مجموعة أبواب في المقدمة
باب ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الجهل والضلالة
[ 1 ] حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله أيؤاخذ الرجل بما عمل في الجاهلية قال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما كان عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر
[ 2 ] أخبرنا الوليد بن النضر الرملي عن سبرة بن معبد من بني الحارث بن أبي الحرام من لخم عن الوضين أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان فكنا نقتل الأولاد وكانت عندي ابنة لي فلما أجابت وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتها فدعوتها يوما فاتبعتني فمررت حتى أتيت بئرا من أهلي غير بعيد فأخذت بيدها فرديت بها في البئر وكان آخر عهدي بها أن تقول يا أبتاه يا أبتاه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وكف دمع عينيه ، فقال له رجل من جلساء رسول الله صلى الله عليه وسلم أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له كف فإنه يسأل عما أهمه ، ثم قال له أعد علي حديثك فأعاده فبكى حتى وكف الدمع من عينيه على لحيته ، ثم قال له إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا فاستأنف عملك
[ 3 ] أخبرنا هارون بن معاوية عن إبراهيم بن سليمان المؤدب عن الأعمش عن مجاهد حدثني مولاي أن أهله بعثوا معه بقدح فيه زبد ولبن إلى آلهتهم قال : فمنعني أن آكل الزبد لمخافتها قال : فجاء كلب فأكل الزبد وشرب اللبن ثم بال على الصنم وهو أساف ونائلة قال هارون كان الرجل في الجاهلية إذا سافر حمل معه أربعة أحجار ثلاثة يقدره والرابع يعبده ويربي كلبه ويقتل ولده
[ 4 ] حدثنا مجاهد بن موسى ثنا ريحان هو ابن سعيد السامي ثنا عباد وهو ابن منصور عن أبي الرجاء قال كنا في الجاهلية إذا أصبنا حجرا حسنا عبدناه وإن لم نصب حجرا جمعنا كثبة من رمل ثم جئنا بالناقة الصفي فنفاج عليها فنحلبها على الكثبة حتى نرويها ثم نعبد تلك الكثبة ما أقمنا بذلك المكان قال أبو محمد الصفي الكثيرة الألبان فنفاج يعني الناقة إذا فرجت بين رجليها للحلب والفج الطريق الواسع وجمعه فجاج
باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب قبل مبعثه
[ 5 ] أخبرنا الحسن بن الربيع ثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي صالح قال : قال كعب نجده مكتوبا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر وأمته الحمادون يكبرون الله عز وجل على كل نجد ويحمدونه في كل منزلة ويتأزرون على أنصافهم ويتوضأون على أطرافهم مناديهم ينادي في جو السماء صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء لهم بالليل دوي كدوي النحل ومولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام
[ 6 ] حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد وهو ابن يزيد عن سعيد هو ابن أبي هلال عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن ابن سلام أنه كان يقول إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفوا ويتجاوز ولن أقبضه حتى نقيم الملة المتعوجة بأن تشهد أن لا إله إلا الله يفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا قال عطاء بن يسار وأخبرني أبو واقد الليثي انه سمع كعبا يقول مثل ما قال ابن سلام
[ 7 ] أخبرنا زيد بن عوف ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ذكوان بن أبي صالح عن كعب في السطر الأول محمد رسول عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام وفي السطر الثاني محمد رسول الله أمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء يحمدون الله في كل منزله ويكبرون على كل شرف رعاة الشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ويأتزرون على أوساطهم ويوضؤن أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كصوت النحل
[ 8 ] أخبرنا مجاهد بن موسى ثنا معن ابن عيسى ثنا معاوية بن صالح عن أبي فروة عن ابن عباس أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، فقال كعب نجده محمد بن عبد الله يولد بمكة ويهاجر إلى طابة ويكون ملكه بالشام وليس بفحاش ولا صخاب في الأسواق ولا يكافئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر أمته الحمادون يحمدون الله في كل سراء وضراء ويكبرون الله على كل نجد يوضؤون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم دويهم في مساجدهم كدوي النحل يستمع مناديهم في جو السماء
[ 9 ] أخبرنا حيوة بن شريح ثنا بقية بن الوليد التميمي ثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نضير الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد جاءكم رسول إليكم ليس بوهن ولا كسل ليختن قلوبا غلفا ويفتح أعينا عميا ويسمع آذانا صما ويقيم السنة عوجا حتى يقال لا إله إلا الله وحده
[ 10 ] أخبرنا محمد بن يزيد الحزام ثنا إسحاق بن سليمان عن عمرو بن أبي قيس عن عطاء عن عامر قال : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له إليه حاجة فمشى معه حتى دخل قال : فإحدى رجليه في البيت والأخرى خارجة كأنه يناجي فالتفت ، فقال أتدري من كنت أكلم إن هذا ملك لم أره قط قبل يومي هذا استأذن ربه ان يسلم علي قال : أنا آتيناك أو أنزلنا القرآن فصلا والسكينة صبرا والفرقان أصلا
[ 11 ] أخبرنا مجاهد بن موسى ثنا ريحان هو ابن سعيد ثنا عباد هو ابن منصور عن أيوب عن أبي سلامة عن أبي قلابة عن عطية انه سمع ربيعة الجرشي يقول أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك قال : فنامت عيناي وسمعت أذناي وعقل قلبي قال : فقيل لي سيد بنى دارا فصنع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي ولم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد قال : فالله السيد ومحمد الداعي والدار الإسلام والمأدبة الجنة
[ 12 ] أخبرنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة عن جعفر بن ميمون التميمي عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي عثمان النهدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء ومعه بن مسعود فأقعده وخط عليه خطا ، ثم قال لا تبرحن فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لن يكلموك فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد ثم جعلوا ينتهون إلى الخط لا يجاوزونه ثم يصدرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل جاء إلي فتوسد فخذي وكان إذا نام نفخ في النوم نفخا فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي راقد إذ أتاني رجال كأنهم الجمال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال حتى قعد طائفة منهم عند رأسه وطائفة منهم عند رجليه فقالوا بينهم ما رأينا عبدا أوتي مثل ما أوتي هذا النبي صلى الله عليه وسلم عيناه لتنامان وان قلبه ليقظان اضربوا له مثلا سيد بنى قصرا ثم جعل مأدبة فدعى الناس إلى طعامه وشرابه ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فقال أتدري من هؤلاء قلت : الله ورسوله أعلم قال هم الملائكة قال وهل تدري ما المثل الذي ضربوه قلت : الله ورسوله أعلم قال الرحمن بنى الجنة فدعا إليها عباده فمن أجابه دخل جنته ومن لم يجب عاقبه وعذبه
باب كيف كان أول شأن النبي صلى الله عليه وسلم
[ 13 ] أخبرنا نعيم بن حماد ثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان ثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد السلمي انه حدثهم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل كيف كان أول شانك يا رسول الله قال : كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت : يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران ، فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال الآخر نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين ، فقال أحدهما ايتني بماء ثلج فغسل به جوفي ، ثم قال ايتني بماء برد فغسل به قلبي ، ثم قال ايتني بالسكينة فذره في قلبي ، ثم قال أحدهما لصاحبه حصه فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة ، ثم قال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أنا انظر إلى الألف فوقي أشفق ان يخر علي بعضهم ، فقال لو أن أمته وزنت به لمال بهم ثم انطلقا وتركاني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وفرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت أن يكون قد التبس بي فقالت أعيذك بالله فرحلت بعيرا لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغتنا إلى أمي فقالت أديت أمانتي وذمتي وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت إني رأيت حين خرج مني يعني نورا أضاءت منه قصور الشام
[ 14 ] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا جعفر بن عثمان القرشي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي ذر الغفاري قال : قلت : يا رسول الله كيف علمت انك نبي حين استنبئت ، فقال : يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض ، فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال : نعم قال : فزنه برجل فوزنت به فوزنته ، ثم قال : فزنه بعشرة فوزنت بهم فرجحتهم ، ثم قال زنه بمائة فوزنت بهم فرجحتهم ، ثم قال زنه بألف فوزنت بهم فرجحتهم كأني انظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان قال ، فقال أحدهما لصاحبه لو وزنته بأمته لرجحها
[ 15 ] أخبرنا إسماعيل بن خليل ثنا علي بن مسهر ثنا الأعمش عن أبي صالح قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يناديهم يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة
باب ما أكرم الله به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن
[ 16 ] أخبرنا محمد بن طريف ثنا محمد بن فضيل ثنا أبو حيان عن عطاء عن ابن عمر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في خير قال وما هو قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول قال هذه السلمة فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه ، وقال إن اتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت مكثت معك
[ 17 ] أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وكان لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يرى فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم ، فقال : يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثم انطلق بنا قال : فانطلقنا حتى لا نرى فإذا هو بشجرتين بينهما أربع أذرع ، فقال : يا جابر انطلق إلى هذه الشجرة فقل يقل لك الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما فرجعت إليها فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما ثم رجعتا إلى مكانهما فركبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله بيننا كأنما الطير علينا تظلنا فعرضت له امرأة معها صبي لها فقالت : يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرار قال : فتناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ، ثم قال اخسأ عدو الله أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسأ عدو الله أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ثم دفعه إليها فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما فقالت : يا رسول الله اقبل مني هديتي فوالذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد ، فقال خذوا منها واحدا وردوا عليها الآخر قال ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين سماطين خر ساجدا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال علي الناس من صاحب الجمل فإذا فتية من الأنصار قالوا هو لنا يا رسول الله قال : فما شأنه قالوا استنينا عليه منذ عشرين سنة وكانت به شحيمة فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا فانفلت منا قال بيعونيه قالوا لا بل هو لك يا رسول الله قال : أما لي فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله قال المسلمون عند ذلك يا رسول الله نحن أحق بالسجود لك من البهائم قال لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن
[ 18 ] حدثنا يعلى ثنا الأجلح عن الذيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دفعنا إلى حائط بني النجار فإذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد الا شد عليه فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فدعاه فجاء واضعا مشفره على الأرض حتى برك بين يديه ، فقال هاتوا خطاما فخطمه ودفعه إلى صاحبه ثم التفت ، فقال : ما بين السماء إلى الأرض أحد الا يعلم اني رسول الله الا عاصي الجن والأنس
[ 19 ] أخبرنا الحجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن ابني به جنون وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا فثع ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى
[ 20 ] حدثنا محمد بن سعيد أنا يحيى بن أبي بكر العبدي عن إبراهيم بن طهمان عن سماك عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث اني لأعرفه الآن
[ 21 ] حدثنا فروة ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني عن إسماعيل السدي عن عباد أبي يزيد عن علي بن أبي طالب قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا معه في بعض نواحيها فمررنا بين الجبال والشجر فلم نمر بشجرة ولا جبل الا قال السلام عليك يا رسول الله
[ 22 ] أخبرنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن الأعمش عن شمر بن عطية عن رجل من مزينة أو جهينة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فإذا هو بقريب من مائة ذئب مدافعين وفود الذئاب ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترضخوا لهم شيئا من طعامكم وتأمنون على ما سوى ذلك فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاجة قال : فأذنوهن قال : فأذنوهن فخرجن ولهن عواء
[ 23 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ثنا معاوية ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين وقد تخضب بالدم من فعل أهل مكة من قريش ، فقال جبريل يا رسول الله هل تحب أن أريك آية قال : نعم فنظر إلى شجرة من ورائه ، فقال ادع بها فدعا بها فجاءت وقامت بين يديه ، فقال مرها فلترجع فأمرها فرجعت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي حسبي
[ 24 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ثنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال أتى رجل من بني عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أريك آية قال بلى قال : فاذهب فادع تلك النخلة فدعاها فجاءت تنقز بين يديه قال قل لها ترجع قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجعي فرجعت حتى عادت إلى مكانها ، فقال : يا بني عامر ما رأيت رجلا كاليوم أسحر منه
باب ما أكرم الله النبي صلى الله عليه وسلم من تفجير الماء من بين أصابعه
[ 25 ] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا شعب بن صفوان عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فطلب بلال الماء ثم جاء ، فقال لا والله ما وجدت الماء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهل من شن فأتاه بشن فبسط كفيه فيه فانبعث تحت يديه عين قال : فكان ابن مسعود يشرب وغيره يتوضأ
[ 26 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي قال : قال جابر بن عبد الله غزونا أوسا فسرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن يومئذ بضعة عشر ومائتين فحضرت الصلاة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل في القوم من طهور فجاء رجل يسعى بأداوة فيها شيء من ماء وليس في القوم ماء غيره فصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قدح ثم توضأ فأحسن الوضوء ثم انصرف وترك القدح فركب الناس ذلك القدح وقالوا تمسحوا تمسحوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على رسلكم حين سمعهم يقولون ذلك فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه في الماء والقدح ، وقال بسم الله ، ثم قال أسبغوا الطهور فوالذي هو ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء تخرج من بين أصابعه فلم يرفعها حتى توضؤوا أجمعون
[ 27 ] أخبرنا أبو الوليد الطيالسي وسعيد بن الربيع قالا : حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة وحصين سمعا سالم بن أبي الجعد يقول : سمعت جابر بن عبد الله قال أصابنا عطش فجهشنا فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده في تور فجعل يفور كأنه عيون من خلل أصابعه ، وقال اذكروا اسم الله فشربنا حتى وسعنا وكفانا وفي حديث عمرو بن مرة فقلنا لجابر كم كنتم قال كنا ألفا وخمسمائة ولو كنا مائة ألف لكفانا
[ 28 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا جعفر بن سليمان ثنا الجعد أبو عثمان ثنا أنس بن مالك حدثنا جابر بن عبد الله قال شكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فدعا بعس فصب فيه ماء ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فيه قال : فجعلت انظر إلى الماء ينبع عيونا من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يستقون حتى استقى الناس كلهم
[ 29 ] أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال سمع عبد الله بخسف ، فقال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا أنا بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اطلبوا من معه فضل ماء فأتي بماء فصبه في الإناء ثم وضع كفه فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه ، ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله تعالى فشربنا قال عبد الله كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل
[ 30 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبو الجواب عن عمار بن زريق عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال زلزلت الأرض على عهد عبد الله فأخبر بذلك ، فقال : أنا كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نرى الآيات بركات وأنتم ترونها تخويفا بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ حضرت الصلاة وليس معنا ماء إلا يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء في صحفة ووضع كفه فيه فجعل الماء ينبجس من بين أصابعه ثم نادى حي على الوضوء والبركة من الله فأقبل الناس فتوضؤوا وجعلت لا هم لي إلا ما أدخله بطني لقوله والبركة من الله فحدثت به سالم بن أبي الجعد ، فقال : كانوا خمس عشرة مائة
باب ما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بحنين المنبر
[ 31 ] أخبرنا عثمان بن عمر أنا معاذ بن العلاء عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر حن الجذع حتى أتاه فمسحه
[ 32 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا تميم بن عبد المؤمن ثنا صالح بن حيان حدثني ابن بريدة عن أبيه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه فأتي بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائما للنبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه فبصر به رجل كان ورد المدينة فرآه قائما إلى جنب ذلك الجذع ، فقال لمن يليه من الناس لو أعلم أن محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه فإن شاء جلس ما شاء وإن شاء قام فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ايئتوني به فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه المراقي الثلاث أو الأربع هي الآن في منبر المدينة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك راحة فلما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الجذع وعمد إلى هذه التي صنعت له جزع الجذع فحن كما تحن الناقة حين فارقه النبي صلى الله عليه وسلم فزعم بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع حنين الجذع رجع إليه فوضع يده عليه ، وقال اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت فزعم أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له نعم قد فعلت مرتين فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال اختار ان أغرسه في الجنة
[ 33 ] أخبرنا محمد بن كثير عن سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى جذع قبل أن يجعل المنبر فلما جعل المنبر حن ذلك الجذع حتى سمعنا حنينة فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه فسكن
[ 34 ] حدثنا محمد بن كثير ثنا سليمان بن كثير عن يحيى بن سعيد عن حفص بن عبيد الله عن جابر بن عبد الله قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى خشبة فلما صنع المنبر فجلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حنت حنين العشار حتى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فسكنت
[ 35 ] أخبرنا فروة ثنا يحيى بن زكريا عن أبيه عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي كريب عن جابر بن عبد الله قال حنت الخشبة حنين الناقة الخلوج
[ 36 ] أخبرنا زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع ويخطب إليه إذا كان المسجد عريشا ، فقال له رجل من أصحابه الا نجعل لك عريشا تقوم عليه يراك الناس يوم الجمعة وتسمع من خطبتك قال : نعم فصنع له الثلاث درجات هن اللواتي على المنبر فلما صنع المنبر ووضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد المنبر مر عليه فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدع وانشق فرجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر قال : فكان إذا صلى صلى إليه فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب فلم يزل عنده حتى بلي فآكلته الأرضة وعاد رفاتا
[ 37 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد ثنا أبو أسامة عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى لزق جذع فأتاه رجل رومي ، فقال اصنع لك منبرا تخطب عليه فصنع له منبرا هذا الذي ترون قال : فلما قام عليه النبي صلى الله عليه وسلم يخطب حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه فسكن فأمر به أن يحفر له ويدفن
[ 38 ] أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا الصعق قال : سمعت الحسن يقول لما أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل يسند ظهره إلى خشبة ويحدث الناس فكثروا حوله فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمعهم ، فقال ابنوا لي شيئا ارتفع عليه قالوا كيف يا نبي الله قال عريش كعريش موسى فلما أن بنوا له قال الحسن حنت والله الخشبة قال الحسن سبحان الله هل تبتغي قلوب قوم سمعوا قال أبو محمد يعني هذا
[ 39 ] أخبرنا الحجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن الجذع فاحتضنه فسكن ، وقال لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة
[ 39 ] أخبرنا الحجاج بن منهال ثنا حماد عن ثابت عن أنس بمثله
[ 40 ] أخبرنا عبد الله بن يزيد ثنا المسعودي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال حنت الخشبة التي كان يقوم عندها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها ووضع يده عليها فسكنت
[ 41 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار ثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثنا أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس فجاءه رومي ، فقال ألا اصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن ، ثم قال : أما والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن
باب ما أكرم به النبي صلى الله عليه وسلم في بركة طعامه
[ 42 ] أخبرنا عبد الله بن عمرو بن أبان ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن المكي عن أبيه قال : قلت لجابر بن عبد الله حدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت منه أرويه عنك ، فقال جابر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق نحفره فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم طعاما ولا نقدر عليه فعرضت في الخندق كدية فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله هذه كدية قد عرضت في الخندق فرششنا عليها الماء فقام النبي صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر فأخذ المعول أو المسحاة ثم سمى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل فلما رأيت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله ائذن لي قال : فأذن لي فجئت امرأتي فقلت : ثكلتك أمك فقلت : قد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لأصبر لي عليه فهل عندك من شيء فقالت عندي صاع من شعير وعناق قال : فطحنا الشعير وذبحنا العناق وسلختها وجعلتها في البرمة وعجنت الشعير ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلبثت ساعة ثم استأذنته الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن فأمرتها بالخبز وجعلت القدر على الأثافي قال أبو عبد الرحمن إنما هي الأثافي ولكن هكذا قال ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إن عندنا طعيما لنا فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك ، فقال وكم هو قلت : صاع من شعير وعناق ، فقال ارجع إلى أهلك وقل لها لا تنزع القدر من الأثافي ولا تخرج الخبز من التنور حتى آتي ، ثم قال للناس قوموا إلى بيت جابر قال : فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله فقلت لامرأتي ثكلتك أمك قد جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه أجمعين فقالت أكان النبي صلى الله عليه وسلم سألك كم الطعام فقلت : نعم فقالت الله ورسوله أعلم قد أخبرته بما كان عندنا قال : فذهب عني بعض ما كنت أجد وقلت لقد صدقت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل ، ثم قال لأصحابه لا تضاغطوا ثم برك على التنور وعلى البرمة قال : فجعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة فنثرد ونغرف لهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ليجلس على الصحفة سبعة أو ثمانية فإذا أكلوا كشفنا عن التنور وكشفنا عن البرمة فإذا هما أملا مما كانا فلم نزل نفعل ذلك كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناهما أملأ ما كانا حتى شبع المسلمون كلهم وبقي طائفة من الطعام ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس قد أصابهم مخمصة فكلوا وأطعموا فلم نزل يومنا ذلك نأكل ونطعم قال وأخبرني أنهم كانوا ثمانمائة أو قال ثلاثمائة قال أيمن لا أدري أيهما
[ 43 ] قال : أخبرنا زكريا بن عدي ثنا عبيد الله هو ابن عمرو عن عبد الملك بن عمي عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أنس بن مالك قال أمر أبو طلحة أم سليم ان تجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما يأكل منه قال ثم بعثني أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فقلت : بعثني إليك أبو طلحة ، فقال للقوم قوموا فانطلق وانطلق القوم معه ، فقال أبو طلحة يا رسول الله إنما صنعت طعاما لنفسك خاصة ، فقال لا عليك انطلق قال : فانطلق وانطلق القوم قال : فجيء بالطعام فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وسمى عليه ، ثم قال ائذن لعشرة قال : فأذن لهم ، فقال كلوا باسم الله فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا ثم وضع يده كما صنع في المرة الأولى وسمى عليه ، ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم ، فقال كلوا بسم الله فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا حتى فعل ذلك بثمانين رجلا قال وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل البيت وتركوا سورا
[ 44 ] أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان هو العطار حدثنا قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي عبيد أنه طبخ للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا ، فقال له ناولني الذراع وكان يعجبه الذراع فناوله الذراع ، ثم قال ناولني الذراع فناوله ذراعا ، ثم قال ناولني الذراع فقلت : يا نبي الله وكم للشاة من ذراع ، فقال والذي نفسي بيده أن لو سكت لأعطيت أذرعا ما دعوت به
[ 45 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة عن الأسود عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين ليقاتلهم ، فقال أبي عبد الله يا جابر لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي قال : فبينما أنا في الناظرين إذ جاءت عمتي بابي وخالي لتدفنهما في مقابرنا فلحق رجل ينادي إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تردوا القتلى فتدفنوها في مضجعها حيث قتلت فرددناهما فدفناهما في مضجعهما حيث قتلا فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل ، فقال : يا جابر بن عبد الله لقد آثار أباك عمال معاوية فبدأ فخرج طائفة منهم فانطلقت إليه فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتيل قال : فواريته وترك أبي عليه دينا من التمر فاشتد علي بعض غرمائه في التقاضي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن أبي أصيب يوم كذا وكذا وإنه ترك عليه دينا من التمر وإنه قد اشتد علي بعض غرمائه في الطلب فأحب أن تعينني عليه لعله أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل قال : نعم آتيك إن شاء الله قريبا من وسط النهار قال : فجاء ومعه حواريوه قال : فجلسوا في الظل وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن ثم دخل علينا قال وقد قلت لامرأتي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءني اليوم وسط النهار فلا يرينك ولا تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ولا تكلميه ففرشت فراشا ووسادة فوضع رأسه فنام فقلت لمولى لي اذبح هذه العناق وهي داجن سمينة فالوحا والعجل أفرغ منها قبل أن يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معك فلم نزل فيها حتى فرغنا منها وهو نائم فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يستيقظ يدعو بطهوره وأنا أخاف إذا فرغ ان يقوم فلا يفرغ من طهوره حتى يوضع العناق بين يديه فلما استيقظ قال : يا جابر ايتني بطهور قال : نعم فلم يفرغ من وضوئه حتى وضعت العناق بين يديه قال : فنظر إلي ، فقال : كأنك قد علمت حبنا اللحم ادع أبا بكر ثم دعا حوارييه قال : فجيء بالطعام فوضع قال : فوضع يده ، وقال بسم الله كلوا فأكلوا حتى شبعوا وفضل منها لحم كثير ، وقال والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليهم هو أحب إليهم من أعينهم ما يقربونه مخافة أن يؤذوه ثم قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه وكان يقول خلوا ظهري للملائكة قال : فاتبعتهم حتى بلغت سقفه الباب فأخرجت امرأتي صدرها وكانت ستيرة فقالت : يا رسول الله صل علي وعلى زوجي قال صلى الله عليك وعلى زوجك ، ثم قال ادعوا لي فلانا للغريم الذي اشتد علي في الطلب ، فقال أنس جابرا طائفة من دينك الذي على أبيه إلى هذا الصرام المقبل قال : ما أنا بفاعل قال واعتل ، وقال إنما هو مال يتامى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين جابر قال : قلت : أنا ذا يا رسول الله قال كل له من العجوة فإن الله تعالى سوف يوفيه فرفع رأسه إلى السماء فإذا الشمس قد دلكت قال الصلاة يا أبا بكر قال : فاندفعوا إلى المسجد فقلت لغريمي قرب أوعيتك فكلت له من العجوة فوافاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا قال : فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده كأني شرارة فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى فقلت له يا رسول الله إني قد كلت لغريمي تمره فوفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين عمر بن الخطاب قال : فجاء يهرول قال سل جابر بن عبد الله عن غريمه وتمره قال : ما أنا بسائله قد علمت أن الله سوف يوفيه إذ أخبرت أن الله سوف يوفيه فردد عليه وردد عليه هذه الكلمة ثلاث مرات كل ذلك يقول : ما أنا بسائله وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة ، فقال : ما فعل غريمك وتمرك قال : قلت : وفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا فرجعت إلى امرأتي فقلت : ألم أكن نهيتك أن تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقالت تظن أن الله تعالى يورد نبيه في بيتي ثم يخرج ولا أسأله الصلاة علي وعلى زوجي
باب ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل
[ 46 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنا يزيد بن أبي حكيم حدثني الحكيم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال إن الله فضل محمد صلى الله عليه وسلم على الأنبياء وعلى أهل السماء فقالوا يا ابن عباس بم فضله على أهل السماء قال إن الله قال لأهل السماء { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } الآية ، وقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم { إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } قالوا فما فضله على الأنبياء قال : قال الله عز وجل { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } الآية ، وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم { وما أرسلناك إلا كافة للناس } فأرسله إلى الجن والإنس
[ 47 ] أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا زمعة عن سلمة عن عكرمة عن ابن عباس قال جلس ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فتسمع حديثهم فإذا بعضهم يقول عجبا إن الله اتخذ من خلقه خليلا فإبراهيم خليله ، وقال آخر ماذا بأعجب من { وكلم الله موسى تكليما } ، وقال آخر فعيسى كلمة الله وروحه ، وقال آخر وآدم اصطفاه الله فخرج عليهم فسلم ، وقال قد سمعت كلامكم وعجبكم إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى نجيه وهو كذلك وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك وآدم اصطفاه الله تعالى وهو كذلك الا وأنا حبيب الله ولا فخر وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يحرك بحلق الجنة ولا فخر فيفتح الله فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر
[ 48 ] حدثنا سعيد بن سفيان عن منصور بن أبي الأسود عن ليث عن الربيع بن أنس عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أولهم خروجا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وأنا مشفعهم إذا حبسوا وأنا مبشرهم إذا آيسوا الكرامة والمفاتيح يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف علي ألف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور
[ 49 ] أخبرنا عبد الله بن عبد الحكم المصري ثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن صالح هو ابن عطاء بن خباب مولى بني الدئل عن عطاء بن رباح عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر
[ 50 ] حدثنا محمد بن عباد ثنا سفيان هو ابن عيينة عن ابن جدعان عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها قال أنس كأني انظر إلى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركها وصف لنا سفيان كذا وجمع أبو عبد الله أصابعه وحركها قال ، وقال له ثابت مسست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدك قال : نعم قال : فأعطنيها أقبلها
[ 51 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله ثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار بن فلفل عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أول شافع في الجنة
[ 52 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يزيد هو ابن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر وأعطى لواء الحمد ولا فخر وأنا سيد الناس يوم القيامة ولافخر وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر وأتى باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون من هذا فأقول أنا محمد فيفتحون لي فأدخل فأجد الجبار مستقبلي فاسجد له فيقول أرفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة فأجد الجبار مستقبلي فاسجد له فيقول أرفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان فأدخله الجنة فاذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة وفرغ من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي في النار مع أهل النار فيقول أهل النار ما أتغنى عنكم انكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئا فيقول الجبار فبعزتي لأعتقنهم من النار فيرسل إليهم فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتاق الله فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار
[ 53 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن ابن غنم قال نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق بطنه ، ثم قال جبريل قلب وكيع فيه أذنان سميعتان وعينان بصيرتان محمد رسول الله المقفى الحاشر خلقك قيم ولسانك صادق ونفسك مطمئنة قال أبو محمد وكيع يعنى شديدا
[ 54 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن عروة بن رويم عن عمرو بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله أدرك بي الأجل المرحوم واختصر لي اختصارا فنحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة وأني قائل قولا غير فخر إبراهيم خليل الله وموسى صفي الله وأنا حبيب الله ومعي لواء الحمد يوم القيامة وان الله عز وجل وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث لا يعمهم بسنة ولا يستأصلهم عدو ولا يجمعهم على ضلالة
باب ما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بنزول الطعام من السماء
[ 55 ] أخبرنا محمد بن المبارك ثنا معاوية بن يحيى ثنا أرطأة بن المنذر عن ضمرة بن حبيب قال : سمعت مسلمة السكوني ، وقال غير محمد سلمة السكوني قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال قائل يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء قال : نعم أتيت بطعام قال : يا نبي الله هل كان فيه من فضل قال : نعم قال : فما فعل به قال رفع إلى السماء وقد أوحي إلي أني غير لابث فيكم إلا قليلا ثم تلبثون حتى تقولوا متى متى ثم تأتوني أفنادا يفني بعضكم بعضا بين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل
[ 56 ] أخبرنا عثمان بن محمد ثنا يزيد بن هارون أنا سليمان التيمي عن أبي العلاء عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد فوضعت بين يدي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة يقوم قوم ويجلس آخرون ، فقال رجل لسمرة بن جندب أما كانت تمد ، فقال سمرة من أي شيء تعجب ما كانت ثمة ولا هاهنا وأشار بيده إلى السماء
باب في حسن النبي صلى الله عليه وسلم
[ 57 ] حدثنا محمد بن سعيد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد عن أشعث بن سوار عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت انظر إليه وإلى القمر فلهو كان أحسن في عيني من القمر
[ 58 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد العزيز بن أبي الثابت الزهري حدثني إسماعيل بن إبراهيم ابن أخي موسى عن عمه موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه
[ 59 ] أخبرنا محمود بن غيلان ثنا يزيد بن هارون أنا مسعر عن عبد الملك بن عمير قال : قال ابن عمر ما رأيت أحدا أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 60 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزام ثنا عبد الله بن موسى ثنا أسامة بن زيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال : قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء صفي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة
[ 61 ] أخبرنا حجاج بن منهال ثنا ابن سلمة أنا ثابت عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كان عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ وما مسست حريرة ولا ديباجة ألين من كفه ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحته مسكة ولا غيرها
[ 62 ] أخبرنا أبو النعمان أنا حماد بن يزيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قال لي أف قط ولا قال لي لشيء صنعته لم صنعت كذا وكذا أو هلا صنعت كذا وكذا ، وقال لا والله ما مسست بيدي ديباجا ولا حريرا ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا وجدت ريحا قط وعرفا كان أطيب من عرف أو ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 63 ] أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا أبو بكر عن حبيب بن خدرة حدثني رجل من بني حريش قال : كنت مع أبي حين رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعز بن مالك فلما أخذته الحجارة أرعبت فضمني إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل علي من عرق إبطه مثل ريح المسك
[ 64 ] حدثنا أبو نعيم ثنا زهير عن أبي إسحاق عن البراء قال سأله رجل أرأيت كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا مثل القمر
[ 65 ] أخبرنا يزيد بن هارون أنا شريك عن الأعمش عن إبراهيم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بالليل بريح الطيب
[ 66 ] أخبرنا مالك بن إسماعيل ثنا إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي أنا المغيرة بن عطية عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك طريقا أو لا يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه أو قال من ريح عرقه باب
باب ما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم من كلام الموتى
[ 67 ] أخبرنا جعفر بن عون أنا محمد بن عمر الليثي عن أبي سلمة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الهدية ولا يقبل الصدقة فأهدت له امرأة من يهود خيبر شاة مصلية فتناول منها وتناول منها بشر بن البراء ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده ، ثم قال إن هذه تخبرني انها مسمومة فمات بشر بن البراء فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما صنعت فقالت إن كنت نبيا لم يضرك شيء وإن كنت ملكا أرحت الناس منك ، فقال في مرضه ما زلت من الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري
[ 68 ] أخبرنا الحكم بن نافع أنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال : كان جابر بن عبد الله يحدث ان يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم منها الذراع فأكل منها وأكل الرهط من أصحابه معه ، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ارفعوا أيديكم وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها ، فقال لها : أسممت هذا الشاة ؟ فقالت : نعم ومن أخبرك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتني هذه في يدي الذراع فقالت نعم قال : فماذا أردت إلى ذلك قالت قلت : إن كان نبيا لم يضره وإن لم يكن نبيا استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن والشفرة وهو من بني ثمامة وهم حي من الأنصار
[ 69 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال لما فتحنا خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود فجمعوا له ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا أبونا فلان ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل أبوكم فلان قالوا صدقت وبررت ، فقال لهم هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفت في آبائنا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أهل النار فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسؤوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ، ثم قال لهم هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا نعم قال هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال : ما حملكم علي ذلك قالوا أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك وإن كنت نبيا لم يضرك
باب في سخاء النبي صلى الله عليه وسلم
[ 70 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ابن المنكدر عن جابر قال : ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قط ، فقال لا قال أبو محمد قال ابن عيينة إذا لم يكن عنده وعد
[ 71 ] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود الطيالسي عن زمعة عن أبي حازم عن سهل بن سعيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا لا يسأل شيئا إلا أعطاه
[ 72 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن رجل من العرب قال زحمت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وفي رجلي نعل كثيفة فوطئت على رجل رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم فنفحني نفحة بسوط في يده ، وقال بسم الله أوجعتني قال : فبت لنفسي لائما أقول أوجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبت بليلة كما يعلم الله فلما أصبحنا إذا رجل يقول أين فلان قال : قلت : هذا والله الذي كان مني بالأمس قال : فانطلقت وأنا متخوف ، فقال لي رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم انك وطئت بنعلك على رجلي بالأمس فأوجعتني فنفحتك نفحة بالسوط فهذه ثمانون نعجة فخذها بها
[ 73 ] أخبرنا يعقوب بن حميد ثنا عبد العزيز بن محمد عن ابن أخي الزهري عن الزهري قال إن جبريل قال : ما في الأرض أهل عشرة أبيات إلا قلبتهم فما وجدت أحدا أشد إنفاقا لهذا المال من رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 74 ] حدثنا محمد بن حميد ثنا الفضل بن موسى ثنا الحسين بن واقد عن يحيى بن عقيل عن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف ولا يستنكف ان يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما حاجتهما
باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
[ 75 ] حدثنا سليمان بن حرب أنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال : قال العباس رضى الله تعالى عنه لأعلمن ما بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا ، فقال : يا رسول الله اني رأيتهم قد آذوك وآذاك غبارهم فلو اتخذت عريشا تكلمهم منه ، فقال لا أزال بين أظهرهم يطؤون عقبي وينازعوني ردائي حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم قال : فعلمت ان بقاءه فينا قليل
[ 76 ] أخبرنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن داود بن علي قال قيل : يا رسول الله ألا نحجبك ، فقال لا دعوهم يطؤون عقبي وأطأ أعقابهم حتى يريحني الله منهم
[ 77 ] أخبرنا زكريا بن عدي ثنا حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر فاستوى عليه واتبعناه قال والذي نفسي بيده اني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا ، ثم قال إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة قال : فلم يفطن لها أحد غير أبي بكر فذرفت عيناه فبكى ، ثم قال بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا يا رسول الله قال ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة
[ 78 ] أخبرنا خليفة بن خياط ثنا بكر بن سليمان ثنا ابن إسحاق حدثني عبد الله بن عمر بن علي بن عدي عن عبيد مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : : إني قد أمرت ان أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه في جوف الليل فلما وقف عليهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة أشد من الأولى ثم اقبل علي ، فقال : يا أبا مويهبة اني قد أوتيت بمفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي قلت : بابي أنت وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا أبو مويهبة لقد اخترت لقاء ربي ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه
[ 79 ] أخبرنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت { إذا جاء نصر الله والفتح } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ، فقال قد نعيت إلي نفسي فبكت ، فقال لا تبكي فإنك أول أهلي لحاقا بي فضحكت فراها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلن يا فاطمة رأيناك بكيت ثم ضحكت قالت انه أخبرني انه قد نعيت إليه نفسه فبكيت ، فقال لي لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي فضحكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا جاء نصر الله والفتح } وجاء أهل اليمن هم أرق أفئدة والإيمان يمان والحكمة يمانية
[ 80 ] أخبرنا الحكم بن المبارك ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت رجع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا وأنا أقول وا رأساه قال بل أنا يا عائشة وا رأساه وما ضرك لو مت قبلي لغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت لكأني بك والله لو فعلت ذلك لرجعت إلى بيتي فعرست فيه ببعض نسائك قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه
[ 81 ] أخبرنا فروة بن أبي المغراء ثنا إبراهيم بن مختار عن محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب عن عروة عن عائشة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه صبوا علي سبع قرب من سبع آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فاعهد إليهم قال : فأقعدناه في مخضب لحفصة فصببنا عليه الماء صبا أو شننا عليه شنا الشك من قبل محمد بن إسحاق فوجد راحة فخرج فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء من أصحاب أحد ودعا لهم ، ثم قال : أما بعد فإن الأنصار عيبتي التي آويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم إلا في حد ألا إن عبدا من عباد الله قد خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر وظن أنه يعني نفسه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلك يا أبا بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع إلى المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم أمرا أفضل عندي يدا في الصحبة من أبي بكر
[ 82 ] أخبرنا سعيد بن منصور ثنا فليح بن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة في مرضه ، فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ثم أغمي عليه فلما سري عنه قال هل أمرتن أبا بكر يصلي بالناس فقلت : إن أبا بكر رجل رقيق فلو أمرت عمر ، فقال أنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر يصلي بالناس فرب قائل متمن ويأبى الله والمؤمنون
[ 83 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين فحبس بقية يومه وليلته والغد حتى دفن ليلة الأربعاء وقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى فقام عمر ، فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما يوعد ويقول فقام العباس ، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات وإنه لبشر وإنه يأسن كما يأسن البشر أي قوم فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على الله من ان يميته إماتتين أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين وهو أكرم على الله من ذلك أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا فأحل الحلال وحرم الحرام ونكح وطلق وحارب وسالم ما كان أرعى غنم يتبع بها صاحبها رؤوس الجبال يخبط عليها العضاة بمخبطه ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا آداب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيكم أي قوم فادفنوا صاحبكم قال وجعلت أم أيمن تبكي فقيل لها يا أم أيمن تبكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت إني والله ما أبكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا ولكني أبكي علي خبر السماء انقطع قال حماد خنقت العبرة أيوب حين بلغ هاهنا
[ 84 ] أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد الدمشقي ثنا شعيب هو ابن إسحاق ثنا الأوزاعي حدثني يعيش بن الوليد حدثني مكحول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب
[ 85 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا فطر عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب
[ 86 ] حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا سفيان عن عمرو بن محمد عن أبيه قال : ما سمعت ابن عمر يذكر النبي قط الا بكى
[ 87 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك ان فاطمة قالت : يا أنس كيف طابت أنفسكم ان تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب وقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه وا أبتاه جنة الفردوس مأواه وا أبتاه إلى جبريل ننعاه وا أبتاه أجاب ربا دعاه قال حماد حين حدث ثابت بكى ، وقال ثابت حين حدث به أنس بكى
[ 88 ] حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال : شهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدته يوم موته فما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 89 ] حدثنا عبد الله بن مطيع ثنا هشيم عن أبي عبد الجليل عن أبي حريز الأزدي قال : قال عبد الله بن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أنا نجدك يوم القيامة قائما عند ربك وأنت محمارة وجنتاك مستحي من ربك مما أحدثت أمتك من بعدك
[ 90 ] أخبرنا القاسم بن كثير قال : سمعت عبد الرحمن بن شريح يحدث عن أبي الأسود عن أبي فروة مولى أبي جهل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه السورة لما أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليخرجن منها أفواجا كما دخلوه أفواجا
[ 91 ] أخبرني أبو بكر المصري عن سليمان أبي أيوب الخزاعي عن يحيى بن سعيد الأموي عن معروف بن خربوذ المكي عن خالد بن معدان قال دخل عبد الله بن الأهتم على عمر بن عبد العزيز مع العامة فلم يفجأ عمر إلا وهو بين يديه يتكلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن الله خلق الخلق غنيا عن طاعتهم آمنا لمعصيتهم والناس يومئذ في المنازل والرأي مختلفون فالعرب بشر تلك المنازل أهل الحجر وأهل الوبر وأهل الدبر تجتاز دونهم طيبات الدنيا ورخاء عيشها لا يسألون الله جماعة ولا يتلون له كتابا ميتهم في النار وحيهم أعمى نجس مع ما لا يحصي من المرغوب عنه والمزهود فيه فلما أراد الله أن ينشر عليهم رحمة بعث إليهم رسولا من أنفسهم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم صلى الله عليه وسلم وعليه السلام ورحمة الله وبركاته فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه ومعه كتاب من الله ناطق لا يقوم إلا بأمره ولا يرحل إلا بإذنه فلما أمر بالعزمة وحمل على الجهاد انبسط لأمر الله لوثه فأفلج الله حجته وأجاز كلمته وأظهر دعوته وفارق الدنيا تقيا نقيا ثم قام بعده أبو بكر فسلك سنته وأخذ سبيله وارتدت العرب أو من فعل ذلك منهم فأبى أن يقبل منهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الذي كان قابلا انتزع السيوف من أغمادها وأوقد النيران في شعلها ثم نكب بأهل الحق أهل الباطل فلم يبرح يقطع أوصالهم ويسقي الأرض دماءهم حتى أدخلهم في الذي خرجوا منه وقررهم بالذي نفروا عنه وقد كان أصاب من مال الله بكرا يرتوي عليه وحبشية أرضعت ولدا له فرأى ذلك عند موته غصة في حلقه فأدى ذلك إلى الخليفة من بعده وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبه ثم قام بعده عمر بن الخطاب فمصر الأمصار وخلط الشدة باللين وحسر عن ذراعيه وشمر عن ساقيه وعد للأمور أقرانها وللحرب آلتها فلما أصابه فتى المغيرة بن شعبة أمر بن عباس يسأل الناس هل يثبتون قاتله فلما قيل فتى المغيرة بن شعبة استهل يحمد ربه أن لا يكون أصابه ذو حق في الفيء فيحتج عليه بأنه إنما استحل دمه بما استحل من حقه وقد كان أصاب من مال الله بضعة وثمانين ألفا فكسر لها رباعه وكره بها كفالة أولاده فأداها إلى الخليفة من بعده وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبيه ثم يا عمر بني الدنيا ولدتك ملوكها وألقمتك ثدييها ونبت فيها تلتمسها مظانها فلما وليتها ألقيتها حيث ألقاها الله هجرتها وجفوتها وقذرتها آلاما تزودت منها فالحمد لله الذي جلا بك حوبتنا وكشف بك كربتنا فامض ولا تلتفت فإنه لا يعز على الحق شيء ولا يذل على الباطل شيء أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات قال أبو أيوب فكان عمر بن عبد العزيز يقول : في الشيء قال لي بن الأهتم امض ولا تلتفت
باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته
[ 92 ] حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كووا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال : ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق
[ 93 ] أخبرنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة الا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معناه
[ 94 ] حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد وهو ابن يزيد عن سعيد هو ابن أبي هلال عن نبيه بن وهب ان كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال كعب ما من يوم يطلع الا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي صلى الله عليه وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه
باب اتباع السنة
[ 95 ] أخبرنا أبو عاصم أنا ثور بن يزيد حدثني خالد بن معدان عن عبد الرحمن عن عمرو عن عرباض بن سارية قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا فإنه من يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والمحدثات فإن كل محدثة بدعة ، وقال أبو عاصم مرة وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
[ 96 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري قال : كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم ثبات الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله
[ 97 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن الديلمي قال بلغني ان أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة
[ 98 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن حسان قال : ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة
[ 99 ] أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب ثنا أيوب عن أبي قلابة قال : ما ابتدع رجل بدعة ألا استحل السيف
[ 100 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال : ان أهل الأهواء أهل الضلالة ولا أرى مصيرهم الا النار فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولا أو قال حديثا فيتناهى به الأمر دون السيف وان النفاق كان ضروبا ثم تلا { ومنهم من عاهد الله } { ومنهم من يلمزك في الصدقات } { ومنهم الذين يؤذون النبي } فاختلف قولهم واجتمعوا في الشك والتكذيب وان هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف ولا أرى مصيرهم الا النار قال حماد ، ثم قال أيوب عند ذا الحديث أو عند الأول وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب يعني أبا قلابة
باب التورع عن الجواب فيما ليس فيه كتاب ولا سنة
[ 101 ] أخبرنا عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله عن عطاء عن عمر عن ابن مسعود وحذيفة أنهما كانا جالسين فجاء رجل فسألهما عن شيء ، فقال ابن مسعود لحذيفة لأي شيء ترى يسألوني عن هذا قال يعلمونه ثم يتركونه فأقبل إليه بن مسعود ، فقال : ما سألتمونا عن شيء من كتاب الله تعالى نعلمه أخبرناكم به أو سنة من نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرناكم به ولا طاقة لنا بما أحدثتم
[ 102 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال : ما خطب عبد الله خطبة بالكوفة الا شهدتها فسمعته يوما وسئل عن رجل يطلق امرأته ثمانية وأشباه ذلك قال هو كما قال ، ثم قال : ان الله أنزل كتابه وبين بيانه فمن أتى الأمر من قبل وجهه فقد بين له ومن خالف فوالله ما نطيق خلافكم
[ 103 ] أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت النزال بن سبرة قال شهدت عبد الله وأتاه رجل وامرأة في تحريم ، فقال ان الله قد بين فمن أتى الأمر من قبل وجهه فقد بين ومن خالف فوالله ما نطيق خلافكم
[ 104 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا حفص عن أشعث عن ابن سيرين انه كان لا يقول برأيه الا شيئا سمعه
[ 105 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا عثام والد علي بن عثام عن الأعمش قال : ما سمعت إبراهيم يقول برأيه في شيء قط
[ 106 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة عن قتادة قال : ما قلت : برأي منذ ثلاثون سنة قال أبو هلال منذ أربعون سنة
[ 107 ] حدثنا مخلد بن مالك ثنا حكام بن سلم عن أبي خيثمة عن عبد العزيز عن رفيع قال : وسئل عطاء عن شيء قال لا أدري قال قيل له الا تقول فيها برأيك قال اني أستحيي من الله ان يدان في الأرض برأيي
[ 108 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان أخبرني حاتم هو ابن إسماعيل عن عيسى عن الشعبي قال جاءه رجل فسأله عن شيء ، فقال : كان ابن مسعود يقول : فيه كذا وكذا قال : أخبرني أنت برأيك ، فقال ألا تعجبون من هذا أخبرته عن ابن مسعود ويسألني عن رأيي وديني عندي آثر من ذلك والله لأن أتغنى أغنية أحب إلي من أن أخبرك برأيي
[ 109 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا حاتم هو ابن إسماعيل عن عيسى عن الشعبي قال إياكم والمقايسة والذي نفسي بيده لئن أخذتم بالمقايسة لتحلن الحرام ولتحرمن الحلال ولكن ما بلغكم عمن حفظ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاعملوا به
[ 110 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن علقمة قال جاء رجل إلى عبد الله ، فقال انه طلق امرأته البارحة ثمانيا قال بكلام واحد قال بكلام واحد قال : فيريدون ان يبينوا منك امرأتك قال : نعم وجاءه رجل ، فقال انه طلق امرأته مائة طلقة قال بكلام واحد قال بكلام واحد قال : فيريدون ان يبينوا منك امرأتك قال : نعم ، فقال عبد الله من طلق كما أمره الله فقد بين الله الطلاق ومن لبس على نفسه وكلنا به لبسه والله لا تلبسون على أنفسكم ونتحمله نحن هو كما تقولون
[ 111 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد عن القاسم قال لأن يعيش الرجل جاهلا بعد ان يعلم حق الله عليه له خير من ان يقول : ما لا يعلم
[ 112 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن يزيد عن أيوب قال : سمعت القاسم سئل قال : أنا والله ما نعلم كل ما تسألون عنه ولو علمنا ما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم
[ 113 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن ابن عون قال : وسئل القاسم عن شيء قد سماه ، فقال : ما اضطر إلى مشورة وما أنا من ذي في شيء
[ 114 ] أخبرنا محمد بن كثير عن سفيان بن عيينة عن يحيى قال : قلت للقاسم ما أشد علي ان تسأل عن الشيء لا يكون عندك وقد كان أبوك إماما قال : ان أشد من ذلك عند الله وعند من عقل عن الله ان أفتي بغير علم أو أروي عن غير ثقة
[ 115 ] أخبرنا عمرو بن عون أنا هشيم عن العوام عن المسيب بن رافع قال : كانوا إذا نزلت بهم قضية ليس فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر اجتمعوا لها واجمعوا فالحق فيما رأوا فالحق فيما رأوا
[ 115 ] أخبرنا عبد الله أنا يزيد عن العوام بهذا
[ 116 ] أخبرنا يحيى بن حسان ومحمد بن المبارك قال : ثنا يحيى بن حمزة حدثنا أبو سلمة الحمصي ان وهب بن عمرو الجمحي حدثه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها فإنكم ان لا تعجلوها قبل نزولها لا ينفك المسلمون وفيهم إذا هي نزلت من إذا قال وفق وسدد وإنكم ان تعجلوها تختلف بكم الأهواء فتأخذوا هكذا وهكذا وأشار بين يديه وعن يمينه وعن شماله
[ 117 ] أخبرنا محمد بن المبارك ثنا يحيى بن حمزة حدثني أبو سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمر يحدث ليس في كتاب ولا سنة ، فقال ينظر فيه العابدون من المؤمنين
[ 118 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله ثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون قال : قال القاسم إنكم تسألون عن أشياء ما كنا نسأل عنها وتنقرون عن أشياء ما كنا ننقر عنها وتسألون عن أشياء ما أدري ما هي ولو علمناها ما حل لنا أن نكتمكوها
[ 119 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يزيد هو ابن أبي حبيب عن عمروا بن الأشجع ان عمر بن الخطاب قال انه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله
[ 120 ] أخبرنا محمد بن عيينة ثنا علي هو ابن مسهر عن هشام هو ابن عروة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير قال : ما زال أمر بني إسرائيل معتدلا ليس فيه شيء حتى نشأ فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم أبناء النساء التي سبت بنو إسرائيل من غيرهم فقالوا فيهم بالرأي فاضلوهم
باب كراهية الفتيا
[ 121 ] أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا حماد بن زيد المنقري حدثني أبي قال جاء رجل يوما إلى بن عمر فسأله عن شيء لا أدري ما هو ، فقال له بن عمر لا تسأل عما لم يكن فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عما لم يكن
[ 122 ] أخبرنا الحكم بن نافع أنا شعيب عن الزهري قال بلغنا ان زيد بن ثابت الأنصارى كان يقول إذا سئل عن الأمر أكان هذا فإن قالوا نعم قد كان حدث فيه بالذي يعلم والذي يرى وان قالوا لم يكن قال : فذروه حتى يكون
[ 123 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنا أبو الهاشم المخزومي ثنا وهيب ثنا داود عن عامر قال : وسئل عمار بن ياسر عن مسألة ، فقال هل كان هذا بعد قالوا لا قال دعونا حتى تكون فإذا كانت تجشمناها لكم
[ 124 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن عمرو عن طاوس قال : قال عمر على المنبر أحرج بالله على رجل سأل عما لم يكن فإن الله قد بين ما هو كائن
[ 125 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا أبو فضيل عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس قال : ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سألوه الا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن في القرآن منهن { يسألونك عن الشهر الحرام } { ويسألونك عن المحيض } قال : ما كانوا يسألون الا عما ينفعهم
[ 126 ] حدثنا عثمان بن عمر أنا ابن عوف عن عمر بن إسحاق قال لمن أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما سبقني منهم فما رأيت قوما أيسر سيرة ولا أقل تشديدا منهم
[ 127 ] أخبرني العباس بن سفيان عن زيد بن حباب أخبرني رجاء بن أبي سلمة قال : سمعت عبادة بن نسي الكندي وسئل عن المرأة ماتت مع قوم ليس لها ولي ، فقال أدركت أقواما ما كانوا يشددون تشديدكم ولا يسألون مسائلكم
[ 128 ] أخبرنا العباس بن سفيان أنا زيد بن حباب أخبرني رجاء بن أبي سلمة حدثني خالد بن حازم عن هشام بن مسلم القرشي قال : كنت مع ابن محيريز بمرج الديباج فرأيت منه خلوة فسألته عن مسألة ، فقال لي ما تصنع بالمسائل قلت لولا المسائل لذهب العلم قال لا تقل ذهب العلم انه لا يذهب العلم ما قرئ القرآن ولكن لو قلت : يذهب الفقه
[ 129 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا ابن سلمة عن داود عن الشعبي أن عمر قال : يا أيها الناس إنا لا ندري لعلنا نأمركم بأشياء لا تحل لكم ولعلنا نحرم عليكم أشياء هي لكم حلال إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبينها لنا حتى مات فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم
باب من هاب الفتيا وكرة التنطع والتبدع
[ 130 ] أخبرنا سلم بن جنادة حدثنا إدريس عن عمه قال خرجت من عند إبراهيم فاستقبلني حماد فحملني ثمانية أبواب مسائل فسألته فأجابني عن أربع وترك أربعا
[ 131 ] أخبرنا قبيصة أنا سفيان عن عبد الملك بن أبجر عن زبيد قال : ما سألت إبراهيم عن شيء الا عرفت الكراهية في وجهه
[ 132 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا إسحاق بن منصور عن عمر بن أبي زائدة قال : ما رأيت أحدا أكثر ان يقول إذا سئل عن شيء لا علم لي به من الشعبي
[ 133 ] أخبرنا أبو عاصم عن ابن عون قال : سمعته يذكر قال : كان الشعبي إذا جاءه شيء اتقى وكان إبراهيم يقول ويقول ويقول : قال أبو عاصم كان الشعبي في هذا أحسن حالا عند ابن عون من إبراهيم
[ 134 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد أنا أحمد بن بشير ثنا شعبة عن جعفر بن إياس قال : قلت لسعيد بن جبير مالك لا تقول في الطلاق شيئا قال : ما منه شيء الا قد سألت عنه ولكن أكره ان أحل حراما أو أحرم حلالا
[ 135 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عطاء بن السائب قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار وما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود ان أخاه كفاه الحديث ولا يسأل عن فتيا إلا ود ان أخاه كفاه الفتيا
[ 136 ] حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار ثنا أبو بكر عن داود قال : سألت الشعبي كيف كنتم تصنعون إذا سئلتم قال على الخبير وقعت كان إذا سئل الرجل قال لصاحبه أفتهم فلا يزال حتى يرجع إلى الأول
[ 137 ] أخبرنا أحمد بن الحجاج قال : سمعت سفيان عن ابن المنكدر قال : ان العالم يدخل فيما بين الله وبين عباده فليطلب لنفسه المخرج
[ 138 ] أخبرنا محمد بن قدامة ثنا أبو أسامة عن مسعر قال أخرج إلي معن ابن عبد الرحمن كتابا فحلف لي بالله انه خط أبيه فإذا فيه قال عبد الله والذي لا إله الا هو ما رأيت أحدا كان أشد على المتنطعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيت أحدا كان أشد عليهم من أبي بكر وأني لأرى عمر كان أشد خوفا عليهم أولهم
[ 139 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا زمعة بن صالح عن عثمان بن حاضر الأزدي قال دخلت على بن عباس فقلت : أوصني ، فقال : نعم عليك بتقوى الله والاستقامة اتبع ولا تبتدع
[ 140 ] أخبرنا مخلد بن خالد بن مالك أنا النضر بن شميل عن ابن عون عن ابن سيرين قال : كانوا يرون انه على الطريق ما كان على الأثر
[ 141 ] أخبرنا يوسف بن موسى ثنا أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين قال : ما دام على الأثر فهو على الطريق
[ 142 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة قال : قال عبد الله بن مسعود تعلموا العلم قبل أن يقبض وقبضه ان يذهب أهله الا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليكم بالعتيق
[ 143 ] حدثنا سليمان بن حرب وأبو النعمان عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال : قال ابن مسعود عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ان يذهب بأصحابه عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده انكم ستجدون أقواما يزعمون انهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق
[ 144 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد ثنا يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل ، فقال من أنت قال : أنا عبد الله صبيغ فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه ، وقال : أنا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى دمي رأسه ، فقال : يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي
[ 145 ] أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة ويزيد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم
[ 146 ] أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا حفص عن الأعمش عن شقيق قال : وسئل عبد الله عن شيء ، فقال اني لأكره ان أحل لك شيئا حرمه الله عليك وأحرم ما أحله الله لك
[ 147 ] أخبرنا محمد بن عيينة عن أبي إسحاق الفزاري عن ابن عون عن ابن سيرين عن حميد بن عبد الرحمن قال لأن أرده بعيه أحب إلي من ان أتكلف له ما لا أعلم
[ 148 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث أخبرني ابن عجلان عن نافع مولى عبد الله ان صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه ، فقال أين الرجل ، فقال في الرحل قال عمر أبصر أن يكون ذهب فتصيبك مني به العقوبة الموجعة فأتاه به ، فقال عمر تسأل محدثة فأرسل إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره وبرة ثم تركه حتى برأ ثم عادله ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود له قال ، فقال صبيغ ان كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا وان كنت تريد ان تداويني فقد والله برئت فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري ان لا يجالسه أحد من المسلمين فاشتد ذلك على الرجل فكتب أبو موسى إلى عمران ان قد حسنت توبته فكتب عمر ان يأذن للناس بمجالسته
[ 149 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زهير ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت عامرا يقول استفتى رجل أبي بن كعب ، فقال : يا أبا المنذر ما تقول في كذا وكذا قال : يا بني أكان الذي سألتني عنه قال لا قال : أما لا فأجلني حتى يكون فنعالج أنفسنا حتى نخبرك
[ 150 ] أخبرنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة أخبرنا عن فراس عن ابن عامر عن مسروق قال : كنت أمشي مع أبي بن كعب ، فقال : فتى ما تقول يا عماه كذا وكذا قال : يا ابن أخي أكان هذا قال لا قال : فاعفنا حتى يكون
[ 151 ] حدثنا عبد الله بن سعيد ثنا أبو أسامة عن الأعمش قال : كان إبراهيم إذا سئل عن شيء لم يجب فيه إلا جواب الذي سئل عنه
[ 152 ] أخبرنا الحسين بن منصور ثنا الحسين بن الوليد عن وهيب عن هشام عن محمد بن سيرين انه كان لا يفتي في الفرج بشيء فيه اختلاف
[ 153 ] أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا حماد بن زيد حدثنا الصلت بن راشد قال : سألت طاوسا عن مسألة ، فقال لي كان هذا قلت : نعم قال آلله قلت : آلله ، ثم قال : ان أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل انه قال يا أيها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله فيذهب بكم هنا وهنا فإنكم ان لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سدد وإذا قال وفق
[ 154 ] حدثنا بشر بن الحكم ثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس قال : سألته من رجل أدركه رمضانان ، فقال أكان أو لم يكن قال لم يكن بعد قال أترك بلية حتى تنزل قال : فدلسنا له رجلا ، فقال قد كان ، فقال يطعم من الأول منهما ثلاثين مسكينا لكل يوم مسكين
[ 155 ] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا إسحاق بن سليمان ثنا العمري عن عبيد بن جريج قال : كنت أجلس بمكة إلى بن عمر يوما وإلى بن عباس يوما فما يقول ابن عمر فيما يسأل لا علم لي أكثر مما يفتي به
[ 156 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال : قال عبد الله تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يختلف إليه
باب الفتيا وما فيه من الشدة
[ 157 ] أخبرنا إبراهيم بن موسى ثنا ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار
[ 158 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن ابن عباس قال من أحدث رأيا ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدر علي ما هو منه إذا لقي الله عز وجل
[ 159 ] أخبرنا عبد الله بن يزيد ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني بكر بن عمر المعافري عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من أفتى بفتيا من غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه
[ 160 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان بن عيينة عن أبي سنان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال من أفتى بفتيا يعمى عليها فإثمها عليه
[ 161 ] أخبرنا محمد بن الصلت ثنا زهير عن جعفر بن يرقان حدثنا ميمون بن مهران قال : كان أبو بكر إذا ورد عليه الخصم نظر في كتاب الله فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى به وان لم يكن في الكتاب وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر سنة قضى به فإن أعياه خرج فسأل المسلمين ، وقال أتاني كذا وكذا فهل علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بقضاء فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قضاءا فيقول أبو بكر الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ على نبينا فإن أعياه ان يجد فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به
[ 162 ] أخبرنا إبراهيم بن موسى وعمرو بن زرارة عن عبد العزيز بن محمد عن أبي سهيل قال : كان على امرأتي اعتكاف ثلاثة أيام في المسجد الحرام فسألت عمر بن عبد العزيز وعنده بن شهاب قال : قلت : عليها صيام قال ابن شهاب لا يكون اعتكاف إلا بصيام ، فقال له عمر بن عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا قال : فعن أبي بكر قال لا قال : فعن عمر قال لا قال : فعن عثمان قال لا قال عمر ما أرى عليه صياما فخرجت فوجدت طاوسا وعطاء بن أبي رباح فسألتهما ، فقال طاوس كان ابن عباس لا يرى عليها صياما الا ان تجعله على نفسها قال ، وقال عطاء ذلك رأيي
[ 163 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبو عقيل ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة قال لما قدم أبو سلمة البصرة أتيته أنا والحسن ، فقال للحسن أنت الحسن ما كان أحد بالبصرة أحب إلي لقاء منك وذلك انه بلغني انك تفتي برأيك فلا تفت برأيك الا ان تكون سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كتاب منزل
[ 164 ] أخبرنا عصمة بن الفضل ثنا زيد بن الحباب عن يزيد بن عقبة ثنا الضحاك عن جابر بن زيد ان ابن عمر لقيه في الطواف ، فقال له يا أبا الشعثاء انك من فقهاء البصرة فلا تفت الا بقرآن ناطق أو سنة ماضية فإنك ان فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت
[ 165 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير عن عبد الله بن مسعود قال أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هنالك وان الله قد قدر من الأمر أن قد بلغنا ما ترون فمن عرض له قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب الله عز وجل فإن جاءه ما ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن جاءه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقض بما قضى به الصالحون ولا يقل اني أخاف وأني أرى فإن الحرام بين والحلال بين وبين ذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك
[ 165 ] حدثنا يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان عن عمارة بن عمير عن أبيه عن عبد الله بنحوه
[ 165 ] أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا جرير عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بنحوه
[ 166 ] أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا ابن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد قال : كان ابن عباس إذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به وان لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر فإن لم يكن قال : فيه برأيه
[ 167 ] أخبرنا محمد بن عيينة عن علي بن مسهر عن أبي إسحاق عن الشعبي عن شريح ان عمر بن الخطاب كتب إليه ان جاءك شيء في كتاب الله فاقض به ولا يلتفتك عنه الرجال فإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بها فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت ان شئت ان تجتهد برأيك ثم تقدم فتقدم وإن شئت أن تتأخر فتأخر ولا أرى التأخر إلا خيرا لك
[ 168 ] حدثنا يحيى بن حماد ثنا شعبة عن محمد بن عبيد الله الثقفي عن عمرو بن الحارث ابن أخي المغيرة بن شعبة عن ناس من أهل حمص من أصحاب معاذ عن معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال أرأيت ان عرض لك قضاء كيف تقضي قال اقضي بكتاب الله قال : فإن لم يكن في كتاب الله قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فإن لم يكن في سنة رسول الله قال اجتهد رأيي ولا آلو قال : فضرب صدره ، ثم قال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
[ 168 ] أخبرنا يحيى بن حماد ثنا شعبة عن سليمان بن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير قال أحسبه ان عبد الله قال قد أتى علينا زمان وما نسأل وما نحن هناك وان الله قدر ان بلغت ما ترون فإذا سئلتم عن شيء فانظروا في كتاب الله فإن لم تجدوه في كتاب الله ففي سنة رسول الله فإن لم تجدوه في سنة رسول الله فما أجمع عليه المسلمون فإن لم يكن فيما اجتمع عليه المسلمون فاجتهد رأيك ولا تقل اني أخاف وأخشى فإن الحلال بين الحلال والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك
[ 169 ] حدثنا هارون بن معاوية عن حفص بن غياث حدثنا الأعمش قال : قال عبد الله أيها الناس انكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول قال حفص كنت أسند عن حبيب عن أبي عبد الرحمن ثم دخلني منه شك
[ 170 ] أخبرنا محمد بن الصلت ثنا ابن المبارك عن ابن عون عن محمد قال : قال عمر لابن مسعود ألم أنبأ أو أنبئت انك تفتي ولست بأمير ولا حارها من تولى قارها
باب في الذي يفتي الناس في كل ما يستفتى
[ 171 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : ان الذي يفتي الناس في كل ما يستفتي لمجنون
[ 172 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن هشام عن محمد عن حذيفة قال إنما يفتي الناس ثلاثة رجل إمام أو وال ورجل يعلم ناسخ القرآن من المنسوخ قالوا يا حذيفة ومن ذلك قال عمر بن الخطاب أو أحمق متكلف
[ 172 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد أنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن محمد عن أبي عبيدة بن حذيفة قال : قال حذيفة إنما يفتي الناس أحد ثلاثة رجل علم ناسخ القرآن من منسوخة قالوا ومن ذلك قال عمر بن الخطاب قال وأمير لا يخاف أو أحمق متكلف ، ثم قال محمد فلست بواحد من هذين وأرجو ان لا أكون الثالث
[ 173 ] أخبرنا جعفر بن عون عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال من علم منكم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل لما لا يعلم الله أعلم قال العالم إذا سئل عما لا يعلم قال الله أعلم وقد قال الله لرسوله { قل لا أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين
[ 174 ] أخبرنا يزيد بن هارون ثنا حميد عن أبي رجاء عن أبي المهلب ان أبا موسى قال في خطبته من علم علما فليعلم الناس وإياه ان يقول : ما لا علم له به فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين
[ 175 ] أخبرنا عمر بن عون عن خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي البختري وزاذان قالا : قال علي وأبردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم ان أقول الله أعلم
[ 176 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن علي قال : يا بردها على الكبد أن تقول لما لا تعلم الله أعلم
[ 177 ] أخبرنا محمد بن يوسف ثنا عمير بن عرفجة ثنا رزين أبو النعمان عن علي بن أبي طالب قال إذا سئلتم عما لا تعلمون فاهربوا قال وكيف الهرب يا أمير المؤمنين قال تقولون الله أعلم
[ 178 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن منصور عن مسلم البطين عن عزرة التميمي قال : قال على وأبردها على الكبد ثلاث مرات قالوا وما ذلك يا أمير المؤمنين قال : ان يسأل الرجل عما لا يعلم فيقول الله أعلم
[ 179 ] أخبرنا فروة بن أبي المغراء أنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر أن رجلا سأله عن مسألة ، فقال لا علم لي بها فلما أدبر الرجل قال ابن عمر نعم ما قال ابن عمر سئل عما لا يعلم ، فقال لا علم لي به
[ 180 ] حدثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي قال لا أدري نصف العلم
[ 181 ] أخبرنا عبد الله بن مسلمة ثنا عبد الله العمري عن نافع أن رجلا أتى بن عمر يسأله عن شيء ، فقال لا علم لي ثم التفت بعد ان قفا الرجل ، فقال : نعم ما قال ابن عمر يسأل عما لا يعلم ، فقال لأعلم لي يعني ابن عمر نفسه
[ 182 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن مغيرة قال : كان عامر إذا سئل عن شيء يقول لا أدري فإن ردوا عليه قال إن شئت كنت حلفت لك بالله إن كان لي به علم
[ 183 ] أخبرنا هارون بن معاوية عن حفص عن أشعث عن ابن سيرين قال : ما أبالي سئلت عما أعلم أو ما لا أعلم لأني إذا سئلت عما أعلم قلت : ما أعلم وإذا سئلت عما لا أعلم قلت لا أعلم
[ 184 ] أخبرنا هارون بن حفص عن الأعمش قال : ما سمعت إبراهيم يقول قط حلال ولا حرام إنما كان يقول كانوا يتكرهون وكانوا يستحبون
باب تغير الزمان وما يحدث فيه
[ 185 ] أخبرنا يعلى ثنا الأعمش عن شقيق قال : قال عبد الله كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا غيرت السنة قالوا ومتى ذلك يا عبد الرحمن قال إذا كثرت قراؤكم وقلت : فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت : أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة
[ 186 ] أخبرنا عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : قال كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير إذا ترك منها شيء قيل تركت السنة قالوا ومتى ذاك قال إذا ذهبت علماؤكم وكثرت جهلاؤكم وكثرت قراؤكم وقلت : فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت : أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين
[ 187 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي قال أنبئت انه كان يقال ويل للمتفقهين بغير العبادة والمستحلين للحرمات بالشبهات
[ 188 ] أخبرنا صالح بن سهيل مولى يحيى بن أبي زائدة ثنا يحيى عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله لا يأتي عليكم عام الا وهو شر من الذي كان قبله أما اني لست أعني عاما أخصب من عام ولا أميرا خيرا من أمير ولكن علماءكم وخياركم وفقهاءكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا وتجئ قوم يقيسون الأمر برأيهم
[ 189 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا يحيى بن سليم قال : سمعت داود بن أبي هند عن ابن سيرين قال أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر الا بالمقاييس
[ 190 ] أخبرنا محمد بن كثير عن ابن شوذب عن مطر عن الحسن انه تلا هذه الآية { خلقتني من نار وخلقته من طين قال } قاس إبليس وهو أول من قاس
[ 191 ] أخبرنا عمرو بن عون ثنا أبو عوانة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق انه قال اني أخاف وأخشى ان أقيس فتزل قدمي
[ 192 ] أخبرنا صدقة بن الفضل ثنا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل عن الشعبي قال والله لئن أخذتم بالمقاييس لتحرمن الحلال ولتحلن الحرام
[ 193 ] أخبرنا الحسن بن بشر ثنا أبي عن إسماعيل عن عامر انه كان يقول : ما أبغض إلي أرأيت أرأيت يسأل الرجل صاحبه فيقول أرأيت وكان لا يقايس
[ 194 ] أخبرنا صدقة بن الفضل ثنا يحيى بن سعيد عن الزبرقان قال نهاني أبو وائل ان أجالس أصحاب أرأيت
[ 195 ] أخبرنا صدقة بن الفضل أنا ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال لو ان هؤلاء كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لنزلت عامة القرآن يسألونك يسألونك
[ 196 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان أخبرني محمد هو ابن طلحة عن ميمون أبي حمزة قال لي إبراهيم يا أبا حمزة والله لقد تكلمت ولو وجدت بدا ما تكلمت وان زمانا أكون فيه فقيه أهل الكوفة زمان سوء
[ 197 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد قال عمر إياك والمكايلة يعني في الكلام
[ 198 ] أخبرنا حجاج البصري ثنا أبو بكر الهذلي عن الشعبي قال شهدت شريحا وجاءه رجل من مراد ، فقال : يا أبا أمية مادية الأصابع قال عشر عشر قال : يا سبحان الله أسواء هاتان جمع بين الخنصر والإبهام ، فقال شريح يا سبحان الله أسواء إذنك ويدك فإن الإذن يواريها الشعر الكمأة والعمامة فيها نصف الدية وفي اليد نصف الدية ويحك ان السنة سبقت قياسكم فاتبع ولا تبتدع فإنك لن تضل ما أخذت بالأثر قال أبو بكر ، فقال لي الشعبي يا هذلي لو ان أحنفكم قتل وهذا الصبي في مهده أكان ديتها سواء قلت : نعم قال : فأين القياس
[ 199 ] أخبرنا مروان بن محمد ثنا سعيد عن ربيعة بن يزيد قال : قال معاذ بن جبل يفتح القرآن على الناس حتى يقرأه المرأة والصبي والرجل فيقول الرجل قد قرأت القرآن فلم اتبع والله لا أقومن به فيهم لعلي اتبع فيقوم به فيهم فلا يتبع فيقول قد قرأت القرآن فلم اتبع وقد قمت به فيهم فلم اتبع لأحتظرن في بيتي مسجدا لعلي أتبع فيحتظر في بيته مسجدا فلا يتبع فيقول قد قرأت القرآن فلم اتبع وقمت به فيهم فلم اتبع وقد احتظرت في بيتي مسجدا فلم اتبع والله لآتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله ولم يسمعوه عن رسول الله لعلي اتبع قال معاذ فإياكم وما جاء به فإن ما جاء به ضلالة
باب في كراهية أخذ الرأي
[ 200 ] أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا مالك هو ابن مغول قال : قال لي الشعبي قال : ما حدثوك هؤلاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ به وما قالوه برأيهم فالقه في الحش
[ 201 ] أخبرنا العباس عن سفيان عن زيد بن حباب أخبرني رجاء بن أبي سلمة قال : سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول قد رضيت من أهل زماني هؤلاء ان لا يسألوني ولا أسألهم إنما يقول أحدهما أرأيت أرأيت
[ 202 ] أخبرنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا ، ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ، ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }
[ 203 ] أخبرنا محمد بن يوسف ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { ولا تتبع السبل } قال البدع والشبهات
[ 204 ] أخبرنا الحكم بن المبارك أنا عمر بن يحيى قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن اني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله الا خيرا قال : فما هو ، فقال ان عشت فستراه قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال : فماذا قلت لهم قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك قال أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ان لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده انكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
[ 205 ] أخبرنا يعلى ثنا الأعمش عن حبيب عن أبي عبد الرحمن قال : قال عبد الله اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم
[ 206 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا يحيى بن سليم حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال إن أفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
[ 207 ] أخبرنا محمد بن عيينة عن أبي إسحاق الفزاري عن أسلم المنقري عن بلاز بن عصمة قال : سمعت عبد الله بن مسعود يقول وكان إذا كان عشية ليلة الجمعة قام ، فقال ان أصدق القول قول الله وان أحسن الهدي هدي محمد والشقي من شقي في بطن أمه وان شر الروايا روايا الكذب وشر الأمور محدثاتها وكل ما هو آت قريب
[ 208 ] أخبرني محمد بن عيينة عن أبي إسحاق الفزاري عن ليث عن أيوب عن ابن سيرين قال : ما أخذ رجل ببدعة فراجع سنة
[ 209 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين
[ 210 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله أبو الوليد الهروي ثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن حية بنت أبي حية قالت دخل علينا رجل بالظهيرة فقلت : يا عبد الله من أين أقبلت قال أقبلت أنا وصاحب لي بغاء لنا فانطلق صاحبي يبغي ودخلت أنا استظل بالظل واشرب من الشراب فقمت إلى لبينة حامضة وربما قالت فقمت إلى ضيحة حامضة فسقيته منها فشرب وشربت قالت وتوسمته فقلت : يا عبد الله من أنت ، فقال : أنا أبو بكر قلت : أنت أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعت به قال : نعم قالت فذكرت غزونا خثعما وغزوة بعضنا بعضا في الجاهلية وما جاء الله به من الألفة وإطناب الفساطيط وشبك بن عون أصابعه ووصفه لنا معاذ وشبك أحمد فقلت : يا عبد الله حتى متى ترى أمر الناس هذا قال : ما استقامت الأئمة قلت : ما الأئمة قال : أما رأيت السيد يكون في الحواء فيتبعونه ويطيعونه فما استقام أولئك
[ 211 ] أخبرنا محمد بن الصلت ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أخ لعدي بن أرطاة عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلين
[ 212 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم قال دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب قال : فراها لا تتكلم ، فقال : مالها لا تتكلم قالوا نوت حجة مصمتة ، فقال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية قال : فتكلمت فقالت من أنت قال : أنا امرؤ من المهاجرين قالت من أي المهاجرين قال من قريش قالت فمن أي قريش أنت قال انك لسؤول أنا أبو بكر قالت ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ، فقال بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم قالت وأيما الأئمة قال : أما كان لقومك رؤساء وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم قالت بلى فهم مثل أولئك على الناس
[ 213 ] أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن واصل عن امرأة يقال لها عائدة قالت رأيت ابن مسعود يوصى الرجال والنساء ويقول من أدرك منكن من امرأة أو رجل فالسمت الأول السمت الأول فإنا على الفطرة قال عبد الله السمت الطريق
[ 214 ] أخبرنا محمد بن عيينة أنا علي هو ابن مسهر عن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن حدير قال : قال لي عمر هل تعرف ما يهدم زلة الإسلام قال : قلت لا قال يهدمه العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين
[ 215 ] أخبرنا هارون عن حفص بن غياث عن ليث عن الحكم عن محمد بن علي قال لا تجالس أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله
[ 216 ] أخبرنا الحسن بن منصور ثنا أبو أسامة عن شريك عن المبارك عن الحسن قال سننكم والله الذي لا إله إلا هو بينهما بين الغالي والجافي فاصبروا عليها رحمكم الله فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى وهم أقل الناس فيما بقي الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك إن شاء الله فكونوا
[ 217 ] أخبرنا موسى بن خالد ثنا عيسى بن الأعمش عن عمارة ومالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة
باب الاقتداء بالعلماء
[ 218 ] أخبرنا منصور بن سلمة الخزاعي عن شريك عن أبي حمزة عن إبراهيم قال لقد أدركت أقواما لو لم يجاوز أحدهم ظفرا لما جاوزته كفى إزاء على قوم أن تخالف أفعالهم
[ 219 ] أخبرنا يعلى ثنا عبد الملك عن عطاء { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم } قال ألوا العلم والفقه وطاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة
[ 220 ] أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا إبراهيم بن أدهم قال : سألت بن شبرمة عن شيء وكانت عندي مسألة شديدة فقلت : رحمك الله انظر فيها قال إذا وضح لي الطريق ووجدت الأثر لم أحبس
[ 221 ] أخبرنا عثمان بن الهيثم ثنا عون عن رجل يقال له سليمان بن جابر من أهل هجر قال : قال ابن مسعود قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : : تعلموا العلم وعلموه الناس تعلموا الفرائض وعلموه الناس تعلموا وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض والعلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان في فريضة لا يجدان أحدا يفصل بينهما
[ 222 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عمر بن أبي خليفة قال : سمعت زياد بن مخراق ذكر عن عبد الله بن عمر قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى إلى اليمن قال تساندا وتطاوعا ويسرا ولا تنفرا فقدما اليمن فخطب الناس معاذ فحضهم على الإسلام وأمرهم بالتفقه في القرآن ، وقال إذا فعلتم ذلك فاسألوني أخبركم عن أهل الجنة من أهل النار فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا فقالوا لمعاذ قد كنت أمرتنا إذا نحن تفقهنا وقرأنا أن نسألك فتخبرنا بأهل الجنة من أهل النار ، فقال لهم معاذ إذا ذكر الرجل بخير فهو من أهل الجنة وإذا ذكر بشر فهو من أهل النار
[ 223 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله قال : سمعت سعيد بن أبي يحدث عن أبيه عن أبي هريرة قال قيل : يا رسول الله أي الناس أكرم قال أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فيوسف بن يعقوب نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألوني خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذ فقهوا
[ 224 ] أخبرنا عبد الله هو ابن صالح حدثني الليث عن يزيد عبد الله بن أسامة بن الهادي عن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
[ 225 ] أخبرنا سعيد بن سليمان عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
[ 226 ] أخبرنا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن حبلة بن عطية عن ابن محيريز عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
[ 227 ] أخبرنا سليمان بن داود الزهراني أنا إسماعيل هو ابن جعفر ثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه انه شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة في حجة الوداع أيها الناس اني والله لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا بمكاني هذا فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها فرب حامل فقه ولا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه واعلموا ان أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم في هذا الشهر في هذا البلد واعلموا ان القلوب لا تغل على ثلاث إخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر وعلى لزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم
[ 228 ] أخبرنا أحمد بن خالد ثنا محمد هو ابن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى ، فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن إخلاص العمل لله وطاعة ذوي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم من ورائهم
[ 229 ] أخبرنا عصمة بن الفضل ثنا حرمي بن عمارة عن شعبة عن عمرو بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه قال خرج زيد بن ثابت من عند مروان بن الحكم بنصف النهار قال : فقلت : ما خرج هذه الساعة من عند مروان الا وقد سأله عن شيء فأتيته فسألته قال : نعم سألني عن حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه فأداه إلى من هو أحفظ منه فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال الا دخل الجنة قال : قلت : ما هي قال إخلاص العمل والنصيحة لولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ومن كانت الآخرة نيته جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه شمله وجعل فرقه بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له قال وسألته عن صلاة الوسطى قال هي الظهر
[ 230 ] أخبرنا يحيى بن موسى ثنا عمرو بن محمد القرشي أنا إسرائيل عن عبد الرحمن بن زبيد اليامي عن أبي العجلان عن أبي الدرداء قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ثلاث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم إخلاص العمل لله والنصيحة لكل مسلم ولزوم جماعة المسلمين فإن دعاءهم محيط من ورائهم
باب اتقاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والتثبت فيه
[ 231 ] أخبرنا محمد بن عيسى ثنا هشيم أنا أبو الزبير عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
[ 232 ] أخبرنا محمد بن عيسى ثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
[ 233 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يزيد بن عبد الله عن عمرو بن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من حدث عني كذبا فليتبوأ مقعده من النار
[ 234 ] أخبرنا محمد بن حميد حدثني الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
[ 235 ] أخبرنا أسد بن موسى ثنا شعبة عن عتاب قال : سمعت أنس بن مالك يقول لولا أني أخشى ان أخطئ لحدثتكم بأشياء سمعتها من رسول صلى الله عليه وسلم أو قالها رسول الله وذاك اني سمعته صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
[ 236 ] أخبرنا محمد بن عبد الله أنا أبو داود عن شعبة عن عبد العزيز وعن حماد بن أبي سليمان وعن التيمي وعن عتاب مولى ابن هرمز سمعوا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
[ 237 ] أخبرنا أحمد بن خالد ثنا محمد هو ابن إسحاق عن معبد بن كعب عن أبي قتادة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : على المنبر يا أيها الناس إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فلا يقل الا حقا أو الا صدقا ومن قال علي ما لم أقل متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
[ 238 ] أخبرنا هارون بن معاوية عن إبراهيم بن سليمان عن عاصم الأحول عن محمد بن بشر عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
باب في ذهاب العلم
[ 239 ] أخبرنا جعفر بن عون أنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن قبض العلم قبض العلماء فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فيسألون فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
[ 240 ] أخبرنا موسى بن خالد أنا معتمر بن سليمان عن الحجاج عن عوف بن مالك عن القاسم أبي عبد الرحمن مولى عبد الرحمن بن يزيد عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خذوا العلم قبل أن يذهب قالوا وكيف يذهب العلم يا نبي الله وفينا كتاب الله قال : فغضب لا يغضبه الله ، ثم قال ثكلتكم أمهاتكم أو لم تكن التوراة والإنجيل في بني إسرائيل فلم يغنيا عنهم شيئا ان ذهاب العلم ان يذهب حملته ان ذهاب العلم ان يذهب حملته
[ 241 ] حدثنا أبو النعم ثنا ثابت بن يزيد حدثنا هلال هو ابن خباب قال : سألت سعيد بن جبير قلت : يا أبا عبد الله ما علامة هلاك الناس قال إذا هلك علماؤهم
[ 242 ] أخبرنا مالك بن إسماعيل ثنا مسعود بن سعد الجعفي عن عطاء بن السائب عن عبيد الله بن ربيعة عن سلمان قال لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم أو يعلم الآخر فإن هلك الأول قبل أن يعلم أو يتعلم الآخر هلك الناس
[ 243 ] أخبرنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال هل تدرون ما ذهاب العلم قلنا لا قال ذهاب العلماء
[ 244 ] أخبرنا محمد بن أسعد ثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل قال : قال حذيفة أتدري كيف ينقص العلم قال : قلت : كما ينقص الثوب وكما ينقص الدرهم قال لا وان ذلك لمنه قبض العلم قبض العلماء
[ 245 ] أخبرنا محمد بن الصلت عن منصور عن أبي الأسود عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال : مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون فتعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم ذهاب العلماء
[ 246 ] أخبرنا أحمد بن أسد أبو عاصم ثنا عبثر عن برد عن سليمان بن موسى عن أبي الدرداء قال الناس عالم ومتعلم ولا خير فيما بعد ذلك
[ 247 ] أخبرنا أحمد بن أسد أبو عاصم ثنا عبثر عن الأعمش عن سالم عن أبي الدرداء قال معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء وليس لسائر الناس بعد خير
[ 248 ] أخبرنا قبيصة أنا سفيان عن عطاء بن السائب عن الحسن عن عبد الله بن مسعود قال اغد عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك
[ 249 ] أخبرنا عمرو بن عون أنا خالد عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن ربيعة قال : قال سلمان لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس
[ 250 ] أخبرنا وهب بن جرير وعثمان بن عمر قالا : أنا ابن عون عن محمد عن الأحنف قال : قال عمر تفقهوا قبل أن تسودوا
[ 251 ] أخبرنا يزيد بن هارون أنا بقية حدثني صفوان بن رستم عن عبد الرحمن بن ميسرة عن تميم الداري قال تطاول الناس في البناء في زمن عمر ، فقال عمر : يا معشر العريب الأرض الأرض إنه لا إسلام الا بجماعة ولا جماعة الا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة فمن سوده قومه على الفقه كان حياة له ولهم ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكا له ولهم
باب العمل بالعلم وحسن النية فيه
[ 252 ] أخبرنا محمد بن المبارك أنا بقية ثنا صدقة بن عبد الله بن المهاجر بن صهيب ان المهاجر بن حبيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى اني لست كل كلام الحكيم اقبل ولكني أتقبل همه وهواه فإن كان همه وهواه في طاعتي جعلت صمته حمدا لي ووقارا وان لم يتكلم
[ 253 ] أخبرنا مخلد بن مالك عن حجاج بن محمد عن ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية يرفع الحديث ان الله قال أبث العلم في آخر الزمان حتى يعلمه الرجل والمرأة والعبد والحر والصغير والكبير فإذا فعلت ذلك بهم أخذتهم بحقي عليهم
[ 254 ] أخبرنا مخلد بن مالك ثنا مخلد بن حسين عن هشام عن الحسن قال من طلب شيئا من هذا العلم فأراد به ما عند الله يدرك إن شاء الله ومن أراد به الدنيا فذاك والله حظه منه
[ 255 ] أخبرنا يعلى ثنا محمد بن عون عن إبراهيم بن عيسى قال : قال ابن مسعود لا تعلموا العلم لثلاث لتماروا به السفهاء وتجادلوا به العلماء ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم وابتغوا بقولكم ما عند الله فإنه يدوم ويبقى وينفذ ما سواه
[ 256 ] وبهذا الإسناد قال كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سرج الليل جدد القلوب خلقان الثياب تعرفون في أهل السماء وتخفون على أهل الأرض
[ 257 ] أخبرنا أبو عاصم ثنا محمد بن عمارة بن حزم حدثني عبد الله بن عبد الرحمن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يطلب هذا العلم أحد لا يريد به إلا الدنيا إلا حرم الله عليه عرف الجنة يوم القيامة
[ 258 ] أخبرنا مجاهد بن موسى ثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول قال : قال رجل للشعبي أفتني أيها العالم ، فقال العالم من يخاف الله
[ 259 ] أخبرنا عثمان بن عمر ثنا عثمان بن عمر ثنا عمر بن يزيد عن أوفى بن دلهم انه بلغه عن علي قال تعلموا العلم تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله فإنه سيأتي بعد هذا زمان لا يعرف فيه تسعة عشرائهم المعروف ولا ينجو منه الا كل نومه فأولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ليسوا المساييح ولا المذاييع البذر قال أبو محمد نومة غافل عن الشر المذاييع البذر كثير الكلام
[ 260 ] أخبرنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن جابر قال : قال معاذ بن جبل اعملوا ما شئتم بعد ان تعلموا فلن يأجركم الله بالعلم حتى تعملوا
[ 261 ] أخبرنا عبد الله بن خالد بن حازم ثنا الوليد بن مزيد قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جاب يحدث عن سعد أنه أتى بن منبه فسأله عن الحسن ، وقال له كيف عقله فأخبره ثم أنا لنتحدث أو نجد في الكتب انه ما أتى الله عبدا علما فعمل به على سبيل الهدى فيسلبه عقله حتى يقبضه الله إليه
[ 262 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان عن ابن القاسم بن قيس قال : حدثني يونس بن يوسف الحمصي حدثني أبو كبشة السلولي قال : سمعت أبا الدرداء يقول ان من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه
[ 263 ] أخبرنا عمرو بن عون أنا أبو قدامة عن مالك بن دينار قال : قال أبو الدرداء من يزدد علما يزدد وجعا ، وقال أبو الدرداء ما أخاف على نفسي ان يقال لي ما علمت ولكن أخاف ان يقال لي ماذا عملت
[ 264 ] أخبرنا هارون بن معاوية عن حفص بن غياث قال : سمعت ابن جريج يذكر عمن حدثه عن ابن عباس قال تدارس العلم ساعة من الليل خير من أحيائها ، وقال أبو هريرة اني لأجزئ الليل ثلاثة أجزاء فثلث أنام وثلث أقوم وثلث أتذكر أحاديث رسول إله صلى الله عليه وسلم
[ 265 ] أخبرنا الحسن بن عرفة ثنا جرير عن الحسن بن عمرو عن إبراهيم قال من ابتغى شيئا من العلم يبتغي به وجه الله آتاه الله منه ما يكفيه
باب من هاب الفتيا مخافة السقط
[ 266 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم قال : سألت الشعبي عن حديث فحدثنيه فقلت : انه يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لأعلى من دون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلينا فإن كان فيه زيادة أو نقصان كان على من دون النبي صلى الله عليه وسلم
[ 267 ] أخبرنا إسحاق بن عيسى ثنا حماد بن زيد عن أبي هاشم عن إبراهيم قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة فقيل له أما تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا غير هذا قال بلى ولكن أقول قال عبد الله قال علقمة أحب إلي
[ 268 ] أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله قال : كان أبو الدرداء إذا حدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هذا ونحوه أو شبهه أو شكله
[ 269 ] أخبرنا أسد بن موسى ثنا معاوية عن ربيعة بن يزيد قال : كان أبو الدرداء إذا حدث حديثا قال اللهم الا هكذا أو كشكله
[ 270 ] أخبرنا عثمان بن عمر أنا ابن عون عن مسلم أبي عبد الله عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عمرو بن ميمون قال : كنت لا تفوتني عشية خميس الا آتى فيها عبد الله بن مسعود فما سمعته يقول لشيء قط قال رسول الله حتى كانت ذات عشية ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : فاغرورقتا عيناه وانتفخت أوداجه فأنا رأيته محلولة أزراره ، وقال أو مثله أو نحوه أو شبيه به
[ 271 ] أخبرنا يزيد بن هارون عن الشعبي وابن سيرين ان ابن مسعود كان إن حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأيام تزبد وجهه ، وقال هكذا أو نحوه هكذا أو نحوه
[ 272 ] أخبرنا سهل بن حماد ثنا شعبة ثنا توبة العنبري قال : قال لي الشعبي أرأيت فلانا الذي يقول : قال رسول الله قال رسول الله قعدت مع ابن عمر سنتين أو سنة ونصفا فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ألا هذا الحديث
[ 273 ] أخبرنا أسد بن موسى ثنا شعبة ثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال جالست بن عمر سنة فلم أسمعه يذكر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 274 ] أخبرنا عاصم بن يوسف ثنا أبو بكر عن أبي حصين عن الشعبي عن ثابت بن قطبة الأنصارى قال : كان عبد الله يحدثنا في الشهر بالحديثين أو الثلاثة
[ 275 ] أخبرنا عثمان بن عمر أنا يونس عن عبد الملك بن عبيد قال مر بنا أنس بن مالك فقلنا حدثنا ببعض ما ، فقال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتحلل
[ 276 ] أخبرنا سليمان بن حرب قال : ثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد قال : كان أنس قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ 277 ] أخبرنا عثمان بن محمد ثنا إسماعيل عن أيوب عن محمد قال : كان أنس إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قال وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ 278 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد حدثني السائب بن يزيد قال خرجت مع سعد إلى مكة فما سمعته يحدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رجعنا إلي المدينة
[ 279 ] أخبرنا سهل بن حماد ثنا شعبة ثنا بيان عن الشعبي عن قرظه بن كعب أن عمر شيع الأنصار حين خرجوا من المدينة ، فقال أتدرون لم شيعتكم قلنا لحق الأنصار قال انكم تأتون قوما تهتز ألسنتهم بالقرآن اهتزاز النخل فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم قال : فما حدثت بشيء وقد سمعت كما سمع أصحابي
[ 280 ] أخبرنا يزيد بن هارون أنا أشعث بن سوار عن الشعبي عن قرظه بن كعب قال بعث عمر بن الخطاب رهطا من الأنصار إلى الكوفة فبعثني معهم فجعل يمشي معنا حتى أتى صرار وصرار ماء في طريق المدينة فجعل ينفض الغبار عن رجليه ، ثم قال إنكم تأتون الكوفة فتأتون قوما لهم أزيز بالقرآن فيأتونكم فيقولون قدم أصحاب محمد قدم أصحاب محمد فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث فاعلموا ان سبغ الوضوء ثلاث وثنتان تجزيان ، ثم قال انكم تأتون الكوفة فتأتون قوما لهم أزيز بالقرآن فيقولون قدم أصحاب محمد قدم أصحاب محمد فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث فأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم فيه قال قرظه وان كنت لأجلس في القوم فيذكرون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأني لمن أحفظهم له فإذا ذكرت وصية عمر سكت قال أبو محمد معناه عندي الحديث عن أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس السنن والفرائض
[ 281 ] أخبرنا مجاهد بن موسى ثنا أبو نمير عن مالك بن مغول عن الشعبي عن علقمة قال : قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم ارتعد ، ثم قال نحو ذلك أو فوق ذاك
[ 282 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال صحبت بن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث الا انه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجمار ، فقال ان من الشجر شجرا مثل الرجل المسلم فأردت ان أقول هي النخلة فنظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكت قال عمر وددت انك قلت : وعلي كذا
[ 283 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا خالد بن يزيد الهدادي حدثنا صالح الدهان قال : ما سمعت جابر بن زيد يقول قط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إعظاما واتقاء ان يكذب عليه
[ 284 ] أخبرنا محمد بن عبد الله أنا روح عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال جاء أبو هريرة رضى الله تعالى عنه إلى كعب يسأل عنه وكعب في القوم ، فقال كعب ما تريد منه ، فقال : أما اني لا أعرف لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أحفظ لحديثه مني ، فقال كعب أما انك لن تجد طالب شيء الا سيشبع منه يوما من الدهر الا طالب علم وطالب دنيا ، فقال أنت كعب قال : نعم قال لمثل هذا جئت
[ 285 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم أنا يحيى بن أبي بكير أنا شبل عن عمرو بن دينار عن طاوس قال قيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أعلم قال من جمع علم الناس إلى علمه وكل طالب علم غرثان إلى علم
[ 286 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن الخليل بن مرة عن معاوية بن قرة قال : كنت في حلقة فيها المشيخة وهم يتراجعون فيهم عابد بن عمرو ، فقال شاب في ناحية القوم أفيضوا في ذكر الله بارك الله فيكم فنظر القوم بعضهم إلى بعض في أي شيء رآنا ، ثم قال بعضهم من أمرك بهذا فمر لئن عدت لنفعلن ولنفعلن
[ 287 ] أخبرنا يوسف بن موسى أنا أبو عامر نا قرة بن خالد عن عون بن عبد الله قال : قال عبد الله نعم المجلس مجلس ينشر فيه الحكمة وترجى فيه الرحمة
باب من قال العلم الخشية وتقوى الله
[ 288 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ، ثم قال هذا أو ان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء ، فقال زياد بن لبيد الأنصارى يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ، فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت قال : قلت : الا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء فأخبرته بالذي قال : قال صدق أبو الدرداء ان شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا
[ 289 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا يزيد بن هارون ثنا الوليد بن جميل الكتاني ثنا مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا هذه الآية { إنما يخشى الله من عبادة العلماء } إن الله وملائكته وأهل سماواته وأرضيه والنون في البحر يصلون على الذين يعلمون الناس الخير
[ 290 ] أخبرنا أحمد بن أسد أبو عاصم ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن ليث عن رجل عن ابن عمر قال لا يكون الرجل عالما حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بعلمه ثمنا
[ 291 ] أخبرنا سعيد بن سليمان عن أبي أسامة عن مسعر قال : قال : سمعت عبد الأعلى التيمي يقول من أوتي من العلم مالا يبكيه لخليق ان لا يكون أوتي علما ينفعه لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن { إن الذين أوتوا العلم } إلى قوله { يبكون }
[ 292 ] أخبرنا عصمة بن الفضل ثنا زيد بن حباب عن مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر ، العمري عن أبي حازم قال لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال لا تبغي على من فوقك ولا تحتقر من دونك ولا تأخذ على علمك دنيا
[ 293 ] أخبرنا أحمد بن أسد ثنا عبثر عن برد بن سنان عن سليمان بن موسى الدمشقي عن أبي الدرداء قال لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا وكفى بك إثما ان لا تزال مخاصما وكفى بك إثما ان لا تزال مماريا وكفى بك كاذبا لا تزال محدثا في غير ذات الله
[ 294 ] أخبرنا الحسن بن عرفة ثنا المبارك بن سعيد عن أخيه سفيان الثوري عن عمران المنقري قال : قلت للحسن يوما في شيء قاله يا أبا سعيد ليس هكذا يقول الفقهاء ، فقال ويحك ورأيت أنت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بأمر دينه المداوم على عبادة ربه
[ 295 ] أخبرنا الحسن بن عرفه ثنا النضر بن إسماعيل البجلي عن مسعر عن سعد بن إبراهيم قال قيل له من أفقه أهل المدينة قال أتقاهم لربه
[ 296 ] أخبرنا الحسن بن عرفة ثنا الحسين بن علي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال إنما الفقيه من يخاف الله
[ 297 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان عن يعقوب القمي حدثني ليث بن أبي سليم عن يحيى هو ابن عباد عن علي بن أبي طالب قال : ان الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره انه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة لا تدبر فيها
[ 298 ] أخبرنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن يحيى بن عباد قال : قال علي الفقيه حق الفقيه لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله انه لا خير في عبادة لأعلم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها
[ 299 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم حدثني عمي جرير بن زيد انه سمع تبيعا يحدث عن كعب قال اني لأجد نعت قوم يتعلمون بغير العمل ويتفقهون لغير العبادة ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة ويلبسون جلود الضان وقلوبهم أمر من الصبر فبي يغترون أو إياي يخادعون فحلفت بي لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم فيها حيرانا
[ 300 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ثنا أبو عمران الجوني عن هرم بن حيان انه قال إياكم والعالم الفاسق فبلغ عمر بن الخطاب فكتب إليه وأشفق منها ما العالم الفاسق قال : فكتب إليه هرم يا أمير المؤمنين والله ما أردت به الا الخير يكون إمام يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشبه على الناس فيضلون
[ 301 ] أخبرنا سعيد بن المغيرة ثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مطرف وعبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن عبد الله بن مسعود قال من أراد ان يكرم دينه فلا يدخل على السلطان ولا يخلون بالنسوان ولا يخاصمن أصحاب الأهواء
[ 302 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن إسماعيل بن إبراهيم عن يونس قال كتب لي ميمون بن مهران إياك والخصومة والجدال في الدين ولا تجادلن عالما ولا جاهلا أما العالم فإنه يحزن عنك علمه ولا يبالي ما صنعت وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك ولا يطيعك
[ 303 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال : قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه دع المراء فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان
[ 304 ] أخبرنا يحيى بن حسان ثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي حكيم قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل
[ 305 ] أخبرنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن عبد العزيز قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة انه من تعبد بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ومن عد كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه ومن جعل دينه غرضا للخصومة كثر تنقله
[ 306 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن جعفر بن برقان عن عمر بن عبد العزيز قال سأله رجل عن شيء من الأهواء ، فقال عليك بدين الأعرابي والغلام في الكتاب وإله عما سوى ذلك قال أبو محمد كثر تنقله أي ينتقل من رأي إلى رأي
باب في اجتناب الأهواء
[ 307 ] أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال : قال عمر بن عبد العزيز إذا رأيت قوما ينتجون بأمر دون عامتهم فهم على تأسيس الضلالة
[ 308 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق عن ابن المبارك عن الأوزاعي قال : قال إبليس لأوليائه من أي شيء تأتون بني آدم فقالوا من كل شيء قال : فهل تأتونهم من قبل الاستغفار فقالوا هيهات ذاك شيء قرن التوحيد قال لأبثن فيهم شيئا لا يستغفرون الله منه قال : فبث فيهم الأهواء
[ 309 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق عن المحاربي عن الأعمش عن مجاهد قال : ما يدري أي النعمتين علي أعظم ان هداني للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء
[ 310 ] أخبرنا موسى بن خالد ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن مسلم الأعور عن حبة بن جوين قال : سمعت عليا أو قال : قال علي لو ان رجلا صام الدهر كله وقام الدهر كله ثم قتل بين الركن والمقام لحشره الله يوم القيامة مع من يرى انه كان على هدى
[ 311 ] أخبرنا عبد بن حميد عن هارون هو ابن المغيرة عن شعيب عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق قال : قال سلمان لو وضع رجل رأسه على الحجر الأسود فصام النهار وقام الليل لبعثه الله يوم القيامة مع هواه
[ 312 ] أخبرنا محمد بن الصلت ثنا منصور هو ابن أبي الأسود عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق الأزدي عن ربيعة بن ناجذ قال : قال علي كونوا في الناس كالنحلة في طيرانه ليس من الطير شيء الا وهو يستضعفها ولو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم فإن للمرء ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحب
[ 313 ] أخبرنا الوليد بن شجاع حدثني بقية عن الأوزاعي عن الزهري قال : نعم وزير العالم الرأي الحسن
[ 314 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله ثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال كفى بالمرء علما ان يخشى الله وكفى بالمرء جهلا ان يعجب بعلمه قال ، وقال مسروق المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله
باب من رخص في الحديث إذا أصاب المعنى
[ 315 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثني معن عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال إذا حدثناكم بالحديث على معناه فحسبكم
[ 316 ] أخبرنا عاصم بن يوسف ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن ابن سيرين انه كان إذا حدث لم يقدم ولم يؤخر وكان الحسن إذا حدث قدم وأخر
[ 317 ] أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا جرير بن حازم قال : كان الحسن يحدث بالحديث الأصل واحد والكلام مختلف
[ 318 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن محمد بن سوقه عن محمد بن علي بن الحسين قال : حدث عبيد بن عمير عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المنافق مثل الشاة بين الربضين أو بين الغنمين ، فقال ابن عمر لا إنما قال كذا وكذا قال : وكان ابن عمر إذا سمع النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه ولم ينقص منه ولم يجاوزه ولم يقصر عنه
[ 319 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا ابن علية عن ابن عون قال : كان الشعبي والنخعي والحسن يحدثون بالحديث مرة هكذا ومرة هكذا فذكرت ذلك لمحمد بن سيرين ، فقال : أما انهم لو حدثوا به كما سمعوه كان خيرا لهم
[ 320 ] أخبرنا محمد بن العلاء ثنا عثام عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال اني لأسمع الحديث لحنا فألحن أتباعا لما سمعت
باب في فضل العلم والعالم
[ 321 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة قال رأى مجاهد طاوسا في المنام كأنه في الكعبة يصلي متقنعا والنبي صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة ، فقال له يا عبد الله اكشف قناعك وأظهر قراءتك قال : فكأنه عبره على العلم فانبسط بعد ذلك في الحديث
[ 322 ] أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا ابن يمان عن ابن ثوبان عن أبيه عن عبد الله بن ضمرة عن كعب قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا متعلم خيرا ومعلمه
[ 323 ] أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن بحير عن خالد بن معدان قال الناس عالم ومتعلم وما بين ذلك همج لا خير فيه
[ 324 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا عبد الله بن رجاء عن هشام عن الحسن قال : كانوا يقولون موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار
[ 325 ] أخبرنا يوسف بن موسى ثنا إبراهيم بن موسى أنا محمد بن الحسن الصنعاني ثنا منذر هو ابن النعمان عن وهب بن منبه قال مجلس يتنازع فيه العلم أحب إلي من قدره صلاة لعل أحدهم يسمع الكلمة فينتفع بها سنة أو ما بقي من عمره
[ 326 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم أنا وكيع قال : قال سفيان ما أعلم عملا أفضل من طلب لعلم وحفظه لمن أراد الله به خيرا قال : قال الحسن بن صالح ان الناس يحتاجون إلى هذا العلم في دينهم كما يحتاجون إلى الطعام والشراب في دنياهم
[ 327 ] أخبرنا أبو نعيم وجعفر بن عون قالا : ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال : قال أبو الدرداء تعلموا قبل أن يقبض العلم فإن قبض العلم قبض العلماء وان العالم والمتعلم في الأجر سواء
[ 328 ] أخبرنا هارون بن معاوية عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله الخراساني عن الضحاك { ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب } قال حق على كل من قرأ القرآن أن يكون فقيها
[ 329 ] أخبرنا هارون بن معاوية عن حفص عن أشعث بن سوار عن الحسن { لولا ينهاهم الربانيون والأحبار } قال الحكماء العلماء
[ 330 ] أخبرنا محمد بن عيينة عن أبي إسحاق الفزاري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال كونوا ربانيين قال علماء فقهاء أخبرنا عبد الله بن سعيد قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول يراد للعلم الحفظ والعمل والاستماع والإنصات والنشر قال وأخبرني أحمد بن محمد أبو عبد الله عن سفيان بن عيينة قال أجهل الناس من ترك ما يعلم واعلم الناس من عمل بما يعلم وأفضل الناس أخشعهم لله
[ 331 ] أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن زيد هو ابن أبي أنيسة عن يسار عن الحسن قال منهومان لا يشبعان منهوم في العلم لا يشبع منه ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها فمن تكن الآخرة همه وبثه وسدمه يكفي الله ضيعته ويجعل غناه في قلبه ومن يكن الدنيا همه وبثه وسدمه يفشي الله عليه ضيعته ويجعل فقره بين عيينة ثم لا يصبح الا فقيرا ولا يمسي الا فقيرا
[ 332 ] أخبرنا جعفر بن عوف أنا أبو عميس عن عون قال : قال عبد الله منهومان لا يشبعان صاحب العلم وصاحب الدنيا ولا يستويان أما صاحب العلم فيزداد رضى للرحمن واما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان ثم قرأ عبد الله { كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى } قال ، وقال الآخر { إنما يخشى الله من عباده العلماء }
[ 333 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن مختار ثنا عنبسة بن الأزهر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال من يخشى الله فهو عالم
[ 334 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا
[ 335 ] أخبرنا مروان بن محمد ثنا يزيد بن ربيعة الصنعاني حدثنا ربيعة بن يزيد قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من طلب العلم فأدركه كان له كفلان من الأجر فإن لم يدركه كان له كفل من الأجر
[ 336 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا مروان بن معاوية عن عون عن ابن عباس العمي قال بلغني أن داود النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : في دعائه سبحانك اللهم أنت ربي تعاليت فوق عرشك وجعلت خشيتك على من في السماوات والأرض فأقرب خلقك منك منزلة أشدهم لك خشية وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يطع أمرك
[ 337 ] أخبرنا المعلى بن أسد ثنا سلام هو ابن أبي مطيع قال : سمعت أبا الهزهاز يحدث عن الضحاك قال : قال عبد الله بن مسعود اغد عالما أو متعلما ولا خير فيما سواهما
[ 338 ] أخبرنا الحكم بن المبارك أنا الوليد بن مسلم أنا الوليد بن سليمان عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا الا من أحياه الله بالعلم
[ 339 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثني هارون بن رئاب عن عبد الله بن مسعود انه كان يقول اغد عالما أو متعلما ولا تغد فيما بين ذلك فإن ما بين ذلك جاهل وان الملائكة تبسط أجنحتها للرجل غدا يبتغي العلم من الرضا بما يصنع
[ 340 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن الحسن قال : وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجلين كانا في بني إسرائيل أحدهما كان عالما يصلي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير والأخر يصوم النهار ويقوم الليل أيهما أفضل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل هذا العالم الذي يصلي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير على العابد الذي يصوم النهار ويقوم الليل كفضلي على أدناكم رجلا
[ 341 ] أخبرنا الحسن بن الربيع عن عبد الله بن عبيد الله عن الحسن بن ذكوان عن ابن سيرين قال دخلت المسجد فإذا سمير بن عبد الرحمن يقص وحميد بن عبد الرحمن يذكر العلم في ناحية المسجد فميلت إلى أيهما أجلس فنعست فأتاني آت ، فقال ميلت إلى أيهما تجلس ان شئت أريتك مكان جبرائيل من حميد بن عبد الرحمن
[ 342 ] أخبرنا نصر بن علي ثنا عبد الله بن داود عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال : كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فاتاه رجل ، فقال : يا أبا الدرداء اني أتيتك من المدينة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني عنك انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فما جاء بك تجارة قال لا قال ولا بغاء لك غيره قال لا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله به طريقا من طرق الجنة فإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وان طالب في العلم ليستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ان العلماء هم ورثة الأنبياء ان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظه أو بحظ وافر
[ 343 ] أخبرنا محمد بن عيينة عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش عن شمر بن عطية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر
[ 344 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما الا سهل الله له به طريقا إلى الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
[ 345 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان عن يعقوب هو القمي عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال : ما سلك رجل طريقا يبتغي فيه العلم الا سهل الله له به طريقا إلى الجنة ومن يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه
[ 346 ] أخبرنا محمد بن كثير عن ابن شوذب عن مطرف { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } قال هل من طالب خير فيعان عليه
[ 347 ] أخبرنا مروان عن ضمرة قال طالب علم
[ 348 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا يعقوب هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال : كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال مرحبا بطلبة العلم وكان يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم
[ 349 ] أخبرنا عبد الله بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في مسجده ، فقال كلاهما على خير وأحدهما أفضل من صاحبه أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وان شاء منعهم واما هؤلاء فيتعلمون الفقه والعلم ويعلمون الجاهل فهم أفضل وإنما بعثت معلما قال ثم جلس فيهم
[ 350 ] أخبرنا عبد الله بن يزيد ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله عن مطرف بن عبد الله بن الشخير انه قال لابنه يا بني ان العلم خير من العمل بلا علم
[ 351 ] أخبرنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة أخبرنا شرحبيل بن شريك انه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول ليس هدية أفضل من كلمة حكمة تهديها لأخيك
[ 352 ] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا يحيى بن يمان ثنا محمد بن عجلان عن الزهري قال : فضل العالم على المجتهد مائة درجة ما بين الدرجتين خمسمائة سنة حضر الفرس المضمر السريع
[ 353 ] أخبرنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة قال : أخبرني السكن بن أبي كريمة عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } قال يرفع الله الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا بدرجات
[ 354 ] أخبرنا بشر بن ثابت البزار ثنا نصر بن القاسم عن محمد بن إسماعيل عن عمرو بن كثير عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة
[ 355 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا مهران ثنا أبو سنان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال ذهب عمر بثلثي العلم فذكر لإبراهيم ، فقال ذهب عمر بتسعة أعشار العلم
[ 356 ] أخبرنا بشر بن ثابت أنا شعبة عن يزيد بن أبي خالد عن هارون عن أبيه عن ابن عباس قال : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتذاكرون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا أظلتهم الملائكة بأجنحتها حتى يخوضوا في حديث غيره ومن سلك طريقا يبتغي به العلم سهل الله طريقه من الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
[ 357 ] أخبرنا عمرو بن عاصم ثنا حماد هو ابن سلمة عن عاصم عن زر قال غدوت على صفوان بن عسال المرادي وأنا أريد ان أسأله عن المسح على الخفين ، فقال : ما جاء بك قلت : ابتغاء العلم قال الا أبشرك قلت : بلى ، فقال رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب
باب من طلب العلم بغير نية فرده العلم إلى النية
[ 358 ] أخبرنا عبد الله بن عمران حدثنا يحيى بن يمان قال : سمعت سفيان منذ أربعين سنة قال : ما كان طلب الحديث أفضل منه اليوم قالوا لسفيان انهم يطلبونه بغير نية قال طلبهم إياه نية
[ 359 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا عبد الله بن الأجلح حدثني أبي عن مجاهد قال طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله بعد فيه نية
[ 360 ] أخبرنا بشر بن ثابت البزار ثنا حسان بن صالح عن يونس بن عبيد عن الحسن قال لقد طلب أقوام العلم ما أرادوا به الله ولا ما عنده قال : فما زال بهم العلم حتى أرادوا به الله وما عنده
باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله
[ 361 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال : قال أبو مسلم الخولاني العلماء ثلاثة فرجل عاش في علمه وعاش معه الناس فيه ورجل عاش في علمه ولم يعش معه فيه أحد ورجل عاش الناس في علمه وكان وبالا عليه
[ 362 ] أخبرنا عبد الله بن موسى عن عثمان بن الأسود عن عطاء قال : قال موسى يا رب أي عبادك أحكم قال الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه قال : يا رب أي عبادك أغنى قال أرضاهم بما قسمت له قال : يا رب أي عبادك أخشى لك قال أعلمهم بي
[ 363 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان قال : كان يقال العلماء ثلاثة عالم بالله يخشى الله ليس بعالم بأمر الله وعالم بالله عالم بأمر الله يخشى الله فذاك العالم الكامل وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله لا يخشى الله فذلك العالم الفاجر
[ 364 ] أخبرنا مكي بن إبراهيم ثنا هشام عن الحسن قال العلم علمان فعلم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على بن آدم
[ 365 ] أخبرنا عاصم بن يوسف عن فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك
[ 366 ] أخبرنا عمرو بن عون أنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال تعلموا تعلموا فإذا علمتم فاعملوا
[ 367 ] أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا أبو إسماعيل هو ابن إبراهيم بن سليمان المؤدب عن عاصم الأحول عمن حدثه عن أبي وائل عن عبد الله قال من طلب العلم لأربع دخل النار أو نحو هذه الكلمة ليباهي به العلماء أو ليماري بها السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أو ليأخذ به من الأمراء
[ 368 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن هشام صاحب الاستواء قال قرأت في كتاب بلغني انه من كلام عيسى تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل وإنكم علماء السوء الأجر تأخذون والعمل تضيعون يوشك رب العمل ان يطلب عمله وتوشكون ان تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه الله ينهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصلاة والصيام كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه واحتقر منزلته وقد علم ان ذلك من علم الله وقدرته كيف يكون من أهل العلم من أتهم الله فيما قضى له فليس يرضى شيئا أصابه كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من آخرته وهو في الدنيا أفضل رغبة كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى أخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه أو قال أحب إليه مما ينفعه كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولا يطلبه ليعمل به
[ 369 ] أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا جرير عن حبيب بن عبيد قال : كان يقال تعلموا العلم وانتفعوا به ولا تعلموه لتتجملوا به فإنه يوشك ان طال بكم عمران يتجمل ذو العلم بعلمه كما يتجمل ذو البزة ببزته
[ 370 ] أخبرنا نعيم بن حماد ثنا بقية عن الأحوص بن حكيم عن أبيه قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر ، فقال لا تسألوني عن الشر واسألوني عن الخير يقولها ثلاثا ، ثم قال الا ان شر الشر شرار العلماء وان خير الخير خيار العلماء
[ 371 ] أخبرنا سعيد بن عامر أنابه حميد بن الأسود عن عيسى قال : سمعت الشعبي يقول إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان العقل والنسك فإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال هذا أمر لا يناله الا العقلاء فلم يطلبه وان كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال هذا أمر لا يناله الا النساك فلم يطلبه ، فقال الشعبي ولقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما لأعقل ولا نسك
[ 372 ] أخبرنا أبو عاصم قال زعم لي سفيان قال : كان الرجل لا يطلب العلم حتى يتعبد قبل ذلك أربعين سنة
[ 373 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن برد بن سنان أبي العلاء عن مكحول قال من طلب العلم ليماري به السفهاء وليباهي به العلماء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في نار جهنم
[ 374 ] أخبرنا يحيى بن بسطام عن يحيى بن حمزة حدثني النعمان عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يريد ان يقبل بوجوه الناس إليه أدخله الله جهنم
[ 375 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا يحيى بن يمان عن المنهال بن خليفة عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال إنما يحفظ حديث الرجل على قدر نيته
[ 376 ] أخبرنا يعلى ثنا المسعودي عن القاسم قال : قال لي عبد الله اني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه للخطيئة كان يعملها
[ 377 ] أخبرنا الحكم بن نافع أنا شعيب بن أبي حمزة عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب قال بلغني ان لقمان الحكيم كان يقول لابنه يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء أو لتماري به السفهاء أو ترائي به في المجالس ولا تترك العلم زهدا فيه ورغبة في الجهالة يا بني اختر المجالس على عينك وإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم فإنك ان تكن عالما ينفعك علمك وان تكن جاهلا يعلموك ولعل الله ان يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فإنك إن تكن عالما لا ينفعك علمك وان تكن جاهلا زادوك غيا أو عيا ولعل الله يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم
[ 378 ] أخبرنا يوسف بن موسى ثنا إسحاق بن سليمان ثنا جرير عن سلمان بن سمير عن كثير بن مرة قال لا تحدث الباطل للحكماء فيمقتوك ولا تحدث الحكمة للسفهاء فيكذبوك ولا تمنع العلم أهله فتأثم ولا تضعه في غير أهله فتجهل ان عليك في علمك حقا كما أن عليك في مالك حقا
[ 379 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية أن أبا فروة حدثه أن عيسى بن مريم كان يقول لا تمنع العلم من أهله فتأثم ولا تنشره عند غير أهله فتجهل وكن طبيبا رفيقا يضع دواءه حيث يعلم انه ينفع
[ 380 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا مهدي عن غيلان عن مطرف قال لا تطعم طعامك من لا يشتهيه
[ 381 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن داود بن شابور سمع شهر بن حوشب يقول : قال لقمان لابنه يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء أو تماري به السفهاء أو ترائي به في المجلس ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة وإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم ان تكن عالما ينفعك علمك وان تكن جاهلا علموك ولعل الله ان يطلع عليهم برحمته فيصيبك بها معهم وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم ان تكن عالما لم ينفعك علمك وان تكن جاهلا زادوك غيا أو عيا ولعل الله ان يطلع عليهم بسخط فيصيبك به معهم
[ 382 ] أخبرنا الحسن بن بشر قال : حدثني أبي عن سفيان عن ثوير عن يحيى بن جعدة عن علي قال : يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى ان الرجل ليغضب على جليسه ان يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله
[ 383 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال كفى بالمرء علما ان يخشى الله وكفى بالمرء جهلا ان يعجب بعمله
[ 384 ] أخبرنا الحكم بن المبارك أنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن جبير عن معاوية بن قرة قال لو ان أدنى هذه الأمة علما أخذت أمة من الأمم بعلمه لرشدت تلك الأمة
[ 385 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله ثنا زائدة عن هشام عن الحسن قال إذا كان الرجل ليصيب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة قال : قال الحسن كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث ان يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وزهده قال ، وقال محمد انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنما هو دينكم
[ 386 ] أخبرنا بشر بن الحكم قال : سمعت سفيان يقول : ما ازداد عبد علما فازداد في الدنيا رغبة الا ازداد من الله بعدا
[ 387 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن حسان قال : ما ازداد عبد الله علما الا ازداد الناس منه قربا من رحمة الله ، وقال في حديث آخر ما ازداد عبد علما الا ازداد قصدا ولا قلد الله عبدا قلادة خيرا من سكينة
[ 388 ] أخبرنا القاسم بن كثير قال : سمعت عبد الرحمن بن شريح يحدث عن عميرة أنه سمعه يقول أن رجلا قال لابنه اذهب فاطلب العلم فخرج فغاب عنه ما غاب ثم جاءه فحدثه بأحاديث ، فقال له أبوه يا بني اذهب فاطلب العلم فغاب عنه أيضا زمانا ثم جاءه بقراطيس فيها من كتب فقرأها عليه ، فقال له هذا سواد في بياض فاذهب اطلب العلم فخرج فغاب عنه ما غاب ثم جاءه ، فقال لأبيه سلني عما بدا لك ، فقال له أبوه أرأيت لو انك مررت برجل يمدحك ومررت بآخر يعيبك قال إذا لم ألم الذي يعيبني ولم أحمد الذي يمدحني قال أرأيت لو مررت بصفحة قال أبو شريح لا أدري أمن ذهب أو ورق ، فقال إذا لم أهيجها ولم أقربها ، فقال اذهب فقد علمت
[ 389 ] أخبرنا الحكم بن المبارك أنا بقية عن السكن بن عمير قال : سمعت وهب بن منبه يقول يا بني عليك بالحكمة فإن الخير في الحكمة كله وتشرف الصغير على الكبير والعبد على الحر وتزيد السيد سؤددا وتجلس الفقير مجالس الملوك
[ 390 ] أخبرنا الحكم بن المبارك قال : أخبرني بقية عن السكن بن عمير سمعت عتبة بن أبي حكيم عن أبي الدرداء قال وما نحن لولا كلمات العلماء
باب اجتناب أهل الأهواء والبدع والخصومة
[ 391 ] أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب قال : قال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون
[ 392 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب ، فقال لي ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسنه
[ 393 ] أخبرنا أبو عاصم أنا حيوة بن شريح حدثني أبو صخر عن نافع عن ابن عمر انه جاءه رجل ، فقال ان فلانا يقرأ عليك السلام قال بلغني انه قد أحدث فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام
[ 394 ] أخبرنا مخلد بن مالك ثنا عبد الرحمن بن مغراء حدثنا الأعمش قال : كان إبراهيم لا يرى غيبة للمبتدع
[ 395 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن ابن شبرمة عن الشعبي قال إنما سمى الهوى لأنه يهوي بصاحبه
[ 396 ] أخبرنا عفان ثنا حماد بن زيد حدثنا محمد بن واسع قال : كان مسلم بن يسار يقول إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته
[ 397 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيد قال دخل رجلان من أصحاب الأهواء على بن سيرين فقالا يا أبا بكر نحدثك بحديث قال لا قالا فنقرأ عليك آية من كتاب الله قال لا لتقومان عني أو لأقومن قال : فخرجا ، فقال بعض القوم يا أبا بكر وما كان عليك ان يقرأ عليك آية من كتاب الله تعالى قال اني خشيت ان يقرأ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي
[ 398 ] أخبرنا سعيد عن سلام بن أبي مطيع ان رجلا من أهل الأهواء قال لأيوب يا أبا بكر أسألك عن كلمة قال : فولى وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة وأشار لنا سعيد بخنصره اليمنى
[ 399 ] أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن كلثوم بن جبر أن رجلا سأل سعيد بن جبير عن شيء فلم يجبه فقيل له ، فقال ازا يشان
[ 400 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله ثنا فضيل عن ليث عن أبي جعفر محمد بن علي قال لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله
[ 401 ] أخبرنا أحمد ثنا زائدة عن هشام عن الحسن وابن سيرين انهما قالا لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم
[ 402 ] أخبرنا أحمد ثنا شريك عن أمي عن الشعبي قال إنما سموا أصحاب الأهواء لأنهم يهوون في النار
باب التسوية في العلم
[ 403 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا سفيان عن أبي ميسرة قال : ما رأيت أحدا من الناس الشريف والوضيع عنده سواء غير طاوس وهو يحلف عليه
[ 404 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا سفيان عن الزهري قال كنا نكره كتابة العلم حتى أكرهنا عليه السلطان فكرهنا أن نمنعه أحدا
[ 405 ] أخبرنا يوسف بن موسى ثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون قال كلموا محمدا في رجل يعني يحدثه ، فقال لو كان رجلا من الزنج لكان عندي وعبد الله بن محمد في هذا سواء
[ 406 ] أخبرنا يحيى بن حسان عن حماد بن زيد عن الصلت بن راشد انه سأل سلم بن قتيبة طاوسا عن مسألة فلم يجبه فقيل له هذا سلم بن قتيبة قال ذلك أهون له علي
باب في توقير العلماء
[ 407 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق عن بقية حدثني حبيب بن صالح قال : ما خفت أحدا من الناس مخافتي خالد بن معدان
[ 408 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا سفيان عن مغيرة قال كنا نهاب إبراهيم هيبة الأمير
[ 409 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : حدث سعيد بن جبير يوما بحديث فقمت إليه فاستعدته ، فقال لي ما كل ساعة أحلب فأشرب
[ 410 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا هارون هو ابن المغيرة ويحيى بن ضريس عن عمرو بن أبي قيس عن عطاء ان أبا عبد الرحمن كره الحديث في الطريق
[ 411 ] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا يحيى بن ضريس ثنا أبو سنان عن حبيب بن أبي ثابت قال كنا عند سعيد بن جبير فحدث بحديث ، فقال له رجل من حدثك هذا أو ممن سمعت هذا فغضب ومنعنا حديثه حتى قام
[ 412 ] أخبرنا أبو معمر ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة قال لو رفقت بابن عباس لأصبت منه علما كثيرا
[ 413 ] أخبرنا الحكم بن المبارك أنا بقية عن أم عبد الله بنت خالد قالت ما رأيت أحدا أكرم للعلم من أبي
باب في الحديث عن الثقات
[ 414 ] أخبرنا محمد بن المبارك عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سليمان بن موسى قال : قلت لطاوس إن فلانا حدثني بكذا وكذا قال إن كان صاحبك مليا فخذ عنه
[ 415 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن مسعر قال : قال سعد بن إبراهيم لا يحدث عن رسول الله إلا الثقات
[ 416 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن عاصم عن ابن سيرين قال : كانوا لا يسألون عن الإسناد ثم سألوا بعد ليعرفوا من كان صاحب سنة أخذوا عنه ومن لم يكن صاحب سنة لم يأخذوا عنه قال أبو محمد ما أظنه سمعه من عاصم
[ 417 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن عاصم قال : قال محمد بن سيرين ما حدثتني فلا تحدثني عن رجلين فإنهما لا يباليان عمن أخذا حديثهما قال أبو محمد عبد الله لا أظنه سمعه
[ 418 ] أخبرنا محمد ثنا جرير عن عمارة بن القعقاع قال : قال إبراهيم إذا حدثتني فحدثني عن أبي زرعة فإنه حدثني بحديث ثم سألته بعد ذلك بسنة فما خرم منها حرفا
[ 419 ] أخبرنا عفان ثنا حماد بن زيد عن أبي عون عن محمد قال : ان هذا العلم دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه
[ 420 ] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال : كانوا إذا آتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سنته والي هيأته ثم يأخذون عنه
[ 421 ] أخبرنا عمران بن زرارة أنا هشيم أنا مغيرة عن إبراهيم قال : كانوا إذا آتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته وإلى سنته وإلى هيأته ثم يأخذون عنه
[ 422 ] أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن روح عن هشام عن الحسن نحو حديث إبراهيم
[ 423 ] أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم أنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية قال كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر إذا صلى فإن أحسنها جلسنا إليه وقلنا هو لغيرها أحسن وان أساءها قمنا عنه وقلنا هو لغيرها أسوأ قال أبو معمر لفظه نحو هذا
[ 424 ] أخبرنا أبو عاصم قال لا أدري سمعته منه أو لابن عون عن محمد ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
[ 425 ] أخبرنا مروان بن محمد ثنا سعيد عن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال : قلت لطاوس ان فلانا حدثني بكذا وكذا قال : فإن كان صاحبك مليا فخذ عنه
[ 426 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن هشام بن حجير عن طاوس قال جاء بشير بن كعب إلى بن عباس فجعل يحدثه ، فقال ابن عباس أعد علي الحديث الأول قال له بشير ما أدري عرفت حديثي كله وأنكرت هذا أو عرفت هذا وأنكرت حديثي كله ، فقال ابن عباس أنا كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن يكذب عليه فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه
[ 427 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان قال : حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال كنا نحفظ الحديث والحديث يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ركبتم الصعب والذلول
[ 428 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ليث عن طاوس عن عبد الله بن عمرو قال يوشك ان يظهر شياطين قد أوثقها سليمان يفقهون الناس في الدين
[ 429 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله ثنا زائدة عن هشام عن محمد قال انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنه دينكم
باب ما يتقى من تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقول غيره عند قوله صلى الله عليه وسلم
[ 430 ] أخبرنا موسى بن خالد حدثنا معتمر عن أبيه قال ليتقى من تفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتقى من تفسير القرآن
[ 431 ] أخبرنا صدقة بن الفضل حدثنا معتمر عن أبيه قال : قال ابن عباس أما تخافون ان تعذبوا أو يخسف بكم ان تقولوا قال رسول الله ، وقال : فلان
[ 432 ] أخبرنا الحسن بن بشر ثنا المعافى عن الأوزاعي قال كتب عمر بن عبد العزيز انه لا رأي لأحد في كتاب وإنما رأي الأئمة فيما لم ينزل فيه كتاب ولم تمض به سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رأى لأحد في سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 433 ] حدثنا موسى بن خالد ثنا معتمر بن سليمان عن عبيد الله بن عمر ان عمر بن عبد العزيز خطب ، فقال : يا أيها الناس ان الله لم يبعث بعد نبيكم نبيا ولم ينزل بعد هذا الكتاب الذي أنزله عليه كتابا فما أحل الله على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة وما حرم على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة الا وأني لست بقاض ولكني منفذ ولست بمبتدع ولكني متبع ولست بخير منكم غير اني أثقلكم حملا الا وانه ليس لأحد من خلق الله ان يطاع في معصية الله الأهل أسمعت
[ 434 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن جحير قال : كان طاوس يصلي ركعتين بعد العصر ، فقال له ابن العباس اتركها قال إنما نهي عنها أن تتخذ سلما قال ابن عباس فإنه قد نهي عن صلاة بعد العصر فلا أدري أتعذب عليها أم تؤجر لأن الله يقول { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } قال سفيان تتخذ سلما يقول يصلي بعد العصر إلى الليل
[ 435 ] أخبرنا محمد بن العلاء ثنا ابن نمير عن مجالد عن عامر عن جابر ان عمر بن الخطاب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسخة من التوراة ، فقال : يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير ، فقال أبو بكر ثكلتك الثواكل ما ترى بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر عمر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ولو كان حيا وأدرك نبوتي لاتبعني
[ 436 ] حدثنا قبيصة أنا سفيان عن أبي رباح شيخ من آل عمر قال رأى سعيد بن المسيب رجلا يصلي بعد العصر الركعتين يكثر ، فقال له يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة قال لا ولكن يعذبك الله بخلاف السنة
باب تعجيل عقوبة من بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فلم يعظمه ولم يوقره
[ 437 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني ابن عجلان عن العجلان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بينما رجل يتبختر في بردين خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ، فقال له فتى قد سماه وهو في حلة يا أبا هريرة أهكذا كان يمشي ذلك الفتى الذي خسف به ثم ضرب بيده فعثر عثرة كاد يتكسر منها ، فقال أبو هريرة للمنخرين وللفم { إنا كفيناك المستهزئين }
[ 438 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا هارون هو ابن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن الزبير بن عدي عن خراش بن جبير قال : رأيت في المسجد فتى يخذف ، فقال له شيخ لا تخذف فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف فغفل الفتى فظن ان الشيخ لا يفطن له فخذف ، فقال له الشيخ أحدثك اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخذف ثم تخذف والله لا أشهد لك جنازة ولد أعودك في مرض ولا أكلمك أبدا فقلت لصاحب لي يقال له مهاجر انطلق إلى خراش فاسأله فاتاه فسأله عنه فحدثه
[ 439 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مغفل قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف ، وقال إنها لا تصطاد صيدا ولا تنكي عدوا ولكنها تكسر السن وتفقأ العين فرفع رجل بينه وبين سعيد قرابة شيئا من الأرض ، فقال هذه وما يكون هذه ، فقال سعيد الا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تهاون به لا أكلمك أبدا
[ 440 ] أخبرنا عبد الله بن يزيد أنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة قال رأى عبد الله بن مغفل رجلا من أصحابه يخذف ، فقال لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الخذف أو كان يكره وانه لا ينكأ به عدو ولا يصاد به صيد ولكنه قد يفقأ العين ويكسر السن ثم رآه بعد ذلك يخذف ، فقال له ألم أخبرك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عنه ثم أراك تخذف والله لا أكلمك أبدا
[ 441 ] أخبرنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن بشير عن قتادة قال : حدث بن سيرين رجلا ، فقال بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رجل قال : فلان كذا وكذا ، فقال ابن سيرين أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقول قال : فلان وفلان كذا وكذا لا أكلمك أبدا
[ 442 ] أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها ، فقال : فلان بن عبد الله إذا والله امنعها فأقبل عليه بن عمر فشتمه شتمة لم أره شتمها أحدا قبله ، ثم قال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول إذا والله امنعها
[ 443 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا هارون بن المغيرة عن معروف عن أبي المخارق قال : ذكر عبادة بن الصامت ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن درهمين بدرهم ، فقال : فلان ما أرى بهذا بأسا يدا بيد ، فقال عبادة أقول قال النبي صلى الله عليه وسلم وتقول لا أرى به بأسا والله لا يظلني وإياك سقف أبدا
[ 444 ] أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا أبو عامر العقدي عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تطرقوا النساء ليلا قال وأقبل رسول صلى الله عليه وسلم قافلا فانساق رجلان إلى أهليهما وكلاهما وجد مع امرأته رجلا
[ 445 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر نزل المعرس ، ثم قال لا تطرقوا النساء ليلا فخرج رجلان ممن سمع مقالته فطرقا أهلهما فوجد كل واحد منهما مع امرأته رجلا
[ 446 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن بن حرملة قال جاء رجل إلى سعيد بن المسيب يودعه بحج أو عمرة ، فقال له لا تبرح حتى تصلي فأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يخرج بعد النداء من المسجد الا منافق إلا رجل أخرجته حاجة وهو يريد الرجعة إلى المسجد ، فقال ان أصحابي بالحرة قال : فخرج قال : فلم يزل سعيد يولع بذكره حتى أخبر انه وقع من راحلته فانكسرت فخذه
باب من كره ان يمل الناس
[ 447 ] أخبرنا عبد الصمد بن الوارث ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال لا تملوا الناس
[ 448 ] أخبرنا يزيد بن هارون أنا شعيب عن كردوس عن عبد الله قال : ان للقلوب لنشاطا وإقبالا وان لها تولية وإدبارا فحدثوا الناس ما أقبلوا عليكم
[ 449 ] أخبرنا سلمان بن حرب حدثنا أبو هلال قال : سمعت الحسن يقول كان يقال : حدث القوم ما أقبلوا عليكم بوجوههم فإذا التفتوا فاعلم ان لهم حاجات
باب من لم ير كتابة الحديث
[ 450 ] أخبرنا يزيد بن هارون أنا هشام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تكتبوا عني شيئا الا القرآن فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه
[ 451 ] أخبرنا أبو معمر عن سفيان بن عيينة قال : حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري انهم استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ان يكتبوا عنه فلم يأذن لهم
[ 452 ] أخبرنا بشر بن الحكم عن سفيان بن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي انه كان يقول يا شباك أرد عليك يعني الحديث ما أردت ان يرد علي حديث قط
[ 453 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول جاء الزهري بحديث فلقيته في بعض الطريق فأخذت بلجامه فقلت : يا أبا بكر أعد علي الحديث الذي حدثتناه قال وتستعيد الحديث قال : قلت : وما كنت تستعيد الحديث قال لا قلت : ولا تكتب قال لا
[ 454 ] أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال : كان قتادة يكره الكتابة فإذا سمع وقع الكتاب أنكره والتمسه بيده
[ 455 ] أخبرنا أبو المغيرة قال : كان الأوزاعي يكرهه
[ 456 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن منصور ان إبراهيم كان يكره الكتاب يعني العلم
[ 457 ] أخبرنا يوسف بن موسى أنا أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين قال لو كنت متخذا كتابا لاتخذت رسائل النبي صلى الله عليه وسلم
[ 458 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا ابن إدريس عن ابن عون قال : رأيت حماد يكتب عن إبراهيم ، فقال له إبراهيم ألم أنهك قال إنما هي أطراف
[ 459 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا ابن إدريس عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم قال : قال لي عبيدة لا تجلدن عني كتابا
[ 460 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن هشام قال : ما كتبت عن محمد الا حديث الأعماق فلما حفظته محوته
[ 461 ] أخبرنا مروان بن محمد قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : ما كتبت حديثا قط
[ 462 ] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن إبراهيم قال : سألت عبيدة قطعة جلدا كتب فيه ، فقال : يا إبراهيم لا تجلدن عني كتابا
[ 463 ] أخبرنا عبد الله ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن عبيدة مثله
[ 464 ] أخبرنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان بن عتيك عن أبي معشر عن إبراهيم انه كان يكره ان يكتب الحديث في الكراريس ويقول يشبه بالمصاحف قال يحيى ووجدت في كتابي عن زياد الكاتب عن أبي معشر فاكتب كيف شئت
[ 465 ] أخبرنا محمد بن يوسف وعبيد الله بن سفيان عن النعمان بن قيس ان عبيدة دعا بكتبه فمحاها عند الموت ، وقال اني أخاف ان يليها قوم فلا يضعونها مواضعها
[ 466 ] أخبرنا الحكم بن المبارك وزكريا بن عدي عن عبد الواحد بن زياد عن ليث عن مجاهد انه كره ان يكتب العلم في الكراريس
[ 467 ] أخبرنا عبد الرحمن بن صالح ثنا ابن المبارك عن الأوزاعي قال : ما زال هذا العلم عزيزا يتلقاه الرجال حتى وقع في الصحف مجمله أو دخل فيه غير أهله
[ 468 ] أخبرنا يوسف بن موسى ثنا أبو داود الطيالسي أنا شعبة عن يونس قال : كان الحسن يكتب ويكتب وكان ابن سيرين لا يكتب ولا يكتب
[ 469 ] أخبرنا يزيد أنا العوام عن إبراهيم التيمي قال بلغ ابن مسعود أن عند ناس كتابا يعجبون به فلم يزل بهم حتى أتوه به فمحاه ، ثم قال إنما هلك أهل الكتاب قبلكم أنهم أقبلوا على كتب علمائهم وتركوا كتاب ربهم
[ 470 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد قال : قلت لعبيد اكتب ما أسمع منك قال لا قلت : فإن وجدت كتابا اقرؤه قال لا
[ 471 ] أخبرنا يزيد بن هارون أنا الجريري عن أبي نضرة قال : قلت لأبي سعيد الخدري الا تكتبنا فإنا لا نحفظ ، فقال لا أنا لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا ولكن احفظوا عنا كما حفظنا نحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 472 ] حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال : سمعت أبا كثير يقول : سمعت أبا هريرة يقول لا يكتب ولا يكتب
[ 473 ] أخبرنا أسد بن موسى ثنا شعبة عن أبي موسى عن حميد بن هلال عن أبي بردة انه كان يكتب حديث أبيه فرآه أبو موسى فمحاه
[ 474 ] أخبرنا الوليد بن شجاع حدثني قريش بن أنس قال : قال لي بن عون والله ما كتبت حديثا قط قال ابن عون قال ابن سيرين لا والله ما كتبت حديثا قط قال ابن عون قال لي بن سيرين عن زيد بن ثابت أرادني مروان بن الحكم وهو أمير على المدينة ان أكتبه شيئا قال : فلم أفعل قال : فجعل سترا بين مجلسه وبين بقية داره قال : وكان أصحابه يدخلون عليه ويتحدثون في ذلك الموضع فأقبل مروان على أصحابه ، فقال : ما أرانا الا قد خناه ثم اقبل علي قال : قلت : وما ذاك قال : ما أرانا الا قد خناك قال : قلت : وما ذاك قال : أنا أمرنا رجلا يقعد خلف هذا الستر فيكتب ما تفتي هؤلاء وما تقول
[ 475 ] أخبرنا عفان ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا سفيان عن منصور قال : قلت لإبراهيم ان سالما أتم منك حديثا قال : ان سالما كان يكتب
[ 476 ] أخبرنا الوليد بن هشام ثنا الحارث بن يزيد الحمصي عن عمرو بن قيس قال وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية بحوارين حين توفي معاوية نعزيه ونهنيه بالخلافة فإذا رجل في مسجدها يقول الا ان من أشراط الساعة ان ترفع الأشرار وتوضع الأخيار الا ان من أشراط الساعة ان يظهر القول ويحزن العمل الا ان من أشراط الساعة ان تتلى المثناة فلا يوجد من يغيرها قيل له وما المثناة قال : ما استكتب من كتاب غير القرآن فعليكم بالقرآن فبه هديتم وبه تجزون وعنه تسألون فلم أدر من الرجل فحدثت هذا الحديث بعد ذلك بحمص ، فقال لي رجل من القوم أو ما تعرفه قلت لا قال ذلك عبد الله بن عمرو
[ 477 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا أبو زيد ثنا حصين عن مرة الهمداني قال جاء أبو مرة الكندي بكتاب من الشام فحمله فدفعه إلى عبد الله بن مسعود فنظر فيه فدعا بطست ثم دعا بماء فمرسه فيه ، وقال إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم الكتب وتركهم كتابهم قال حصين ، فقال مرة أما إنه لو كان من القرآن أو السنة لم يمحه ولكن كان من كتب أهل الكتاب
[ 478 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن عمر عن يحيى بن جعدة قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بكتف فيه كتاب ، فقال كفى بقوم ضلالا ان يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم أو كتاب غير كتابهم فأنزل الله عز وجل { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب } الآية
[ 479 ] أخبرنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن الأشعث عن أبيه وكان من أصحاب عبد الله قال : رأيت مع رجل صحيفة فيها سبحان الله والحمد لله ولا له الا الله والله أكبر فقلت له أنسخنيها فكأنه بخل بها ثم وعدني ان يعطينيها فأتيت عبد الله فإذا هي بين يديه ، فقال ان ما في هذا الكتاب بدعة وفتنة وضلالة وإنما أهلك من كان قبلكم هذا وأشباه هذا انهم كتبوها فاستلذتها ألسنتهم وأشربتها قلوبهم فأعزم على كل امرئ يعلم بمكان كتاب إلا دل عليه وأقسم بالله قال شعبة فأقسم بالله أحسبه أقسم لو انها ذكرت له بدار الهنداريه يعني مكانا بالكوفة بعيدا الا أتيته ولو مشيا
[ 480 ] أخبرنا زكريا بن عدي ثنا عبيد الله هو ابن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبي موسى ان بني إسرائيل كتبوا كتابا فتبعوه وتركوا التوراة
[ 481 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا إسرائيل عن عثمان بن أبي المغيرة عن عفان المحاربي عن أبيه قال : سمعت ابن مسعود يقول ان ناسا يسمعون كلامي ثم ينطلقون فيكتبونه وأني لا أحل لأحد ان يكتب الا كتاب الله
[ 482 ] أخبرنا مالك بن إسماعيل حدثنا محمد بن فضيل عن شبرمة قال : سمعت الشعبي يقول : ما كتبت سوداء في بيضاء ولا استعدت حديثا من إنسان
باب من رخص في كتابة العلم
[ 483 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن عمرو عن وهب بن منبه عن أخيه سمع أبا هريرة يقول ليس أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مني الا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا اكتب
[ 484 ] أخبرنا مسدد ثنا يحيى عن عبيد الله بن الأخنس قال : حدثني الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال : كنت اكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا تكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضاء فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه ، وقال اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه الا حق
[ 485 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الواحد بن قيس قال : أخبرني مخبر عن عبد الله بن عمرو أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني أريد أن أروي من حديثك فأردت أن استعين بكتاب يدي مع قلبي إن رأيت ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كان حديثي ثم استعن بيدك مع قلبك
[ 486 ] أخبرنا عثمان بن محمد ثنا يحيى بن إسحاق ثنا يحيى بن أيوب عن أبي قبيل قال : سمعت عبد الله بن عمرو قال بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل مدينة هرقل أولا
[ 487 ] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر عن أبي ضمرة عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم ان اكتب إلي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحديث عمر فإني قد خشيت درس العلم وذهابه
[ 488 ] حدثنا يحيى بن حسان حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة ان انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله
[ 489 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي المليح قال يعيبون علينا الكتاب وقد قال الله تعالى { علمها عند ربي في كتاب }
[ 490 ] أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا سوادة بن حيان قال : سمعت معاوية بن قرة أبا إياس يقول كان يقال من لم يكتب علمه لم يعد علمه علما
[ 491 ] أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الله بن المثنى حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس أن أنسا كان يقول لبنيه يا بني قيدوا هذا العلم
[ 492 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا ابن إدريس عن مهدي بن ميمون عن سلم العلوي قال : رأيت أبان يكتب عند أنس في سبورة
[ 493 ] أخبرنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب عن معاوية عن الحسن بن جابر انه سأل أبا أمامة الباهلي عن كتاب العلم ، فقال لا بأس بذلك
[ 494 ] أخبرنا مخلد بن مالك ثنا معاذ ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز عن بشير بن نهيك قال : كنت اكتب ما أسمع من أبي هريرة فلما أردت ان أفارقه أتيته بكتابه فقرأته عليه وقلت له هذا ما سمعت منك قال : نعم
[ 495 ] أخبرنا محمد بن سعيد أنا شريك عن طارق بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير قال : كنت أسمع من ابن عمر وابن عباس الحديث بالليل فاكتبه في واسطة الرحل
[ 496 ] أخبرنا محمد بن سعيد أنا شريك عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : ما يرغبني في الحياة الا الصادقة والوهط فأما الصادقة فصحيفة كتبتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم واما الوهط فأرض تصدق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها
[ 497 ] أخبرنا أبو عاصم أخبرني ابن جريج عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان عن عمه عمرو بن أبي سفيان انه سمع عمر بن الخطاب يقول قيدوا العلم بالكتاب
[ 498 ] أخبرنا مخلد بن مالك ثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن جريح قال : أخبرني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان الثقفي عن ابن عمر انه قال قيدوا هذا العلم بالكتاب
[ 499 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا عبد الواحد ثنا عثمان بن حكيم قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : كنت أسير مع ابن عباس في طريق مكة ليلا وكان يحدثني بالحديث فاكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فاكتبه
[ 500 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال : كنت اكتب عند ابن عباس في صحيفة واكتب في نعلي
[ 501 ] أخبرنا مالك بن إسماعيل ثنا مندل بن علي العنزي حدثني جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال : كنت أجلس إلى بن عباس فاكتب في الصحيفة حتى تمتلئ ثم أقلب نعلي فاكتب في ظهورهما
[ 502 ] أخبرنا عمرو بن عون أنا فضيل عن عبيد المكتب قال : رأيتهم يكتبون التفسير عن مجاهد
[ 503 ] أخبرنا محمد بن سعيد أنا وكيع عن عبد الله بن حنش قال : رأيتهم يكتبون عند البراء بأطراف القصب على أكفهم
[ 504 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان عن ابن إدريس عن هارون بن عنترة عن أبيه حدثني ابن عباس بحديث فقلت : أكتبه عنك قال : فرخص لي ولم يكد
[ 505 ] أخبرنا الوليد بن شجاع حدثني محمد بن شعيب بن شابور أنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن رجاء بن حيوة انه حدثه قال كتب هاشم بن عبد الملك إلى عاملة انه يسألوني عن حديث قال رجاء فكنت قد نسيته لولا انه كان عندي مكتوبا
[ 506 ] أخبرنا الوليد بن شجاع أخبرني محمد بن شعيب أخبرنا هشام بن الغاز قال : كان يسأل عطاء بن أبي رباح ويكتب ما يجيب فيه بين يديه
[ 507 ] أخبرنا الوليد بن شجاع أخبرنا محمد بن شعيب بن شابور ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن سليمان بن موسى انه رأى نافعا مولى ابن عمر يملي علمه ويكتب بين يديه
[ 508 ] أخبرنا الوليد بن شجاع حدثنا المبارك بن سعيد قال : كان سفيان يكتب الحديث بالليل في الحائط فإذا أصبح نسخة ثم حكة
[ 509 ] أخبرنا الحسين بن منصور ثنا أبو أسامة ثنا أبو غفار المثنى بن سعيد الطائي حدثني عون بن عبد الله قال : قلت لعمر بن عبد العزيز حدثني فلان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفه عمر قلت : حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الحياء والعفاف والعي عي اللسان لا عي القلب والفقه من الإيمان وهن مما يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا وما يزدن في الآخرة أكثر وإن البذاء والجفاء والشح من النفاق وهن مما يزدن في الدنيا وينقصن في الآخرة وما ينقصن في الآخرة أكثر
[ 510 ] أخبرنا الحسين بن منصور ثنا أبو أسامة حدثني سليمان بن المغيرة قال : قال أبو قلابة خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قرطاس ثم خرج علينا لصلاة العصر وهو معه فقلت له يا أمير المؤمنين ما هذا الكتاب قال حديث حدثني به عون بن عبد الله فأعجبني فكتبته فإذا فيه هذا الحديث
[ 511 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا مسعود عن يونس بن عبد الله بن أبي فروه عن شرحبيل بن سعيد قال دعا الحسن بنيه وبني أخيه ، فقال : يا بني وبني أخي انكم صغار قوم يوشك ان تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم ان يرويه أو قال يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته
باب من سن سنة حسنة أو سيئة
[ 512 ] أخبرنا الوليد بن شجاع ثنا سفيان بن عيينة ثنا عاصم عن شقيق عن جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له مثل أجر من عمل بها من غير ان ينقص من أجره شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر من عمل بها من غير ان ينقص من أوزارهم شيء
[ 513 ] أخبرنا الوليد بن شجاع ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
[ 514 ] أخبرنا الوليد بن شجاع ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مسلم يعني ابن صبيح عن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث الناس على الصدقة فأبطئوا حتى بان في وجهه الغضب ثم ان رجلا من الأنصار جاء بصره فتتابع الناس حتى رئي في وجهه السرور ، فقال من سن سنة حسنة كان له أجره ومثل أجر من عمل بها من غير ان ينقص من أجورهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزره ومثل وزر من عمل بها من غير ان ينقص من أوزارهم شيء
[ 515 ] أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد ثنا شعيب هو ابن إسحاق ثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنا أعظمكم أجرا يوم القيامة لأن لي أجري ومثل أجر من اتبعني
[ 516 ] أخبرنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام عن ليث عن بشر عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعا إلى أمر ولو دعا رجل رجلا كان يوم القيامة موقوفا به لازما بغاربه ثم قرأ { وقفوهم إنهم مسؤولون
[ 517 ] أخبرنا عمرو بن عاصم ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن الشعبي ان ابن مسعود قال أربع يعطاها الرجل بعد موته ثلث ماله إذا كان فيه قبل ذلك لله مطيعا والولد الصالح يدعو له من بعد موته والسنة الحسنة يسنها الرجل فيعمل بها بعد موته والمائة إذا شفعوا للرجل شفعوا فيه
باب من كره الشهرة والمعرفة
[ 518 ] أخبرنا أحمد بن الحجاج ثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش قال جهدنا بإبراهيم ان حتى نجلسه إلى سارية فأبى
[ 519 ] أخبرنا عفان ثنا أبو عوانة عن المغيرة عن إبراهيم انه كان يكره ان يستند إلى السارية
[ 520 ] أخبرنا الحكم بن المبارك ثنا أبو عوانة عن المغيرة قال : كان إبراهيم لا يبتدئ الحديث حتى يسأل
[ 521 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا يونس بن بكير ثنا الأعمش عن خيثمة قال : كان الحارث بن قيس الجعفي وكان من أصحاب عبد الله وكانوا معجبين به فكان يجلس إليه الرجل والرجلان فيحدثهما فإذا كثروا قام وتركهم
[ 522 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قيل له حين مات عبد الله لو قعدت فعلمت الناس السنة ، فقال أتريدون ان يوطأ عقبي
[ 523 ] أخبرنا محمد بن العلاء ثنا ابن إدريس قال : سمعت هارون بن عنترة عن سليمان بن حنظلة قال أتينا أبي بن كعب لنحدث إليه فلما قام قمنا ونحن نمشي خلفه فرهقنا عمر فتبعه فضربه عمر بالدرة قال : فاتقاه بذراعيه ، فقال : يا أمير المؤمنين ما نصنع قال أو ما ترى فتنة للمتبوع مذلة للتابع
[ 524 ] أخبرنا محمد بن عيسى ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون ان توطأ أعقابهم
[ 525 ] أخبرنا سعيد بن عامر عن حميد بن أسود عن بسطام بن مسلم قال : كان محمد بن سيرين إذا مشى معه الرجل قام ، فقال ألك حاجة فإن كانت له حاجة قضاها وان عاد يمشي معه قام ، فقال ألك حاجة
[ 526 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا حسن بن صالح عن حمزة عن إبراهيم قال إياكم ان توطأ أعقابكم
[ 527 ] أخبرنا مخلد بن مالك ثنا حجاج بن محمد ثنا شعبة عن الهيثم عن عاصم بن ضمرة انه رأى أناسا يتبعون سعيد بن جبير قال : فأراه قال نهاهم ، وقال ان صنعكم هذا أو مشيكم هذا مذلة للتابع وفتنة للمتبوع
[ 528 ] أخبرنا سعيد بن عامر ثنا حميد بن أسود عن ابن عون قال شاورت محمدا في بناء أردت ان أبنيه في الكلأ قال : فأشار علي ، وقال إذا أردت أساس البناء فآذني حتى أجيء معك قال : فأتيته قال : فبينما نحن نمشي إذ جاء رجل فمشى معه فقام ، فقال ألك حاجة قال لا قال : أما لا فاذهب ثم أقبل علي ، فقال أنت أيضا فاذهب قال : فذهبت حتى خالفت الطريق
[ 529 ] أخبرنا أحمد بن الحجاج ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن نسير أن الربيع كان إذا أتوه يقول أعوذ بالله من شركم يعني أصحابه
[ 530 ] أخبرنا مخلد بن مالك ثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش عن رجاء الأنصارى عن عبد الرحمن بن بشر قال كنا عند خباب بن الأرت فاجتمع عليه أصحابه وهو ساكت فقيل له ألا تحدث أصحابك قال أخاف ان أقول لهم ما لا أفعل
[ 531 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن صالح قال : سمعت الشعبي قال وددت اني نجوت من علمي كفافا لا لي ولا علي
[ 532 ] أخبرنا يزيد بن هارون ثنا ابن عون عن الحسن ان ابن مسعود كان يمشي والناس يطئون عقبه ، فقال لا تطؤوا عقبي فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما تبعني رجل منكم
[ 533 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن مغيرة عن سعيد بن جبير قال : فتنة للمتبوع مذلة للتابع
[ 534 ] أخبرنا شهاب بن عباد ثنا سفيان عن أمي قال مشوا خلف علي ، فقال عني خفق نعالكم فإنها مفسدة لقلوب نوكي الرجال
[ 535 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم قال : سمعت الحسن يقول ان خفق النعال حول الرجال قل ما يلبث الحمقى
[ 536 ] أخبرنا محمد بن حاتم المكتب ثنا قاسم هو ابن مالك ثنا ليث عن طاوس قال : كان إذا جلس إليه الرجل أو الرجلان قام فتنحى
[ 537 ] أخبرنا أسود بن عامر ثنا أبو بكر عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما فعل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه
[ 538 ] أخبرنا سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد حدثني فلان العرني عن معاذ بن جبل قال لا يدع الله العباد يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يسألهم عن أربع عما أفنوا فيه أعمارهم وعما أبلوا فيه أجسادهم وعما كسبوا وفيما أنفقوا أموالهم وعما عملوا فيما علموا
[ 539 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ليث عن عدي بن عدي عن أبي عبد الله الصنابحي عن معاذ بن جبل قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه وعن علمه ماذا عمل فيه
[ 540 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ليث قال : قال لي طاوس ما تعلمته فتعلم لنفسك فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانات
[ 541 ] أخبرنا سليمان بن حرب عن عمارة بن مهران عن الحسن قال أدركت الناس والناسك إذا نسك لم يعرف من قبل منطقه ولكن يعرف من قبل علمه فذلك العلم النافع
باب البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليم السنن
[ 542 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن حسان عن أبي كبشة قال : سمعت عبد الله بن عمرو ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فيتبوأ مقعده من النار
[ 543 ] أخبرنا علي بن حجر السعدي أنا يزيد بن هارون أنا العوام بن حوشب أبو عيسى الشيباني ثنا القاسم بن عوف الشيباني عن أبي ذر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا يغلبونا على ثلاث ان نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن
[ 544 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني سليم بن عامر قال : كان أبو أمامة إذا قعدنا إليه يجيئنا من الحديث بأمر عظيم ويقول للناس اسمعوا واعقلوا وبلغوا عنا ما تسمعون قال سليم بمنزله الذي يشهد على ما علم
[ 545 ] أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد ثنا شعيب هو ابن إسحاق ثنا الأوزاعي حدثني أبو كثير حدثني أبي قال أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس عليه يستفتونه فاتاه رجل فوقف عليه ، ثم قال ألم تنه عن الفتيا فرفع رأسه إليه ، فقال أرقيب أنت علي لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها
[ 546 ] أخبرنا محمد بن عيسى ثنا عباد هو ابن عوام عن عوف عن أبي العالية قال : سألت بن عباس عن شيء ، فقال : يا أبا العالية أتريد أن تكون مفتيا فقلت لا ولكن لا آمن أن تذهبوا ونبقى ، فقال صدق أبو عالية
[ 547 ] أخبرنا محمد بن عيسى ثنا عباد بن حصين عن إبراهيم قال : كان عبيدة يأتي عبد الله كل خميس فيسأله عن أشياء غاب عنها فكان عامة ما يحفظ عن عبد الله مما يسأله عبيدة عنه
[ 548 ] أخبرنا الحكم بن المبارك ثنا غسان هو ابن مضر عن سعيد بن يزيد قال : سمعت عكرمة يقول : ما لكم لا تسألوني أفشلتم
[ 549 ] أخبرنا محمد بن حاتم المكتب ثنا عامر بن صالح ثنا يونس عن ابن شهاب قال العلم خزائن ويفتحها المسألة
[ 550 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق عن جرير قال : قال إبراهيم من رق وجهه رق علمه قال وكيع عن أبيه عن الشعبي قال من رق وجهه رق علمه وعن ضمرة عن حفص بن عمر قال : قال عمر بن الخطاب من رق وجهه رق علمه
[ 551 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق عن جرير عن رجل عن مجاهد قال لا يتعلم من استحيى واستكبر
[ 552 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه انه كان يجمع بنيه فيقول يا بني تعلموا فإن تكونوا صغار قوم فعسى ان تكونوا كبار آخرين وما أقبح على شيخ يسأل ليس عنده علم
[ 553 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن عكرمة قال : كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل ويعلمني القرآن والسنن
[ 554 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا يحيى بن الضريس قال : سمعت سفيان يقول من ترأس سريعا أضر بكثير من العلم ومن لم يترأس طلب وطلب حتى يبلغ
[ 555 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن صالح بن خباب عن حسين بن عقبة عن سلمان قال علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه
[ 556 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله ثنا أبو شهاب حدثني إبراهيم عن أبي عياض عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل علم لا ينتفع به كمثل كنز لا ينفق منه في سبيل الله
[ 557 ] أخبرنا يعلى ثنا محمد هو ابن إسحاق عن موسى بن يسار عن عمه قال بلغني أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء إن العلم كالينابيع يغشاهن الناس فيختلجه هذا وهذا فينفع الله به غير واحد وإن حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه وإن علما لا يخرج ككنز لا ينفق منه وإنما مثل العالم كمثل رجل حمل سراجا في طريق مظلم يستضىء به من مر به وكل يدعو له بالخير
[ 558 ] أخبرنا محمد بن الصلت ثنا منصور بن أبي الأسود عن أبي إسحاق الشيباني عن حماد عن إبراهيم قال يتبع الرجل بعد موته ثلاث خلال صدقة تجري بعده وصلاة ولده عليه وعلم أفشاه يعمل به بعده
[ 559 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثني إسماعيل بن جعفر المدني عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات الإنسان انقطع عمله الا من ثلاث علم ينتفع به أو صدقة تجري له أو ولد صالح يدعوا له
[ 560 ] أخبرنا عبيد بن يعيش ثنا يونس عن صالح بن رستم المزني عن الحسن عن أبي موسى انه قال حين قدم البصرة بعثني إليكم عمر بن الخطاب أعلمكم كتاب ربكم وسنتكم وأنظف طرقكم
[ 561 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا محمد بن المعلى ثنا زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن سخبرة عن سخبرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من طلب العلم كان كفارة لما مضى
باب الرحلة في طلب العلم واحتمال العناء فيه
[ 562 ] أخبرنا محمد بن عيسى ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال لقد أقمت في المدينة ثلاثا مالي حاجة الا وقد فرغت منها الا ان رجلا كانوا يتوقعونه كان يروي حديثا فأقمت حتى قدم فسألته
[ 563 ] أخبرنا الحكم بن المبارك ثنا الوليد بن جابر عن جابر قال : سمعت بسر بن عبيد الله يقول ان كنت لأركب إلى مصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه
[ 564 ] أخبرنا عمرو بن زرارة أنا أبو قطن عمرو بن الهيثم عن أبي خلدة عن أبي العالية قال كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم
[ 565 ] أخبرنا نعيم بن حماد ثنا بقية عن عبد الله بن عبد الرحمن القشيري قال : قال داود النبي صلى الله عليه وسلم قل لصاحب العلم يتخذ عصا من حديد ونعلين من حديد ويطلب العلم حتى تنكسر العصا وتنخرق النعلان
[ 566 ] أخبرنا مخلد بن مالك ثنا يحيى بن سعيد الأموي ثنا الحجاج عن حصين بن عبد الرحمن من آل سعد بن معاذ قال : قال ابن عباس طلبت العلم فلم أجده أكثر منه في الأنصار فكنت آتي فأسأل عنه فيقال نائم فأتوسد ردائي ثم اضطجع حتى يخرج إلى الظهر فيقول متى كنت هاهنا يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقول منذ طويل فيقول بئس ما صنعت هلا أعلمتني فأقول أردت ان تخرج إلي وقد قضيت حاجتك
[ 567 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا أبو بكر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عباس قال وجد أكثر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحي من الأنصار والله إن كنت لآتي الرجل منهم فيقال هو نائم فلو شئت أن يوقظ لي فأدعه حتى يخرج لأستطيب بذلك حديثه
[ 568 ] أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة قال لو رفقت بابن عباس لأصبت منه علما كثيرا
[ 569 ] أخبرنا بشر بن الحكم ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري قال : كنت آتي باب عروة فاجلس بالباب ولو شئت ان أدخل لدخلت ولكن إجلالا له
[ 570 ] أخبرنا يزيد بن هارون ثنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير ، فقال واعجبا لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى فترك ذلك وأقبلت على المسألة فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح على وجهي التراب فيخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله ما جاء بك الا أرسلت إلي فآتيك فأقول أنا أحق ان آتيك فاسأله عن الحديث قال : فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي ، فقال : كان هذا الفتى أعقل مني
[ 571 ] أخبرنا يزيد بن هارون ثنا الجريري عن عبد الله بن بريدة أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه وهو يمد لناقة له ، فقال مرحبا قال : أما اني لم آتك زائرا ولكن سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه قال : ما هو قال كذا وكذا
باب صيانة العلم
[ 572 ] أخبرنا محمد بن سعيد ثنا عبد السلام بن حرب عن عبد الأعلى عن الحسن انه دخل السوق فساوم رجلا بثوب ، فقال هو لك بكذا وكذا والله لو كان غيرك ما أعطيته ، فقال : فعلتموها فما رئي بعدها مشتريا من السوق ولا بائعا حتى لحق بالله
[ 573 ] أخبرنا الهيثم بن جميل عن حسام عن أبي معشر عن إبراهيم انه كان لا يشتري ممن يعرفه
[ 574 ] أخبرنا محمد بن سعيد أنا عبد السلام عن عبد الله بن الوليد المزني عن عبيد بن الحسن قال قسم مصعب بن الزبير مالا في قراء أهل الكوفة حين دخل شهر رمضان فبعث إلى عبد الرحمن بن معقل بألفي درهم ، فقال له استعن بها في شهرك هذا فردها عبد الرحمن بن معقل ، وقال لم نقرأ القرآن لهذا
[ 575 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا أنس بن عياض حدثني عبيد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن سلام من أرباب العلم قال الذين يعملون بما يعلمون قال : فما ينفي العلم من صدور الرجال قال الطمع
[ 576 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان بن عيينة عن زيد عن عطاء قال : ما آوى شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم
[ 577 ] أخبرنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم الأحول عن عامر الشعبي قال زين العلم حلم أهله
[ 578 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن ثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن طاوس قال : ما حمل العلم في مثل جراب حلم
[ 579 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن ابن شبرمة عن الشعبي قال زين العلم حلم أهله
[ 580 ] أخبرنا الحكم بن المبارك أنا مطرف بن مازن عن يعلى بن مقسم عن وهب بن منبه قال : ان الحكمة تسكن القلب الوادع الساكن
[ 581 ] أخبرنا محمد بن أحمد قال : سمعت سفيان يقول : قال عبيد الله أشنتم العلم وأذهبتم نوره ولو أدركني وإياكم عمر لأوجعنا
[ 582 ] أخبرنا شهاب بن عباد ثنا سفيان بن عيينة عن أمي المرادي قال : قال علي تعلموا العلم فإذا علمتم فاكظموا عليه ولا تشوبوه بضحك ولا بلعب فتمجه القلوب
[ 583 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن الفضيل بن غزوان عن علي بن حسين قال من ضحك ضحكة مج مجة من العلم
[ 584 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان ان عمر قال لكعب من أرباب العلم قال الذين يعملون بما يعلمون قال : فما أخرج العلم من قلوب العلماء قال الطمع
[ 585 ] أخبرنا أحمد بن حميد ثنا محمد بن بشر ثنا عبد الله بن الوليد عن عمر عن أيوب عن أبي إياس قال : كنت نازلا على عمر بن النعمان فاتاه رسول مصعب بن الزبير حين حضره رمضان بألفي درهم ، فقال ان الأمير يقرئك السلام ، وقال : أنا لم ندع قارئا شريفا الا وقد وصل إليه منا معروف فاستعن بهذين على نفقة شهرك هذا ، فقال اقرأ الأمير السلام وقل له أنا والله ما قرأنا نريد به الدنيا ودرهمها
باب السنة قاضية على كتاب الله
[ 586 ] أخبرنا أسد بن موسى ثنا معاوية ثنا الحسن بن جابر عن المقدام بن معد يكرب الكندي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم أشياء يوم خيبر الحمار وغيره ، ثم قال ليوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله فهو مثل ما حرم الله
[ 587 ] أخبرنا محمد بن عيينة عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقاض على السنة
[ 588 ] أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن حسان قال : كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن
[ 589 ] أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن مكحول قال السنة سنتان سنة الأخذ بها فريضة وتركها كفر وسنة الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيره حرج
[ 590 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير انه حدث يوما بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل في كتاب الله ما يخالف هذا قال الا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرض فيه بكتاب الله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بكتاب الله منك
باب تأويل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 591 ] أخبرنا نعيم بن حماد ثنا عبد العزيز بن محمد عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله عن ابن مسعود انه قال إذا حدثتم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا به الذي هو أهيأ والذي هو أهدى والذي هو اتقى
[ 592 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال إذا حدثتم شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضنوا به الذي هو أهدى والذي هو اتقى والذي هو أهيأ
[ 593 ] أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن صالح بن عمر عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة قال : كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فكان ابن عباس إذا حدث قال إذا سمعتموني أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تجدوه في كتاب الله أو حسنا عند الناس فاعلموا اني قد كذبت عليه
[ 594 ] أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن عكرمة قال إن أزهد الناس في عالم أهله
باب مذاكرة العلم
[ 595 ] أخبرنا أسد بن موسى ثنا شعبة عن الجريري وأبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال تذاكروا الحديث فإن الحديث يهيج الحديث
[ 596 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال تذاكروا الحديث فإن الحديث يهيج الحديث
[ 597 ] أخبرنا أبو معمر عن هشيم عن أبي بشر عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال تذاكروا الحديث فإن الحديث يهيج الحديث
[ 598 ] أخبرنا أبو معمر عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي بشر عن أبي نضرة عن أبي سعيد وابن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وأبو سلمة يعني عن أبي نضرة عن أبي سعيد وفيه كلام أكثر من هذا
[ 599 ] أخبرنا محمد بن أحمد ثنا سفيان عن عمرو قال : قال لي طاوس اذهب بنا نجالس الناس
[ 600 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان ثنا يعقوب بن عبد الله القمي ثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال تذاكروا هذا الحديث لا ينفلت منكم فإنه ليس مثل القرآن مجموع محفوظ وإنكم ان لم تذاكروا هذا الحديث ينفلت منكم ولا يقولن أحدكم حدثت أمس فلا أحدث اليوم بل حدث أمس ولتحدث اليوم ولتحدث غدا
[ 601 ] أخبرنا مالك بن إسماعيل ثنا مندل بن علي حدثني جعفر بن أبي المغيرة حدثني سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس ردوا الحديث واستذكروه فإنه إن لم تذكروه ذهب ولا يقولن رجل لحديث قد حدثه قد حدثته مرة فإنه من كان سمعه يزداد به علما ويسمع من لم يسمع
[ 602 ] أخبرنا الحكم بن المبارك أنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال تذاكروا فإن أحياء الحديث مذاكرته
[ 603 ] أخبرنا قبيصة ومحمد بن يوسف قالا : ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال تذاكروا الحديث فإن ذكره حياته
[ 604 ] أخبرنا محمد بن قدامة عن سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد قال : كان ابن شهاب يحدث الأعراب
[ 605 ] أخبرنا محمد بن سعيد أنبانا محمد بن فضيل عن الأعمش قال : كان إسماعيل بن رجاء يجمع صبيان الكتاب يحدثهم يتحفظ بذاك
[ 606 ] أخبرنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن أبي عبد الله الشقري عن إبراهيم قال : حدث حديثك من يشتهيه ومن لا يشتهيه فإنه يصير عندك كأنه إمام تقرأه
[ 607 ] أخبرنا أبو معمر ومحمد بن سعيد عن عبد السلام عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس قال إذا سمعتم منا حديثا فتذاكروه بينكم
[ 608 ] أخبرنا أبو معمر عن هشيم أخبرنا يونس قال كنا نأتي الحسن فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا بيننا
[ 609 ] أخبرنا صدقة بن الفضل ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن جبير بن أبي حكيم عن نافع عن ابن عمرو قال إذا أراد أحدكم ان يروي حديثا فليردده ثلاثا
[ 610 ] أخبرنا محمد بن سعيد ثنا محمد بن فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال إحياء الحديث مذاكرته ، فقال له عبد الله بن شداد يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري كان قد مات
[ 611 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال : كان الحارث بن يزيد العكلي وابن شبرمة والقعقاع بن يزيد ومغيرة إذا صلوا العشاء الآخرة جلسوا في الفقه فلم يفرق بينهم الا أذان الصبح
[ 612 ] أخبرنا مالك بن إسماعيل قال : سمعت شريكا ذكر عن ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد قال عن اثنين منهم لا بأس بالسمر في الفقه
[ 613 ] أخبرنا محمد بن سعيد ثنا عبد السلام عن ليث عن مجاهد قال لا بأس بالسمر في الفقه
[ 614 ] أخبرنا محمد بن سعيد ثنا حفص عن ابن جريج قال : قال ابن عباس تدارس العلم ساعة من الليل خير من أحيائها
[ 615 ] أخبرنا أبو معمر ومحمد بن عيسى عن هشيم أنا حجاج عن عطاء قال كنا نأتي جابر بن عبد الله فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا فكان أبو الزبير أحفظنا لحديثه
[ 616 ] أخبرنا مروان بن محمد قال : سمعت الليث بن سعد يقول تذاكر بن شهاب ليلة بعد العشاء حديثا وهو جالس متوضئا قال : فما زال ذلك مجلسه حتى أصبح قال مروان جعل يتذاكر الحديث
[ 617 ] أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال : كنت إذا سألت عبيد الله بن عبد الله فكأنما أفجر به بحرا
[ 618 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا جرير عن عثمان بن عبد الله قال : كان الحارث العكلي وأصحابه يتجالسون بالليل ويذكرون الفقه
[ 619 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا أبو إسرائيل عن عطاء بن السائب عن أبيه روى عن أبي الأحوص عن عبد الله قال تذاكروا هذا الحديث فإن حياته مذاكرته
[ 620 ] أخبرنا أبو نعيم حدثنا المسعودي عن عون قال : قال عبد الله لأصحابه حين قدموا عليه هل تجالسون قالوا ليس نترك ذاك قال : فهل تزاورون قالوا نعم يا أبا عبد الرحمن ان الرجل منا ليفقد أخاه فيمشي في طلبه إلى أقصى الكوفة حتى يلقاه قال : فإنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك
[ 621 ] أخبرنا محمد بن المبارك ثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري قال آفة العلم النسيان وترك المذاكرة
[ 622 ] أخبرنا جعفر بن عون أنبانا أبو عميس عن القاسم قال : قال عبد الله آفة الحديث النسيان
[ 623 ] أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن طارق عن حكيم بن جابر قال : قال عبد الله ان لكل شيء آفة وآفة العلم النسيان
[ 624 ] أخبرنا عبد الله بن سعيد ثنا أبو أسامة عن الأعمش قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آفة العلم النسيان وإضاعته ان تحدث به غير أهله
[ 625 ] أخبرنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنبانا أبو حمزة التمار عن الحسن قال غائلة العلم النسيان
[ 626 ] أخبرنا عثمان بن عمر أنا كهمس عن ابن بريدة قال : قال علي تذاكروا هذا الحديث وتزاوروا فإنكم ان لم تفعلوا يدرس
[ 627 ] أخبرنا بشر بن الحكم قال : سمعت سفيان يقول : قال الزهري كنت أحسب بأني أصبت من العلم فجالست عبيد الله فكأني كنت في شعب من الشعاب
باب اختلاف الفقهاء
[ 628 ] أخبرنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن حميد قال : قلت لعمر بن عبد العزيز لو جمعت الناس على شيء ، فقال : ما يسرني انهم لم يختلفوا قال ثم كتب إلى الآفاق أو إلى الأمصار ليقضي كل قوم بما اجتمع عليه فقهاؤهم
[ 629 ] أخبرنا يزيد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال : ما أحب ان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا فإنهم لو اجتمعوا على شيء فتركه رجل ترك السنة ولو اختلفوا فأخذ رجل بقول أحد أخذ بالسنة
[ 630 ] أخبرنا أبو نعيم ثنا حسن عن ليث عن طاوس قال ربما رأى ابن عباس الرأي ثم تركه
[ 631 ] أخبرنا الحجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة أنبانا هشام بن عروة عن عروة عن مروان بن الحكم قال : قال لي عثمان بن عفان ان عمر قال لي اني قد رأيت في الجد رأيا فإن رأيتم ان تتبعوه فاتبعوه قال عثمان ان نتبع رأيك فإنه رشد وان نتبع رأي الشيخ قبلك فنعم ذي الرأي كان قال : وكان أبو بكر يجعله أبا
باب في العرض
[ 632 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزام ثنا مروان بن معاوية حدثنا عاصم الأحول قال عرضت على الشعبي أحاديث الفقه فأجازها لي
[ 633 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر ثنا سفيان بن عيينة قال : قلت لعمرو بن دينار أسمعت جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لرجل مر في المسجد بسهام أمسك بنصالها قال : نعم
[ 634 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر ثنا سفيان قال : قلت لعبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم قال : نعم
[ 635 ] أخبرنا الحسن بن أحمد ثنا مسكين بن بكير حدثنا شعبة قال كتب إلي منصور بحديث فلقيته فقلت : أحدث به عنك قال أو ليس إذا كتبت إليك فقد حدثتك قال وسألت أيوب السختياني ، فقال مثل ذلك
[ 636 ] أخبرنا زكريا بن عدي أنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري قال عرضت عليه كتابا فقلت : أرويه عنك قال ومن حدثك به غيري
[ 637 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزام ثنا داود بن عطاء مولى المزنيين حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال عرض الكتاب والحديث سواء
[ 638 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر ثنا داود بن عطاء عن جعفر بن محمد عن أبيه قال عرض الكتاب والحديث سواء
[ 639 ] أخبرنا إبراهيم بن المنذر حدثنا داود بن عطاء قال : كان زيد بن أسلم يرى عرض الكتاب والحديث سواء وكان ابن أبي ذئب يرى ذلك
[ 640 ] أخبرنا إبراهيم ثنا مطرف عن مالك بن أنس انه كان يرى العرض والحديث سواء
باب الرجل يفتي بشيء ثم يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم
[ 641 ] أخبرنا قبيصة ثنا سفيان عن الأعمش قال : كان إبراهيم يقول يقوم عن يساره فحدثته عن سميع الزيات عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يمينه فأخذ به
[ 642 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا هارون بن المغيرة عن عنبسة بن سعيد عن خالد بن زيد الأنصارى عن عقار بن المغيرة بن شعبة عن أبيه المغيرة بن شعبة قال نشد عمر الناس أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم أحد منكم في الجنين فقام المغيرة بن شعبة ، فقال قضى فيه عبدا أو أمة فنشد الناس أيضا فقام المقضي له ، فقال قضى النبي صلى الله عليه وسلم لي به عبدا أو أمة فنشد الناس أيضا فقام المقضي عليه ، فقال قضى النبي صلى الله عليه وسلم علي غرة عبدا أو أمة فقلت : أتقضي علي فيه فيما لا أكل ولا شرب ولا استهل ولا نطق ان تطله فهو أحق ما يطل فهوى النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشيء معه ، فقال أشعر ، فقال عمر لولا ما بلغني من قضاء النبي صلى الله عليه وسلم لجعلته دية بين ديتين
[ 643 ] أخبرنا سعيد بن عامر قال : كان سلام يذكر عن أيوب قال إذا أردت ان تعرف خطأ معلمك فجالس غيره
[ 644 ] أخبرنا عفان ثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب قال تذاكرنا بمكة الرجل يموت فقلت : عدتها من يوم يأتيها الخبر لقول الحسن وقتادة وأصحابنا قال : فلقيني طلق بن حبيب العنزي ، فقال انك علي كريم وإنك من أهل بلد العين إليهم سريعة وأني لست آمن عليك وإنك قلت : قولا هاهنا خلاف قول أهل البلد ولست آمن بغيره فقلت : وفي ذا اختلاف قال : نعم عدتها من يوم يموت فلقيت سعيد بن جبير فسألته ، فقال عدتها من يوم توفي وسألت مجاهدا ، فقال عدتها من يوم توفي وسألت عطاء بن أبي رباح ، فقال من يوم توفي وسألت أبا قلابة ، فقال من يوم توفي وسألت محمد بن سيرين ، فقال من يوم توفي قال وحدثني نافع ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال من يوم توفي وسمعت عكرمة يقول من يوم توفي قال ، وقال جابر بن زيد من يوم توفي قال : وكان ابن عباس يقول من يوم توفي قال حماد وسمعت ليثا يحدث عن الحكم ان عبد الله بن مسعود قال من يوم توفي قال ، وقال علي من يوم يأتيها الخبر قال عبد الله بن عبد الرحمن أقول من يوم توفي
باب الرجل يفتي بالشيء ثم غيره
[ 645 ] أخبرنا أحمد بن حميد ثنا ابن المبارك عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن الحكم بن مسعود قال أتينا عمر في المشركة فلم يشرك ثم أتيناه العام المقبل فشرك فقلنا له ، فقال تلك على ما قضيناه وهذه على ما قضينا
باب في إعظام العلم
[ 646 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا روح ثنا حجاج الأسود قال : قال ابن منبه كان أهل العلم فيما مضى يضنون بعلمهم عن أهل الدنيا فيرغب أهل الدنيا في علمهم فيبذلون لهم دنياهم وان أهل العلم اليوم بذلوا علمهم لأهل الدنيا فزهد أهل الدنيا في علمهم فضنوا عليهم بدنياهم
[ 647 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا محمد بن عمر بن الكميت ثنا علي بن وهب الهمداني حدثنا الضحاك بن موسى قال مر سليمان بن عبد الملك بالمدينة وهو يريد مكة فأقام بها أياما ، فقال هل بالمدينة أحد أدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له أبو حازم فأرسل إليه فلما دخل عليه قال له يا أبا حازم ما هذا الجفاء قال أبو حازم يا أمير المؤمنين وأي جفاء رأيت مني قال أتاني وجوه أهل المدينة ولم تأتني قال : يا أمير المؤمنين أعيذك بالله ان تقول ما لم يكن ما عرفتني قبل هذا اليوم ولا أنا رأيتك قال : فالتفت سليمان إلى محمد بن شهاب الزهري ، فقال أصاب الشيخ وأخطأت قال سليمان يا أبا حازم مالنا نكره الموت قال لأنكم أخربتم الآخرة وعمرتم الدنيا فكرهتم ان تنتقلوا من العمران إلى الخراب قال أصبت يا أبا حازم فكيف القدوم غدا على الله قال : أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله واما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه فبكى سليمان ، وقال ليت شعري مالنا عند الله قال اعرض عملك على كتاب الله قال وأي مكان أجده قال { إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم } قال سليمان فأين رحمة الله يا أبا حازم قال أبو حازم رحمة الله قريب من المحسنين قال له سليمان يا أبا حازم فأي عباد الله أكرم قال أو لو المروءة والنهى قال له سليمان فأي الأعمال أفضل قال أبو حازم أداء الفرائض مع اجتناب المحارم قال سليمان فأي الدعاء أسمع قال أبو حازم دعاء المحسن إليه للمحسن قال : فأي الصدقة أفضل قال للسائل البائس وجهد المقل ليس فيها من ولا أذى قال : فأي القول أعدل قال قول الحق عند من تخافه أو ترجوه قال : فأي المؤمنين أكيس قال رجل عمل بطاعة الله ودل الناس عليها قال : فأي المؤمنين أحمق قال رجل انحط في هوى أخيه وهو ظالم فباع آخرته بدنياه غيره قال له سليمان أصبت فما تقول فيما نحن فيه قال : يا أمير المؤمنين أو تعفني قال له سليمان لا ولكن نصيحة تلقيها إلي قال : يا أمير المؤمنين ان آباءك قهروا الناس بالسيف وأخذوا هذا الملك عنوة على غير مشورة من المسلمين ولا رضا لهم حتى قتلوا منهم مقتله عظيمة فقد ارتحلوا عنها فلو شعرت ما قالوه وما قيل لهم ، فقال له رجل من جلسائه بئس ما قلت : يا أبا حازم قال أبو حازم كذبت ان الله أخذ ميثاق العلماء ليبينه للناس ولا يكتمونه قال له سليمان فكيف لنا ان نصلح قال تدعون التصلف وتمسكون بالمروءة وتقسمون بالسوية قال له سليمان كيف لنا بالمأخذ به قال أبو حازم تأخذه من حله وتضعه في أهله قال له سليمان هل لك يا أبا حازم ان تصحبنا فتصيب منا ونصيب منك قال أعوذ بالله قال له سليمان ولم ذاك قال أخشى أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات قال له سليمان أرفع إلينا حوائجك قال تنجيني من النار وتدخلني الجنة قال سليمان ليس ذاك إلي قال أبو حازم فمالي إليك حاجة غيرها قال : فادع لي قال أبو حازم اللهم ان كان سليمان وليك فيسره لخير الدنيا والآخرة وان كان عدوك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى قال له سليمان قط قال أبو حازم قد أوجزت وأكثرت ان كنت من أهله وان لم تكن من أهله فما ينفعني ان أرمي عن قوس ليس لها وتر قال سليمان أوصي قال سأوصيك وأوجز عظم ربك ونزهه ان يراك حيث نهاك ويفقدك حيث أمرك فلما خرج من عنده بعث إليه بمائة دينار وكتب إليه ان أنفقها ولك عندي مثلها كثير قال : فردها عليه وكتب إليه يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلا أو ردي عليك بذل وما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي وكتب إليه ان موسى بن عمران لما { ورد ماء مدين وجد } عليها رعاء { يسقون ووجد من دونهم } جاريتين تزودان فسألهما فقالتا { لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل ، فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } وذلك انه كان جائعا خائفا لا يأمن فسأل ربه ولم يسأل الناس فلم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله ، فقال أبوهما وهو شعيب هذا رجل جائع ، فقال لإحداهما فادعيه فلما أتته عظمته وغطت وجهها وقالت { إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } فشق على موسى حين ذكرت { أجر ما سقيت لنا } ولم يجد بدا من ان يتبعها انه كان بين الجبال جائعا مستوحشا فلما تبعها هبت الريح فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها فتصف له عجيزتها وكانت ذات عجز وجعل موسى يعرض مرة ويغض أخرى فلما عيل صبره ناداها يا أمة الله كوني خلفي وأريني السمت بقولك ذا فلما دخل على شعيب إذ هو بالعشاء مهيأ ، فقال له شعيب اجلس يا شاب فتعش ، فقال له موسى أعوذ بالله ، فقال له شعيب لم أما أنت جائع قال بلى ولكني أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من ديننا بملء الأرض ذهبا ، فقال له شعيب لا يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فجلس موسى فأكل ان كانت هذه المائة دينار عوضا لما حدثت فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل من هذه وان كان لحق في بيت المال فلي فيها نظراء فإن ساويت بيننا وإلا فليس لي فيها حاجة
[ 648 ] أخبرنا أبو عثمان البصري عن عبد العزيز بن مسلم القسملي أنا زيد العمي عن بعض الفقهاء انه قال : يا صاحب العلم اعمل بعلمك وأعط فضل مالك واحبس الفضل من قولك الا بشيء من الحديث ينفعك عند ربك يا صاحب العلم ان الذي علمت ثم لم تعمل به قاطع حجتك ومعذرتك عن ربك إذا لقيته يا صاحب العلم ان الذي أمرت به من طاعة الله ليشغلك عما نهيت عنه من معصية الله يا صاحب العلم لا تكونن قويا في عمل غيرك ضعيفا في عمل نفسك يا صاحب العلم لا يشغلنك الذي لغيرك عن الذي لك يا صاحب العلم عظم العلماء وزاحمهم واستمع منهم ودع منازعتهم يا صاحب العلم عظم العلماء لعلمهم وصغر الجهال لجهلهم ولا تباعدهم وقربهم وعلمهم يا صاحب العلم لا تحدث بحديث في مجلس حتى تفهمه ولا تجب امرأ في قوله حتى تعلم ما قال لك يا صاحب العلم لا تغتر بالله ولا تغتر بالناس فإن الغرة بالله ترك أمره والغرة بالناس اتباع هواهم واحذر من الله ما حذرك من نفسه واحذر من الناس فتنتهم يا صاحب العلم انه لا يكمل ضوء النهار الا بالشمس كذلك لا تكمل الحكمة الا بطاعة الله يا صاحب العلم انه لا يصلح الزرع الا بالماء والتراب كذلك لا يصلح الإيمان الا بالعلم والعمل يا صاحب العلم كل مسافر متزود وسيجد إذا احتاج إلى زاده ما تزود وكذلك سيجد كل عامل إذا احتاج إلى عمله في الآخرة ما عمل في الدنيا يا صاحب العلم إذا أراد الله ان يحضك على عبادته فاعلم انه إنما أراد ان يبين لك كرامتك عليه فلا تحولن إلى غيره فترجع من كرامته إلى هوانه يا صاحب العلم انك ان تنقل الحجارة والحديد أهون عليك من ان تحدث من لا يقبل حديثك ومثل الذي يحدث من لا يقبل حديثه كمثل الذي ينادي الميت ويضع المائدة لأهل القبور
باب في رسالة عباد بن عباد الخواص الشامي
[ 649 ] أخبرنا عبد الملك بن سليمان أبو عبد الرحمن الأنطاكي عن عباد بن عباد الخواص الشامي أبو عتبة قال : أما بعد اعقلوا والعقل نعمة فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه حتى صار عن ذلك ساهيا ومن فضل عقل المرء ترك النظر فيما لأنظر فيه حتى يكون فضل عقله وبالا عليه في ترك مناقشة من هو دونه في الأعمال الصالحة أو رجل شغل قلبه ببدعة قلد فيها دينه رجالا دون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اكتفى برأيه فيما لا يرى الهدى الا فيها ولا يرى الضلالة الا تركها بزعم انه أخذها من القرآن وهو يدعوا إلى فراق القرآن أفما كان للقرآن حملة قبله وقبل أصحابه يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه وكانوا منه على منار أوضح الطريق وكان القرآن إمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إماما لأصحابه وكان أصحابه أئمة لمن بعدهم رجال معروفون منسوبون في البلدان متفقون في الرد على أصحاب الأهواء مع ما كان بينهم من الاختلاف وتسكع أصحاب الأهواء برأيهم في سبل مختلفة جائرة عن القصد مفارقة للصراط المستقيم فتوهت بهم أدلاؤهم في مهامة مضلة فأمعنوا فيها متعسفين في هيئاتهم كلما أحدث لهم الشيطان بدعة في ضلالتهم انتقلوا منها إلى غيرها لأنهم لم يطلبوا أثر السالفين ولم يقتدوا بالمهاجرين وقد ذكر عن عمر انه قال لزياد هل تدري ما يهدم الإسلام زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون اتقوا الله وما حدث في قرائكم وأهل مساجدكم من الغيبة والنميمة والمشي بين الناس بوجهين ولسانين وقد ذكر ان من كان ذا وجهين في الدنيا كان ذا وجهين في النار يلقاك صاحب الغيبة فيغتاب عندك من يرى انك تحب غيبته ويخالفك إلى صاحبك فيأتيه عنك بمثله فإذا هو قد صاب عند كل واحد منكما حاجته وخفي على كل واحد منكما ما يأتي عند صاحبه حضوره عن من حضره حضور الإخوان وغيبته عن من غاب عنه غيبة الأعداء من حضر منهم كانت له الأثرة ومن غاب منهم لم تكن له حرمة يغبن من حضره بالتزكية ويغتاب من غاب عنه بالغيبة فيا لعباد الله أما في القوم من رشيد ولا مصلح به يقمع هذا عن مكيدته ويرده عن عرض أخيه المسلم بل عرف هواهم فيما مشى به إليهم فاستمكن منهم تمكنوه من حاجته فأكل بدينه مع أديانهم فالله الله ذبوا عن حرم أعيانكم وكفوا ألسنتكم عنهم الا من خير وناصحو الله في أمتكم إذ كنتم حملة الكتاب والسنة فإن الكتاب لا ينطق حتى ينطق به وان السنة لا تعمل حتى يعمل بها فمتى يتعلم الجاهل إذا سكت العالم فلم ينكر ما ظهر ولم يأمر بما ترك وقد { أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا يكتمونه } اتقوا الله فإنكم في زمان رق فيه الورع وقل فيه الخشوع وحمل العلم مفسدوه فأحبوا ان يعرفوا بحمله وكرهوا ان يعرفوا بإضاعته فنطقوا فيه بالهوى لما ادخلوا فيه من الخطأ وحرفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها وتقصيرهم تقصير لا يعترف به كيف يهتدي المستدل المسترشد إذا كان الدليل حائرا أحبوا الدنيا وكرهوا منزلة أهلها فشاركوهم في العيش وزايلوهم بالقول ودافعوا بالقول عن أنفسهم ان ينسبوا إلى عملهم فلم يتبرءوا مما انتفوا منه ولم يدخلوا فيما نسبوا إليه أنفسهم لأن العامل بالحق متكلم وان سكت وقد ذكر ان الله تعالى يقول اني لست كل كلام الحكيم أتقبل ولكني انظر إلى همه وهواه فإن كان همه وهواه لي جعلت صمته حمدا ووقارا وان لم يتكلم ، وقال الله تعالى { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها } لم يعملوا بها { كمثل الحمار يحمل أسفارا } كتبا ، وقال { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال العمل بما فيه ولا تكتفوا من السنة بانتحالها بالقول دون العمل بها فإن انتحال السنة دون العمل بها كذب بالقول مع إضاعة العلم ولا تعيبوا بالبدع تزينا بعيبها فإن فسادا أهل البدع ليس بزائد في صلاحكم ولا تعيبوها بغيا على أهلها فإن البغي من فساد أنفسكم وليس ينبغي للمطبب ان يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه فإنه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداواتهم ولكن ينبغي ان يلتمس لنفسه الصحة ليقوى به على علاج المرضى فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكم لأنفسكم ونصيحة منكم لربكم وشفقة منكم على إخوانكم وان تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنا منكم بعيوب غيركم وان يستفطم بعضكم بعضا النصيحة وان يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم وقد قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه رحم الله من أهدى إلي عيوبي تحبون ان تقولوا فيحتمل لكم وان قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم وتأتون مثل ذلك أفلا تحبون أن يؤخذ عليكم اتهموا رأيكم ورأي أهل زمانكم وتثبتوا قبل أن تكلموا وتعلموا قبل أن تعملوا فإنه يأتي زمان يشتبه فيه الحق والباطل ويكون المعروف فيه منكرا والمنكر فيه معروفا فمنكم مقترب إلى الله بما يباعده ومتحبب إليه بما يبغضه عليه قال الله تعالى { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا } الآية فعليكم بالوقوف عند الشبهات حتى يبرز لكم واضح الحق بالبينة فإن الداخل فيما لا يعلم بغير علم آثم ومن نظر لله نظر الله له عليكم بالقرآن فأتموا به وأموا به وعليكم بطلب أثر الماضين فيه ولو ان الأحبار والرهبان لم يتقوا زوال مراتبهم وفساد منزلتهم بإقامة الكتاب وتبيانه ما حرفوه ولا كتموه ولكنهم لما خالفوا الكتاب بأعمالهم التمسوا ان يخدعوا قومهم عما صنعوا مخافة ان تفسد منازلهم وان يتبين للناس فسادهم فحرفوا الكتاب بالتفسير وما لم يستطيعوا تحريفه كتموه فسكتوا عن صنيع أنفسهم إبقاء على منازلهم وسكتوا عما صنع قومهم مصانعة لهم وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه بل مالوا عليه ورفقوا لهم فيه