أول كتاب الملاحم
1- باب ما يذكر في قرن المائة
4291ـ حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شرَاحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة فيما أعلم،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لهذِهِ الأمَّةِ عَلَى رأْسِ كلِّ مائةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَها".
قال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شُريح الإِسكندراني لم يجُزْ به شراحيلَ.
2- باب ما يذكر من ملاحم الروم
4292ـ حدثنا النفيليُّ، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأوزاعيُّ، عن حسان بن عطية قال:
مالَ مكحول وابنُ أبي زكريا إلى خالد بن معْدانَ ومِلْتُ معهم، فحدَّثنا عن جُبير بن نُفير، عن الهُدْنة قال: قال جُبير: انطلق بنا إلى ذي مِخْبَرٍ رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأتيناه فسأله جُبير عن الهدْنة فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ستُصالِحُونَ الرُّومَ صُلْحاً آمِناً، فتغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدوّاً مِنْ وَرَائِكُم، فتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ، ثمَّ ترْجِعُونَ حَتَّى تنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فيرْفَعُ رجلٌ منْ أهل النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فيقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فيغْضَبُ رجلٌ منَ المسْلِمينَ فَيَدُقُّهُ، فعِنْدَ ذلكَ تغْدِرُ الرُّومُ وتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ".
4293ـ حدثنا مؤمَّل بن الفضل الحراني، قال: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو عمرو، عن حسان بن عطية بهذا الحديث، وزاد فيه:
"ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيُكْرِمُ اللّه تلك العصابة بالشهادة".
قال أبو داود: إلا أن الوليد جعل الحديث عن جبير عن ذي مِخبَرٍ عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم.
قال أبو داود: ورواه روح ويحيى بن حمزة، وبِشرُ بن بكر عن الأوزاعي كما قال عيسى.
3- باب في أمارات الملاحم
4294ـ حدثنا عباس العنبري، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يُخَامِرَ، عن معاذ بن جبل، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال" ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدّثه أو منكبه ثم قال: إن هذا لحقٌّ كما أنك ها هنا، أو كما أنك قاعد، يعني معاذ بن جبل.
4- باب في تواتر الملاحم
4295ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن الوليد بن سفيان الغساني، عن يزيد بن قُطَيب السَّكوني، عن أبي بَحْريَةَ، عن معاذ بن جبل قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر".
4296ـ حدثنا حَيْوَةُ بن شريح الحمصيُّ، ثنا بقية، عن بحير، عن خالد، عن ابن أبي بلال، عن عبد اللّه بن بُسرٍ،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "بين الملحمة و[بين] فتح المدينة ستُّ سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة".
قال أبو داود: هذا أصحُّ من حديث عيسى.
5- باب في تداعي الأمم على [أهل] الإِسلام
4297ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا بشر بن بكر، ثنا ابن جابر، حدثني أبو عبد السلام، عن ثوبان قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قِلّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعنَّ اللّه من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ اللّه في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يارسول اللّه، وما الوهن؟ قال: "حبُّ الدنيا وكراهية الموت".
6- باب في المعقل من الملاحم
4298ـ حدثنا هشام بن عمار، حدثني يحيى بن حمزة، ثنا ابن جابر، قال: حدثني زيد بن أرطاة قال: سمعت جبير بن نفير يحدِّث، عن أبي الدرداء
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إنَّ فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينةٍ يقال لها دمشق من خير مدائن الشام".
4299ـ قال أبو داود: حدِّثْتُ عن ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يوشك المسلمون أن يُحَاصَروا إلى المدينة حتَّى يكون أبعد مسالحهم سَلاَح"
4300ـ حدثنا أحمد بن صالح، عن عنْبسة، عن يونس، عن الزهري، قال: وسلاح قريب من خيبر.
7- باب ارتفاع الفتنة في الملاحم
4301ـ حدثنا عبد الوهاب بن نَجْدَة، قال: ثنا إسماعيل، ح، وحدثنا هارون بن عبد اللّه، قال: ثنا الحسن بن سوّار، ثنا إسماعيل، ثنا سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، قال هارون في حديثه: عن عوف بن مالك، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لن يجمع اللّه على هذه الأمة سيفين: سيفاً منها، وسيفاً من عدُوِّها".
8- باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة
4302ـ حدثنا عيسى بن محمد الرَّمَلي، ثنا ضمرة، عن السيباني، عن أبي سُكينة رجلٍ من المحرَّرين، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ماتركوكم".
9- باب في قتال الترك
4303ـ حدثنا قتيبة، قال: ثنا يعقوب يعني الإِسكندرانيَّ عن سهيل يعني ابن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوماً وجوههم كالمجانِّ المطرقةِ يلبسون الشعر".
4304ـ حدثنا قتيبة وابن السَّرْح وغيرهما، قالوا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة روايةً، قال ابن السرح: إن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "لاتقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنُف كأن وجوههم المجان المطرقة".
4305ـ حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، ثنا خلاَّد بن يحيى، ثنا بشير بن المهاجر؛ ثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم في حديث "يقاتلكم قومٌ صغار الأعين" يعني الترك، قال: "تسوقونهم ثلاث مرارٍ حتى تلحقوهم بجزيرة العرب، فأما في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما في الثانية فينجو بعضٌ ويهلك بعضٌ، وأما في الثالثة فيصطلمون" أو كما قال.
10- باب في ذكر البصرة
4306ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، ثنا سعيد بن جُمْهان، ثنا مسلم بن أبي بكرة قال: سمعت أبي يحدِّث
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ينزل ناسٌ من أمتي بغائطٍ يسمونه البصرة عند نهرٍ يقال له دجلة، يكون عليه جسرٌ، يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين" قال ابن يحيى: قال أبو معمر: "وتكون من أمصار المسلمين؛ فإِذا كان في آخر الزمان، جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرقٍ: فرقةٌ يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا، وفرقةٌ يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقةٌ يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء".
4307ـ حدثنا عبد اللّه بن الصباح، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: ثنا موسى الحنَّاط، لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له: "يا أنس، إن الناس يمصرون أمصاراً، وإن مصراً منها يقال له البصرة أو البصيرة، فإِن أنت مررت بها أو دخلتها، فإِياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها؛ فإِنه يكون بها خسفٌ وقذفٌ ورجفٌ، وقومٌ يبيتون يصبحون قردة وخنازير".
4308ـ حدثنا محمد بن المثنى، حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم قال: سمعت أبي يقول:
انطلقنا حاجِّين فإِذا رجل فقال لنا: إلى جنبكم قريةٌ يقال لها الأبُلَّةُ؟ قلنا: نعم، قال: من يضمن لي منكم أن يُصَلِّيَ لي في مسجد العَشَّار ركعتين أو أربعاً، ويقول: هذه لأبي هريرة؟ سمعت خليلي أبا القاسم صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إن اللّه يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدرٍ غيرهم".
قال أبو داود: هذا المسجد مما يلي النهر.
11- باب النهي عن تهييج الحبشة
4309ـ حدثنا القاسم بن أحمد البغدادي، ثنا أبو عامر، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد اللّه بن عمرو،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإِنَّه لا يستخرج كنز الكعبة إلاَّ ذو السويقتين من الحبشة".
12- باب أمارات الساعة
4310ـ حدثنا مؤمَّل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة قال:
جاء نفر إلى مروان بالمدينة، فسمعوه يحدِّث في الآيات أنَّ أوَّلها الدَّجَّالُ، قال: فانصرفت إلى عبد اللّه بن عمرو فحدَّثته، فقال عبد اللّه: لم يقل شيئاً، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، أو الدابة على الناس ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها" قال عبد اللّه وكان يقرأ الكتب وأظنُّ أولهما خروجاً طلوع الشمس من مغربها.
4311ـ حدثنا مسدد وهناد، المعنى قال مسدد: ثنا أبو الأحوص، قال: ثنا فراتٌ القزاز، عن عامر بن واثلة، وقال هناد: عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاريِّ قال:
كنا قعوداً نتحدث في ظل غرفةٍ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكرنا الساعة، فارتفعت أصواتنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لن تكون أو لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آياتٍ: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال، وعيسى ابن مريم، والدخان، وثلاث خسوفٍ: خسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخر ذلك تخرج نارٌ من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر".
4312ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، ثنا محمد بن الفضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإِذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها، فذاك حين {لاينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}".
13- باب في حسر الفرات عن كنز [من ذهب]
4313ـ حدثنا عبد اللّه بن سعيد الكندي، حدثني عقبة بن خالد السكوني، ثنا عبيد اللّه، عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهبٍ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً".
4314ـ حدثنا عبد اللّه بن سعيد الكندي، حدثني عقبة يعني ابن خالد حدثني عبيد اللّه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثله، إلا أنه قال: "يحسر عن جبلٍ من ذهبٍ".
14- باب [ذكر] خروج الدجَّال
4315ـ حدثنا الحسن بن عمرو، ثنا جرير، عن منصور، عن ربعيِّ بن حراش قال:
اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال حذيفة: لأنا بما مع الدجال أعلم منه، إن معه بحراً من ماءٍ ونهراً من نار، فالذي ترون أنه نار ماءٌ، والذي ترون أنه ماءٌ نارٌ، فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء، فليشرب من الذي يرى أنه نار، فإِنه سيجده ماءً، قال أبو مسعود البَدْري: هكذا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول.
4316ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدِّث،
عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "ما بُعث نبيٌّ إلا قد أنذر أمته الدجال الأعور الكذاب، ألا وإنه أعور، وإنَّ ربَّكم ليس بأعور، وإنَّ بين عينيه مكتوباً كافرٌ".
4317ـ حدثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة "ك ف ر".
4318ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في هذا الحديث: "يقرؤه كلُّ مسلمٍ".
4319ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير، ثنا حميد بن هلال، عن أبي الدهماء قال: سمعت عمران بن حصين يحدِّث، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من سمع بالدجال فلينأ عنه، فو اللّه إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمنٌ فيتبعه ممَّا يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات" هكذا قال.
4320ـ حدثنا حيوة بن شريح، ثنا بقية، حدثني بحير، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت أنه حدثهم،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إنِّي قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا، إنَّ مسيح الدَّجَّال رجلٌ قصيرٌ أفحج جعدٌ أعور مطموس العين ليس بناتئةٍ ولا جحراء ، فإِن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور".
قال أبو داود: عمرو بن الأسود وُلِّيَ القضاء.
4321ـ حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي المؤذِّن، ثنا الوليد، ثنا ابن جابر، حدثني يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نفير، عن أبيه، عن النَّوَّاس بن سمعان الكلابيّ، قال:
ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدَّجّال فقال: "إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيج نفسه، واللّه خليفتي على كلِّ مُسْلِمٍ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف فإِنَّها جواركم من فتنته" قلنا: وما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعون يوماً: يومٌ كسنة، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجمعةٍ وسائر أيامه كأيامكم" فقلنا: يارسول اللّه، هذا اليوم الذي كسنةٍ أتكفينا فيه صلاة يوم وليلةٍ؟ قال: "لا، اقدروا له قدره، ثمَّ ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق فيدركه عند باب لُدٍّ فيقتله".
4322ـ حدثنا عيسى بن محمد، ثنا ضمرة، عن السيباني، عن عمرو بن عبد اللّه، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نحوه، وذكر الصوات مثل معناه.
4323ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا همام، ثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن حديث أبي الدرداء، يرويه عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم قال:
"من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال".
قال أبو داود: وكذا قال هشام الدستوائيُّ عن قتادة، إلا أنه قال: "من حفظ من خواتيم سورة الكهف" وقال شعبة عن قتادة "من آخر الكهف".
4324ـ حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "ليس بيني وبينه نبيٌّ يعني عيسى عليه السلام وإنه نازلٌ، فإِذا رأيتموه فاعرفوه: رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بللٌ، فيقاتل الناس على الإِسلام فيدقُّ الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك اللّه في زمانه الملل كلها إلا الإِسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنةً ثمَّ يتوفى فيصلِّي عليه المسلمون".
15- باب في خبر الجسَّاسة
4325ـ حدثنا النفيلي، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة بنت قيس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخَّر العشاء الآخرة ذات ليلةٍ، ثم خرج فقال: "إنَّه حبسني حديثٌ كان يحدِّثنيه تميمٌ الداريُّ عن رجلٍ كان في جزيرة من جزائر البحر، فإِذا أنا بامرأةٍ تجرُّ شعرها، قال: ما أنت؟ قاالت: أنا الجساسة، اذهب إلى ذلك القصر فأتيته، فإِذا رجلٌ يجرُّ شعره مسلسلٌ في الأغلال ينزو فيما بين السماء والأرض، فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال، خرج نبيُّ الأمِّيِّين بعد؟ قلت: نعم، قال: أطاعوه أم عصوه؟ قلت: بل أطاعوه، قال: ذاك خيرٌ لهم".
4326ـ حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا عبد الصمد، ثنا أبي قال: سمعت حسيناً المعلِّم، قال: ثنا عبد اللّه بن بريدة، ثنا عامر بن شراحيل الشعبيُّ، عن فاطمة بنت قيس قالت:
سمعت منادي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينادي: أنَّ الصلاة جامعةٌ، فخرجت فصليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، قال: "ليلزم كلُّ إنسانٍ مصلاه" ثم قال: "هل تدرون لم جمعتكم؟" قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: "إنِّي ما جمعتكم لرهبةٍ ولا رغبةٍ، ولكن جمعتكم أنَّ تميماً الداريَّ كان رجلاً نصرانيّاً، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي حدثتكم عن الدجال؛ حدثني أنه ركب في سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذامٍ، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، وأرفثوا إلى جزيرةٍ حين مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابةٌ أهلب كثيؤة الشعر، قالوا: ويلك ما أنت؟! قالت: أنا الجساسة، انطلقوا إلى هذا الرجل في هذا الدير، فإِنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمَّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانةً، فانطلقنا سراعاً حتَّى دخلنا الدير، فإِذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناه قطُّ خلقاً وأشده وثاقاً مجموعةٌ يداه إلى عنقه، فذكر الحديث وسألهم عن نخل بيسان ، وعن عين زغر، وعن النبيِّ الأميِّ، قال: إنِّي أنا المسيح، وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج، قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "وإنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو" مرتين، وأومأ يبده قبل المشرق، قالت: حفظت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وساق الحديث.
4327ـ حدثنا محمد بن صدران، ثنا المعتمر، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد بن سعيد، عن عامر قال: حدثتني فاطمة بنت قيس
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم صلّى الظهر ثم صعد المنبر، وكان لا يصعد عليه إلا يوم جمعةٍ قبل يومئذٍ، ثم ذكر هذه القصة.
قال أبو داود: وابن صدران بصريٌّ غرق في البحر مع ابن مِسْوَرٍ لم يسلم منهم غيره.
4328ـ حدثنا واصل بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن فضيل، عن الوليد بن عبد اللّه بن جُمَيع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم على المنبر: "إنّه بينما أناس يسيرون في البحر فنفد طعامهم، فرفعت لهم جزيرة، فخرجوا يريدون الخبر، فلقيتهم الجساسة" فقلت لأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة تجرُّ شعر جلدها ورأسها، قالت: في هذا القصر، فذكر الحديث، وسأل عن نخل بيسان وعن عين زُغر، قال: هو المسيح، فقال لي ابن أبي سلمة: إن في هذا الحديث شيئاً ما حفظته، قال: شهد جابر أنه هو ابن صيّادٍ، قلت: فإِنه قد مات، قال: وإن مات، قلت: فإِنه قد أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإِنه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة.
16- باب [في] خبر ابن الصائد
4329ـ حدثنا أبو عاصم خُشَيْشُ بن أصرم، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم مرّ بابن صائدٍ في نفرٍ من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب، وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ظهره بيده ثم قال: "أتشهد أنِّي رسول اللّه؟" قال: فنظر إليه ابن صيَّادٍ، فقال: أشهد أنّك رسول الأمِّيِّين، ثم قال ابن صيادٍ للنبيِّ صلى اللّه عليه وسلم: أتشهد أنّي رسول اللّه؟ فقال له النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "آمنت باللّه ورسله" ثم قال له النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "ما يأتيك؟" قال: يأتيني صادقٌ وكاذبٌ، فقال له النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "خُلِّطَ عليك الأمر" ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنِّي قد خبأت لك خبيئةً" وخبأ له {يوم تأتي السماء بدخانٍ مبينٍ} قال ابن صياد: هو الدُّخُّ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اخسأ فلن تعدو قدرك" فقال عمر: يارسول اللّه، ائذن لي فأضرب عنقه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن يكن هو فلن تسلَّط عليه" يعني الدجال "وإلاَّ يكن هو فلا خير في قتله".
4330ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة، عن نافع قال:
كان ابن عمر يقول: واللّه ما أشكُّ أن المسيح الدجال ابن صيادٍ.
4331ـ حدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر قال:
رأيت جابر بن عبد اللّه يحلف باللّه إنَّ ابن الصائد الدجال، فقلت: تحلف باللّه؟! فقال: إني سمعت عمر يحلف باللّه تعالى على ذلك عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلم ينكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
4332ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبيد اللّه يعني ابن موسى قال: ثنا شيبان، عن الأعمش، عن سالم، عن جابر قال:
فقدنا ابن صيادٍ يوم الحرة.
4333ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول اللّه".
4334ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا محمد يعني ابن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً دجَّالاً كلهم يكذب على اللّه وعلى رسوله".
4335ـ حدثنا عبد اللّه بن الجراح، عن جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قال عبيدة السلماني بهذا الخبر، قال فذكر نحوه، فقلت له:
أترى هذا منهم؟ يعني المختار، فقال عبيدة: أما إنه من الرءُوس.
17- باب الأمر والنهي
4336ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا يونس بن راشد، عن عليِّ بن بذيمة، عن أبي عبيدة عن عبد اللّه بن مسعود، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق اللّه ودع ما تصنع، فإِنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب اللّه قلوب بعضهم ببعضٍ" ثم قال: {لُعن الذين كفروا منن بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم} إلى قوله: {فاسقون}" ثم قال: "كلاَّ واللّه لتأمرن بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ولتأخذنَّ على يدي الظالم ولتأطرنه على الحقِّ أطراً ولتقصرنه على الحقِّ قصراً".
4337ـ حدثنا خلف بن هشام، ثنا أبو شهاب الحناط، عن العلاء بن المسيِّب، عن عمرو بن مرة، عن سالم، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم بنحوه، زاد "أو ليضربنَّ اللّه بقلوب بعضكم على بعضٍ، ثم ليلعنكم كما لعنهم".
قال أبو داود: رواه المحاربي، عن العلاء بن المسيب، عن عبد اللّه بن عمرو بن مرَّة، عن سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه، ورواه خالد الطحان، عن العلاء، عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة.
4338ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، ح وحدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هُشَيم، المعنى عن إسماعيل، عن قيس قال:
قال أبو بكر بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه: يا أيها الناس، إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها: {عليكم أنفسكم لايضركم من ضلّ إذا اهتديتم} قال عن خالد: وإنا سمعنا النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إنَّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم اللّه بعقابٍ" وقال عمرو عن هشيم: وإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ما من قومٍ يعمل فيهم بالمعااصي، ثمَّ يقدرون على أن يغيروا ثم لايغيروا إلاَّ يوشك أن يعمهم اللّه منه بعقابٍ".
قال أبو داود: ورواه كما قال خالد أبو أسامة وجماعة، قال شعبة فيه "ما من قومٍ يعمل فيهم بالمعاصي هم أكثر ممن يعمله".
4339ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق، أظنه عن ابن جرير، عن جرير قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ما من رجلٍ يكون في قومٍ يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم اللّه بعذابٍ من قبل أن يموتوا".
4340ـ حدثنا محمد بن العلاء وهنَّاد بن السريِّ قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، وعن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من رأى منكراً فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده" وقطع هنَّاد بقية الحديث وفاه ابن العلاء "فإِن لم يستطع فبلسانه، فإِن لم يستطع [بلسانه] فبقلبه، وذلك أضعف الإِيمان".
4341ـ حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، ثنا ابن المبارك، عن عُتبة بن أبي حكيم قال: حدثني عمرو بن جارية اللخمي، قال: حدثني أبو أمية الشعباني قال:
سألت أبا ثعلبة الخشني فقلت: يا أبا ثعلبة، كيف تقول في هذه الآية {عليكم أنفسكم} قال: أما واللّه لقد سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحّا مطاعا وهوى متَّبعاً ودنيا مؤثرةً وإعجاب كلِّ ذي رأيٍ برأيه فعليك يعني بنفسك ودع عنك العوامَّ، فإِنَّ من ورائكم أيام [الصبر] الصبر فيه مثل قبضٍ على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله" وزادني غيره قال: يارسول اللّه، أجر خمسين [رجلاً] منهم؟ قال: "أجر خمسين منكم".
4342ـ حدثنا القعنبي، أن عبد العزيز بن أبي حازم حدّثهم، عن أبيه، عن عمارة بن عمرو، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "كيف بكم وبزمانٍ" أو "يوشك أن يأتي زمانٌ يغربل الناس فيه غربلةً تبقى حثالةٌ من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا" وشبك بين أصابعه فقالوا: كيف بنا يارسول اللّه؟ قال: "تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم".
قال أبو داود: هكذا روي عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم من غير وجهٍ.
4343ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا الفضل بن دُكين، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن هلال بن خباب أبي العلاء قال: حدثني عكرمة، قال: حدثني عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
بينما نحن حول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ ذكر الفتنة [أو ذكرت عنده] فقال: "إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا" وشبك بين أصابعه قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني اللّه فداك؟ قال: "الزم بيتك، واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة".
4344ـ حدثنا محمد بن عبادة الواسطي، ثنا يزيد يعني ابن هارون أخبرنا إسرائيل، ثنا محمد بن جُحَادة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائرٍ" أو "أميرٍ جائرٍ".
4345ـ حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا أبو بكر، ثنا مغيرة بن زياد الموصلي، عن عديّ بن عديّ عن العُرْس بن عميرة الكندي،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها" وقال مرَّةً: "أنكرها" "كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها".
4346ـ حدثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو شهاب، عن مغيرة بن زياد، عن عديّ بن عديّ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نحوه قال: "من شهدها فكرهها كان كمن غاب عنها".
4347ـ حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر قالا: ثنا شعبة وهذا لفظه، عن عمرو بن مُرَّةَ، عن أبي البختري قال: أخبرني من سمع النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول، وقال سليمان: قال: حدثني رجل من أصحاب النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "لن يهلك الناس حتى يَعذِروا، أو يُعذِروا من أنفسهم".
18- باب قيام الساعة
4348ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد اللّه وأبو بكر بن سليمان، أن عبد اللّه بن عمر قال:
صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلّم قام فقال: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإِنَّ على رأس مائة سنةٍ منها لايبقى ممَّن هو على ظهر الأرض أحدٌ" قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تلك فيما يتحدّثون به عن هذه الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا يبقى ممَّن هو اليوم على ظهر الأرض، يريد أن ينخرم ذلك القرن.
4349ـ حدثنا موسى بن سهل، ثنا حجاج بن إبراهيم، ثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن أبي ثعلبة الخشني قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لن يَعجِز اللّه هذه الأمة من نصف يومٍ".
4350ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبو المغيرة، حدثني صفوان، عن شريح بن عبيد، عن سعد بن أبي وقَّاص،
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إنِّي لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يومٍ" قيل لسعد: وكم نصف ذلك اليوم؟ قال: خمسمائة سنة.