كتاب العلم
 [ 288 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن الحكم المصري أنبأ بن وهب أخبرني أبو يحيى فليح بن سليمان الخزاعي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد أسنده ووصله عن فليح جماعة غير بن وهب

[ 289 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد السري وحدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الجوهري ببغداد ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي وأخبرنا أبو العباس السياري والحسن بن حليم بمرو قالا ثنا أبو الموجه قالوا ثنا سعيد بن منصور المكي قال حدثنا فليح عن أبي طوالة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة قال فليح وعرفها ريحها وقد روي هذا الحديث بإسنادين صحيحين عن جابر بن عبد الله وكعب بن مالك رضى الله تعالى عنهم أما حديث جابر

[ 290 ] فأخبرناه أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد ثنا محمد بن إسماعيل السلمي وأخبرنا أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ يحيى بن أيوب عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء ولا لتحيزوا به المجلس فمن فعل ذلك فالنار النار

[ 291 ] حدثنا أبو أحمد بن محمد بن الحسين الشيباني من أصل كتابه ثنا أحمد بن حماد التجيبي بمصر ثنا بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب سمعت بن جريج يحدث عن أبي الزبير فذكره بمثله هذا إسناد يحيى بن أيوب المصري عن بن جريج فوصله ويحيى متفق على إخراجه في الصحيحين وقد أرسله عبد الله بن وهب فأنا على الأصل الذي أصلته في قبول الزيادة من الثقة في الأسانيد والمتون

[ 292 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأنا بن وهب قال وسمعت بن جريج يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا لتحدثوا به في المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار وأما حديث كعب بن مالك

[ 293 ] فحدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ابتغى العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يقبل إفادة الناس إليه فإلى النار لم يخرج الشيخان لإسحاق بن يحيى شيئا وإنما جعلته شاهدا لما قدمت من شرطهما وإسحاق بن يحيى من أشراف قريش

[ 294 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العدل ببغداد ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي وحدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنبري من أصل كتابه وسأله عنه أبو علي الحافظ ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا نعيم بن حماد ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله والطاعة لذوي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين قاعدة من قواعد أصحاب الروايات ولم يخرجاه فأما البخاري فقد روى في الجامع الصحيح عن نعيم بن حماد وهو أحد أئمة الإسلام وله أصل من حديث الزهري من غير حديث صالح بن كيسان فقد رواه محمد بن إسحاق بن يسار من أوجه صحيحة عن الزهري

[ 295 ] حدثنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي وحدثنا أبو علي الحافظ أنبأ أبو يعلي ثنا أبو خيثمة قالا ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن بن إسحاق وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله الجوهري ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يعلي ثنا يحيى ثنا يعلي بن عبيد الطنافسي وأحمد بن خالد الوهبي قالا ثنا محمد بن إسحاق وأخبرني محمد بن المظفر الحافظ ثنا محمد بن هارون ثنا سليمان بن عمر ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن إسحاق وأخبرني أبو عمرو محمد بن أحمد بن إسحاق العدل ثنا محمد بن خزيم الدمشقي ثنا هشام بن عمار قال حدثني سعيد بن يحيى اللخمي ثنا بن إسحاق وحدثني علي بن عيسى واللفظ له ثنا مسدد بن قطن ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يعلي بن عبيد ثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله والنصيحة لأولي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تكون من ورائهم قد اتفق هؤلاء الثقات على رواية هذا الحديث عن محمد بن إسحاق عن الزهري وخالفهم عبد الله بن نمير وحده فقال عن محمد بن إسحاق عن عبد السلام وهو بن أبي الجنوب عن الزهري وابن نمير ثقة والله أعلم ثم نظرناه فوجدنا للزهري فيه متابعا عن محمد بن جبير

[ 296 ] أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بالخيف من منى رحم الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن إخلاص العمل ومناصحة ذوي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تكون من ورائهم وفي الباب عن جماعة من الصحابة منهم عمر وعثمان وعلي وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة وأنس رضى الله تعالى عنهم وغيرهم عدة وحديث النعمان بن بشير من شرط الصحيح

[ 297 ] سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول ثنا إبراهيم بن بكر المروزي ببيت المقدس ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فحملها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله تعالى ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين قد احتج مسلم في المسند الصحيح بحديث سماك بن حرب عن النعمان بن بشير أنه قال لقد رأيت نبينا صلى الله عليه وسلم يوما يملأ بطنه من الدقل وعن سماك عن النعمان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا الحديث وحاتم بن أبي صغيرة وعبد الله بن بكر السهمي متفق على إخراجهما وقد روي عن الشعبي ومجاهد عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ 298 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر النحوي ببغداد ثنا القاسم بن المغيرة الجوهري وأخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قالا ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان وعباد بن العوام والجريري ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة فقد عددت له في المسند الصحيح أحد عشر أصلا للجريري ولم يخرجا هذا الحديث الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث ولا يعلم له علة فلهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد وأبو هارون ممن سكتوا عنه

[ 299 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا السري بن خزيمة ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل سلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله له به طريق الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه تابعه أبو معاوية فأما حديث عبد الله بن نمير

[ 300 ] فحدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا فيه يلتمس علما سهل الله له طريقا إلى الجنة هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه واللفظة التي أسندها زائدة قد وقفها غيره فأما طلب العلم فلم يختلف على الأعمش في سنده

[ 301 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة بن بكار القاضي بمصر ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال كنت عند بن عباس فأتاه رجل فمت إليه برحم بعيدة فقال بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا قرب لرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد لها إذا وصلت وإن كانت بعيدة هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه أحد منهما وإسحاق بن سعيد هو بن عمرو بن سعيد بن العاص قد احتج البخاري بأكثر رواياته عن أبيه ولهذا الحديث شاهد مخرج مثله في الشواهد

[ 302 ] حدثناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري ثنا يوسف بن سلمان ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا أبو الأسباط الحارثي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم حدثنا علي بن عيسى الحيري ثنا الحسين بن محمد بن زياد قال سمعت محمد بن يحيى يقول أبو الأسباط الحارثي هو بشر بن رافع

[ 303 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا هلال بن العلاء الرقي وحدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا موسى بن الحسن بن عباد قالا ثنا أبو حذيفة ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي البلاد شر فقال لا أدري فلما أتاه جبرائيل قال يا جبرائيل أي البلدان شر قال لا أدري حتى أسأل ربي فانطلق جبرائيل فمكث ما شاء الله أن يمكث ثم جاء فقال يا محمد إنك سألتني أي البلاد شر وإني قلت لا أدري وإني سألت ربي فقلت أي البلاد شر فقال أسواقها قد احتجا جميعا برواة هذا الحديث إلا عبد الله بن محمد بن عقيل وقد تفرد البخاري بالاحتجاج بأبي حذيفة وهذا الحديث أصل في قول العالم لا أدري وله شاهد عن عبد الله بن محمد بن عقيل

[ 304 ] حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن الحسن الجبري ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الله بن مسعود السلمي ثنا عبدان بن عثمان وسعد بن يزيد الفراء قالا ثنا عبد الله بن المبارك عن عمرو بن ثابت عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي البلاد شر قال لا أدري فلما أتى جبرائيل محمدا صلى الله عليه وسلم قال يا جبرائيل أي البلاد شر قال لا أدري حتى أسأل ربي فانطلق جبرائيل فمكث ما شاء الله أن يمكث ثم جاء فقال يا محمد سألتني أي البلاد شر وإني قلت لا أدري وإني سألت ربي أي البلاد شر فقال أسواقها عمرو بن ثابت هذا هو بن أبي المقدام الكوفي وليس من شرط الشيخين وإنما ذكرته شاهدا ورواية عبد الله بن المبارك عنه حتى حثني على إخراجه فإني قد علوت فيه من وجه لا يعتمد

[ 305 ] حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن غالب ثنا عبد الصمد بن النعمان ثنا عمرو بن ثابت فذكره بنحوه وعبد الصمد بن النعمان ليس من شرط هذا الكتاب ولهذا الحديث شاهد آخر من حديث بن عمر

[ 306 ] حدثنا أبو حفص عمر بن محمد التجيبي بمكة في دار أبي بكر الصديق ثنا علي بن عبد العزيز ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن بن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي البقاع خير فقال لا أدري فقال أي البقاع شر فقال لا أدري فقال سل ربك قال فلما نزل جبرائيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سئلت أي البقاع خير وأي البقاع شر فقلت لا أدري فقال جبرائيل وأنا لا أدري حتى أسأل ربي قال فانتفض جبرائيل انتفاضة كاد أن يصعق منها محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله يا جبرائيل يسئلك محمد أي البقاع خير فقلت لا أدري فسألك أي البقاع شر فقلت لا أدري وإن خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق

[ 307 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه وعلي بن حمشاذ قالا ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا بن جريج وحدثنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا سفيان وأخبرني محمد بن أحمد بن عمر ثنا أحمد بن سلمة ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا سفيان عن بن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقد كان بن عيينة ربما يجعله رواية

[ 308 ] كما حدثناه أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي بمرو ثنا عبدان محمد بن عيسى الحافظ ثنا عبد الجبار بن العلاء ومحمد بن ميمون قالا ثنا سفيان عن بن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة رواية قال يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل الحديث وليس هذا مما يوهن الحديث فإن الحميدي هو الحكم في حديثه لمعرفته به وكثرة ملازمته له وقد كان بن عيينة يقول نرى هذا العالم مالك بن أنس

[ 309 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرنا أبو صخر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جاء مسجدنا هذا يتعلم خيرا أو يعلمه فهو كالمجاهد في سبيل الله ومن جاء بغير هذا كان كالرجل يرى الشيء يعجبه وليس له وربما قال يرى المصلين وليس منهم ويرى الذاكرين وليس منهم

[ 310 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي ميسرة ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة بن شريح أخبرني أبو صخر أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله بغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه ولا أعلم له علة بل له شاهد ثالث على شرطهما جميعا

[ 311 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد ثنا أبو قلابة ثنا أبو عاصم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة فمن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة قد احتج البخاري بثور بن يزيد في الأصول وخرجه مسلم في الشواهد فأما ثور بن يزيد الديلي فإنه متفق عليه

[ 312 ] حدثنا علي بن حمشاذ العدل في مسند أنس ثنا يحيى بن منصور الهروي ثنا أحمد بن نصر المقري النيسابوري وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله الجوهري ثنا محمد بن إسحاق الامام حدثني أحمد بن نصر ثنا شريح بن النعمان ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منهومان لا يشبعان منهوم في علم لا يشبع ومنهوم في دنيا لا يشبع هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولم أجد له علة

[ 313 ] حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ثنا روح بن عبادة ثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال جاء أبو هريرة إلى كعب يسأل عنه وكعب في القوم فقال كعب ما تريد منه فقال أما إني لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون أحفظ لحديثه مني فقال كعب أما إنك لم تجد أحدا يطلب شيئا ألا يشبع منه يوما من الدهر إلا طالب علم وطالب دنيا فقال أنت كعب فإني لمثل هذا جئت هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقول الصحابي إني لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحفظ من غيري يخرج في مسانيده

[ 314 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا خالد بن مخلد القطواني ثنا حمزة بن حبيب الزيات عن الأعمش عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع

[ 315 ] حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إبراهيم بن إسحاق السراج ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا خالد بن مخلد عن حمزة الزيات عن الأعمش عن مصعب بن سعد فذكره بنحوه ولم يذكر الحكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه والحكم هذا والحسن بن علي بن عفان ثقة وقد أقام الإسناد وقد أبهمه بكر بن بكار

[ 316 ] حدثناه أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني ثنا إبراهيم بن سعدان وأحمد بن عبد الواحد قالا ثنا بكر بن بكار ثنا حمزة الزيات ثنا الأعمش عن رجل عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحوه ثم نظرنا فوجدنا خالد بن مخلد أثبت وأحفظ وأوثق من بكر بن بكار فحكمنا له بالزيادة وقد رواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش بإسناد آخر

[ 317 ] حدثناه أبو علي الحافظ ثنا الهيثم بن خلف الدوري ثنا عباد بن يعقوب ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن مطرف بن الشخير عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع

[ 318 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا إسماعيل بن أبي أويس وأخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إن كل مسلم أخ المسلم المسلمون إخوة ولا يحل لامرىء من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس ولا تظلموا ولا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وقد احتج البخاري بأحاديث عكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وسائر رواته متفق عليهم وهذا الحديث لخطبة النبي صلى الله عليه وسلم متفق على إخراجه في الصحيح يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب ويحتاج إليها وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة

[ 319 ] أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض

[ 320 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن الخراساني العدل ببغداد ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ثنا أبو داود سليمان بن داود ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعلك ترزق به هذا حديث صحيح على شرط مسلم ورواته عن آخرهم ثقات ولم يخرجاه

[ 321 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم الدراوردي بمرو ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث عن الحسين عن بن بريدة أن معاوية خرج من حمام حمص فقال لغلامه ائتني لبستي فلبسهما ثم دخل مسجد حمص فركع ركعتين فلما فرغ إذا هو بناس جلوس فقال لهم ما يجلسكم قالوا صلينا صلاة المكتوبة ثم قصص القاص فلما فرغ قعدنا نتذاكر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال معاوية ما من رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه مني إني سأحدثكم بخصلتين حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يكون على الناس فيقوم على رأسه الرجال يحب أن تكثر الخصوم عنده فيدخل الجنة قال وكنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما فدخل المسجد فإذا هو بقوم في المسجد قعود فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يقعدكم قالوا صلينا الصلاة المكتوبة ثم قعدنا نتذاكر كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا ذكر شيئا تعاظم ذكره هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد سمع عبد الله بن بريدة الأسلمي من معاوية غير حديث

[ 322 ] حدثنا الحاكم أبو عبد الله بن عبد الله الحافظ إملاء في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الأصفهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن علي بن الحكم عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلسوا كان حديثهم يعني الفقه إلا أن يقرأ رجل سورة أو يأمر رجلا بقراءة سورة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وله شاهد موقوف عن أبي سعيد

[ 323 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال تذاكروا الحديث فإن مذاكرة الحديث تهيج الحديث وقد روي في الحديث على مذاكرة الحديث عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود بأحاديث صحيحة على شرط الشيخين أما حديث علي

[ 324 ] فأخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ كهمس عن عبد الله بن بريدة قال قال علي رضى الله تعالى عنه تذاكروا الحديث فإنكم ألا تفعلوا تندرس وأما حديث عبد الله بن مسعود

[ 325 ] فحدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله تذاكروا الحديث فإن ذكر الحديث حياته

[ 326 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال ما كل الحديث سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابنا وكنا مشتغلين في رعاية الإبل هذا حديث له طرق عن أبي إسحاق السبيعي وهو صحيح على شرط الشيخين وليس له علة ولم يخرجاه

[ 327 ] أخبرنا أبو العباس عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا إسحاق بن عيسى الطباع ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن عبيد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع من الذين يسمعون منكم بلغة جرير بن عبد الحميد عن الأعمش

[ 328 ] حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا موسى بن هارون وحدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن نعيم قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن عبيد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وليس له علة ولم يخرجاه وفي الباب أيضا عن عبد الله بن مسعود وثابت بن قيس بن شماس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث ثابت بن قيس ذكر الطبقة الثالثة أيضا

[ 329 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو عاصم ثنا ثور بن يزيد ثنا خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة هذا حديث صحيح ليس له علة وقد احتج البخاري بعبد الرحمن بن عمرو وثور بن يزيد وروي هذا الحديث في أول كتاب الاعتصام بالسنة والذي عندي أنهما رحمهما الله توهما أنه ليس له راو عن خالد بن معدان غير ثور بن يزيد وقد رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث المخرج حديثه في الصحيحين عن خالد بن معدان

[ 330 ] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ثنا الليث عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض بن سارية من بني سليم من أهل الصفة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقام فوعظ الناس ورغبهم وحذرهم وقال ما شاء الله أن يقول ثم قال اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأطيعوا من ولاه الله أمركم ولا تنازعوا الأمر أهله ولو كان عبدا أسود وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين وعضوا على نواجذكم بالحق هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعا ولا أعرف له علة وقد تابع ضمرة بن حبيب خالد بن معدان على رواية هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي

[ 331 ] حدثناه أبو الحسن أحمد بن محمد العنبري ثنا عثمان بن سعيد الدارمي وأخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد قالا ثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذا لموعظة مودع فإذا تعهد إلينا قال قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي وعليكم بالطاعة وإن كان عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذ فكان أسد بن وداعة يزيد في هذا الحديث فإن المؤمن كالجمل الأنف حيث ما قيد انقاد وقد تابع عبد الرحمن بن عمرو على روايته عن العرباض بن سارية ثلاثة من الثقات الأثبات من أئمة أهل الشام منهم حجر بن حجر الكلاعي

[ 332 ] حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا موسى بن أيوب النصيبي وصفوان بن صالح الدمشقي قالا ثنا الوليد بن مسلم الدمشقي ثنا ثور بن يزيد حدثني خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قالا أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا لا يجدوا ما ينفقون فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين ومقتبسين فقال العرباض صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فما تعهد إلينا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ومنهم يحيى بن أبي المطاع القرشي

[ 333 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي أنبأ عبد الله بن العلاء بن زيد عن يحيى بن أبي المطاع قال سمعت العرباض بن سارية السلمي يقول قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فوعظنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها الأعين قال فقلنا يا رسول الله قد وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا قال عليكم بتقوى الله أظنه قال والسمع والطاعة وسترى من بعدي اختلافا شديدا أو كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والمحدثات فإن كل بدعة ضلالة ومنهم معبد بن عبد الله بن هشام القرشي وليس الطريق إليه من شرط هذا الكتاب فتركته وقد استقصيت في تصحيح هذا الحديث بعض الاستقصاء على ما أدى إليه اجتهادي وكتب فيه كما قال إمام أئمة الحديث شعبة في حديث عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر لما طلبه بالبصرة والكوفة والمدينة ومكة ثم عاد الحديث إلى شهر بن حوشب فتركه ثم قال شعبة لأن يصح لي مثل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إلي من والدي وولدي والناس أجمعين وقد صح هذا الحديث والحمد لله وصلى الله على محمد وآله أجمعين

[ 334 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن الحكم أنبأ بن وهب أخبرني معاوية بن صالح وحدثنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه واللفظ له ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح أخبرني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قالوا يا أبا عبد الرحمن أوصنا قال أجلسوني ثم قال إن العلم والإيمان مكانهما من التمسهما وجدهما قال ذلك ثلاث مرات والتمسوا العلم عند أربعة رهط عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه عاشر عشرة في الجنة هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ويزيد بن عميرة السكسكي صاحب معاذ بن جبل وقد شهد مكحول الدمشقي ليزيد بذلك وهو مما يستشهد مكحول عن يزيد متابعة لأبي إدريس الخولاني

[ 335 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ثنا محمد بن شعيب بن شابور حدثني النعمان بن المنذر عن مكحول قال وجع معاذ بن جبل يوما وعنده يزيد بن عميرة الزبيدي فبكى عليه يزيد فقال له معاذ ما يبكيك قال يبكيني ما كنت أسألك كل يوم ينقطع عني فقال معاذ إن العلم والإيمان بشاشان قم فالتمسهما قال يزيد وعند من التمسهما فقال معاذ عند أربعة نفر عند عويمر أبي الدرداء وعند عبد الله بن مسعود وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن سلام فإنه كان يقال أنه عاشر عشرة في الجنة قال يزيد فقلت وعند عمر بن الخطاب فقال لا تسأله عن شيء فإنه عنك مشغول وقد روى الزهري عن أبي إدريس طرفا من هذا الحديث

[ 336 ] حدثناه علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن شريك ثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد بن مسلم ثنا بن عجلان حدثني بن شهاب عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه قال العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما

[ 337 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ثنا عبيد بن شريك البزار ثنا يحيى بن عبد الله بن بكر حدثني الليث بن سعد عن إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير أنه قال قال عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له بن لبيد يا رسول الله كيف يرفع العلم وقد اثبت في الكتاب ووعته القلوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال صدق عوف ألا أخبرك بأول ذلك يرفع قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا هذا صحيح وقد احتج الشيخان بجميع رواته والشاهد لذلك فيه شداد بن أوس فقد سمع جبير بن نفير الحديث منهما جميعا ومن ثالث من الصحابة وهو أبو الدرداء

[ 338 ] حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري وأبو الحسن أحمد بن محمد العنبري قالا ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير عن أبي الدرداء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء قال فقال زياد بن لبيد الأنصاري يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولتقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد إني كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذا التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء وأخبرته بالذي قال قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا هذا إسناد صحيح من حديث البصريين وفيه شاهد رابع على صحة الحديث وهو عبادة بن الصامت ولعل متوهما أن جبير بن نفير رواه مرة عن عوف بن مالك الأشجعي ومرة عن أبي الدرداء فيصير به الحديث مطولا وليس كذلك فإن رواة الإسنادين جميعا ثقات وجبير بن نفير الحضرمي من أكابر تابعي الشام فإذا صح الحديث عنه الإسنادين جميعا فقد ظهر أنه سمعه من الصحابيين جميعا والدليل الواضح على ما ذكرته أن الحديث قد روي بإسناد صحيح عن زياد بن لبيد الأنصاري الذي ذكر مراجعته رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديثين

[ 339 ] أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن بن لبيد الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أوان ذهاب العلم قال شعبة أو قال أوان انقطاع العلم قالوا كيفه وفينا كتاب الله تعلمه أبناؤنا أبناءهم قال ثكلتك أمك بن لبيد ما كنت أحسبك إلا من أعقل أهل المدينة أليس اليهود والنصارى فيهم كتاب الله التوراة والإنجيل لم ينتفعوا منه بشيء قد ثبت الحديث بلا ريب فيه برواية زياد بن لبيد بمثل هذا الإسناد الواضح

[ 340 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني معاوية بن صالح أخبرني عبد الوهاب بن بخت عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال المرادي أنه جاء يسأله عن شيء قال ما أعملك إلي إلا ذلك قال ما أعملت إليك إلا لذلك قال فأبشر فإنه ما من رجل يخرج في طلب العلم إلا بسطت له الملائكة أجنحتها رضي بما يفعل حتى يرجع هذا إسناد صحيح فإن عبد الوهاب بن بخت من ثقات البصريين وأثباتهم ممن يجمع حديثه وقد احتجا به ولم يخرجا هذا الحديث ومدار هذا الحديث على حديث عاصم بن بهدلة عن زر وقد أعرضا عنه بالكلية وله عن زر بن حبيش شهود ثقات غير عاصم بن بهدلة فمنهم المنهال بن عمرو وقد اتفقا عليه

[ 341 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عارم ثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال جاء رجل من مراد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له صفوان بن عسال وهو في المسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك قال ابتغاء العلم قال فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وذكر الحديث عارم هذا هو أبو النعمان محمد بن الفضل البصري حافظ ثقة اعتمده البخاري في جملة من هذا الحديث رواها عنه في الصحيح وقد خالفه سنان بن فروخ في هذا الحديث فرواه عن الصعق بن حزن

[ 342 ] حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق والحسن بن علي المعمري ومحمد بن سليمان قالوا ثنا شيبان ثنا الصعق بن حزن ثنا علي بن الحكم عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال حدث صفوان بن عسال المرادي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وقد أوقفه أبو جناب الكلبي عن طلحة بن مصرف عن زر بن حبيش وأبو جناب من لا يحتج بروايته في هذا الكتاب

[ 343 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن فضيل ثنا الحسن بن صالح حدثني أبو جناب حدثني طلحة بن مصرف أن زر بن حبيش أتى صفوان بن عسال فقال ما غدا بك إلي قال غدا بي التماس العلم قال أما أنه ليس يصنع ما صنعت له أحد ألا وضعت له الملائكة أجنحتها رضى بما يصنع وذكرنا في الحديث هذا مما لا يوهن هذا الحديث فقد أسنده جماعة وأوقفه جماعة والذي أسنده أحفظ والزيادة منهم مقبولة

[ 344 ] حدثنا جعفر بن محمد بن نصير إملاء ببغداد ثنا القاسم بن محمد بن حماد ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثني محمد بن ثور ثنا بن جريج قال جاء الأعمش إلى عطاء فسأله عن حديث فحدثه فقلنا له تحدث هذا وهو عراقي قال لأني سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سئل عن علم فكتمه جيء به يوم القيامة وقد ألجم بلجام من نار هذا حديث تداوله الناس بأسانيد كثيرة تجمع ويذاكر بها وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ذاكرت شيخنا أبا علي الحافظ بهذا الباب ثم سألته هل يصح شيء من هذه الأسانيد عن عطاء فقال لا قلت لم قال لأن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة

[ 345 ] أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي ثنا أزهر بن مروان ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا علي بن الحكم عن عطاء عن رجل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار فقلت له قد أخطأ فيه أزهر بن مروان أو شيخكم بن أحمد الواسطي وغير مستبعد منهما الوهم فقد حدثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ قالا ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الوارث بن سعيد عن علي بن الحكم عن رجل عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سئل عن علم عنده فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة فاستحسنه أبو علي واعترف لي به ثم لما جمعت الباب وجدت جماعة ذكروا فيه سماع عطاء من أبي هريرة ووجدنا الحديث بإسناد صحيح لا غبار عليه عن عبد الله بن عمرو

[ 346 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له علة وفي الباب عن جماعة من الصحابة غير أبي هريرة رضى الله تعالى عنهم

[ 347 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب قال سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن بيان عن عامر الشعبي عن قرظة بن كعب قال خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار فتوضأ ثم قال أتدرون لم مشيت معكم قالوا نعم نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا قال إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وامضوا وأنا شريككم فلما قدم قرظة قالوا حدثنا قال نهانا بن الخطاب هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها وقرظة بن كعب الأنصاري صحابي سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شرطنا في الصحابة أن لا نطويهم وأما سائر رواته فقد احتجا به

[ 348 ] حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا أحمد بن نجدة ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا إسرائيل عن عثمان بن أبي زرعة عن عامر بن سعد البجلي قال دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود وزيد بن ثابت فإذا عندهم جواري يغنين فقلت لهم أتفعلون هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن كنت تسمع وإلا فامض فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لنا في اللهو في العرس وفي البكاء عند الميت

[ 349 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره أخوه فأشار عليه بغير رشده فقد خانه ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه تابعه يحيى بن أيوب عن بكر بن عمرو

[ 350 ] أخبرناه أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي حدثني أبي ثنا يحيى بن أيوب عن بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة رضيع عبد الملك بن مروان وكان امرأ صدق عن مسلم بن يسار قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال علي ما لم أقل فيتبوأ بنيانه في جهنم ومن أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه هذا حديث قد احتج الشيخان برواته غير هذا وقد وثقه بكر بن عمرو المعافري وهو أحد أئمة أهل مصر والحاجة بنا إلى لفظة التثبت في الفتيا شديدة

[ 351 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ الخولاني عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم هذا حديث ذكره مسلم في خطبة الكتاب مع الحكايات ولم يخرجاه في أبواب الكتاب وهو صحيح على شرطهما جميعا ومحتاج إليه في الجرح والتعديل ولا أعلم له علة

[ 352 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا حسن بن علي بن عفان ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عمارة بن عمير ومالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة رواه الثوري عن الأعمش عن مالك بن الحارث

[ 353 ] أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الله مثله هذا حديث مسند صحيح على شرطهما ولم يخرجاه إنما أخرجا في هذا النوع حديث أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله وإنما هما اثنتان الهدي والكلام فأفضل الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم الحديث

[ 354 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا الأشعث بن الليث ثنا الليث وأخبرني عمرو بن محمد بن منصور العدل وأحمد بن يعقوب الثقفي قالا ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا الليث بن سعد أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عباد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول اللهم إني أعوذ بك من الأربع من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع هذا حديث صحيح ولم يخرجاه فإنهما لم يخرجا عباد بن أبي سعيد المقبري لا لجرح فيه بل لقلة حديثه وقلة الحاجة إليه وقد رواه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ولم يذكر أخاه عبادا

[ 355 ] حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا محمد بن عبد الله بن سلمان ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ومحمد بن العلاء الهمداني وهارون بن إسحاق قالوا ثنا أبو خالد سليمان بن حبان عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول اللهم إني أعوذ بك من الأربع من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع وله شاهد صحيح من رواية أنس بن مالك على شرط مسلم

[ 356 ] حدثناه علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن نعيم ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس عن أنس قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع ويقول في آخر ذلك اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع وقد بلغني أن مسلم بن الحجاج أخرجه من حديث زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ 357 ] حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضرير بالري ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد وأخبرنا أبو قتيبة سلم بن فضل الآدمي بمكة ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي ثنا زيد بن حباب ثنا ليث بن سعد المصري حدثني خالد بن يزيد عن عبد الواحد بن قيس عن عبد الله بن عمرو قال قالت لي قريش تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن قريشا يقول تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر قال فأوميء لي شفتيه فقال والذي نفسي بيده ما يخرج مما بينهما إلا حق فاكتب هذا حديث صحيح الإسناد أصل في نسخ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يخرجاه وقد احتجا بجميع رواته إلا عبد الواحد بن قيس وهو شيخ من أهل الشام وابنه عمر بن عبد الواحد الدمشقي أحد أئمة الحديث وقد روى عبد الواحد بن قيس عن جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع رضى الله تعالى عنهم وروى الأوزاعي أحاديث ولهذا الحديث شاهد قد اتفقا على إخراجه على سبيل الاختصار عن همام بن منبه عن أبي هريرة أنه قال ليس أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب وعن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أخيه همام عن أبي هريرة نحوه فأما عبد الواحد بن قيس وحديثه عن عبد الله بن عمرو فقد وجدت له فيه شاهدا من حديث عمرو بن شعيب وقد سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت الحسن بن سفيان يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة فهو كأيوب عن نافع عن بن عمر فأما حديث الشاهد

[ 358 ] فحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن سلمان عن عقيل بن خالد عن عمرو بن شعيب أن شعيبا حدثه ومجاهدا أن عبد الله بن عمرو حدثهم أنه قال يا رسول الله أكتب ما أسمع منك قال نعم قلت عند الغضب وعند الرضا قال نعم إنه لا ينبغي لي أن أقول إلا حقا فليعلم طالب هذا العلم أن أحدا لم يتكلم قط في عمرو بن شعيب وإنما تكلم مسلم في سماع شعيب من عبد الله بن عمرو فإذا جاء الحديث عن عمرو بن شعيب عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو فإنه صحيح على أني إنما ذكرته شاهدا لحديث عبد الواحد بن قيس وقد روي هذا الحديث بعينه عن يوسف بن ماهك

[ 359 ] أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ثنا يحيى بن سعيد وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه واللفظ له ثنا أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى عن عبيد الله بن الأخنس عن الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأريد حفظه فنهتني قريش وقالوا تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الرضاء والغضب قال فأمسكت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق وأشار بيده إلى فيه رواة هذا الحديث قد احتجا بهم عن آخرهم غير الوليد هذا وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشامي فإنه الوليد بن عبد الله وقد علمت على أبيه الكتبة فإن كان كذلك فقد احتج مسلم به وقد صحت الرواية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال قيدوا العلم بالكتاب

[ 360 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا أبو عاصم عن بن جريج عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان أنه سمع عمر بن الخطاب يقول قيدوا العلم بالكتاب وكذلك الرواية عن أنس بن مالك صحيح من قوله وقد أسند من وجه غير معتمد فأما الرواية من قوله

[ 361 ] فحدثناه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله التاجر ثنا محمد بن إدريس الرازي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة عن أنس أنه كان يقول لبنيه قيدوا العلم بالكتاب أسنده بعض البصريين عن الأنصاري وكذلك أسنده شيخ أهل مكة غير معتمد عن بن جريج

[ 362 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن شاذان الجوهري وأخبرني أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب قالا ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عبد الله بن المؤمل حدثنا بن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيدوا العلم قلت وما تقييده قال كتابته

[ 363 ] حدثني عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ثنا الحارث بن محمد ثنا يزيد بن هارون أنبأ جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير فقال واعجبا لك يا بن عباس أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم قال فتركت ذاك وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريح على من التراب فيخرج فيراني فيقول يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك هلا أرسلت إلي فآتيك فأقول لا أنا أحق أن آتيك قال فأسأله عن الحديث فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني فيقول هذا الفتى كان أعقل مني هذا حديث صحيح على شرط البخاري وهو أصل في طلب الحديث وتوقير المحدث

[ 364 ] حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني بن جريج أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أخو أهل الشام يا أبا هريرة حدثنا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل فيؤمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت العلم وقرأت القرآن وعملته فيك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارىء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من شيء تحب أن أنفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ويونس بن يوسف هو بن عمرو بن حماس الذي يروي عنه مالك بن أنس في الموطأ ومالك الحكم في كل من روى عنه وقد خرجه مسلم

[ 365 ] أخبرني أبو بكر بن إسحاق الفقيه من أصل كتابه أنبأنا عبيد بن محمد بن حاتم الحافظ المعروف بالعجل ثنا إبراهيم بن زياد سبلان ثنا عباد بن عباد ثنا يونس وهو بن عبيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يهلكون عند الحساب جواد وشجاع وعالم هذا حديث صحيح الإسناد على شرطهما وهو غريب شاذ إلا أنه مختصر من الحديث الأول شاهد له

[ 366 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال قال أبو هريرة لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم بشيء ثم تلا { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه } هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولا أعلم له علة ولم يخرجاه

[ 367 ] أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا أحمد بن يونس ثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه قال كان أبو هريرة يقوم يوم الجمعة إلى جانب المنبر فيطرح أعقاب نعليه في ذراعيه ثم يقبض على رمانة المنبر يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم قال محمد صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ثم يقول في بعض ذلك ويل للعرب من شر قد اقترب فإذا سمع حركة باب المقصورة بخروج الامام جلس هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا وليس الغرض في تصحيح حديث ويل للعرب من شر قد اقترب فقد أخرجاه إنما الغرض فيه استحباب رواية الحديث على المنبر قبل خروج الامام

[ 368 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه واللفظ له أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان حدثني أبو النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله بن معمر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ما أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه قد أقام سفيان بن عيينة هذا الإسناد وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه والذي عندي أنهما تركاه لاختلاف المصريين في هذا الإسناد

[ 369 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك عن أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أعرفن الرجل متكئا يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ما ندري هذا هو كتاب الله وليس هذا فيه

[ 370 ] قال وأخبرني الليث بن سعد عن أبي النضر عن موسى بن عبد الله بن قيس عن أبي رافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال والناس حوله لا أعرفن أحدكم يأتيه أمر من أمري قد أمرت به أو نهيت عنه وهو متكيء على أريكته فيقول ما وجدنا في كتاب الله عملنا به وإلا فلا قال الحاكم أنا على أصل الذي أصلته في خطبة هذا الكتاب أن الزيادة من الثقة مقبولة وسفيان بن عيينة حافظ ثقة ثبت وقد خبر وحفظ واعتمدنا على حفظه بعد أن وجدنا للحديث شاهدين بإسنادين صحيحين أما أحدهما

[ 371 ] فأخبرناه أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح أن معاوية بن صالح أخبره وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن وهو بن مهدي ثنا معاوية بن صالح حدثني الحسن بن جابر أنه سمع المقدام بن معديكرب الكندي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول حرم النبي صلى الله عليه وسلم أشياء يوم خيبر منها الحمار الأهلي وغيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يقعد الرجل منكم على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله وأما الحديث الثاني

[ 372 ] فحدثناه أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي ببغداد ثنا محمد بن خليفة العاقولي غندر ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عقبة بن خالد الشني ثنا الحسن قال بينما عمران بن حصين يحدث عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال له رجل يا أبا نجيد حدثنا بالقرآن فقال له عمران أنت وأصحابك يقرأون القرآن أكنت محدثي عن الصلاة وما فيها وحدودها أكنت محدثي عن الزكاة في الذهب والإبل والبقر وأصناف المال ولكن قد شهدت وغبت أنت ثم قال فرض علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزكاة كذا وكذا وقال الرجل أحييتني أحياك الله قال الحسن فما مات ذلك الرجل حتى صار من فقهاء المسلمين عقبة بن خالد الشني من ثقات البصريين وعبادهم وهو عزيز الحديث يجمع حديثه فلا يبلغ تمام العشرة وصلى الله على محمد وآله أجمعين

[ 373 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن هشام بن حجير قال كان طاوس يصلي ركعتين بعد العصر فقال له بن عباس أتركها فقال إنما نهى عنهما أن تتخذ مسلما أن يوصل ذلك إلى الغرور قال بن عباس فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن صلاة بعد العصر وما أدري أيعذب عليه أم يؤجر لأن الله تعالى يقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة الأحزاب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين موافق لما قدمنا ذكره من الحث على اتباع السنة ولم يخرجاه بهذه السياقة

[ 374 ] حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن غالب ثنا عفان ثنا شعبة وأخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو عمرو الحوضي ثنا شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لابن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي ذر ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب

[ 375 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر البري ثنا عبد الله بن جعفر البرمكي ثنا معن بن عيسى ثنا مالك بن أنس حدثني عبد الله بن إدريس عن شعبة فذكر الحديث بإسناده نحوه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وإنكار عمر أمير المؤمنين على الصحابة كثرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة ولم يخرجاه

[ 376 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله أنه حدث يوما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتعد وارتعدت ثيابه ثم قال أو نحوه هذا هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله شواهد فيه عن عبد الله

[ 377 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا علي بن حكيم ثنا شريك وأخبرنا علي بن عبد الله الحليمي ثنا العباس الدوري ثنا إسحاق بن منصور السلولي ثنا شريك فذكره بنحوه هذا حديث من أصول التوقي عن كثرة الرواية والحث على الإتقان فيه وقد اتفقا على إسرائيل عن أبي حصين وقد احتج مسلم بشريك بن عبد الله وهو أن يحتج به ولم يخرجاه وله شاهد آخر على شرطهما

[ 378 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا مسدد ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا بن عون أخبرني مسلم بن أبي عمران عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عمرو بن ميمون قال ما أخطأني وقال بن عون قلما أخطأني عشية خميس إلا أتيت فيها بن مسعود فما سمعته لشيء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ذات عشية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت إليه فإذا هو محلول أزرار قميصه منتفخ أوداجه مغرورقة عيناه ثم قال هكذا أو فوق ذا أو قريب من ذا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 379 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن محمد بن إسحاق وحدثني علي بن حمشاذ العدل أنبأ علي بن عبد العزيز أن سعيد بن منصور حدثهم ثنا أبو شهاب وحدثنا أبو القاسم يوسف بن يعقوب السوسي ثنا أبو علي محمد بن عمرو الحرشي ثنا القعنبي ثنا أبو شهاب وحدثني هلي بن حمشاذ العدل ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد العوذي ثنا أبو الربيع ثنا أبو شهاب عن محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك قال سمعت أبا قتادة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال عني فلا يقول إلا حقا ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار وفي حديث محمد بن عبيد حدثني بن كعب وغيره عن أبي قتادة هذا حديث على شرط مسلم وفيه ألفاظ صعبة شديدة ولم يخرجاه وله شاهد بإسناد آخر عن أبي قتادة

[ 380 ] حدثنيه علي بن حمشاذ ثنا موسى بن هارون ثنا يحيى بن موسى خت ثنا عتاب بن محمد بن شوذب ثنا كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال قلت لأبي قتادة حدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخشى أن يزل لساني بشيء لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إياكم وكثرة الحديث عني من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

[ 381 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن نعيم ثنا محمد بن رافع ثنا علي بن جعفر المدائني ثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع قد ذكر لمسلم هذا الحديث في أوساط الحكايات التي ذكرها في خطبة الكتاب عن محمد بن رافع ولم يخرجه محتجا به في موضعه من الكتاب وعلي بن جعفر المدائني ثقة وقد نبهنا في أول الكتاب على الاحتجاج بزيادات الثقات وقد أرسله جماعة من أصحاب شعبة

[ 382 ] حدثناه أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس وأخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب وأخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب أنبأ حفص بن عمر قالوا ثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع

[ 383 ] أخبرني أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي رحمه الله ثنا محمد بن أيوب أنبأ محمد بن سنان العوقي أنبأ بن المبارك عن معمر عن بن طاوس عن أبيه قال قرأ بن عباس وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم آل عمران فقال كنا نحفظ الحديث والحديث يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ركبتم الصعب والذلول هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وله شاهد آخر مثله

[ 384 ] حدثناه أبو علي حسين بن علي الحافظ أنبأ أحمد بن علي المثنى ثنا هارون بن معروف ثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس عن بن عباس قال كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكذب عليه فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه وصلى الله على محمد وآله وسلم

[ 385 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن يحيى بن ميمون الحضرمي أخبره عن أبي موسى الغافقي قال آخر ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني أو كلمة تشبهها فمن حفظ شيئا فليحدث به ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار رواة هذا الحديث عن آخرهم يحتج بهم فأما أبو موسى مالك بن عبادة الغافقي فإنه صحابي سكن مصر وهذا الحديث من جملة ما خرجناه عن الصحابي إذا صح إليه الطريق على أن وداعة الجهني قد روى أيضا عن مالك بن عبادة الغافقي وهذا الحديث قد جمع لفظتين غريبتين إحداهما قوله سترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني والأخرى فمن حفظ شيئا فليحدث به وقد ذهب جماعة من أئمة الإسلام إلى أن ليس للمحدث أن يحدث بما لا يحفظه ولم يخرجاه

[ 386 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ثنا محمد بن شعيب بن شابور ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه واللفظ له أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن زيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي يعرف منهم وينكر قلت وهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليه قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركت ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك هذا حديث مخرج في الصحيحين هكذا وقد خرجاه أيضا مختصرا من حديث الزهري عن أبي إدريس الخولاني وإنما خرجته في كتاب العلم لأني لم أجد للشيخين حديثا يدل على أن الإجماع حجة غير هذا وقد خرجت في هذه المواضع من أحاديث هذا الباب ما لم يخرجاه الحديث الأول منها

[ 387 ] حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبأ عبد الله بن المبارك وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الفقيه البخاري بنيسابور ثنا أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله بن المبارك وحدثنا بكر بن محمد الصوفي بمكة ثنا الحسن بن علي المعمري ثنا الحسن بن عيس أنبأ عبد الله بن المبارك وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري واللفظ له ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا نعيم بن حماد أنبأ بن المبارك أنبأ محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال خطبنا عمر بالجابية فقال إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان قالها ثلاثا وعليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ألا ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإني لا أعلم خلافا بين أصحاب عبد الله بن المبارك في إقامة هذا الإسناد عنه ولم يخرجاه وله شاهدان عن محمد بن سوقة قد يستشهد بمثلهما في مثل هذه المواضع أما الشاهد الأول

[ 388 ] فحدثناه أبو أحمد إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي بالكوفة ثنا جعفر بن محمد البلوي ثنا عثمان بن سعيد المزني ثنا الحسن بن صالح عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه خطب بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم فقال استوصوا بأصحابي خيرا فذكر الحديث بنحوه وأما الشاهد الثاني

[ 389 ] فحدثناه أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ثنا جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن منيع قالا ثنا النضر بن إسماعيل البجلي ثنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال خطبنا عمر بالجابية فقال إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فذكر الحديث بنحوه فأما الخلاف في هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير فإنه مجموع لي في جزء والذي عندي أن الامامين يرويان هذا الحديث من ذلك الخلاف بين الأئمة على عبد الملك فيه وتلك الأسانيد لا تعلل بهذه الأسانيد الخارجة منها وقد رويناه بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص عن عمر رضى الله تعالى عنهما

[ 390 ] حدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد المؤذن ثنا أحمد بن زيد بن هارون القزاز بمكة قالا ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني محمد بن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال وقف عمر بن الخطاب بالجابية فقال رحم الله رجلا سمع مقالتي فوعاها إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف فينا كمقامي فيكم ثم قال احفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثا ثم يكثر الهرج ويظهر الكذب ويشهد الرجل ولا يستشهد ويحلف ولا يستحلف من أحب منكم بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن الحديث الثاني فيما احتج به العلماء أن الإجماع حجة حديث مختلف فيه عن المعتمر بن سليمان من سبعة أوجه فالوجه الأول منها

[ 391 ] ما حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الأصم ببغداد ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا خالد بن يزيد القرني ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا وقال يد الله على الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذ شذ في النار خالد بن يزيد القرني هذا شيخ قديم للبغداديين ولو حفظ هذا الحديث لحكمنا له بالصحة والخلاف الثاني فيه عن المعتمر

[ 392 ] ما حدثناه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن المسيب ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا المعتمر بن سليمان حدثني أبو سفيان المديني عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا ويد الله على الجماعة فمن شذ شذ في النار والخلاف الثالث فيه على المعتمر

[ 393 ] ما حدثنا علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا أبو بكر بن نافع ثنا المعتمر حدثني سليمان المدني عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله أمتي على الضلالة أبدا والخلاف الرابع على المعتمر فيه

[ 394 ] ما أخبرني محمد بن عبد الله العمري ثنا محمد بن إسحاق حدثني علي بن الحسين الدرهمي ثنا المعتمر بن سليمان عن سفيان أو أبي سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يجمع الله أمتي على ضلالة أبدا ويد الله على الجماعة هكذا ورفع يديه فإنه من شذ شذ في النار قال الامام أبو بكر محمد بن إسحاق لست أعرف سفيان وأبا سفيان هذا والخلاف الخامس على المعتمر فيه

[ 395 ] ما حدثناه أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم البزار ببغداد ثنا محمد بن غالب ثنا خالد بن عبد الرحمن ثنا المعتمر عن سلم بن أبي الذيال عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله هذه الأمة أو قال أمتي على الضلالة أبدا واتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذ شذ في النار قال لنا عمر بن جعفر البصري هكذا في كتاب أبي الحسين عن سلم بن أبي الذيال قال الحاكم أبو عبد الله وهذا لو كان محفوظا من الراوي لكان من شرط الصحيح والخلاف السادس على المعتمر فيه

[ 396 ] ما أخبرناه أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ سهل بن أحمد بن عثمان الواسطي من كتابه ثنا يحيى بن حبيب بن عربي ثنا المعتمر بن سليمان قال قال أبو سفيان سليمان بن سفيان المدني عن عمرو بن دينار عن بن عمر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبدا ويد الله على الجماعة هكذا فاتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذ شذ في النار والخلاف السابع على المعتمر فيه

[ 397 ] ما حدثناه أبو الحسن محمد بن الحسين بن منصور ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يونس البزار ثنا أبو بكر بن نافع ثنا معتمر بن سليمان حدثني سليمان أبو عبد الله المدني عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يجمع الله أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الضلالة ويد الله على الجماعة وقال بيده يبسطها أنه من شذ شذ في النار قال الحاكم فقد استقر الخلاف في إسناد هذا الحديث على المعتمر بن سليمان وهو أحد أركان الحديث من سبعة أوجه لا يسعنا أن نحكم أن كلها محمولة على الخطأ بحكم الصواب لقول من قال عن المعتمر عن سليمان بن سفيان المدني عن عبد الله بن دينار ونحن إذا قلنا هذا القول نسبنا الراوي إلى الجهالة فوهنا به الحديث ولكنا نقول أن المعتمر بن سليمان أحد أئمة الحديث وقد روي عنه هذا الحديث بأسانيد يصح بمثلها الحديث فلا بد من أن يكون له أصل بأحد هذه الأسانيد ثم وجدنا للحديث شواهد من غير حديث المعتمر لا أدعي صحتها ولا أحكم بتوهينها بل يلزمني ذكرها لإجماع أهل السنة على هذه القاعدة من قواعد الإسلام فممن روى عنه هذا الحديث من الصحابة عبد الله بن عباس

[ 398 ] حدثنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه إملاء وقراءة ثنا محمد بن سليمان بن خالد ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق أنبأ إبراهيم بن ميمون أخبرني عبد الله بن طاوس أنه سمع أباه يحدث أنه سمع بن عباس يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع الله أمتي أو قال هذه الأمة على الضلالة أبدا ويد الله على الجماعة

[ 399 ] حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا موسى بن هارون ثنا العباس بن عبد العظيم ثنا عبد الرزاق ثنا إبراهيم بن ميمون العدني وكان يسمى قريش اليمن وكان من العابدين المجتهدين قالت قلت لأبي جعفر والله لقد حدثني بن طاوس عن أبيه قال سمعت بن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبدا ويد الله على الجماعة قال الحاكم فإبراهيم بن ميمون العدني هذا قد عدله عبد الرزاق وأثنى عليه وعبد الرزاق إمام أهل اليمن وتعديله حجة وقد روي هذا الحديث عن أنس بن مالك

[ 400 ] حدثناه علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا مبارك أبو سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه أربعا سأل ربه أن لا يموت جوعا فأعطي ذلك وسأل ربه أن لا يجتمعوا على ضلالة فأعطي ذلك وسأل ربه أن لا يرتدوا كفارا فأعطي ذلك وسأل ربه أن لا يغلبهم عدو لهم فيستبيح بأسهم فأعطي ذلك وسأل ربه أن لا يكون باسهم بينهم فلم يعط ذلك أما مبارك بن سحيم فإنه ممن لا يمشي في مثل هذا الكتاب لكني ذكرته اضطرارا الحديث الثالث في حجة العلماء بأن الإجماع حجة

[ 401 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا عمرو بن عون وأخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا خالد بن عبد الله عن مطرف عن خالد بن وهبان عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

[ 402 ] تابعه جرير بن عبد الحميد الضبي عن مطرف خالد بن وهبان عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خالف جماعة المسلمين شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه خالد بن وهبان لم يجرح في رواياته وهو تابعي معروف إلا أن الشيخين لم يخرجاه وقد روي هذا المتن عن عبد الله بن عمر بإسناد صحيح على شرطهما

[ 403 ] أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يحيى بن سعيد قال كتب إلي خالد بن أبي عمران قال حدثني نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجعه وقال من مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته موتة جاهلية الحديث الرابع فيما يدل على إجماع العلماء حجة

[ 404 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بكار بن قتيبة القاضي بمصر ثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال حدثني الحارث الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمركم بخمس كلمات أمرني الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلا أن يرجع وهكذا رواه بطوله معاوية بن سلام وأبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير أما حديث معاوية

[ 405 ] فحدثناه علي بن حمشاذ أنبأ محمد بن غالب أن حفص بن عمر العمري حدثهم قال ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير وحدثني زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول حدثني الحارث الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمرني بخمس أعمل بهن فذكر الحديث بطوله وأما حديث أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير

[ 406 ] فحدثناه علي بن حمشاذ ثنا تميم بن محمد ثنا هدبة بن خالد ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس يعمل بهن وأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكر الحديث وقال فيه إن الله يأمرني بخمس فذكره بطوله هذا حديث صحيح على ما أصلناه في الصحابة إذا لم نجد لهم إلا راويا واحدا فإن الحارث الأشعري صحابي معروف سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول الحارث الأشعري له صحبة ولهذه اللفظة من الحديث شاهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 407 ] حدثناه أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ثنا عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة شبرا دخل النار الحديث الخامس فيما يدل على أن الإجماع حجة

[ 408 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم الداربردي بمرو ثنا أحمد بن عيسى المزني ثنا العقبي وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه واللفظ له أنبأ أبو المثنى ثنا العقبي ثنا أسامة بن زيد عن أبيه عن جده عن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق أمة أو عاد أعرابيا بعد هجرته فلا حجة له قد اتفق الشيخان على إخراج حديث غيلان بن جرير عن زياد بن رياح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من فارق الجماعة فمات مات موتة جاهلية وهذا المتن غير ذاك الحديث السادس فيما يدل على أن الإجماع حجة

[ 409 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا حامد بن أبي حامد المقري ثنا إسحاق بن سليمان القاري ثنا كثير بن أبي كثير أبو النضر عن ربعي بن حراش قال أتيت حذيفة بن اليمان ليالي سار الناس إلى عثمان فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق الجماعة واستذل الامارة لقي الله ولا حجة له تابعه أبو عاصم عن كثير

[ 410 ] أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا محمد بن معاذ ثنا أبو عاصم ثنا كثير بن أبي كثير حدثني ربعي بن حراش أنه أتى حذيفة بن اليمان ببرودة وكانت أخته تحت حذيفة يا ربعي ما فعل قومك وذلك زمن خرج الناس إلى عثمان قال قد خرج منهم ناس قال فيمني منهم فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق الجماعة واستذل الامارة لقي الله ولا حجة له عند الله هذا حديث صحيح فإن كثير بن أبي كثير كوفي سكن البصرة روى عنه يحيى بن سعيد القطان وعيسى بن يونس ولم يذكر بجرح الحديث السابع فيما يدل على أن الإجماع حجة

[ 411 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي ميسرة ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة أخبرني أبو هانئ أن أبا علي الجنبي عمرو بن مالك حدثه عن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاثة لا تسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصيا وأمة أو عبد آبق من سيده فمات وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بجميع رواته ولم يخرجاه ولا أعرف له علة الحديث الثامن على أن الإجماع حجة

[ 412 ] أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب عن عبد الله بن السائب الأنصاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة التي بعدها كفارة لما بينهما والجمعة إلى الجمعة والشهر إلى الشهر يعني من شهر رمضان إلى شهر رمضان كفارة لما بينهما ثم قال بعد ذلك إلا من ثلاث فعرفت أن ذلك من أمر حدث فقال إلا من الإشراك بالله ونكث الصفقة وترك السنة قلت يا رسول الله أما الإشراك بالله فقد عرفناه فما نكث الصفقة وترك السنة قال أما نكث الصفقة أن تبايع رجلا بيمينك ثم تختلف إليه فتقابله بسيفك وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بعبد الله بن السائب بن أبي السائب الأنصاري ولا أعرف له علة الحديث التاسع في أن الإجماع حجة

[ 413 ] أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى قال وأخبرنا علي بن عبد العزيز ثنا داود بن عمرو الضبي قالا ثنا نافع بن عمر الجمحي ثنا أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بالنباه أو بالنباوه يقول يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار أو قال خياركم من شراركم قيل يا رسول الله بماذا قال بالثناء الحسن والثناء السيء أنتم شهداء بعضكم على بعض هذا حديث صحيح الإسناد وقال البخاري أبو زهير الثقفي سمع النبي صلى الله عليه وسلم واسمه معاذ فأما أبو بكر بن أبي زهير فمن كبار التابعين وإسناد الحديث صحيح ولم يخرجاه فقد ذكرنا تسعة أحاديث بأسانيد صحيحة يستدل بها على الحجة بالإجماع واستقصيت فيه تحريا لمذاهب الأئمة المتقدمين رضى الله تعالى عنهم

فصل في توقير العالم هذه أخبار صحيحة في الأمر بتوقير العالم عند الاختلاف إليه والقعود بين يديه مما لم يخرجاه

[ 414 ] أخبرنا أبو الحسن ميمون بن إسحاق الهاشمي ببغداد ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وذكر الحديث قد ثبت صحة هذا الحديث في كتاب الإيمان وأنهما لم يخرجاه

[ 415 ] أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى الخطيب بمرو ثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنا إذا قعدنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نرفع رؤوسنا إليه إعظاما له هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أحفظ له علة ولم يخرجاه

[ 416 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة وحدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا محمد بن النضر الزيدي ثنا بكر بن بكار ثنا شعبة وأخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة وأخبرني أبو عمرو محمد بن جعفر واللفظ له ثنا يحيى بن محمد ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن زياد بن علاقة سمع أسامة بن شريك قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده كأنما على رؤوسهم الطير فسلمت وقعدت فجاء أعراب يسألونه عن أشياء حتى قالوا أنتداوى قال تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء فسألوه عن أشياء فقال عباد الله وضع الحرج لا امرأ اقترض امرأ ظلما فذلك حرج وهلك فقالوا يا رسول الله ما خير ما أعطي الناس قال خلق حسن هذا حديث صحيح ولم يخرجاه والعلة عند مسلم فيه أن أسامة بن شريك ما روى عنه غير زياد وقد روى عن علي بن الأقمر عنه على أني قد أصلت كتابي هذا على إخراج الصحابة وإن لم يكن لهم غير راو واحد ولهذا الحديث طرق سبيلنا أن نخرجها بمشيئة الله تعالى في كتاب الطب

[ 417 ] أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يزيد الرماحي ثنا شعبة عن عامر ثنا صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط قال دخلت المسجد فإذا حلقة كأنما قطعت رؤوسهم فإذا رجل يحدثهم فإذا هو حذيفة قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر وذكر الحديث بطوله متن هذا الحديث مخرج في الكتابين وإنما خرجته في هذا الموضع للاصغاء إلى المحدث وكيفية التوقير له فإن هذا اللفظ لم يخرجاه في الكتابين

[ 418 ] حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو داود الطيالسي أنبأ الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد لم يرفع أحد منا رأسه غير أبي بكر وعمر فإنهما كانا يتبسمان إليه ويتبسم إليهما هذا حديث تفرد به الشيخ الحكم بن عطية وليس من شرط هذا الكتاب

[ 419 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الخضر بن أبان الهاشمي ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أبي عثمان عن سلمان الفارسي قال كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءهم قاصدا حتى دنا منهم فكفوا عن الحديث إعظاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كنتم تقولون فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وقد احتجا بجعفر بن سليمان فأما أبو سلمة سيار بن حاتم الزاهد فإنه عابد عصره وقد أكثر أحمد بن حنبل الرواية عنه

[ 420 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا جعفر بن عون أنبأ الأعمش وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ موسى بن إسحاق الأنصاري ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا الأعمش وحدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن النضر الجارودي ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال سألني اليوم رجل عن شيء ما أدري ما أقول له قال أرأيت رجلا مؤدبا نشيطا حريصا على الجهاد يقول يعزم علينا أمرائنا أشياء لا نحصيها قال فقلت والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعله لا يأمر بالشيء إلا فعلناه وما أشبه ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله عز وجل وإذا حاك في نفسه شيء أتى رجلا فسأله فشفاه وأيم الله ليوشكن أن لا تجدوه هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأظنه لتوقيف فيه

[ 421 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن خير الزيادي عن أبي قتيل عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا ومالك بن خير الزيادي مصري ثقة وأبو قبيل تابعي كبير

[ 422 ] حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ وكيع عن علي بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم النساء قال أولي الفقه والخير هذا حديث صحيح له شاهد وتفسير الصحابي عندهما مسند

[ 423 ] أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنبري ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم يعني أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معالي دينهم ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر فأوجب الله طاعتهم وهذه أحاديث ناطقة بما يلزم العلماء من التواضع لمن يعلمونهم

[ 424 ] أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن مصعب بن سعد أن حفصة قالت لعمر ألا تلبس ثوبا ألين من ثوبك وتأكل من طعام أطيب من طعامك هذا وقد فتح الله عليك الأمر وأوسع إليك الرزق فقال سأخاصمك إلى نفسك فذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يلقى من شدة العيش فلم يزل يذكر حتى بكت فقال إني قد قلت لأشاركنهما في مثل عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي هذا حديث صحيح على شرطهما فإن مصعب بن سعد كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهو من كبار التابعين من أولاد الصحابة رضى الله تعالى عنهم

[ 425 ] وحدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عبد الله بن مسلمة وأخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه قال قرئ على عبد الملك بن محمد هو بن عبد الله الرقاشي ثنا أبي قال ثنا مسلم بن خالد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كرم المؤمن دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وله شاهد

[ 426 ] حدثنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد ثنا محمد بن حسين بن مكرم بالبصرة ثنا أحمد بن المقدام ثنا المعتمر عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كرم المؤمن دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه

[ 427 ] حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ثنا أبو عمار ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لا تسعون الناس بأموالكم وليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق رواه سفيان الثوري عن عبد الله بن سعيد

[ 428 ] حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغرلي ثنا محمد بن مشكان ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا سفيان عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رفعه قال إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق هذا حديث صحيح معناه يقرب من الأول غير أنهما لم يخرجاه عن عبد الله بن سعيد

[ 429 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا سمعان بن بحر العسكري أبو علي ثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي ثنا أبي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعروف إلى الناس يقي صاحبها مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة سمعت أبا علي الحافظ يقول هذا الحديث لم أكتبه إلا عن أبي عبد الله الصفار ومحمد بن إسحاق وابنه من البصريين لم نعرفهما بجرح وقوله أهل المعروف في الدنيا قد روي من غير وجه عن المنكدر عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر والمنكدر وإن لم يخرجاه فإنه يذكر في الشواهد

[ 430 ] حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن بشر بن مطر ثنا عمرو بن محمد الناقد حدثني محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن بن عمر في قوله عز وجل خذ العفو الأعراف قال أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو في أخلاق الناس هذا حديث صحيح على شرط البخاري وقد احتج بالطفاوي ولم يخرجاه وقد قيل فيه عن عروة عن عبد الله بن الزبير

[ 431 ] أخبرناه عبدان بن يزيد الدقاق ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا عمرو بن عون ثنا وكيع بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد قيل في هذا عن عبد الله بن عمرو بن العاص وليس من شرطه

[ 432 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس رجلا من قومه في تهمة فجاء رجل من قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال يا محمد على م تحبس جيرتي فصمت النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن أناسا يقولون أنك تنهى عن الشر وتستحلي به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تقول فجعلت أعرض بينهما بالكلام مخافة أن يفهمها فيدعو على قومي دعوة لا يفلحوا بعدها فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى فهمها فقال قد قالوا أو قائلها منهم والله لو فعلت لكان على ما كان عليهم خلوا عن جيرانه وقد تقدم القول في صحيفة بهز بن حكيم ما أغنى عن إعادته على أن شواهد هذا الحديث مخرجة في الصحيحين فمنها حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقال رجل من الأنصار إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ومنها حديث مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فجبذ أعرابي بردته الحديث ومنها حديث شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس في قصة حنين على ما تضطروني إلى هذه الشجرة وغير هذا مما يطول ذكره

[ 433 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمر بن راشد مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان التيمي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي عن هشام بن عروة عن محمد بن علي عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من كن فيه آواه الله في كنفه وستر عليه برحمته وأدخله في محبته قيل ما هن يا رسول الله قال من إذا أعطي شكر وإذا قدر غفر وإذا غضب فتر هذا حديث صحيح الإسناد فإن عمر بن راشد شيخ من أهل الحجاز من ناحية المدينة قد روى عنه أكابر المحدثين

[ 434 ] حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو سهل بشر بن سهل ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن أيوب هن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب قال لما ولي عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني قد علمت منكم أنكم تؤنسون مني شدة وغلظة وذلك أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت عبده وخادمه وكان كما قال الله بالمؤمنين رؤوف رحيم فكنت بين يديه كالسيف المسلول إلا أن يغمدني أو ينهاني عن أمر فأكف وإلا أقدمت على الناس لمكان لينه هذا حديث صحيح الإسناد وأبو صالح فقد احتج به البخاري فأما سماع سعيد عن عمر فمختلف فيه وأكثر أئمتنا على أنه قد سمع منه وهذه ترجمة معروفة في المسانيد

[ 435 ] أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب الفقيه ثنا سهل بن عمار ثنا محاضر بن المورع ثنا سعد بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان هينا لينا قريبا حرمه الله على النار هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 436 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفتى الناس بغير علم كان إثمه على من أفتاه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولا أعرف له علة

[ 437 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد تقدم أخبار عبد الله بن عمرو في إجازة الكتابة

[ 438 ] أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا محمد بن سالم المفلوج ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن البراء قال ليس كلنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لنا ضيعة وأشغال ولكن الناس كانوا لا يكذبون يومئذ فيحدث الشاهد الغائب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ومحمد بن سالم وابنه عبد الله محتج بهما فأما صحيفة إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق فقد أخرجها البخاري في الجامع الصحيح

[ 439 ] حدثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا عمرو بن عون ثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي بريدة قال كان بن عباس إذا سئل عن شيء فكان في كتاب الله قال به فإن لم يكن في كتاب الله وكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيء قال به فإن لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيء قال بما قال أبو بكر وعمر فإن لم يكن لأبي بكر وعمر فيه شيء قال برأيه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وفيه توقيف ولم يخرجاه

[ 440 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن إدريس الأودي عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ولا أن يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار أنه يقال للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا أو يكذب حتى يكتب عند الله كذابا هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين وإنما تواترت الروايات بتوفيق أكثر هذه الكلمات فإن صح سنده فإنه صحيح على شرطهما

[ 441 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عمرو بن عون ووهب بن بقية الواسطيان قالا ثنا خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وله شواهد فمنها

[ 442 ] ما أخبرنا أبو العباس قاسم بن قاسم السياري بمرو ثنا أبو الموجه محمد بن عمر الفزاري ثنا يوسف بن عيسى ثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقت اليهودي على إحدى وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة

[ 443 ] ومنها ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني ثنا صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله عن أبي عامر عبد الله بن يحيى قال حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة أخبر بقاص يقص على أهل مكة مولى لبني فروخ فأرسل إليه معاوية فقال أمرت بهذه القصص قال لا قال فما حملك على أن تقص بغير إذن قال ننشيء علما علمناه الله عز وجل فقال معاوية لو كنت تقدمت إليك لقطعت منك طائفة ثم قام حين صلى الظهر بمكة فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ويخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله والله يا معشر العرب لين لم تقوموا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لغير ذلك أحرى أن لا تقوموا به هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعمرو بن عوف المزني بإسنادين تفرد بأحدهما عبد الرحمن بن زياد الأفريقي والآخر كثير بن عبد الله المزني ولا تقوم بهما الحجة أما حديث عبد الله بن عمرو

[ 444 ] فأخبرناه علي بن عبد الله الحكيمي ببغداد ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا ثابت بن محمد العابد ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة فقيل له ما الواحدة قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي وأما حديث عمرو بن عوف المزني

[ 445 ] فأخبرناه علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي والعباس بن الفضل الأسفاطي قالا ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد عن أبيه عن جده قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده فقال لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل ولتأخذن مثل أخذهم أن شبرا فشبر وإن ذراعا فذراع وإن باعا فباع حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه إلا أن بني إسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم وأنها افترقت على عيسى بن مريم على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم ثم أنهم يكونون على اثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم