كتاب الزهد
((1)) باب الزهد في الدنيا
4100- هشام بن عمار. حدثنا عمرو بن واقد القرشي. حدثنا يونس بن ميسرة بن جلبس عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا في إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق منك فيها. لو أنها أبقيت لك)).
قال هشام: قال أبو إدريس الخولاني يقول: مثل هذا الحديث في الأحاديث، كمثل الإبريز في الذهب.
4101- هشام بن عمار. حدثنا الحكم بن هشام. حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي فروة، عن أبي خلاد. وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا، وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه بلقي الحكمة))
في الزوائد:لم يخرج ابن ماجة لأبي خلاد سوى هذا الحديث. ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الخمسة شيئا.
4102- حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر. حدثنا شهاب بن عباد. حدثنا خالد بن عمرو القرشي عن سفيان الثوري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي؛ قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله! دلني على عمل، إذا أنا عملته، أحبني الله، وأحبني الناس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ازهد في الدنيا، يحبك الله. وازهد فيما في أيدي الناس، يحبوك)).
في الزوائد: في إسناده خالد بن عمرو، وهو ضعيف متفق على ضعفه. واتهم بالوضع. وأورد له العقيلي هذا الحديث، وقال: ليس له أصل من حديث الثوري. لكن قال النووي عقب هذا الحديث: رواه ابن ماجة وغير بأسانيد حسنة.
4103- حدثنا محمد بن الصباح. حدثنا أنبأنا جرير عن منصور، عن أبي وائل ، عن سمرة ابن سهم، رجل من قومه، قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة، وهو طعين. فأتاه معاوية بعوده. فبكى أبو هاشم. فقال معاوية: نيبكيك. أي خال! أوجع يشئزك، أم على الدنيا، فقد ذهب صفوها؟ قال: على كل. لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا. وددت أني كنت تبعته. قال:
((إنك لعلك تدرك أموالا تقسم بين أقوام. وإنما يكفيك، من ذلك، خادم ومركب في سبيل الله)) فأدركت، فجمعت.
4104- حدثنا الحسن بن أبي الربيع. حدثنا عبد الرزاق. حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت، عن أنس؛ قال: اشتكى سلمان. فعاده سعد. فرآه يبكي. فقال له سعد: ما يبكيك؟ يا أخي! أليس قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أليس، أليس؟ قال سلمان: ما أبكي واحدة من اثنتين. ما أبكى ضنا للدنيا ولا كراهية للآخرة. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا. فما أراني إلا قد تعديت. قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلي أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب. ولا أراني إلا قد تعديت. وأما أنت، ياسعد! فاتق الله عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت. قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهما. من نفقة كانت عنده.
في الزوائد: في إشناده جعفر بن سليمان الضبعي، وهو وإن أخرج له مسلم ووثقة ابن معين، فقد قال ابن المدين: هو ثقة عندنا. أكثر عن ثابت أحاديث منكرة. وقال البخاري في الضعفاء: يخالف في بعض حديثه. وقال ابن حبان في الثقات: كان يبغض أبابكر وعمر. وكان يحيى بن سعيد يستضعفه.
((2)) باب الهم بالدينا
4105- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمر سليمان، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عثمان بن عفان عن أبيه؛ قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان، بنصف النهار. قلت: ما بعث إليه، هذه الساعة، إلا لشيء سأل عنه. فسألته، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ماكتب له. ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره. وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة)).
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
4106- حدثنا علي بن محمد والحسين بن عبد الرحمن، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير عن معاوية النصري، عن نهشل، عن الضحاك، عنش الأسود بن يزيد؛ قال: قال عبد الله: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول:
((من جعل الهوم هما واحدا، هم المعاد، كفاه الله هم دنياه. ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديته هلك)).
4107- حدثنا نصر بن علي الجهضمي. حدثنا عبد الله بن داود عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة؛ قال ((ولا أعلمه إلا قد رفعه)) قال:
((يقول الله سبحانه: يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي، أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك. وإن لم تفعل، ملأت صدرك شغلا، ولم أسد فقرك)).
((باب)) مثل الدنيا
4108- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. حدثنا أبي ومحمد بن بشر، قالا: حدثنا إسماعيل ابن أبي حالد عن قيس بن أبي حازم؛ قال سمعت المستورد، أخا بني فهر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((مامثل الدنيا في الآخرة؛ إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم. فلينظر بم يرجع)).
4109- حدثنا يحيى بن حكيم. حدثنا أبو داود. حدثنا المسعودي. أخبرني عمرو بن مرة عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله؛ قال: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير. فأثر في جلده فقلت:بأبي وأمي، يا رسول الله! لو كنت آذنتنا ففرشنا لك عليه شيئا يقيك منه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما أنا والدنيا! إنما وأنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة. ثم راح وتركها)).
4110- هشام بن عمار. وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بالصباح، قالوا: حدثنا أبو يحيى زكريا بن منظور. حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد؛ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة. فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها. فقال:
((أترون هذه هينة على صاحبه؟ فو الذي نفسي ييده! للدنيا أهون على الله، من هذه على صاحبها. ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها قطرة أبدا)).
في الزوائد: في إسناده زكريا بن منظور، وهو ضعيف. وفيه: إن أصل المتن صحيح.
4111- حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي. حدثنا حماد بن زيد مجالد بن سعيد الهمداني، عن قيس بن أبي حازم الهمداني؛ قال: حدثنا المستورد بن شداد؛ قال: إني لفي الركب، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى على سخلة منبوذة. قال: فقال:
((أترون هذه هانت على أهلها؟)) قال، قيل: يا رسول الله! من هوانها ألقوها. أو كما قال؟ قال ((فو الذي نفسي بيده! للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها)).
4112- حدثنا علي بن ميمون الرقي. حدثنا أبو خليد، عتبة بن حماد الدمشقي عن ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة السلولي. قال: حدثنا أبو هريرة؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
((الدنيا ملعونة. ملعون مافيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالما أو متعلما)).
4113- حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني. حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)).
4114- حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي. حدثنا حماد بن زيد عن زيد ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر؛ قال: أخد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال:
((ياعبد الله! كن في الدنيا كأنك غريب. أو كأنك عابر سبيل. وعد نفسك من أهل القبور)).
((4)) باب من لا يؤبه له
4115- هشام بن عمار. حدثنا سويد بن عبد العزيز عن زيد بن واقد، عن بسر ابن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ألا أخبرك عن ملوك الجنة؟)) قلت:بلى. قال ((رجل ضعيف، مستضعف، ذو طمرين، لايؤبه له؛ لو أقسم على الله لأبره)).
4116- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف. ألا أنبئكم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر)).
4117- حدثنا محمد بن يحيى.حدثنا عمر بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن مرة، عن أيوب بن سليمان، عن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن أغبط الناس، عندي، مؤمن خفيف الحاذ. ذو حظ من صلاة. غامض في الناس. لايؤبه له. كان رزقه كفافا. وصبر عليه. عجلت منيته، وقل تراثه، وقلت بواكيه)).
في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف أيوب بن سليمان. قال فيه أبو حاتم: مجهول. وتبعه على ذلك الذهبي في الطبقات وغيرها. وصدقة بن عبد الله متفق على تضعيفه. اهـ كلام الزوائد. قلت: حديث أبي أمامة رواه الترمذي بزيادة، بإسناد آخر قد حسنه.
4118- كثير بن عبيد الحمصي. حدثنا أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن أبي أمامة الحارثي، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((البذاذة من الأيمان)).
قال: البذاذة القشافة. يعني التقشف.
4119- حدثنا سويد بن سعيد. حدثنا يحيى بن سبيم عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد؛ أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((أنبئكم بخياركم؟)) قالوا: بلى. يا رسول الله! قال ((خياركم الذين إذا رؤا، ذكر الله عز وجل)).
في الزوائد: هذا إسناده حسن. وشهر بن حوشب وسويد بن سعيد مختلف فيهما. وباقي رجال الإسناد ثقات.
((5)) باب فضل الفقراء
4120- حدثنا محمد بن الصباح. حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. حدثني أبي عن سهل ابن سعد الساعدي؛ قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ما تقولون في هذا الرجل؟)) قالوا: رأيك في هذا. نقول: هذا من أشرف الناس. هذا حري، إن خطب، أن يخطب. وأن شفع، أن يشفع. وإن قال، أن يسمع لقوله. فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ومر رجل آخر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ما تقولون في هذا؟)) قالوا: نقول، والله! يا رسول الله! هذا من فقراء المسلمين. هذا حري، إن خطب، لم ينكح. وإن شفع، لايشفع. وإن قال، لابسمع لقوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لهذا خير من ملء الأرض مثل هذا)).
4121- حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري. حدثنا حماد بن عيسى. حدثنا موسى بن عبيدة. أخبرني القاسم بن مهران عن عمران بن حصين؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن الله يحب عبده المؤمن، الفقير، المتعفف، أبا العيال)).
في الزوائد: في إسناده القاسم بن مهران، قال العقيلي: لا يثبتع سماعه من عمران. وموسى بن عبيدة، متروك
((6)) باب منزلة الفقراء
4122- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم. خمسائة عام)).
4123- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا بكر بن عبد الرحمن. حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى، عن عطية العةفي، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، بمقدار خمسمائة سنة)).
4124- حدثنا إسحاق بن منصور. أنبأنا أبو غسان بهلول. حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر؛ قال: استكى فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فضل الله به عليهم أغنياءهم. فقال:
((يامعشر الفقراء! ألا أبشركم أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم. خمسائة عام)).
ثم تلا مثوسى هذه الآية ((22/ 47)) وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون.
في الزوائد: عبد الله بن بدينار لم يسمع من عبد الله بن عمر. وموسى بن عبيدة ضعيف.
((7)) باب مجالسة الفقراء
4125- حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم التيمي، أبو يحيى حدثنا إبراهيم، أبو إسحاق المخزومين عن المقبري، عن أبي هريرة؛ قال: كان جعفر بن أبي طالب يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه: أبا المساكين.
4126- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد، قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، عن أبي سعيد الخدري؛ قال: أحبو المساكين. فإني سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول في دعائه ((اللهم أحيني مسكينا، وأميتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين)).
في الزوائد: أبو المبارك لا يعرف اسمه، وهو مجهول. ويزيد بن سنان ضعيف. والحديث صححه الحاكم، وعده ابن الجوزي في الموضوعات.
وقال السيوطي: قال الحافظ صلاح الدين بن العلاء: الحديث ضعيف السند، لكن لا يحكم عليه بالوضع. وأبو المبارك، وإن قال فيه الترمذي: مجهول، فقد عرفه ابن حبان وذكره في الثقات. ويزيد بن سنان قال فيه ابن معين:ليس. وقال البخاري: مقارب الحديث، إلا أن ابنه محمد بن يزيد روى عنه مناكير. وقال أبو حاتم: محله الصدق ولا يحتج له. وباقي رواته مشهورون. قال العلاء: إنه ينتهي بمجموع طرقه إلى درجة الصحة.وقال الحافظ ابن حجر: قد حسنه الترمذي، لأن له شاهدا.
4127- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان. حدثنا عمرو بن محمد العنقزي. ثنا أسباط بن نصر عن السدي، عن أبي سعد الأزدي، وكان قارئ الأزد، عن أبي الكنود، عن خبب. في قوله تعالى ((6/ 52)) ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي... إلى قوله فتكون من الظالمين. قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعينية بن حصن الفزاري. فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب. قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين. فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم حقروهم، فأتوه فخلوا به وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا، تعرف لنا به العرب فضلنا. فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد. فإذا نحن جئناك فأقمهم عنك. فإذا نحن فرغنا، فاقعد معهم إن شئت. قال:
((نعم))
قالوا: فأكتب لنا عليك كتابا. قال، فدعا بصحيفة. ودعا عليا ليكتب، ونحن ققود في ناخية فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: ((6/52)) ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهة. ماعليك من حسابهم من شيء. وما من حسابك عليهم من شيء، فتطردهم فتكون من الظالمين. ثم ذكر الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن فقال ((6/ 53)) وكلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين. ثم قال ((6/ 54)) وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة.
قال، فدنونا منه حتى وضعنا ركبا على ركبته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا. فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا. فأنزل الله ((18/ 28)) واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهة ولا تعد عيناك عنهم ((ولا تجالس الأشراف)) تريد زينة الحيوة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ((يعني عيينة والأقرع)) واتبع هواه وكان أمره فرطا. ((قال: أمر عيينة والأقرعش. ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثب الحيان وتركناه حتى يقوم.
في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وقد روى مسلم والنسائي والمضنف بعضه من حديث سعد ابن أبي وقاص.
4128- حدثنا يحيى بن حكيم. حدثنا أبو داود. حدثنا قيس بننن الربيع عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد؛ قال: نزلت هذه الآية فين. ستة: في وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد وبلال.
قال: قالت قريس لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لانرضى أن نكون أتباعا لهم. فاطردهم عنك.
قال:فدخل قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ماشاء الله أن يدخل. فأنزل الله عز وجل ((6/ 52)) ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهة.... الآية.
((8)) باب في المكثرين
4129- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن. حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
((ويل للمكثرين. إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا وهكذا)) أربع: عن يمينه، وعن شماله، ومن قدامه، ومن ورائه.
في الزوائد: عطية العوفي والراوي عنه ضعيفان. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن محمد بن عبيدة عن الأعمش عن عطية به
4130- حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. حدثنا النضر بن محمد. حدثنا عكرمة بن عمار. حدثني أبو زميل، هو سماك، عن مالك بن مرثد الحنفي، عن أبيه، عن أبي ذر: قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة. إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وكسبه من طيب)).
في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
4131- حدثنا يحيى بن حكيم. حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن عجلان عن أبيه، عن هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((
((الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة. إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا)) ثلاثا.
في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
4132- حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. حدثنا عبد العزيز بن محمد عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل:
((ما أحب أن أحدا عندي ذهبا. فتأتي علي ثالثة وعندي منه شيء أرصده في قضاء دين)).
في الزوائد: إسناده حسن ويعقوب بن حميد مختلف فيه وأبو سهل اسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، عم مالك بن أنس.
4133- هشام بن عمار. حدثنا صدقة بن خالد. حدثنا يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله، مسلم بن مشكم، عن عمرو بن غيلان الثقفي؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اللهم من بآمن بي وصدقني، وعلم أن ماجئت به هو الحق من عندك، فأقلل ماله وولده، وحبب إليه لقأءك، وعجل له القضاء. ومن لم يؤمن بي، ولم يصدقني، ولم يعلم أن ماجئت به هو الحق من عندك، فأكثر ماله وولده وأطل عمره)).
في الزوائد: رجال الإسناد ثقات. وهو مرسل. وقال: لم يخرج ابن ماجة لعمرو هذا غير هذا الحديث. وليس له شيء في بقية الكتب الستة.
4134- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان.حدثنا غسان بن برزين. ح وحدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. حدثنا غسان بن برزين. حدثنا سيار بن سلامة بن سلامة عن البراء السليطي، عن نقادة الأسدي؛ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يستمنحه ناقة. فرده. ثم بعثني إلى رجل آخر. فأرسل إليه بناقة. فلما أبصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((اللهم! بارك فيها وفيمن بعث بها)).
قال نقادة: فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وفيمن جاء بها. قال ((وفيمن جاء بها)) ثم أمر بها فحلبت فدرت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اللهم أكثر مال فلان)) للمانع الأول ((واجعل رزق فلان يوما بيوك)) للذي بعث بالناقة.
في الزوائد: في إسناده البراء، قد ذكره ابن حبان ف يالثقات. وقال الذهبي: مجهول. وباقي رجالالإسناد ثقات. وقال: ليس لنقاده شيء في بقية الكتب التسة سوى هذا الحديث الذسي انفرد به ابن ماجة.
4135- حدثنا الحسن بن حماد. حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة. إن أعطي رضي، وان لم يعط لم يف)).
4136- حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا إسحاق بن سعيد عن صفوان، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة. تعس وانتكس. وإذا شيك، فلا انتقش)).
((9)) باب القناعة
4137- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ليس الغنى عن كثرة العرض. ولكن الغنى غني النفس)).
4138- حدثنا محمد بن رمح. حدثنا عبد الله بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر وحميد بن هانيء الخولاني أنهما سمعا أبا عبد الرحمن الحبلي يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((قد أفلح من هدي إلى الإسلام، ورزق الكفاف، وقنع به)).
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. الأعمش عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا)).
4140- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي ويعلى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن نفيع، عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مامن غني ولافقير إلا ود يوم القيامة أنه أتى من الدنيا قوتا)).
قال السيوطي: هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات. وأعله بنفيع، فإنه متروك، وهو مخرج في مسند أحمد. وله شاهد من حديث ابن مسعود، أخرجه الخطيب في تاريخه.
4141- حدثنا سويد بن سعيد ومجاهد بن موسى؛ قالا: حدثنا مروان بن معاوية. حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من أصبح منكم معافى في جسده، آمنا في يربه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا)).
4142- حدثنا أبو بكر. حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم. فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله)).
قال أبو معاوية ((عليكم)).
4143- أحمد بن سنان. حدثنا كثير بن هشام. حدثنا جعفر بن برقان.حدثنا يزيد ابن الأصم عن أبي هريرة؛ رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)).
((10)) باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم
4144- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ قالت: إن كنا، آل محمد صلى الله عليه وسلم، لنمكث شهرا ما نوقد فيه بنار. ما هو إلا التمر والماء ((إلا أن ابن نمير قال: نلبث شهرا)).
4145- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون. حدثنا محمد بن عمر عن أبي سلمة، عن عائشة؛ قالت: لقد كان يأتي، على آل محمد صلى الله عليه وسلم، الشهر، ما يرى في بيت من بيوته الدخان.
قلت: فما كان طعامهم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء. غير أنه كان لنا جيران من الأنصار، جيران صدق، وكانت لهم ربائب. فكانوا يبعثون إليه ألبانها.
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وقد روى مسلم بعضه من هذا الوجه.
4146- حدثنا نصر بن علي. حدثنا بشر بن عمر. حدثنا شعبة عن سماك، عن النعمان بن بشير؛ قال:سمعت عمر بن الخطاب يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي، في اليوم، من الجوع. ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه.
4147- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا الحسن بن موسى. أنبأنا شيبان عن قتادة، عن أنس ابن مالك؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مرارا:
(( والذي نفس محمد بيده! ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر)).
وإن له، يومئذ، تسع نسوة.
في الزوائد: هذا إسناده صحيح. رجاله ثقات. ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبان العطار عن قتادة به قلت: وأصل الحديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب البيع. واختلف شراحه في أنه موقوف أو مرفوع لكن رواية المصنف ترد على من قال بوقفه عن أنس.
4148- حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا أبو المغيرة. حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما أصبح في آل محمد إلا مد من طعام)) أو ((ما أصبح في آل محمد مد من طعام)).
في الزوائد: هذا إسناد رجاله ثقات. وأبو المغيرة اسمه عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
4149- حدثنا نصر بن علي. أخبرني أبي عن شعبة عن عبد الأكرم ((رجل من أهل الكوفة)) عن أبيه، عن سليمان بن صردس؛ قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمكثنا ثلاث ليال لانقدر ((أو لا يقد)) على طعام.
في الزوائد: التابعي مجهول. ولم أر من صنف، في المسميات، ذكره. وما علمته.
4150- حدثنا سويد بن سعيد. حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بطعام سخن. فأكل. فلما فرغ قال:
((الحمد لله! ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا)).
في الزوائد: إسناده حسن. وسويد مختلف فيه.
((11)) باب ضجاع آل محمد صلى الله عليه وسلم
4151- حدثنا عبد الله بن سعيد. حدثنا عبد الله بن نمير وأبو خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ قالت: كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أدما حشوه ليف.
4152- حدثنا واصل بن عبد الأعلى. حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عليا وفاطمة، وهما في خميل لهما ((والخميل القطيفة البيضاء من الصوف)) قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جهزهما بها، ووسادة محشوة إذخرا، وقرية.
4153- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عمرو بن يونس. حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني سمالك الحنفي أبو زميل. حدثني عبد الله بن العباس. حدثني عمر بن الخطاب قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير. قال: فجلست فإذا عليه إزار، وليس عليه. وإذا الحصير قد أثر في جنبه. وإذا أنا بقبضة من شعير، نحو الصع، وقرظ في ناحية في الغرفة وإذا إهاب معلق. فابتدرت عيناي. فقال:
(( ما يبكيك يابن الخطاب!(( فقلت: يانبي الله! ومالي لا أبكي؟ وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذلك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار. وأننت نبي الله وصفوته. وهذه خزانتك. قال ((يابن الخطاب! ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟)) قلت: بلى.
4154- حدثنا محمد بن طريف وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب، قالا: حدثنا محمد بن فضيل عن مجالد، عن عامر، عن الحرث، عن علي؛ قال: أهديت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى. فما كان فراشنا، ليلة أهديت، إلا مسك كبش.
في الزوائد: في إسناده الحارث ومجالد، وهما ضعيفان.
((12)) باب معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
4155- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب قالا: حدثنا أبو أسامة عن زائدةن عن الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة. فينطلق أحدنا يتحامل حتى بالمد. وإن لأحدهم اليوم مائة ألف.
قال شقيق: كأنه يعرض بنفسه.
4156- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن أبي نعامة، سمعه من خالد بن عمير؛ قال: خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر فقال: رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام نأكله إلا الشجر. حتى قرحت أشداقنا.
4157- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة، عن عباس الجريري؛ قال: سمعت أبا عثمان يحدث عن أبي هريرة أنهم أصابهم جوع وهم سبعة. قالن فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم سبع تمرات. لكل إنسان تمرة.
4158- حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن أبيه؛ قال: لما نزلت - ثم لتسألن يومئذ عن النعيم - قال الزبير: وأي نعيم نسأل عنه؟ وإنما هو الأسودان التمر والماء. سيكون)).
4159- حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله؛ قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ثلاثمائة، نحمل أزوادنا على رقابنا. ففني أزوادنا حتى كان يكون للرجل منا تمرة. فقيل: يا أبا عبد الله! وأين تقع التمرة من الرجل؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها. وأتينا البحر. فإذا نحن بحوت قد قذفه البحر. فأكلنا منه ثمانية عشر يوما.
((13)) باب في البناء والخراب
4160- حدثنا أبو كريب. حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي السفر، عن عبد الله ابن عمر؛ قال مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج خصا لنا. فقال ((ماهذا)) فقلت: خص لنا وهي، نحن نصلحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما أرى الأمر إلا أعجل منء ذلك)).
4161- حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا عيسى بن عبد الأعلى ابن فروة. حدثني إسحاق بن أبي طلحة عن أنس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة على باب رجل من الأنصار. فقال:
((ماهذه)) قالوا: قية بناها فلان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كل مال يكون هكذا، فخو وبال على صاحبه يوم القيامة)) فبلغ الأنصاري ذلك. فوضعها. فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد. فلم يرها. فسأل عنها. فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنك. فقال ((يرحمه الله! يرحمه الله!)).
في الزوائد: في إسناده عيسى بن عبد الأعلى، لم أر من جرحه ولا من وثقة. وباقي رجال الإسناد ثقات. ورواه أبو داود في سننه، بغير هذا اللفظ، من هذا الوجه.
4162- حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا أبو نعيم. حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد ابن العاص عن أبيه سعيد، عن ابن عمر؛ قال: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيت بيتا يكنني من المطر ويكنني من الشمس. ما أعانني عليه خلق الله تعالى.
4163- حدثنا إسماعيل بن موسى. شريك عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب؛ قال: أتينأ خبابا نعودوه فقال: لقد طال سقمي. ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا تنمنوا الموت)) لتمنيته. وقال:
((إن العبد ليؤجر في نفقته كلها، إلا في التراب)) أو قال ((في البناء)).
((14)) باب التوكل واليقين
4164- حدثنا حرملة بن يحيى. حدثنا عبد الله بن وهب. أخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني؛ قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((لو أنكم توكلتم على الله حق توكله. لرزقكم كما يرزق الطير. تغدثو خماصا، وتروح بطانا.
4165- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سلام ((ابن شرحبيل))، أبي شرحبيل، عن حبة وسواء، ابني خالد؛ قالا: دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئا. فأعناه عليه. فقال:
((لا تيأسا من الرزق ما تهزرت وءوسكما. فإن الإنسان تلده أمه أحمر، ليس عليه قشر. ثم يرزقه الله عز وجل)).
في الزوائد: إسناده صحيح. وسلام بن شرحبيل، ذكره ابن حبان في الثقات. ولم أر من تلكم فيه. وباقي رجال الإسناد ثقات.
4166- حدثنا إسحاق بن منصور. أنبأنا أبو شعيب، صالح بم زريق العطار. حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عمرو بن العاص؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من قلب ابن آدم، بكل واد، شعبة. فمن اتبع قلبه الشعب كلها، لم يبال الله بأي واد أهلكه. ومن توكل على الله كفاه التشعب)).
في الزوائد: إسناده ضعيف. وصالح بن رزيق ليس له إلا هذا الحديث. قال في الميزان: حديثه منكر.
4167- حدثنا محمد بن طريف. حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن؛ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا يمون أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله)).
4168- حدثنا محمد بن الصباح. أنبأنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان، عن الأعرج عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.وفي كل خير. احرص على ما ينفك. ولا تعجز، فإن غلبك أمر، فقل: قدر الله وماشاء فعل. وإياك واللو. فإن اللو تفتح عمل الشيطان))
((15)) باب الحكمة
4169- حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب. حدثنا عبد الله بن نمير عن إبراهيم بن الفضل، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الكلمة الحكمة ضالة المؤمن. حيثما وجدها، فهو أحق بها)).
4170- حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد بن هند، عن أبيه؛ قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)).
4171- حدثنا محمد بن زياد. حدثنا الفضيل بن سليمان. حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم. حدثني عثمان بن جبير، مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! علمني وأوجز. قال ((إذا قمت في صلاتك، فصل مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه. وأجمع اليأس عما في أيدي الناس)).
في الزوائد: إسناده ضعيف. وعثمان بن جبير، قال الذهبي في الطبقات: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات وقا البخاري وأبو حاتم: ورى عن أبيه عن جده عن أيوب، قلت: لكن كون الحديث من أوجز الكلمات وأجمعها، يدل على قربه للثبوت، فيتأمل.
4172- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أومن بن خالد، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل الذي يجلس يسمع الحكمة، ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع، كمثل رجل أتى راعيا، فقال: يا راعي! أجزرني شاة من غنمك. قال: اذهب فخذ بأذن خيرها. فذهب فأخذ بأخذ كلب الغنم)).
قال أبو الحسن بن سلمة: ثناه إسماعيل بن إبراهيم. حدثنا موسى. ثناحماد. فذكره نحوه. وقال فيه ((بإذن خيرها شاة)).
في الزوائد: هذا إسناده ضعيف من الطرفين ((الطريقين)) لأن مدار الإسناد على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
((16)) باب البراءة من الكبر والتواضع
4173- حدثنا سويد بن سعيد. حدثنا علي بن مسهر. ح وحدثنا علي بن ميمون الرقي. حدثنا سعيد بن مسلمة، جميعا عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان)).
4174- حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب، عن الأغر، أبي مسلم، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يقول الله سبحانه: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري. من نازعني واحدا منهما. ألقيته في جهنم)).
4175- حدثنا عبد الله بن سعيد وهارون بن إسحاق؛ قالا: حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يقول الله سبحانه: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري. من نازعني واحدا منهما. ألقيته في النار)).
في الزوائد: رجاله ثقات: إلا أن عطاء بن السائب اختلط. والمحاربي، هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده؟
4176- حدثنا حرملة بن يحيى. حدثنا ابن وهب. أخبرني عمر بن الحرث؛ أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من يتواضع لله، سبحانه، درجة، يرفعه الله به درجة. ومن يتكبر على الله درجة، يضعه الله به درجة. حتى يجعله في أسفل السافلين)).
في الزوائد: هذا إسناده ضعيف. ودراج بن سمعان أبو السمح المصري، وإن وثقة ابن معين، فقد قال أبو داود وغيره: مستقيم، إلا ماكان عن أبي الهيثم. وقال ابن ععدي: عامة أحاديث دراج مما يابع عليه. وضعفه أبو حاتم والنسائي والدارقطني.
4177- حدثنا نصر بن علي. حدثنا عبد الصمد وسلم بن قتيبة: قالا: حدثنا شعبة عن علي ابن زيد، عن أنس بن ملك؛ قال: إن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخد بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت من المدينة، في حاجتها.
في الزوائد: في إسناده علي بن زيد بن جدعان، ضعيف.
4178- حدثنا عمرو بن رافع. حدثنا جرير عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشيع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار. وكأن، يوم قريظة والنضير، على حمار. ويوم خيبر، على حمار مخطوم برسن من ليف. وتحته إكاف من ليف)).
4179- حدثنا أحمد بن سعيد. حدثنا علي بن الحسين بن واقد. حدثنا أبي عن مطر، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطبهم فقال:
((إن الله عز وجل أوحى إلي: أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد)).
((17)) باب الحياء
4180- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا ييحى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا شعبة عن قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة، مولى لأنس بن مالك، عن أبي سعيد الخدري؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من عذراء في خدرها. وكان، إذا كره شيئا، رئي ذلك في وجهه.
4181- حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي. حدثنا عيسى بن يونس عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن أنس؛ قال: قال رسول الله:
((إن لكل دين خلقا. وخلق الإسلام الحياء)).
في الزوائد: حديث أنس ضعيف. ومعاوية بن يحيى الصدفي أبو روح الدمشقي، ضعفوه.
4182- حدثنا عبد الله بن سعيد. حدثنا سعيد بن محمد الواراق. حدثنا صالح بن حيان عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن لكل دين خلقا. وإن خلق الإسلام الحياء)).
في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف صالح بن جيان، وسعيد بن محمد الوراق.
4183- حدثنا عمرو بن رافع. حدثنا جرير عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عقبة ابن عمرو، أبي مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فأصنع ماشئت)).
4184- حدثنا إسماعيل بن موسى. حدثنا هسيم عن منصور، عن الحسن، عن أبي بكرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة. والبذاء من الجفاء. والجفاء في النار)).
في الزوائد: رواه ابن حبان في صحيحه. وقول الدارقطني: إن الحسن لم يسمع من أبي بكرة - الجواب عنه أن البخاري احتج في صحيحه برواية الحسن عن أبي بكرة أربعة أحاديث. وفي مسند أحمد ومعجم الطبراني الكبير التصريح بسماعه من أبي بكرة، في عدة أحاديث. والمثبت مقدم على النافي.
4185- حدثنا الحس بن علي الخلال. حدثنا عبد الرزاق. أنبأنا معمر عن ثابت، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ماكان الفحش في شيء قط، إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط، إلا زانه)).
((18)) باب الحلم
4186- حدثنا حرملة بن يحيى. حدثنا عبد الله بن وهب. حدثني سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم، عن سهل بن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من كظم غيظا، وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيره في أي الحور شاء)).
4187- حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني. حدثنا يونس بن بكير. حدثنا خالد بن دينار الشيباني، عن عمارة العبدي. حدثنا أبو سعيد الخدري؛ قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
((أتيكم وفود عبد القيس)) وما يرى أحد فينا نحن كذلك. إذ جاءوا فنزلثوا. فأتوات رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبقي الأشج العصري. فجاء بعد. فنزل منزلا. فأناخ راحلته، ووضع ثيابه جانبا، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا أشج! إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والتؤدة)). قال: يا رسول الله! أشيي جبلت عليه، أضم شيء حدث لي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((بل شيء جبلت عليه)).
في الزوائد: عمارة بن جوين أبو هرون العبدي كذبه ابن معين وعثمان بن أبي شيبة وابن علية. وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ضعيف الحديث.
4188- حدثنا أبو إسحاق الهروي. حدثنا العباس بن الفضل الأنصاري. حدثنا قرة بن خالد. حدثنا أبو جمرة عن ابن عباس؛ أنن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأشج العصري:
((إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والحياء)).
في الزوائد: في إسناده العباس بن الفضل عن قرة بن خالد، تابعه عليه بشر بن الفضل كما رواه الترمذي.
4189- حدثنا زيد بن أخزم. حدثنا بشر بن عمر. حدثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((مامن جرعة أعظم أجرا عند الله، من جرعة غيظ، كظمها عبد ابتغاء وجه الله)).
في الزوائد: إسناده صحيح، وجاله ثقات.
((19)) باب الحزن والبكاء
4190- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. أنبأنا عبيد الله بن موسى. أنبأنا إسرائيل عن إبراهيم بن مجاهد، عن مورق العجلي، عن أبي ذر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون. وإن السماء أطت وحق لها أضن ائط. مافيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله. والله! لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. وما تلذذتم بالنساء على الفرشات. ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)) والله! لوددت أني كنت شجرة تعضد.
4191- حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. حدثنا همام عن قتادة، عن أنس بن مالك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا)).
4192- حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. حدثنا محمد بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي حازم؛ أن عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره أن أباه أخبره أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية يعاتبهن الله بها، إلا أربع سنين ((7/ 16)) ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون.
في الزوائد: هذا إسناده صحيح، رجاله ثقات.
4193- حدثنا أبو بكر بن خلف. حدثنا أبو بكر الحنفي. حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبي هريرة؛قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا تكثروا الضحك، فإن الضحك تميت القلب)).
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
4194- حدثنا هناد بن السري. حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ؛ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ((اقرأ علي)) فقرأت عليه بسورة النساء. حتى إذا بلغت ((4/ 41)) فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. فنظرت إليه، فإذا عيناه تدمعان.
4195- حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار. حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا أبو رجاء الخراساني عن محمد بن مالك، عن البراء؛ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة. فجلس على شفير القبر. فبكى، حتى بل الثرى. ثم ((يا إخواني! لمثل هذا فأعدوا)).
في الزوائد: إسناده ضعيف. قال ابن حبان في الثقات، محمد بن مالك لم يسمع من البراء. ثم ذكره في الضعفاء.
4196- حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا أبو رافع عن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن السائب، عن سعد بن أبي وقاص؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ببكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).
4197- حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي وإبراهيم بن المنذر؛ قالا: حدثنا ابن أبي فديك. حدثني حماد بن أبي حميد الزرقي عن بن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مامن عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع، وإن كان مثل رأس الذباب، من خشية الله، ثم تصيب شيئا من حر وجهه - إلا حرمه الله على النار)).
في الزوائد: إسناده ضعيف. وحماد بن أبي حميد، اسمه محمد. بن أبي حميد، ضعيف.
((20)) باب التوقي على العمل
4198- حدثنا أبو بكر. حدثنا وكيع عن مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن سعد المهمداني، عن عائشة؛ قالت: قلت: يا رسول الله! ((23/ 60)) والذين يؤتون ماء اتوا وقلوبهم وجلة. أهو الذي يزنى ويسرق ويشرب الخمر؟ قال:
((لا يابنت أبي بكر.((أو يا بنت الصديق!)) ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي، وهو يخاف أن لا تقبل منه)).
4199- حدثنا عثمان بن إسماعيل بن عمران الدمشقي. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر. حدثني أبو عبد رب؛ قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(( إنما الأعمال كالوعاء، إذا طاب أسفله، طاب أعلاه. وإذا فسد أسفله، فسد أعلاهث)).
في الزوائد: في إسناده عثمان بن إسماعيل، لم أر من تلكم فيه.وباقي رجال الإسناد موثقون.
4200- كثير بن عبيد الحمصي. حدثنا بقية عن ورقاء بن عمر.حدثنا عبد الله بن ذكوان، أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن العبد إذا صلى في العلانية فأحسن، وصلى في السر فأحسن - قال الله عز وجل؛ هذا عبدي حقا)).
في الزوائد: في إسناده بقية، وهو مدلس، وقد عنعنه.
4201- حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، وإسماعيل بن موسى؛ قالا: حدثنا شريك بن عبد الله عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((قاربوا وسددوا. فإنه ليس أحد منكم بمنجيه عمله)). قلوا: ولا أنت؟ يا رسول الله! قال ((ولا أنا. إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)).
في الزوائد: هذا إسناد حسن. وشريك مختلف فيه.
((21)) باب الرياء والسمعة
4202- حدثنا أبو مروان العثماني . حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه ، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((قال الله عز و جل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك. فمن عمل لي عملا أشرك فيه غيري. فأنا منه بري. وهو للذي أشرك)).
في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات.
4203- حدثنا محمد بن بشار، وهرون بن عبد الله الحمال، وإسحاق بن منصور؛ حدثنا محمد بن بكر البرساني!. أنبأنا عبد الحميد بن جعفر.أخبرني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري، وكان من الصحابة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا جمع الله الأولين والآخرين، يوم القيامة، ليوم لاريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل له لله، فليطلب ثوابه من عند غير الله. فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك)).
4204- حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا أبو خالد الأحمر عن كثير بن زيدس، عن ربيح ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن أبي سعيد؛ قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذكر المسيح الدجال. فقال:
((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟)) قال، قلن: بلى. فقال ((الشرك الخفي: أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل)).
في الزوائد: إسناده حسن. وكثير بن زيد وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيهما.
4205- حدثنا محمد بن خلف العسقلاني. حدثنا رواد بن الجراح عن عامر بن عبد الله عن الحسن بن ذكوان، عن عبادة بن نسي، عن شداد بن أوس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن أخوف ما أتحوف على أمتي الإشراك بالله. أما إني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا. ولكن أعمالاص لغير الله، وشهوة خفية)).
في الزوائد: في إسناده عامر بن عبد الله. لم أر من تكلم فيه. وبافي رجال الإسناد ثقات.
4206-حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب؛ قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن. حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى، عن عكية العرفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((من يسمع، يسمع الله به، ومن يراء الله به)).
في الزوائد: في إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. وكذلك محمد بن أبي ليلى. والحديث من حديث جندب، في الصحيحين.
4207- حدثنا هرون بن إسحاق. حدثني محمد بن عبد الوهاب عن سفيان، عن سلمة ابن كهيل، عن جندب؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يراء، يراء الله به. ومن يسمع يسمع الله به)).
((22)) باب الحسد
4208- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. حدثنا أبي ومحمد بن بشر؛ قالا: حدثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها)).
4209- حدثنا يحيى بن حكيم، ومحمد بن عبد الله بن يزيد؛ قالا: حدثنا سفيان عن الزهري، عن سالم، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم بشه آناء الليل وآتاء النهار. ورجل آتاه الله مالا، فهثو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)).
4210- حدثنا هرون بن عبد الله الحمال وأحمد بن الأزهر؛ قالا:حدثنا ابن أبي فديك عن عيسى بن أبي عيسى الحناط، عن أبي الزنادش، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الحسد يأكل لحسنات، كمأ تأكل النار الحطب. والصدقة تطفيء الخطئة، كما تطفيء الماء النار. والصلاة نور المؤمن. والصيام جنة من النار)).
في الزوائد: الجملة الأولى رواها أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة. وإسناده حديث أنس بن مالك، فيه عيسى بن أبي عيسى، وهو ضعيف.
((23)) باب البغي
4211- حدثنا الحسين بن الحسن المروزي. أنبأنا عبد الله بن المبارك وابن علية عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((مامن ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة - من البغي وقطيعة الرحم)).
4212- حدثنا سويد بن سعيد. حدثنا صالح بن موسى عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة. عن عائشة أم المؤمنن؛ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أسرع الخير ثوابا، البر وصلة الرحم. وأسرع الشر عقوبة، البغي وقطيعة الرحم)).
في الزوائد: في إسناده صالح بن موسى، وهو ضعيف.
4213- حدثنا يعقوب بن حميد المدني. حدثنا عبد العزيز بن محمد عن داود بن قيس، عن أبي سعيد، مولى بني عامر، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((حسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم)).
4214- حدثنا حرملة بن يحيى. حدثنا عبد الله بن وهب. أنبأنا عمرو بن الحرث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله أوحى إلي: أن تواضعوا. ولا يبغي بعضكم على بعض)).
في الزوائد: هذا إسناده حس. لاختلاف في اسم سنان بن سعد أو سعد بن سنان.
((24)) باب الورع والتقوى
4215- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. هاشم بن القاسم. حدثنا أبو عقيل. حدثنا عبد الله ابن يزيد. حدثني ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين، حتى يدع مالا بأس به، حذرا لما به البأس)).
4216- هشام بن عمار. حدثنا يحيى بن حمزة. حدثنا زيد بن واقدس. حدثنا مغيب بن سمى عن عبد الله بن عمرو؛ قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل قال ((كل مخموم القلب، صدوق اللسان)). قالوا: صدوق اللسان، نعرفه. فما مخموم القلب؟ قال ((هو التقي النقيث. لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)).
في الزوائد: هذا إسناده صحيح. رجاله ثقات.
4217- علي بن محمد. حدثنا أبو معاوية عن أبي رجاء، عن برد بن سنان، عن مكحثول، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يا أبا هريرة! كن ورعا، تكن أعبد الناس. وكن قنعا، تكنء أشكر الناس. وأحب للناس ما تحب لنفسك، تكن مؤمنا. وأحسن جوار من تكن مسلما. وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب)).
في الزوائد: هذا إسناده حسن. وأبو رجاء اسمه محرز بن عبد الله الجزري.
4218- حدثنا عبد الله بن محمد بن رمح. حدثنا عبد الله بن وهب عن الماضي بن محمد عن علي بن سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لاعقل كالتدبير, ولاورع كالكف. ولا حسب كحسن الخلق)).
في الزوائد: في إسناده القاسم بن محمد المصري وهو ضعيف.
4219- حدثنا محمد بن خلف العسقلاني. حدثنا يونس بن محمد. حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الحسب المال. والكرم التقوى)).
4420- هشام بن عمار وعثمان بن أبي شيبة؛ قالا: نا المعتمر بن سليمان، عن كهمس بن الحسن، عن أبي السليل ضريب بن نفير، عن أبي ذر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إني لأعرف كلمة ((وقال عثمان: آية)) لو أخذ الناس كلهم بها، لكفتهم)) قالوا: يا رسول الله! أية آية؟ قال ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)).
في الزوائد: هذا الحديث رجاله ثقات. غير أنه منقطه. وأبو السليل لم يدرك أبا ذر، قاله في التهذيب.
((25))با بالثناء الحسن
4221- أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون. أنا نافع بن عمر الجمحي عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه؛ قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة أو النباوة ((قال: والنباوة من الطائف)) قال:
((يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار)). قالوا: بم ذاك؟ يا رسول الله! قال ((بالثناء الحسن والثناء السيء. أنتم شهداء الله، بعضكم على بعض)).
في الزوائد: إسناده صحيح. رجال ثقات. وليس لأبي زهير هذا، عن ابن ماجة، سوى هذا الحديث. وليس له شيء في بقية الكتب الستة.
4222- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو معاوية عنش الأعمش، عن جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي؛ قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل. فقال: يا رسول الله! كيف لي أن أعلم إذا أحسنت، أني قد أحسنت. وإذا أسأت، أني قد أسأت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا قال جيرانك: قد أحسنت، فقد أحسنت. وإذا قالوا: إنك قد أسأت. فقد أسأت)).
في الزوائد: رجال حديث كلثوم الخزاعي ثقات، إلا أنه مرسل. وكلثوم بن علقمة، ويقال له: ابن المصطلق ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عبد البر: أحاديثه مرسلة لا يصح له صحبة. كذا قال أبو نعيم. وردوا الصحبة لأبيه.
4223- حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا عبد الرزاق.أنبأنا معمر عن منصور عن أبي وائل، عن عبد الله؛ قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((إذا سمعت جيرانك يقولون: أن قد أحسنت، فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت. فقد أسأت)).
في الزوائد: إسناده حديث عبد الله بن مسعود هذا صحيح. رجاله ثقات. ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق عبد الرزاق به.
4224- حدثنا محمد بن يحيى وزيد بن أخزم؛ قالا:حدثنا مسلم بن إبراهيم. حدثنا أبو هلال. حدثنا عقبة بن أبي ثبيت عن أبي الجوزاء، عن عباس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرا، وهو يسمع. وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا، وهو يسمع)).
في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات. وأبو الجوزاء هو أويس بن عبد الله الربعي. وأبو هلال هو محمد بن سليم.
4225- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت له: الرجل يعمل العمل لله، فيحبه الناس عليه؟ قال:
((ذلك عاجل بشرى المؤمن)).
4226- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا أبو داود. حدثنا سعيد بن سنان، أبو الشيباني، عن حبيب بن أبي ثابت، عن صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رجل: يا رسول الله! إني أعمل العمل، فيط!لع عليه، فيعجبني؟ قال:
((لك أجران: أجر السر وأجر العلانية)).
((26)) باب النية
4227- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون. ح وحدثنا محمد بن رمح. أنبأنا الليث بن سعد؛ قالا: أنبأنا يحيى بن سعيد بن إبراهيم التيمي أخبره؛ أنه سمع علقمة بن وقاص؛ أنه سمع عمر بن الخطاب، وهو يخطب الناس، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إنما الأعمال بالنيات. ولكل امري ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله. ومن كانت هجرته لدينا يصيبها، أو امرأة يتروجثها، فخجرته إلى ما هاجر إليه)).
4228- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة الأنماري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر: رجلق آتاه الله مالا وعلأما. فهو يعمل في ماله، ينفقه في حقه. ورجل آتاه الله علما و لم يؤته مالا. فهو يقول: لو كان لي مثل هذا، عملت فيه مثل الذي يعمل)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فهما في الأجر سواء. ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما. فهو يخبط في ماله، ينفقه في عير حقه. ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا. فهو يقول: لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فهما في الوزر سواء)).
حدثنا إسحاق بن منصور المروزي.حدثنا عبد الرازاق. أنبأنا معمر ((معمر)) عن منصور عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن أبي كبشة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ح وحدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة. حدثنا أبو أسامة عن منضل، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعدن عن ابن أبي كبشة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
4229- أحمد بن سنان ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا يزيد بن هارون عن شريك، عن ليث، عن طاوس، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إنما يبعث الناس على نياتهم)).
في الزوائد: فس إسناده ليث بن سليم. وهو ضعيف.ويشهد له حديث جابر، وقد رواه مسلم.
4230- حدثنا زهير بن محمد، أنا زكريا بن عدي. أنا شريك عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يحشر الناسث على نياتهم)).
((27)) باب الأمل والأجل
4231- حدثنا أبوبشر، بكر بن خلف. حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا يحيى ابن سعيد. حدثنا سفيان. حدثني أبي عن أبي يعلي، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعودس، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه خط خطا مربعا. وخطا وسط الخط المبع. وخطوخا إلى جانب الخط الذي وسط الخط المربع. وخطا خارجا من الخط المربع. فقال:
((أتدرون ماهذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال ((هذا الإنسان الخط الأوسط. وهذه الخطوط إلى جنبه الأعراض تنهشه ((أو تنهسه)) من كل مكان. فإن أخطأه هذا، أصابه هذا. والخط المربع الأجل المحيط. والخط الخارج الأمل)).
4232- حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا النضر بن شميل. أنبأنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن أبي بكر؛ قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((هذا ابن آدم، وهذا أجله، عند قفته)) وبسط يده أمامه. ثم قال ((وثم أمله)).
4233- حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني. حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((قلب الشيخ شاب في حب اثنتين: في حب الحياة وكثرة المال)).
في الزوائد: طريق ابن ماجة صحيح، رجاله ثقات.
4234- بشر بن معاذ الضرير. حدثنا أبو عوانة عن قتادة، عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يهرم ابن آدم ويشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر)).
4235- حدثنا أبو مروان العثماني . حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه ، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((لو أن لابن آدم واد بين من مال، لأحب أن يكون معهما ثالث. ولا يملأ نفسه إلا التراب. ويتوب الله على من تاب)).
في الزوائد: إسناد طريق ابن ماجة صحيح. رجاله ثقات.
4236- حدثنا الحسن بن عرفة. حدثني عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين. وأقلهم من يجوز ذلك)).
((28)) باب المداومة على العمل
4237- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة، عن أم سلمة؛ قالت: والذي ذهب بنفسه! صلى الله عليه وسلم ما مات حتى كان أكثر صلاته وهو جالس. وكان أحب الأعمال إليه، العمل الصالح الذي يدوم عليه العبد، وإن كان يسيرا.
4238- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ قالت: كأنتء عندي امرأة. فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم. فقال:
((من هذه؟)) قلت: فلانة. لا تنام ((تذكر من صلاتها)) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((مه. عليكم بما تطيقون فوالله! لا يمل الله حتى تملوا)) قالت: وكان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه.
4239- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان، عن الجريري، عن أبي عثمان، عن حنظلة الكاتب التيمي الأسيدي؛ قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكرنا الجنة والنار، حتى كأنا رأي العين. فقمت إلى أهلي وولدي. فضحكت ولعبت. قال، فذكرت الذي كنا فيه. فخرجت، فلقيت أبا بكر، فقلت: نافقت، نافقت. فقال أبو بكر: إنا لنفعله. فذهب حنظلة فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال:
((ياحنظلة! لو كنتم كما تكونون عندي، لصافحتكم الملائكة على فرشكم ((أو على طرقكم)) ياحنظلة! ساعة وساعة)).
4240- حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا ابن لهيعة. حدثنا عبد الرحم الأعرج. سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اكلفوا من العمل ما تطيقون. فإن خير العمل أدومه، وإن قل)).
في الزوائد: في إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
4241- حدثنا عمرو بن رافع. حدثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري عن عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد الله؛ قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يصلى على صخرة. فأتى ناحية مكة. فمكثة مليا، ثم انصرف. فوجد الرجل يصلى على حاله. فقام فجمع يديه ثم قال:
((يا أيها الناس! عليكم بالقصد)) ثلاثا ((فإن الله لا يمل حتى تملوا)).
في الزوائد:إسناده حسن. ويعقوب بن عبد الله مختلف.وباقي رجال إسناده ثقات.
((29)) باب ذكر الذنوب
4242- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا وكيع الأعمش عن شقيق، عن عبد الله؛ قال:قلنا: يا رسول الله! أنؤاخذ بما كنا نعمل في الجاهلية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من أحسن في الإسلام، لم يؤاخذ بما كان في الجاهلية. ومن أساء أخذ بالأول والآخر)).
4243- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا خالد بن مخلدس. حدثني سعيد بن مسلم ابن بانك؛ قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول: حدثني عوف بن الحرث عن عائشة؛ قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ياعائشة! إياك ومحقرات الأعمال. فإن لها من الله طالبا)). في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات.
4244- هشام بن عمار. حدثنا حاتم بن إسماعيل والوليد بن مسلم، قالا: حدثنا محمد ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن المؤمن، إذا أذنب، كانت نكتة سوداء في قلبه. فإن تاب ونزع واستغفر، صقل فلبه. فإن زاد زادت. فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه ((83/ 14)) كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا بكسبون)).
4245- حدثنا عيسى بن بونس الرملي. حدثنا عقبة بن علقمة بن خديج المعافري عن أرطاة بن المنذر، عن أبي عامر الألهاني عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
((لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة، بيضا. فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراص)). قال ثوبانث: يا رسول الله! صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لانعلم. قال ((أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم. ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام، إذا خلوا بمحارم الله، أنتهكوها)).
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وأبو عامر الإلهاني اسمه عبد الله بن غابر.
4246- هرون بن إسحاق وعبد الله بن سعيد، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه وعمه، عن أبي هريرة؛ قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما أكثر ما يدخل الجنة؟ قال:
((التقوى وحسن الخلق)) وسئل ما أكثر ما يدخل النار؟ قال ((الأجوفان: الفم والفرج)).
((30)) باب ذكر التوبة
4247- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا شبابة.حدثنا ورقاء عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله عز وجل وأفرح بتوبة أحدكم منه بضالته، إذا وجدها)).
4248- حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب المديني. حدثنا أبو معاويةض. حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تبتم، لتاب عليكم)).
في الزوائد: هذا إسناده حسن. ويعقوب بن حميد مختلف فيه. وباقي رجال الإسناد ثقات.
4249- حدثنا سفيان بن وكيع. حدثنا أبي عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لله أفرح بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بفلاة من الأرض، فالتمسها. حتى إذا أعيى، تسجي بثوبه. فبينا هو كذلك إذ سمع وجبة الراحلة حيث فقدها. فكشف الثوب عن وجهه، فإذا هو براحلته)).
في الزوائد: في إسناده عطية العوفي، وسفيان بن وكيع، وهما ضعيفان. وأصل الحديث أخرجه الشيخان من حديث ابن مسعود وأنس.
4250- حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي. حدثنا وهيب بن خالد معمر عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه؛ قال : قال رسثول الله صلى الله عليه وسلم:
((التائب من الذنب، كمن لا ذنب له)).
قال السندي : الحديث ذكره صاحب الزوائد في زوائده وقال: إسناده صحيح. رجاله ثقات. ثم ضرب على ما قال. وأبقي الحديث على الحال. وفي المقاصد الحسنة: رواه ابن ماجة والطبراني في الكبير البيهقي في الشعب من طريق أبي عبيد الله بن عبد الله بن مسعود عن أبيه. رفعه. ورجاله ثقات.بل حسنة شيخنا. يعني لشواهده. وإلا فأبو عبيدة، جزم غير ولن يأتي ثم يسمع من أبيه.
4251- حدثنا أحمد بن منيع . حدثنا وزيد بن الحباب. حدثنا علي بن مسعد عن قتادة، عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كل بني آدم خطاء. وخير الخطائين التوابون)).
4252- هشام بن عمار. حدثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن ابن معقل؛ قال: دخلت مع أبي علي عبد الله، فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( الندم توبة)) فقال له أبي: أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( الندم توبة))؟ قال: نعم.
في الزوئد: قلت: وقع عند ابن ماجة عبد الله بن عمر بن الخطاب. قال المنذري. وقال بعد ذلك: أي كما رواه الترمذي وابن ماجة في صحيحه، والحاكم في المستدرك.
4253- حدثنا راشد بن سعيد الرملي. أنبأنا الوليد بن مسلم عن مسلم عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله عز وجل ليقبل توبة العبد مالم يغرغر)).
في الزوائد: في إسناده الوليد بن مسلم، وهو مدلس. وقد عنعه. وكذلك مكحول الدمشقي.
4254- حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب. حدثنا المعتمير. سمعت أبي. حدثنا أبو عثمان عن ابن مسعود، أن رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه أصلب من امرأة قبلة. فجعل يسأل عن كفارتها. فلم يقل له شيئا، فأنزل الله عز وجل ((11/114)) وأقم الصلاة طرفي النهار ورلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين. فقال الرجل: يا رسول الله! ألى هذه؟ فقال:
((هي لمن عمل بها من أمتي)).
4255- حدثنا محمد بن يحيى إسحاق بن منصور، قالا: حدثنا عبد الرزاق. أنبأنا معمر قا : قال الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ أخبرني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((أسرف رجل على نفسه. فلما حضره الموتث أوصى بنيهش فقال: إذا أضنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في الريح، في البحر، فوالله! لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ماعذبه أحدا. قال، ففعلوا به ذلك. فقال للأرض: أدي مأخذت. فإذا هو قائم. فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك ((أو مخافتك)) يا رب! فغفر له، لذلك)).
4256- قال الزهري: وحدثني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((دخلت امرأة النار، في هرة ربطهتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت)).
قال الزهري: لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل.
4257- حدثنا عبد الله بن سعيد. حدثنا عبدة بن سليمان عن موسى بن المسيب الثقفي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن عنم، عن أبي ذر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((إن الله تبارك وتعالى: ياعبادي! كلكم مذنب إلا من عافيت. فسلوني المغفرة فأغفر لكثمء. ومن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني بقدرتي غفرءت له. وكلكم ضال إلا منء هديت. فسلوني الهدى أهدكم. وكلكم فقير إلا من أغنيت. فسلوني أرزقكم وميتكم، وأولكم وآخركم، ورطبكم ويابساكم اجتمعوا فكانوا على قلب أتقى عبد من عبادي _ لم يزد في ملكي جناح بعوضة. ولو أن ولو اجتمعوا فكانوا على قلب أشقى عبد من عبادي- لم ينقص من ملكي جناح بعوضة. ولو أن حيكم وميتكم، وأولكم وآخركم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا. فسأل كل سائل منهم ما بلغت أمنيته - ما نقص من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بشفة البحر، فغمس فيها إبرة ثم نزعها. ذلك بإني جوادق ماجد. عطائي كلام. إذا أردت شيئا، فإنما أقول له:
كن فيكون)).
((31)) با ذكر الموت والاستعداد
4258- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أكثروا ذكر هاذم اللذات)) يعني الموت.
4259- حدثنا الزبير بن بكار. حدثنا أنس بن عياض. حدثنا نافع بن عبد الله عن فروة ابن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر؛ أنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاءه رجل من الأنصار. فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: يا رسول الله! أي أفضل؟ قال:
(( أحسنهم خلقا)) قال: فأي الأكياس)).
في الزوائد: فروة بن قيس مجهول. وكذلك الرواي عنه. خبره باطل. قاله الذهبي في طبقات التهذيب.
4260- حدثنا هشام بن عبد الملك الحمصي. حدثنا بقية بن الوليد. حدثني ابن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب، عن أبي يعلي شداد بن أوس؛ قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت. والعاجز من أتبع نفسه هواها، ثم تمنى على الله))
4261- حدثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد. حدثنا سيار. حدثنا جعفر عن ثابت، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب. وهو في الموت. فقال:
((كيف تجدك)) قال : أرجو الله يا رسول الله! وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يجتمعان في قلب عبد، في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف)).
4262- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا شبابة عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال ((الميت تحضرو الملائكة. فإذا كان الرجل صالحا، قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة! كانت في الجسد الطيب. اخرجب حميدة، وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان. فلا يزال يقال لها، حتى تخرج. ثم يعرج بها إلى السماء. فيفتح لها. فيقال. من هذا. فيقولون فلان. فبقال: مرحبا بالنفي الطيبة، كانت في الجسد الطيب. ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان. فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل. وإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة! كانت في الجسد الخبيث. اخرجي ذميمة. وأبشري بحميم وغسق. وآخر من شكله أزواج. فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج.ثم يعرج بها إلى السماء. فلا يفتح لها. فيقال: من هذا. فيقال: فلان. فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث. ارجعي ذميمة. فإنها لا تفتح لك أبواب السماء. فيرسل بها من السماء، ثم تصير إلى القبر)).
4263- حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري وعمر بن شبة بن عبيدة؛ قالا:حدثنا عمر بن علي. أخبرني إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال:
((إذا كان أجل أحدكم بأرض، وأوثبته. الحاجةث. فإذا بلغ أقصى أثره، قبضه الله سبحانه. فتقول الأرض، يوم القيامة: رب! هذا ما استودعتني)).
4264- حدثنا يحيى بن خلف، أبو سلمة. حدثنا عبد الأعلى عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن سعدبن هشام، عن عائشة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه.ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه)). وإذا بشر بعذاب الله كره لقاء الله. بشر برحمة الله ومغفرته، وأحب لقاء الله. فأحب الله لقاءه. وإذا بضر بعذاب لله كره لقاء الله، وكره الله لقاءه)).
4265- حدثنا عمران بن موسى.حدثنا عبد الوارتبن سعيد.حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يتمنى أحدكم الموتض لضر نزل به.فإن كتن لابد متمنيا الموت، فليقل: اللهم! أحيني، ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني، إذا كانت الوفاة خيرا لي)).
((32)) باب ذكر القبر والبلى
4266- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا ابومعاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ليس شيء من الإنسان إلا يبلى، إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب. ومنه يركب الخلق يوم القيامة)).
4267- حدثنا محمد بن إسحاق. حدثني يحيى بن معين. ثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن بحير، عن هانيء، مولى عثمان؛ قال: كان عثمان بن عفان، إذا وقف على قبر، يبكي. حتى يبل لحيته. فقيل له: تذكر الجنة والنار، ولا تبكي. وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن القبر أول منازل الآخرة. فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه. وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه)) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مارأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه)).
4268- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا شبابة عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الميت يصير إلى القبر. فيجلس الرجل الصالح في قبره، غير فزع ولا مشعوف. ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام. فيقال له: ماهذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه. فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله؛ فيفرج له فرجة قبل النار. فينظر إليها يحطم بعضها بعضا. فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله. ثم يفرج له قبل الجنة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: هذا مقعدك. ويقال له: على اليقين كنت. وعليه مت. وعليه تبعث، إن شاء الله. ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا. فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري. فيقال له: ماهذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولا فقلته. فيفرج له قبل الجنة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: انظر إلى ماصرف الله عنك. ثم يفرج له فرجة قبل النار. فينظر إليها. يحطم بعضها بعضا. فيقال له: هذا مقعدك. على الشك كنت. وعليه مت. وعليه تبعث، إن شاء الله تعالى)).
في الزوائد: إسناده صحيح.
4269- حدثنا محمد بن بشار. ثنا محمد بن جعفر. ثنا شعبة عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، ((قال)) نزلت في عذاب القبر. يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبي محمد. فذلك قوله ((14/37)) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الءحياة الدنيا وفي الآخرة)).
4170- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا عبد الله بن نمير. ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا مات أحدكم عرض على مقعده بالغداة والعشي. إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة. وإن كان من أهل النار، فمن أهل النار. يقال: هذا مقعدك حتى تبعث يوم القيامة)).
4271- حدثنا سويد بن سعيد. أنبأنا مالك بن أنس عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن ابن كعب الأنصاري؛ أنه أخبره أضن أباه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجع إلى جسده يوم يبعث)).
4172- حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي. ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال:
((إذا دخل الميت القبر مثلت الشمس عند غرربها. فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي)).
في الزوائد: هذا إسناده حسن إن كان أبة سفيان، واسمه طلحة بن نافع، سمع من جابر بن عبد الله. وإسماعيل بن حفص مختلف فيه.
((33)) باب ذكر البعث
4273- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا عباد بن العوام عن حجاج، عن عطية عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن صاحبي الصور بأيديهما ((أو في أيديهما)) قرنان. يلاحظان النظر متى يؤمران)).
في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف حجاج بن أرطاة وعطية العوفي.
4274- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ قال: قال رجل من اليهود، بسوق المدينة: والذي اصطفى موسى على البشر! فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه. قال: تقول هذا؟ وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
((قال الله عز وجل ((39/68)) ونفخ في الصور فصعق من في السماوات وضمن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. فأكون أول من رفع رأسه. فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش. فلا أدري أرفع رأسه قبلي، أو كان ممن استثنى الله عز وجل. ومن قال: أنا خير من يونس بن متى، فقد كذب)).
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
4275- حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن الصباح، قالا: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم. حدثني أبي عن عبيد الله بن مقسم، عن عبد الله بن عمر؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر يقول:
((يأخذ الجبار سماواته وأرضيه بيده ((وقبض يده، فجعل يقبضها ويبسطها)) ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون؟ أينت المتكبرون)) قال، ويتمايل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله. حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول: أساقط هو برسول اللهصلى الله عليه وسلم؟
4276- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا أبو خالد الأضحمر عن حاتم بن أبي صغيرة عضن ابن أبي مليكة عن القاسم، قال: قالت عائشة، قلت: يا رسول الله! كيف يحشر الناس يوم القيامة؟ قال:
((جفاة، عراة)) قلت: والنساء؟ قال ((والنساء)) قلت: يا رسول الله! فما يستحي؟ قال ((ياعائشة! الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض)).
4177- حدثنا أبو بكر. ثنا وكيع عن علي بن علي بن رفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات. فأما عرضتان، فجدال ومعاذير. وأما الثالثة، فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي. فآخذ بيمينه وآخذ بشماله)).
في الزوائد: رجال الإسناد ثقات، إلا أنه منقطع، والحسن لم يسمع من أبي موسى، قاله على بن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة. وقد رواه الترمذي عن الحسن عن أبي هريرة، وقال: لا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة.
4278- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا عيسى بن يونس وأبو خالد الأضحمر، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ((83/6)) يوم يقوم الناس لرب العالمين، قال:
((يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه)).
4279- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا علي بن مسهر عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة؛ قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ((14/48)) يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات. فأين تكون الناس يومئذ؟ قال:
((على الصراط)).
4280- حدثنا أبو بكر. ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق. حدثني عبيد الله بن المغيرة عن سليمان بن عمرو بن عبد بن العتواري، أحد بني ليث؛ قال ((وكان في حجر أبي سعيد)) قال: سمعته ((يعني أبا سعيد)) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يوضع الصراط بين ظهراني جهنم. على حسك كحسك السعدان. ثم يستجيز الناس. فناج مسلم ومخدوج به. ثم ناج ومحتبس به. ومنكوس فيها)).
4281- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، عن أم مبشر، عن حفصة؛ قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((إني لأرجو ألا يدخل النار أحد، إن شاء الله تعالى، ممن شهد بدرا والحديبية)) قالت، قلت: يا رسول الله! أليس قد قال الله: ((19/71)) وإن منكم إلا واردها، كان على ربك حتما مقضيا. قال ((ألم تسمعيه يقول: ((19/72)) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا؟)).
في الزوائد: حديث حفصة صحيح، رجاله ثقات، إن كان أبو سفيان سمع من جابر بن عبد الله.
((34)) باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم
4282- حدثنا أبو بكر. ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تردون علي غرا محجلين من الوضوء. سيماء أمتي، ليس لأحد غيرها)).
4283- حدثنا محمد بن بشار. ثنا محمد بن جعفر. ثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، عن عبد الله؛ قال: كثنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة. فقال:
((أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟)) قلنا: بلى. قال ((أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟)) قلنا: نعم. قال ((والذي نفسي بيده! إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة. وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود. أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر)).
4284- حدثنا أبو كريب وأحمد بن سنان، قالا: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يجيء النبي ومعه الرجلان. ويجيء النبي ومعه الثلاثة. وأكثر من ذلك وأقل. فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه، فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: لا. فيقال: من شهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتدعى أمة محمد فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعضم. فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون: أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا، فصدقناه. قال، فذلكم قوله تعالى: ((2/143)) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)).
4285- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة الجهني؛ قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
((والذي نفس محمد بيده! ما من عبد يؤمن ثم يسدد إلا سلك به في الجنة. وأرجو ألا يدخلوها حتى تبوؤا أنتم، ومن صلح من ذراريكثم، مساكن في الجنة. ولقد وعدني ربي، عز وجل، أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب)).
في الزوائد: في إسناده محمد بن مصعب. قال فيه صالح بن محمد البغدادي: ضعيف في الأوزاعي. وعامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة. لكن لم ينفرد به. وقد رواه النسائي في عمل اليوم والليلة عن يحيى بن حمزة عن الأوزاعي.
4286- حدثنا هشام بن عمار. ثنا إسماعيل بن عياش. ثنا محمد بن زياد الألهاني؛ قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((وعدني ربي سبحانهث أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا. لاحساب عليهم ولا عذاب. مع كل ألف سبعون ألفا. وثلاث حثيات من حثيات ربي، عز وجل)).
4287- حدثنا عيسى بن محمد بن النحاس الرملي، وأيوب بن محمد الرقي؛ قالا: ثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((نكمل، يوم القيامة، سبعين أمة. نحن آخرها، وخبرها)).
4288- حدثنا محمد بن خالد بن خداش. ثنا إسماعيل بن علية عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إنكم وفيتم سبعين أمة. أنتم خيرها، وأكرمها على الله)).
4289- حدثنما عبد الله بن إسحاق الجوهري. ثنا حسين بن حفص الأصبهاني. ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال ((أهل الجنة عشرون ومائة صف. ثمانون من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم)).
4290- حدثنا محمد بن يحيى. ثنا أبو سلمة حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((نحن آخر الأمم، وأول من يحاسب. يقال: أين الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون)).
في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وأبو سلمة هو موسى بن إسماعيل البصري التبوذكي.
4291- حدثنا جبارة بن المغلس. ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن أبي بردة، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة، أذن لأمة محمد في السجود. فيسجدون له طويلا. ثم يقال: ارفعوا رؤسكم. قد جعلنا عدتكم فداءكم من النار)).
في الزوائد: روى مسلم معناه. وأتم سوق الحديث عن أبي بردة عن أبيه بإسناد أصح من هذا. ومع ذلك، فقد أعله البخاري.
4292- حدثنا جبارةث بن المغلس. ثنا كثير بن سليم عن أنس بن مالك؛ قا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن هذه الأمة مرحومة. عذابها بأيديها. فإذا كان يوم القيامة، دفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين. فيقال: هذا فداؤك من النار)).
في الزوائد: له شاهد في صحيح مسلم من حديث أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه. وقد أعله البخاري كما تقدم.
((35)) باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة
4293- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا يزيد بن هارون. أنبأنا عبد الملك عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال:
((إن لله مائة رحمة. قسم منها رحمة بين جميعش الخلائق. فبها يتراحضمثون. وبها يتعاطفون. وبها تعطف الوحش على أولادها. وأخر تسعة وتسعين رحمة. يرحم بها عباده يوم القيامة)).
4294- حدثنا أبو كريب وأحمد بن سنان، قالا: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خلق الله، عز وجل، يوم خلق السموات والأرض، مائة رحمة. فجعل في الأرض منها رحمة. فبها تعطف الوالدة على ولدها. والبهائم، بعضها على بعض، والطير. وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة. فإذا كان يوم القيامة، أكملها الله بهذه الرحمة)).
في الزوائد: حديث أبي سعيد صحيح، رجاله ثقات.
4295- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله، عز وجل، لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي)).
4296- حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. ثنا أبو عوانة. ثنا عبد الملك ابن عمير عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل؛ قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على حمار. فقال:
((يامعاذ! هل تدري ماحق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله، إذا فعلوا ذلك، أن لايعذبهم)).
4297- حدثنا هشام بن عمار. ثنا إبراهيم بن أعين. ثنا إسماعيل بن يحيى الشيباني عن عبد الله بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر؛ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته. فمر بقوم. فقال: من القوم؟ فقالوا: نحن المسلمون. وامرأة تحصب تنورها. ومعها ابن لها. فإذا ارتفع وهج التنور، تنحت به. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أنت رسول الله؟ قال: ((نعم)) قالت: بأبي أنت وأمي! أليس الله بأرحم الراحمين؟ قال ((بلى)) قالت: أو ليس الله بأرحم بعباده من الأم بولدها؟ قال ((بلى)) قالت: فإن الأم لا تلقي ولدها في النار! فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي. ثم رفع رأسه إليها فقال:
((إن الله لايعذب من عباده إلا المارد الءمتضمرد، الذي يتمرد على الله وأب} أن يقول: لاإله إلا الله)).
في الزوائد: إسناد حديث ابن عمر ضعيف لضعف إسماعيل بن يحيى، متفق على تضعيفه اهـ.
قال السندي: قلت: أصل الحديث ليس من الزوائد.
4298- حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي. ثنا عمرو بن هاشم. ثنا ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد، عن سعيد الءمقبري، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يدخل النار إلا شقي)) قيل: يا رسول الله! ومن الشقي؟ قال ((من لم يعمل لله بطاعة، ولم يترك له معصية)).
في الزوائد: في إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
4299- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا زيد بن الحباب. ثنا سهيل بن عبد الله، أخو حزم القطعي. ثنا ثابت البناني عن أنس بن مضالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ((أو تلا)) هذه الآية ((74/56)) هو أهل التقوى وأهل المغفرة. فقال:
((قال الله عز وجل: أنا أهل أن أتقى، فلا يجعل معي إله لآخر. فمن اتقى أن يجعل معي إلها آخر، فأنا أهل أن أغفر له)).
قال أبو الحسن القطان: حدثنا إبراهيم بن نصر. ثنا هدبة بن خالد. ثنا سهيل بن أبي حزم عن ثابت، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية ((74/56)) هو أهل التقوى وأهل المغفرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((قال ربكم: أنا أهل أن أتقى، فلا يشرك بي غيري. وأنا أهل، لمن اتقى أن يشرك بي، أن أغفر له)).
4300- حدثنا محمد بن يحيى. ثنا ابن مريم. ثنا الليث. حدثني عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن الحبلي؛ قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يصاح برجل من أمتي، يوءم القيامة، على رؤس الخلائق. فينشر له تسعة وتسعون سجلا. كل سجل مد البصر. ثم يقول الله عز وجل: هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول: لا. يا رب! فيقول: أظلمتك كتبتي الحافظثون؟ ثم يقول: ألك عن ذلك حسنة؟ فيهاب الرجل، فيقول: لا. فيقول: بلى. إن لك عندنا حسنات. وإنه لاظلم عليك اليوم. فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. قال، فيقول: يا رب! ماهذه البطاقة مع هذه السجلات! فيقول: إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة. فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة)).
قال محمد بن يحيى: البطاقة الرقعة. وأهل مصر يقولون للرقعة: بطاقة.
((36)) باب ذكر الحوض
4301- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا محمد بن بشر. ثنا زكريا. ثنا عطية عن أبي سعيد الخدري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن لي حوضا، ما بين الكعبة وبيت المقدس. أبيض مثل اللبن. آنيته عدد النجوم. وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة)).
في الزوائد: في إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
4302- حدثنا عثمان بن أبي شيبة. ثنا علي بن مسهر عن أبي مالك، سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن حوضي لأبعد من أيلة إلى عدنز والذي نفسي بيده! لآنيته أكثر من عدد النجوم. ولهو أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. والذي نفسي بيده! إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه)) قيل: يا رسول الله! أتعرفنا؟ قال ((نعم. تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء. ليست لأحد غيركم)).
4303- حدثنا محمود بن خالد الدمشقي. ثنا مروان بن محمد. ثنا محمد بن مهاجر. حدثني العباس بن سالم الدمشقي. نبئت عن أبي سلام الحبشي قال: بعث إلى عمر بن عبد العزيز. فأتيته على بريد. فلما قدمت عليه، قال: لقد شققنا عليك يا أبا سلام! في مركبك. قال: أجل. والله! يا أمير المؤمنين. قال: والله! ما أردت المشقة عليك. ولكن حديث بلغني أنك تحدث به عن ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحوض. فأحببت أن تشافهني به. قال فقلت: حدثني ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن حوضي ما بين عدن إلى أيلة. أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. أكاويبه كعدد نجوم السماء. من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. وأول من يرده علي فقراء المهاجرين. الدنس ثيابا والشعث رؤسا. الذين لا ينكحون المنعمات. ولا يفتح لهم السدد)). قال، فبكى عمر حتى اخضلت لحيته. ثم قال: لكني قد نكحت المنعمات وفتحت لي السدد. لاجرم أني لا أغسل ثوبي الذي على جسدي حتى يتسخ. ولا أدهن رأسي حتى يشعث.
4304- حدثنا نصر بن علي. ثنا أبي. ثنا هشام عن قتادة، عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مابين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة. أو كما بين المدينة وعمان)).
4305- حدثنا حميد بن مسعدة. ثنا خالد بن الحارث. ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة؛ قال: قال أنس بن مالك: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
((يرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء)).
4306- حدثنا محمد بن بشار. ثنا محمد بن جعفر. ثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه أتى المقبرة فسلم على المقبرة. فقال:
((السلام عليكم، دار قوم مؤمنين! وإنا، إن شاء الله تعالى، بكم لاحقون)) ثم قال ((لوددنا أنا قد رأينا إخواننا)) قالوا: يا رسول الله! أولسنا إخوانك؟ قال ((أنتم أصحابي. وإخواني الذين يأتون من بعدي. وأنا فرطكم على الحوض)) قالوا: يا رسول الله! كيف تعرف من لم يأت من أمتك؟ قال: ((أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهراني خيل دهم بهم، ألم يكن يعرفها؟)) قالوا: بلى. قال ((فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين، من أثر الوضوء)) قال ((أنا فرطكم على الحوض)) ثم قال ((ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال. فأناديهم: ألا هلموا! إنهم قد بدلوا بعدك، ولم يزالوا يرجعون على أعقابهم. فأقول ألا سحقا! سحقا!)).
((37)) باب ذكر الشفاعة
4307- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لكل نبي دعوة مستجابة. فتعجل كل نبي دعوته. وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي. فهي نائلة من مات منهم لايشرك بالله شيئا)).
4308- حدثنا مجاهد بن موسى وأبو إسحاق الهروي، إبراهيم بن عبد الله بن حاتم قالا: ثنا هشيم. أنبأنا علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة، عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أنا سيد ولد آدم ولا فخر. وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر. وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر. ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر)).
4309- حدثنا نصر بن علي وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب، قالا: ثنا بشر بن المفضل. ثنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة، عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أما أهل النار، الذين هم أهلها، فلا يموتون فيها ولا يحيون. ولكن ناس أصابتهم نار بذنوبهم أو بخطاياهم فأماتتهم إماتة. حتى إذا كانوا فحما أذن لهم في الشفاعة. فجيء بهم ضبائر. فبثوا على أنهار الجنة. فقيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم. فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل)) قال، فقال رجل من القوم: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان في البادية.
4310- حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. ثنا الوليد بن مسلم. ثنا زهير بن محمد عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن شفاعتي يوءم القيامة لأهل الكبائر من أمتي)).
4311- حدثنا إسماعيل بن أسد. ثنا أبو بدر. ثنا زياد بن خيثمة عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن أبي موسى الأشعري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة. فاخترت الشفاعة. لأنها أعم وأكفى. أترونها للمتقين؟ لا. ولكنها للمذنبين، الخطائين المتلوثين)).
في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
4312- حدثنا نصر بن علي. ثنا خالد بن الحارث. ثنا سعيد عن قتادة، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((يجتمع المؤمنون يوم القيامة يلهمون ((أو يهمون. شك سعيد)) فيقولون: لو تشفعنا إلى ربنا فأراحنا من مكاننا! فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس. خلقك الله بيده. وأسجد لك ملائكته. فاشفع لنا عند ربك يرحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم ((ويذكر ويشكو إليهم ذنبه الذي أصاب. فيستحي من ذلك)) ولكن ائتوا نوحا. فإنه أول رسو بعثه الله إلى أضهل الأرض. فيأتونه. فيقول: لست هناكم ((ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم. ويستحي من ذلك)) ولكن ائتوا خليل الرحمن إبراهيم. فيأتونه. فيقول: لست هناكم. ولكن ائتوا موسى. عبدا كلمة الله وأعطاه التوراة. فيأتونه. فيقول: لست هناكم ((ويذكر قتله النفس بغير النفس)) ولكن ائتوا عيسى. عبد الله ورسوله وكلمة الله ورحه. فيأتونه. فيقول: لست هناكم. ولكن ائتوا محمدا. عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال، فيأتوني فأنطلق. ((قال، فذكر هذا الحرف عن الحسن قال: فأمشي بين السماطين من المؤمنين)) قال، ثم عاد إلى حديث أنس. قال ((فأستأذن على ربي فيؤذن لي. فإذا رأيته وقعت ساجدا. فيدعني ماشاء الله أن يدعني. ثم يقال: ارفع يا محمد! وقل تسمع. وسل تعطه. واشفع تشفع. فأحمده بتحميد يعلمنيه. ثم أشفع. فيحد لي حدا. فيدخلهم الجنة. ثم أعود الثانية. فإذا رأيته وقعت ساجدا. فيدعني ماشاء الله أن يدعني. ثم يقال لي: ارفع محمد! قل تسمع وسل تعطه. واشفع تشفع. فأرفع رأسي. فأحمده بتحميد يعلمنيه. ثم أشفع فيحد لي حدا فيدخلهم الجنة. ثم أعود الثالثة. فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا. فيدعني ماشاء الله أن يدعني.
ثم يقال: ارفع محمد! قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع. فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه. ثم أشفع. فيحد لي حدا. فيدخلهم الجنة. ثم أعود الرابعة فأقول: يا رب! ما بقي إلا من حبسه القرآن)).
قال يقول قتادة على أثر هذا الحديث: وحدثنا أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((يخرج من النار من قال: لاإله إلا الله، وكان في قلبه مثقال شعيرة من خير. ويخرج من النار من قال: لاإله إلا الله، وكان في قلبه مثقال برة من خير. ويخرج من النار من قال: لاإله إلا الله، وكان في قلبه مثقال ذرة من خير)).
4313- حدثنا سعيد بن مروان. ثنا أحمد بن يونس. ثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن علاق بن أبي مسلم، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يشفع يوءم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم الشهداء)).
الحديث ضعيف. ففي الزوائد: في إسناده علاق بن أبي مسلم.4314- حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي. ثنا عبيد بن عمرو عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا كان يوم القيامة، كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم. غير فخر)).
4315- حدثنا محمد بن بشار. ثنا يحيى بن سعيد. ثنا الحسين بن ذكوان عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن الحصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ليخرجن قوم من النار بشفاعتي. يسمون الجهنميين)).
4316- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا وهيب. ثنا خالد عن عبد الله ابن شقيق، عن عبد الله بن أبي الجدعاء؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((ليدخلن الجنة، بشفاعة رجل من أمتي، أكثر من بني تميم)) قالوا: يا رسول الله! سواك؟ قال ((سواي)). قلت: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أنا سمعته.
4317- حدثنا هشام بن عمار. ثنا صدقة بن خالد؛ قال: سمعت سنيم ابن عامر يقول: سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أتدرون ماخيرني ربي الليلة؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم. قال ((فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة. فاخترت الشفاعة)) قلءنا: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلنا من أهلها. قال ((هي لكل مسلم)).
4318- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. ثنا أبي ويعلى قالا: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود، عن أنس بن مالك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن ناركثم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم. ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين، ما انتفعتم بها. وإنها لتدعو الله عز وجل أن لا يعيدها فيها)).
في الزوائد: أخرجه الحاكم كما رواه المصنف، وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين. وبعضه في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
4319- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضا. فجعل لها نفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فشده ما تجدون من البرد، من زمهريرها. وشدة ما تجدون من الحر، من سمومها)).
4320- حدثنا العباس بن محمد الدوري. ثنا يحيى بن أبي بكير. ثنا شريك عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أوقدت النار ألف سنة فابيضت. ثم أوقدت ألف سنة فاحمرت. ثم أوقدت ألف سنة فاسودت. فهي سوداء كالليل المظلم)).
4321- حدثنا الخليل بن عمرو. ثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يؤتي يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من الكفار. فيقال: اغمسوه في النار غمسة. فيغمس فيها. ثم يقال له: أي فلان! هل أصابك نعيم قط؟ فيقول: لا ما أصابني نعيم قط. ويؤتي بأشد المؤمنين ضرا وبلاء. فيقال: اغمسوه غمسة في الجنة. فيغمس فيها غمسة. فيقال له: أي فلان! هل أصابك ضر قط أو بلاء؟ فيقول: ما أصابني قط ضر ولا بلاء)).
4322- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا بكر بن عبد الرحمن. ثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الكافر ليعظم حتى إن ضرسه لأعظم من أحد. وفضيلة جسده على ضرسه، كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه)).
في الزوائد: عطية العوفي والرواي عنه ضعيفان. وقد روى مسلم في صحيحه والترمذي، بعضه من حديث أبي هريرة.4323- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند. ثنا عبد الله بن قيس؛ قال: كنت عند أبي بردة ذات ليلة. فدخل علينا الحارث بن أقيش. فحدثنا الحارث ليلتئذ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر. وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكثون أحد زواياها)).
في الزوائد: في إسناده عبد الله بن أقيش النخعي. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال: أحسبه الذي روى عنه أبو إسحاق عن ابن عباس. وقال: لم يرو عنه غير داود بن هند، وليس إسناده بالصافي.
4324- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. ثنا محمد بن عبيد عن الأعمش، 'ن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يرسل البكاء على أهل النار. فيبكون حتى ينقطع الدموع. ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود. لو أرسلت فيه السفن لجرت)).
في الزوائد: في إسناده يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.
4325- حدثنا محمد بن بشار. ثنا ابن أبي عدي عن شعبة، عن سليمان، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ((3/102)) يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
((ولو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدنيا معيشتهم. فكيف بمن ليس له طعام غيره؟)).
4326- حدثنا محمد بن عبادة الواشطي. ثنا يعقوب بن محمد الزهري. ثنا إبراهيم ابن سعد عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال:
((تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود. حرم الله على النار أضن تأكل أثر السجود)).
4327- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يؤتي بالموت يوم القيامة. فيوقف على الصراط. فيقال، يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أضن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه. ثم يقال: يا أهل النار! فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الضذي هم فيه. فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم هذا الموت. قال، فيؤمر به فيذبح على الصراط. ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون. لاموت فيها أبدا)).
في الزوائد: هذا إسناده صحيح رجاله ثقات. وقد أخرج البخاري بعضه من هذا الوجه. وله شاهد في الصحيحين من حديث أبي سعيد.
((39)) باب صفة الجنة
4328- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)).
قال أبو هريرة: ومن بله ما قد أطلعكثم الله عليه. اقرأوا إن شئتم ((32/17)) فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يضعملون.
قال: وكان أبو هريرة يقرؤها: من قرات أعين.
4329- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا أبو معاوية عن حجاج، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال:
((لشبر في الجنة خير من الأرض وما عليءها ((الدنيا وما فيها)).
في الزوائد: في إسناده حجاج بن أرطاة وعطية العوفي، وهما ضعيفان.
4330- حدثنا هشام بن عمار. ثنا زكريا بن منظور. ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((موضع سوط في الجنة، خير من الدنيا وما فيها)).
في الزوائد: في إسناده زكريا وهو ضعيف.
4331- حدثنا سويد بن سعيد. ثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار؛ أن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((الجنة مائة درجة. كل درجة منها ما بين السماء والأرض. وإن أعلاها الفردوس. وإن أوسطها الفردوس. وإن العرش على الفردوس. منها تفجر أنهار الجنة. فإذا ما سألتم الله فسلوه الفردوس)).
4332- حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي. ثنا الوليد بن مسلم. ثنا محمد بن مهاجر الأنصاري. حدثني الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى، عن كريب مولى ابن عباس؛ قال: حدثني أسامة بن زيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم لأصحابه:
((ألا مشمر للجنة؟ فإن الجنة لاخطر لها. هي، ورب الكعبة! نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة. في مقام أبدا. في حبرة ونضرة. في دور عالية سليمة بهية)) قالوا: نحن المشمرون لها، يا رسول الله! قال ((قولوا: إن شاء الله)) ثم ذكر الجهاد وحض عليه.
في الزوائد: في إسناده مقال. والضحاك المعافري الدمشقي، ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الذهبي في طبقات التهذيب: مجهول. وسليمان بن موسى مختلف فيه. وباقي رجال الإسناد ثقات. ورواه ابن حبان في صحيحه.
4333- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر. ثم الذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون. أمشاطهم الذهب. ورشحهم المسك. ومجامرهم الألوة. أزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد. على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا)).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مثل حديث ابن فضيل عن عمارة.
4334- حدثنا واصل بن عبد الأعلى، وعبد الله بن سعيد، وعلي بن المنذر؛ قالوا: ثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الكوثر نهر في الجنة. حافتاه من ذهب. مجراه على الياقوت والدر. تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج)).
4335- حدثنا أبو عمر الضرير. ثنا عبد الرحمن بن عثمان عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، ولا يقطعها)).
واقرأوا إن شئتم: وظل ممدود.
4336- حدثنا هشام بن عمار. ثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. حدثني حسان بن عطية. حدثني سعيد بن المسيب؛ أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة. قال سعيد: أو فيها سوق؟ قال: نعم. أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن أهل الجنة، إذا دخلوها، نزلوا فيها بفضل أعمالهم. فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا. فيزورون الله عز وجل. ويبرز لهم عرشه. ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة. فتوضع لهم منابر من نور. ومنابر من لؤلؤ. ومنابر من ياقوت. ومنابرث من زبرجد. ومنابر من ذهب. ومنابر من فضة. ويجلس أدناهم، ((وما فيهم دنيء)) على كثبان المسك والكافور. ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا.
قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله! هل نرى ربنا؟ قال:
((نعم. هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟)) قلنا: لا. قال ((كذلك. لا تتماروون في رؤية ربكم عز وجل. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضرة الله عز وجل محاضرة. حتى إنه يقول للرجل منكم: ألا تذكر، يافلان! يوم عملت كذا وكذا؟ ((يذكره بعض غدراته في الدنيا)) فيقول: يا رب! أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى. فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه. فبينما هم كذلك، غشيتهم سحابة من فوقهم. فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط. ثم يقول: قوموا إلى أعددت لكم من الكرامة. فخذوا ما اشتهيتم. ((قال)) فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة. فيه مالم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب. ((قال)) فيحمل لنا ما اشتهينا. ليس يباع فيه شيء ولا يشترى. وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا. فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة، فيلقى من هو دونه ((وما فيهم دنيء)) فيروعه ما يرى عليه من اللباس. فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل له عليه أحسن منه. وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها)).
قال ((ثم ننصرف إلى منازلنا. فتلقانا أزواجنا. فيقلن: مرحبا وأهلا. لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه. فنقول: إن جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل. ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا)).
4337- حدثنا هشام بن خالد الأزرق، أبو مروان الدمشقي. ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما من أحد يدخله الله الجنة، إلا زوجه الله عز وجل ثنتين وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل النار. ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي. وله ذكر لا ينثني)).
قال هشام بن خالد: من ميراثه من أهل النار، يعني رجالا دخلوا النار. فورث أهل الجنة نساءهم. كما ورثت امرأة فرعون.
في الزوائد: في إسناده مقال. وخالد بن يزيد بن أبي مالك وثقه العجلي. وأحمد بن صالح المصري ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وابن الجارود الساجي والعقيلي وغيرهم.
4338- حدثنا محمد بن بشار. ثنا معاذ بن هشام. ثنا أبي عن عامر الأحول، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه في ساعة واحدة، كما يشتهي)).
4339- حدثنا عثمان بن أبي شيبة. ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها. وآخر أهل الجنة دخولا الجنة. رجل يخرج من النار حبوا. فيقال له: اذهب فادخل الجنة. فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع. فيقول: يا رب! وجدتها ملأى. فيقول الله: اذهب فادخل الجنة. فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا رب! وجدتها ملأى. فيقول الله سبحانه: اذهب فادخل الجنة. فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا رب! إنها ملأى. فيقول الله: اذهب فادخل الجنة. فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ((أو إن لك مثل عشرة أضمثال الدنيا)) فيقول: أتسخر بي ((أو أتضحك بي)) وأنت الملك؟)).
قال، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه.
فكان يقال: هذا أدنى أهل الجنة منزلا.
4340- حدثنا هناد بن السري. ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق، عن زيد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من سأل الجنة، ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم! أدخله الجنة. ومن استجار من النار، ثلاث مرات، قالت النار: اللهم! أجره من النار)).
4341- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن سنان، قالا: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مامنكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار. فإذا مات، فدخل النار، ورث أهل الجنة منزله. فذلك قوله تعالى: أولئك هم الوارثون)).