كتاب المغازي والسرايا
حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في ذي الحجة سنة إحدى وأربع مائة كتاب المغازي والسرايا وسائر الوقائع من الهجرة ووفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اتفق الشيخان على كنه ما يصح في هذا الكتاب وفيه أخبار كثيرة مدارها على أبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه وقد تفرد بأخراجها مسلم رحمه الله وقد بقي عليهما أخبار يسيرة رواتها ثقات ممن لم يخرجوا عنهم فمنها

[ 4297 ] ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بن إسحاق وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قالا رأت عاتكة بنت عبد المطلب رضى الله تعالى عنها فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو الغفاري على قريش بمكة بثلاث ليال رؤيا فأصبحت عاتكة فأعظمتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني ليدخلن على قومك منها شر وبلاء فقال وما هي فقالت رأيت فيما يرى النائم أن رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح فقال انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم أرى بعيره دخل به المسجد واجتمع الناس إليه ثم مثل به بعيره فإذا هو على رأس الكعبة فقال انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم إن بعيره مثل به على رأس أبي قبيس فقال انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوي حتى إذا كانت في أسفل الجبل أرفضت فما بقيت دار من دور قومك ولا بيت إلا دخل فيه بعضها فقال العباس والله إن هذه لرؤيا فاكتميها قالت وأنت فاكتمها لئن بلغت هذه قريشا ليؤذوننا فخرج العباس من عندها ولقي الوليد بن عتبة وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه فتحدث بها ففشا الحديث قال العباس والله إني لغاد إلى الكعبة لأطوف بها إذ دخلت المسجد فإذا أبو جهل في نفر من قريش يتحدثون عن رؤيا عاتكة فقال أبو جهل يا أبا الفضل متى حدثت هذه النبية فيكم قلت وما ذاك قال رؤيا رأتها عاتكة بنت عبد المطلب أما رضيتم يا بني عبد المطلب أن يتنبأ رجالكم حتى تنبأ نساؤكم فسنتربص بكم هذه الثلاث التي ذكرت عاتكة فإن كان حقا فسيكون وإلا كتبنا عليكم كتابا إنكم أكذب أهل بيت في العرب فوالله ما كان إليه مني من كبير إلا أني أنكرت ما قالت فقلت ما رأت شيئا ولا سمعت بهذا فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقلن أصبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم تناول النساء وأنت تسمع فلم يكن عندك في ذلك غيرة فقلت قد والله صدقتن وما كان عندي في ذلك من غيرة إلا أني قد أنكرت ما قال فإن عاد لأكفينه فقعدت في اليوم الثالث أتعرضه ليقول شيئا فأشاتمه فوالله إني لمقبل نحوه وكان رجلا حديد الوجه جديد المنظر حديد اللسان إذ ولي نحو باب المسجد يشتد فقلت في نفسي اللهم العنه كل هذا فرقا من أن أشاتمه وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو وهو واقف على بعيره بالأبطح قد حول رحله وشق قميصه وجدع بعيره يقول يا معشر قريش اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان وتجارتكم قد عرض لها محمد وأصحابه فالغوث فشغله ذلك عني فلم يكن إلا الجهاز حتى خرجنا فأصاب قريشا ما أصابها يوم بدر من قتل أشرافهم وأسر خيارهم فقالت عاتكة بنت عبد المطلب ألم تكن الرؤيا بحق وعابكم بتصديقها قل من القوم هارب فقلتم ولم أكذب كذبت وإنما يكذبن بالصدق من هو كاذب وذكر قصة طويلة

[ 4298 ] أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن إسحاق البغوي ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا أبو ثابت حدثني بن وهب أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال له ما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود يعني يوم بدر هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإن أبا ثابت هو محمد بن عبيد الله المديني وأبو صخر حميد بن زياد وأبو معاوية البجلي عمار الدهني وكلهم متفق عليهم ولم يخرجاه

[ 4299 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير قال وكان علي وأبو لبابة زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان إذا كانت عقبته قلنا اركب حتى نمشي فيقول ما أنتما بأقوى مني وما أنا بأغنى عن الأجر منكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4300 ] حدثنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يحيى وأبو الحسين بن يعقوب الحافظ قالا ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله رضى الله تعالى عنه في ليلة القدر قال تحروها لإحدى عشرة يبقين صبيحتها يوم بدر هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4301 ] حدثنا أبو إسحاق وأبو الحسين قالا ثنا محمد بن قتيبة ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال التمسوا ليلة القدر لتسع عشرة صبيحة يوم بدر { يوم الفرقان يوم التقى الجمعان } هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4302 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ثنا شعبة عن أبي إسحاق الهمداني قال سمعت البراء بن عازب يقول كان المهاجرون يوم بدر نيفا وثمانين وكانت الأنصار نيفا وأربعين ومائتين هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4303 ] أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو نعيم ثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين صففنا للقتال لقريش وصفوا لنا إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4304 ] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه قال لما كان يوم بدر قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هؤلاء الأسارى فقال عبد الله بن رواحة ايت في واد كثير الحطب فأضرم نارا ثم القهم فيها فقال العباس رضى الله تعالى عنه قطع الله رحمك فقال عمر رضى الله تعالى عنه قادتهم ورؤساؤهم قاتلوك وكذبوك فاضرب أعناقهم بعد فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه عشيرتك وقومك ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض حاجته فقالت طائفة القول ما قال عمر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تقولون في هؤلاء أن مثل هؤلاء كمثل إخوة لهم كانوا من قبلهم { قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } وقال موسى { ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم } الآية وقال إبراهيم { فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم } وقال عيسى { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم إنك أنت العزيز الحكيم } وأنتم قوم فيكم غيلة فلا ينقلبن أحد منكم إلا بفداء أو بضرب عنق قال عبد الله فقلت إلا سهيل بن بيضاء فإنه لا يقتل وقد سمعته يتكلم بالإسلام فسكت فما كان يوم أخوف عندي أن يلقى علي حجارة من السماء من يومي ذلك حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سهيل بن بيضاء هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4305 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن جده قال قدم بالأسارى حين قدم بهم المدينة وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب قالت سودة فوالله أني لعندهم إذ أتينا فقيل هؤلاء الأسارى قد أتي بهم فرجعت إلى بيتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة ويداه مجموعتان إلى عنقه بحبل فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما فما انتبهت إلا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت يا سودة على الله وعلى رسوله فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقد اتفق الشيخان على إخراج حديث محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب قال حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ايذن لنا فلنترك لابن أختنا العباس فداءه فقال والله لا تذرن درهما

[ 4306 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بمال فيه قلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بني عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه ووعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلي زينب إليه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه

[ 4307 ] أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما في قوله عز وجل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يعني بالفرقان يوم بدر يوم فرق الله بين الحق والباطل هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4308 ] أخبرني أبو الحسين بن يعقوب الفقيه ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا عبد الواحد بن أيمن المكي عن عبيد بن رافع الزرقي عن أبيه قال لما كان يوم أحد انكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثني على ربي عز وجل فصاروا خلفه صفوفا فقال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما بعدت ولا مباعد لما قربت اللهم أبسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك إلا من يوم الخوف اللهم عائذ من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4309 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو الحسن علي بن محمد الثقفي بالكوفة ثنا منجاب بن الحارث التميمي قال وزعم سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال جاء علي رضى الله تعالى عنه بسيفه يوم أحد قد انحنى فقال لفاطمة رضى الله تعالى عنها هاكي السيف حميدا فإنها قد شفتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل بن حنيف وأبو دجانة وعاصم بن ثابت الأفلح والحارث بن الضمة هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وله شاهد صحيح في المغازي

[ 4310 ] حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى فاطمة ابنته سيفه فقال يا بنية اغسلي عن هذا الدم فأعطاها علي سيفه فقال وهذا فاغسلي عنه دمه فوالله لقد صدقني اليوم القتال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن كنت صدقت القتال اليوم لقد صدق معك القتال اليوم سهل بن حنيف وسماك بن خرشة أبو دجانة قال بن إسحاق وقال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه حين ناول فاطمة عليها السلام السيف
أفاطم هاكي السيف غير ذميم
فلست برعديد ولا بلئيم
لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد
ومرضات رب بالعباد رحيم

[ 4311 ] أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد ثنا أبو إسماعيل السلمي ثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن موسى بن طلحة الطلحي حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا الشعر
نحن حماة غالب ومالك
نذب عن رسولنا المبارك
نضرب عنه اليوم في المعارك
ضرب صفاح الكوم في المبارك فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال لحسان قل في طلحة فأنشأ حسان وقال
طلحة يوم الشعب آسى محمدا
على سالك ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت
أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان إمام الناس إلا محمدا
أقام رحى الإسلام حتى استقلت

[ 4312 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده الزبير رضى الله تعالى عنه قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظاهر بين درعين فلم يستطع أن ينهض إليها فجلس طلحة بن عبيد الله تحته فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب طلحة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4313 ] أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عيسى ثنا بن المبارك أنبأ إسحاق بن يحيى أخبرني موسى بن طلحة أن طلحة رجع بسبع وثلاثين أو خمس وثلاثين بين ضربة وطعنة ورمية ترصع جبينه وقطعت سبابته وشلت الإصبع التي تليها هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4314 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن إسحاق عن عثمان بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه قال لما جال الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الجولة يوم أحد تنحيت فقلت أذود عن نفسي فأما أن أستشهد وإما أن أنجو حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا كذلك إذا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون حتى قلت قد ركبوه ملأ يده من الحصي ثم رمى به في وجوههم فنكبوا على أعقابهم القهقري حتى يأتوا الجبل ففعل ذلك مرارا ولا أدري من هو وبيني وبينه المقداد بن الأسود فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال المقداد يا سعد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقلت وأين هو فأشار لي المقداد إليه فقمت ولكأنه لم يصبني شيء من الأذى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين كنت ليوم يا سعد فقلت حيث رأيت رسول الله فأجلسني أمامه فجعلت أرمي وأقول اللهم سهمك فارم به عدوك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم استجب لسعد اللهم سدد لسعد رميته إيها سعد فداك أبي وأمي فما من سهم أرمي به إلا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سدد رميته وأجب دعوته إيها سعد حتى إذا فرغت من كنانتي نثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في كنانته فنبلني سهما نضيا قال وهو الذي قد ريش وكان أشد من غيره قال الزهري إن السهام التي رمى بها سعد يومئذ كانت ألف سهم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4315 ] حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث حدثني علي بن أبي بكر الرازي ثنا محمد بن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن موسى بن طلحة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه لما جال الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصرت به من بعد فإذا أنا برجل قد اعتنقني من خلفي مثل الطير يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا أنا برجل يرفعه مرة ويضعه أخرى فقلت أما إذا أخطأني لأن أكون أنا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجيىء طلحة فذاك أنا وأمر فانتهينا إليه فإذا طلحة يرفعه مرة ويضعه أخرى وإذا بطلحة ست وستون جراحة وقد قطعت إحداهن أكحله فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب على وجنتيه فلزقت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه فلما رأى أبو عبيدة ما برسول الله صلى الله عليه وسلم ناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزع إحداهما بثنيته فمدها فندرت وندرت ثنيته ثم نظر إلى الأخرى فناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهزها بالثنية الأخرى فمدها فندرت وندرت ثنيته فكان أبو عبيدة أثرم الثنايا هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4316 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده أن الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه قال والله لقد رأيتني أنظر إلى هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير إذ مالت الرماة إلى العسكر حتى كشفنا القوم عنه يريدون النهب وخلوا ظهرنا للخيل فأتينا من أدبارنا وصرخ صارخ إلا أن محمدا قتل فانكفأنا وانكفأ القوم بعد أن أصبنا اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4317 ] حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمرو بن قيس كان له ربا في الجاهلية وكان يمنعه ذلك الرب من الإسلام حتى يأخذه فجاء ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأحد فقال أين سعد بن معاذ فقيل بأحد فقال أين بنو أخيه قيل بأحد فسأل عن قومه قالوا بأحد فأخذ سيفه ورمحه ولبس لأمته ثم ذهب إلى أحد فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو قال إني قد آمنت فحمل فقاتل فحمل إلى أهله جريحا فدخل عليه سعد بن معاذ فقال له جئت غضبا لله ولرسوله أم حمية لقومك قال بل جئت غضبا لله ولرسوله فقال أبو هريرة فدخل الجنة وما صلى لله صلاة على شرط مسلم

[ 4318 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب أحد يقول أما والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بحضن الجبل يقول قتلت معهم

[ 4319 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي حدثني علي بن شعيب ثنا بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه أن أباه علي بن الحسين حدثه عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب في الأيام فتصلي وتبكي عنده هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4320 ] حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالري ثنا محمد بن المغيرة السكري ثنا عبد الرحمن بن علقمة المروزي ثنا العطاف بن خالد المخزومي حدثني عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبور الشهداء بأحد فقال اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء وأنه من زارهم وسلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه قال العطاف وحدثتني خالتي أنها زارت قبور الشهداء قالت وليس معي إلا غلامان يحفظان علي الدابة قالت فسلمت عليهم فسمعت رد السلام قالوا والله إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضا قالت فاقشعررت فقلت يا غلام ادن بغلتي فركبت هذا إسناد مدني صحيح ولم يخرجاه

[ 4321 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا أبو النضر ثنا أبو سعيد المؤدب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت لعبد الله بن الزبير رضى الله تعالى عنهما يا بن أختي أما والله إن أباك وجدك تعني أبا بكر والزبير رضى الله تعالى عنهما لمن الذين قال الله عز وجل الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح هذا حديث صحيح ولم يخرجاه

[ 4322 ] أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا محمد بن معاذ ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل عارم ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال من يمنعك مني قال الله قال فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك قال كن خير آخذ قال تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال أعاهدك على أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك قال فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف وكان الناس طائفتين طائفة بإزاء العدو وطائفة تصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالذين معه ركعتين فانصرفوا فكانوا موضع أولئك الذين بإزاء عدوهم وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فكانت للناس ركعتين ركعتين وللنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4323 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن النضر أبي عمر عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلقي المشركين بعسفان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه فقال بعضهم لبعض كان هذه فرصة لكم لو لأغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم فقال قائل منهم فإن لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من أهليهم وأموالهم فاستعدوا حتى تغيروا عليهم فيها فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة إلى آخر الآية وأعلمه ما ائتمر به المشركون فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر وكانوا قبالته في القبلة جعل المسلمين خلفه صفين فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا معه فذكر صلاة الخوف وقال في آخره فلما نظر إليه المشركون يسجد بعضهم ويقوم بعضهم ينظر إليهم فقالوا لقد أخبروا بما أردناه هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه

[ 4324 ] أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو عاصم وأخبرنا أبو عمرو بن أبي جعفر المقري واللفظ له ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم ثنا حنظلة بن أبي سفيان ثنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول لما حفر الخندق رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا قال فانكفأت إلى امرأتي فقلت أني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن قال فذبحتها وطحنت صاعا فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشاورته فقلت يا رسول الله قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك قال فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء قال فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم الناس حتى جئت امرأتي فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم قال أدعو لي خابزة فلتخبز معك وافرغوا من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم جابر بالله تعالى لأكلوا حتى تركوا وانصرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجينتنا لتخبز كما هي هذا لفظ حديث أبي عمرو في لفظ أبي العباس إختصار هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4325 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا يوسف بن عبد الله بن أبي بردة عن موسى بن المختار عن بلال العبسي عن حذيفة بن اليمان رضى الله تعالى عنهما أن الناس تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جاثي من البرد وقال يا بن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فأنظر إلى حالهم قلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياء منك من البرد قال فابرز الحرة وبرد الصبح انطلق يا بن اليمان ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إلي قال فانطلقت إلى عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله قد تفرق الأحزاب عنه قال حتى إذا جلست فيهم قال فحسب أبو سفيان أنه دخل فيهم من غيرهم قال ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه قال فضربت بيدي على الذي عن يميني وأخذت بيده ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده فلبثت فيهم هنية ثم قمت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي فأومأ إلي بيده أن ادن فدنوت ثم أومأ إلي أيضا أن ادن فدنوت حتى أسبل علي من الثوب الذي كان عليه وهو يصلي فلما فرغ من صلاته قال بن اليمان أقعد ما الخبر قلت يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار قد صب الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا ولكنا نرجو من الله ما لا يرجو هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4326 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن عبد الرحمن عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قتل رجل من المشركين يوم الخندق فطلبوا أن يواروه فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أعطوه الدية وقتل من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبد ود قتله علي بن أبي طالب مبارزة هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد عجيب

[ 4327 ] حدثنا لؤلؤ بن عبد الله المقتدري في قصر الخليفة ببغداد ثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب المصري بدمشق ثنا أحمد بن عيسى الخشاب بتنيس ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة

[ 4328 ] فحدثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب قال قتل من المشركين يوم الخندق عمرو بن عبد ود قتله علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه إسناد هذا المغازي صحيح على شرط الشيخين

[ 4329 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال كان عمرو بن عبد ود ثالث قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة ولم يشهد أحدا فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده فلما وقف هو وخيله قال له علي يا عمرو قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعو رجل إلى خلتين إلا قبلت منه أحدهما فقال عمرو أجل فقال له علي رضى الله تعالى عنه فإني أدعوك إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم والإسلام فقال لا حاجة لي في ذلك قال فإني أدعوك إلى البراز قال يا بن أخي لم فوالله ما أحب أن أقتلك فقال علي لكني أحب أن أقتلك فحمي عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم أقبل فجاء إلى علي وقال من يبارز فقام علي وهو مقنع في الحديد فقال أنا له يا نبي الله فقال إنه عمرو بن عبد ود اجلس فنادى عمرو ألا رجل فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى إليه علي رضى الله تعالى عنه وهو يقول
لا تعجلن فقد أتاك
مجيب صوتك غير عاجز
ذو نبهة وبصيرة
والصدق منجا كل فائز
أني لأرجو أن أقيم
عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى
ذكرها عند الهزاهز فقال له عمرو من أنت قال أنا علي قال بن من قال بن عبد مناف أنا علي بن أبي طالب فقال عندك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فانصرف فإني أكره أن أهريق دمك فقال علي لكني والله ما أكره أن أهريق دمك فغضب فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي مغضبا واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه وضربه علي رضى الله تعالى عنه على حبل العاتق فسقط وثار العجاج فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير فعرف أن عليا قتله فثم يقول علي رضى الله تعالى عنه
أعلي يقتحم الفوارس هكذا
عني وعنهم أخروا أصحابي
اليوم يمنعني الفرار حفيظتي
ومصمم في الرأس ليس بنابي
إلا بن عبد حين شد إليه
وحلفت فاستمعوا من الكتاب
أني لأصدق من يهلل بالتقى
رجلان يضربان كل ضراب
فصدرت حين تركته متجدلا
كالجذع بين دكادك وروابي
وعففت عن أثوابه ولو أنني
كنت المقطر يزن أثوابي
عبد الحجارة من سفاهة عقله
وعبدت رب محمد بصواب ثم أقبل علي رضى الله تعالى عنه نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه هلا أسلبته درعه فليس للعرب درعا خيرا منها فقال ضربته فاتقاني بسوءته واستحييت بن عمي أن أستلبه وخرجت خيله منهزمة حتى أقحمت من الخندق

[ 4330 ] حدثنا أبو بكر بن دارم الحافظ ثنا المنذر بن محمد اللخمي ثنا أبي ثنا يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ عن محمد بن إسحاق بن يسار قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال لما قتل علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه عمرو بن عبد ود أنشأت أخته عمرة بنت عبد ود ترثيه فقالت
لو كان قاتل عمرو غير قاتله
بكيته ما قام الروح في جسدي
لكن قاتله من لا يعاب به
وكان يدعى قديما بيضة البلد

[ 4330 ] وسمعت أبا العباس محمد بن يعقوب سمعت أحمد بن عبد الجبار العطاردي سمعت يحيى بن آدم يقول ما شبهت قتل علي عمرا إلا بقول الله عز وجل فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت

[ 4331 ] أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن خالد ثنا أبي ثنا بن لهيعة قال قال عروة بن الزبير وقتل من كفار قريش يوم الخندق من بني عامر بن لؤي ثم من بني مالك بن حسل عمرو بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل قتله علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قد ذكرت في مقتل عمرو بن عبد ود من الأحاديث المسندة ومعا عن عروة بن الزبير وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق بن يسار ما بلغني ليتقرر عند المنصف من أهل العلم أن عمرو بن عبد ود لم يقتله ولم نشترك في قتله غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وإنما حملني على هذا الاستقصاء فيه قول من قال من الخوارج إن محمد بن مسلمة أيضا ضربه ضربة وأخذ بعض السلب ووالله ما بلغنا هذا عن أحد من الصحابة والتابعين رضى الله تعالى عنهم وكيف يجوز هذا وعلي رضى الله تعالى عنه يقول ما بلغنا أني ترفعت عن سلب بن عمي فتركته وهذا جوابه لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 4332 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن موسى بن حماد البربري ثنا محمد بن إسحاق أبو عبد الله المسيبي ثنا عبد الله بن نافع ثنا عبد الله بن عمر عن أخيه عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها فسلم علينا رجل من أهل البيت ونحن في البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فقمت في أثره فإذا دحية الكلبي فقال هذا جبريل يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة فقال قد وضعتم السلاح لكنا لم نضع قد طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد وذلك حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا فقال لأصحابه عزمت عليكم أن لا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوهم فقالت طائفة من المسلمين إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن يدعوا الصلاة فصلوا وقالت طائفة إنا لفي عزيمة النبي صلى الله عليه وسلم وما علينا من إثم فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا واحتسابا ولم يعب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من الفريقين وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين قريظة فقال هل مر بكم من أحد قالوا مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج قال ليس ذلك بدحية ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه أن يستتروا بالحجف حتى يسمعهم كلامه فناداهم يا إخوة القردة والخنازير قالوا يا أبا القاسم لم تك فحاشا فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإنهما قد احتجا بعبد الله بن عمر العمري في الشواهد ولم يخرجاه

[ 4333 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو مسلم ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير قال حدثني عطية القرظي قال عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن قريظة فمن كان منا محتلما أو نبتت عانته قتل فنظروا إلي فلم تكن نبتت عانتي فتركت هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله طرق عن عبد الملك بن عمير منهم الثوري وشعبة وزهير

[ 4334 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت ما قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط من بني قريظة إلا امرأة واحدة والله أنها لعندي تضحك ظهر البطن وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتل رجالهم بالسيوف إذ يقول هاتف باسمها أين فلانة فقالت أنا والله قلت فويلك مالك فقالت أقتل والله قلت ولم قالت لحدث أحدثته فانطلق بها فضرب عنقها فما أنسى عجبا منها طيبة نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها تقتل هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4335 ] أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو الوليد ثنا عكرمة بن عمار وحدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل الهاشمي واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر ثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه رضى الله تعالى عنهما قال أمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضى الله تعالى عنه فغزونا ناسا من بني فزارة فلما دنونا من إناء أمرنا أبو بكر رضى الله تعالى عنه فعرسنا فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر رضى الله تعالى عنه فشننا الغارة قال فوردنا الماء فقتلنا به من قتلنا قال فانصرف عنق من الناس وفيهم الذراري والنساء قد كادوا يسبقون إلى الجبل فطرحنا سهما بينهم وبين الجبل فلما رأوا السهم وقفوا فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من آدم معها ابنة لها من أحسن العرب قال فنفلني أبو بكر رضى الله تعالى عنه ابنتها قال فقدمت المدينة فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق فقال يا سلمة لله أبوك هب لي المرأة فقلت والله يا رسول الله ما كشفت لها ثوبا وهي لك يا رسول الله فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ففادى بها أسارى من المسلمين كانوا في أيدي المشركين قد أخرجه مسلم بغير هذه السياقة

[ 4336 ] أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد ثنا عبد الرحمن بن محمد الحارثي ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي حدثني أبي أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالحديبية فقال لا توقدوا نارا بليل فلما كان بعد ذلك قال أوقدوا واصطنعوا أما أنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4337 ] خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر استعمل سباع بن عرفطة الغفاري بالمدينة صحيح

[ 4338 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني بريدة بن سفيان بن بريدة الأسلمي عن سلمة بن عمرو بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضى الله تعالى عنه إلى بعض حصون خيبر فقاتل وجهد ولم يكن فتح هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4338 ] أخبرنا أبو قتيبة سالم بن الفصل الآدمي بمكة ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن هاشم عن بن أبي ليلى عن الحكم وعيسى عن عبد الرحمن عن أبي ليلى عن علي أنه قال يا أبا ليلى أما كنت معنا بخيبر قال بلى والله كنت معكم قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4339 ] حدثنا ميمون بن إسحاق بن الحسن الهاشمي ببغداد ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير ثنا المسيب بن مسلم الأزدي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه رضى الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومين لا يخرج فلما نزل بخيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس وأن أبا بكر رضى الله تعالى عنه أخذ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نهض فقاتل قتالا شديدا ثم رجع هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4340 ] أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي رضى الله تعالى عنه قال سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فلما أتاها بعث عمر رضى الله تعالى عنه وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فجاءوا يجبنونه ويجبنهم فسار النبي صلى الله عليه وسلم الحديث هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4341 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا القاسم بن أبي شيبة ثنا يحيى بن يعلى ثنا معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع الراية يوم خيبر إلى عمر رضى الله تعالى عنه فانطلق فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4342 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار إملاء ثنا زكريا بن يحيى بن مروان وإبراهيم بن إسماعيل السيوطي قالا ثنا فضيل بن عبد الوهاب ثنا جعفر بن سلمان عن الخليل بن مرة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال لما كان يوم خيبر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله لم أر كاليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون معهم وإذا لقيتموهم فقولوا اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر يفتح الله على يديه فتشرف لها الناس وعلي رضى الله تعالى عنه يومئذ أرمد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سر فقال يا رسول الله ما أبصر موضعا فتفل في عينيه وعقد له ودفع إليه الراية فقال علي يا رسول الله على ما أقاتلهم فقال على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وإني رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقهما وحسابهم على الله عز وجل قال فلقيهم ففتح الله عليه قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الراية ولم يخرجاه بهذه السياقة

[ 4343 ] أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا عكرمة بن عمار ثنا إياس بن سلمة قال حدثني أبي قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر حين بصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيني علي فبرأ فأعطاه الراية فبرز مرحب وهو يقول
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال فبرز له علي رضى الله تعالى عنه وهو يقول
أنا الذي سمتني أمي حيدره
كليث غابات كريه المنظرة
أوفيكم بالصاع كيل السندرة
قال فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله وكان الفتح هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة

[ 4344 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وإنما أخرجته في هذا الموضع لأخبار واهية أن ذا الفقار من خيبر

[ 4345 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كانت صفية رضى الله تعالى عنها من الصفي هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4346 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبو جعفر الرازي عن مطرف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول ولاني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس الخمس فوضعته في مواضعه حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4347 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني ثور بن يزيد عن سالم مولى عبد الله بن مطيع عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خيبر إلى وادي القرى ومعه غلام له أهداه له رفاعة بن زيد الحزامي فبينما هو يضع رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مغترب الشمس أتاه سهم غرب فقتله وهو السهم الذي لا يدري من رمى به فقلنا له هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفس محمد بيده إن شملته الآن لتحترق عليه في النار غلها من فيء المسلمين يوم خيبر فجاء رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا حين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك فقال يا رسول الله أصبت شراكين لنعلين لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقد لك مثلها في النار هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه إنما اتفقا على حديث مالك عن ثور بن يزيد بهذا الإسناد خرجنا إلى خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة الحديث

[ 4348 ] حدثني زيد بن علي بن يونس الخزاعي بالكوفة ثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي ثنا أحمد بن داود ثنا عمر بن عبد الغفار ثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال لما أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر داخله من ذلك فأتاه جبريل فقال إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة هذا حديث له طرق عن البراء ولم يخرجاه

[ 4349 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما أتاه وفاة جعفر رضى الله تعالى عنه عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن فدخل عليه داخل فقال يا رسول الله إن النساء قد فتننا أو غلبننا قال فارجع إليهن فاسكتهن فذهب ثم رجع إليه فرده ثلاث مرات قال فارجع إليهن فإن أبين فأحث في أفواههن التراب قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فقلت في نفسي للرجل أبعدك الله إني لأعلم ما أنت بمطيع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما تركت نفسك حتى عرفت إنك لا تستطيع أن تحثي في أفواههن التراب هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4350 ] حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب ثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال ما احتذى النعال ولا انتعل ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه

[ 4351 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن شاذان الجوهري ثنا زكريا بن عدي ثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال لما اشتد جزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على من قتل يوم مؤتة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدركن الدجال قوما مثلكم أو خيرا منكم ثلاث مرات ولن يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4352 ] حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال كان بن عمر رضى الله تعالى عنهما إذا حيا عبد الله بن جعفر رضى الله تعالى عنهما قال السلام عليك يا بن ذي الجناحين هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد أخرت فضائل جعفر بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه لأذكرها في فضائل الصحابة رضى الله تعالى عنهم أجمعين

[ 4353 ] حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن أحمد بن عبد الله المزني ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ثنا عبثر عن حصين عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما قال أغمي على عبد الله بن رواحة رضى الله تعالى عنه فجعلت أخته عمرة تبكي وا أخياه واكذا واكذا تعدد عليه فقال حين أفاق ما قلت شيئا إلا قيل لي أنت كذلك صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4354 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت خالد بن الوليد يقول لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد اتفق الشيخان على حديث حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة أخذ الراية زيد بن حارثة أخذها فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه إلى مؤتة

[ 4355 ] فحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها أنها قالت لامرأة سلمة بن هشام بن المغيرة ما لي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين قالت والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح به الناس يا فرار أفررتم في سبيل الله عز وجل حتى قعد في بيته فما يخرج وكان في غزوة مؤتة مع خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4356 ] أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسين بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي ثنا خالد بن إلياس عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لقد كان بيني وبين بن عم لي كلام فقال إلا فرارك يوم مؤتة فما دريت أي شيء أقول له

[ 4357 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارا فغضب عمر وهم أن ينال منه فنهاه أبو بكر رضى الله تعالى عنه وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك إلا لعلمه بالحرب فهدأ عنه عمر رضى الله تعالى عنه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4358 ] حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا إسحاق الفزاري عن محمد بن أبي حفص عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان الفتح لثلاث عشرة خلت من رمضان

[ 4359 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عام الفتح حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين فسبعت سليم وألفت مزينة وفي كل القبائل عدد وإسلام وأوعب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرون والأنصار فلم يتخلف عنه منهم أحد وقد عميت الأخبار على قريش فلا يأتيهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدرون ما هو صانع وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنية العقاب فيما بين مكة والمدينة فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فقالت يا رسول الله بن عمك وابن عمتك وصهرك فقال لا حاجة لي فيهما أما بن عمي فهتك عرضي وأما بن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بن الحارث بن له فقال والله ليأذنن رسول صلى الله عليه وسلم أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا أو جوعا فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما فدخلا عليه فأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما كان مضى فيه فقال
لعمرك أني يوم أحمل راية
لتغلب خيل اللات خيل محمد
لك المدلج الحيران أظلم ليلة
فهذا أوان الحق أهدي واهتدي
فقل لثقيف لا أريد قتالكم
وقل لثقيف تلك عندي فأوعدي
هداني هاد غير نفسي ودلني
إلى الله من طردت كل مطرد
أفر سريعا جاهدا عن محمد
وادعي ولو لم انتسب لمحمد
هم عصبة من لم يقل بهواهم
وإن كان ذا رأي يلم ويفند
أريد لأرضيهم ولست بلافظ
مع القوم ما لم اهد في كل مقعد
فما كنت في الجيش الذي نال عامرا
ولا كل عن خير لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة
توابع جاءت من سهام وسردد
وإن الذي أخرجتم وشتمتم
سيسعى لكم سعي امرئ غير قعدد قال فلما أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله من طردت كل مطرد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره فقال أنت طردتني كل مطرد قال بن إسحاق ماتت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهي تزور خوالها من بني النجار هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأبو سفيان بن الحارث أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما حليمة وابن عمه ثم عامل النبي صلى الله عليه وسلم بمعاملات قبيحة وهجاه غير مرة حتى أجابه حسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه بقصيدته التي يقول فيها
هجوت محمدا فأجبت عنه
وعند الله في ذاك الجزاء الحديث والقصيدة بطولها مخرجة في الحديث الصحيح لمسلم رحمه الله تعالى وقد كان حسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهجوه فلا يأذن له

[ 4360 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا عثمان بن أبي شيبة حدثني أحمد بن الفضل ثنا أسباط بن نصر قال زعم السدي عن مصعب بن سعد عن سعد قال لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا ثم أقبل على أصحابه فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك فقال إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4361 ] حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان عبد الله بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فاستجار له عثمان رضى الله تعالى عنه فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه

[ 4362 ] فحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني شرحبيل بن سعد قال نزلت في عبد الله بن أبي سرح ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة ثم أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمن قال الحاكم قد صحت الرواية في الكتابين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر قبل دخوله مكة بقتل عبد الله بن سعد وعبد الله بن حنظلة فمن نظر في مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وجنايات عبد الله بن سعد عليه بمصر إلى أن كان أمره ما كان علم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعرف به

[ 4363 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد بن عبد الله عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما قالت لما كان عام الفتح ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا طوى قال أبو قحافة لابنة له وكانت أصغر ولده أي بنية أشرفي بي على أبي قبيس وقد كف بصره فأشرفت به عليه فقال أي بنية ماذا ترين قالت أرى سوادا مجتمعا وأرى رجلا يسري بين يدي ذلك السواد مقبلا فقال تلك الخيل يا بنية ثم قال ماذا ترين قالت أرى السواد قد انتشر فقال إذا والله دفعت الخيل فاسرعي بي إلى بيتي فخرجت سريعا حتى إذا هبطت به إلى الأبطح وكان في عنقها طوق لها من ورق فاقتطعه إنسان من عنقها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد خرج أبو بكر رضى الله تعالى عنه حتى جاء بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه فقال يمشي هو إليك يا رسول الله أحق من أن تمشي إليه فأجلسه بين يديه ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال أسلم تسلم فأسلم ثم قام أبو بكر رضى الله تعالى عنه فأخذ بيد أخته فقال أنشد بالله والإسلام طوق أختي فوالله ما جاء به أحد ثم قال الثانية أنشد بالله والإسلام طوق أختي فما جاء به أحد فقال يا أخية احتسبي طوقك فوالله إن الأمانة في الناس لقليل هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4364 ] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب ثنا أبو قلابة عن عمرو بن سلمة ثم قال لي أبو قلابة هو حي ألا تلقاه فتسمع منه فلقيت عمرا فحدثني بالحديث قال كنا بممر الناس فتحدثنا الركبان فنسألهم ما هذا الأمر وما للناس فيقولون نبي يزعم أن الله تعالى أرسله وأن الله أوحى إليه كذا وكذا وكانت العرب تلوم بإسلامها الفتح ويقولون انظروه فإن ظهر فهو نبي فصدقوه فلما كان بعد وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم فأقام عنده كذا وكذا ثم جاء من عنده فتلقيناه فقال جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وإنه يأمركم بكذا وكذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا فنظروا فلم يجدوا أكثر قرآنا مني فقدموني وأنا بن سبع سنين أو ست سنين فكنت أصلي فإذا سجدت تقلصت بردتي علي قال تقول امرأة من الحي غطوا عنا إست قارئكم قال فكسيت معقدة من معقدات اليمن بستة دراهم أو سبعة فما فرحت بشيء كفرحي بذلك قد روى البخاري هذا الحديث عن سليمان بن حرب مختصرا فأخرجته بطوله

[ 4365 ] أخبرني دعلج بن أحمد السجزي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا عبد الله بن أبي بكر المقدمي ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على رحله متخشعا هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4366 ] حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن صاعد ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا جعفر بن عون ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي مسعود أن رجلا كلم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأخذته الرعدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هون عليك فإنما أنا بن امرأة من قريش كانت تأكل القديد هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4367 ] حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين الأنصار فقال يا معشر الأنصار فأجابوه لبيك بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله قال أقبلوا بوجوهكم إلى الله وإلى رسوله يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار فأقبلوا ولهم حنين حتى أحدقوا به كبكبة تحاك مناكبهم يقاتلون حتى هزم الله المشركين هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وشاهده حديث المبارك بن فضالة الذي

[ 4368 ] حدثناه أبو بكر أحمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال التقى يوم حنين أهل مكة وأهل المدينة واشتد القتال فولوا مدبرين فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال يا معشر المسلمين أنا رسول الله فقالوا إليك والله جئنا فنكسوا رؤوسهم ثم قاتلوا حتى فتح الله عليهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4369 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار إلى حنين لما فرغ من فتح مكة جمع مالك بن عوف النصري من بني نصر وجشم ومن سعد بن بكر وأوزاع من بني هلال وناسا من بني عمرو بن عاصم بن عوف بن عامر وأوزعت معهم الأحلاف من ثقيف وبنو مالك ثم سار بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار مع الأموال والنساء والأبناء فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي فقال اذهب فادخل بالقوم حتى تعلم لنا من علمهم فدخل فمكث فيهم يوما أو يومين ثم أقبل فأخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد فقال عمر كذب بن أبي حدرد فقال بن أبي حدرد إن كذبتني فربما كذبت من هو خير مني فقال عمر يا رسول الله ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت يا عمر ضالا فهداك الله عز وجل ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعا مائة درع وما يصلحها من عدتها فقال أغصبا يا محمد قال بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4370 ] حدثنا دعلج بن أحمد السجزي ثنا عبد العزيز بن معاوية ثنا محمد بن جهضم ثنا إسماعيل بن جعفر حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام الباهلي رضى الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وبرة من جنب بعير ثم قال يا أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وإياكم والغلول فإنه عار على أهله يوم القيامة وعليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الأنفال ويقول ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم

[ 4371 ] أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الزاهد ببغداد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي رضى الله تعالى عنه قال حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الطائف فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ بسهم فله درجة في الجنة فبلغت يومئذ ستة عشر سهما وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة وأيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله جاعل كل عظم من عظامه وفاء كل عظم بعظم منه من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل كل عظم من عظامها وفاء كل عظم من عظام محررها من النار صحيح عال ولم يخرجاه

[ 4372 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا داود بن عبد الرحمن قال سمعت عمرو بن دينار يحدث عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر عمرة الحديبية وعمرة القضاء من قابل والثالثة من الجعرانة والرابعة التي مع حجته هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4373 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه فتلوم أبو ذر رضى الله تعالى عنه على بعيره فأبطأ عليه فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده فضرب الدهر من ضربته وسير أبو ذر إلى الربذة فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه إذا مت فاغسلاني وكفناني ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر فلما مات فعلوا به كذلك فاطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره فإذا بن مسعود في رهط من أهل الكوفة فقالوا ما هذا فقيل جنازة أبي ذر فاستهل بن مسعود رضى الله تعالى عنه يبكي فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده فنزل فوليه بنفسه حتى أجنه فلما قدموا المدينة ذكر لعثمان قول عبد الله وما ولي منه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4374 ] حدثنا أحمد بن كامل القاضي ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرقي ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن جميع بن عمير الليثي قال أتيت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما فسألته عن علي رضى الله تعالى عنه فانتهرني ثم قال ألا أحدثك عن علي هذا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهذا بيت علي رضى الله تعالى عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما ببراءة إلى أهل مكة فانطلقا فإذا هما براكب فقالا من هذا قال أنا علي يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك قال وما لي قال والله ما علمت إلا خيرا فأخذ علي الكتاب فذهب به ورجع أبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما إلى المدينة فقالا ما لنا يا رسول الله قال مالكما إلا خير ولكن قيل لي إنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك هذا حديث شاذ والحمل فيه على جميع بن عمير وبعده على إسحاق بن بشر

[ 4375 ] حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا الحسين بن علي بن شبيب العمري ثنا إبراهيم بن زياد سبلان ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر رضى الله تعالى عنه وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات فأتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا علي فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمره على الموسم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فقام علي أيام التشريق فنادى إن الله بريء من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن فكان علي ينادي بها فإذا بح قام أبو هريرة فنادى صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد صحت الرواية عن علي بشرح هذا النداء

[ 4376 ] حدثناه أبو بكر أحمد بن إسحاق وعلي بن حمشاذ قالا أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان حدثني أبو إسحاق الهمداني عن زيد بن يثيع قال سألنا عليا رضى الله تعالى عنه بأي شيء بعثت في الحجة قال بعثت بأربع لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامهم هذا ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فعهدته إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4377 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نعيم بن مسعود عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما وأنتما تقولان بمثل ما يقول قالا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4378 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن أبيه قال جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه فقال يا أبا عبد الرحمن إن ها هنا قوما يقرأون من قراءة مسيلمة فقال عبد الله أكتاب غير كتاب الله أو رسول غير رسول الله بعد فشو الإسلام فرده فجاء إليه بعد فقال يا عبد الله والذي لا إله غيره أنهم في الدار ليقرأون على قراءة مسيلمة وإن معهم لمصحفا فيه قراءة مسيلمة وذلك في زمان عثمان رضى الله تعالى عنه فقال عبد الله لقرظة وكان صاحب خيل انطلق حتى تحيط بالدار فتأخذ من فيها ففعل فأتاه بثمانين رجلا فقال لهم عبد الله ويحكم أكتاب غير كتاب الله تعالى أو رسول غير رسول الله فقالوا نتوب إلى الله فإنا قد ظلمنا فتركهم عبد الله لم يقاتلهم وسيرهم إلى الشام غير رئيسهم بن النواحة أبى أن يتوب فقال عبد الله لقرظة اذهب فاضرب عنقه واطرح رأسه في حجر أمه فإني أراها قد علمت فعله ففعل ثم أنشأ عبد الله يحدث بحديث فقال إن هذا جاء هو وابن آثال رسولين من عند مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد أني رسول الله فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد أن مسيلمة رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا إنك رسول لقتلتك فجرت السنة يومئذ أن لا يقتل رسول هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4379 ] حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن حيان الأنصاري ثنا شيبان بن فروخ ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيلمة فقال له مسيلمة تشهد أني رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت بالله وبرسله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا رجل أخر لهلكة قومه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4380 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بعث بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم علينا فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد جالس مع أصحابه فقال أيكم بن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا بن عبد المطلب فقال محمد قال نعم قال يا محمد أني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدن علي في نفسك فإني لا أجد في نفسي قال سل عما بدا لك قال أنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا قال اللهم نعم قال أنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نعبده ولا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأوثان والأنداد التي كان آباؤنا يعبدون فقال صلى الله عليه وسلم اللهم نعم ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الصلاة والزكاة والصيام والحج وفرائض الإسلام كلها ينشده عند كل فريضة كما أنشده في التي كان قبلها حتى إذا فرغ قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف راجعا إلى بعيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين ثم أتى بعيره فأطلق عقاله حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به وهو يسب اللات والعزى فقالوا مه يا ضمام اتق البرص والجذام والجنون فقال ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا إستنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه فوالله ما أمسى ذلك اليوم من حاضرته رجل ولا امرأة إلا مسلما قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة رضى الله تعالى عنه وقد اتفق الشيخان على إخراج ورود ضمام المدينة ولم يسق واحد منهما الحديث بطوله وهذا صحيح

[ 4381 ] حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري ثنا عبد الله بن نافع ثنا نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج سنة عشر من مقدمه المدينة فأفرد الحج

[ 4382 ] أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن شجاع البغدادي ثنا قاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي ثنا عبد الله بن داود الخريبي عن سفيان قال حج النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر حججا وحج بعدما هاجر الوداع وكان جميع ما جاء به مائة بدنة فيها جمل كان في أنفه برة من فضة نحر النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثا وستين ونحر علي رضى الله تعالى عنه ما غبر فقيل للثوري من ذكره فقال جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر وابن أبي ليلى عن مقسم عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال الحاكم أما الأحاديث المأثورة المفسرة في حجة الوداع قد اتفق الشيخان على إخراجها بأسانيد صحيحة على شرطهما وأصحهما وأتمها حديث جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر رضى الله تعالى عنه الذي تفرد بإخراجه مسلم بن الحجاج وقد انتهينا بمشيئة الله تعالى وعونه إلى ابتداء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 4383 ] حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن همدان الصيرفي بمرو من أصل كتابه ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي أبو حفص ثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبيد الله بن عمر بن حفص عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طرقني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال يا أبا مويهبة انطلق استغفر فإني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فانطلقت معه فلما بلغ البقيع قال السلام عليكم يا أهل البقيع ليهن لكم ما أصبحتم فيه لو تعلمون ما أنجاكم الله منه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم قال يا أبا مويهبة إن الله خيرني أن يؤتيني خزائن الأرض والخلد فيها ثم الجنة وبين لقاء ربي عز وجل فقلت بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن هذه الأرض والخلد فيها ثم الجنة قال كلا يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي عز وجل ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فلما أصبح بداه شكواه الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم هذا حديث صحيح على شرط مسلم إلا أنه عجب بهذا الإسناد فقد

[ 4384 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب من أصل كتابه ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن ربيعة عن عبيد بن عبد الحكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة رضى الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه

[ 4385 ] حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن النضر بن مسلمة بن الجارود حدثني الزبير بن بكار حدثني يحيى بن المقدام عن عمه موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري أن عروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة كلهم يخبره عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأه مرضه الذي مات به في بيت ميمونة رضى الله تعالى عنها فخرج عاصبا رأسه فدخل علي بين رجلين تخط رجلاه الأرض عن يمينه العباس وعن يساره رجل قال عبيد الله أخبرني بن عباس أن الذي عن يساره علي هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد ذكرت فيما تقدم اختلاف الصحابة رضى الله تعالى عنهم في مبلغ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم توفي فيه

[ 4386 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أبي وشعيب بن الليث بن سعد عن الليث عن يزيد بن الهاد عن موسى بن سرجس عن القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت وعنده قدح فيه ماء يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول اللهم أعني على سكرات الموت هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4387 ] أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ثنا الحسين بن علي بن عبد الصمد البزاز الفارسي ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر ما تكلم به جلال ربي الرفيع فقد بلغت ثم قضى صلى الله عليه وسلم هذا حديث صحيح الإسناد إلا أن هذا الفارسي واهم فيه على محمد بن عبد الأعلى

[ 4388 ] فقد حدثناه أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا النفيلي ثنا زهير وغيره عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت الصلاة الصلاة مرتين وما ملكت أيمانكم وما زال يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه قد اتفقا على إخراج هذا الحديث وعلى إخراج حديث عائشة آخر كلمة تكلم بها الرفيق الأعلى

[ 4389 ] أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا أبو ظفر ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلم من المدينة كل شيء هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4390 ] حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا هشام بن علي عن محمد بن عبد الله الخزاعي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال شهدت اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أر يوما كان أقبح منه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4391 ] أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن المرتعد الصنعاني ثنا أبو الوليد المخزومي ثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص فقالت السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فأرجوا فإنما المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[ 4392 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن بالويه ثنا محمد بن بشر بن مطر ثنا كامل بن طلحة ثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه فبكوا حوله واجتمعوا فدخل رجل أصهب اللحية جسيم صبيح فتخطا رقابهم فبكى ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت وخلفا من كل هالك فإلى الله فأنيبوا وإليه فارغبوا ونظرة إليكم في البلاء فانظروا فإنما المصاب من لم يجبر وانصرف فقال بعضهم لبعض تعرفون الرجل فقال أبو بكر وعلي نعم هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام هذا شاهد لما تقدم وإن كان عباد بن عبد الصمد ليس من شرط هذا الكتاب

[ 4393 ] أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر ثنا يوسف بن موسى المروزي ثنا أحمد بن صالح ثنا عنبسة ثنا يونس عن بن شهاب قال قال عروة كانت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي توفي فيه يا عائشة إني أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجه البخاري فقال وقال يونس

[ 4394 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة إنه لم يقتل وذلك أن الله عز وجل اتخذه نبيا واتخذه شهيدا هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4395 ] فحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المروزي غير مرة ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم ثنا داود بن يزيد الأودي قال سمعت الشعبي يقول والله لقد سم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسم أبو بكر الصديق وقتل عمر بن الخطاب صبرا وقتل عثمان بن عفان صبرا وقتل علي بن أبي طالب صبرا وسم الحسن بن علي وقتل الحسين بن علي صبرا رضى الله تعالى عنهم فما نرجو بعدهم

[ 4396 ] حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن ثابت عن أنس أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4397 ] حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا إبراهيم بن نصر الرازي وإبراهيم بن ديزيل قالا ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي رضى الله تعالى عنه قال غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وسلم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

[ 4398 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أردنا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختلف القوم فيه فقال بعضهم أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه فألقى الله عليهم السنة حتى ما منهم رجل إلا نائم ذقنه على صدره فقال قائل من ناحية البيت أما تدرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل وعليه ثيابه فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء عليه ويدلكونه من فوقه قالت عائشة رضى الله تعالى عنها وأيم الله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

[ 4399 ] حدثنا حمزة بن محمد بن العباس العقبي ببغداد ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا سلام بن سليمان المدائني ثنا سليمان بن سليم الطويل عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الحسن العرني عن الأشعث بن طليق عن مرة بن شراحيل عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا من يصلي عليك يا رسول الله فبكى وبكينا وقال مهلا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا إذا غسلتموني وحنطتموني وكفنتموني فضعوني على شفير قبري ثم أخرجوا عني ساعة فإن أول من يصلي علي خليلي وجليسي جبريل وميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنود من الملائكة ثم ليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أدخلوا أفواجا أفواجا وفرادى ولا تؤذوني بباكية ولا برنة ولا بصيحة ومن كان غائبا من أصحابي فابلغوه مني السلام فإني أشهدكم على أني قد سلمت على من دخل في الإسلام ومن تابعني على ديني هذا منذ اليوم إلى يوم القيامة عبد الملك بن عبد الرحمن الذي في هذا الإسناد مجهول لا نعرفه بعدالة ولا جرح والباقون كلهم ثقات

[ 4400 ] حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه وعلي بن حمشاذ العدل قالا ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان قال سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سعيد بن المسيب قال قالت عائشة رضى الله تعالى عنها رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتي فسألت أبا بكر رضى الله تعالى عنه فقال يا عائشة إن تصدق رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن قال لي أبو بكر يا عائشة هذا خير أقمارك وهو أحدها هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد كتبناه من حديث أنس بن مالك مسندا

[ 4401 ] حدثنا علي بن حمشاذ ثنا جنيد بن حكيم الدقاق ثنا موسى بن عبد الله السلمي ثنا عمر بن حماد بن سعيد الأبح عن بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا قال هل رأى أحد منكم رؤيا اليوم قالت عائشة رضى الله تعالى عنها رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة هم أفضل أو خير أهل الأرض فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودفن في بيتها قال لها أبو بكر رضى الله تعالى عنه هذا أحد أقمارك وهو خيرها ثم توفي أبو بكر وعمر فدفنا في بيتها

[ 4402 ] أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة أنبأ هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني واضع ثوبي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضى الله تعالى عنه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه