأله كم صلى؟
2026ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان قال: قلت لعمر بن الخطاب:
كيف صنع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين دخل الكعبة؟ قال: صلّى ركعتين.
2027ـ حدثنا أبو معمر عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجاج، ثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، قال: فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل وفي أيديهما الأزلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "قاتلهم اللّه! واللّه لقد علموا ما استقسما بها قط" قال: ثم دخل البيت، فكبّر في نواحيه، وفي زواياه، ثم خرج ولم يصلّ فيه.
94- [باب الصلاة في الحِجر]
2028ـ حدثنا القعنبي، ثنا عبد العزيز، عن علقمة، عن أمه، عن عائشة أنها قالت:
كنت أحبُّ أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيدي فأدخلني في الحِجر فقال: "صلِّي في الحجر إذا أردت دخول البيت، فإِنّما هو قطعةٌ من البيت، فإِنَّ قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت".
95- [باب في دخول الكعبة]
2029ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عائشة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خرج من عندها وهو مسرور، ثم رجع إليَّ وهو كئيب، فقال: "إنِّي دخلت الكعبة، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إنِّي أخاف أن أكون قد شققت على أمتي".
2030ـ حدثنا ابن السرح وسعيد بن منصور ومسدد قالوا: ثنا سفيان، عن منصور الحجبيّ، حدثني خالي، عن أمي [صفية بنت شيبة] قالت: سمعت الأسلمية تقول: قلت لعثمان:
ما قال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين دعاك؟ قال: قال: "إنِّي نسيت أن آمرك أن تخمِّر القرنين فإِنه ليس ينبغي أن يكون في في البيت شىءٌ يشغل المصلي" قال ابن السرح: خالي مسافع بن شيبة.
96- باب في مال الكعبة
2031ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن الشيباني، عن واصل الأحدب، عن شقيق، عن شيبة يعني ابن عثمان قال:
قعدَ عمر بن الخطاب [رضي اللّه عنه] في مقعدك الذي أنت فيه فقال: لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة، قال: قلت: ما أنت بفاعل، قال: بلى لأفعلنَّ قال: قلت: ما أنت بفاعل قال: لم؟، قلت: لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد رأى مكانه وأبو بكر رضي اللّه عنه، وهما أحوج منك إلى المال، فلم يخرجاه، فقام فخرج.
97- [باب]
2032ـ حدثنا حامد بن يحيى، ثنا عبد اللّه بن الحارث، عن محمد بن عبد اللّه بن إنسان الطائفيِّ، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن الزبير قال:
لما أقبلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من لِيّةَ حتى إذا كنا عند السِّدرة وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في طرف القرن الأسود حذوها، فاستقبل نخباً ببصره وقال مرة: واديه، ووقف حتى اتقف الناس كلهم، ثم قال: "إنَّ صيد وَجٍّ وعضاهه حرامٌ محرم للّه" وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف.
98- باب في إتيان المدينة
2033ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".
99- باب في تحريم المدينة
2034ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي [رضي اللّه عنه] قال:
ما كتبنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا القرآن، وما في هذه الصحيفة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "المدينة حرامٌ ما بين عائرٍ إلى ثورٍ، فمن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه عدلٌ ولا صرفٌ، [و] ذمة المسلمين واحدةٌ يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه عدلٌ ولا صرفٌ، ومن والى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه عدلٌ ولا صرفٌ".
2035ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عبد الصمد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أبي حسَّان، عن عليّ [رضي اللّه عنه] في هذه القصة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: " لايختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يصلح لرجلٍ أن يحمل فيها السلاح لقتال، ولا يصلح لرجل أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره".
2036ـ حدثنا محمد بن العلاء، أن زيد بن الحباب حدثهم، ثنا سليمان بن كنانة مولى عثمان بن عفان، أخبرننا عبد اللّه بن أبي سفيان عن عدي بن زيد قال:
حمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريداً بريداً لايُخبطُ شجره ولا يعضد، إلا ما يُساق به الجمل.
2037ـ حدثنا أبو سلمة، ثنا جرير يعني ابن حازم قال: حدثني يعلى بن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد اللّه قال:
رأيت سعد بن أبي وقاص أخد رجلاً يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسلبه ثيابه، فجاء مواليه فكلَّموه فيه فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حرم هذا الحرم وقال: "من وجد أحداً يصيد فيه فليسلبه [ثيابه]" فلا أردُّ عليكم طعمةً أطعمنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولكن إن شئتم دفعت إليكم ثمنه.
2038ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التَّوْءَمة، عن مولى لسعد
أن سعداً وجد عبيداً من عبيد المدينة يقطعون من شجر المدينة، فأخذ متاعهم وقال: يعني لمواليهم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَنْهى أن يقطع من شجر المدينة شىء وقال: "من قطع منه شيئاً فلمن أخذه سلبه".
2039ـ حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القطان، ثنا محمد بن خالد، أخبرني خارجة بن الحارث الجهني، قال: أخبرني أبي، عن جابر بن عبد اللّه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لايخبط ولا يعضد حمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولكن يهشُّ هشّاً رفيقاً".
2040ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يأتي قُباء ماشياً وراكباً، زاد ابن نمير: ويصلي ركعتين.
100- باب زيارة القبور
2041ـ حدثنا محمد بن عوف، ثنا المقري، ثنا حَيْوَةُ، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن عبد اللّه بن قُسَيْط، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما من أحدٍ يسلم عليّ إلاَّ ردََّ اللّه عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السلام".
2042ـ حدثنا أحمد بن صالح، قال: قرأت على عبد اللّه بن نافع، قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلُّوا عليَّ فإِنَّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم".
2043ـ حدثنا حامد بن يحيى، ثنا محمد بن مَعْنٍ المدينيُّ، قال: أخبرني داود بن خالد، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن ربيعة يعني ابن الهُدَير قال: ما سمعت طلحة بن عبيد اللّه يحدِّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حديثاً قط غير حديث واحد قال: قلت: وما هو؟
قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يريد قبور الشهداء، حتى إذا أشرفنا على حرة واقم ، فلما تدلَّينا منها وإذا قبورٌ بمحنيةٍ قال: قلنا يارسول اللّه، أقبور إخواننا هذه؟ قال: "قبور أصحابنا" فلما جئنا قبور الشهداء قال: "هذه قبور إخواننا".
2044ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها، فكان عبد اللّه بن عمر يفعل ذلك.
2045ـ حدثنا القعنبي، قال: قال مالك:
لا ينبغي لأحد أن يجاوز المعرس إذا قفل راجعاً إلى المدينة، حتى يصلي فيها ما بدا له، لأنه بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عرَّسَ به.
[قال أبو داود]: سمعت محمد بن إسحاق المدينيُّ قال: المعرّس على ستة أميال من المدينة.