كتاب الجهاد
1- باب ما جاء في الهجرة [وسكنى البدو]
بسم اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ
2477ـ حدثنا مؤمّل بن الفضل، ثنا الوليد يعني ابن مسلم عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري
أن أعرابيًّا سأل النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم عن الهجرة فقال: "ويحك! إنَّ شأن الهجرة شديدٌ فهل لك من إبلٍ؟" قال: نعم، قال: "فهل تؤدي صدقتها؟" قال: ننعم، قال: "فاعمل من وراء البحار؛ فإِنََّ اللَّه لن يترك من عملك شيئاً".
2478ـ حدثنا عثمان وأبو بكر إبنا أبي شيبة قالا: ثنا شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه قال:
سألت عائشة رضي اللّه عنها عن البَدَاوَةَ، فقالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَبْدو إلى هذه التلاعِ، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمة من إبل الصدقة فقال لي: "ياعائشة ارفقي؛ فإِنَّ الرِّفقَ لم يكن في شىء قطُّ إلا زانه، ولا نزع من شىءٍ قطُّ إلاّ شانه".
2- باب في الهجرة، هل انقطعت؟
2479ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى، عن حَرِيز [بن عثمان] عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن أبي هند، عن معاوية قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لاتنقطع الهجرة حتَّى تنقطع التوبة، ولاتنقطع التوبة حتَّى تطلع الشمس من مغربها".
2480ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة: "لاهجرة، ولكن جهادٌ ونيةٌ، وإذا استنفرتم فانفروا".
2481ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، ثنا عامر قال:
أتى رجل عبد اللّه بن عمرو، وعنده القوم حتى جلس عنده فقال: أخبرني بشىء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى اللّه عنه".
3- باب في سكنى الشام
2482ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن شهر بن حَوْشب، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ستكون هجرةٌ بعد هجرةٍ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس اللّه ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير".
2483ـ حدثنا حَيْوة بن شريح الحضرمي، ثنا بقيَّة، قال: حدثني بَحِير، عن خالد يعني ابن معدان عن ابن أبي قُتَيلة عن ابن حوالة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنوداً مجنّدة، جندٌ بالشام وجندٌ باليمن وجندٌ بالعراق" قال ابن حوالة: خِرْ لي يارسول اللّه إن أدركت ذلك، فقال: "عليك بالشام فإِنها خيرة اللّه من أرضه، يجتبى إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم ، فإِن اللّه توكَّل لي بالشام وأهله".
4- باب في دوام الجهاد
2484ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قتادة، عن مطرِّف، عن عمران بن حصين قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحقِّ ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال".
5- باب في ثواب الجهاد
2485ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا سليمان بن كثير، ثنا الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه سئل: أيُّ المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: "رجلٌ يجاهد في سبيل اللّه بنفسه وماله، ورجلٌ يعبد اللّه في شعبٍ من الشعاب قد كفى الناس شره".
6- باب في النهي عن السياحة
2486ـ حدثنا محمد بن عثمان التَّنُّوخيّ [أبو الجماهر] ثنا الهيثم بن حميد، قال: أخبرني العلاء بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة
أنَّ رجلاً قال: يارسول اللّه، إئذن لي في السياحة قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّ سياحة أمتي الجهاد في سبيل اللّه عزّوجلّ".
7- باب في فضل القَفْلِ في الغزو
2487ـ حدثنا محمد بن المصفَّى، ثنا علي بن عيَّاش، عن الليث بن سعد، قال: ثنا حَيْوَة، عن ابن شُفَيٍّ عن شُفَيِّ بن ماتع عن عبد اللّه هو ابن عمرو ـ
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "قفلةٌ كغزوةٍ".
8- باب فضل قتال الروم على غيرهم من الأمم
2488ـ حدثنا عبد الرحمن بن سلام، ثنا حجّاج بن محمد، عن فرج بن فضالة ، عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شمَّاس، عن أبيه، عن جده قال؛
جاءت إمرأة إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يقال لها أمّ خلاد وهي منتقبة ، تسأل عن ابنها وهو مقتول، فقال لها بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم: جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة؟ فقالت: إن أُرْزأ ابني فلن أُرْزأ حَيائي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ابنك له أجر شهيدين" قالت: ولم ذاك يارسول اللّه؟ قال: "لأنه قتله أهل الكتاب [كذا قال]".
9- باب في ركوب البحر في الغزو
2489ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن مطرِّف، عن بشر أبي عبد اللّه، عن بشير بن مسلم، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لايركب البحر إلاَّ حاجٌّ أو معتمرٌ أو غازٍ في سبيل اللّه، فإِنَّ تحت البحر ناراً، وتحت النار بحراً".
قال أبو داود: هذا حديث ضعيف جداً، أبو عبد اللّه وبشير مجهولان.
10- باب فضل الغزو في البحر
2490ـ حدثنا سليمان بن داود العَتكي، ثنا حماد يعني ابن زيد عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: حدَّثتْني أمُّ حرام بنت ملحان أخت أمِّ سليم
أنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال عندهم، فاستيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: يارسول اللّه، ما أضحكك؟ قال: "رأيت قوماً ممن يركب ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة" قالت: قلت: يارسول اللّه، ادع اللّه أن يجعلني منهم، قال: "فإِنك منهم" قالت: ثم نام فاستيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: يارسول اللّه، ما أضحكك؟ فقال مثل مقالته، قالت: قلت: يارسول اللّه، ادع اللّه أن يجعلني منهم، قال: "أنت من الأولين" قال: فتزوجها عبادة بن الصامت فغزا في البحر فحملها معه، فلما رجع قُرِّبَتْ لها بغلةٌ لتركبها فصرعتها فاندقَّت عنقها فماتت.
2491ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أمّ حرام بنت ملحان، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوماً فأطعمته وجلست تفلي رأسه، وساق هذا الحديث.
قال أبو داود: وماتت بنت ملحان بقبرص.
2492ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أخت أمّ سليم الرُّمَيْصَاء قالت:
نام النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم فاستيقظ، وكانت تغسل رأسها، فاستيقظ وهو يضحك، فقالت: يارسول اللّه، أتضحك من رأسي؟ قال "لا" وساق هذا الخبر: يزيد وينقص.
قال أبو داود: الرُّمَيْصاءُ أخت أم سليم من الرضاعة.
2493ـ حدثنا محمد بن بكار العيشي، ثنا مروان، ح وثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الجَوْبرِيّ الدمشقي، المعنى قال: ثنا مروان، ثنا هلال بن ميمون الرملي، عن يعلى بن شدَّاد، عن أم حرام،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيدٍ، والغرق له أجر شهيدين".
2494ـ حدثنا عبد السلام بن عتيق الدمشقي، ثنا أبو مسهر، ثنا إسماعيل بن عبد اللّه يعني ابن سماعة أنا الأوزاعي، قال: حدثني سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة الباهلي،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ كلهمٍ ضامنٌ على اللّه عزَّوجلَّ: رجلٌ خرج غازياً في سبيل اللّه فهو ضامنٌ على اللّه حتَّى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمةٍ، ورجلٌ راح إلى المسجد فهو ضامنٌ على اللّه حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما ننال من أجرٍ وغنيمةٍ، ورجلٌ دخل بيته بسلامٍ فهو ضامنٌ على اللّه عزَّ وجلّ".
11- باب في فضل من قتل كافراً
2495ـ حدثنا محمد بن الصبّاح البزاز، ثنا إسماعيل يعني ابن جعفر عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة
أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لايجتمع في النار كافرٌ وقاتله أبداً".
12- باب في حرمة نساء المجاهدين على القاعدين
2496ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان، عن قَعْنَبٍ، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة عن أبيه، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين، كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله إلاَّ نصب له يوم القيامة فقيل له: هذا قد خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت" فالتفت إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "ماظنكم؟".
[قال أبو داود: كان قعنب رجلاً صالحاً، وكان ابن أبي ليلى أراد قعنباً على القضاء، فأبى عليه وقال: أنا أريد الحاجة بدرهم فأستعين عليها برجل، قال: وأيُّنا لا يستعين في حاجته؟ قال: أخرجوني حتى أنظر، فأخرج فتوارى، قال سفيان: بينما هو مُتوارٍ إذ وقع عليه البيت فمات].
13- باب [في] السرية تخفق
2497ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة، ثنا عبد اللّه بن يزيد، ثنا حيوة وابن لهيعة قالا: ثنا أبو هانىء الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلِّيَّ يقول: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما من غازيةٍ تغزو في سبيل اللّه فيصيبون غنيمةً إلاَّ تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، فإِن لم يصيبوا غنيمةً تمَّ لهم أجرهم".
14- باب في تضعيف الذِّكر في سبيل اللّه عزوجل
2498ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي أيوب، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن الصلاة والصيام والذكر يضاعف على النفقة في سبيل اللّه بسبعمائة ضعفٍ".
15- باب فيمن مات غازياً
2499ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا بقية بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يردُّ إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري أن أبا مالك الأشعريَّ قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من فصل في سبيل اللّه فمات أو قتل فهو شهيدٌ، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامةٌ، أو مات على فراشه، أو بأيِّ حتفٍ شاء اللّه فإِنه شهيدٌ وإن له الجنة".
16- باب في فضل الرِّباط
2500ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد اللّه بن وهب، ثنا أبو هانىء، عن عمرو بن مالك، عن فضالة بن عُبَيد
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "كلُّ الميت يختم على عمله، إلا المرابط فإِنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمَّن من فتان القبر".
17- باب في فضل الحرس في سبيل اللّه عزوجل
2501ـ حدثنا أبو توبة، ثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد يعني ابن سلام أنه سمع أبا سلام قال: حدثني السلولي [أبو كبشة]
أنه حدثه سهل بن الحنظليَّة أنهم ساروا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم حُنَيْن، فأطنبوا السير حتى كانت عَشِيَّةً، فحضرت الصلاة عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فجاء رجلٌ فارسٌ فقال: يارسول اللّه، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإِذا أنا بهوزان على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهمٍ اجتمعوا إلى حنين، فتبسَّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال: "تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء اللّه" ثم قال: "من يحرسنا الليلة؟" قال أنس ابن أبي مرثد الغنوي: أنا يارسول اللّه، قال: "فاركب" فركب فرساً له، وجاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "استقبل هذا الشِّعْبَ حتى تكون في أعلاه ولانُغَرَّنَّ من قبلك الليلة، فلما أصبحنا خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: "هل أحسستم فارسكم؟" قالوا: يارسول اللّه ما أحسناه فثوب بالصلاة، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشِّعب حتى إذا قضى صلاته وسلّم قال: "أبشروا فقد جاءكم فارسكم" فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشِّعب، فإِذا هو قد جاء حتى وقف على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسلّم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشِّعب حيث أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما أصبحت اطلعت [على] الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحداً، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "هل نزلت الليلة؟" قال: لا، إلا مصلياً أو قاضياً حاجة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها".
18- باب كراهية ترك الغزو
2502ـ حدثنا عبدة بن سليمان المروزي، ثنا ابن المبارك، ثنا وهيب قال عبْدَة: يعني ابن الورد أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من مات ولم يغز ولم يُحَدِّثْ نفسه بالغزو مات على شعبةٍ من نفاقٍ".
2503ـ حدثنا عمرو بن عثمان، وقرأته على يزيد بن عبد ربه الجرجسيِّ قالا: ثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من لم يغز أو [لم] يُجَهِّزْ غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخيرٍ أصابه اللّه بقارعةٍ" قال يزيد بن عبد ربه في حديثه: قبل يوم القيامة.
2504ـ حدثنا موسى بن اسماعيل، ثنا حماد، عن حميد، عن أنس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم".
19- باب في نسخ نفير العامة بالخاصة
2505ـ حدثنا أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثني علي بن حُسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
{إلاَّ تنفروا يعذِّبكم عذاباً أليماً} و{ما كان لأهل المدينة} إلى قوله: {يعملون} نسختها الآية التي تليها: {وما كان المؤمنون لينفروا كافَّةً}.
2506ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي، قال: حدثني نجدة بن نُفَيْع قال:
سألت ابن عباس عن هذه الآية {إلاّ تنفروا يعذِّبكم عذاباً أليماً} قال: فأمسك عنهم المطر، وكان عذابهم.
20- باب [في] الرخصة في القعود من العذر
2507ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت قال:
كنت إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فخذي، فما وجدت ثقل شىء أثقل من فخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم سُرِّيَ عنه فقال: "اكْتُبْ" فكتبت في كتفٍ: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللّه} إلى آخر الآية، فقام ابن أمِّ مكتوم وكان رجلاً أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال: يارسول اللّه، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلما قضى كلامه غشيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي، ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى، ثم سري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "اقرأ يا زيد" فقرأت {لايستوي القاعدون من المؤمنين} فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {غير أولي الضرر} الآية كلها، قال زيد: فأنزلها اللّه وحدها فألحقتها، والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدعٍ في كتفٍ.
2508ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حميد، عن موسى بن أنس [بن مالك] عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لقد تركتم بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا أنفقتم من نفقةٍ ولا قطعتم من وادٍ إلاَّ وهم معكم فيه" قالوا: يارسول اللّه، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ فقال: "حبسهم العذر".
21- باب ما يجزىء من الغزو
2509ـ حدثنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجّاج أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا الحسين، قال: حدثني يحيى، حدثني أبو سلمة، حدثني بُسْرُ بن سعيد، حدثني زيد بن خالد الجهني
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من جهَّز غازياً في سبيل اللّه فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخيرٍ فقد غزا".
2510ـ حدثنا سعيد بن منصور، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن يزيد بن أبي سعيد مولى المَهْرِي، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث إلى بني لِحْيانَ وقال: "ليخرج من كلِّ رجلين رجلٌ" ثم قال للقاعد: "أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخيرٍ كان له مثل نصف أجر الخارج".
22- باب في الجرأة والجبن
2511ـ حدثنا عبد اللّه بن الجرّاح، عن عبد اللّه بن يزيد، عن موسى بن عُلَيّ بن رباح، عن أبيه، عن عبد العزيز بن مروان قال: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "شرُّ ما في رجلٍ شحٌّ هالعٌ وجبنٌ خالعٌ ".
23- باب في قوله عزوجل {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}
2512ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، عن حيوة بن شريح وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، والروم مُلصِقُو ظهورهم بحائط المدينة، فحمل رجل على العدوِّ فقال الناس: مَهْ، مَهْ، لا إله إلا اللّه، يلقي بيديه إلى النهلكة، فقال أبو أيوب: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم وأظهر الإِسلام، قلنا: هلُمَّ نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل اللّه تعالى: {وأنفقوا في سبيل اللّه ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} فالإِلقاء بالأيدي إلى التهلكة: أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد، قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل اللّه حتى دفن بالقسطنطينية.
24- باب في الرمي
2513ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد اللّه بن المبارك، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني أبو سلام، عن خالد بن زيد، عن عقبة بن عامر قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إن اللّه عزوجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومُنَبِّلَهُ، وارموا واركبوا، وأن ترموا أحبُّ إليَّ من أن تركبوا، ليس من اللهو إلاَّ ثلاثٌ: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، ومنن ترك الرمي بعدما علمه رغبةً عنه، فإِنها نعمةٌ تركها" أو قال: "كفرها".
2514ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد اللّه بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي عليّ ثمامة بن شُفَيٍّ الهمداني أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على المنبر يقول: "{وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوَّةٍ}، ألا إنَّ القوَّة الرمي ألا إنَّ القوة الرمي، ألا إنَّ القوة الرمي".
25- باب فيمن يغزو، ويلتمس الدنيا
2515ـ حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي، ثنا بقية، حدثني بحير، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "الغزو غزوان: فأمَّا من ابتغى وجه اللّه وأطاع الإِمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإِنَّ نومه ونبهه أجرٌ كله، وأما من غزا فخراً ورياءً وسمعةً، وعصى الإِمام، وأفسد في الأرض، فإِنه لم يرجع بالكفاف".
2516ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، عن ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج، عن ابن مِكرَز، رجلٍ من أهل الشام، عن أبي هريرة أن رجلاً قال:
يارسول اللّه، رجل يريد الجهاد في سبيل اللّه وهو يبتغي عرضاً من عرض الدنيا، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "لا أجر له" فأعظم ذلك الناس، وقالوا للرجل: عُدْ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلعلك لم تُفَهِّمْه فقال: يارسول اللّه، رجل يريد الجهاد في سبيل اللّه وهو يبتغي عرضاً من عرض الدنيا قال: "لا أجر له" فقالوا للرجل: عُدْ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال له الثالثة، فقال [له]: "لا أجر له".
26- [باب من قاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا]
2517ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائلٍ، عن أبي موسى
أن أعرابياً جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: إن الرجل يقاتل للذِّكْر ويُقاتل ليحمد، ويقاتل ليغنم، ويقاتل ليرى مكانه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من قاتل حتَّى تكون كلمة اللّه هي أعلى فهو في سبيل اللّه [عزّ وجلّ]".
2518ـ حدثنا علي بن مسلم، ثنا أبو داود، عن شعبة، عن عمرو قال: سمعت من أبي وائل حديثاً أعجبني فذكر معناه.
2519ـ حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن العلاء بن عبد اللّه بن رافع، عن حنان بن خارجة، عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنه قال:
قال عبد اللّه بن عمرو: يارسول اللّه، أخبرني عن الجهاد والغزو، فقال: "يا عبد اللّه بن عمرو، إن قاتلت صابراً محتسباً بعثك اللّه صابراً محتسباً، وإن قاتلت مرائياً مكاثراً بعثك اللّه مرائياً مكاثراً، يا عبد اللّه بن عمرو، على أيِّ حالٍ قاتلت أو قتلت بعثك اللّه على تلك الحال".
27- باب في فضل الشهادة
2520ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد اللّه بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لما أصيب إخوانكم بأحدٍ جعل اللّه أرواحهم في جوف طيرٍ خضر ترد أنهار الجنة: تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهبٍ معلقةٍ في ظلِّ العرش، فلمَّا وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنة نرزق لئلاّ يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال اللّه سبحانه: أنا أبلِّغهم عنكم، قال: فأنزل اللّه {ولاتحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل اللّه} إلى آخر الآية".
2521ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عوف، قال: حدثتنا حسناء بنت معاوية الصريميّة قالت: ثنا عمي قال:
قلت للنبي صلى اللّه عليه وسلم: من في الجنة؟ قال: "النبيُّ في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة".
28- باب في الشهيد يُشفع
2522ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا يحيى بن حسان، ثنا الوليد بن رباح الذِّمَاريُّ، قال: حدثني عَمِّي نمران بن عتبة الذماري قال:
دخلنا على أم الدّرداء ونحن أيتام فقالت: "أبشروا فإِني سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته".
قال أبو داود: صوابه رباح بن الوليد.
29- باب في النور يُرى عند قبر الشهيد
2523ـ حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة يعني ابن الفضل عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
لما مات النجاشي كنا نُتحدّث أنه لا يزال يُرى على قبره نورٌ.
2524ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عمرو بن ميمون، عن عبد اللّه بن رُبَيِّعة، عن عبيد بن خالد السُّلمي قال:
آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين رجلين فقُتِل أحدهما، ومات الآخر بعده بجمعة أو نحوها فصلينا عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما قلتم؟" فقلنا: دعونا له، وقلنا: اللهم اغفر له وألحقه بصاحبه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "فأين صلاته بعد صلاته، وصومه بعد صومه؟ شك شعبة في صومه "وعمله بعد عمله، إنَّ بينهما كما بين السماء والأرض".
30- باب في الجعائل في الغزو
2525ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا، ح وثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، المعنى وأنا لحديثه أتْقَنُ، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن ابن أخي أبي أيوب الأنصاري، عن أبي أيوب
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: " ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنود مجندةٌ تقطع عليكم فيها بعوثٌ فيكره الرجل منكم البعث فيها، فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول: من أكفيه بعث كذا، من أكفيه بعذ كذا؟ ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرةٍ من دمه".
31- باب الرخصة في أخذ الجعائل
2526ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن المصِّيصي، ثنا حجّاج يعني ابن محمد ح وثنا عبد الملك بن شعيب، ثنا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن حَيْوَة بن شريح، عن ابن شُفَيّ ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي".
32- باب في الرجل يغزو بأجر الخدمة
2527ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد اللّه بن الديلمي أن يعلى بن مُنْيَة قال:
أذَّن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالغزو وأنا شيخ كبير ليس لي خادم، فالتمست أجيراً يكفيني وأجري له سهمه فوجدت رجلاً، فلما دنا الرحيل أتاني فقال: ما أدري ما السُّهْمانُ وما يبلغ سهمي؟ فسمِّ لي شيئاً كان السهم أو لم يكن، فسميت له ثلاثة دنانير، فلما حضرت غنيمته أردت أن أجري له سهمه فذكرت الدنانير، فجئت النبي صلى اللّه عليه وسلم فذكرت له أمره فقال: "ما أجد [له] في غزوته هذه في الدنيا والآخرة، إلا دنانيره التي سمّى".
33- باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان
2528ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، ثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو؛ قال
جاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أَبَويَّ يبكيان قال: "ارجع عليهما فأضحكهما كما أبكيتهما".
2529ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس، عن عبد اللّه بن عمرو، قال:
جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه، أجاهد؟ قال: "ألك أبوان؟" قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد".
قال أبو داود: أبو العباس هذا الشاعر اسمه السائب بن فرُّوخٍ.
2530ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد اللّه بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن درَّاجاً أبا السَّمْحِ حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري
أن رجلاً هاجر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من اليمن فقال: "هل لك أحدٌ باليمن؟" فقال: أبواي، قال: "أذنا لك؟" قال: لا، قال: "ارجع إليهما فاستأذنهما، فإِن أذنا لك فجاهد، وإلاَّ فبرهما".
34- باب في النساء يغزون
2531ـ حدثنا عبد السلام بن مطهر، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يغزو بام سليم، ونسوةٍ من الأنصار ليسقين الماء ويداوين الجرحى.
35- باب في الغزو مع أئمة الجوْر
2532ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، ثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي نُشْبة، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثلاثٌ من أصل الإِيمان: الكفُّ عمَّن قال لا إله إلا اللّه، ولا نكفِّره بذنبٍ، ولا نخرجه من الإِسلام بعملٍ؛ والجهاد ماض منذ بعثني اللّه إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لايبطله جور جائرٍ، ولا عدل عادلٍ؛ والإِيمان بالأقدار".
2533ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الجهاد واجبٌ عليكم مع كل أميرٍ، براً كان أو فاجراً؛ والصلاة واجبةٌ عليكم خلف كلِّ مسلمٍ، براً كان أو فاجراً وإن عمل الكبائر؛ والصلاة واجبةٌ على كل مسلمٍ، براً كان أو فاجراً وإن عمل الكبائر [والصيام واجب على كل مسلم براً كان أو فاجراً وإن عمل الكبائر]".
36- باب الرجل يتحمل بمال غيره يغزو
2534ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبيدة بن حميد، عن الأسود بن قيس، عن نُبيح العنزي، عن جابر بن عبد اللّه،
حدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه أراد أن يغزو فقال: "يامعشر المهاجرين والأنصار، إنَّ من إخوانكم قوماً ليس لهم مالٌ ولاعشيرةٌ فليضمَّ أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة، فما لأحدنا من ظهرٍ يحمله إلاَّ عقبةً [كعقبة" يعني أحدهم قال: فضممت إليَّ اثنين أو ثلاثة، قال: ما لي إلا عقبة] كعقبة أحدهم من جَمَلي.
37- باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة
2535ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا أسد بن موسى، ثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني ضمرة أن ابن زُغْبٍ الإِيادي حدّثه قال:
نزل عليَّ عبد اللّه بن حوالة الأزدي، فقال لي: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا، فلم نغنم شيئاً، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال: "اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم" ثم وضع يده على رأسي أو قال: على هامتي، ثم قال: "يا ابن حوالة، إذ رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك".
قال أبو داود: عبد اللّه بن حوالة: حمصي.
38- باب في الرجل يشري نفسه
2536ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن مرة الهَمْداني، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "عجب ربنا من رجلٍ غزا في سبيل اللّه فانهزم" يعني أصحابه "فعلم ما عليه، فرجع حتَّى أهريق دمه، فيقول اللّه تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبةً فيما عندي، وشفقةً ممَّا عندي حتى أهريق دمه".
39- باب فيمن يُسْلم ويُقتلُ مكانه في سبيل اللّه عزّوجل
2537ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
أن عمرو بن أقيش كان له رِباً في الجاهلية فكره أن يُسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أُحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأُحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد، قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد، فلبس لأمته وركب فرسه، ثم توجَّه قِبَلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو، قال: إنني قد آمنت فقاتل حتى جُرح، فحُمِل إلى أهله جريحاً، فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته: سَلِيه حميةً لقومك، أو غضباً لهم، أم غضباً للّه؟ فقال: بل غضباً للّه ولرسوله، فمات فدخل الجنة، وما صلّى للّه صلاةً.
40- باب في الرجل يموت بسلاحه
2538ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب [قال]: أخبرني عبد الرحمن وعبد اللّه بن كعب بن مالك قال أبو داود: قال أحمد: كذا قال هو يعني ابن وهب وعنبسة يعني ابن خالد جميعاً عن يونس، قال أحمد: والصواب عبد الرحمن بن عبد اللّه: أن سلمة بن الأكوع قال:
لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالاً شديداً، فارتدّ عليه سيفه فقتله، فقال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك وشكّوا فيه: رجل مات بسلاحه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "مات جاهداً مجاهداً" قال ابن شهاب: ثم سألت ابناً لسلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه بمثل ذلك، غير أنه قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "كذبوا، مات جاهداً أو مجاهداً، فله أجره مرتين".
2539ـ حدثنا هشام بن خالد الدِّمشقي، ثنا الوليد، عن معاوية بن أبي سلام، عن أبيه، عن جده أبي سلام، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:
أغرْنا على حيٍّ من جُهينة، فطلب رجل من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأه، وأصاب نفسه بالسيف، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أخوكم يا معشر المسلمين" فابتدره الناس فوجدوه قد مات، فلفَّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بثيابه ودمائه وصلّى عليه ودفنه فقالوا: يارسول اللّه، أشهيد هو؟ قال: "نعم، وأنا له شهيدٌ".
[قال أبو داود: إنما هو معاوية، عن أخيه، عن جده. قال: وهو معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم].
41- باب الدعاء عند اللقاء
2540ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا ابن أبي مريم، ثنا موسى بن يعقوب الزّمعِيُّ، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثنتان لاتردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس، حين يلحم بعضهم بعضاً" قال موسى: وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: ووقت المطر.
42- باب فيمن سأل اللّه تعالى الشهادة
2541ـ حدثنا هشام بن خالد أبو مروان وابن المصفَّى قالا: ثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يَرُدُّ إلى مكحول إلى مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من قاتل في سبيل اللّه فواق ناقةٍ فقد وجبت له الجنة، ومن سأل اللّه القتل من نفسه صادقاً، ثم مات أو قتل فإِنَّ له أجر شهيدٍ" زاد ابن المصفّى من هنا، "ومن جرح جرحاً في سبيل اللّه أو نُكِبَ نكبةً، فإِنَّها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت: لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خراجٌ في سبيل اللّه فإِنَّ عليه طابع الشهداء".
43- باب في كراهية جزِّ نواصي الخليل؟؟ وأذنابها
2542ـ حدثنا أبو توبة، عن الهيثم بن حُمَيد، ح وثنا خُشَيْش بن أصْرَمَ، ثنا أبو عاصم، جميعاً عن ثور بن يزيد، عن نصر الكناني، عن رجل، وقال أبو توبة: عن ثور بن يزيد، عن شيخ من بني سليم، عن عتبة بن عبد السلمي، وهذا لفظه:
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لاتقصوا نواصي الخليل ولا معارفها ولا أذنابها، فإِنَّ أذنابها مذابُّها، ومعارفها دفاؤها، ونواصيها معقودٌ فيها الخير".
44- باب فيما يستحب من ألوان الخيل
2543ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا هشام بن سعيد الطالقاني، أنا محمد بن المهاجر الأنصاري، حدثني عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "عليكم بكلِّ كميتٍ أغرَّ مُحَجّل أو أشقر أغرَّ مُحَجّلٍ، أو أدهم أغر محجلٍ".
2544ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا أبو المغيرة، ثنا محمد بن مهاجر، ثنا عقيل بن شبيب، عن أبي وهب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "عليكم بكلِّ أشقر أغرَّ محجَّلٍ، أو كميتٍ أغرَّ" فذكر نحوه. قال محمد، يعني ابن مهاجر: وسألته لم فُضِّل الأشقرُ؟ قال: لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر.
[باب ميامن الخيل]
2545ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا حسين بن محمد، عن شيبان، عن عيسى بن علي، عن أبيه، عن جدّه ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يمن الخيل في شقرها".
45- باب هل تسمى الأنثى من الخيل فرساً؟
2546ـ حدثنا موسى بن مروان الرّقّي، ثنا مروان بن معاوية، عن أبي حيَّان التيمي، ثنا أبو زرعة، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يسمِّي الأنثى من الخيل فرساً.
46- باب ما يُكرهُ من الخيل
2547ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سلم هو ابن عبد الرحمن، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:
كان النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يكره الشِّكالَ من الخيل، والشِّكال: يكون الفرس في رجله اليمنى بياض، وفي يده اليسرى بياض، أو في يده اليمنى، وفي رجله اليسرى.
قال أبو داود: أي مخالف.
47- باب ما يؤمر به من القيام على الدوابِّ والبهائم
2548ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا مسكين، يعني ابن بكير، ثنا محمد بن مهاجر، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي كبشة السَّلولي، عن سهل بن الحنظلية قال:
مرَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ببعير قد لحق ظهرهُ ببطنه، قال: "اتقوا اللّه في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحةً".
2549ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا مهدي، ثنا ابن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، عن عبد اللّه بن جعفر قال:
أرْدَفِني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسرَّ إليَّ حديثاً لا أحدِّث به أحداً من الناس، وكان أحبُّ ما استتر به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لحاجته هَدَفاً أو حائش نخل ، قال فدخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإِذا جَمَلٌ، فلما رأى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم فمسح ذِفْرَاهُ فسكت، فقال: " من ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ " فجاء فتىً من الأنصار فقال: لي يارسول اللّه، فقال: "أفلا نتَّقي اللّه في هذه البهيمه التي ملكك اللّه إياها، فإِنه شكى إليَّ أنك تجيعه وتدئبه" .
2550ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن سُمَيٍّ، مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمَّان، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، فاشتدَّ عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإِذا كلبٌ يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني، فنزل البئر، وملأ خفه [ماءً] فأمسكه بفيه حتَّى رقي، فسقي الكلب، فشكر اللّه له فغفر له" فقالوا: يارسول اللّه، وإنَّ لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: "في كلِّ ذات كبدٍ رطبةٍ أجرٌ".
48- باب في نزول المنازل
2551ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن حمزة الضّبيّ قال:
سمعت أنس بن مالك قال: كنا إذا نزلنا منزلاً لا نسبِّح حتى نَحِلَّ الرِّحالَ.
49- باب في تقليد الخيل بالأوتار
2552ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاريَّ أخبره
أنه كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رسولاً، قال عبد اللّه بن أبي بكر: حسبت أنه قال: والناس في مَبِيتهم "لايبقينَّ في رقبة بعيرٍ قلادةٌ من وترٍ ولا قلادةٌ إلا قطعت" قال مالك: أرى أن ذلك من أجل العين.
50- [باب إكرام الخيل وارتباطها، والمسح على أكفالها]
2553ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا هشام بنن سعيد الطالقاني، أخبرنا محمد بن المهاجر، قال: حدثني عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجُشَمي وكانت له صحبة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ارتبطوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأعجازها" أو قال: "أكفالها" وقلِّدوها، ولا تقلدوها الأوتار".
51- باب في تعليق الأجراس
2554ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن سالم، عن أبي الجراح مولى أمّ حبيبة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "لاتصحب الملائكة رفقةً فيها جرسٌ".
2555ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتصحب الملائكة رفقةً فيها كلبٌ أو جرسٌ".
2556ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا أبو بكر بن أبي أويس، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة
أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال في الجرس "مزمار الشيطان".
52- باب في ركوب الجلالة
2557ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع،
عن ابن عمر، قال: نُهِيَ عن ركوب الجلالة.
2558ـ حدثنا أحمد بن أبي سريج الرّازي، أخبرني عبد اللّه بن الجهم، ثنا عمرو يعني ابن أبي قيس عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال:
نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الجلاَّلة في الإِبل أن يُرْكَبَ عليها.
53- باب في الرجل يُسمِّي دابته
2559ـ حدثنا هنّاد بن السَّرِيِّ، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ قال:
كنت ردف النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم على حمار يقال له عُفيْرٌ.
54- باب في النداء عند النفير: يا خيل اللّه اركبي
2560ـ حدثنا محمد بن داود بن سفيان، قال: حدثني يحيى بن حسان، أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب:
أما بعد، فإِن النبي صلى اللّه عليه وسلم سمَّى خيْلنا خيل اللّه، إذا فزعنا، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة، وإذا قاتلنا.
55- باب النهي عن لعْنِ البهيمة
2561ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلّب، عن عمران بن حُصَين
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان في سفر فسمع لعنةً فقال: "ماهذه؟" قالوا: هذه فلانة لعنت راحلتها، فقال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: "ضعوا عنها فإِنها ملعونةٌ" فوضعوا عنها، قال عمران: فكأني أنظر إليها ناقة ورقاء.
56- باب في التحريش بين البهائم
2562ـ حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا يحيى بن آدم، عن قطبة بن عبد العزيز [بن سياهٍ]، عن الأعمش، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:
نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن التحريش بين البهائم.
57- باب في وسم الدوابّ
2563ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس [بن مالك] قال:
أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم بأخٍ لي حين ولد ليُحَنِّكهُ فإِذا هو في مِرْبَدٍ يسمُ غنماً، أحسبه قال: في آذانها.
58- باب النهي عن الوسْم في الوجه والضرب في الوجه
2569ـ حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي الزبير،
عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مُرّ عليه بحمار قد وسم في وجهه فقال: "أما بلغكم أنِّي [قد] لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها؟" فنهى عن ذلك.
59- باب في كراهية الحمر تُنْزَى على الخيل
2565ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن ابن زرير، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:
أهديت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بغلةٌ فركبها، فقال عليٌّ: لو حملنا الحمير على الخيل فكانت لنا مثل هذه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون".
60- باب في ركوب ثلاثة على دابة
2566ـ حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن عاصم بن سليمان، عن مورِّق يعني العِجْلي حدثني عبد اللّه بن جعفر قال:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا قدم من سفر استقبل [بنا]، فأيُّنا استقبل أوّلاً جعله أمامه، فاستقبل بي فحملني أمامه، ثمّ استقبل بحسن أو حسين فجعله خلفه، فدخلنا المدينة وإنّا لكذلك.
61- باب في الوقوف على الدابة
2567ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا ابن عيّاش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي مريم، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إيّاي أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر؛ فإِنَّ اللّه إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاَّ بشقِّ الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم".
62- باب في الجنائب
2568ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا ابن أبي فُدَيْك، حدثني عبد اللّه بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند قال: قال أبو هريرة:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "تكون إبلٌ للشياطين، وبيوتٌ للشياطين، فأمّا إبل الشياطين فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيباتٍ معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها، ويمرُّ بأخيه قد انقطع به فلا يحمله، وأما بيوت الشياطين فلم أرها" كان سعيد يقول: "لا أراها إلا هذه الأقفاص التي يستر الناس بالديباج".
63- باب في سرعة السير والنهي عن التعريس في الطريق
2569ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإِبل حقها، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا السير، فإِذا أردتم التعريس فتنكَّبوا عن الطريق".
2570ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم نحو هذا، قال بعد قوله: "حقَّها" "ولا تعدوا المنازل".
64- باب في الدُّلجة
2571ـ حدثنا عمرو بن عليّ، ثنا خالد بن يزيد، ثنا أبو جعفر الرّازي عن الرَّبيع بن أنس، عن أنس، قال:
قال رسول اللّه عليه وسلم: "عليكم بالدُّلْجَةِ فإِنَّ الأرض تطوى بالليل".
65- باب رب الدابة أحقُّ بصدرها
2572ـ حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، قال: حدثني عليّ بن حسين، حدثني أبي، حدثني عبد اللّه بن بريدة قال:
سمعت أبي بُرَيدَةَ يقول: بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمشي جاء رجل ومعه حمار، فقال: يارسول اللّه، اركب، وتأخّرَ الرجل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا، أنت أحقُّ بصدر دابتك منِّي، إلاَّ أن تجعله لي" قال: فإِني قد جعلته لك، فركب [صلى اللّه عليه وسلم].
66- باب في الدابة تُعَرْقبُ في الحرب
2573ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني ابن عباد عن أبيه عباد بن عبد اللّه بن الزبير [قال أبو داود هو يحيى بن عباد] حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بني مرَّة بن عوف، وكان في تلك الغزاة غزاة مؤتة قال:
واللّه لكأني أنظر إلى جعفرٍ حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل.
قال أبو داود: هذا الحديث ليس بذاك القويِّ، [وقد جاء فيه نهي كثير عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم].
67- باب في السَّبق
2574ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن أبي ذئب، عن نافع بن أبي نافع، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا سبق إلا في خفٍّ أو [في] حافرٍ أو نصلٍ".
2575ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر
أنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء ، وكان أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زُرَيْق، وإن عبد اللّه كان ممن سابق بها.
2576ـ حدثنا مسدد، ثنا معتمر، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أن نبيَّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يضمِّرُ الخيلَ يسابق بها.
2577ـ حدثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا عقبة بن خالد، عن عبيد اللّه عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سبق بين الخيل، وفضل القُرَّحَ في الغاية.
68- باب في السبق على الرجل
2578ـ حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب بن موسى، أخبرنا أبو إسحاق يعني الفزاري عن هشام بن عروة، عن أبيه وعن أبي سلمة، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أنها كانت مع النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم في سفر قالت: فسابقته فسبقته على رجليَّ، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني: فقال: "هذه بتلك السبقة".
69- باب في المحلَّل
2579ـ حدثنا مسدّد، ثنا حصين بن نمير، ثنا سفيان بن حسين، ح وثنا عليّ بن مسلم، ثنا عبّاد بن العوَّام، أخبرنا سفيان بن حسين، المعنى عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "من أدخل فرساً بين فرسين" يعني وهو لا يؤمن أن يُسبق "فليس بقمارٍ، ومن أدخل فرساً بين فرسين وقد أمن أن يسبق فهو قمارٌ".
2580ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن الزهري، بإِسناد عبّاد ومعناه.
قال أبو داود: رواه معمر وشعيب وعقيل، [عن الزّهري]، عن رجال من أهل العلم، وهذا أصحُّ عندنا.
70- باب [في] الجلب على الخيل في السباق
2581ـ حدثنا يحيى بن خلف، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، ثنا عنبسة، ح وثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، عن حميد الطويل جميعاً عن الحسن، عن عمران بن حصين،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "لاجلب ولا جنب" زاد يحيى في حديثه "في الرهان".
2582ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة قال:
الجلب والجنب في الرهان.
71- باب في السيق يُحلَّى
2583ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا جرير بن حازم، ثنا قتادة، عن أنس قال:
كانت قبيعةُ سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فضةً.
2584ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن قال:
كانت قبيعة سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فضة.
قال قتادة: وما علمت أحداً تابعه على ذلك.
2585ـ حدثنا محمد بن بشار، حدثني يحيى بن كثير أبو غسان العنبري، عن عثمان بن سعد، عن أنس بن مالك قال: كانت، فذكر مثله.
قال أبو داود: أقواها حديث سعيد بن أبي الحسن، والباقي كلها ضعاف.
72- باب في النبل يُدخَل به المسجد
2586ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه أمر رجلاً كان يتصدّق بالنبل في المسجد: أن لا يمر بها، إلا وهو آخذ بنصولها.
2587ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نَبْلٌ، فليمسك على نصالها" أو قال: "فليقبض كفه" أو قال: "فليقبض بكفه أن تصيب أحداً من المسلمين".
73- باب في النهي أن يُتعاطى السيف مسلولاً
2588ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم نهى أن يتعاطى السيف مسلولاً.
74- باب في النهي أن يقدَّ السير بين أصبعين
2589ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا قريش بن أنس، ثنا أشعث، عن الحسن، عن سمرة بن جندب
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى أن يُقدّ السير بين أصبعين.
75- باب في لبس الدروع
2590ـ حدثنا مسدّد، ثنا سفيان، قال: حسبت أني سمعت يزيد بن خُصَيْفَةَ يذكر عن السائب بن يزيد، عن رجل قد سماه:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين، أو لبس درعين.
76- باب في الرايات والألوية
2591ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرّازي، أخبرنا ابن أبي زائدة، أخبرنا أبو يعقوب الثقفيُّ، حدثني يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب يسأله عن راية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما كانت؟ فقال: كانت سوداء مربَّعة من نمرةٍ.
2592ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي [وهو ابن راهويه] ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك، عن عمّار الدُّهني، عن أبي الزبير، عن جابر
يرفعه إلى النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان لواؤه يوم دخل مكة أبيض.
2593ـ حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا سلم بن قتيبة [الشعيري] عن شعبة، عن سماك، عن رجل من قومه، عن آخر منهم، قال:
رأيت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صفراء.
77- باب في [الإِنتصار] برذل الخيل والضعفة
2594ـ حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا الوليد، ثنا ابن جابر، عن زيد بن أرطأة الفزاري، عن جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء يقول:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ابغوني الضعفاء؛ فإِنّما ترزقون وتنصرون بضعفائكم".
[قال أبو داود: زيد بن أرطاة أخو عديّ بن أرطاة].
78- باب في الرجل ينادي بالشعار
2595ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا يزيد بن هارون، عن الحجّاج، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال:
كان شعار المهاجرين عبد اللّه، وشعار الأنصار عبد الرحمن.
2596ـ حدثنا هناد، عن ابن المبارك، عن عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال:
غزونا مع أبي بكر رضي اللّه عنه زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم فكان شعارنا أمِتْ أمِتْ.
2597ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن المهلّب بن أبي صُفْرة، قال:
أخبرني من سمع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إن بُيِّتُّمْ فليكن شعاركم حم~ لايُنصرون".
79- باب ما يقول الرجل إذا سافر
2598ـ حدثنا مسدّد، ثنا يحيى، ثنا محمد بن عجلان، قال: حدثني سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سافر قال: "اللهمَّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال، اللهمِّ اطو لنا الأرض، وهون علينا السفر".
2599ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثننا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير أن عليّا الأزديَّ أخبره أن ابن عمر علّمه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبّر ثلاثاً ثم قال: "{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كننا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون} اللهم إني أسألك في سفرنا هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهمَّ هوّن علينا سفرنا هذا، اللهم اطو لنا البعد، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال" وإذا رجع قالهنّ، وزاد فيهنّ: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون" وكان النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا؛ وإذا هبطوا سبَّحوا، فوضعت الصلاة على ذلك.
80- باب في الدعاء عند الوداع
2600ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن عبد العزيز بن عمر، عن إسماعيل بن جرير، عن قزعة قال: قال لي ابن عمر:
هلمَّ أودِّعك كما ودَّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أستودع اللّه دينك وأمانتك وخواتيم عملك".
2601ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحينيُّ، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخَطْميِّ، عن محمد بن كعب، عن عبد اللّه الخَطْميِّ قال:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا أراد أن يستودع الجيش قال: "أستودع اللّه دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم".
81- باب ما يقول الرجل إذا ركب
2602ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق الهمداني، عن عليّ بن ربيعة قال:
شهدت علياً [رضي اللّه عنه] وأتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم اللّه، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد للّه ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون} ثم قال: الحمد للّه ثلاث مرات، ثم قال: اللّه أكبر ثلاث مرات ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي؛ فإِنه لايغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين من أيِّ شيء ضحكت؟ قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك، فقلت: يارسول اللّه، من أيِّ شيء ضحكت؟ قال: "إنَّ ربك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري".
82- باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل
2603ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، قال: حدثني صفوان، حدثني شُرَيح بن عبيد، عن الزبير بن الوليد، عن عبد اللّه بن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال: "يا أرض ربِّي وربك اللّه، أعوذ باللّه من شرِّك وشرِّ ما فيك، وشرِّ ما خلق فيك، ومن شرِّ ما يدبُّ عليك وأعوذ باللّه من أسدٍ وأسود ، ومن الحية والعقرب ومن ساكن البلد ، ومن والدٍ وما ولد".
83- باب في كراهية السَّير في أول الليل
2604ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني، ثنا زهير، ثنا أبو الزبير، عن جابر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتراسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ؛ فإِنَّ الشياطين تعيث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء".
قال أبو داود: الفواشي: ما يفشو من كل شىء.
84- باب في أي يوم يستحب السفر؟
2605ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك قال:
قلّما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخرج في سفر إلا يوم الخميس.
85- باب في الابتكار في السفر
2606ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا هشيم، ثنا يعلى بن عطاء، ثنا عمارة بن حَديدٍ، عن صخر الغامدي
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "اللهم بارك لأمتي في بكورها" وكان إذا بعث سريةً، أو جيشاً بعثهم من أول النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله.
قال أبو داود: وهو صخر بن وداعة.
86- باب في الرجل يسافر وحده
2607ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الراكب شيطانٌ، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركبٌ".
87- باب في القوم يسافرون يؤمِّرون أحدهم
2608ـ حدثنا عليّ بن بحر بن برّي، ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا محمد بن عجلان، عن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا خرج ثلاثةٌ في سفرٍ فليؤَمِّروا أحدهم".
2609ـ حدثنا علي بن بحر، ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا محمد بن عجلان، عن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا كان ثلاثةٌ في سفرٍ فليؤمِّروا أحدهم" قال نافع: فقلنا لأبي سلمة: فأنت أميرنا.
88- باب في المصحف يسافر به إلى أرض العدوّ
2610ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن نافع أن عبد اللّه بن عمر قال:
نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ، قال مالك: أراه مخافة أن يناله العدوّ.
89- [باب فيما] يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا
2611ـ حدثنا زهير بن حرب أبو خَيْثمة، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي قال: سمعت يونس، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "خير الصحابة أربعةُ، وخير السرايا أربعمائةٍ، وخير الجيوش أربعة آلافٍ، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلّةٍ".
قال أبو داود: والصحيح أنه مرسل.
90- باب في دعاء المشركين
2612ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا وكيع، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا بعث أميراً على سريّةٍ أو جيش أوصاه بتقوى اللّه في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيراً، وقال: "إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصالٍ، أو خلال فأيتها [ما] أجابوك إليها فاقبل منهم وكفَّ عنهم: ادعهم إلى الإِسلام، فإِن أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، فإِن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين: يجري عليهم حكم اللّه الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيبٌ إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإِن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإِن أجابوا فاقبل منهم وكفَّ عنهم، فإِن أبوا فاستعن باللّه تعالى وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تنزلهم على حكم اللّه [تعالى] فلا تنزلهم فإِنكم لا تدرون ما يحكم اللّه فيهم، ولكن أنزلوهم على حكمكم، ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم".
قال سفيان [بن عيينة] قال علقمة: فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيَّان، فقال: حدثني مسلم قال أبو داود: هو ابن هيصم عن النعمان بن مُقْرن عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل حديث سليمان بن بريدة.
2613ـ حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب بن موسى، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "اغزوا باسم اللّه وفي سبيل اللّه، وقاتلوا من كفر باللّه، اغزوا ولا تغدروا، ولا تغلُّوا، ولا تمثلوا، ولاتقتلوا وليداً".
2614ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن آدم وعبيد اللّه بن موسى، عن حسن بن صالح، عن خالد بن الفزر، قال: حدثني أنس بن مالك
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "انطلقوا باسم اللّه وباللّه وعلى ملة رسول اللّه، ولاتقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً، ولاصغيراً، ولا امرأة، ولا تغلُّوا وضمُّوا غنائمكم وأصلحوا {وأحسنوا إنَّ اللّه يحبُّ المحسنين}".
91- باب في الحرق في بلاد العدو
2615ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل اللّه عز وجل: {ماقطعتم من لينةٍ أو تركتموها}.
2616ـ حدثنا هناد بن السّري، عن ابن المبارك، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، قال عروة:
فحدثني أسامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان عهد إليه فقال: "أَغِرْ على أبنى صباحاً وحرِّق".
2617ـ حدثنا عبد اللّه بن عمرو الغَزِّي ، قال: سمعت أبا مسهر قيل له: أُبْنَى، قال: نحن أعلم، هي يُبْنى فلسطين .
92- باب في بعث العيون
2618ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال:
بعث يعني النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم بُسَيْسَةَ عيناً ينظر ما صنعت عير أبي سفيان.
93- باب في ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مرَّ به
2619ـ حدثنا عياش بن الوليد الرقّام، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب،
أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا أتى أحدكم على ماشيةٍ: فإِن كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإِن أذن له فليحتلب وليشرب، فإِن لم يكن فيها فليصوِّت ثلاثاً، فإِن أجابه فليستأذنه وإلا فليحتلب وليشرب ولا يحمل".
2620ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ العنبري، ثنا أبي، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن عباد بن شرحبيل قال:
أصابتني سنةٌ فدخلت حائطاً من حيطان المدينة ففركت سنبلاً، فأكلت وحملت في ثوبي، فجاء صاحبه فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال له: "ما علَّمت إذ كان جاهلاً، ولا أطعمت إذ كان جائعاً" أو قال: "ساغباً " وأمره فردَّ عليّ ثوبي، وأعطاني وَسْقاً أو نصف وسقٍ من طعام.
2621ـ حدثني محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت عبَّاد بن شُرَحْبيل رجلاً منا من بني غبر بمعناه.
94- باب من قال: إنه يأكل مما سقط
2622ـ حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة، وهذا لفظ أبي بكر، عن معتمر بن سليمان قال: سمعت ابن أبي حكم الغفاريَّ يقول: حدثتني جدَّتي، عن عمِّ أبي رافع بن عمرو الغفاري قال:
كنت غلاماً أرمي نخل الأنصار فأُتِيَ بي النبيُّ صلى اللّه عليه وسلاماً فقال: "ياغلام، لم ترمي النخل؟" قال: آكل، قال: "فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها" ثم مسح رأسه فقال: "اللهم أشبع بطنه".
95- [باب فيمن] قال: لا يحلب
2623ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لايحلبنَّ أحدٌ ماشية أحدٍ بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتثل طعامه؟ فإِنّما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم فلا يحلبنَّ أحدٌ ماشية أحدٍ إلاَّ بإِذنه".
96- باب في الطاعة
2624ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا حجّاج قال: قال ابن جريج:
{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [في] عبد اللّه بن قيس بن عديّ، بعثه النبيّ صلى اللّه عليه وسلم في سرية، أخبرينه يعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
2625ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن زبيد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السُّلمي، عن عليّ رضي اللّه عنه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأجَّج ناراً وأمرهم أن يقتحموا فيها، فأبى قوم أن يدخلوها وقالوا: إنما فررنا من النار، وأراد قوم أن يدخلوها، فبلغ ذلك النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: "لو دخلوها أو دخلوا فيها لم يزالوا فيها" وقال: "لاطاعة في معصية اللّه، إنما الطاعة في المعروف".
2626ـ حدثنا مسدّد، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، قال: حدثني نافع، عن عبد اللّه،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحبَّ وكره ما لم يؤمر بمعصيةٍ، فإِذا أمر بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة".
2627ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم، عن عقبة بن مالك، من رهطه، قال:
بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم سريَّةً فسلَّحت رجلاً منهم سيفاً، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أعجزتم إذ بعثت رجلاً [منكم]، فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري؟".
97- باب مايؤمر من انضمام العسكر وسعته
2628ـ حدثنا عمرو بن عثمان الحمصيُّ ويزيد بن قبيس من أهل جبلة ساحل حمص، وهذا لفظ يزيد، قالا: ثنا الوليد [بن مسلم] عن عبد اللّه بن العلاء أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد اللّه يقول: ثنا أبو ثعلبة الخشنيُّ قال:
كان الناس إذا نزلوا منزلاً، قال عمرو: كان الناس إذا نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منزلاً تفرقوا في الشِّعاب والأودية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان" فلم يننزل بعد ذلك منزلاً إلا انضمَّ بعضهم إلى بعض حتى يقال: لو بسط عليهم ثوبٌ لعمهم.
2629ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه قال:
غزوت مع نبيَّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم غزوة كذا وكذا فضيَّق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم منادياً ينادي في الناس: "أنَّ من ضيَّق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جهاد له".
2630ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، عن الأوزاعي، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه قال:
غزونا مع نبَّي اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمعناه.
98- باب في كراهية تمنِّي لقاء العدو
2631ـ حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد اللّه [يعني ابن معمر] وكان كاتباً له قال: كتب إليه عبد اللّه بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدوَّ قال: "يا أيها الناس، لاتتمنوا لقاء العدوِّ وسلوا اللّه تعالى العافية، فإِذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أنَّ الجنة تحت ظلال السيوف" ثم قال: "اللهم منزِّل الكتاب، مجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم [اللهم] وانصرنا عليهم.
99- باب ما يدعى عند اللقاء
2632ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبي، ثنا المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا غزا قال: "اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل".
100- باب في دعاء المشركين
2633ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا ابن عون قال:
كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال، فكتب إليّ: أن ذلك كان في أوّل الإِسلام، وقد أغار نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارُّون وأنعامهم تُسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم وسبي سبيهم، وأصاب يومئذٍ جويرية بنت الحارث، حدثني بذلك عبد اللّه وكان في ذلك الجيش.
[قال أبو داود: هذا حديثٌ نبيلٌ، رواه ابن عون عن نافع، ولم يشركه فيه أحد].
2634ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت، عن أنس،
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم كان يغير عند صلاة الصبح وكان يتسمَّعُ، فإِذا سمع أذاناً أمسك، وإلا أغار.
2635ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن ابن عصام المزني، عن أبيه قال:
بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سريةٍ فقال: "إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً".
101- باب المكر في الحرب
2636ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان، عن عمرو
أنه سمع جابراً أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "الحرب خدعةٌ".
2637ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أراد غزوة وَرَّى غيرها، وكان يقول: "الحرب خدعةٌ".
[قال أبو داود: لم يجىء به إلا معمر، يريد قوله: "الحرب خدعة" بهذا الإِسناد، إنما يروى من حديث عمرو بن دينار، عن جابر، ومن حديث معمر عن همام بن منبِّه، عن أبي هريرة وخرج مسلم الطريقين].
102- باب في البيات
2638ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا عبد الصمد وأبو عامر، عن عكرمة بن عمّار، ثنا إياس بن سلمة، عن أبيه قال:
أمَّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم علينا أبا بكر [رضي اللّه عنه] فغزونا نناساً من المشركين فبيتناهم نقتلهم، وكان شعارنا تلك الليلة: أمِتْ أمِتْ، قال سلمة: فقتلت بيدي تلك الليلة سبعةً أهل بيات من المشركين.
103- باب في لزوم الساقة
2639ـ حدثنا الحسن بن شوكر، ثنا إسماعيل ابن علية، ثنا الحجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير أن جابر بن عبد اللّه حدّثهم قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتخلّف في المسير فيُزْجِي الضعيف، ويردف ويدعو لهم.
104- باب على ما يقاتَل المشركون؟
2640ـ حدثنا مسدّد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه فإِذا قالوها منعوا منِّي دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللّه تعالى".
2641ـ حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن حميد، عن أنس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن يستقبلوا قبلتنا، وأن يأكلوا ذبيحتنا، وأن يصلوا صلاتنا، فإِذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلاّ بحقها: لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين".
2642ـ حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل المشركين" بمعناه.
2643ـ حدثنا الحسن بن عليّ وعثمان بن أبي شيبة، المعنى قالا: ثنا يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، ثنا أسامة بن زيد قال:
بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سريةً إلى الحرقات فنذروا بنا فهربوا فأدركنا رجلاً، فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللّه فضربناه حتى قتلناه، فذكرته للنبيِّ صلى اللّه عليه وسلم، فقال: "من لك بلا إله إلا اللّه يوم القيامة؟" فقلت: يارسول اللّه، إنما قالها مخافة السلاح، قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟ من لك بلا إله إلاّ اللّه يوم القيامة؟" فما زال يقولها حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذٍ.
2644ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد اللّه بن عديّ بن الخيار، عن المقداد بن الأسود أنه أخبره أنه قال:
يارسول اللّه، أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفار فقاتلني، فضرب إحدى يَدَيّ بالسيف، ثمَّ لاذ منى بشجرة فقال: أسلمت للّه، أفأقتله يارسول اللّه بعد أن قالها؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "لاتقتله" فقلت: يارسول اللّه، إنه قطع يدي، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتقتله، فإِن قتلته فإِنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال".
105- باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود
2645ـ حدثنا هناد بن السريِّ، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد اللّه قال:
بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سريّة إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، قال: فبلغ ذلك النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، فأمر لهم بنصف العقل وقال: "أنا بريءٌ من كلِّ مسلمٍ يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يارسول اللّه، لم؟ قال: "لاتراءى ناراهما".
قال أبو داود: رواه هشيم ومعمر وخالد الواسطي، وجماعة لم يذكروا جريراً.
106- باب في التَّوليِّ يوم الزحف
2646ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا ابن المبارك، عن جرير بن حازم، عن الزُّبير بن خِرِّيتٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
نزلت {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} فشقَّ ذلك على المسلمين حين فرض اللّه عليهم أن لا يفرَّ واحد من عشرة، ثم إنه جاء تخفيف فقال: {الآن خفف اللّه عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً} قرأ أبو توبة إلى قوله: {يغلبوا مائتين} قال: فلما خفف اللّه تعالى عنهم من العدّة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم.
2647ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا يزيد بن أبي زياد أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدّثه أن عبد اللّه بن عمر حدثه،
أنه كان في سَرِيَّة من سرايا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: فحاص الناس حيصةً فكنت فيمن حاص، قال: فلما برزنا قلنا: كيف نصنع وقد فررنا من الزّحف وبؤنا بالغضب؟ فقلنا: ندخل المدينة فنتثبت فيها، ونذهب ولايرانا أحد، قال: فدخلنا فقلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فإِن كانت لنا توبة أقمنا، وإن كان غير ذلك ذهبنا قال: فجلسنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل صلاة الفجر، فلما خرج قمنا إليه فقلنا: نحن الفرّارون، فأقبل إلينا فقال: "لا، بل أنتم العكارون" قال: فدنونا فقبلنا يده فقال: "أنا فئة المسلمين".
2648ـ حدثنا محمد بن هشام المصري، ثنا بشر بن المفضل، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال:
نزلت في يوم بدر {ومن يوَلِّهِمْ يومئذٍ دبره}.
107- باب في الأسير يكره على الكفر
2649ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم وخالد، عن إسماعيل [بن أبي خالد]، عن قيس بن أبي حازم، عن خبَّاب قال:
أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو متوسِّد بردةً في ظل الكعبة، فشكونا إليه فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو اللّه لنا؟ فجلس محمَّراً وجهه فقال: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فيجعل فرقتين، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحمٍ وعصبٍ، ما يصرفه ذلك عن دينه، واللّه ليتمَّنَّ اللَّه هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت، ما يخاف إلا اللّه تعالى والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون".
108- باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً
2650ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن عمرو، حدّثه حسن بن محمد بن عليّ، أخبره عبيد اللّه بن أبي رافع وكان كاتباً لعليّ بن أبي طالب قال:
سمعت علياً [عليه السلام] يقول: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخٍ فإِنَّ بها ظعينةً معها كتاب فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإِذا نحن بالظعينة فقلننا: هلُمِّي الكتاب، فقالت: ما عندي من كتاب، فقلت: لتخرجنَّ الكتاب أو لنلقينَّ الثياب، فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، فإِذا هو: من حاطب بن أبي بَلْتَعَةَ إلى ناس من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "ما هذا ياحاطب؟" فقال: يارسول اللّه، لاتعجل عليَّ فإِني كنت امرأً ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسها، وإن قريشاً لهم بها قراباتٍ يحمون بها أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ فيهم يداً يحمون قرابتي بها، واللّه [يارسول اللّه] ما كان بي [من] كفر ولا ارتدادٍ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "صدقكم" فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "قد شهد بدراً، وما يدريك لعلَّ اللّه اطلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
2651ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بهذه القصة قال:
انطلق حاطب فكتب إلى أهل مكة: أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم قد سار إليكم، وقال فيه: قالت: ما معي كتاب، فانتحيناها فما وجدنا معها كتاباً، فقال عليٌّ: والذي يحلف به لأقتلنَّك أو لتخرجنَّ الكتاب، وساق الحديث.
109- [باب في] الجاسوس الذميِّ
2652ـ حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن مُحَبَّب أبو همام الدلاّل، قال: ثنا سفيان بن سعيد، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرِّب، عن فرات بن حيان
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمر بقتله وكان عَيْناً لأبي سفيان وكان حليفاً لرجل من الأنصار، فمرَّ بحلقة من الأنصار فقال: إني مسلم، فقال رجل من الأنصار: يارسول اللّه، إنه يقول إني مسلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن منكم رجالاً نكلهم إلى أيمانهم، منهم فرات بن حيان".
110- باب في الجاسوس المستأمن
2653ـ حدثنا الحسن بن عليّ، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا أبو عميس، عن ابن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:
أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم عينٌ من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه ثم انسلَّ فقال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "اطلبوه فاقتلوه" قال: فسبقتهم إليه فقتلته، وأخذت سلبه، فنفّلني إياه.
2654ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، أن هاشم بن القاسم وهشاماً حدّثاهم قالا: ثنا عكرمة [بن عمار] قال: حدثني إياس بن سلمة قال: حدثني أبي قال:
غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هوزان قال: فبينما نحن نتضحَّى وعامتنا مشاةٌ وفينا ضعفةٌ إذ داء رجل على جمل أحمر، فانتزع طلقاً من حقو البعير فقيَّد به جمله، ثم جاء يتغدَّى مع القوم، فلما رأى ضعفتهم ورقة ظهرهم خرج يعدو إلى جمله فأطلقه ثم أناخه فقعد عليه، ثم خرج يركضه، واتّبعه رجل من أسلم على ناقة ورقاء هي أمثل ظهر القوم قال: فخرجت أعدو فأدركته ورأس الناقة عند وَرِك الجَمَل، وكنت عند وَرِك الناقة ثم تقدمت حتى كنت عند وَرِك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه فندر، فجئت براحلته وما عليها أقودها، فاستقبلني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الناس مقبلاً فقال: "من قتل الرجل؟" فقالوا: سلمة بن الأكوع، قال: "له سلبه أجمع".
قال هارون: هذا لفظ هاشم.
111- باب في أيِّ وقت يستحب [فيه] اللقاء
2655ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا أبو عمران الجوني، عن علقمة بن عبد اللّه المزني، عن معقل بن يسار أن النعمان يعني ابن مُقَرِّن قال:
شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا لم يقاتل من أوَّل النهار أخَّر القتال حتى تزولَ الشمس، وتهبَّ الرياح، وينزل النصر.
112- باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء
2656ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ح وثنا عبيد اللّه بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن مهديّ، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عُباد قال:
كان أصحاب النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال.
2657ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر، قال: ثنا عبد الرحمن، عن همام، قال: ثنا مطر، عن قتادة، عن أبي بُرْدة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمثل ذلك.
113- باب في الرجل يترجل عند اللقاء
2658ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:
لما لقي النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم المشركين يوم حنين [فانكشفوا] نزل عن بغلته فترجّل.
114- باب في الخيلاء في الحرب
2659ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، المعنى واحد قالا: ثنا أبان قال: ثنا يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن جابر بن عَتيك، عن جابر بن عتيك أن نبيَّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول:
"من الغيرة ما يحبُّ اللّه، ومنها ما يبغض اللّه: فأما التي يحبها اللّه عزوجل فالغيرة في الريبة، وأما [الغيرة] التي يبغضها اللّه فالغيرة في غير ريبةٍ، وإنَّ من الخيلاء ما يبغض اللّه، ومنها ما يحبُّ اللّه: فأمّا الخيلاء التي يحبُّ اللّه فاختيال الرجل نفسه عند القتال، واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض اللّه عزوجل فاختياله في البغي" قال موسى: "والفخر".
115- باب في الرجل يستأسر
2660ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا إبراهيم يعني ابن سعد قال: أخبرنا ابن شهاب، قال: أخبرني عمرو بن جارية الثقفيُّ حليفُ بني زهرة عن أبي هريرة
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال: بعث النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم عشرةً عيناً وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت، فنفروا لهم هذيل بقريب من مائة رجلٍ رامٍ، فلما أحسَّ بهم عاصم لجأوا إلى قرددٍ فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحداً، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصماً في سبعة نفر، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خُبيبٌ وزيد بن الدثنة ورجلٌ آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيِّهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، واللّه لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء لأسوةً فجرُّوه، فأبى أن يصحبهم فقتلوه، فلبث خبيب أسيراً حتى أجمعوا قتله، فاستعار موسى يستحدُّ بها، فلما خرجوا به ليقتلوه قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، ثم قال: واللّه لولا أن تحسبوا ما بي جزعاً لزدت.
2661ـ حدثنا ابن عوف، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب؛ عن الزهري، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، وهو حليف لبني زهرة، وكان من أصحاب أبي هريرة، فذكر الحديث.
116- باب في الكمناء
2662ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، قال: ثنا أبو إسحاق، قال: سمعت البراء يحدث قال:
"جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على الرُّماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلاً عبد اللّه بن جبير، وقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم" قال: فهزمهم اللّه قال: فأنا واللّه رأيت النساء يشتددن على الجبل، فقال أصحاب عبد اللّه بن جبير: الغنيمة، أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد اللّه بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقالوا: واللّه لنأتينّ الناس فلنصيبن من الغنيمة فأتوهم، فصرفت وجوههم، وأقبلوا منهزمين.
117- باب في الصفوف
2663ـ حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن حمزة بن أبي اُسَيد، عن أبيه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين اصطففنا يوم بدر: "إذا أكثبوكم يعني إذا غشوكم فارموهم بالنبل، واستبقوا نبلكم".
118- باب في سلِّ السيوف عند اللقاء
2664ـ حدثنا محمد بن عيسى، قال: ثنا إسحاق بن نجيح، وليس بالملطي، عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه، عن جدّه قال:
قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر: "إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل، ولا تسلُّوا السيوف حتى يغشوكم".
119- باب في المبارزة
2665ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا عثمان بن عمر، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضَرِّبٍ، عن عليّ قال:
تقدّم يعني عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه فنادى: من يبارز؟ فانتدب له شبابٌ من الأنصار فقال: من أنتم؟ فأخبروه فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمّنا، فقال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: "قم ياحمزة، قم يا عليُّ قم يا عبيدة بن الحارث" فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كلُّ واحد منهما صاحبه، ثم ملنا على الوليد فقتلناه، واحتملنا عبيدة.
120- باب في النهي عن المُثَلةِ
2666ـ حدثنا محمد بن عيسى، وزياد بن أيوب قالا: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن هُنيٍّ بن نويرة، عن علقمة عن عبد اللّه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أعفُّ الناس قتلةً أهل الإِيمان".
2667ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن الهياج بن عمران أن عمران أبق له غلام، فجعل للّه عليه لئن قدر عليه لقطعنَّ يده، فأرسلني لأسأل له، فأتيت سمرة بن جندب فسألته، فقال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة، فأتيت عمران بن حصين فسألته فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحُثُّنا على الصدقة وينهانا عن المثلة.
121- باب في قتل النساء
2668ـ حدثنا يزيد بن خالد بن موهب، وقتيبة يعني ابن سعيد قالا: ثنا الليث، عن نافع،
عن عبد اللّه أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقتولةً، فأنكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قتل النساء والصبيان.
2669ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: ثنا عمر بن المرقَّع بن صيفي بن رباح قال: حدثني أبي، عن جده رباح بن ربيع قال:
كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شىء، فبعث رجلاً فقال: "انظر علام اجتمع هؤلاء" فجاء فقال: على امرأة قتيلٍ، فقال: "ما كانت هذه لتقاتل" قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلاً فقال: "قل لخالدٍ لا تقتلنَّ امرأةً ولا عسيفاً".
2670ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا هشيم، ثنا حجّاج، ثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جُندب، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم".
2671ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير،
عن عائشة قالت: لم يقتل من نسائهم تعنني بني قُرَيْظة إلا امرأة إنها لعندي تحدِّث تضحك ظهراً وبطناً، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقتل رجالهم بالسيوف إذ هتف [بها] هاتف باسمها: أين فلانة؟ قالت: أنا، قلت: وما شأنك؟ قالت: حدثٌ أحدثته قالت: فانطلق بها فضربت عنقها، قالت: فما أنسى عجباً منها أنها تضحك ظهراً وبطناً وقد علمت أنها تقتل.
2672ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد اللّه يعني ابن عبد اللّه عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة
أنه سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الدار من المشركين يُبَيَّتُون، فيصاب من ذراريِّهم ونسائهم، فقال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "هم منهم" وكان عمرو يعني ابن دينار يقول: "هم من آبائهم".
قال الزهري: ثم نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد ذلك عن قتل النساء والولدان.
122- باب في كراهية حرق العدوِّ بالنار
2673ـ حدثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا مغيرة بن عبد الرحمن الحزاميُّ، عن أبي الزناد، قال: حدثني محمد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمره على سرية قال: فخرجت فيها وقال: "إن وجدتم فلاناً فأحرقوه بالنار" فوليت فناداني، فرجعت إليه فقال: "إن وجدتم فلاناً فاقتلوه ولاتحرقوه، فإِنه لا يعذب بالنار إلا ربُّ النار".
2674ـ حدثنا يزيد بن خالد وقتيبة، أن الليث بن سعد حدّثهم عن بكير، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة قال:
بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعث فقال: "إن وجدتم فلاناً وفلاناً" فذكر معناه.
2675ـ حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن ابن سعد، قال غير أبي صالح: عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه عن أبيه قال:
كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرَةً معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش ، فجاء النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: "من فجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها" ورأى قرية نمل قد حرَّقناها فقال: "من حرق هذه؟" قلنا: نحن، قال: "إنه لاينبغي أن يعذب بالنار إلا ربُّ النار".
123- باب في الرجل يُكري دابته على النصف أو السهم
2676ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي أبو النضر، قال: ثنا محمد بن شعيب، قال: أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السِّيباني عن عمرو بن عبد اللّه أنه حدّثه عن واثلة بن الأسقع قال:
نادى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة تبوك، فخرجت إلى أهلي فأقبلت وقد خرج أول صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فطفقت في المدينة أنادي: ألا من يحمل رجلاً له سهمه، فنادى شيخ من الأنصار قال: لنا سهمه على أن نحمله عُقْبة وطعامه معنا؟ قلت: نعم، قال: فَسِرْ على بركة اللّه تعالى قال: فخرجت مع خير صاحب حتى أفاء اللّه علينا، فأصابني قلائصُ فسقتهنَّ حتى أتيته، فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله ثم قال: سقهنَّ مدبرات، ثم قال: سقهنَّ مقبلات فقال: ما أرى قلائصك إلا كراماً قال: إنما هي غنيمتك التي شرطت لك قال: خذ قلائصك يا ابن أخي فغير سهمك أرَدْنَا.
124- باب في الأسير يوثق
2677ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، يعني ابن سلمة قال: أخبرنا محمد بن زيَّاد قال: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "عجب ربُّنا عزَّوجلَّ من قومٍ يقادون إلى الجنة في السلاسل".
2678ـ حدثنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجّاج أبو معمر، قال: ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد اللّه، عن جُندب بن مكيث قال:
بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عبد اللّه بن غالب الليثي في سريَّةٍ وكنت فيهم، وأمرهم أن يَشُنُّوا الغارة على بني المُلَوَّحِ بالكديد، فخرجنا حتى إذا كنّا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثيُّ فأخذناه فقال: إنما جئت أريد الإِسلام، وإنما خرجت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلنا: إن تكن مسلماً لم يضرَّك رباطنا يوماً وليلة، وإن تكن غير ذلك نستوثق منك، فشددناه وثاقاً.
2679ـ حدثنا عيسى بن حماد المصري وقتيبة، قال قتيبة: ثنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول:
بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "ماذا عندك ياثمامة؟" قال: عندي يامحمد خيرٌ، إن تقتل تقتل ذا دمٍ، وإن تُنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ماشئت، فتركه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى إذا كان [من] الغد، ثم قال له: "ما عندك ياثمامة؟" فأعاد مثل هذا الكلام، فتركه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى كان بعد الغد، فذكر مثل هذا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل فيه ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وساق الحديث، قال عيسى: أخبرنا الليث وقال: ذا ذِمٍّ .
2680ـ حدثنا محمد بن عمرو الرازي قال: ثنا سلمة يعني ابن الفضل عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد اللّه بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارة قال:
قُدِم بالأسارى حين قدم بهم وسودة بنت زَمْعة عند آل عفراء في مُناخهم على عوف ومعوذ ابني عفراء قال: وذلك قبل أن يُضْرَبَ عليهن الحجاب قال: تقول سودة: واللّه إني لعندهم إذ أتيت فقيل: هؤلاء الأسارى قد أُتِيَ بهم، فرجعت إلى بيتي ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيه وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، ثم ذكر الحديث.
قال أبو داود: وهما قتلا أبا جهل بن هشام، وكانا انتدبا له ولم يعرفاه، وقتلا يوم بدر.
125- باب في الأسير ينال منه ويضرب ويقرر
2681ـ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نَدَبَ أصحابه فانطلقوا إلى بدر، فإِذا هم بروايا قريش فيها عبد أسود لبني الحجّاج، فأخذه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجعلوا يسألونه: أين أبو سفيان؟ فيقول: واللّه ما لي بشىء من أمره عِلْمٌ، ولكن هذه قريش قد جاءت فيهم أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف، فإِذا قال لهم ذلك ضربوه فيقول: دعوني دعوني أخبركم، فإِذا تركوه قال: واللّه ما لي بأبي سفيان من علم، ولكن هذه قريش قد أقبلت فيهم أبو جهل وعُتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأميَّة بن خلف قد أقبلوا، والنبي صلى اللّه عليه وسلم يصلّي وهو يسمع ذلك، فلما انصرف قال: "والذي نفسي بيده، إنكم لتضربونه إذا صدقكم، وتدعونه إذا كذبكم، هذه قريشٌ قد أقبلت لتمنع أبا سفيان" قال أنس: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "هذا مصرع فلانٍ غداً" ووضع يده على الأرض "وهذا مصرع فلانٍ غداً" ووضع يده على الأرض "وهذا مصرع فلانٍ غداً" ووضع يده على الأرض فقال: والذي نفسي بيده، ما جاوز أحد منهم عن موضع يد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأمر بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأخذ بأرجلهم فسحبوا، فألقوا في قليب بدر.
126- باب في الأسير يكره على الإِسلام
2682ـ حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي قال: ثنا أشعث بن عبد اللّه يعني السجستاني ح وثنا ابن بشار قال: حدثنا ابن أبي عديّ، وهذا لفظه، ح وثنا الحسن بن عليّ قال: ثنا وهب بن جرير، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
كانت المرأة تكون مقلاتاً ، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تُهَوِّدَهُ، فلما اجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لاندع أبناءنا، فأنزل اللّه عزّوجلّ: {لا إكراه في الدِّين قد تبين الرشد من الغيِّ}.
قال أبو داود: المقلاة التي لايعيش لها زلد.
127- باب قتل الأسير ولا يُعْرَض عليه الإِسلامُ
2683ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط بن نصر قال: زعم السُّدِّيُّ، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:
لمَّا كان يوم فتح مكة أمَّنَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الناس إلا أربعة نفرٍ وامرأتين وسماهم، وابن أبي سرح فذكر الحديث قال: وأما ابن أبي سرحٍ فإِنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا نبيَّ اللّه: بايع عبد اللّه، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: "أما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟" فقالوا: ما ندري يارسول اللّه ما في نفسك، ألاَّ أومأت إلينا بعينك قال: "إنه لا ينبغي لنبيٍّ أن تكون له خائنة الأعين".
قال أبو داود: كان عبد اللّه أخا عثمان من الرضاعة، وكان الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه وضربه عثمان الحدَّ إذ شرب الخمر.
2684ـ حدثنا محمد بن العلاء قال: ثنا زيد بن حباب قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي قال: حدثني جدِّي، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يوم فتح مكة: "أربعةٌ لا أؤمِّنهم في حلٍّ ولاحرمٍ" فسماهم قال: وقينتين كانا لمقيسٍ فقتلت إحداهما، وأفلتت الأخرى فأسلمت.
قال أبو داود: لم أفهم إسناده من ابن العلاء كما أحِبُّ.
2685ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: "اقتلوه".
قال أبو داود: اسم ابن خطل عبد اللّه، وكان أبو برزة الأسلمي قتله.
128- باب في قتل الأسير صبراً
2686ـ حدثنا علي بن الحسين الرَّقي قال: ثنا عبد اللّه بن جعفر الرَّقي قال: أخبرني عُبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرَّة، عن إبراهيم قال:
أراد الضَّحَّاك بن قيس أن يستعمل مسروقاً، فقال له عُمارة بن عُقبة أخو الوليد بن عقبة ـ: أتستعمل رجلاً من بقايا قتلةِ عثمان؟ فقال له مسروق: حدثنا عبد اللّه بن مسعود وكان في أنفسنا موثوق الحديث أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم لما أراد قتل أبيك قال: من للصِّبية؟ قال: "النار" فقد رضيت لك ما رضي لك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
129- باب في قتل الأسير بالنبل
2687ـ حدثنا سعيد بن منصور قال: ثنا عبد اللّه بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن ابن تِعْلِي، قال:
غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأُتِيَ بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبراً .
قال أبو داود: قال لنا غير سعيد عن ابن وهب في هذا الحديث قال: بالنبل صبراً، فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينهى عن قتل الصبر، فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجةٌ ماصبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأعتق أربع رقاب.
130- باب في المنِّ على الأسير بغير فداء
2688ـ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد قال: أخبرنا ثابت:
عن أنس أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه من جبال التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم، فأخذهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سَلَماً ، فأعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأنزل اللّه عزَّوجلَّ: {وهو الذي كفَّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة} إلى آخر الآية.
2689ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: ثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال لأسارى بدر: "لو كان مطعم بن عدِيّ حياً ثمَّ كلَّمني في هؤلاء النَّتنى لأطلقتهم له".
131- باب في فداء الأسير بالمال
2690ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: ثنا أبو نوح قال: أخبرنا عكرمة بن عمَّار قال: ثنا سماكٌ الحنفي قال: حدثني ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال:
لما كان يوم بدر فأخذ يعني النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم الفداء أنزل اللّه عزَّوجلَّ: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتَّى يثخن في الأرض} إلى قوله: {لمسَّكم فيما أخذتم} من الفداء، ثم أحلَّ [اللّه] لهم الغنائم.
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يُسأل عن اسم أبي نوح فقال: إيش تصنع باسمه؟ إسمه إسم شنيع.
قال أبو داود: اسم أبي نوح قراد، والصحيح عبد الرحمن بن غزوان.
2691ـ حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي قال: ثنا سفيان بن حبيب قال: ثنا شعبة، عن أبي العنبس، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة.
2692ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد اللّه بن الزبير، عن عائشة قالت:
لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادةٍ لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص قالت: فلما رآها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رقَّ لها رقَّةً شديدةً، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها الذي لها" فقالوا: نعم، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخذ عليه، أو وعده أن يخليَ سبيل زينب إليه، وبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار فقال: "كونا ببطن يأجج حتَّى تمرَّ بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها".
2693ـ حدثنا أحمد بن أبي مريم، ثنا عمي يعني سعيد بن الحكم قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: وذكر عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوزان مسلمين، فسألوه أن يردّ إليهم أموالهم، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "معي من ترون، وأحبُّ الحديث إليَّ أصدقه، فاختاروا: إمَّا السَّبي وإما المال" فقالوا: نختار سبينا، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأثنى على اللّه ثم قال: "أما بعد، فإِن إخوانكم هؤلاء جاءوا تائبين، وإنِّ قد رأيت أن أردَّ إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء اللّه علينا فليفعل" فقال الناس: قد طيبنا ذلك لهم يارسول اللّه، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم" فرجع الناس وكلمهم عرفاؤهم، فأخبروا أنهم قد طيبوا وأذنوا.
2694ـ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في القصة قال:
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ردُّوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن مسَّك بشىء من هذا الفيء، فإِن له به علينا ستَّ فرائضٍ من أول شىء يفيئه اللّه علينا" ثم دنا يعني النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم من بعير، فأخذ وبرةً من سنامه ثم قال: يا أيها الناس إنه ليس لي من هذا الفيء شىءٌ، ولا هذا" ورفع اصبعيه "إلاَّ الخمس، والخمس مردودٌ عليكم، فأدُّوا الخياط والمخيط" فقام رجل في يده كبَّةٌ من شعر فقال: أخذت هذه لأصلح بها برذعةً لي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك" فقال: أما إذا بلغت ما أرى فلا أرب لي فيها، ونبذها.
132- باب في الإِمام يقيم عند الظهور على العدوِّ بعرصتهم
2695ـ حدثنا محمد بن المثنى قال: ثنا معاذ بن معاذ، ح وثنا هارون بن عبد اللّه قال: ثنا رَوْح قالا: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا غلب على قوم أقام بالعَرْصةِ ثلاثاً، قال ابن المثنى: إذا غلب قوماً أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثاً.
[قال أبو داود: كان يحيى بن سعيد يطعن في هذا الحديث، لأنه ليس من قديم حديث سعيدٍ، لأنه تغيَّر سنة خمس وأربعين، ولم يُخرِّج هذا الحديث إلا بآخره.
قال أبو داود: يقال إن وكيعاً حمل عنه في تغيُّره].
133- باب في التفريق بين السَّبْيِ
2696ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا إسحاق بن منصور، ثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن عليّ رضي اللّه عنه
أنه فرَّق بين جارية وولدها، فنهاه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك، وردَّ البيع.
قال أبو داود: وميمون لم يدرك علياً، قتل بالجماجم، والجماجم سنة ثلاث وثمانين.
قال أبو داود: والحرَّةُ سنة ثلاث وستين، وقتل ابن الزُّبير سنة ثلاث وسبعين.
134- باب الرخصة في المدركين يفرق بينهم
2697ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه قال: ثنا هاشم بن القاسم [قال: ثنا عكرمة قال]: حدثني إياس بن سلمة قال: حدثني أبي قال:
خرجنا مع أبي بكر وأمَّرَه علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فغزونا فزارة فشننَّا الغارة، ثم نظرت إلى عنق من الناس فيه الذرية والنساء، فرميت بسهم، فوقع بينهم وبين الجبل، فقاموا فجئت بهم إلى أبي بكر فيهم امرأة من فزارة وعليها قِشْعٌ من أدَمٍ معها بنتٌ لها من أحسن العرب، فنفَّلني أبو بكر ابنتها فقدمت المدينة، فلقيني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال لي: "ياسلمة هب لي المرأة" فقلت: واللّه لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوباً، فسكت حتى إذا كان من الغد لقيني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في السوق فقال لي: "ياسلمة، هب لي المرأة للّه أبوك" فقلت: يارسول اللّه، واللّه ما كشفت لها ثوباً، وهي لك، فبعث بها إلى أهل مكة وفي أيديهم أسرى، ففداهم بتلك المرأة.
135- باب في المال يصيبه العدوُّ من المسلمين ثم يدركه صاحبُه في الغنيمة
2698ـ حدثنا صالح بن سهيل، ثنا يحيى يعني ابن أبي زائدة عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أن غلاماً لابن عمر أبقَ إلى العدوِّ فظهر عليه المسلمون، فرده رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى ابن عمر ولم يُقسَم.
[قال أبو داود: وقال غيره: ردَّه عليه خالد بن الوليد].
2699ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري والحسن بن علي، المعنى قالا: ثنا ابن نُمير، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:
ذهب فرس له فأخذها العدوّ، فظهر عليهم المسلمون، فرُدَّ عليه في زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإبَق عبد له فلحق بأرض الروم، فظهر عليهم المسلمون، فردَّه عليه خالد بن الوليد بعد النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم.
136- باب في عبيد المشركين يلحقون بالمسلمين فيُسلِمُون
2700ـ حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحرَّاني، قال: حدثني محمد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن منصور بن المعتمر، عن رِبْعيِّ بن حِرَاش، عن عليّ بن أبي طالب قال:
خرج عِبْدَانٌ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعني يوم الحديبية قبل الصلح، فكتب إليه مواليهم فقالوا: يامحمد، واللّه ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هرباً من الرِّق، فقال ناس: صدقوا يارسول اللّه رُدَّهم إليهم، فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال: "ما أراكم تنتهون يا معشر قريشٍ حتى يبعث اللّه [عزوجل] عليكم من يضرب رقابكم على هذا" وأبى أن يردَّهم، وقال: "هم عتقاء اللّه عزوجل".
137- باب في إباحة الطعام في أرض العدوِّ
2701ـ حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال: ثنا أنس بن عياض، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أن جيشاً غنموا في زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طعاماً وعسلاً فلم يؤخذ منهم الخمس.
2702ـ حدثنا موسى بن إسماعيل والقعنبي قالا: ثنا سليمان، عن حُميد يعني ابن هلال عن عبد اللّه بن مغفل قال:
دُلِّيَ جرابٌ من شحم يوم خيبر قال: فأتيته فالتزمته قال: ثم قلت: لا أعطي من هذا أحداً اليوم شيئاً، قال: فالتفتُّ فإِذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتبسَّم إليَّ.
138- باب في النهي عن النُّهبى إذا كان في الطعام قلةُ في أرض العدو
2703ـ حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا جرير يعني ابن حازم عن يعلى بن حكيم، عن أبي لبيد قال:
كنا مع عبد الرحمن بن سمرة بكابل فأصاب الناس غنيمةً فانتهبوها، فقام خطيباً فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينهى عن النهْبى، فردُّوا ما أخذوا، فقسَّمه بينهم.
2704ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو إسحاق الشيباني، عن محمد بن أبي مجالد، عن عبد اللّه بن أبي أوفى، قال:
قلت: هل كنتم تخمِّسون يعني الطعام في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال: أصبنا طعاماً يوم خيبر، فكان الرجل يجيء فيأخذ منه مقدار ما يكفيه ثم ينصرف.
2705ـ حدثنا هنَّاد بن السَّريِّ، ثنا أبو الأحوص، عن عاصم يعني ابن كليب عن أبيه، عن رجل من الأنصار قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر فأصاب الناس حاجةٌ شديدة وجَهْدٌ، وأصابوا غنماً فانتهبوها، فإِن قدرونا لتغلي إذ جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمشي على قوسه فأكفأ قدورنا بقوسه، ثم جعل يرمِّل اللحم بالتراب، ثم قال: "إنَّ النهبة ليست بأحلَّ من الميتة" أو "إن الميتة ليست بأحلَّ من النهبة" الشكُّ من هناد.
139- باب في حمل الطعام من أرض العدوِّ
2706ـ حدثنا سعيد بن منصور قال: ثنا عبد اللّه بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن ابن حَرْشَفٍ الأزديَّ حدثه، عن القاسم مولى عبد الرحمن،
عن بعض أصحاب النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال: كنا نأكل الجزور في الغزو ولانقسمه، حتى إن كنا لنرجع إلى رحالنا وأخرجتنا منه مملأةٌ.
140- باب في بيع الطعام إذا فضل عن الناس في أرض العدو
2707ـ حدثنا محمد بن المصفى، ثنا محمد بن المبارك، عن يحيى بن حمزة قال: ثنا أبو عبد العزيز شيخٌ من أهل الأردنِّ، عن عبادة بن نُسَيٍّ، عن عبد الرحمن بن غنم قال:
رابطنا مدينة قِنَّسْرِين مع شرحبيل بن السِّمط، فلما فتحها أصاب فيها غنماً وبقراً، فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم، فلقيت معاذ بن جبل فحدثته، فقال معاذ: غزونا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خيبر فأصبنا فيها غنماً فقسم فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طائفة، وجعل بقيتها في المغنم.
141- باب في الرجل ينتفع من الغنيمة بالشيء
2708ـ حدثنا سعيد بن منصور وعثمان بن أبي شيبة، المعنى. قال أبو داود: وأنا لحديثه أتقنُ، قالا: ثنا أبو معاوية، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق مولى تُجيب، عن حنش الصنعاني، عن رويفع بن ثابت الأنصاري،
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يركب دابةً من فيء المسلمين، حتى إذا أعجفها ردها فيه، ومن كان يؤمن باللّه وباليوم الآخر فلا يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه".
142- باب في الرخصة في السلاح يقاتل به في المعركة
2709ـ حدثنا محمد بن العلاء، قال أخبرنا إبراهيم يعني ابن يوسف قال أبو داود: هو إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: حدثني أبو عبيدة، عن أبيه قال:
مررت فإِذا أبو جهل صريع قد ضُرِبت رجله فقلت: ياعدوَّ اللّه يا أبا جهل، قد أخزى اللّه الآخِرَض قال: ولا أهابه عند ذلك فقال: أبعَدُ من رجل قتله قومه! فضربته بسيف غير طائل، فلم يغن شيئاً حتى سقط سيفه من يده، فضربته به حتى بَرَدَ.
143- باب في تعظيم الغلول
2710ـ حدثنا مسدد، أن يحيى بن سعيد وبشر بن المفضل حدّثاهم، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد الجهني،
أن رجلاً من أصحاب النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم توفِّي يوم خيبر، فذكروا ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "صلوا على صاحبكم" فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: إنَّ صاحبكم غلَّ في سبيل اللّه، ففتشنا متاعه فوجدنا خَرزاً من خرز يهود لايساوي درهمين.
2711ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث مولى ابن مطيعٍ، عن أبي هريرة أنه قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام خيبر، فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً إلا الثياب والمتاع والأموال، قال: فوجَّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نحو وادي القرى، وقد أُهدِيَ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عبدٌ أسود يقال له مِدْعَمٌ، حتى إذا كانوا بوادي القرى، فبينا مِدْعَمٌ يحط رحل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ جاءه سهم فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "كلاَّ والذي نفسي بيده إنَّ الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً" فلما سمعوا ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "شراكٌ من نارٍ" أو قال: " شراكان من نارٍ".
144- باب في الغلول إذا كان يسيراً يتركه الإِمام ولايُحرِّق رحله
2712ـ حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن عبد اللّه بن شوذب قال: حدثني عامر يعني ابن عبد الواحد عن ابن بريدة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالاً فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخْمُسُه ويقسمه، فجاء رجل بعد ذلك بزْمامٍ من شعر فقال: يارسول اللّه، هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة، فقال: "أسمعت بلالاً ينادي؟" ثلاثاً، قال: نعم، قال: "فما منعك أن تجيء به؟" فاعتذر [إليه] فقال: "كن، أنت تجيء به يوم القيامة، فلن أقبله عنك".
145- باب في عقوبة الغالِّ
2713ـ حدثنا النفيلي وسعيد بن منصور قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد، قال النفيلي الأندراوردي عن صالح بن محمد بن زائدة . قال أبو داود: وصالح هذا أبو واقد قال:
دخلت مع مسلمة أرض الروم فأُتِيَ برجل قد غَلَّ، فسأل سالماً عنه فقال: سمعت أبي يحدِّث عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا وجدتم الرجل قد غلَّ فأحرقوا متاعه واضربوه" قال: فوجدنا في متاعه مصحفاً، فسأل سالماً عنه فقال: بعه وتصدق بثمنه.
2714ـ حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن صالح بن محمد قال:
غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد اللّه بن عمر وعمر بن عبد العزيز، فغلَّ رجل متاعاً، فأمر الوليد بمتاعه فأحرق وَطِيفَ به، ولم يُعْطِهِ سَهمه.
قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين، رواه غير واحد أن الوليد بن هشام أحرق رحل زياد بن سعد، وكان قد غلَّ وضربه.
2715ـ حدثنا محمد بن عوف قال: ثنا موسى بن أيوب قال: ثنا الوليد بن مسلم قال: ثنا زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبا بكر وعمر حرَّقوا متاع الغالّ وضربوه.
قال أبو داود: وزاد فيه علي بن بحر عن الوليد، ولم أسمعه منه: ومنعوه سهمه.
قال أبو داود: وحدثنا به الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نجدة قالا: ثنا الوليد، عن زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب قوله: ولم يذكر عبد الوهاب بن نجدة الحوطي "منع سهمه".
146- باب النهي عن الستر على من غلَّ
2716ـ حدثنا محمد بن داود بن سفيان قال: ثنا يحيى بن حسان قال: ثنا سليمان بن موسى أبو داود ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب قال:
أما بعد وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من كتم غالاًّ فإِنه مثله".
147- باب في السَّلب يعطي القاتل
2717ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة أنَّه قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال: فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين قال: فاستدرت له حتى أتيته من ورائه، فضربته بالسيف على حبل عاتقه ، فأقبل عليَّ فضمَّني ضمَّةً وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت له: ما بال الناس؟ قال: أمر اللّه، ثم إن الناس رجعوا، وجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "من قتل قتيلاً له عليه بيِّنةٌ فله سلبه" قال: فقمت ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال الثانية: "من قتل قتيلاً له عليه بيِّنةٌ فله سلبه" قال: فقمت ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال ذلك الثالثة، فقمت فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما لك يا أبا قتادة؟" قال: فاقتصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق يارسول اللّه وسلب ذلك القتيل عندي، فأرضه منه، فقال أبو بكر الصديق: لاها اللّه إذاً، يعمِد إلى أسد من أسد اللّه يقاتل عن اللّه وعن رسوله فيعطيك سلبه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "صدق، فأعطه إياه".
فقال أبو قتادة: فأعطانيه، فبِعْتُ الدِّرع، فابتعت به مَخْرَفاً في بني سلمة فإِنه لأولُ مال تأثلته في الإِسلام.
2718ـ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذٍ يعني يوم حنين "من قتل كافراً فله سلبه" فقتل أبو طلحة يومئذٍ عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم، ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجرٌ فقال: يا أمّ سليم، ما هذا معك؟ قالت: أردت واللّه إن دنا مني بعضهم أبعج به بطنه، فأخبر بذلك أبو طلحة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
قال أبو داود: هذا حديث حسن.
قال أبو داود: أردنا بهذا الخنجر، وكان سلاح العجم يومئذٍ الخنجر.
148- باب في الإِمام يمنع القاتل السلب إن رأى والفرس والسلاح من السّلب
2719ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: ثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جُبيرِ بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعيِّ قال:
خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مُؤتَةَ فرافقني مَدَدِيٌّ من أهل اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزوراً، فسأله المددِيُّ طائفة من جلده فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدَّرْقِ ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرجٌ مذهب وسلاح مذهب فجعل الرومي يفري بالمسلمين، فقعد له المَدَدِيُّ خلف صخرة، فمر به الرومي فعرْقَبَ فرسه فخرَّ وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح اللّه عزَّوجلَّ للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ من السَّلب، قال عوف: فأتيته فقلت: ياخالد، أما علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قضى بالسَّلب للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته، قلت: لتردَّنَّه عليه أو لأعرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأبى أن يرد عليه، قال عوف: فاجتمعنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقصصت عليه قصة المَدَديِّ وما فعل خالدٌ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ياخالد، ما حملك على ما صنعت؟" قال: يارسول اللّه استكثرته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ياخالد، ردَّ عليه ما أخذت منه" قال عوف: فقلت [له: دونك] يا خالد ألم أفِ لك؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "وما ذاك؟" فأخبرته، قال: فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "يا خالد لاتردَّ عليه، هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره".
2720ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: ثنا الوليد قال: سألت ثوراً عن هذا الحديث، فحدثني عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، نحوه.
149- باب في السَّلب لايخمس
2721ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي وخالد بن الوليد،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل، ولم يخمّس السَّلب.
150- باب: من أجاز على جريح مُثخَن يُنفّلُ من سلبه
2722ـ حدثنا هارون بن عباد الأزدي قال: ثنا وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
نفّلني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر سيف أبي جهل، كان قتله.
151- باب فيمن جاء بعد الغنيمة لاسهم له
2723ـ حدثنا سعيد بن منصور قال: ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن الوليد الزَّبِيديِّ، عن الزُّهري أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدِّث سعيد بن العاص
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث أبان بن سعيد بن العاص على سرِيَّةٍ من المدينة قِبلَ نجد، فقدم أبان بن سعيد وأصحابه على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بخيبر بعد أن فتحها، وإن حزم خيلهم ليفٌ، فقال أبان: اقسم لنا يارسول اللّه، فقال أبو هريرة: فقلت: لاتقسم لهم يارسول اللّه، فقال أبان: أنت بها يا وبر تحدَّر علينا من رأس ضالٍ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "اجلس يا أبان" ولم يقسم لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
2724ـ حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: ثنا سفيان قال: ثنا الزهري وسأله إسماعيل بن أميَّة فحدثناه الزُّهريُّ أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي يحدِّث عن أبي هريرة قال:
قدمت المدينة ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بخيبر حين افتتحها، فسألته أن يُسْهِمَ لي، فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال: لاتسهم له يارسول اللّه، قال: فقلت: هذا قاتل ابن قوقل، فقال سعيد بن العاص: ياعجباً لوبر قد تدلّى علينا من قدوم ضال يعيّرني بقتل امرىء مسلم أكرمه اللّه تعالى على يديَّ ولم يُهِنِّي على يديه.
[قال أبو داود: هؤلاء كانوا نحو عشرة فقتل منهم ستة ورجع من بقي].
2725ـ حدثنا محمد بن العلاء قال: ثنا أبو أسامة، ثنا بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال:
قدمنا فوافقنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا أو قال: فأعطانا منها، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئاً إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا جعفراً وأصحابه فأسهم لهم معهم.
2726ـ حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح، قال: ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن كليب بن وائل، عن هانىء بن قيس، عن حبيب بن أبي مليكة، عن ابن عمر قال:
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قام يعني يوم بدر فقال: "إنَّ عثمان انطلق في حاجة اللّه وحاجة رسوله، وإنِّي أبايع له" فضرب له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بسهم، ولم يضرب لأحد غاب غيره.
152- باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة
2727ـ حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح، ثنا أبو إسحاق الفزاريُّ، عن زائدة، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هرمز قال:
كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن كذا وكذا وذكر أشياء، وعن المملوك: أله في الفيء شىء؟ وعن النساء: هل كنَّ يخرجن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ وهل لهنَّ نصيب؟ فقال ابن عباس: لولا أن يأتي أحموقةً ما كتبت إليه، أما المملوك فكان يُحذَى، وأما النساء فكنَّ يداوين الجرحى، ويسقين الماء.
2728ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: ثنا أحمد بن خالد يعني الوهبي قال: ثنا ابن إسحاق، عن أبي جعفر والزهري، عن يزيد بن هرمز قال:
كتب نجدة الحروريُّ إلى ابن عباس يسأله عن النساء: هل كنَّ يشهدن الحرب مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ وهل كان يضرب لهنَّ بسهم؟ قال: فأنا كتبت كتاب ابن عباس إلى نجدة: قد كن يحضرن الحرب مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأمَّا أن يضرب لهنَّ بسهم فلا، وقد كان يرضخ لهنَّ.
2729ـ حدثنا إبراهيم بن سعيد وغيره قالا: أخبرنا زيد يعني ابن الحباب قال: ثنا رافع بن سلمة بن زياد، قال: حدثني حشرج بن زياد، عن جدته أمِّ أبيه
أنها خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة خيبر سادس ستِّ نسوةٍ فبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فبعث إلينا، فجئنا فرأينا فيه الغضب فقال: "مع من خرجتنَّ وبإِذن من خرجتنَّ؟" فقلنا: يارسول اللّه خرجنا نغزل الشعر، ونعين به في سبيل اللّه، ومعنا دواء للجرحى، ونناول السِّهام، ونسقي السويق، فقال: "قمن"، حتى إذا فتح اللّه عليه خيبر أسهم لنا كما أسهم للرجال، قال: فقلت لها: يا جدَّةُ، وما كان ذلك؟ قالت: تمراً.
2730ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا بشر يعني ابن المفضل عن محمد بن زيد قال: حدثني عميرٌ مولى آبي اللَّحْم قال:
شهدت خيبر مع سادتي فكلّموا فيَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأمر بي، فقُلِّدْتُ سيفاً فإِذا أنا أجره، فأخبر أني مملوك فأمر لي بشىء من خرثيّ المتاع .
قال أبو داود: معناه أنه لم يُسْهِمْ له.
قال أبو داود: وقال أبو عبيد: كان حرم اللحم على نفسه فسمِّيَ آبي اللحم.
2731ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:
كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر.
153- باب في المشترك يسهم له
2732ـ حدثنا مسدد ويحيى بن معين قالا: ثنا يحيى، عن مالك، عن الفضيل، عن عبد اللّه بن نيار، عن عروة، عن عائشة قال يحيى:
إن رجلاً من المشركين لحق بالنبيِّ صلى اللّه عليه وسلم ليقاتل معه، فقال: "ارجع" ثم اتفقا: فقال: "إنَّ لا نستعين بمشركٍ".
154- باب في سهمان الخيل
2733ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو معاوية، ثنا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أسهم لرجلٍ ولفرسه ثلاثة أسهمٍ: سهماً له، وسهمين لفرسه.
2734ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد اللّه بن يزيد، ثنا المسعوديُّ، حدثني أبو عمرة، عن أبيه قال:
أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربعة نفرٍ ومعنا فرس، فأعطى كلَّ إنسان منا سهماً، وأعطى للفرس سهمين.
2735ـ حدثنا مسدد، ثنا أمية بن خالد، ثنا المسعودي، عن رجل من آل أبي عمرة، عن أبي عمرة بمعناه، إلا أنه قال: ثلاثة نفر، زاد: فكان للفارس ثلاثة أسهم.
155- باب فيمن أسهم له سهماً
2736ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا مُجَمِّع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد الأنصاري قال: سمعت أبي يعقوب بن المجمِّع يذكر عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن عمه مجمع بن جارية الأنصاريِّ، وكان أحد القراء الذين قرءوا القرآن قال:
شهدنا الحديبية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يَهُزُّون الأباعر ، فقال بعض الناس لبعضٍ: ما للناس؟ قالوا: أوحِيَ إلى النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم، فخرجنا مع الناس نُوجِفُ ، فوجدنا النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، واقفاً على راحلته عند كراع الغميم، فلما اجتمع عليه الناس قرأ عليهم: {إنَّا فتحنا لك فتحاً مبيناً} فقال رجل: يارسول اللّه، أفتحٌ هو؟ قال: "نعم، والذي نفس محمدٍ بيده إنه لفتحٌ" فقسِّمت خيبر على أهل الحديبية، فقسَّمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ثمانية عشر سهماً، وكان الجيش ألفاً وخمسمائة، فيهم ثلثمائة فارس، فأعطى الفارس سهمين، وأعطى الراجل سهماً.
قال أبو داود: حديث أبي معاوية أصح والعمل عليه، وأرى الوهم في حديث مجمع أنه قال: ثلثمائة فارس، وكانوا مائتي فارس.
156- باب في النَّفَل
2737ـ حدثنا وهب بن بقيَّة قال: أخبرنا خالد، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النَّفل كذا وكذا" قال: فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها. فلما فتح اللّه عليهم قالت المشيخة: كنا رِدْءاً لكم، لو انهزمتم لفئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى، فأبى الفتيان وقالوا: جعله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لنا، فأنزل اللّه {يسألونك عن الأنفال، قل الأنفال للّه والرسول} إلى قوله: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحقِّ، وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون} يقول: فكان ذلك خيراً لهم، فكذلك أيضاً فأطيعوني فإِني أعلم بعاقبة هذا منكم.
2738ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، قال: أخبرنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يوم بدر: "من قتل قتيلاً فله كذا وكذا، ومن أسر أسيراً فله كذا وكذا" ثم ساق نحوه، وحديث خالد أتمّ.
2739ـ حدثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال ، قال: ثنا يزيد بن خالد بن موهب الهمداني قال: ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: أخبرنا داود بهذا الحديث بإِسناده قال:
قسَّمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالسواء، وحديث خالد أتمّ.
2740ـ حدثنا هناد بن السَّريّ، عن أبي بكر، عن عاصم، عن مُصْعَب بن سعد، عن أبيه، قال:
جئت إلى النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر بسيف، فقلت: يارسول اللّه، إن اللّه قد شفى صدري اليوم من العدوِّ، فهب لي هذا السيف، قال: "إنَّ هذا السيف ليس لي ولا لك" فذهبت وأنا أقول: يعطاه اليوم من لم يبل بلائي، فبينا أنا إذ جاءني الرسول فقال: أجب، فظننت أنه نزل فيّ شىء بكلامي، فجئت فقال لي النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إنك سألتني هذا السيف، وليس هو لي ولا لك، وإن اللّه قد جعله لي، فهو لك" ثم قرأ: {يسألونك عن الأنفال، قل الأنفال للّه والرسول} إلى آخر الآية.
قال أبو داود: قراءة ابن مسعود {يسألونك عن النفل}.
157- باب في نفل السرية تخرج من المعسكر
2741ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا الوليد بن مسلم، ح وثنا موسى بن عبد الرحمن الأنطاكي قال: ثنا مبشر، ح وثنا محمد بن عوف الطائي، أن الحكم بن نافع حدثهم، المعنى كلهم عن شعيب بن أبي حمزة، عن نافع، عن ابن عمر قال:
بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في جيشٍ قبل نجد، وانبعثت سرية من الجيش، فكان سُهْمانُ الجيش اثني عشر بعيراً، اثني عشر بعيراً، ونفَّل أهل السرية بعيراً بعيراً، فكانت سُهْمانهم ثلاثة عشر، ثلاثة عشر.
2742ـ حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي قال: قال الوليد يعني ابن مسلم حدثت ابن المبارك بهذا الحديث قلت: وكذا حدثنا ابن أبي فروة، عن نافع قال: لاتعدل من سميت بمالك، هكذا أو نحوه، يعني مالك بن أنس.
2743ـ حدثنا هناد، ثنا عبدة يعني ابن سليمان الكلابي عن محمد يعني ابن إسحاق عن نافع، عن ابن عمر قال:
بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سرية إلى نجد، فخرجت معها فأصبنا نَعَماً كثيراً، فنفلنا أميرنا بعيراً بعيراً لكل إنسان، ثم قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقسم بيننا غنيمتنا، فأصاب كلَّ رجل منا اثنا عشر بعيراً بعد الخمس، وما حاسبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالذي أعطانا صاحبنا ولا عاب عليه بعدما صنع، فكان لكل رجل منا ثلاثة عشر بعيراً بنفله.
2744ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، ح وثنا عبد اللّه بن مسلمة ويزيد بن خالد بن موهب قالا: ثنا الليث، المعنى عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث سرِيَّةً فيها عبد اللّه بن عمر قِبَل نجد، فغنموا إبلاً كثيرة، فكانت سهمانهم اثني عشر بعيراً، ونفلوا بعيراً بعيراً، زاد ابن موهب: فلم يغيِّره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
2745ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه قال: حدثني نافع، عن عبد اللّه [بن عمر] قال:
بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سرية، فبلغت سهماننا اثني عشر بعيراً، ونفلنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعيراً بعيراً.
قال أبو داود: رواه برد بن سنان، مثله عن نافع مثل حديث عبيد اللّه، ورواه أيوب عن نافع مثله إلا أنه قال: ونُفِّلنا بعيراً بعيراً لم يذكر النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم.
2746ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثني أبي، عن جدّي، ح وثنا حجّاج بن أبي يعقوب قال: حدثني حُجَيْن قال: ثنا الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد اللّه بن عمر،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد كان يُنَفِّلُ بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة النَّفَلَ سوى قسم عامَّة الجيش، والخمس واجب في ذلك كله.
2747ـ حدثنا أحمد بن صالح، قال: ثنا عبد اللّه بن وهب، ثنا حُيَيُّ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّيِّ، عن عبد اللّه بن عمرو،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلثمائة وخمسة عشر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهمَّ إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهمَّ إنهم جياعٌ فأشبعهم" ففتح اللّه له يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا، وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين، واكتسوا، وشبعوا.
158- باب فيمن قال: الخمس قبل النَّفل
2748ـ حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر الشامي، عن مكحول، عن زيّاد بن جارية التميمي، عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُنَفِّلُ الثلث بعد الخمس.
2749ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة الجشميُّ قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن ابن جارية، عن حبيب بن مسلمة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يُنَفِّلُ الربع بعد الخمس، والثلث بعد الخمس، إذا قفل .
2750ـ حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان ومحمود بن خالد الدِّمَشقيَّانِ، المعنى قالا: ثنا مروان بن محمد قال: ثنا يحيى بن حمزة قال: سمعت أبا وهب يقول: سمعت مكحولاً يقول:
كنت عبداً بمصر لامرأة من بني هذيل فأعتقتني، فما خرجت من مصر وبها علم إلا حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت الحجاز فما خرجت منها وبها علم إلا حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت العراق، فما خرجت منها وبها علم إلا حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت الشام فغربلتها، كلَّ ذلك أسأل عن النفل، فلم أجد أحداً يخبرني فيه بشىء، حتى لقيت شيخاً يقال له زياد بن جارية التميمي، فقلت له: هل سمعت في النَّفل شيئاً؟ قال: نعم، سمعت حبيب بن مسلمة الفِهْرِيَّ يقول: شهدت النبي صلى اللّه عليه وسلم نفَّلَ الربع في البَدْأة والثلث في الرجعة.
159- باب في السرية تردُّ على أهل العسكر
2751ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن أبي عديٍّ، عن ابن إسحاق [هو محمد] ببعض هذا، ح وثنا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة، قال: حدثني هشيم، عن يحيى بن سعيد، جميعاً عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يدٌ على من سواهم يردُّ مشدهم على مضعفهم، ومتسرِّيهم على قاعدهم، لايقتل مؤمنٌ بكافرٍ، ولا ذو عهدٍ في عهده" ولم يذكر ابن إسحاق القود والتكافؤ.
2752ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عكرمة، حدثني إياس بن سلمة، عن أبيه قال:
أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقتل راعيها، فخرج يطردها هو وأناس معه في خيلٍ، فجعلت وجهي قبل المدينة، ثم ناديت ثلاث مرات: ياصباحاه، ثم اتَّبعت القوم فجعلت أرمي وأعقرهم، فإِذا رجع إليَّ فارس جلست في أصل شجرة، حتى ما خلق اللّه شيئاً من ظهر النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم إلا جعلته وراء ظهري، وحتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحاً وثلاثين بردة يستخفُّون منها، ثم أتاهم عيينة مدداً فقال: ليقم إليه نفر منكم، فقام إليَّ أربعة منهم فصعدوا الجبل، فلما أسمعتهم قلت: أتعرفوني؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أنا ابن الأكوع، والذي كرَّم وجه محمد [صلى اللّه عليه وسلم] لا يطلبني رجل منكم فيدركني ولا أطلبه فيفوتني، فما برحت حتى نظرت إلى فوارس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتخللون الشجر أوَّلهم الأخرم الأسدي فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة ويعطف عليه عبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فعقر الأخرم عبد الرحمن وطعنه عبد الرحمن فقتله، فتحوّل عبد الرحمن على فرس الأخرم، فلحق أبو قتادة بعبد الرحمن، فاختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة وقتله أبو قتادة، فتحوَّل أبو قتادة على فرس الأخرم، ثم جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على الماء الذي جلّيتهم عنه ذو قردٍ ، فإِذا نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم في خمسمائة فأعطاني سهم الفارس والراجل.
160- باب في النفل من الذهب والفضة ومن أول مغنم
2753ـ حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرننا أبو إسحاق الفزاري، عن عاصم بن كليب، عن أبي الجويرية الجرمي قال:
أصبت بأرض الرُّوم جرّةً حمراء فيها دنانير في إمرة معاوية وعلينا رجل من أصحاب النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم من بني سليم يقال له معن بن يزيد، فأتيته بها فقسمها بين المسلمين، وأعطاني منها مثل ما أعطى رجلاً منهم ثم قال: لولا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لانفل إلاَّ بعد الخمس" لأعطيتك، ثم أخذ يعرض عليَّ من نصيبه فأبيت.
2754ـ حدثنا هناد، عن ابن المبارك، عن أبي عوانة، عن عاصم بن كليب، بإِسناده ومعناه.
161- باب في الإِمام يستأثر بشىء من الفيء لنفسه
2755ـ حدثنا الوليد بن عتبة، قال: ثنا الوليد، ثنا عبد اللّه بن العلاء، أنه سمع أبا سلاَّم الأسود قال: سمعت عمرو بن عنبسة قال:
صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرةً من جنب البعير، ثم قال: "ولا يحلُّ لي من غنائمكم مثل هذا، إلا الخمس، والخمس مردودٌ فيكم".
162- باب في الوفاء بالعهد
2756ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبيُّ، عن مالك، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن الغادر ينصب له لواءٌ يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان ابن فلانٍ".
163- باب في الإِمام يُسْتجنُّ به في العهود
2757ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنّما الإِمام جنةٌ يقاتل به".
2758ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو، عن بكير بن الأشج، عن الحسن بن عليّ بن أبي رافع، أن أبا رافع أخبره قال:
بعثتني قريش إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ألقي في قلبي الإِسلام فقلت: يارسول اللّه إنِّي واللّه لا أرجع إليهم أبداً، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنِّي لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد، ولكن ارجع فإِن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع" قال: فذهبت، ثم أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فأسلمت، قال بكير: وأخبرني أن أبا رافع كان قبطيا.
قال أبو داود: هذا كان في ذلك الزمان، فأما اليوم فلا يصلح.
164- باب في الإِمام يكون بينه وبين العدو عهد فيسير عدوه ليقرب [نحو منهم فيغير بعد المدة عليهم]
2759ـ حدثنا حفص بن عمر النَّمْرِيُّ قال: ثنا شعبة، عن أبي الفيض عن سليم بن عامر رجل من حمير قال:
كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو بِرْذَوْنٍ وهو يقول: اللّه أكبر، اللّه أكبر، وفاءٌ لا غدرٌ، فنظروا فإِذا عمرو بن عبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلا يشدُّ عقدةً ولا يحلُّها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء" فرجع معاوية.
165- باب في الوفاء للمعاهد وحرمة ذمته
2760ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن عُيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من قتل معاهداً في غير كنهه حرم اللّه عليه الجنة".
166- باب في الرُّسل
2761ـ حدثنا محمد بن عمرو الرَّازيُّ، ثنا سلمة يعني ابن الفضل عن محمد بن إسحاق قال: كان مُسَيلِمةُ كتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: وقد حدثني محمد بن إسحاق، عن شيخ من أشجع يقال له: سعد بن طارقٍ، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه نعيم قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لهما حين قرأ كتاب مُسَيْلمة "ما تقولان أنتما؟" قالا: نقول كما قال، قال: "أما واللّه لولا أن الرسل لاتقتل لضربت أعناقكما".
2762ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرِّب أنه أتى عبد اللّه فقال:
ما بيني وبين أحد من العرب حِنَةٌ ، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة فإِذا هم يؤمنون بمسيلمة، فأرسل إليهم عبد اللّه فجيء بهم فاستتابهم، غير ابن النوَّاحة قال له: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لولا أنك رسولٌ لضربت عنقك" فأنت اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النَّوَّاحة قتيلاً
بالسوق.
167- باب في أمان المرأة
2763ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب قال: أخبرني عياض بن عبد اللّه، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس قال: حدثتني أمُّ هانىء بنت أبي طالب أنها أجارت رجلاً من المشركين يوم الفتح، فأتت النبي صلى اللّه عليه وسلم، فذكرت ذلك له، قال: فقال: "قد أجرنا من أجرت وأمَّنَّا من أمَّنت".
2764ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:
إن كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز.
168- باب في صلح العدو
2765ـ حدثنا محمد بن عبيد، أن محمد بن ثور حدثهم، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزُّبير، عن المسور بن مخرمة قال:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائةٍ من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة، وساق الحديث، قال: وسار النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى إذا كان بالثّنيّةِ التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس: حَلْ حَلْ خلأت القصواء مرتين، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "ما خلأت وما ذلك لها بخُلْقٍ، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال: "والذي نفسي بيده لايسألونِّي اليوم خطة يعظمون بها حرمات اللّه إلا أعطيتهم إياها" ثم زجرها فوثبت، فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثَمَدٍ قليل الماء، فجاءه بُدَيْلُ بن ورقاء الخزاعيُّ، ثم أتاه يعني عروة بن مسعود فجعل يكلم النبي صلى اللّه عليه وسلم، فكلما كلمه أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر، فضرب يده بنعل السيف وقال: أخِّرْ يدك عن لحيته، فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، أو لست أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية فقتلهم، وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أمَّا الإِسلام فقد قبلنا، وأما المال فإِنه مال غدرٍ لا حاجة لنا فيه" فذكر الحديث، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "اكتب: هذا ما قاضى عليه محمدٌ رسول اللّه" وقصَّ الخبر، فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، فلما فرغ من قضية الكتاب قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: "قوموا فانحروا، ثم احلقوا" ثم جاء نسوةٌ مؤمننات مهاجرات، الآية. فنهاهم اللّه أن يردّوهن، وأمرخم أن يردُّوا الصداق، ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجلٌ من قريش يعني فأرسلوا في طلبه فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى إذا بلغا ذا الحليفة نزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: واللّه إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيداً، فاستلّه الآخر فقال: أجل، قد جربت به، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه فضربه حتى برد، وفرَّ الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "لقد رأى هذا ذعراً" فقال قد قتل واللّه صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: قد أوفى اللّه ذمتك، فقد رددتني إليهم ثم نجَّاني اللّه منهم، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "ويل أمِّه مسعر حربٍ لو كان أحدٌ" فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر وينفلت أبو جندل [بن سهيل]، فلحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة.
2766ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس قال: سمعت ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم،
أنهم اصطلحوا على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيهنَّ الناس، وعلى أن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال .
2767ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: مال مكحول وابن أبي زكرياء إلى خالد بن معدان، وملت معهما فحدثنا عن جبير بن نفير قال: قال جبير:
انطلق بنا إلى ذي مِخْبرٍ رجلٍ من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ستصالحون الروم صلحاً آمناً، وتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم".
169- باب في العدو يؤتي على غرَّةٍ ويتشبه بهم [حتى تنال الفرصة]
2768ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من لكعب بن الأشرف فإِنه قد آذى اللّه ورسوله؟" فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا يارسول اللّه، أتحب أن أقتله؟ قال: "نعم" قال: فأذن لي أن أقول شيئاً، قال: "نعم قل" فأتاه فقال: إن هذا الرجل قد سألنا الصدقة وقد عنَّانا ، فقال: وأيضاً لتملنه، قال: اتبعناه فنحن نكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شىء يصير أمره، وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين، قال كعب: أيّ شىء ترهنونِّي؟ قال: وما تريد منا؟ قال: نساءكم، قالوا: سبحان اللّه أننت أجمل العرب نرهنك نساءنا فيكون ذلك عاراً علينا، قال: فترهنوني أولادكم، قالوا: سبحان اللّه يُسبُّ ابن أحدنا فيقال: رهنت بوسقٍ أو وسقين، قالوا: نرهنك اللامة؟ يريد السلاح، قال: نعم، فلما أتاه ناداه فخرج إليه وهو متطيِّب ينضخ رأسه، فلما أن جلس إليه وقد كان جاء بنفر ثلاثة أو أربعة فذكروا له، قال: عندي فلانة وهي أعطر نساء الناس، قال: تأذن لي فأشمَّ؟ قال: نعم، فأدخل يده في رأسه فشمَّه قال: أعود؟ قال: نعم، فأدخل يده في رأسه، فلما استمكن منه قال: دونكم، فضربوه حتى قتلوه.
2769ـ حدثنا محمد بن حزابة، ثنا إسحاق يعني ابن منصور ثنا أسباط الهمداني، عن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الإِيمان قيد الفتك ، لايفتك مؤمنٌ".
170- باب في التكبير على كل شرف في المسير
2770ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قفل من غزوٍ أو حجّ أو عمرةٍ يكبّر على كل شرفٍ من الأرض ثلاث تكبيراتٍ ويقول: "لا إله إلا اللّه وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قديرٌ، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون لربنا حامدون، صدق اللّه وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".
171- باب في الإِذن في القفول بعد النهي
2771ـ حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
{لايستأذنك الذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر} الآية، نسختها التي في النور {إنما المؤمنون الذين آمنوا باللّه ورسوله} إلى قوله: {غفورٌ رحيمٌ}.
172- باب في بعثة البشراء
2772ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا عيسى، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير قال:
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ألا تريحْني من ذي الخلصة؟" فأتاها فحرقها، ثم بعث رجلاً من أحمس إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يبشره يكنى أبا أرطاة.
173- باب في إعطاء البشير
2773ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك أن عبد اللّه بن كعب قال:
سمعت كعب بن مالك قال: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، وقصَّ ابن السرح الحديث، قال: ونهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة، حتى إذا طال عليَّ تسوَّرت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، فسلمت عليه، فواللّه ما ردَّ عليَّ السلام، ثم صليت الصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فسمعت صارخاً يا كعب بن مالك أبشر، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه، فانطلقت حتى إذ دخلت المسجد، فإِذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس، فقام إليّ طلحة بن عبيد اللّه يُهروِل حتى صافحني وهنأني.
174- باب في سجود الشكر
2774ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا أبو عاصم، عن أبي بكرة بكار بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبي عبد العزيز، عن أبي بكرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه كان إذا جاءه أمر سرور أو بُشِّرَ به خرَّ ساجداً شاكراً للّه.
2775ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فُدَيك، حدثني موسى بن يعقوب، عن ابن عثمان. قال أبو داود: وهو يحيى بن الحسن بن عثمان، عن أشعث بن إسحاق بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريباً من عزوزا نزل ثم رفع يديه فدعا اللّه ساعة، ثم خرَّ ساجداً فمكث طويلاً، ثم قام فرفع يديه فدعا اللّه تعالى ساعة ثم خرَّ ساجداً فمكث طويلاً، ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خرَّ ساجداً، ذكره أحمد ثلاثاً قال: "إني سألت ربِّي، وشفعت لأمَّتي، فأعطاني ثلث أمَّتي، فخررت ساجداً شكراً لربِّي، ثم رفعت رأسي فسألت ربِّي لأمّتي، فأعطاني ثلث أمَّتي، فخررت ساجداً لربِّي شكرا، ثم رفعت رأسي فسألت ربِّي لأمتي، فأعطاني الثلث الآخر، فخررت ساجداً لربِّي".
قال أبو داود: أشعث بن إسحاق أسقطه أحمد بن صالح حين حدثنا به فحدثني به عنه موسى بن سهل الرملي.
175- باب في الطُّروق
2776ـ حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم قالا: ثنا شعبة، عن محارب بن دثار، عن جابر بن عبد اللّه قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقاً .
2777ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جابر،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "إنَّ أحسن ما دخل الرجل على أهله إذا قدم من سفر أول الليل".
2778ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا سيَّار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه قال:
كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر، فلمَّا ذهبنا لندخل قال: "أمهلوا حتَّى ندخل ليلاً، لكي تمتشط الشعثة وتستحدَّ المغيبة".
قال أبو داود: قال الزهري: الطروق بعد العشاء.
قال أبو داود: وبعد المغرب لا بأس به.
176- باب في التلقي
2779ـ حدثنا ابن السرح، ثنا سفيان، عن الزهري، عن السائب بن يزيد قال:
لما قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة من غزوة تبوك تلقاه الناس فلقيته مع الصبيان على ثنيَّة الوداع.
177- باب فيما يستحب من إنفاد الزاد في الغزو إذا قفل
2780ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن فتى من أسلم قال:
يارسول اللّه، إني أريد الجهاد وليس لي مال أتجهز به قال: "اذهب إلى فلانٍ الأنصاريِّ فإِنه كان قد تجهز فمرض فقل له: إنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرئك السلام وقل له: ادفع إليّ ما تجهزت به" فأتاه فقال له ذلك، فقال لامرأته يا فلانة ادفعي له ما جهزتني به ولا تحبسي منه شيئاً، فواللّه لا تحبسين منه شيئاً فيبارك اللّه فيه.
178- باب في الصلاة عند القدوم من السفر
2781ـ حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، والحسن بن عليّ قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج قال: أخبرني ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد اللّه بن كعب وعمه عبيد اللّه بن كعب، عن أبيهما كعب بن مالك،
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهاراً، قال الحسن: في الضحى، فإِذا قدم من سفر أتى المسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس فيه.
2782ـ حدثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين أقبل من حَجَّتِهِ دخل المدينة، فأناخ على باب مَسْجده، ثم دخله فركع فيه ركعتين، ثم انصرف إلى بيته، قال نافع: فكان ابن عمر كذلك يصنع.
179- باب في كراء المقاسم
2783ـ حدثنا جعفر بن مسافر التِّنِّيسي، ثنا ابن أبي فديك، ثنا الزّمعي، عن الزُّبير بن عثمان بن عبد اللّه بن سراقة أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبره، أن أبا سعيد الخدري أخبره
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إياكم والقسامة" قال: فقلنا: وما القسامة؟ قال: "الشىء يكون بين الناس [فيجىء] فينتقص منه".
2784ـ حدثنا عبد اللّه القعنبي، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن شريك يعني ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم نحوه قال: "الرجل يكون على الفئام من الناس فيأخذ من حظِّ هذا وحظِّ هذا".
180- باب في التجارة في الغزو
2785ـ حدثنا الربيع بن نافع، ثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد يعني ابن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبيد اللّه بن سلمان، أن رجلاً من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم حدثه قال:
لما فتحنا خيبر أخرجوا غنائمهم من المتاع والسّبْي، فجعل الناس يتبايعون غنائمهم، فجاء رجل حين صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه، لقد ربحت ربحاً ما ربح اليوم مثله أحدٌ من أهل هذا الوادي، قال: "ويحك وما ربحت؟" قال: ما زلت أبيع وأبتاع حتى ربحت ثلثمائة أوقية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أنا أُنَبِّئك بخير رجلٍ ربح" قال: ما هو يارسول اللّه؟ قال: "ركعتين بعد الصلاة".
181- باب في حمل السلاح إلى أرض العدو
2786ـ حدثنا مسدّد، ثنا عيسى بن يونس، أخبرني أبي، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن رجلٍ من الضباب قال:
أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها القرحاء، فقلت: يا محمد، إني قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه، قال: "لا حاجة لي فيه، فإِن شئت أن أقيضك به المختارة من دروع بدرٍ فعلت" قلت: ما كنت أقيضه اليوم بغرة، قال: "فلا حاجة لي فيه".
182- باب في الإِقامة بأرض الشرك
2787ـ حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا يحيى بن حسان، قال: أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود، قال: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب. أما بعد
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من جامع المشرك وسكن معه فإِنه مثله".