كتاب قتال أهل البغي
وهو آخر الجهاد
[ 2644 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي حدثنا محمد بن سنان القزاز حدثنا عبد الله بن حمران حدثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني أبي عن عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل وهو يقسم تمرا يوم خيبر فقال يا محمد أعدل قال ويحك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل أو عند من تلتمس العدل بعدي ثم قال يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب الله وهم أعداؤه يقرؤون كتاب الله محلقة رؤوسهم فإذا خرجوا فاضربوا رقابهم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة

[ 2645 ] أخبرني أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا عثمان الشحام حدثنا مسلم بن أبي بكرة عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أقواما من أمتي أشدة ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن المأجور من قتلهم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقد رواه حماد بن زيد عن عثمان الشحام

[ 2646 ] أخبرناه أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا حدثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي وأحمد بن عبدة الضبي قالا حدثنا حماد بن زيد عن عثمان الشحام قال أتيت مسلم بن أبي بكرة وفرقد السبخي فدخلنا عليه فقلنا أسمعت أباك يذكر في حديث الفتن قال نعم سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في أمتي قوم أعداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن فإذا رأيتموهم فأنيموهم

[ 2647 ] حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأزرق بن قيس عن شريك بن شهاب قال كنت أتمنى أن أرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن الخوارج قال فلقيت أبا برزة رضى الله تعالى عنه في يوم عرفة في نفر من أصحابه فقلت يا أبا برزة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج قال أحدثك ما سمعت أذناي ورأت عيناي أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير من أرض فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئا فأتاه من قبل شماله فلم يعطه شيئا فأتاه من خلفه فقال والله يا محمد ما عدلت منذ اليوم في القسمة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تجدون بعدي أحدا أعدل عليكم قالها ثلاثا ثم قال يخرج من قبل المشرق قوم كان هديهم هكذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم قالها حماد ثلاثا هم شر الخلق والخليقة قالها حماد ثلاثا وقال قال أيضا لا يرجعون فيه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 2648 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد حدثنا الحسن بن علي بن بحر البري حدثنا أبي ثنا هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي اختلاف وفرقة وسيجيء قوم يعجبونكم وتعجبهم أنفسهم الذين يقتلونهم أولى بالله منهم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويدعون إلى الله وليسوا من الله في شيء فإذا لقيتموهم فأنيموهم قالوا يا رسول الله أنعتهم لنا قال آيتهم الحلق والتسبيت يعني استئصال التقصير قال والتسبيت استئصال الشعر هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد روى هذا الحديث الأوزاعي عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 2649 ] حدثناه أحمد بن عثمان البزاز ببغداد حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثنا محمد بن كثير المصيصي حدثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجع حتى يرد السهم على فوقه وهم شرار الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله ما سيماهم قال التحليق

[ 2650 ] حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي حدثني قتادة بن دعامة عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرد على فوقه شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله فما سيماهم قال التحليق لم يسمع هذا الحديث قتادة من أبي سعيد الخدري إنما سمعه من أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد

[ 2651 ] أخبرنيه أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه بالطابران حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي بهراة وعبيد بن عبد الواحد بن شريك ببغداد قالا حدثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن علي الناجي عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلهم مثل رجل يرمي رمية فيتوخى السهم حيث وقع فأخذه فنظر إلى فوقه فلم ير به دسما ولا دما ثم نظر إلى ريشه فلم ير به دسما ولا دما ثم نظر إلى نصله فلم ير به دسما ولا دما كما لم يتعلق به شيء من الدسم والدم كذلك لم يتعلق هؤلاء بشيء من الإسلام

[ 2652 ] أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي بالكوفة حدثنا محمد بن علي بن عفان العامري حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي أنبأ إسرائيل بن يونس عن مسلم الأعور عن خالد العرني قال دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا يا أبا عبد الله حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دوروا مع كتاب الله حيث ما دار فقلنا فإذا اختلف الناس فمع من نكون فقال انظروا الفئة التي فيها بن سمية فالزموها فإنه يدور مع كتاب الله قال قلت ومن بن سمية قال أو ما تعرفه قلت بينه لي قال عمار بن ياسر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة أخرجا بعضها ولم يخرجاه بهذا اللفظ

[ 2653 ] حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا خالد بن الحذاء عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال له ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فأسمعا منه حديثه في شأن الخوارج فانطلقا فإذا هو في حائط له يصلح فلما رآنا أخذ رداءه ثم احتبي ثم أنشأ يحدثنا حتى علا ذكره في المسجد فقال كنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب على رأسه ويقول يا عمار ألا تحمل لبنة لبنة كما يحمل أصحابك قال إني أريد الأجر عند الله قال فجعل ينفض ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية قال ويقول عمار أعوذ بالله من الفتن هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه بهذه السياقة

[ 2654 ] أخبرنا أبو الحسين بن موسى الحنيني حدثنا أبو حذيفة النهدي حدثنا عكرمة بن عمار عن شداد بن عبد الله أبي عمار قال شهدت أبا أمامة الباهلي رضى الله تعالى عنه وهو واقف على رأس الحرورية عند باب دمشق وهو يقول كلاب أهل النار قالها ثلاثا خير قتلى من قتلوه ودمعت عيناه فقال له رجل يا أبا أمامة أرأيت قولك هؤلاء كلاب النار أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من رأيك قال أني إذا لجريء لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا وعد سبع مرات ما حدثتكموه قال له رجل أني رأيتك قد دمعت عيناك قال إنهم لما كانوا مؤمنين وكفروا بعد إيمانهم ثم قرأ { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات } الآية فهي لهم مرتين

[ 2655 ] أخبرنا أبو محمد بن زياد ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن يوسف السلمي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار قال سمعت أبا أمامة رضى الله تعالى عنه وهو واقف على رؤوس الحرورية على باب حمص أو باب دمشق وهو يقول كلاب النار كلاب النار شر قتلى تحت ظل السماء خير قتلى من قتلوه ثم ساق الحديث نحو حديث أبي حذيفة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وحديث مسلم في المسند الصحيح عن نصر بن علي بن عمر بن يونس بن القاسم عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يا بن آدم إنك تبذل الفضل الحديث وإنما شرحنا القول فيه لأن الغالب على هذا المتن طرق حديث أبي غالب عن أبي أمامة ولم يخرجاه

[ 2656 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب من أصل كتابه حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي حدثنا عكرمة بن عمار العجلي حدثنا أبو زميل سماك الحنفي حدثنا عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف أتيت عليا فقلت يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم قال أني أخاف عليك قلت كلا قال بن عباس فخرجت إليهم ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن قال أبو زميل كان بن عباس جميلا جهيرا قال بن عباس فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون فسلمت عليهم فقالوا مرحبا بك يا بن عباس فما هذه الحلة قال قلت ما تعيبون علي لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل ونزلت قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قالوا فما جاء بك قلت أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون المخبرون بما يقولون فعليهم نزل القرآن وهم أعلم بالوحي منكم وفيهم أنزل وليس فيكم منهم أحد فقال بعضهم لا تخاصموا قريشا فإن الله يقول بل هم قوم خصمون قال بن عباس وأتيت قوما لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم مسهمة وجوههم من السهر كأن أيديهم وركبهم تثني عليهم فمضى من حضر فقال بعضهم لنكلمنه ولننظرن ما يقول قلت أخبروني ماذا نقمتم على بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره والمهاجرين والأنصار قالوا ثلاثا قلت ما هن قالوا أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله وقال الله تعالى إن الحكم إلا لله وما للرجال وما للحكم فقلت هذه واحدة قالوا وما الأخرى فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فلئن كان الذي قاتل كفارا لقد حل سبيهم وغنيمتهم ولئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم قلت هذه اثنتان فما الثالثة قال إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت أعندكم سوى هذا قالوا حسبنا هذا فقلت لهم أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد به قولكم أترضون قالوا نعم فقلت أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فأنا أقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب ونحوها من الصيد فقال يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم فنشدتكم الله أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم وأن تعلموا أن الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها أن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما فجعل الله حكم الرجال سنة مأمونة أخرجت عن هذه قالوا نعم قال وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم عائشة ثم يستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم ولئن قلتم ليست أمنا لقد كفرتم فإن الله يقول { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة فنظر بعضهم إلى بعض قلت أخرجت من هذه قالوا نعم وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأريكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية كاتب سهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله فقال المشركون لا والله ما نعلم إنك رسول الله لو نعلم إنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنك تعلم أني رسول الله أكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله فوالله لرسول الله خير من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه قال عبد الله بن عباس فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 2657 ] حدثنا علي بن حمشاذ حدثنا هشام بن علي السدوسي حدثنا محمد بن كثير العبدي حدثنا يحيى بن سليم وعبد الله بن واقد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال قدمت على عائشة رضى الله تعالى عنها فبينما نحن عندها جلوس مرجعها من العراق ليالي قوتل علي إذ قالت يا عبد الله بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي قلت ومالي لا أصدقك قالت فحدثني عن قصتهم قلت إن عليا لما كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا أرضا من جانب الكوفة يقال لها حروراء وإنهم أنكروا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه الله وأسماك به ثم انطلقت فحكمت في دين الله ولا حكم إلا لله فلما بلغ عليا ما عتبوا عليه وفارقوه أمر فأذن مؤذن لا يدخلن على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما أن امتلأ الدار من القراء دعا بمصحف عظيم فوضعه على يديه فطفق يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ما تسأله عنه إنما هو ورق ومداد ونحن نتكلم بما رأينا منه فماذا تريد قال أصحابكم الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله يقول الله عز وجل في امرأة ورجل فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة من امرأة ورجل ونقموا علي أن كاتبت معاوية وكتب علي بن أبي طالب وقد جاء سهيل بن عمرو ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال فكيف أكتب قال اكتب باسمك اللهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب ثم قال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو نعلم إنك رسول الله لم نخالفك فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشا يقول الله في كتابه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر فبعثه إليهم علي بن أبي طالب فخرجت معهم حتى إذا توسطنا عسكرهم قام بن الكواء فخطب الناس فقال يا حملة القرآن إن هذا عبد الله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله هذا من نزل فيه قومه بل هم قوم خصمون فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتب الله قال فقام خطباؤهم فقالوا لا والله لنواضعنه كتاب الله فإذا جاء بالحق نعرفه استطعناه ولئن جاء بالباطل لنبكتنه بباطله ولنرده إلى صاحبه فواضعوه على كتاب الله ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب بينهم بن الكواء حتى أدخلهم على علي فبعث علي إلى بقيتهم فقال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتنزلوا حيث شئتم بيننا وبينكم أن نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلا أو تطيلوا دما فإنكم إن فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين فقالت له عائشة رضى الله تعالى عنها يا بن شداد فقد قتلهم فقال والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء بغير حق الله وقتلوا بن خباب واستحلوا أهل الذمة فقالت آلله قلت آلله الذي لا إله إلا هو قالت فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثون به يقولون ذو الثدي ذو الثدي فقلت قد رأيته ووقفت عليه مع علي في القتلى فدعا الناس فقال هل تعرفون هذا فكان أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ورأيته في مسجد بني فلان يصلي فلم يأت بثبت يعرف إلا ذلك قالت فما قول علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق قلت سمعته يقول صدق الله ورسوله قالت وهل سمعته أنت منه قال غير ذلك قلت اللهم لا قالت أجل صدق الله ورسوله هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا ذكر ذي الثدية فقد أخرجه مسلم بأسانيد كثيرة

[ 2658 ] أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن محمد بن قيس قال سمعت مالك بن الحارث يقول شهدت عليا رضى الله تعالى عنه يوم النهروان طلب المخدج فلم يقدر عليه فجعل جبينه يعرق وأخذه الكرب ثم إنه قدر عليه فخر ساجدا فقال والله ما كذبت ولا كذبت هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بذكر سجدة الشكر وهو غريب صحيح في سجود الشكر

[ 2659 ] أخبرنا مكرم بن محمد بن مكرم القاضي حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد الدلال حدثنا عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه فجعل يضرب بيده فيه فيعطى يمينا وشمالا وفيهم رجل مقلص الثياب ذو سيماء بين عينيه أثر السجود فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب يده يمينا وشمالا حتى نفذ المال فلما نفذ المال ولى مدبرا وقال والله ما عدلت منذ اليوم قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب كفه ويقول إذا لم أعدل فمن ذا يعدل بعدي إما أنه ستمرق مارقة يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه حتى يرجع السهم على فوقه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يحسنون القول ويسيئون الفعل فمن لقيهم فليقاتلهم فمن قتلهم فله أفضل الأجر ومن قتلوه فله أفضل الشهادة هم شر البرية بريء الله منهم يقتلهم أولي الطائفتين بالحق هذا حديث صحيح ولم يخرجاه بهذه السياقة وعبد الملك بن أبي نضرة من أعز البصريين حديثا ولا أعلم أني علوت له في حديث غير هذا

[ 2660 ] حدثنا علي بن حمشاذ العدل أنبأ الحارث بن أبي أسامة أن كثير بن هشام حدثهم حدثنا جعفر بن برقان حدثنا ميمون بن مهران عن أبي أمامة رضى الله تعالى عنه قال شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريح ولا يقتلون موليا ولا يسلبون قتيلا هذا حديث صحيح الإسناد في هذا الباب وله شاهد صحيح

[ 2661 ] حدثنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان حدثنا علي بن حجر حدثنا شريك عن السدي عن يزيد بن ضبيعة العبسي قال نادى منادي عمار يوم الجمل وقد ولي الناس ألا لا يذاف على جريح ولا يقتل مول ومن ألقى السلاح فهو آمن فشق ذلك علينا وقد روي في هذا الباب حديث مسند

[ 2662 ] حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي ببيت المقدس حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا أحمد بن عبد الجزار حدثنا أبو نصر التمار حدثنا كوثر بن حكيم عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود يا بن مسعود أتدري ما حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة قال بن مسعود الله ورسوله أعلم قال فإن حكم الله فيهم أن لا يتبع مدبرهم ولا يقتل أسيرهم ولا يذفف على جريحهم

[ 2663 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم عن أبيه قال لما قتل عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن العاص فزعا حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قتل عمار فماذا فقال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية دحضت في بولك أو نحن قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال بين سيوفنا هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة

[ 2664 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى حدثنا الفضل بن محمد الشعراني حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا أبي عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت ما رأيت مثل ما رغبت عنه هذه الأمة من هذه الآية { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصحلوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 2665 ] أخبرنا أبو العباس السياري وأبو محمد الحليمي جميعا بمرو وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البخاري بنيسابور قالوا حدثنا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري حدثنا عبدان بن عثمان حدثنا أبو حمزة محمد بن ميمون عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح الأسلمي رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستكون بعدي هنات وهنات ورفع يديه فمن رأيتموه يريد أن يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم جميع فاقتلوه كائنا من كان من الناس هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وإنما حكمت به على الشيخين لأن شعبة بن الحجاج وسفيان بن سعيد وشيبان بن عبد الرحمن ومعمر بن راشد قد رووه عن زياد بن علاقة ثم وجدت أبا حازم الأشجعي وعامر الشعبي وأبا يعفور العبدي وغيرهم تابعوا زياد بن علاقة على روايته عن عرفجة والباب عندي مجموع في جزء فأغنى ذلك عن ذكر هذه الروايات وقد أخرج مسلم حديث أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا بويع للخليفتين فاقتلوا الآخر منهما وشرحه حديث عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو وقد أخرجه مسلم

[ 2666 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أنبأ عبد الرزاق وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عيد الرزاق أنبأ معمر عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر كيف أنت وموت يصيب الناس حتى يكون البيت بالوصيف يعني القبر قلت ما خار الله لي ورسوله ثم قال كيف أنت وجوع يصيب الناس حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك قلت ما خار الله لي ورسوله قال عليك بالعفة ثم قال كيف أنت وقتل يصيب الناس حتى تغرق حجارة الزيت بالدم قلت ما خار الله لي ورسوله أو الله ورسوله أعلم قال الزم منزلك قال فقلت يا رسول الله أفلا آخذ سيفي فأضرب به من فعل ذلك قال فقد شاركت القوم إذا قلت يا رسول الله فإن دخل بيتي قال إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فقل هكذا فألق طرف ثوبك على وجهك فيبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأن حماد بن زيد رواه عن أبي عمران الجوني قال حدثني المنبعث بن طريف وكان قاضيا بهراة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

[ 2667 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي حدثنا جعفر بن عون أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وعامر الشعبي قالا قال مروان بن الحكم لأيمن بن خريم ألا تخرج فتقاتل معنا فقال إن أبي وعمي شهدا بدرا وأنهما عهدا إلي أن لا أقاتل أحدا يقول لا إله إلا الله فإن أنت جئتني ببراءة من النار قاتلت معك قال فاخرج عنا قال فخرج وهو يقول
ولست بقاتل رجلا يصلي
على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي
معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلما في غير جرم
فليس بنافعي ما عشت عيشي هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه والصحابيان اللذان ذكرا وشهدا بدرا يصير الحديث به في حدود المسانيد

[ 2668 ] أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان حدثنا إبراهيم بن الحسين حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي ثور الحداني قال بعث عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه يوم الجرعة سعيد بن العاص إلى الكوفة قال فخرجوا إليه فردوه قال وكنت قاعدا مع بن مسعود وحذيفة فقال بن مسعود ما كنت أرى أن يرجع هؤلاء ولم يهرق فيها محجمة من دم وما علمت من ذلك شيئا إلا شيئا علمته ومحمد صلى الله عليه وسلم حي أن الرجل يصبح مؤمنا ويمسي وما معه شيء ويمسي مؤمنا ويصبح وما معه شيء يقاتل في الفتنة اليوم ويقتله الله غدا ينكس قلبه وتعلوه أسته قلت أسفله قال بل أسته هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 2669 ] أخبرنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي حدثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ سليمان بن بلال عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه أن غلاما كان لبابي وكان بابي يضربه في أشياء ويعاقبه وكان الغلام يعادي سيده فباعه فلقيه الغلام يوما ومع الغلام سيف وذلك في إمرة سعيد بن العاص فشهر العبد على بابي السيف وتفلت به عليه فأمسكه الناس عنه فدخل بابي على عائشة رضى الله تعالى عنها فأخبرها بما فعل العبد فقالت عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أشار بحديدة إلى أحد من المسلمين يريد قتله فقد وجب دمه قالت فخرج بابي من عندها فذهب إلى سيد العبد الذي ابتاعه منه فاستقاله فأقاله فرد إليه فأخذه بابي فقتله هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 2670 ] حدثنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا السري بن خزيمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن معمر بن راشد عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن بن الزبير رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 2671 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا عبد الله بن وهب حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن عمارة بن حزم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس غربلة ويبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قالوا فكيف بنا يا رسول الله قال تأخذون ما تعرفون وتذرون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتدعون أمر عامتكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة هذا آخر كتاب الجهاد