كتاب صلاة الخوف
باب الدليل على ثبوت صلاة الخوف وأنها لم تنسخ

[ 5801 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال حدثني عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق فشغلنا عن صلوات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام لكل صلاة إقامة وذلك قبل أن ينزل عليه فإن خفتم فرجالا أو ركبانا

[ 5802 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سليم بن عبيد السلولي قال كنت مع سعيد بن العاص بطبرستان وكان معه نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم سعيد أيكم شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة أنا مر أصحابك فليقوموا طائفتين طائفة منهم بإزاء العدو وطائفة منهم خلفك فتكبر ويكبرون جميعا وتركع ويركعون جميعا وترفع ويرفعون جميعا ثم تسجد وتسجد الطائفة التي تليك وتقوم الطائفة الأخرى بإزاء العدو فإذا رفعت رأسك قام هؤلاء الذين يلونك وخر الأخرون سجدا ثم تركع ويركعون جميعا ثم ترفع ويرفعون جميعا وتسجد فتسجد الطائفة التي تليك والطائفة الأخرى قائمة بإزاء العدو فإذا رفعت رأسك من السجود سجد الذين بإزاء العدو ثم تسلم عليهم وتأمر أصحابك أن هاجهم هيج فقد حل لهم القتال والكلام

[ 5803 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الصمد بن حبيب أخبرني أبي أنهم غزوا مع عبد الرحمن بن سمرة كإبل فصلى بنا صلاة الخوف

[ 5804 ] وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني ثنا أحمد بن جعفر الحمال ثنا محمد بن مقاتل ثنا حكام عن أبي جعفر الرازي عن قتادة عن أبي العاليه قال صلى بنا أبو موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه بأصبهان صلاة الخوف وروى حطان الرقاشي عن أبي موسى أنه صلى صلاة الخوف ويذكر عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا رضى الله تعالى عنه صلى المغرب صلاة الخوف ليلة الهرير وروينا عن سهل بن أبي حثمة أنه علمهم صلاة الخوف وعن بن عمر رضى الله تعالى عنه أنه كان إذا سئل عن صلاة الخوف وصفها والذين رووها عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحملها أحد منهم على تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بها أو على أنها تركت بل رواها كل واحد منهم وهو يعتقد جوازها على الصفة التي رواها وبالله التوفيق

باب كيفية صلاة الخوف في السفر إذا كان العدو من غير جهة القبلة أو جهتها غير مأمونين

[ 5805 ] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وحدثنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أنبأ بشر بن أحمد بن بشر المهرجاني ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن زيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

[ 5806 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي المقرئ ببغداد ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا عبد العزيز الأويسي حدثني عبد الله بن عمر عن أخيه عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن أبيه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فصف طائفة معه وطائفة تلقاء العدو فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالذين معه ركعة ثم قام وقاموا فأتموا لأنفسهم ثم ذهبوا مكان أصحابهم وجاء الآخرون فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم الركعة التي بقيت ثم أتموا لأنفسهم قال عبيد الله قال القاسم ما سمعت شيئا في صلاة الخوف أحب إلي من هذا

[ 5807 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في خوف فجعلهم خلفه صفين فصلى بالذين يلونه ركعة ثم قام فلم يزل قائما حتى صلى الذين خلفه ركعة ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قدامهم فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ثم قعد حتى صلى الذين تخلفوا ركعة ثم سلم بهم رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ

[ 5808 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار العبدي ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة أنه قال في صلاة الخوف يقوم الإمام مستقبل القبلة وتقوم طائفة منهم معه وطائفة من قبل العدو ووجوههم إلى العدو فيركع بهم ركعة ويركعون لأنفسهم ويسجدون لأنفسهم سجدتين في مكانهم ويذهبون إلى مقام أولئك ويجيء أولئك فيركع بهم ركعة ويسجد بهم سجدتين فهي له اثنتان ولهم واحدة ثم يركعون ركعة ويسجدون سجدتين لفظ حديث بن بشار وفي حديث مسدد فيصلي بالذين معه ركعة ثم يقومون فيركعون لأنفسهم ركعة والباقي بمعناه رواه البخاري في الصحيح عن مسدد

[ 5809 ] وأخبرنا أبو صالح أنبأ جدي ثنا أحمد بن سلمة قال سمعت بن بشار يقول سألت يحيى بن سعيد عن هذا الحديث فحدثني عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يحيى بن سعيد الأنصاري وقال يحيى أكتبه إلى جنبه ولست أحفظ الحديث ولكنه مثل حديث يحيى

[ 5810 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف رواه البخاري في الصحيح عن مسدد هكذا

باب من قال تقوم الطائفة الثانية فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية بعد سلام الإمام

[ 5811 ] أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات الأنصاري عن سهل بن أبي حثمة حدثه أن صلاة الخوف أن يقوم الإمام ومعه طائفة من أصحابه وطائفة مواجهة العدو فيركع بهم الإمام ركعة ويسجد بالذين معه ثم يقومون فإذا استوى قائما ثبت وأتموا لأنفسهم الركعة الباقية ثم سلموا وانصرفوا والإمام قائم وكانوا وجاه العدو ثم يقبل الآخرون الذين لم يصلوا فيكبرون وراء الإمام فيركع بهم ويسجد ثم يسلم فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية ثم يسلمون كذا رواه مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري

[ 5812 ] وخالفه سفيان بن سعيد الثوري فرواه عن يحيى بن سعيد بإسناده ومعناه إلا أنه قال في آخره ثم ذهبوا إلى مصاف أولئك وجاؤوا أولئك وقاموا وراء الإمام فصلى بهم ركعة ثم قاموا فقضوا تلك الركعة ثم سلم الإمام أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ وأبي سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان فذكره وكذلك رواه روح بن عبادة عن شعبة ومالك قال في آخره ثم يسلم وهذا أولى أن يكون صحيحا لموافقته رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وسائر ما مضى في الباب قبله

باب أخذ السلاح في صلاة الخوف قال الله عز وجل وليأخذوا أسلحتهم

[ 5813 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا ورقاء عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فحضرت الصلاة صلاة الظهر وعلى خيل المشركين خالد بن الوليد قال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر قال فقال المشركون إن لهم صلاة بعد هذه هي أحب إليهم من أبنائهم وأموالهم وأنفسهم يعنون صلاة العصر فنزل جبرائيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر فأخبره ونزلت هذه الآية { وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم } الآية إلى آخرها فحضرت الصلاة فصف رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين وعليهم السلاح فكبر والعدو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعا وركعوا جميعا ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه والآخرون قياما يحرسونه فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إلى الركعة الثانية وسجد الآخرون ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وتأخر هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة أخرى فركعوا جميعا ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه والآخرون قياما يحرسونهم فلما فرغوا سجد هؤلاء ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عياش فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة مرتين مرة بعسفان ومرة في أرض بني سليم

[ 5814 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو يحيى الحماني عن أبي سعد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يربطون مساويكهم بذوائب سيوفهم فإذا حضرت الصلاة استاكوا ثم صلوا وكان أحدهم إذا حضرت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يأخذ سيفه أو قوسه فيصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو سعد البقال غير قوي

باب المعذور يضع السلاح

[ 5815 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج قال قال بن جريج أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم قال عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه كان جريحا رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن مقاتل عن بن جريج

باب ما لا يحمل من السلاح لنجاسته أو ثقله

[ 5816 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر المقري ثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عقبة بن خالد السكوني ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن سلمة بن الأكوع أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القوس فقال صل في القوس واطرح القرن موسى بن محمد غير قوي

باب كيفية صلاة شدة الخوف

[ 5817 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا يوسف بن سعيد ثنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن بن كثير عن مجاهد قال إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس قال بن جريج حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل قول مجاهد إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس وزاد عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن كثروا فليصلوا ركبانا أو قياما على أقدامهم يعني صلاة الخوف

[ 5818 ] وأخبرنا أبو عمرو الأديب ثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الهيثم بن خلف الدوري ثنا سعيد بن يحيى الأموي ثنا أبي ثنا بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر نحوا من قول مجاهد إذا اختلطوا فإنما هو الذكر وإشارة بالرأس وزاد بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قياما وركبانا رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن يحيى بن سعيد

[ 5819 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن أنس عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال يتقدم الإمام وطائفة ثم قص الحديث وقال بن عمر في الحديث فإن كان خوفا أشد من ذلك صلوا رجالا وركبانا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها قال مالك قال نافع لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 5820 ] أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله يعني بن عبد الله بن أنيس عن أبيه عبد الله بن أنيس أنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه بلغني أن بن نبيح الهذلي يجمع الناس ليغزوني وهو بنخلة أو بعرنة فأته فاقتله قلت يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له اقشعريرة قال فخرجت متوشحا بسيفي حتى دفعت إليه في ظعن يرتاد بهن منزلا حتى كان وقت العصر فلما رأيته وجدت له ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاقشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه مجادلة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أوميء برأسي إيماء فلما انتهيت إليه قال من الرجل قلت رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاء لذلك قال أجل نحن في ذلك قال فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف فقتلته ثم خرجت وتركت ظعاينه مكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفلح الوجه قلت قد قتلته يا رسول الله قال صدقت ثم قام بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته فأعطاني عصا فقال أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا معك يا عبد الله بن أنيس قلت أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها عندي قالوا فلا ترجع إليه فتسأله عن ذلك قال فرجعت إليه فقلت يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا قال آية ما بيني وبينك يوم القيمة وإن أقل الناس المتخصرون يومئذ قال فقرنها عبد الله بن أنيس بسيفه فلم يزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه فدفنا جميعا وكذلك رواه إبراهيم بن سعد وعبد الوارث بن سعيد عن محمد بن إسحاق بن يسار

باب العدو يكون وجاه القبلة في صحراء لا يواريهم شيء في قلة منهم وكثرة من المسلمين

[ 5821 ] حدثنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جرير ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سهل الدباس بمكة ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ثنا سعيد بن منصور ثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد فصلينا الظهر فقال المشركون لقد أصبنا غرة لقد أصبنا غفلة لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر فلما حضرت العصر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة والمشركون أمامه فصف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صف وصف بعد ذلك الصف صف آخر فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الآخرون يحرسونهم فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين وتقدم الصف الأخير إلى مقام الصف الأول ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا ثم سجد والصف الذي يليه وقام الآخرون يحرسونهم فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه سجد الآخرون ثم جلسوا جميعا فسلم عليهم جميعا فصلاها بعسفان وصلاها يوم بني سليم لفظ حديث سعيد بن منصور وحديث يحيى بن يحيى بمعناه وفيه من الزيادة فأخذ الناس السلاح وصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين مستقبلي القبلة والمشركون مستقبلوهم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعا ثم ركع وركعوا جميعا ثم رفع رأسه ورفعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه والباقي بمعناه وهذا إسناد صحيح وقد رواه قتيبة بن سعيد عن جرير فذكر فيه سماع مجاهد من أبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وقد رواه جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ 5822 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا هناد بن السري التميمي أنبأ عبدة عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال شهدت صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصففنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين وكان العدو بيننا وبين القبلة فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعا ثم ركع وركعنا جميعا ثم رفع ورفعنا جميعا ثم انحدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود والصف الذي يليه وقام الصف المؤخر في نحر العدو فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم السجود والصف الذي يليه وقاموا انحدر الصف المؤخر بالسجود فلما قضوا سجودهم وقاموا تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم ثم ركع وركعنا جميعا ثم رفع ورفعنا جميعا ثم انحدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود والصف الذي يليه المقدم الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى فلما قضى السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا قال جابر كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم

[ 5823 ] وأخبرنا أبو صالح أنبأ جدي ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار العبدي ثنا يحيى يعني بن سعيد القطان ثنا عبد الملك ثنا عطاء عن جابر بن عبد الله أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فذكر الحديث بمعناه وزاد في آخره ثم سلم وسلمنا جميعا قال جابر كما يفعل حرسيكم هذا بأمرائهم رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن عبد الملك بن أبي سليمان

[ 5824 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلوا قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قال المشركون لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم فأخبر جبرائيل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقالوا إنه سيأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد يعني العصر فلما حضرت الصلاة صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة قال فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع وركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني فقاموا مقام الأول فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع وركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني فلما سجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو الزبير ثم خص جابر أن قال كما يصلي أمراؤكم هؤلاء رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس واستشهد البخاري برواية هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر في ذلك

[ 5825 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم بن زكريا ثنا أبو همام حدثني محمد بن حرب ثنا الزبيدي يعني محمد بن الوليد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس قال قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام الناس معه فكبر وكبروا ثم ركع وركع معه ناس منهم ثم سجد وسجدوا ثم قام إلى الركعة الثانية فتأخر الذين سجدوا معه وحرسوا إخوانهم فأتت الطائفة الأخرى فركعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وسجدوا والناس كلهم في صلاة يكبرون ولكن يحرس بعضهم بعضا

[ 5826 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن صاعد ثنا محمد بن عوف ثنا حيوة بن شريح ثنا محمد بن حرب فذكره بإسناده نحوه رواه البخاري في الصحيح عن حيوة بن شريح ويحتمل أن يكون المراد بهذا ما روينا عن غيره في هذا الباب ويحتمل غيره وقد رواه النعمان بن راشد عن الزهري مبينا

[ 5827 ] أخبرناه أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن صاعد ثنا محمد بن يحيى بن أبي حزم القطيعي والجراح بن مخلد قال وحدثنا الحسين بن إسماعيل ثنا زكريا بن يحيى الباهلي قالوا ثنا بشر بن عمر ثنا وهيب بن خالد عن النعمان بن راشد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوف فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا خلفه صفين فكبر وركع وركعنا جميعا الصفان كلاهما ثم رفع رأسه ثم خر ساجدا وسجد الصف الذي يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون إخوانهم فلما فرغ من سجوده وقام خر الصف المؤخر سجودا فسجدوا سجدتين ثم قاموا فتأخر الصف المقدم الذي يليه وتقدم الصف المؤخر فركع وركعوا جميعا وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصف الذي يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون إخوانهم فلما قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خر الصف المؤخر سجودا فسجدوا ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك رواه داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس

[ 5828 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ثنا أبو الأزهر ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني داود بن الحصين مولى عمرو بن عثمان عن عكرمة عن بن عباس قال ما كانت صلاة الخوف إلا كصلاة أحراسكم هؤلاء اليوم خلف أئمتكم إلا أنها كانت أظنه قال عقبا قامت طائفة وهم جميع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجدت معه طائفة ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الذين كانوا قياما لأنفسهم ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاموا معه جميعا ثم ركع وركعوا معه جميعا ثم سجد فسجد معه الذين كانوا قياما أول مرة وقام الآخرون الذين كانوا سجدوا معه أول مرة فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم سجد الذين كانوا قياما لأنفسهم ثم جلسوا فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلام

باب الإمام يصلي بكل طائفة ركعتين ويسلم

[ 5829 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان ثنا أبان العطار ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بذات الرقاع كنا إذا أتينا شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة فأخذ سيف نبي الله صلى الله عليه وسلم فاخترطه فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم تخافني قال لا قال فمن يمنعك مني قال الله يمنعني منك قال فتهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فغمد السيف وعلقه قال فنودي بالصلاة قال فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا فصلى بالطائفة الأخرى ركعتين قال فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتين رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان وأخرجه أيضا من حديث معاوية بن سلام عن يحيى وكذلك رواه سليمان بن قيس اليشكري عن جابر وقال حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة فجاء رجل منهم ثم ذكر الحديث بمعناه وأتم منه وروى عن الحسن عن جابر

[ 5830 ] أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان أنبأ أبو الأشعث ثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن قال حدث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فصلت طائفة منهم معه وطائفة وجوههم قبل العدو فصلى بهم ركعتين ثم قاموا وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين وسلم وقيل فيه عن يونس ببطن نخل

[ 5831 ] وأخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه بطائفة منهم ركعتين ثم سلم ثم صلى بالآخرين ركعتين ثم سلم هكذا روياه عن الحسن عن جابر وخالفهما أشعث فرواه عن الحسن عن أبي بكرة ووافقه على ذلك أبو حرة الرقاشي

[ 5832 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقري وأبو صادق بن أبي الفوارس الصيدلاني قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري ثنا سعيد بن عامر عن الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ببعضهم ركعتين ثم سلم فتأخروا وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللمسلمين ركعتين ركعتين في صلاة الخوف

[ 5833 ] وكذلك رواه معاذ بن معاذ عن الأشعث وقال في الظهر وزاد قال وبذلك كان يفتي الحسن وكذلك في المغرب يكون للإمام ست ركعات وللقوم ثلاثا ثلاثا أخبرنا بذلك أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا الأشعث فذكر الحديث بمعناه واللفظ مختلف وذكر هذه الزيادة وقوله وكذلك في المغرب وجدته في كتابي موصولا بالحديث وكأنه من قول الأشعث وهو في بعض النسخ قال أبو داود وكذلك في المغرب وقد رواه بعض الناس عن أشعث في المغرب مرفوعا ولا أظنه إلا واهما في ذلك

[ 5834 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوازي ثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي ثنا عمر بن خليفة البكراوي ثنا أشعث بن عبد الملك الحمراني عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالقوم في الخوف صلاة المغرب ثلاث ركعات ثم انصرف وجاء الآخرون فصلى بهم ثلاث ركعات

باب من قال يصلي بكل طائفة ركعة ثم يقضون الركعة الأخرى بعد سلام الإمام

[ 5835 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فوافينا العدو فصاففناهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى لنا فقامت طائفة منا معه وأقبلت طائفة على العدو فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه ركعة وسجدتين ثم انصرفوا فكانوا مكان الطائفة التي لم تصل وجاءت الطائفة التي لم تصل فركع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام كل رجل من المسلمين فركع لنفسه ركعة وسجدتين رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 5836 ] وحدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العلاف ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا فقاموا في مقام أولئك وجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلم عليهم ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق

[ 5837 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا حفص بن عمر ثنا قبيصة ثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقامت طائفة معه وطائفة منهم فيما بينهم وبين العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة ثم سلم عليهم ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة

[ 5838 ] وأخبرنا أبو الحسين أنبأ سليمان ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله رواه مسلم في الصحيح

[ 5839 ] عن أبي بكر بن أبي شيبة وزاد فيه قال وقال بن عمر فإذا كان خوف أكثر من ذلك يصلي راكبا أو قائما يومي إيماء أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة فذكره بمعناه وبزيادته

باب من قال في هذا كبر بالطائفتين جميعا ثم قضى كل طائفة ركعتها الباقية مناوبة

[ 5840 ] أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم أنبأ أبو نعيم ثنا عبد السلام بن حرب عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله يعني بن مسعود أنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فصففنا صفين صف خلف وصف مواجه العدو فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفين خلفه فصلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين ثم انصرفوا إلى مقام إخوانهم وأقبل الآخرون يتخللونهم فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلوا الذين خلفه لأنفسهم ركعة وسجدتين ثم انصرفوا إلى مصافهم وأقبل الآخرون فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين قال خصيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين العدو وبين القبلة ورواه الثوري عن خصيف وقال في الحديث صف خلفه وصف موازي العدو وكل في صلاة ورواه شريك عن خصيف وقال في الحديث فكبر نبي الله صلى الله عليه وسلم فكبر الصفان جميعا وهذا الحديث مرسل أبو عبيدة لم يدرك أباه وخصيف الجزري ليس بالقوي قال أبو داود السجستاني

[ 5841 ] وصلى عبد الرحمن بن سمرة هكذا إلا أن الطائفة التي صلى بهم ركعة ثم سلم مضوا إلى مقام أصحابهم وجاء هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة ثم رجعوا إلى مقام أولئك فصلوا لأنفسهم ركعة حدثنا بذلك مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الصمد بن حبيب أخبرني أبي أنهم غزوا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل فصلى بنا صلاة الخوف أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود فذكره

باب من قال يصلي بكل طائفة ركعة ولم يقضوا

[ 5842 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان أخبرني الأشعث يعني بن سليم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي قال كنا مع حذيفة بطبرستان فقال سعيد بن العاص أيكم شهد صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حذيفة أنا فقام صف خلفه وصف موازي العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصافهم وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم سلم عليهم ورواه يحيى بن سعيد القطان عن سفيان إلا أنه قال فقام حذيفة وصف الناس خلفه صفين صفا خلفه وصفا موازي العدو وصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا

[ 5843 ] أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد حدثني سفيان فذكره كذا رواه ثعلبة بن زهدم من هذا الوجه عنه وقد رويناه من حديث أبي إسحاق عن سليم بن عبد السلولي قال كنت مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال لهم سعيد أيكم شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة أنا فذكر صلاة مثل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعسفان فقول الراوي في رواية ثعلبة صف موازي العدو يريد به حال السجود وقوله ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء وجاء أولئك يريد به تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم بعد الفراغ من الركعة الأولى وفي ذلك قضاء الركعتين مع الإمام فلا يحتاجون إلى قضاء شيء بعده وذلك بين في رواية سليم بن عبد عن حذيفة وتلك القصة وهذه واحدة فوجب حمل إحدى الروايتين على الأخرى مع ما فيه من الاتفاق لسائر الروايات وبالله التوفيق

[ 5844 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان قال حدثني أبو بكر بن أبي جهم ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قرد فصف خلفه صف وصف موازي العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف أولئك وجاء أولئك فصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم عليهم قال سفيان فكان للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ولكل طائفة ركعة

[ 5845 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي وقد روى حديث لا يثبت أهل العلم بالحديث مثله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بذي قرد بطائفة ركعة ثم سلموا وبطائفة ركعة ثم سلموا فكانت للإمام ركعتين ولكل طائفة ركعة قال الشافعي وإنما تركناه لأن جميع الأحاديث في صلاة الخوف مجتمعة على أن على المأمومين من عدد الصلاة ما على الإمام وكذلك أصل الفرض في الصلاة على الناس واحد في العدد ولأنه لا يثبت عندنا مثله لشيء في بعض إسناده قال الشيخ هذا حديث لم يخرجه البخاري ولا مسلم في كتابيهما وأبو بكر بن أبي الجهم يتفرد بذلك هكذا عن عبيد الله بن عبد الله وقد يحتمل أن يكون مثل صلاته بعسفان فإن قوله ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف أولئك وجاء أولئك أراد به في تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم وقد روى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس ما دل على ذلك مع اختلاف فيه عن الزهري وقت حراسة أحد الصفين ورواه عكرمة عن بن عباس وقد مضى ذكر هذه الروايات وفي ذلك دليل على صحة هذا التأويل وعلى مثل ذلك يحمل أيضا

[ 5846 ] ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن الركين عن القاسم بن حسان قال أتيت فلان بن وديعة فسألته عن صلاة الخوف فقال ايت زيد بن ثابت فسأله فأتيت زيدا فسألته فقال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فصف صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة ثم سلم

[ 5847 ] وأخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ثنا جعفر بن عون أنبأ المسعودي عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوف فأمر بطائفة تقوم في وجه العدو وقام فصلى بطائفة ركعة فلما سجد انطلق الذين صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا مقام أولئك وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعة فلما سجدوا جلس فسلم بهم فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللذين خلفه ركعة فلما سلم بالذين خلفه سلم الآخرون قال الشيخ وهذا يحتمل ما احتمل حديث حذيفة وابن عباس وزيد في قوله فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللذين خلفه ركعة يحتمل أن يكون من جهة بعض الرواة قبل جابر فقد روينا عن عطاء وأبي الزبير عن جابر ما دل على ذلك وقد قال بعضهم في حديث يزيد الفقير أنهم قضوا ركعة أخرى هكذا قاله أبو داود السجستاني قال الشيخ ورواه الحكم بن عتيبة عن يزيد الفقير عن جابر وقال فصففنا صفين فذكره بلفظ محتمل للتأويل الذي ذكرناه إلا أن المسعودي قد رواه مرة بالزيادة فتوى من جهة جابر بن عبد الله يمنع هذا التأويل والله أعلم وذلك فيما

[ 5848 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا المسعودي عن يزيد بن صهيب الفقير قال سألت جابرا عن الركعتين في السفر أقصرهما قال جابر إن الركعتين في السفر ليستا بقصر إنما القصر ركعة عند القتال ثم أنشأ يحدث أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القتال وحضرت الصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصف طائفة خلفه وقامت طائفة وجوهها قبل وجوه العدو فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ثم إن الذين صلوا خلفه انطلقوا فقاموا مقام أولئك وجاء أولئك فصلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلموا أولئك فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللقوم ركعة ركعة ثم قرأ يزيد وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة قال الشيخ وهذا الذي روى عن جابر إن كان لا يحتمل ما ذكرناه من التأويل فيحتمل أن يكون خبرا عن صلاته في الغداة التي وصف هو وغيره صلاته فيها وأنهم قضوا ركعتهم الباقية ويكون في حكم شيء أثبته بعض الرواة دون بعض فيؤخذ بقول المثبت والأصل وجوب العدد حتى يثبت جواز النقصان عنه بما لا يحتمل التأويل والله أعلم

[ 5849 ] أخبرنا أبو الحسن المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن مسعود عن سماك الحنفي عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة في صلاة الخوف كذا أتى به سماك مختصرا وقد روينا عن سالم ونافع عن بن عمر أن كل واحدة من الطائفتين قضوا ركعتهم والحكم للإثبات في مثل هذا وبالله التوفيق

[ 5850 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا المحاربي عن أيوب بن عائذ الطائي عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن بن عباس قال إن الله فرض الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم أربعا في الحضر وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة

[ 5851 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة قالا ثنا القاسم بن مالك المزني ثنا أيوب بن عائذ الطائي فذكره بنحوه رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ويحتمل أن يكون المراد به ركعة مع الإمام وينفرد بركعة أخرى على قول من يرى فرض الصلاة في الجماعة على الأعيان وفي كيفية صلاة الخوف في الأحاديث الثابتة مع اختلاف وجوهها والإتفاق في عددها دليل على صحة هذه التأويل والله أعلم وذهب أحمد بن حنبل رحمه الله وجماعة من أصحاب الحديث إلى أن كل حديث ورد في أبواب صلاة الخوف فالعمل به جائز وبالله التوفيق

باب من قال قضت الطائفة الثانية الركعة الأولى عند مجيئها ثم صلت الأخرى مع الإمام ثم قضت الطائفة الأولى الركعة الثانية ثم كان السلام

[ 5852 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة بن شريح أنبأ أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف قال أبو هريرة نعم قال مروان متى فقال أبو هريرة عام غزوة نجد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة صلاة العصر فقامت معه طائفة وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا جميعا الذين معه والذين مقابل العدو ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة وركعت الطائفة التي معه ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مقابل العدو ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدو فقابلوهم وأقبلت الطائفة مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومن معه ثم كان السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا جميعا فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة كذا قال والصواب لكل واحد من الطائفتين ركعتين ركعتين أخبرنا بذلك أبو الحسن المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة وابن لهيعة قالا ثنا أبو الأسود فذكره بمعناه وهذا بين في تفسير الحديث ولعله أراد ركعة ركعة مع الإمام وكذلك رواه محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن أبي هريرة

[ 5853 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف فصدع الناس صدعين فقامت طائفة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة تجاه العدو فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن خلفه ركعة وسجد بهم سجدتين ثم قام وقاموا معه فلما استوى قائما رجع الذين خلفه وراءهم القهقري فقاموا وراء الذين بإزاء العدو وجاء الآخرون فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا لأنفسهم ركعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ثم قاموا فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرى فكانت لهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم جاء الذين بإزاء العدو فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين ثم جلسوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم بهم جميعا كذا رواه يونس بن بكير عن بن إسحاق ورواه سلمة بن الفضل عن بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عبد الرحمن بن الأسود عن عروة عن أبي هريرة ورواه إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل عن عروة عن أبي هريرة وعن بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة مع اختلاف في لفظ حديث عائشة رضى الله تعالى عنها ليس ذلك في لفظ حديث أبي هريرة أما روايته عن بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن فذكره أبو الأزهر عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه

[ 5854 ] فأما روايته عن بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى المقري ببغداد ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ح وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو حامد بن بلال البزار ثنا أبو الأزهر ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف بذات الرقاع فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين فصفت طائفة وراءه وقامت طائفة وجاه العدو قالت فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفة الذين صلوا خلفه ثم ركع فركعوا ثم سجد فسجدوا ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فرفعوا معه ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقري حتى قاموا من ورائهم وأقبلت الطائفة الأخرى فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدته الثانية فسجدوا معه ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركعته الثانية وسجدوا هم لأنفسهم السجدة الثانية ثم قامت الطائفتان جميعا فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة فركعوا جميعا ثم سجد فسجدوا جميعا ثم رفع رأسه فرفعوا معه كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا جدا لا يألوا أن يخفف ما استطاع ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شركه الناس في صلاته كلها حديثهما سواء في المعنى وقد تزيد إحداهما على الأخرى بكلمة أو نحوها

باب من له أن يصلي صلاة الخوف

[ 5855 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي أنبأ أحمد بن سلمة ثنا محمد بن رافع ثنا محمد بن بكر أنبأ بن جريج أخبرني سليمان الأحول أن ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره أنه لما كان بين عبد الله بن عمرو وعنبسة بن أبي سفيان ما كان تيسروا للقتال فركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه فقال عبد الله بن عمرو أما عملت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن محمد بن بكر

[ 5856 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو محمد بن أحمد المقري ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا أبو كريب ثنا خالد بن مخلد ثنا محمد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي قال فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلني قال قاتله قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد قال أرأيت إن قتله قال فهو في النار رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب

[ 5857 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار ثنا يحيى بن الزبير المكي ثنا سفيان عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد

[ 5858 ] وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد

[ 5859 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا إبراهيم بن سعد حدثني أبي فذكره بإسناده ومعناه إلا أنه قال ومن أصيب دون دينه فهو شهيد ولم يذكر الدم وقد ذكرهما جميعا بعض الرواة عن أبي داود

باب ما ليس له لبسه وافتراشه

[ 5860 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا حرب يعني بن شداد عن يحيى يعني بن أبي كثير قال حدثني عمران بن حطان أنه سأل بن عباس عن لبس الحرير فقال سل عنه عائشة رضى الله تعالى عنها فسألت عائشة فقالت سل بن عمر فسألت بن عمر فقال حدثني أبو حفص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا فلا خلاق له في الآخرة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن رجاء

[ 5861 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو العباس محمد بن يعقوب من أصل كتابه وأخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس الأصم ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني شداد أبو عمار حدثني أبو أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا خلاق له في الآخرة رواه مسلم في الصحيح عن إبراهيم الرازي عن شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي

[ 5862 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم هو بن زكريا المقري ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي والجرجاني قالا ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت بن أبي نجيح يحدث عن مجاهد عن بن أبي ليلى قال استسقى حذيفة فأتاه دهقان بإناء فضة فأخذه فرماه به وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه وقال هو لهم في الدنيا ولكم في الآخرة قال فأخبرنا القاسم قال وحدثني الفضل بن سهل ثنا يحيى بن إسحاق ثنا جرير عن بن أبي نجيح مثله رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني عن وهب بن جرير بن حازم

[ 5863 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ببغداد ثنا محمد بن الجهم السمري ثنا جعفر بن عون ثنا أبو إسحاق سليمان الشيباني عن أشعث بن أبي الشعثاء عن معاوية بن سويد عن البراء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنائز وإفشاء السلام وإجابة الداعي وتشميت العاطس ونصر المظلوم وإبرار القسم ونهانا عن الشرب في الفضة فإنه من يشرب فيها في الدنيا لا يشرب فيها في الآخرة وعن التختم بالذهب وركوب المياثر ولباس القسي والحرير والديباج والإستبرق

[ 5864 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو الوليد ثنا علي بن زاطيا ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير ثنا الشيباني فذكره بمعناه رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن جرير ورواه مسلم عن عثمان بن أبي شيبة ورواه عبد الله بن إدريس قال حدثنا أبو إسحاق الشيباني فذكره وقال في الحديث وجلوس على المياثر أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم ثنا أبو كريب وابن أبي مذعور ويوسف قالوا ثنا عبد الله بن إدريس فذكره رواه مسلم عن أبي كريب

[ 5865 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار أنه سمع صفوان بن عبد الله بن صفوان يقول استأذن سعد على بن عامر وتحته مرافق من حرير فأمر بها فرفعت فدخل وعليه مطرف من خز فقال له استأذنت علي وتحتي مرافق من حرير فأمرت بها فرفعت فقال له نعم الرجل أنت يا بن عامر إن لم تكن ممن قال عز وجل أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا والله لئن أضطجع على جمر الغضا أحب إلي من أن أضطجع عليها

[ 5866 ] وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو الفضل بن حميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان فذكره بنحوه وزاد فيه فقال يا أبا إسحاق إن هذا الذي عليك شطره حرير وشطره خز فقال إنما يلي جلدي منه الخز وروينا عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أنه أتي بدابة عليها سرج ديباج فأبى أن يركبها

باب الرخصة فيما يكون جبة من ذلك في الحرب روي عن عروة أنه كان يلبسه في الحرب وعن عطاء بن أبي رباح أنه لم ير به بأسا في الحرب وكرهه الحسن البصري

[ 5867 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن المنهال ثنا همام عن قتادة عن أنس أن الزبير وعبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنهما شكيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القمل في غزاة لهما فأذن لهما في قميص الحرير قال أنس فرأيت على كل واحد منهما قميص حرير أخرجاه في الصحيح من حديث همام بن يحيى وغيره عن قتادة

[ 5868 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي وزياد بن الخليل قالا ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا الحجاج ثنا أبو عمر ختن عطاء قال رأيت عند أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنها جبة مزررة بالديباج فقلت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس هذه في الحرب

باب ما يرخص للرجال من الحرير للحكة

[ 5869 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام رضى الله تعالى عنهما في الحرير من حكة

[ 5870 ] وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ عمران بن موسى ثنا موسى بن السندي ثنا وكيع ثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال رخص النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام في لبس الحرير من حكة كانت بهما رواه البخاري في الصحيح عن محمد عن وكيع هكذا

[ 5871 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن شعبة عن قتادة عن أنس قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رخص للزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير لحكة كانت بهما رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة هكذا وقال أحمد بن حنبل عن وكيع رخص وقال غندر عن شعبة رخص أو رخص النبي صلى الله عليه وسلم

[ 5872 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال سئل سعيد عن لبس الحرير فأخبرنا عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص لعبد الرحمن بن عوف في قميص من حرير في سفر من حكة كان يجدها بجلده وللزبير بن العوام

[ 5873 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عمران بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا سعيد ثنا قتادة أن أنس بن مالك أنبأهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام في القمص الحرير في السفر من حكة كانت بهما أو وجع كان بهما رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة وأخرجه البخاري من وجه آخر عن سعيد بن أبي عروبة وأخرجاه من حديث همام بن يحيى عن قتادة وفيه فرخص لهما في قميص الحرير في غزاة لهما فيشبه أن تكون الرخصة في لبسه للحرب وإن كان ظاهره أنها للحكة والله أعلم

[ 5874 ] وقد أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال كان لعبد الرحمن بن عوف قميص من حرير يلبسه تحت ثيابه فقال له عمر رضى الله تعالى عنه ما هذا قال لبسته عند من هو خير منك ظاهر هذا يدل على جوازه في غير الحرب والحديث منقطع

باب الرخصة في العلم وما يكون في نسجه قز وقطن أو كتان وكان القطن الغالب

[ 5875 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان قال كتب إلينا عمر رضى الله تعالى عنه ونحن بأذربيجان يا عتبة بن فرقد أنه ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك قالها ثلاث مرات فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير إلا هكذا ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه قال زهير قال عاصم هذا في الكتاب رواه البخاري ومسلم جميعا في الصحيح عن أحمد بن يونس مختصرا

[ 5876 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا قتادة قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ونحن مع عتبة بن فرقد بأذربيجان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا هكذا وأشار بإصبعيه اللتين تليان الإبهام قال فما عتمنا أنه يعني الإعلام رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

[ 5877 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أبي عثمان عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع أصبعين رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان المسمعي ومحمد بن المثنى عن معاذ بن هشام

[ 5878 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن عامر الشعبي عن سويد بن غفلة قال خطب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بالجابية قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع أصبعين أو ثلاثة أو أربعة رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله القواريري وجماعة عن معاذ بن هشام وكذلك رواه بن أبي عروبة عن قتادة ورواه أيضا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن أبي عثمان أن عمر رضى الله تعالى عنه كان ينهى عن الحرير والديباج إلا ما كان هكذا ثم أشار بإصبعه ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عنه أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث فذكره رواه مسلم في الصحيح عن بن نمير عن حفص

[ 5879 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد حدثنا عبد الملك عن عطاء في العلم في الثوب فأراد أن يفتتح حديثا ثم قال أخبرني هذا الرجل من القوم اسمه عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر فقال له عطاء حدث فحدث بين يدي عطاء قال أرسلتني أسماء بنت أبي بكر إلى عبد الله بن عمر أنه بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثا صوم رجب كله وميثرة الأرجوان والعلم في الثوب فقال أما ما ذكرت من صوم رجب كله فكيف من صام الأبد وأما العلم في الثوب فإن عمر حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة فأخاف أن يكون العلم في الثوب من لبس الحرير وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة بن عمر فأرجو أن تراها قال نعم يعني فذهب إلى أسماء فأخبرها قال عبد الله فأخرجت إلي جبة من طيالسة لها لبنة من ديباج خسرواني وفي سماع محمد بن موسى كسرواني وفرجيها مكفوفين به فقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسها فلما قبض كانت عند عائشة فلما قبضت قبضتها إلي فنحن نغسلها للمريض منا إذا اشتكى ونستشفي بها أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عبد الملك بن أبي سليمان

[ 5880 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس ثنا المغيرة بن زياد ثنا عبد الله أبو عمر مولى أسماء بنت أبي بكر قال رأيت بن عمر في السوق اشترى ثوبا شاميا فيه خيطا أحمر فرده فأتيت أسماء بنت أبي بكر فذكرت ذلك لها فقالت يا جارية ناوليني جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت له جبة طيالسة مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج

[ 5881 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زهير ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن خصيف عن عكرمة عن بن عباس قال إنما كره نبي الله صلى الله عليه وسلم الثوب المصمت من الحرير فأما العلم من الحرير أو سدي الصوب فليس به بأس لفظ حديث يحيى وفي رواية عمرو نهى بدل كره وقال أما العلم من الحرير والنير فليس به بأس

[ 5882 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو عاصم عن بن جرير عن خصيف عن عكرمة وسعيد بن جبير عن بن عباس قال إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحرير المصمت فأما أن يكون سداه أو لحمته حريرا فلا بأس يلبسه كذا قاله أبو عاصم عن بن جريج وقيل عنه في هذا الخبر فأما الثوب الذي سداه حرير ولحمته ليس حريرا فليس بمصمت ولا نرى به بأسا

[ 5883 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عن بسر بن سعيد أنه رأى على سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه جبة شامية قيامها قز قال بسر رأيت على زيد بن ثابت خمائص معلمة

[ 5884 ] فأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب يعني بن عطاء أنبأ سعيد عن الحسن عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أركب الأرجوان ولا ألبس القسي ولا المعصفر ولا القميص المكفوف بالحرير فيحتمل أن يكون أراد والله أعلم مياثر الأرجوان التي هي مراكب الأعاجم من ديباج أو حرير وأراد بالقميص المكفوف بالحرير أن يكون الحرير كثيرا أكثر من مقدار العلم الذي رخص فيه أو أراد به التنزيه والجبة التي أخرجتها أسماء بنت أبي بكر يحتمل أن يكون كان يلبسها في الحرب فقد روينا ذلك عنها في حديث آخر والله أعلم

[ 5885 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن نافع عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أنه كان ينهى أن يصبغ العصب بالبول وأنه كانت الحلة تنسج لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تبلغ الحلة ألف درهم وأكثر قال الشيخ الحلة التي كانوا يلبسونها ثوبان إزار ورداء إلا أنها كانت من قز

باب الرخصة للرجال في لبس الخز

[ 5886 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن محمد الأنماطي ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الرازي قال وحدثنا أبو داود ثنا أحمد بن عبد الرحمن الرازي ثنا أبي أخبرني أبي عبد الله بن سعد عن أبيه سعد قال رأيت رجلا ببخارى على بغلة بيضاء عليه عمامة خز سوداء فقال كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ حديث عثمان

[ 5887 ] وأخبرني أبو بكر الفارسي أنبأ أبو إسحاق الأصبهاني ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني مخلد ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي الرازي فذكره بنحوه قال عبد الرحمن نراه بن حازم السلمي قال أبو عبد الله بن حازم ما أرى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أو هذا شيخ آخر

[ 5888 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا روح ثنا شعبة عن الفضيل بن فضالة عن أبي رجاء العطاردي قال خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز فقلنا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبس هذا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب إذا أنعم على عبد نعمة أن يرى أثر نعمته عليه

[ 5889 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن بن حمشاذ العدل ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ثنا بن أبي مريم حدثني يحيى بن أيوب حدثني حميد قال كان أنس بن مالك يلبس من الخز أجوده قال حميد قلت لنافع مولى بن عمر أكان بن عمر يكسو أهله الخز قال يكسو صفية المطرف بخمسمائة

[ 5890 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب قال سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وحميد الطويل أنهما رأيا على أنس بن مالك كساء خز قال عبد الله وحدثني وهب بن كيسان قال رأيت على رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكسية خز منهم جابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري

[ 5891 ] أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها كست عبد الله بن الزبير مطرف خز كانت عائشة تلبسه

[ 5892 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا محمد بن حسان السمتي ثنا إسماعيل بن مجالد ثنا عبد الملك بن عمير قال رأيت على أبي موسى الأشعري برنس خز

[ 5893 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا عمرو بن مرزوق ثنا عمران القطان عن عمار بن أبي عمار قال رأيت على أبي قتادة مطرف خز وروينا في الرخصة في ذلك أيضا عن أبي هريرة وعبد الله بن أبي أوفى وعن بن عمر أنه كان يكره لبسه ثم يراه على ابنه فلا ينكر ذلك

[ 5894 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو القاسم سليمان بن محمد المديني ثنا بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ المغلس بن زياد أبو الوليد العامري ثنا عامر بن عبيدة الباهلي قاضي البصرة قال خرجت مع نفر من باهلة حتى أتينا أنس بن مالك فذكر الحديث قال فيه قلنا فأخبرنا عن الخز قال فأخرج إلينا جبة من خز بين قميصين فقال ها هو ذا ألبسه ووددت أني لم أكن لبسته وما أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد لبسه غير عمر وابن عمر فإنهما لم يلبساه وذكر الحديث

باب ما ورد من التشديد في لبس الخز

[ 5895 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن يعني بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة يعني بن خالد ثنا بن جابر عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله يمينا أخرى ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأخبرني الحسن أيضا ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا بشر يعني بن بكر ثنا بن جابر عن عطية بن قيس قال قام ربيعة الجرشي في الناس فذكر حديثا فيه طول قال فإذا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قلت يمين حلفت عليها قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك والله يمين أخرى حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن في أمتي أقوام يستحلون قال في حديث هشام الخمر والحرير وفي حديث دحيم الخز والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحة لهم فيأتيهم طالب حاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم فيضع عليهم العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيمة قال دحيم ويمسخ منهم آخرين ثم ذكره أخرجه البخاري في الصحيح قال وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد فذكره وذكر في روايته الخز وروينا عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تركبوا الخز ولا النمار وكأنه صلى الله عليه وسلم كره ذي العجم في مراكبهم واستحب القصد في اللباس والمراكب

[ 5896 ] وقد أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله عز وجل دعاه الله عز وجل يوم القيامة على رؤوس الخلائق يخيره من حلل الإيمان فيلبس أيها شاء

[ 5897 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد عن هارون عن كنانة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشهرتين أن يلبس الثياب الحسنة التي ينظر إليه فيها أو الدنية أو الرثة التي ينظر إليه فيها قال عمرو بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرا بين أمرين وخير الأمور أوساطها هذا منقطع

باب ما ورد في الأقبية المزررة بالذهب

[ 5898 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا كامل بن طلحة ثنا ليث بن سعد ثنا بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم أقبية ديباج أزرارها ذهب فقسمها بين أصحابه فقال مخرمة يا بني انطلق بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن نصيب منها فقال لي ادخل فادع النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قباء منها فقال ها يا مخرمة هذا خبأناه لك أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال الليث بن سعد

[ 5899 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قسم أقبية من ديباج مزرورة بالذهب فبلغ ذلك مخرمة بن نوفل أبا المسور فبعث ابنه المسور إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجاء فقام بالباب وقال ادعه لي فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فخرج بقباء منها فاستقبله وقال خبأت لك هذا يا أبا المسور خبأت لك هذا يا أبا المسور رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن عبد الوهاب عن حماد هكذا مرسلا ورواه بن علية عن أيوب وأخرجاه من حديث حاتم بن وردان عن أيوب موصولا إلا أنه ليس فيه ذكر الديباج والأزرار وكذلك أخرجاه عن قتيبة عن الليث ليس فيه ذكر الديباج والأزرار

[ 5900 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن عمرو عن واقد بن سعد بن معاذ قال دخلت على أنس بن مالك فقال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة فبعث إليه بجبة من ديباج منسوج بالذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يمسحونها وينظرون إليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتعجبون من هذه الجبة قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأينا ثوبا قط أحسن منه

[ 5901 ] وأخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة قال سعيد أحسبه قال سندس قال وذلك قبل أن ينهى عن الحرير قال فلبسها فعجب الناس منها فقال والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا أخرجاه في الصحيح من وجه آخر عن قتادة دون اللفظة التي أتى بها سعيد بن أبي عروبة أن ذلك قبل أن ينهى عن الحرير وهي أشبه بالصحة من رواية من روى وكان ينهى عن الحرير وقد قال البخاري وقال سعيد عن قتادة عن أنس أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هدية المشركين إلا أنه لم يسق متنه

باب نهي الرجال عن لبس الذهب

[ 5902 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنبأ محمد بن الحسن ثنا حرملة بن يحيى أنبأ بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حنين أن أباه حدثه أنه سمع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه يقول نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن القراءة وأنا راكع وعن لبس الذهب والمعصفر رواه مسلم في الصحيح عن حرملة بن يحيى

[ 5903 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية عن بحير عن خالد قال وفد المقدام بن معدي كرب على معاوية بن أبي سفيان فذكر قصته ثم قال المقدام يا معاوية إن أنا صدقت فصدقني وإن أنا كذبت فكذبني قال فافعل قال فأنشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لبس الذهب قال نعم قال فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير قال نعم قال فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها قال نعم

[ 5904 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني عبيد الله بن سعيد ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم عن الحارث بن ميناء قال كان عمر رضى الله تعالى عنه لا يزال يدعوني فأتى بالقباء من أقبية الشرك قال فقال انزع هذا الذهب منها

باب الرخصة للنساء في لبس الحرير والديباج وافتراشهما والتحلي بالذهب

[ 5905 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عمران بن موسى وأحمد بن النصر بن عبد الوهاب قالا ثنا شيبان ثنا جرير هو بن حازم ثنا نافع عن بن عمر قال رأى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه عطارد التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم فقال عمر رضى الله تعالى عنه يا رسول الله إني رأيت عطاردا يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك قال وأظنه قال ولبستها يوم الجمعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة فلما كان بعد ذلك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل سيراء فبعث إلى عمر رضى الله تعالى عنه بحلة وبعث إلى أسامة رضى الله تعالى عنه بحلة وأعطى علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه حلة فقال له شققها خمرا بين نسائك فجاء عمر بحلته يحملها فقال يا رسول الله بعثت إلي بهذه وقد قلت بالأمس في حلة عطارد ما قلت قال إني لم أبعث بها إليك لتلبسها وإنما بعثت بها إليك لتصيب بها وأما أسامة فراح في حلته فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا عرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر ما صنع فقال يا رسول الله ما تنظر إلي وأنت بعثت إلي بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أبعث بها إليك لتلبسها ولكن بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ

[ 5906 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو الفياض بكار بن عبد الله الزماني ثنا عبد الله يعني بن أخي جويرية ثنا جويرية عن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه رأى حلة سيراء من حرير فقال يا رسول الله لو ابتعت هذه الحلة فلبستها للوفود وليوم الجمعة فقال إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعد ذلك إلى عمر بحلة سيراء من حرير كساها إياه فقال يا رسول الله كسوتنيها وقد سمعتك تقول فيها ما قلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت بها إليك لتبيعها أو لتكسوها بعض نسائك رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن جويرية بن أسماء

[ 5907 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورها

[ 5908 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب حدثني الحسن بن ثوبان وعمرو بن الحارث عن هشام بن أبي قال فوالله لمناديل سعد في الجنة أحسن مما ترون رقية قال سمعت مسلمة بن مخلد يقول لعقبة بن عامر قم فأخبر الناس بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عقبة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي فليتبوأ مقعده من جهنم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي وحلال لإناثهم

باب الرجل يعلم من نفسه في الحرب بلاء فليعلم نفسه بعلامة

[ 5909 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف قال قال لي أمية وأنا أمشي معه يا عبد الإله من الرجل منكم معلم بريشة نعامة في صدره فقلت ذاك حمزة بن عبد المطلب فقال ذاك فعل بنا الأفاعيل

[ 5910 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن كامل ثنا أبو قلابة الرقاشي ثنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثني عبيد الله بن الوازع بن ثور حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام في قصة أبي دجانة سماك بن خرشة يوم أحد ودفع النبي صلى الله عليه وسلم سيفه إليه قال وكان إذا أراد القتال أعلم بعصابة

باب الرجل يبارز إذا طلبوا البراز

[ 5911 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم ثنا يعقوب الدورقي ثنا هشيم أنبأ أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية { هذان خصمان اختصموا في ربهم } نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة رواه البخاري في الصحيح عن يعقوب الدورقي ورواه مسلم عن عمرو بن زرارة عن هشيم

[ 5912 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي رضى الله تعالى عنه في قصة بدر قال فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد فقالوا من يبارز فخرج فتية من الأنصار شببة فقال عتبة لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني أعمامنا بني عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا حمزة قم يا عبيدة قم يا علي فبرز حمزة لعتبة وعبيدة لشيبة وعلي للوليد فقتل حمزة عتبة وقتل علي الوليد وقتل عبيدة شيبة وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلي حتى توفي بالصفراء وفي رواية بن إسحاق عن أصحابه في هذه القصة أن عبيدة بارز عتبة وحمزة شيبة وعلي الوليد بن عتبة

باب ما ينهى عن المراكب

[ 5913 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو كريب ثنا بن إدريس قال سمعت عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي قال نهاني النبي صلى الله عليه وسلم أن أجعل خاتمي في هذه أو التي تليها لم يدر عاصم في أي الثنتين ونهاني عن لبس القسي وعن جلوس على المياثر قال فأما القسي فثياب مضلعة يؤتى بها من مصر والشام وأما المياثر فشيء كانت تجعله النساء لبعولتهن على الرحل كالقطائف الأرجوان رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب

[ 5914 ] وأخبرنا علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل حدثني عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي رضى الله تعالى عنه قال نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن القسية والميثرة قال أبو بردة قلنا لعلي رضى الله تعالى عنه ما القسية قال ثياب أتينا من الشام أو مصر مضلعة فيها حرير فيها أمثال الأترج والميثرة شيء كانت تصنعه النساء لبعولتهن أمثال القطائف ويضعونها على الرحال قد أشار إليه البخاري في الترجمة قال أبو عبيد المياثر كانت من مراكب الأعاجم من ديباج أو حرير وقال غيره الميثرة جلود السباع

[ 5915 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا حميد بن مسعدة ثنا إسماعيل ثنا خالد عن ميمون القناد عن أبي قلابة عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ركوب النمار وعن لبس الذهب إلا مقطعا ورواه أيضا محمد بن سيرين عن معاوية في ركوب النمار ورواه أبو شيخ الهنائي عن معاوية في ركوب النمار وفي الذهب

[ 5916 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم وأبو الأسود وأبو زيد ويزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب قالوا ثنا المفضل بن فضالة ثنا عياش بن عباس عن أبي الحصين الهيثم بن شفي سمعه يقول خرجت أنا وأبو عامر المعافري نصلي بإيلياء وكان قاضيهم رجل من الأزد يقال له أبو ريحانة من الصحابة قال أبو الحصين فسبقني صاحبي إلى المسجد ثم أدركته فجلست إلى ناحيته فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة قلت له لا فقال سمعته يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشر عن الوشر والوشم والنتف وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار ومكامعة المرأة المرأة بغير شعار وأن يجعل الرجل أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم ويجعل على منكبيه حريرا مثل الأعاجم وعن النهبي وركوب النمور ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان

باب ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملونه في رحالهم

[ 5917 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هناد بن السري عن وكيع عن إسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي عن أبيه عن بن عمر أنه رأى رفقة من أهل اليمن رحالهم الأدم فقال من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة كانوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هؤلاء

كتاب صلاة العيدين

[ 5918 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي أنبأ إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأ يزيد بن هارون أنبأ حميد الطويل ح وأخبرنا محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ أبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور النيسابوري ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني حميد الطويل ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن هشام بن ملاس النميري ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا حميد الطويل قال قال أنس بن مالك قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما بالجاهلية فقال قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية وقد أبدلكم الله خيرا منهما يوم النحر ويوم الفطر لفظ حديث الفزاري

باب غسل العيدين

[ 5919 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا حفص ثنا شعبة وأخبرنا أبو عبد الله قال وحدثنا محمد بن يعقوب أنبأ الربيع قال قال الشافعي أنبأ بن علية عن شعبة عن عمرو بن مرة عن زاذان قال سأل رجل عليا رضى الله تعالى عنه عن الغسل قال اغتسل كل يوم إن شئت فقال لا الغسل الذي هو الغسل قال يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر ويوم الفطر

[ 5920 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع عن بن عمر أنه كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو ورواه بن عجلان وغيره عن نافع فقال في العيدين الأضحى والفطر

[ 5921 ] وروينا في ذلك عن سلمة بن الأكوع ثم عن بن المسيب وعروة بن الزبير وروى حجاج بن تميم وليس بقوي عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل يوم الفطر ويوم الأضحى أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو يعلى ثنا جبارة حدثنا حجاج بن تميم حدثني ميمون بن مهران فذكره وقال أبو أحمد روايته ليست بمستقيمة

باب التكبير ليلة الفطر ويوم الفطر وإذا غدا إلى صلاة العيدين قال الله جل ثناؤه في شهر رمضان ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم

[ 5922 ] قال الشافعي سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول فتكملوا عدة صوم شهر رمضان وتكبروا الله عند إكماله على ما هداكم وإكماله مغيب الشمس من آخر يوم من أيام شهر رمضان أخبرنا بذلك أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع عن الشافعي قال الشيخ وبلغني عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله { وذكر اسم ربه فصلى } قال ذكر الله وهو ينطلق إلى العيد

[ 5923 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا بن أبي عاصم ثنا بن مصفى حدثني يحيى بن سعيد العطار ثقة عن بن شهاب عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أنه كان يكبر ليلة الفطر حتى يغدو إلى المصلى ذكر الليلة فيه غريب

[ 5924 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى يعني بن سعيد القطان عن محمد بن عجلان حدثني نافع أن بن عمر كان يغدو إلى العيد من المسجد وكان يرفع صوته بالتكبير حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام ورواه بن إدريس عن بن عجلان وقال يوم الفطر والأضحى وهذا هو الصحيح موقوف وقد روي من وجهين ضعيفين مرفوعا أما أمثلهما

[ 5925 ] فأخبرناه أبو حازم الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس وعبد الله والعباس وعلي وجعفر والحسن والحسين وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وأيمن بن أم أيمن رضى الله تعالى عنهم رافعا صوته بالتهليل والتكبير فيأخذ طريق الحدادين حتى يأتي المصلى وإذا فرغ رجع على الحذائين حتى يأتي منزله

[ 5926 ] وأما أضعفهما فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا عبد الله بن محمد بن خنيس الدمشقي ثنا موسى بن محمد بن عطاء ثنا الوليد بن محمد ثنا الزهري أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى موسى بن محمد بن عطاء منكر الحديث ضعيف والوليد بن محمد المقري ضعيف لا يحتج برواية أمثالهما والحديث المحفوظ عن بن عمر من قوله وروي عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم مثل ما روينا عن بن عمر في التكبير عند الغدو إلى المصلى

[ 5927 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى وروى الشافعي بإسناده عن جماعة من التابعين أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر في المسجد يجهرون به وعن جماعة منهم جهرهم به عند الغدو إلى المصلى

[ 5928 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون ثنا الأعمش عن تميم بن سلمة قال خرج بن الزبير يوم النحر فلم يرهم يكبرون فقال ما لهم لا يكبرون أما والله فعلوا ذلك فقد رأيتنا في العسكر ما يرى طرفاه فيكبر الرجل فيكبر الذي يليه حتى يرتج العسكر تكبيرا وأن بينكم وبينهم كما بين الأرض السفلى إلى السماء العليا

باب الخروج في الأعياد إلى المصلى

[ 5929 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى ثنا بن أبي مريم أنبأ محمد بن جعفر بن أبي كثير أخبرني زيد بن أسلم عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر ويوم الأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف قال أبو سعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت على مروان بن الحكم وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر من لبن قد بناه كثير بن الصلت وإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بيده فجبذني وارتقى فاجتمع الناس فخطب قبل الصلاة فقلت له غيرتم والله فقال يا أبا سعيد إنه قد ذهب ما تعلمه فقلت ما أعلم والله خير مما لا أعلم قال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلناها قبل الصلاة رواه البخاري في الصحيح عن بن أبي مريم

باب الزينة للعيد

[ 5930 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ح وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال وجد عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حلة من استبرق تباع في السوق فأخذها فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابتع هذه فتجمل بها للعيد وللوفد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذه لباس من لا خلاق له في الآخرة ولبث عمر ما شاء الله أن يلبث ثم أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة ديباج فأقبل بها عمر رضى الله تعالى عنه حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له ثم أرسلت إلي بهذه الجبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبيعها أو تصيب بها حاجتك رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 5931 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسدد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى ثنا مسدد ثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن أبي جعفر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة

[ 5932 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين قالوا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس برد حبرة في كل عيد

[ 5933 ] وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم ثنا جعفر بن محمد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتم في كل عيد

[ 5934 ] أخبرنا أبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد الإسفراييني بها أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ وكيع عن مساور الوراق عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة سوداء أخرجه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

[ 5935 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر عن بن وهب ثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال رأيت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه معتما قد أرخى عمامته من خلفه قال إسماعيل وحدثني محمد بن يوسف عن أبي رزين قال شهدت علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه يوم عيد معتما قد أرخى عمامته من خلفه والناس مثل ذلك كذا قال وقيل عن إسماعيل عن محمد بن يوسف عن أبي رزين عن علي بن ربيعة قال شهدت عليا

[ 5936 ] وقد أخبرنا أبو حازم العبدوي أنبأ أبو أحمد الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو همام السكوني يعني الوليد بن شجاع ثنا إسماعيل يعني بن عياش ثنا محمد بن يوسف عن أبي رزين عن علي بن ربيعة قال شهدت علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه يوم عيد فرأيته معتما قد أرخى عمامته والناس مثل ذلك

[ 5937 ] وأخبرنا أبو حازم أنبأ أبو أحمد أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن المغلس ببغداد أنبأ أبو همام يعني السكوني ثنا عيسى بن يونس ثنا رزين بياع الأنماط عن الأصبغ بن نباتة قال رأيت عليا رضى الله تعالى عنه خرج يوم العيد معتما يمشي ومعه نحو من أربعة ألف يمشون معتمين تابعه إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس هذا إسناد ضعيف

[ 5938 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يحيى بن معين ثنا بن أبي زائدة عن عبيد الله عن نافع أن بن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه

باب المشي إلى العيدين

[ 5939 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو علي الروذباري قالا أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي ثنا علي بن الحسن ثنا حسان بن حسان البصري ثنا عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر ويوم الأضحى يخرج ماشيا وتحمل بين يديه الحربة ثم تنصب بين يديه في الصلاة يتخذها سترة وذلك قبل أن تبني الدور في المصلى قال وفعل ذلك بعرفة قوله ماشيا غريب لم أكتبه من حديث بن عمر إلا بهذا الإسناد وليس بالقوي فأما سائر ألفاظه فمشهورة

[ 5940 ] وروي في حديث سعد القرظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج ماشيا ويرجع ماشيا أخبرناه أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي أنبأ أبو يحيى الحراني ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد حدثني أبي عن آبائه فذكره

[ 5941 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أحمد بن عثمان بن جعفر المقري ثنا أبو جعفر محمد بن علي الوراق ثنا أبو غسان ومعاوية بن عمرو قالا ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن الحارث عن علي قال من السنة أن يمشي الرجل إلى المصلى

[ 5942 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب المقري بواسط ثنا شعيب بن أيوب ثنا أبو نعيم وأبو داود الحفري عن شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال من السنة أن تأتي العيد ماشيا زاد أبو داود في حديثه ثم تركب إذا رجعت

باب الغدو إلى العيدين

[ 5943 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو ثنا يزيد بن خمير الرحبي قال خرج عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس يوم عيد فطر أو أضحى فأنكر إبطاء الإمام وقال إنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم قد فرغنا ساعتنا هذه وذلك حين التسبيح

[ 5944 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد أخبرني أبو الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم وهو بنجران عجل الأضحى وآخر الفطر وذكر الناس هذا مرسل وقد طلبته في سائر الروايات بكتابه إلى عمرو بن حزم فلم أجده والله أعلم

[ 5945 ] وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقة أن الحسن كان يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغدو إلى الأضحى والفطر حين تطلع الشمس فيتتام طلوعها وهذا أيضا مرسل وشاهده عمل المسلمين بذلك أو بما يقرب منه مؤخرا عنه

[ 5946 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ يوسف بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى ثنا بن وهب عن عياض بن عبد الله الفهري عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وقال فيه إذا صليت الصبح فاقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان ثم الصلاة مشهودة محظورة متقبلة حتى ينتصف النهار

باب الأكل يوم الفطر قبل الغدو

[ 5947 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد لفظا ثنا أبو العباس بن حمدان لفظا وهو أخو أبي عمرو بن حمدان النيسابوري ثنا الحسن بن علي السري ثنا سعيد بن سليمان ثنا هشيم عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم عن سعيد بن سليمان وكذلك رواه أبو الربيع الزهراني عن هشيم

[ 5948 ] ورواه عمرو بن عون الواسطي عن هشيم عن محمد بن إسحاق عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر يوم الفطر على تمرات قبل أن يغدو أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون أنبأ هشيم فذكره وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن منيع عن هشيم وقد أكثر محمد بن إسماعيل البخاري ما أخرجه برواية مرجا بن رجاء عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس

[ 5949 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الهيثم بن خلف الدوري ثنا أبو بكر بن أبي النضر ثنا أبي ثنا مرجا بن رجاء اليشكري قال حدثني عبيد الله بن أبي بكر قال حدثني أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا وكذلك رواه عتبة بن حميد الضبي عن عبيد الله بن أبي بكر

[ 5950 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا زهير ثنا عتبة بن حميد الضبي ثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس قال سمعت أنسا يقول ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أقل من ذلك أو أكثر من ذلك وترا ومما يؤكد صحة ما اختاره البخاري رحمه الله رواية سعيد بن سليمان الحديث عن هشيم بالإسنادين جميعا

[ 5951 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى ثنا سعيد بن سليمان ثنا هشيم أنبأ محمد بن إسحاق عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يطعم

[ 5952 ] وبهذا الإسناد ثنا سعيد بن سليمان عن هشيم عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

[ 5953 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب بواسط ثنا شعيب بن أيوب ثنا أبو غسان النهدي ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن الحارث عن علي رضى الله تعالى عنه قال من السنة أن يطعم الرجل يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى

باب يترك الأكل يوم النحر حتى يرجع

[ 5954 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو عاصم أنبأ ثواب بن عتبة ح وحدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ثواب بن عتبة المهري ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يأكل يوم النحر حتى يذبح لفظ حديث أبي داود وفي رواية أبي عاصم حتى يرجع

[ 5955 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم ثنا مسلم يعني بن إبراهيم ثنا ثواب بن عتبة المهري عن عبد الله فذكره بإسناده ومعناه إلا أنه قال حتى يرجع فيأكل من أضحيته

[ 5956 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا علي بن بحر القطان ثنا الوليد بن مسلم ثنا بن مهدي عن عقبة بن الأصم عن بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر لم يخرج حتى يأكل شيئا وإذا كان الأضحى لم يأكل شيئا حتى يرجع وكان إذا رجع أكل من كبد أضحيته

[ 5957 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أبو صادق بن أبي الفوارس قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أنه كان يوم الأضحى يخرج إلى المصلى ولا يطعم شيئا

[ 5958 ] حدثنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن بن شهاب عن بن المسيب قال كان المسلمون يأكلون يوم الفطر قبل الصلاة ولا يفعلون ذلك يوم النحر

باب من أكل يوم النحر قبل الصلاة

[ 5959 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد الحافظ جزرة ثنا عثمان بن أبي شيبة ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عمران بن موسى ثنا عثمان ثنا جرير بن عبد الحميد وأبو الأحوص عن منصور عن الشعبي عن البراء بن عازب قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى بعد الصلاة فقال من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فشاته شاة لحم ولا نسك له فقال أبو بردة بن نيار خال البراء يا رسول الله فإني نسكت شاتي قبل الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب وأحببت أن تكون شاتي أول شيء يذبح في بيتي فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة قال شاتك شاة لحم فقال يا رسول الله فإن عندنا عناقا لنا جذعة هي أحب إلي من شاتين أفتجزي عني قال نعم ولن تجزي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة وكذلك مسلم إلا أنهما لم يذكرا أبا الأحوص عن عثمان وقد رواه البخاري في مسدد ورواه مسلم عن هناد وقتيبة كلهم عن أبي الأحوص

باب لا أذان للعيدين

[ 5960 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب إملاء ثنا أحمد بن سهل بن يحيى وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج أخبرني عطاء عن بن عباس وعن جابر بن عبد الله قالا لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى ثم سألته بعد حين عن ذلك فأخبرني قال أخبرني جابر بن عبد الله الأنصاري أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام ولا بعدما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شيء لا نداء يومئذ ولا إقامة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وأخرجه البخاري مختصرا من حديث هشام بن يوسف عن بن جريج

[ 5961 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج أخبرني عطاء أن بن عباس أرسله إلى بن الزبير أول ما بويع أنه لم يكن يؤذن للصلاة يوم الفطر فلا تؤذن لها فلم يؤذن لها بن الزبير وأرسل إليه مع ذلك إنما الخطبة بعد الصلاة فإن ذلك قد كان يفعل قال فصلى بن الزبير قبل الخطبة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وأخرجه البخاري من حديث هشام عن بن جريج

[ 5962 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا زياد بن الخليل ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيد غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

باب حمل العنزة أو الحربة بين يدي الإمام يوم العيد ثم نصبها ليصلي إليها إذا لم تكن في المصلى سترة

[ 5963 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا القاسم بن زكريا ثنا محمد بن الصباح الجرجرائي أنبأ الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن نافع عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يغدو إلى المصلى في يوم العيد والعنزة تحمل بين يديه فإذا بلغ إلى المصلى نصبت بين يديه العنزة فيصلى إليها رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر عن الوليد بن مسلم

[ 5964 ] وأخبرنا أبو عمرو أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا بن أبي حسان ثنا دحيم ثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن نافع عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى المصلى في الأضحى والفطر جيء بالعنزة بيد يديه حتى تركز في المصلى فيصلي إليها وذلك أن المصلى كان فضاء ليس شيء مبني يستر به فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالعنزة فتركز بين يديه فيصلي إليها

[ 5965 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها والناس وراءه وكان يفعل ذلك في السفر فمن ثم اتخذها الأمراء رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير ورواه البخاري عن إسحاق عن عبد الله بن نمير وروينا عن مكحول أنه قال إنما كانت الحربة تحمل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان يصلي إليها وروينا عن الضحاك بن مزاحم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا أنه نهى أن يخرج يوم العيد بالسلاح وروينا في كتاب الحج عن بن عمر ما دل على ذلك وبالله التوفيق

باب التكبير في صلاة العيدين

[ 5966 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ثنا أحمد بن الوليد الفحام ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى سبعا وخمسا في الأولى سبعا وفي الآخرة خمسا سوى تكبيرة الصلاة

[ 5967 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا المعتمر قال سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال النبي صلى الله عليه وسلم التكبير في الفطر سبع في الأولى وخمس في الآخرة والقراءة بعدهما كلتاهما وكذلك رواه بن المبارك ووكيع وأبو عاصم وعثمان بن عمر وأبو نعيم عن عبد الله وفي كل ذلك دلالة على خطأ رواية سليمان بن حيان عن عبد الله الطائفي في هذا الحديث سبعا في الأولى وأربعا في الثانية

[ 5968 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا بن أبي أويس ثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين في الركعة الأولى بسبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة وكذلك رواه عبد الله بن نافع عن كثير قال أبو عيسى سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فقال ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا وبه أقول قال وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في هذا الباب هو صحيح أيضا

[ 5969 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد قالا ثنا عبيد بن شريك ثنا عمرو بن خالد ثنا بن لهيعة عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في العيدين في الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة ورواه أيضا قتيبة عن بن لهيعة عن عقيل ورواه بن وهب عن بن لهيعة عن خالد بن يزيد عن بن شهاب

[ 5970 ] أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف وأبو بكر أحمد بن الحسن في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك بن لهيعة فذكره بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في الفطر والأضحى سبعا وخمسا سوى تكبيرة الركوع قال محمد بن يحيى هذا هو المحفوظ لأن بن وهب قديم السماع من بن لهيعة

[ 5971 ] ورواه أبو زكريا يحيى بن إسحاق عن بن لهيعة عن خالد بن يزيد قال بلغنا عن بن شهاب الزهري أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا أبو زكريا ثنا بن لهيعة فذكره بمعناه

[ 5972 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني حيوة بن شريح ثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن حفص بن عمر بن سعد بن قرظ أن أباه وعمومته أخبروه عن أبيهم سعد بن قرظ أن السنة في صلاة الأضحى والفطر أن يكبر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة

[ 5973 ] وحدثنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري بمكة ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد الرحمن بن سعد المؤذن حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمر بن حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن أجدادهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعا وفي الآخرة خمسا وكان يكبر قبل القراءة وذهب ماشيا ورجع ماشيا

[ 5974 ] أخبرنا أبو الحسن بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة قال قال نافع كان أبو هريرة ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع مولى بن عمر قال شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة لفظ حديث مالك وحديث شعيب بمعناه وزاد في روايته وهي السنة وزاد في أوله استخلف مروان إياه على المدينة

[ 5975 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو مسلم ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ زائدة عن عبد الملك هو بن أبي سليمان عن عطاء قال كان بن عباس يكبر في العيدين ثنتي عشرة تكبيرة سبع في الأولى وخمس في الآخرة هذا إسناد صحيح وقد قيل فيه عن عبد الملك بن أبي سليمان ثلاث عشرة تكبيرة سبع في الأولى وست في الآخرة فكأنه عد تكبيرة القيام

[ 5976 ] فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ حميد يعني الطويل عن عمار مولى بني هاشم عن بن عباس أنه كبر في العيد في الركعة الأولى سبعا ثم قرأ وكبر في الثانية خمسا

[ 5977 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي ثنا بن أبي أويس ثنا أبي ثنا ثابت بن قيس قال شهدت عمر بن عبد العزيز العيد فكبر في الأولى سبعا قبل القراءة وفي الثانية خمسا قبل القراءة

باب ذكر الخبر الذي روى في التكبير أربعا

[ 5978 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن العلاء وابن أبي زياد المعنى قريب قالا ثنا زيد بن حباب عن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن مكحول قال أخبرني أبو عائشة جليس لأبي هريرة أن سعيد بن العاص سأل أبا موسى وحذيفة بن اليمان كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في الأضحى والفطر فقال أبو موسى كان يكبر أربعا تكبيرة على الجنائز فقال حذيفة صدق وقال أبو موسى كذلك كنت أكبر بالبصرة حيث كنت عليهم قال وقال أبو عائشة وأنا حاضر لسعيد بن العاص قد خولف راوي هذا الحديث في موضعين أحدهما في رفعه والآخر في جواب أبي موسى والمشهور في هذه القصة أنهم أسندوا أمرهم إلى بن مسعود فأفتاه بن مسعود بذلك ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذلك رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن موسى أو بن أبي موسى أن سعيد بن العاص أرسل إلى بن مسعود وحذيفة وأبي موسى فسألهم عن التكبير في العيد فأسندوا أمرهم إلى بن مسعود فقال تكبر أربعا قبل القراءة ثم تقرأ فإذا فرغت كبرت فركعت ثم تقوم في الثانية فتقرأ فإذا فرغت كبرت أربعا وعبد الرحمن هو بن ثابت بن ثوبان ضعفه يحيى بن معين قال وكان رجلا صالحا ورواه النعمان بن المنذر عن مكحول عن رسول أبي موسى وحذيفة عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يسم الرسول وقال سوى تكبيرة الافتتاح والركوع

[ 5979 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ مسعر عن معبد بن خالد عن كردوس قال قدم سعيد بن العاص قبل الأضحى فأرسل إلى عبد الله بن مسعود وإلى أبي موسى وإلى أبي مسعود الأنصاري فسألهم عن التكبير قال فقذفوا بالمقاليد إلى عبد الله فقال عبد الله تقوم فتكبر أربع تكبيرات ثم تقرأ ثم تركع في الخامسة ثم تقوم فتقرأ ثم تكبر أربع تكبيرات فتركع بالرابعة

[ 5980 ] وأخبرنا أبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد الإسفراييني بها أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد ثنا حمزة بن محمد الكاتب ثنا نعيم بن حماد ثنا بن المبارك عن هشام الدستوائي عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال التكبير في العيدين خمس في الأولى وأربع في الثانية وهذا رأي من جهة عبد الله رضى الله تعالى عنه والحديث المسند مع ما عليه من عمل المسلمين أولى أن يتبع وبالله التوفيق

باب يأتي بدعاء الافتتاح عقيب تكبيرة الافتتاح ثم يقف بين كل تكبيرتين يهلل الله تعالى ويكبره ويحمده ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم

[ 5981 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا حماد عن إبراهيم عن علقمة أن بن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج إليهم الوليد بن عقبة قبل العيد فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه فقال عبد الله تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ وتركع ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك وهذا من قول عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه موقوف عليه فنتابعه في الوقوف بين كل تكبيرتين للذكر إذ لم يرو خلافه عن غيره ونخالفه في عدد التكبيرات وتقديمهن على القراءة في الركعتين جميعا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فعل أهل الحرمين وعمل المسلمين إلى يومنا هذا وبالله التوفيق

[ 5982 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني أنبأ أحمد بن محمد بن عمران الأخباري ببغداد ثنا علي بن عبد الله بن الفضل بن الأسود بالبصرة ثنا علي بن عياش النار موسى ثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال مضت السنة أن يكبر للصلاة في العيدين سبعا وخمسا يذكر الله ما بين كل تكبيرتين

باب رفع اليدين في تكبير العيد

[ 5983 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه وأبو الحسن أحمد بن محمد بن سلمة العنزي قالا ثنا عثمان بن سعد الدارمي ثنا يزيد بن عبد ربه الحمصي ثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى إذا كانتا حذو منكبيه ثم كبر وهما كذلك وركع وإذا أراد أن يرفع رفعهما حتى يكونا حذو منكبيه ثم قال سمع الله لمن حمده ثم يسجد ولا يرفع يديه في السجود ويرفعهما في كل تكبيرة يكبرها قبل الركوع حتى تنقضي صلاته

[ 5984 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا أبو زكريا أنبأ بن لهيعة عن بكر بن سوادة أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في الجنازة والعيدين وهذا منقطع

[ 5985 ] ورواه الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي زرعة اللخمي أن عمر فذكره في صلاة العيدين وروينا عن بن جريج عن عطاء أنه قال يرفع يديه في كل تكبيرة ثم يمكث هنيهة ثم يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يكبر يعني في العيد أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم الأصبهاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله العدني عن سفيان عن بن جريج بذلك

باب القراءة في العيدين

[ 5986 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر فقال كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى قال الشافعي في رواية حرملة هذا ثابت إن كان عبيد الله لقي أبا واقد الليثي قال الشيخ وهذا لأن عبيد الله لم يدرك أيام عمر ومسألته إياه وبهذه العلة ترك البخاري إخراج هذا الحديث في الصحيح وأخرجه مسلم لأن فليح بن سليمان رواه عن ضمرة عن عبيد الله عن أبي واقد قال سألني عمر رضى الله تعالى عنه فصار الحديث بذلك موصولا

[ 5987 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسين محمد بن أحمد القنطري ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا سريج ثنا فليح بن سليمان ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر ثنا فليح عن ضمرة بن سعيد ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي واقد الليثي قال سألني عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم العيد فقلت باقتربت الساعة وق والقرآن المجيد لفظ حديث أبي صالح رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم

[ 5988 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو عوانة ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود هو السجستاني ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأ بهما لفظ حديث قتيبة ولم يذكر الطيالسي قوله وربما اجتمعا إلى آخره رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

[ 5989 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن معبد بن خالد عن زيد بن عقبة عن سلمة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال الشيخ وليس هذا مع حديث أبي واقد من اختلاف الحديث ولكن هذا يحكى قراءة كانت في عيد وهذا يحكي قراءة كانت في عيد غيره وقد كانت أعياد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيكون هذا صادقا أنه قرأ فيما ذكر في العيد ويكون غيره صادقا أنه قرأ بما ذكر في العيد قاله الشافعي رحمه الله في رواية حرملة

باب الجهر بالقراءة في العيدين وذلك بين في حكاية من حكى عنه قراءة السورتين

[ 5990 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن الخطاب بن عمر ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضى الله تعالى عنه قال يسمع من يليه في العيدين

[ 5991 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا كثير بن شهاب ثنا محمد بن سعيد هو بن سابق ثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضى الله تعالى عنه قال الجهر في صلاة العيدين من السنة والخروج في العيدين إلى الجبانة من السنة

باب صلاة العيدين ركعتان

[ 5992 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا أبو الوليد وأبو عمر الحوضي قالا ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها لفظهما سواء رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة وقال بعضهم في الحديث يوم أضحى أو فطر

باب يبدأ بالصلاة قبل الخطبة

[ 5993 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الأصبهاني إملاء وقراءة أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا عبد الملك عن عطاء ثنا جابر بن عبد الله قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال فأمر الناس بتقوى الله وحثهم على طاعته ووعظهم وذكرهم ثم مضى متوكئا على بلال حتى أتى النساء فأمرهن بتقوى الله وحثهن على طاعته ووعظهن وذكرهن وقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم قال فقامت امرأة منهن من سفلة النساء سفعاء الخدين فقالت ولم ذاك يا رسول الله قال لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير فجعلن ينزعن من قرطهن وقلائدهن وخواتمهن فيقذفن في ثوب بلال يتصدقن به أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عبد الملك بن أبي سليمان

[ 5994 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ إبراهيم بن عبد الله أنبأ أبو عاصم أنبأ بن جريج أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس عن بن عباس قال شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم وكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب بعد قال فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء ومعه بلال فقال يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك الآية ثم قال حين فرغ منها أنتن على ذلك فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها نعم يا نبي الله رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم مختصرا وأخرجه هو ومسلم من حديث عبد الرزاق عن بن جريج بطوله

[ 5995 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسين القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن أيوب السختياني قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت بن عباس يقول اشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى قبل الخطبة يوم العيد ثم خطب فرأى أنه لم يسمع النساء فأتاهن فذكرهن ووعظهن وأمرهن بالصدقة ومعه بلال قائلا بثوبه هكذا فجعلت المرأة تلقى الخرص والشيء رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن بن عيينة وأخرجه البخاري من حديث شعبة عن أيوب

[ 5996 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو القاسم البغوي ثنا أبو بكر ثنا أبو عبيدة وأبو أسامة قال وأخبرني البغوي ثنا يعقوب الدورقي ثنا أبو أسامة قالا ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة رواه البخاري في الصحيح عن يعقوب بن إبراهيم ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة

[ 5997 ] وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد قال أخرج مروان المنبر في يوم عيد وبدأ بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل فقال يا مروان خالفت السنة أخرجت المنبر في يوم عيد ولم يكن يخرج به وبدأت بالخطبة قبل الصلاة ولم يكن يبدأ بها قال فقال أبو سعيد من هذا قالوا فلان بن فلان فقال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره فإن لم يستطع بيده فبلسانه فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه وذلك أضعف الإيمان لفظ حديث أبي معاوية رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي معاوية

[ 5998 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا إسماعيل بن جعفر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم ثنا قتيبة بن سعيد ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا داود بن قيس الدباغ عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة فإذا صلى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم فإن كانت له حاجة ببعث ذكره للناس أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها وكان يقول تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم فخرجت مخاصرا مروان حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن وإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو المصلى فلما رأيت ذلك منه قلت أين الابتداء بالصلاة فقال لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم قلت كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم ثلاث مرات ثم انصرف رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره وأخرجه البخاري من حديث زيد بن أسلم عن عياض

باب يخطب قائما مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم قد مضى ذلك في رواية زيد بن أسلم عن عياض عن أبي سعيد

[ 5999 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك داود بن قيس أن عياض بن عبد الله حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيدين فيصلي فيبدأ بالركعتين ثم يسلم فيقوم قائما يستقبل الناس بوجهه فيكلمهم ويأمرهم بالصدقة فإذا أراد أن يضرب على الناس بعثا ذكره وإلا انصرف

باب من أباح أن يخطب على منبر أو على راحلة

[ 6000 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا حسن بن علي الحلواني ومحمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالوا حدثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس عن بن عباس قال شهدت صلاة الفطر مع نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم فكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب بعد قال فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء ومعه بلال فقال يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك الآية ثم قال حين فرغ منها أنتن على ذلك فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن نعم يا نبي الله لا ندري حينئذ من هي قال تصدقن فبسط بلال ثوبه ثم قال هلم فدا لكن أبي وأمي فجعلن يلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال رواه البخاري عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق ورواه مسلم عن محمد بن رافع

[ 6001 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قام يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال باسط ثوبه يلقين فيه النساء الصدقة

[ 6002 ] وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق فذكره بمثل إسناده وزاد قلت لعطاء زكاة يوم الفطر قال لا ولكنه صدقة يتصدقن بها حينئذ تلقى المرأة فتخها ويلقين ويلقين قلت لعطاء أترى حقا على الإمام الآن أن يأتي النساء حين يفرغ فيذكرهن قال أي لعمري إن ذلك لحق عليهم وما لهم لا يفعلون ذلك رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق ورواه مسلم عن محمد بن رافع وغيره بهذه الزيادة قول بن عباس وجابر في هذا الحديث فلما فرغ نزل فأتى النساء يدل على أنه كان على مرتفع فنزل ورواه عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر فقال في ابتدائه ثم قام متوكئا على بلال فأمر بتقوى الله ثم ذكر مضيه إلى النساء ولم يذكر لفظ النزول ولكن في حديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم بمنى يوم النحر على راحلته

[ 6003 ] أخبرناه أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ بن المبارك أنبأ بن عون عن بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم النحر وأمسكت أما قال بخطامها وأما قال بزمامها قال أي يوم هذا وذكر الحديث أخرجاه في الصحيحين من حديث بن عون وغيره عن بن سيرين

[ 6004 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسين بن محمد بن زياد ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل قال إسماعيل وقد رأيت أبا كاهل قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم عيد على ناقة خرماء وحبشي ممسك بخطامها وروينا عن أبي جميلة أنه رأى عثمان بن عفان وعليا والمغيرة بن شعبة رضى الله تعالى عنهم خطب يوم العيد على راحلته وعن أبي مسعود الأنصاري أنه خطب يوم العيد على راحلته

[ 6005 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شيبان عن عبد الملك بن عمير قال رأيت المغيرة بن شعبة رضى الله تعالى عنه يوم أضحى أو فطر صلى بالناس ركعتين ثم خطب على بعير ولم يؤذن ولم يقم

باب سلام الإمام إذا ظهر على المنبر

[ 6006 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك وابن ملحان قالا ثنا عمرو بن خالد الحراني ثنا عبد الله بن لهيعة عن محمد بن يزيد بن المهاجر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد على المنبر سلم تفرد به بن لهيعة

باب جلوس الإمام حين يطلع على المنبر ثم قيامه وخطبته خطبتين بينهما جلسة خفيفة قياسا على خطبتي الجمعة وقد مضت الأخبار الثابتة فيها

[ 6007 ] وأخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ النيسابوري أنبأ أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزار بدمشق ثنا هشام يعني بن عمار ثنا حاتم يعني بن إسماعيل ثنا محمد بن عجلان عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقعد يوم الجمعة والفطر والأضحى على المنبر فإذا سكت المؤذن يوم الجمعة قام فخطب ثم جلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل فيصلي فجمع وإن كان محفوظا بين الجمعة والعيدين في القعدة ثم رجع بالخبر إلى حكاية الجمعة

[ 6008 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وغيره قالوا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد حدثني عبد الرحمن بن محمد بن عبد عن إبراهيم بن عبد الله بن عبد عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال السنة أن يخطب الإمام في العيدين خطبتين يفصل بينهما بالجلوس

باب التكبير في الخطبة في العيدين

[ 6009 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن أخبرني عبد الله بن محمد وعمار بن حفص وعمر بن حفص عن آبائهم عن أجدادهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة وكان يحب أن يكبر التكبير بين أضعاف الخطبة

[ 6010 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن مسروق قال كان عبد الله يكبر في العيدين تسعا تسعا يفتتح بالتكبير ويختم به

[ 6011 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي أنبأ القاضي أبو بكر أحمد بن محمود بن خرزاذ ثنا موسى بن إسحاق القاضي ثنا محرز بن سلمة ثنا الدراوردي عن عبد الرحمن بن عبد القاري أن إبراهيم بن عبد الله حدثه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنه قال من السنة تكبير الإمام يوم الفطر ويوم الأضحى حين يجلس على المنبر قبل الخطبة تسع تكبيرات وسبعا حين يقوم ثم يدعو ويكبر بعد ما بدأ له ورواه غيره عن إبراهيم عن عبيد الله تسعا تترى إذا قام في الأولى تترى إذا قام في الخطبة الثانية

[ 6012 ] وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد عن إبراهيم بن عبد الله عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال السنة في تكبير يوم الأضحى والفطر على المنبر قبل الخطبة أن يبتدي الإمام قبل الخطبة وهو قائم على المنبر بتسع تكبيرات تترى لا يفصل بينها بكلام ثم يخطب ثم يجلس جلسة ثم يقوم في الخطبة الثانية فيفتتحها بسبع تكبيرات تترى لا يفصل بينها بكلام ثم يخطب وبإسناده قال أخبرني الشافعي أخبرني الثقة من أهل المدينة أنه أثبت له كتاب عن أبي هريرة فيه تكبير الإمام في الخطبة الأولى يوم الفطر والأضحى إحدى أو ثلاث وخمسين تكبيرة في فصول الخطبة بين ظهراني الكلام

باب الخطبة على العصا

[ 6013 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن أبي جناب الكلبي ثنا يزيد بن البراء بن عازب عن البراء بن عازب قال كنا جلوسا في المصلى يوم الأضحى فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على الناس ثم قال إن أول منسك يومكم هذا الصلاة قال فتقدم فصلى ركعتين ثم سلم ثم استقبل الناس بوجهه وأعطي قوسا أو عصا فاتكأ عليها فحمد الله وأثنى عليه

باب أمر الإمام الناس في خطبته بطاعة الله عز وجل وحضهم على الصدقة والتقرب إلى الله سبحانه والكف عن معصيته

[ 6014 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري إملاء ثنا أحمد بن الوليد الفحام ثنا يزيد بن هارون أنبأ عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر بن عبد الله أنه شهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ووعظهم وذكرهم ومضى متوكئا على بلال فأتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين فقالت لم يا رسول الله قال إنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير فجعلن يتصدقن من خواتمهن وقلائدهن وأقلبتهن يعطينه بلالا يتصدقن به

[ 6015 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبد الملك بن أبي سليمان فذكره بنحوه من معناه إلا أنه قال ثم قام متوكئا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء وقال في آخره فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقراطهن وخواتمهن رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير

باب الاستماع للخطبة في العيدين قد مضت الأخبار المسندة في الاستماع للخطبة في الجمعة والاستماع للخطبة في العيدين قياس عليه

[ 6016 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري بن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ إسماعيل بن علي الخطبي ثنا موسى بن إسحاق ثنا يحيى الحماني ثنا قيس ويحيى بن سلمة عن سلمة بن كهيل عن مجاهد عن بن عباس قال يكره الكلام في أربعة مواطن في العيدين والاستسقاء ويوم الجمعة وهذا موقوف

[ 6017 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا يحيى بن عثمان ثنا سعيد بن حماد أبو عثمان أخو نعيم بن حماد ثنا الفضل بن موسى السيناني ثنا بن جريج وأخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو محمد عبد الله بن يوسف وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا سعيد بن سليمان سعدويه ثنا الفضل بن موسى السيناني عن بن جريج عن عطاء عن عبد الله بن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم العيد ثم خطب فقال من أحب أن يقيم فليقم ومن أحب أن يمضي فليمض لفظ حديث سعدويه وفي رواية بن حماد قال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد فلما قضى صلاته قال من أحب أن يستمع الخطبة فليستمع ومن أحب أن ينصرف فلينصرف

[ 6018 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو سعيد الصيرفي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس يعني الدوري يقول سمعت يحيى يعني بن معين يقول عبد الله بن السائب الذي يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم العيد هذا خطأ إنما هو من عطاء فقط وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى السيناني يقول عن عبد الله بن السائب قال الشيخ رحمه الله

[ 6019 ] أخبرنا بصحة ما قاله يحيى أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد النجار المقرئ بالكوفة قالا ثنا محمد بن علي بن دحيم ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا قبيصة عن سفيان عن بن جريج عن عطاء قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس العيد ثم قال من شاء أن يذهب فليذهب ومن شاء أن يقعد فليقعد

باب الإمام لا يصلي قبل العيد وبعده في المصلى

[ 6020 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا حجاج بن منهال ثنا شعبة أخبرني عدي بن ثابت قال سمعت سعيد بن جبير ح وأخبرنا أبو علي الروذباري بطوس ثنا عبد الله بن عمر بن شوذب المقرئ بواسط ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عدي عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي خرصها وتلقي سخابها ورواه البخاري في الصحيح عن حجاج بن المنهال وغيره إلا أنه قال في رواية حجاج فجعلت المرأة تلقي قرطها وأحمد بن عبيد أحال روايته على رواية غيره وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة

[ 6021 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن يعني بن أبي عيسى ثنا أبو نعيم ثنا أبان هو بن عبد الله البجلي حدثني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال خرجت مع بن عمر يوم أضحى أو يوم فطر فخرج يمشي حتى أتى المصلى أظنه قال فقعد حتى أتى الإمام ثم صلى وانصرف ثم انصرف بن عمر فلم يصل قبلها ولا بعدها قلت يا بن عمر ما قدامها وما خلفها صلاة قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع

[ 6022 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق وأبو بكر بن أبي دارم الحافظ قالا ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا جندل بن والق ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من المصلى صلى ركعتين

باب المأموم يتنقل قبل صلاة العيد وبعدها في بيته والمسجد وطريقه والمصلى وحيث أمكنه

[ 6023 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى ثنا عبد الله بن وهب عن عياض بن عبد الله القرشي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أمن ساعات الليل والنهار ساعة تأمرني أن لا أصلي فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان ثم الصلاة محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس فإنها حينئذ تسعر جهنم وشدة الحر من فيح جهنم فإذا زالت الشمس فالصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى تصلي العصر فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة حتى تغيب الشمس ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى تصلي الصبح

[ 6024 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ ثنا سليمان التميمي قال رأيت أنس بن مالك والحسن بن أبي الحسن وجابر بن زيد وسعيد بن أبي الحسن يصلون قبل الإمام في العيد قال وحدثنا سليمان التيمي عن عبد الله الداناج قال رأيت أبا بردة يصلي يوم العيد قبل الإمام

[ 6025 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق ثنا جرير بن حازم عن أيوب قال رأيت أنس بن مالك يجيء يوم العيد فيصلي قبل خروج الإمام

[ 6026 ] وأخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن شادل بن علي الهاشمي ثنا أبو مروان العثماني ثنا عبد العزيز يعني بن محمد الدراوردي عن بن أبي ذئب عن عباس بن سهل أنه كان يرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر يصلون في المسجد ركعتين ركعتين ولا يرجعون إليه وبهذا الإسناد عن بن أبي ذئب عن عيسى بن سهل بن رافع بن خديج الأنصاري أنه كان يرى جده رافعا وبنيه يجلسون في المسجد حتى تطلع الشمس فيصلون ركعتين ركعتين ثم يغدون إلى المصلى قال بن أبي ذئب فسألته هل كانوا يرجعون إليه قال لا أدري

[ 6027 ] وبهذا الإسناد عن بن أبي ذئب عن شعبة مولى بن عباس أنه قال كنت أقود عبد الله بن عباس إلى المصلى ليسبح في المسجد ولا يرجع إليه وروينا عن الأزرق بن قيس عمن سمع بن عمر في رجل يصلي يوم العيد قبل خروج الإمام قبل الصلاة قال إن الله لا يرد على عبده حسنة يعملها له

[ 6028 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ثنا أبي ثنا الحسين عن بن بريدة قال كان بريدة يصلي يوم الفطر ويوم النحر قبل الإمام

[ 6029 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ ثنا أبو العباس أحمد بن جعفر البلخي ببغداد ثنا علي يعني بن مسلم الطوسي ثنا أبو عامر العقدي ثنا عون الحارثي ثنا عبد الله بن بريدة قال رأيت أبي توضأ في يوم عيد ثم صلى في أهله أربع ركعات ثم أخذ بيدي فخرجنا إلى المصلى فدنا قريبا من الإمام حيث يسمع فلما قضيت الصلاة لم يصل قبلها ولا بعدها بعد أن يخرج من أهله حتى يرجع ثم صلى في أهله أربع ركعات لما رجع وروينا عن سعيد بن المسيب أنه كان يصلي يوم العيد قبل أن يصلي الإمام وعن عروة بن الزبير أنه كان يصلي يوم الفطر قبل الصلاة وبعدها في المسجد وعن القاسم بن محمد أنه كان يصلي قبل أن يغدو إلى المصلى أربع ركعات وعن محمد بن سيرين أنه كان يصلي بعد العيد ثمان ركعات وكره الصلاة قبلها وبعدها جماعة وكرهها قبلها ولم يكرهها بعدها وكرهها بعضهم في المصلى ولم يكرهها في المسجد وفي بيته ويوم العيد كسائر الأيام والصلاة مباحة إذا ارتفعت الشمس حيث كان المصلى وبالله التوفيق

باب صلاة العيدين سنة أهل الإسلام حيث كانوا

[ 6030 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله بن أحمد الأديب ثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى وعمران قال ثنا أبو سعيد عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الثقة عن عمر قال صلاة الأضحى ركعتان والفطر ركعتان والجمعة ركعتان والمسافر ركعتان تمام غير قصر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ورواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زبيد عن عبد الرحمن عن كعب بن عجرة عن عمر

[ 6031 ] أخبرنا أبو الحسين بن أبي المعروف الفقيه وأبو الحسن بن أبي سعيد الإسفرايينيان بها قالا ثنا أبو سهل بشر بن أحمد ثنا حمزة بن محمد الكاتب ثنا نعيم بن حماد ثنا هشيم عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان أنس إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله فصلى بهم مثل صلاة الإمام في العيد ويذكر عن أنس بن مالك أنه كان إذا كان بمنزله بالزاوية فلم يشهد العيد بالبصرة جمع مواليه وولده ثم يأمر مولاه عبد الله بن أبي عتبة فيصلي بهم كصلاة أهل المصر ركعتين ويكبر بهم كتكبيرهم وعن الحسن البصري في المسافر يدركه الأضحى قال يكف وإذا طلعت الشمس صلى ركعتين وضحى إن شاء وعن عكرمة أنه قال أهل السواد يجتمعون في العيد يصلون ركعتين كما يصنع الإمام وعن محمد بن سيرين قال كانوا يستحبون إذا فات الرجل الصلاة في العيدين أن يمضي إلى الجبان فيصنع كما يصنع الإمام وعن عطاء إذا فاته العيد صلى ركعتين ليس فيهما تكبيرة

باب خروج النساء إلى العيد

[ 6032 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مالك بن يحيى ثنا عبد الوهاب أنبأ بن عون عن محمد عن أم عطية قالت كنا أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق ذوات الخدور فأما الحيض فيشهدن جماعة المسلمين ودعاءهم ويعتزلن مصلاهم أخرجه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثنى عن بن أبي عدي عن بن عون

[ 6033 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ زياد بن الخليل التستري ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أم عطية قالت أمرنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع الزهراني ورواه البخاري عن الحجبي عن حماد

[ 6034 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي بنيسابور وأبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم ببغداد قال أبو زكريا أنبأ حمزة بن العباس وقال أبو علي أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل ثنا عباس يعني بن محمد الدوري ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية قالت أمرنا بأبي وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن يوم الفطر ويوم النحر العواتق وذوات الخدور والحيض فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قالت فقيل يا رسول الله أرأيت إحداهن لا يكون لها جلباب فقال لتلبسها أختها من جلبابها أخرجه مسلم في الصحيح من حديث هشام بن حسان

[ 6035 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن بشار قال إسحاق أنبأ وقال بن بشار حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي عن أيوب عن حفصة قالت كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف فحدثت عن أختها وكان زوج أختها غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة قالت وأختي معه في ست غزوات قالت وكنا نداوي الكلمى ونقوم على المرضى فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل على إحدانا بأس إن لم يكن لها جلباب أن لا تخرج فقال لتلبسها صاحبتها من جلبابها فتشهد الخير ودعوة المؤمنين فلما قدمت أم عطية سألتها هل سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قالت نعم بابا وكانت لا تذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا قالت بابا سمعته يقول لتخرج العواتق وذوات الخدور والحيض فيشهدن الخير ودعوة المؤمنين ويعتزلن الحيض المصلى فقالت حفصة فقلت الحيض قالت أو ليست تشهد عرفة وتشهد كذا وتشهد كذا رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سلام عن عبد الوهاب الثقفي

[ 6036 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء ثنا إسماعيل بن قتيبة ومحمد بن حجاج الوراق قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت أمرنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم أن نخرج في العيدين العواتق والمخبأة والبكر قالت الحيض يخرجن فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عاصم

[ 6037 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عثمان بن عمر أنبأ شعبة عن محمد بن النعمان عن طلحة بن مصرف عن امرأة من عبد القيس عن أخت عبد الله بن رواحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وجب الخروج على كل ذات نطاق

باب خروج الصبيان إلى العيد

[ 6038 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال سأل رجل بن عباس أشهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصغر فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب ولم يذكر أذانا ولا إقامة قال ثم أمر بالصدقة قال فجعلن النساء يشرن إلى آذانهن وحلوقهن فأمر بلالا فأتاهن ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري في الصحيح من حديث سفيان قال وقال محمد بن كثير

[ 6039 ] وحدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي إملاء أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق ثنا محمد بن يزيد السلمي ثنا سلمة بن قيس ثنا حفص بن غياث عن حجاج عن عبد الرحمن بن عابس عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج نساءه وبناته في العيدين

[ 6040 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا يونس بن محمد ثنا داود بن أبي الفرات ثنا إبراهيم يعني الصائغ عن عطاء عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها كانت تحلي بني أخيها الذهب وهذا إن كان حفظه الراوي في البنين فيدل على جواز ذلك ما لم يبلغوا وكان الشافعي رحمه الله يقول ويلبس الصبيان أحسن ما يقدر عليه ذكورا كانوا أو إناثا ويلبسون الحلي والصبغ يعني يوم العيد قال الشيخ وكان مالك بن أنس رحمه الله يكرهه

[ 6041 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن بن إسماعيل السراج ثنا عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث ثنا علي بن حكيم الأودي أنبأ شريك عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان قال رأى بن عمر علي أوضاج فضة فقال إنك قد بلغت أو كبرت فالقها عنك

باب الإتيان من طريق غير الطريق التي غدا منها

[ 6042 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا بن أبي شيبة ثنا يونس بن محمد ثنا فليح عن سعيد بن الحارث عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيد رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه أخرجه البخاري في الصحيح عن محمد عن أبي تميلة يحيى بن واضح عن فليح بمعناه ثم قال تابعه يونس بن محمد عن فليح قال الشيخ وقد روى عن أبي تميلة عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة

[ 6043 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو منصور محمد بن القاسم العتكي ثنا أبو يحيى زكريا بن داود الخفاف ثنا أحمد بن عمرو الحرشي ثنا أبو تميلة يحيى بن واضح فذكره بإسناده وقال إذا جاء إلى العيد رجع في غير الطريق الذي يأخذ فيه وقد روي عن يونس عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة

[ 6044 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ثنا أبو الأزهر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي قالا ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيدين رجع في غير الطريق الذي يأخذ فيه وكذلك رواه محمد بن الصلت عن فليح بن سليمان وقد أشار إليه البخاري في بعض النسخ

[ 6045 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن عصمة العدل ثنا السري بن خزيمة ثنا محمد بن الصلت ثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره قال البخاري حديث جابر أصح

[ 6046 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثناه أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك عبد الله بن عمر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا خالد بن مخلد ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يوم عيد في طريق ثم رجع من طريق آخر وفي رواية بن وهب كان يخرج إلى العيدين من طريق ويرجع من طريق أخرى

[ 6047 ] أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ أبو يحيى محمد بن سعيد الخريمي الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني أبي عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى العيدين سلك على دار سعد بن أبي وقاص وعلى أصحاب الفساطيط ثم بدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم انصرف من الطريق الأخرى طريق بني زريق وذبح أضحيته عند طرف الرقاق بيده بشفرة ثم خرج على دار عمار بن ياسر ودار أبي هريرة إلى البلاط

[ 6048 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا بن أبي مريم ثنا إبراهيم بن سويد حدثني أنيس بن أبي يحيى حدثني إسحاق بن سالم مولى بني نوفل بن عدي حدثني بكر بن مبشر قال كنت أغدو مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يوم الفطر فنسلك بطن بطحان حتى نأتي المصلى فنصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نرجع إلى بيوتنا وكذلك رواه محمد بن إسماعيل البخاري عن سعيد بن أبي مريم في غير الجامع

[ 6049 ] ورواه حمزة بن نصير عن بن أبي مريم فقال في الحديث ثم نرجع من بطن بطحان إلى بيوتنا أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا حمزة بن نصير فذكره بزيادته

[ 6050 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وغيره قالوا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم يعني بن محمد حدثني معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجع من المصلى في يوم عيد فسلك على التمارين من أسفل السوق حتى إذا كان عند مسجد الأعرج الذي عند موضع البركة التي بالسوق قام فاستقبل فج أسلم فدعا ثم انصرف

باب صلاة العيد في المسجد إذا كان عذر من مطر أو غيره

[ 6051 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن يوسف ثنا الوليد بن مسلم حدثني عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة أنه سمع أبا يحيى عبيد الله التيمي يحدث عن أبي هريرة أنه أصابهم مطر في يوم عيد فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم العيد في المسجد رواه أبو داود في السنن عن الربيع بن سليمان ورواه عن هشام بن عمار عن الوليد عن رجل من الفرويين

[ 6052 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل ثنا بن كاسب ثنا سلمة بن رجاء عن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال مطرنا في إمارة أبان بن عثمان على المدينة مطرا شديدا ليلة الفطر فجمع الناس في المسجد فلم يخرج إلى المصلى الذي يصلي فيه الفطر والأضحى ثم قال لعبد الله بن عامر بن ربيعة قم فأخبر الناس ما أخبرتني فقال عبد الله بن عامر إن الناس مطروا على عهد عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فامتنع الناس من المصلى فجمع عمر الناس في المسجد فصلى بهم ثم قام على المنبر فقال يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج بالناس إلى المصلى يصلي بهم لأنه أرفق بهم وأوسع عليهم وإن المسجد كان لا يسعهم قال فإذا كان هذا المطر فالمسجد أرفق

باب الإمام يأمر من يصلي بضعفة الناس العيد في المسجد روي ذلك عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه

[ 6053 ] أخبرناه عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الحسن بن الحسن بن الحسين بن منصور ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا شعبة عن محمد بن النعمان قال سمعت أبا قيس يحدث عن هزيل أن عليا أمر رجلا أن يصلي بضعفة الناس في المسجد يوم فطر أو يوم أضحى وأمره أن يصلي أربعا ورواه الثوري عن أبي قيس ويحتمل أن يكون أراد ركعتين تحية المسجد ثم ركعتي العيد مفصولتين عنهما

[ 6054 ] فقد أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي عن بن علية عن ليث عن الحكم عن حنش بن المعتمر أن عليا رضى الله تعالى عنه قال صلوا يوم العيد في المسجد أربع ركعات ركعتان للسنة وركعتان للخروج قال وقال الشافعي حكاية عن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق أن عليا رضى الله تعالى عنه أمر رجلا أن يصلي بضعفة الناس يوم العيد في المسجد ركعتين وكذلك رواه بندار عن عبد الرحمن بن مهدي غير أنه قال عن أبي إسحاق عن بعض أصحابه أن عليا رضى الله تعالى عنه

[ 6055 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر المقري ثنا محمد بن علي الوراق ثنا أبو غسان ومعاوية بن عمرو واللفظ لأبي غسان قال حدثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن الحارث الأعور عن علي رضى الله تعالى عنه قال من السنة أن يمشي الرجل إلى المصلى قال والخروج يوم العيدين من السنة ولا يخرج إلى المسجد إلا ضعيف أو مريض زاد معاوية لكن أخرجوا إلى المصلى ولا تحبسوا النساء

باب الإمام يعلمهم في خطبة عيد الأضحى كيف ينحرون وأن على من نحر من قبل أن يجب وقت نحر الإمام أن يعيد

[ 6056 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا منصور بن المعتمر عن الشعبي عن البراء بن عازب قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة فقال من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله لقد نسكت قبل أن أخرج إلى الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت فأكلت وأطعمت أهلي وجيراني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم قال فإن عندي عناق جذعة هو خير من شاتي لحم فهل تجزىء عني قال نعم ولن تجزي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن هناد وقتيبة عن أبي الأحوص

[ 6057 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا محمد بن طلحة عن زبيد عن الشعبي عن البراء بن عازب قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى إلى البقيع فقام فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه فقال إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد وافق سنتنا ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء فقام خالي فقال يا رسول الله أنا ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة قال اذبحها ثم لا توفي جذعة بعدك قال زبيد فسمعت بعض أصحابنا أنه قال عناق جذعة رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن محمد بن طلحة وأخرجه مسلم من حديث شعبة عن زبيد

[ 6058 ] أخبرنا بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأسود سمع جندبا يقول شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم أضحى فقال من كان ذبح منكم قبل الصلاة فليعد مكان ذبيحته أخرى ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم الله أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة

باب من قال يكبر في الأضحى خلف صلاة الظهر من يوم النحر إلى أن يكبر خلف صلاة الصبح من آخر أيام التشريق ثم يقطع استدلالا بأن أهل الأمصار تبع لأهل منى والحاج ذكره التلبية حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر ثم يكون ذكره التكبير

[ 6059 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني وأبو عاصم أنبأ بن جريج وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ لحديثه هذا أخبرني أبو محمد بن زياد العدل ثنا محمد بن إسحاق هو بن خزيمة ثنا علي بن خشرم أنبأ عيسى بن يونس عن بن جريج أخبرني عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل من جمع قال فأخبرني بن عباس أن الفضل أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى بن خشرم جمرة العقبة رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم ورواه مسلم عن علي

[ 6060 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء قال حدثني أبو قلابة عن أبي المليح عن نبيشة قال خالد فلقيت أبا مليح فسألته فحدثني به فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير

[ 6061 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق قال قال أبو عبيد فحدثني يحيى بن سعيد عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر رضى الله تعالى عنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا ويذكر عن بن عم عمر أنه كان يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا

[ 6062 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن محمد بن أبي عبد الله المروزي يعني محمد بن نصر ثنا يحيى بن يحيى عن وكيع عن العمري عن نافع عن بن عمر أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الفجر من آخر أيام التشريق

[ 6063 ] وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو بكر ثنا عبد الله عن أبي عبد الله قال ثنا أحمد بن عمرو النيسابوري عن وكيع عن شريك عن خصيف عن عكرمة عن بن عباس أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق

[ 6064 ] أخبرنا الشريف أبو الفتح أنبأ أبو الحسن بن فراس ثنا أبو جعفر الدبيلي ثنا أبو عبيد الله المخزومي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال سمعت بن عباس يكبر يوم الصدر ويأمر من حوله أن يكبروا فلا أدري تأول قول الله عز وجل واذكروا الله في أيام معدودات أو قوله { فإذا قضيتم مناسككم } قال الشيخ وروى عبد الحميد بن أبي رباح عن رجل من أهل الشام عن زيد بن ثابت أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق وروى الواقدي بأسانيده عن عثمان وابن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري نحو ما روينا عن بن عمر وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه قال إن الأئمة كانوا يكبرون صلاة الظهر يوم النحر يبتدؤون بالتكبير كذلك إلى آخر أيام التشريق

باب من استحب أن يبتدئ بالتكبير خلف صلاة الصبح من يوم عرفة

[ 6065 ] استدلالا بما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفة كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان يهل المهل منا فلا ينكر عليه ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف وغيره عن مالك

[ 6066 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب إملاء ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني والحسن بن مكرم البزار قالا ثنا يزيد بن هارون وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا محمد بن يعقوب أبو عبد الله الشيباني ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمر بن حسين عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة فمنا المكبر ومنا المهلل فأما نحن فنكبر قال قلت والله لعجب منكم كيف لم تقولوا له ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع لفظ حديث أبي زكريا بن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الشيباني رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن عبد الله وغيره عن يزيد وقد روى في ذلك عن عمر وعلي وابن عباس رضى الله تعالى عنهم أما حديث عمر

[ 6067 ] فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحجاج قال سمعت عطاء يحدث عن عبيد بن عمير قال كان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يكبر بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق كذا رواه الحجاج بن أرطأة عن عطاء وكان يحيى بن سعيد القطان ينكره قال أبو عبيد القاسم بن سلام ذاكرت به يحيى بن سعيد فأنكره وقال هذا وهم من الحجاج وإنما الإسناد عن عمر أنه كان يكبر في قبته بمنى قال الشيخ والمشهور عن عطاء بن أبي رباح أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ولو كان عند عطاء عن عمر هذا الذي رواه عنه الحجاج لما استجاز لنفسه خلاف عمر والله أعلم وقد روي عن أبي إسحاق السبيعي أنه حكاه عن عمر وعلي وهو مرسل

[ 6068 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ ثنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ثنا أبو العباس أحمد بن جعفر البلخي ببغداد ثنا علي بن مسلم الطوسي ثنا أبو يوسف يعني القاضي ثنا مطرف بن طريف عن أبي إسحاق قال اجتمع عمر وعلي وابن مسعود رضى الله تعالى عنهم على التكبير في دبر صلاة الغداة من يوم عرفة فأما أصحاب بن مسعود فإلى صلاة العصر من يوم النحر وأما عمر وعلي رضى الله تعالى عنهما فإلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق قال الشيخ رحمه الله أما مذهب عبد الله بن مسعود في ذلك فقد رواه الثوري عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله موصولا ورواه جماعة عن بن مسعود وأما الرواية الموصولة فيه عن علي رضى الله تعالى عنه

[ 6069 ] فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن محمد ثنا هناد ثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق قال كان علي رضى الله تعالى عنه يكبر بعد صلاة الفجر غداة عرفة ثم لا يقطع حتى يصلي الإمام من آخر أيام التشريق ثم يكبر بعد العصر وكذلك رواه أبو جناب عن عمير بن سعيد عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وأما الرواية فيه عن عبد الله بن عباس

[ 6070 ] فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد ثنا الحكم بن فروخ عن عكرمة عن بن عباس أنه كان يكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق وأخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير القيسي بطوس ثنا علي بن سلمة يعني اللبقي ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو يعقوب الخراساني يعني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن يحيى بن سعيد القطان عن الحكم فذكره بمثله وزاد يكبر في العصر ويقطع في المغرب

[ 6071 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين بن علي الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن رافع ثنا يحيى بن آدم ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ يحيى بن سعيد عن أبي بكار الحكم بن فروخ عن عكرمة عن بن عباس أنه كان يكبر من غداة يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق قال محمد بن رافع فلقيت إسحاق بن إبراهيم فقلت إن يحيى بن آدم حدثني عنك عن يحيى بن سعيد فذكرت له هذا الحديث فحدثني كما حدثني يحيى بن آدم قال أبو العباس فأتيت إسحاق فقلت إن محمد بن رافع حدثني عن يحيى بن آدم عنك فحدثني كما حدثني محمد بن رافع قال أبو العباس فقلت لإسحاق كم كتب عنك يحيى بن آدم قال إسحاق نحو ألفي حديث وقد روى ذلك في حديث مرفوع بإسناد لا يحتج بمثله

[ 6072 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني أنبأ أبو يعلى ثنا يحيى بن أيوب المقابري ثنا حسان بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن مسهر عن عمرو بن شمر عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر يوم عرفة صلاة الغداة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق قال يحيى بن أيوب وحدثني عبد الرحمن بن مسهر بهذا الإسناد نحوه عمرو بن شمر وجابر الجعفي لا يحتج بهما وقد رواه نائل بن نجيح عن عمرو عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط وأبي جعفر عن جابر وفي رواية الثقات كفاية

باب كيف التكبير

[ 6073 ] حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا وهيب بن خالد ثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جابر بن عبد الله أنه قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة تسعا لم يحج ثم أذن الناس في الحج فذكر الحديث في حج النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم خرج إلى الصفا فقال نبدأ بما بدأ الله به وقال إن الصفا والمروة من شعائر الله قال فرقى على الصفا حتى بدا له البيت وكبر ثلاثا وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ثم يدعو بين ذلك قال ثم نزل فمشى حتى إذا أتى بطن المسيل سعى حتى أصعد قديمه في المسيل ثم مشى حتى أتى المروة فصعد حتى بدا له البيت فكبر ثلاثا وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له هكذا كما فعل يعني على الصفا ثم نزل وروينا في حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا وعن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات فالابتداء بثلاث تكبيرات نسقا أشبه بسائر سنن النبي صلى الله عليه وسلم من الابتداء بها مرتين وإن كان الكل واسعا وبالله التوفيق

[ 6074 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن الحكم عن عكرمة عن بن عباس يكبر من غداة عرفة إلى آخر أيام النفر لا يكبر في المغرب الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا كذا أخبرناه من كتابه ثلاثا نسقا ورواه الواقدي عنه وعن جابر بن عبد الله وبه قال الحسن بن أبي الحسن البصري

[ 6075 ] أخبرناه أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا وهب يعني بن جرير ثنا شعبة عن يونس عن الحسن في التكبير أيام التشريق الله أكبر الله أكبر الله أكبر وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه قال يكبر الله ثلاث مرات

[ 6076 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن عاصم بن سليمان عن أبي عثمان النهدي قال كان سلمان رضى الله تعالى عنه يعملنا التكبير يقول كبروا الله أكبر الله أكبر كبيرا أو قال تكبيرا اللهم أنت أعلى وأجل من أن تكون لك صاحبة أو يكون لك ولد أو يكون لك شريك في الملك أو يكون لك ولي من الذل وكبره تكبيرا اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا ثم قال والله لتكتبن هذه لا تترك هاتان ولتكونن شفعا لهاتين

باب سنة التكبير للرجال والنساء والمقيمين والمسافرين والذي يصلي سنة منفردا وفي جماعة ويصلي نافلة لقول الله جل ثناؤه { واذكروا الله في أيام معدودات } فعم ولم يخص وقال { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا } وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله وأنه صلى الله عليه وسلم كبر على الصفا وكان مسافرا وروينا عن بن عمر وأنس بن مالك في تكبيرهم يوم عرفة عند الغدو من منى إلى عرفة وكانوا مسافرين وعن أم عطية في الحيض يخرجن يوم العيد فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس وكانت ميمونة رضى الله تعالى عنها تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد وكان الشعبي وإبراهيم النخعي يقولان هذا القول وكان أبو جعفر محمد بن علي يكبر بمنى أيام التشريق خلف النوافل

باب الشهود يشهدون على رؤية الهلال آخر النهار أفطروا ثم خرجوا إلى عيدهم من الغد

[ 6077 ] حدثنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن أبي بشر قال أخبرني أبو عمير بن أنس بن مالك قال وكان أكبر ولده قال حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أغمى علينا هلال شوال فأصبحنا صياما فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم أن يفطروا من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد هذا إسناد صحيح وبمعناه رواه شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية وعمومة أبي عمير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكونون إلا ثقات وقد قال الشافعي رحمه الله لو ثبت ذلك قلنا به وقلنا أيضا فإن لم يخرج بهم من الغد خرج بهم من بعد الغد وقلنا يصلي في يومه بعد الزوال وذلك فيما أخبرنا أبو سعيد عن أبي العباس عن الربيع عن الشافعي

[ 6078 ] أخبرنا أبو سعيد يحيى بن محمد بن يحيى أنبأ أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا معن بن عيسى ثنا محمد بن هلال التمار أن عمر بن عبد العزيز شهد عنده على هلال الفطر من آخر النهار فأمر الناس أن يفطروا وأن يخرجوا لعيدهم من الغد

باب القوم يخطئون الهلال

[ 6079 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا حماد في حديث أيوب عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه قال وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون وكل عرفة موقف وكل منى منحر وكل فجاج مكة منحر وكل جمع موقف

باب اجتماع العيدين بأن يوافق يوم العيد يوم الجمعة

[ 6080 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إسرائيل عن عثمان عن المغيرة عن إياس بن أبي رملة الشامي قال شهدت معاوية يسأل زيد بن أرقم أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم قال نعم قال كيف صنع قال صلى العيد ثم رخص في الجمعة فقال من شاء أن يصلي فليصل وفي رواية عبيد الله سمعت معاوية وقال في يوم واحد والباقي سواء

[ 6081 ] أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا محمد بن أبي سمينة ثنا زياد بن عبد الله عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال اجتمع عيدان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد اجتمع عيدكم هذا والجمعة وإنا مجمعون فمن شاء أن يجمع فليجمع فلما صلى العيد جمع

[ 6082 ] وحدثنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد إملاء أنبأ أبو الحسن علي بن بندار بن الحسين ثنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ثنا محمد بن المصفى ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا محمد بن يحيى بن كثير الحمصي ثنا محمد بن المصفى ثنا بقية ثنا شعبة عن المغيرة بن مقسم الضبي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون رواه أيضا عبد العزيز بن منيب المروزي عن علي بن الحسن بن شقيق ثنا أبو حمزة عن عبد العزيز موصولا وهو في التاريخ ورواه سفيان الثوري عن عبد العزيز فأرسله

[ 6083 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن ذكوان أبي صالح قال اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة ويوم عيد فصلى ثم قام فخطب الناس فقال قد أصبتم ذكرا وخيرا وإنا مجمعون فمن أحب أن يجلس فليجلس ومن أحب أن يجمع فليجمع ويروى عن سفيان بن عيينة عن عبد العزيز موصولا مقيدا بأهل العوالي وفي إسناده ضعف وروي ذلك عن عمر بن عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم مقيدا بأهل العالية إلا أنه منقطع

[ 6084 ] أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد حدثني إبراهيم بن عقبة عن عمر بن عبد العزيز قال اجتمع عيدان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أحب أن يجلس من أهل العالية فليجلس من غير حرج وروي ذلك بإسناد صحيح عن عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه مقيدا بأهل العالية موقوفا عليه

[ 6085 ] أخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن أنس عن بن شهاب عن أبي عبيد مولى بن أزهر قال شهدت العيد مع عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فجاء فصلى ثم انصرف فخطب فقال إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها ومن أحب أن يرجع فليرجع فقد أذنت له

[ 6086 ] وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن يعني بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ يونس عن الزهري قال حدثني أبو عبيد مولى بن أزهر أنه شهد العيد يوم الأضحى مع عمر فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاكم عن صيام هذين العيدين أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم وأما الآخر فيوم تأكلون فيه من نسككم قال أبو عبيد ثم شهدت مع عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وكان ذلك يوم الجمعة فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر من أحب أن يرجع فليرجع فقد أذنت له قال أبو عبيد ثم شهدته مع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فصلى قبل الخطبة ثم خطب الناس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاكم أن تأكلوا لحوم نسككم فوق ثلاث وعن معمر عن الزهري عن أبي عبيد نحوه رواه البخاري في الصحيح عن حبان بن موسى بطوله

باب عبادة ليلة العيدين

[ 6087 ] أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد قال قال ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء قال من قام ليلتي العيد لله محتسبا فلم يمت قلبه حتى تموت القلوب قال الشافعي وبلغنا أنه كان يقال إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان قال وبلغنا أن بن عمر كان يحيي ليلة جمع وليلة جمع هي ليلة العيد لأن في صبحها النحر

باب ما روي في قول الناس يوم العيد بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك

[ 6088 ] أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان ثنا أبو علي أحمد بن الفرج المقرئ ثنا محمد بن إبراهيم الشامي ثنا بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال لقيت واثلة بن الأسقع في يوم عيد فقلت تقبل الله منا ومنك فقال نعم تقبل الله منا ومنك قال واثلة لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فقلت تقبل الله منا ومنك قال نعم تقبل الله منا ومنك

[ 6089 ] أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم ثنا عبد العزيز معاوية ثنا محمد بن إبراهيم الشامي ثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فقلت تقبل الله منا ومنك قال نعم تقبل الله منا ومنك أخبرنا أبو سعد الماليني قال قال أبو أحمد بن عدي الحافظ هذا منكر لا أعلم يرويه عن بقية غير محمد بن إبراهيم هذا قال الشيخ رحمه الله قد رأيته بإسناد آخر عن بقية موقوفا غير مرفوع ولا أراه محفوظا

[ 6090 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد السلام البزاز عن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد علينا ولا ينكر ذلك علينا وقد روي حديث مرفوع في كراهية ذلك ولا يصح

[ 6091 ] أخبرناه أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن الهيثم بن حماد ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي عن أبيه عن مكحول عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الناس في العيدين تقبل الله منا ومنكم قال ذلك فعل أهل الكتابين وكرهه عبد الخالق بن زيد منكر الحديث قاله البخاري

كتاب صلاة الخسوف

باب الأمر بالفزع إلى ذكر الله وإلى الصلاة متى كسفت الشمس

[ 6092 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى الصلاة رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر عن سفيان وأخرجه البخاري من وجه آخر عن إسماعيل

[ 6093 ] وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير ووكيع قالا ثنا إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود الأنصاري قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ورواه عبد الله بن عمرو وعائشة والمغيرة بن شعبة وأبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا المعنى

باب الأمر بأن ينادي الصلاة جامعة

[ 6094 ] أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي وأبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقرئ بالكوفة قالا ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم أنبأ أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما أنه لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي أن الصلاة جامعة فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلس حتى جلى عن الشمس رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شيبان

[ 6095 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديا فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصلى بهم أربع ركعات في ركعتين بأربع سجدات ثم تشهد وسلم أخرجاه في الصحيح عن محمد بن مهران عن الوليد بن مسلم

باب كيف يصلي في الخسوف

[ 6096 ] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وغيره قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ بن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ثنا القعنبي ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا القعنبي إملاء فيما قرأ على مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى والناس معه فقام قياما طويلا قال نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال إني رأيت الجنة أو أريت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا وأريت النار فلم أر كاليوم منظرا أفظع منها ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا لم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط لفظ حديث القعنبي وفي حديث الشافعي قال خسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه وكذلك في رواية إسحاق عن القعنبي ولم يذكر الشافعي قوله أفظع منها والباقي سواء رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن إسحاق بن عيسى عن مالك

[ 6097 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام فكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وغيره عن بن وهب وأخرجه البخاري من حديث عنبسة عن يونس بن يزيد وزاد

[ 6098 ] ما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عنبسة عن يونس عن بن شهاب قال وكان كثير بن عباس يحدث أن بن عباس يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس مثل حديث عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى ركعتين في كل ركعة ركعتين

[ 6099 ] وأخبرنا أبو عمرو الأديب ثنا أبو بكر الإسماعيلي ثنا القاسم بن زكريا ثنا الرمادي ثنا أحمد بن صالح بهذا وزاد فقلت لعروة إن أخاك يوم خسفت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين مثل صلاة الصبح قال أجل إنه أخطأ السنة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن صالح بهذا وزاد فقلت لعروة بطوله مع هاتين الزيادتين

[ 6100 ] أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن العباس ثنا محمد بن مهران ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن نمر أنه سمع بن شهاب يخبر بذلك عن عروة عن عائشة قال الزهري فقلت لعروة ما فعل ذلك أخوك عبد الله بن الزبير ما صلى إلا ركعتين مثل صلاة الصبح إذ صلى بالمدينة قال أجل إنه أخطأ السنة قال بن شهاب وأخبرني كثير بن عباس عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى أربع ركعات في ركعتين في أربع سجدات رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن مهران دون حديث كثير ورواه مسلم عن محمد بن مهران مع حديث كثير دون قصة بن الزبير

[ 6101 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو معاوية ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا هناد بن السري التميمي أنبأ أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد وتجلت الشمس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما من آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا وتصدقوا واذكروا الله وادعوه ثم قال يا أمة محمد والله إن أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا قالت ثم رفع يديه فقال ألا هل بلغت قال وحدثنا هناد بن السري ثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فذكر الحديث لفظ حديث أبي صالح رواه البخاري في الصحيح عن محمد عن عبدة ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

[ 6102 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا السري بن خزيمة ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان ثنا إسحاق بن الحسن ثنا القعنبي ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعذب الناس في قبورهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذا بالله من ذلك ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبا فخسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني الحجر ثم قام يصلي وقام الناس وراءه قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد ثم قام فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد وانصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي وهو عبد الله بن مسلمة

[ 6103 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت عمرة تحدث عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت أتت يهودية فقالت أعاذك الله من عذاب القبر فقلت يا رسول الله إنا لنعذب في قبورنا فقال كلمة إني عائذ بالله من ذلك قالت ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في مركب وكسفت الشمس فخرجت أنا ونسوة بين الحجر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من مركبه سريعا حتى قام في مصلاه فكبر فقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد سجودا طويلا ثم رفع ثم سجد سجودا طويلا وهو دون السجود الأول ثم فعل في الثانية مثل ذلك فكانت صلاته أربع ركعات في أربع سجدات قالت فسمعته بعد ذلك يتعوذ من عذاب القبر وقال إنكم تفتنون في قبوركم كفتنة المسيح أو كفتنة الدجال

[ 6104 ] وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان بإسناده ومعناه رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر إلا أنه لم يسق المتن وأحال به على رواية سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد وليس في رواية سليمان وصف السجود بالطول وهو في رواية بن عيينة كما ذكرنا

[ 6105 ] وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي ثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نودي الصلاة جامعة فركع ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلس حتى جلى عن الشمس فقالت عائشة رضى الله تعالى عنها ما سجدت سجودا قط ولا ركعت ركوعا قط أطول منه رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم عن محمد بن رافع عن أبي النضر عن شيبان

[ 6106 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد قال قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال ثنا أبو عامر العقدي ثنا سفيان عن يعلى بن عطاء عن أبيه وعطاء بن السائب عن أبيه جميعا عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام حتى قيل لا يركع فركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع فرفع فأطال حتى قيل لا يسجد ثم سجد فأطال حتى قيل لا يرفع ثم رفع فجلس فأطال الجلوس حتى قيل لا يسجد ثم سجد فأطال السجود ثم رفع وفعل في الأخرى مثل ذلك حتى انجلت الشمس فهذا الراوي حفظ عن عبد الله بن عمرو طول السجود ولم يحفظ ركعتين في ركعة وأبو سلمة حفظ ركعتين في ركعة وحفظ طول السجود عن عائشة وقد رواه مؤمل من إسماعيل عن سفيان وزاد في الحديث ثم رفع رأسه فأطال القيام حتى قيل لا يركع ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا حميد بن عياش الرملي ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان فذكره بالإسنادين جميعا مع هذه الزيادة وقد أخرجه بن خزيمة في مختصر الصحيح

[ 6107 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام حتى جعلوا يخرون قال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع مثل ذلك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات وجعل يتقدم ويتأخر في صلاته ثم أقبل على أصحابه فقال إني عرضت على الجنة والنار فقربت مني الجنة حتى لو تناولت منها قطفا نلته أو قال قصرت يدي عنه شك هشام وعرضت على النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاكم ورأيت امرأة حميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت فيها أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار وأنهم كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم وأنهما آيتان من آيات الله يريكموها فإذا انكسفا فصلوا حتى ينجلي أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين عن هشام الدستوائي

[ 6108 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن سعد البزاز ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا محمد بن إدريس الشافعي ثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس ركعتين في كل ركعة ركعتين وروي هذا الحديث أيضا عن إبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي عن يحيى بن سليم فهو مما تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله بن عمرو فيما مضى كفاية

[ 6109 ] حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي الفقيه أنبأ الفقيه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب النسوي بها أنبأ أبو العباس الحسن بن سفيان حدثني الحسين بن علي عن يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري ثم الخطمي عن سفيان بن أبي العوجاء عن أبي شريح الخزاعي قال كسفت الشمس في عهد عثمان رضى الله تعالى عنه بالمدينة وبها عبد الله بن مسعود قال فخرج عثمان رضى الله تعالى عنه فصلى بالناس تلك الصلاة ركعتين وسجدتين في كل ركعة قال ثم انصرف عثمان فدخل داره وجلس عبد الله بن مسعود إلى حجرة عائشة وجلسنا إليه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر فإذا رأيتم قد أصابهما فافزعوا إلى الصلاة فإنها إن كانت التي تحذرون كانت وأنتم على غير غفلة وإن لم تكن كنتم قد أصبتم خيرا أو اكتسبتموه وكذلك رواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد

[ 6110 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان قال قرئ على يحيى بن جعفر أنبأ عبد الوهاب ثنا سعيد عن قتادة عن عزرة عن الحسن العرني أن حذيفة صلى بالمدائن مثل صلاة بن عباس في الكسوف

باب من أجاز أن يصلي في الخسوف ركعتين في كل ركعة ثلاث ركوعات

[ 6111 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ محمد بن بكر أنبأ بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت عبيد بن عمير يقول حدثني من أصدق يريد عائشة أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام قياما شديدا يقوم قياما ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ركعتين في ثلاث ركوعات وأربع سجدات فانصرف وقد تجلت الشمس وكان إذا ركع قال الله أكبر ثم يركع وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما من آيات الله يخوف الله بهما فإذا رأيتم كسوفا فاذكروا الله حتى ينجلي رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم قال في الحديث حسبته يريد عائشة وفي رواية عبد الرزاق وجماعة عن بن جريج ظننت أنه يريد عائشة

[ 6112 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن بشار جميعا عن معاذ بن هشام وهذا حديث إسحاق وقال معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ست ركعات في أربع سجدات قلت لمعاذ بن هشام أهو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم بلا شك ولا مرية رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان المسمعي ومحمد بن المثنى عن معاذ بن هشام قال الشيخ قتادة لم يشك في أنه عن عائشة وقد خالفهما عبد الملك بن أبي سليمان في إسناده فرواه عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله وأخبر أن ذلك كان في اليوم الذي مات فيه إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6113 ] أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم الغضائري ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي إملاء سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا أحمد بن محمد بن حنبل ثنا يحيى بن عبد الملك عن عطاء عن جابر قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في اليوم الذي مات فيه إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات في أربع سجدات كبر ثم قرأ فأطال القراءة ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه فقرأ القراءة الثالثة دون القراءة الثانية ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه وانحدر للسجود فسجد سجدتين ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول منها إلا أن يكون ركوعه نحوا من قيامه ثم تأخر في صلاته فتأخرت الصفوف معه ثم تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوف معه فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس فقال يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت بشر فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي

[ 6114 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن محمد الكعبي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ح وأنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبد الملك فذكره بإسناده ومعناه إلا أنه قال وركوعه نحو من سجوده وزاد في تأخر الصفوف قال حتى إذا انتهى إلى النساء ثم زاد في آخر الحديث ما من شيء توعدونه إلا وقد رأيته في صلاتي هذه حتى جىء بالنار وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق متاع الحجاج بمحجنه فإن فطن له قال إنه تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جىء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قال الشيخ رحمه الله من نظر في هذه القصة وفي القصة التي رواها أبو الزبير عن جابر علم أنها قصة واحدة وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها يوم توفي إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اتفقت رواية عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة ورواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس عن بن عباس ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو ورواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعين وفي حكاية أكثرهم قوله صلى الله عليه وسلم يومئد إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته دلالة على أنه إنما صلاها يوم توفي ابنه فخطب وقال هذه المقالة ردا لقولهم إنما كسفت لموته وفي اتفاق هؤلاء العدد مع فضل حفظهم دلالة على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين كما ذهب إليه الشافعي ومحمد بن إسماعيل البخاري رحمهما الله تعالى

باب من أجاز أن يصلي في الخسوف ركعتين في كل ركعة أربع ركوعات

[ 6115 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه إملاء ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا بن علية عن سفيان عن حبيب عن طاوس عن بن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كسفت الشمس ثمان ركعات في أربع سجدات قال أبو عبد الله زادني أبو عمرو بن أبي جعفر فيه عن الحسن بن سفيان قال وعن علي مثل ذلك رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وذكر فيه عليا

[ 6116 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان قال حدثني حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم سجد وفي الأخرى مثلها رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى وغيره عن يحيى القطان وأما محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله فإنه أعرض عن هذه الروايات التي فيها خلاف رواية الجماعة وقد روينا عن عطاء بن يسار وكثير بن عباس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعان وحبيب بن أبي ثابت وإن كان من الثقات فقد كان يدلس ولم أجده ذكر سماعه في هذا الحديث عن طاوس ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاوس وقد روى سليمان الأحول عن طاوس عن بن عباس من فعله أنه صلاها ست ركعات في أربع سجدات فخالفه في الرفع والعدد جميعا

[ 6117 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال فقال يعني بعض من كان يناظره روى بعضكم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ثلاث ركعات في كل ركعة قلت له هو من وجه منقطع ونحن لا نثبت المنقطع على الانفراد ووجه نراه والله أعلم غلطا قال وهل يروي عن بن عباس صلاة ثلاث ركعات قلنا نعم أخبرنا سفيان عن سليمان الأحول يقول سمعت طاوسا يقول خسفت الشمس فصلى بنا بن عباس في صفة زمزم ست ركعات في أربع سجدات فقال فما جعل زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس أثبت من سليمان الأحول عن طاوس عن بن عباس قلت الدلالة عن بن عباس موافقة حديث زيد بن أسلم عنه روي عن عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال رأيت بن عباس صلى على ظهر زمزم في كسوف الشمس ركعتين في كل ركعة ركعتين وابن عباس لا يصلي في الخسوف خلاف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إن شاء الله وإذا كان عطاء بن يسار وصفوان بن عبد الله والحسن يروون عن بن عباس خلاف ما روى سليمان الأحول كانت رواية ثلاث أولى أن تقبل وعبد الله بن أبي بكر وزيد بن أسلم أكثر حديثا وأشهر بالعلم بالحديث من سليمان قال فقد روي عن بن عباس أنه صلى في زلزلة ثلاث ركعات في كل ركعة قلت لو ثبت عن بن عباس أشبه أن يكون بن عباس فرق بين خسوف الشمس والقمر والزلزلة وأنه سوى بينهما فأحاديثها أكثر وأثبت مما رويت فأخذنا بالأكثر الأثبت قال الشيخ وإنما أراد الشافعي بالمنقطع حديث عبيد بن عمير حيث قاله عن عائشة رضى الله تعالى عنها بالتوهم وأراد بالغلط حديث عبد الملك بن أبي سليمان فإن بن جريج خالفه فرواه عن عطاء عن عبيد بن عمير وقال أحمد بن حنبل أقضي لابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء وفيما حكى أبو عيسى الترمذي رحمه الله في كتاب العلل عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات قال الشيخ رحمه الله وقد روي من وجه آخر ضعيف عن حبيب بن أبي ثابت عن صلة بن زفر عن حذيفة

[ 6118 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو القاسم علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال حدثني أبي عن بن أبي ليلى عن حبيب بن أبي ثابت عن صلة بن زفر عن حذيفة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عند كسوف الشمس بالناس فقام فكبر ثم قرأ ثم ركع كما قرأ ثم رفع كما ركع صنع ذلك أربع ركعات قبل أن يسجد ثم سجد سجدتين ثم قام في الثانية فصنع مثل ذلك ولم يقرأ بين الركوع محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لا يحتج به وروي خمس ركوعات في ركعة بإسناد لم يحتج بمثله صاحب الصحيح ولكن أخرجه أبو داود في السنن وهو

[ 6119 ] ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب وعبد الله بن أحمد بن حنبل وموسى بن الحسن بن عباد واللفظ لمحمد بن أيوب قالوا أنبأ روح بن عبد المؤمن ثنا عمر بن شقيق ثنا أبو جعفر الرازي عن ربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم فقرأ سورة من الطوال وركع خمس ركعات ثم سجد سجدتين ثم قام في الثانية فقرأ سورة من الطوال وركع خمس ركعات ثم سجد سجدتين ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى تجلى كسوفها ويذكر عن الحسن البصري أن عليا رضى الله تعالى عنه صلى في كسوف الشمس خمس ركعات وأربع سجدات

[ 6120 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي حكاية عن هشيم عن يونس عن الحسن بذلك ويذكر عن علي رضى الله تعالى عنه أربع ركعات في ركعة

[ 6121 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادى ثنا يونس بن محمد ثنا عبد الواحد ثنا سليمان الشيباني ثنا الحكم بن عتيبة عن حنش بن ربيعة قال انكسفت الشمس في عهد علي رضى الله تعالى عنه قال فخرج فصلى بمن عنده فقرأ سورة الحج ويس لا أدري بأيهما بدأ وجهر بالقراءة ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه فقام نحوا من قيامه ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه فقام نحوا من قيامه ثم ركع نحوا من قيامه أربع ركعات ثم سجد في الرابعة ثم قام فقرأ بسورة الحج ويس ثم قام فصنع كما صنع في الركعة الأولى ثمان ركعات وأربع سجدات ثم قعد فدعا ثم انصرف فوافق انصرافه وقد انجلى عن الشمس لم يرفعه سليمان الشيباني ورواه الحسن بن الحر عن الحكم فرفعه

[ 6122 ] أخبرناه أبو علي الروذباري ثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب بواسط ثنا شعيب بن أيوب ثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم وحفص بن عمر الطنافسي قالوا ثنا زهير عن الحسن بن الحر عن الحكم عن رجل يقال له حنش عن علي رضى الله تعالى عنه قال كسفت الشمس فصلى علي رضى الله تعالى عنه للناس فقرأ بياسين ونحوها ثم ركع نحوا من قراءته السورة ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر ثم ركع قدر قراءته ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام أيضا قد السورة ثم ركع قدر ذلك أيضا حتى ركع أربع ركعات ثم قال سمع الله لمن حمده ثم سجد ثم قام في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس ثم حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فعل

[ 6123 ] أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ قال حنش بن المعتمر أبو المعتمر الكناني وقال بعض حنش بن ربيعة سمع عليا رضى الله تعالى عنه روى عنه سماك بن حرب والحكم بن عتيبة يتكلمون في حديثه وهو كوفي سمعت بن حماد يذكره عن البخاري قال أبو أحمد وقال أبو عبد الرحمن النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه حنش بن المعتمر ليس بالقوي قال الشيخ ومن أصحابنا من ذهب إلى تصحيح الأخبار الواردة في هذه الأعداد وأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها مرات مرة ركوعين في كل ركعة ومرة ثلاث ركوعات في كل ركعة ومرة أربع ركوعات في كل ركعة فأدى كل منهم ما حفظ وأن الجميع جائز وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يزيد في الركوع إذا لم ير الشمس قد تجلت ذهب إلى هذا إسحاق بن راهويه ومن بعده محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي وأبو سليمان الخطابي واستحسنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر صاحب الخلافيات وبالله التوفيق والذي أشار إليه الشافعي من الترجيح أصح والله أعلم

باب من صلى في الخسوف ركعتين

[ 6124 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين رواه البخاري في الصحيح عن محمود عن سعيد بن عامر وهذا خبر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم توفي ابنه إبراهيم عليه السلام بدليل

[ 6125 ] ما أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قراءة عليه ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ثنا محمد بن نعيم ثنا عمران بن موسى ثنا عبد الوارث ثنا يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى انتهى إلى المسجد وثاب الناس فصلى بنا ركعتين فلما انكشف قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتى يكشف ما بكم قال وذلك أن ابنا له مات يقال له إبراهيم فقال ناس في ذلك رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر عن عبد الوارث إلا أن أبا معمر لم يذكر قوله يخوف الله بهما عباده وقد ذكره جماعة وقوله في الحديث فصلى بنا ركعتين مع إخباره أن ذلك كان يوم توفي إبراهيم عليه السلام يريد به ركعتين في كل ركعة ركوعين كما أثبته بن عباس وعائشة وجابر وعبد الله بن عمرو ورواه يزيد بن زريع وغيره عن يونس بن عبيد فقالوا في الحديث فصلى ركعتين كما تصلون

[ 6126 ] أخبرناه أبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد القاضي أنبأ أبو سهل المهرجاني ثنا داود بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ يزيد بن زريع عن يونس فذكره بمعناه وقال كما تصلون إلا أنه لم يذكر موت ابنه عليه السلام وصلاة الخسوف كانت مشهورة فيما بينهم فأشار إليها والله أعلم

[ 6127 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن عيسى بن السكن ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا بشر بن المفضل ثنا الجريري عن حيان بن عمير عن عبد الرحمن بن سمرة قال بينما أنا أرمي بأسهم لي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انكسفت الشمس فنبذتهن وقلت لأنظرن ما يحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس اليوم قال فانتهيت إليه وهو رافع يديه يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عن الشمس فقرأ بسورتين وركع ركعتين رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن عمر القواريري وقوله فقرأ بسورتين وركع ركعتين يحتمل أن يكون مراده بذلك في كل ركعة فقد رويناه عن جماعة أثبتوه والمثبت شاهد فهو أولى بالقبول

[ 6128 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرىء المهرجاني بها أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فزعا يجر ثوبه حتى أتى المسجد فلم يزل يصلي حتى انجلت فلما انجلت قال إن ناسا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء وليس كذلك إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله وإن الله عز وجل إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة هذا مرسل أبو قلابة لم يسمعه من النعمان بن بشير إنما رواه عن رجل عن النعمان وليس فيه هذه اللفظة الأخيرة

[ 6129 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل عن النعمان بن بشير قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي ركعتين ويسلم حتى انجلت الشمس فقال إن أناسا من الجاهلية كانوا يقولون إذا كسف واحد منهما إنما ينكسف لموت من عظماء أهل الأرض وإن ذلك ليس كذلك ولكنهما خلقان من خلق الله فإذا تجلى الله لشيء من خلقه خشع له فإذا رأيتم ذلك فصلوا ورواه الحارث بن عمير البصري عن أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال فيه فجعل يصلي ركعتين وسأل عنها حتى انجلت ورواه الحسن عن النعمان بن بشير خاليا عن هذه الألفاظ التي توهم خلافا وخاليا عن لفظ التجلي

[ 6130 ] أخبرنا أبو الحسن المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مستعجلا يجر رداءه حتى أتى المسجد وقد انكسفت الشمس فصلى حتى انجلت وقال إن أهل الجاهلية يقولون إن الشمس والقمر لا ينخسفان إلا لموت عظيم من عظماء الأرض وإن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولكنهما خلقان من خلق الله عز وجل ويحدث الله في خلقه ما يشاء فأيهما انخسف فصلوا حتى ينجلي أو يحدث الله عز وجل أمرا هذا أشبه أن يكون محفوظا وقد قيل عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي

[ 6131 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا السري بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب عن أيوب ح وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ثنا أحمد بن سلمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي قال كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعتين أطال فيهما القيام قال وانجلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما الآيات تخويفا يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة لفظ حديث عبد الوارث وليس في رواية وهيب تخويفا وزاد في أوله فخرج فزعا يجر ثوبه وأنا معه يومئذ بالمدينة وهذا أيضا لم يسمعه أبو قلابة عن قبيصة إنما رواه عن رجل عن قبيصة

[ 6132 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا ريحان بن سعيد ثنا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر أن قبيصة الهلالي حدثه أن الشمس كسفت بمعنى حديث موسى بن إسماعيل قال حتى بدت النجوم فألفاظ هذه الأحاديث تدل على أنها راجعة إلى الإخبار عن صلاته يوم توفي ابنه عليهما السلام وقد أثبت جماعة من أصحاب الحفاظ عدد ركوعه في كل ركعة فهو أولى بالقبول من رواية من لم يثبته وبالله التوفيق وقد ذكر الشافعي رحمه الله احتجاج من احتج بحديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكسوف ركعتين نحوا من صلاتكم وحديث سمرة بن جندب في معناه وذلك يرد إن شاء الله تعالى وحديث النعمان بن بشير ثم رجح أحاديثنا بأن الجائي بالزيادة أولى أن يقبل قوله لأنه أثبت ما لم يثبت الذي نقص الحديث وبأن إسنادنا في حديثنا من أثبت إسناد الناس أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أنبأ الربيع عن الشافعي رضى الله تعالى عنه

باب من قال يسر بالقراءة في خسوف الشمس

[ 6133 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا أبو مصعب ح وأنبأ أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي جميعا عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس قال خسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قياما طويلا بنحو من سورة البقرة وفي رواية أبي مصعب قرأ نحوا من سورة البقرة رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي وأخرجه مسلم من وجه آخر عن مالك قال الشافعي في هذا دليل على أنه لم يسمع ما قرأ لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره

[ 6134 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب حدثني بن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب حدثني عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف فلم نسمع له صوتا

[ 6135 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان قال قرئ على أحمد بن محمد بن عيسى البرتي وأنا أسمع ثنا أبو نعيم ثنا سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن بن عباد يعني ثعلبة رجل من عبد القيس عن سمرة بن جندب أنه قال في خطبته فذكر الحديث في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في خسوف الشمس قال فاستقدم فصلى بالناس ونحن معه فقام كأطول ما قام في مصلاه لا نسمع له صوتا ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة لا نسمع له صوتا ثم فعل في الثانية مثل ذلك

[ 6136 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي ثنا عبيد الله بن سعد ثنا عمي ثنا أبي عن أبي إسحاق قال حدثني هشام بن عروة وعبد الله بن أبي سلمة عن سليمان بن يسار كل قد حدثني عن عروة عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ سورة البقرة ثم سجد سجدتين ثم قام فأطال القراءة فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ سورة آل عمران ورواه أبو داود عن عبيد الله بن سعد في كتاب السنن إلا أنه قال في الركعة الأولى بعد قولها بسورة البقرة وساق الحديث ثم سجد سجدتين وفي ذلك دليل على أنه قصد بهذا الحديث وصف القراءة دون وصف عدد الركوع والقيام

باب من اختار الجهر بها

[ 6137 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن مهران ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن نمر سمع بن شهاب يخبر عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الكسوف بقراءته فإذا فرغ من قراءته كبر وركع وإذا رفع من قراءته كبر وركع وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم تعاود القراءة في صلاة الكسوف فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات رواه البخاري ومسلم جميعا في الصحيح عن محمد بن مهران قال البخاري تابعه سليمان بن كثير وسفيان بن حسين عن الزهري في الجهر أما حديث سليمان بن كثير

[ 6138 ] فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى ثنا محمد بن كثير أنبأ سليمان بن كثير عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فكبر وكبر الناس ثم قرأ فجهر بالقرآن وأطال وأما حديث سفيان بن حسين

[ 6139 ] فأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرىء ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان أنبأ جعفر بن محمد قراءة عليه ثنا الحسن بن الربيع ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت انكسفت الشمس أو قال انخسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهر بالقراءة وقد روي عن الأوزاعي عن الزهري

[ 6140 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد ثنا أبي ثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قراءة طويلة يجهر بها في صلاة الكسوف

[ 6141 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ثنا محمد بن إسماعيل يعني السلمي ثنا سعيد بن حفص خال النفيلي ثنا موسى بن أعين عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس أربع ركعات وأربع سجدات فقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت وفي الثانية بلقمان أو الروم وروينا عن حنش عن علي رضى الله تعالى عنه أنه جهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس وفيما حكى أبو عيسى الترمذي عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال حديث عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في صلاة الكسوف أصح عندي من حديث سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر القراءة فيها قال الإمام أحمد رحمه الله حديث عائشة رضى الله تعالى عنها في الجهر ينفرد به الزهري وقد روينا من وجه آخر عن عائشة ثم عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما ما يدل على الإسرار بها والله أعلم

باب ما يستدل به على جواز اجتماع الخسوف والعيد لجواز وقوع الخسوف في العاشر من الشهر

[ 6142 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الأصم ثنا الحسين بن فهم ثنا محمد بن سعد قال حدثني الواقدي أن إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر ودفن بالبقيع وكانت وفاته في بني مازن عند أم برزة بنت المنذر من بني النجار ومات وهو بن ثمانية عشر شهرا

[ 6143 ] وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا أبو بكر محمد بن خلف ووكيع ثنا إسماعيل بن مجمع ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا أسامة بن زيد عن المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أمه سيرين قالت حضرت موت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم فكسفت الشمس يومئذ فقال الناس هذا لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس لا تنكسف لموت أحد ولا لحياته ومات يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة عشر وكذلك ذكره الزبير بن بكار فإن كان محفوظا فوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده بسنة سنة إحدى عشرة وقد روينا في أخبار صحيحة أن الشمس خسفت يوم توفي إبراهيم بن نبي الله صلى الله عليه وسلم

[ 6144 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو الأشعث ثنا زهير بن العلاء ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال قتل الحسين بن علي رضى الله تعالى عنهما يوم الجمعة يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم سنة إحدى وستين وهو بن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف

[ 6145 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني أبو الأسود النضر بن عبد الجبار أنبأ بن لهيعة عن أبي قبيل قال لما قتل الحسين بن علي رضى الله تعالى عنهما كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي

باب الصلاة في خسوف القمر

[ 6146 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ الحسن بن علي ثنا يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وإنهما لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم

[ 6147 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثني محمد بن الحجاج الوراق وجعفر بن محمد قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن إسماعيل فذكره بمثله إلا أنه قال يكشف رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد ورويناه في أول هذا الكتاب من حديث جرير ووكيع عن إسماعيل وفيه فإذا رأيتموهما فصلوا وكذلك قاله عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة

[ 6148 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى حدثني هارون بن معروف ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آية من آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا رواه البخاري في الصحيح عن أصبغ ورواه مسلم عن هارون بن سعيد الأيلي عن بن وهب

[ 6149 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا بشر بن موسى أبو علي الأسدي ثنا أبو زكريا يعني السيلحيني ثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فصلى ركعتين ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا كسف واحد منهما فصلوا وادعوا واذكروا الله هكذا رواه جماعة من الأئمة عن بشر بن موسى بهذا اللفظ وقد استشهد البخاري برواية حماد بن سلمة عن يونس

[ 6150 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا خالد بن الحارث عن أشعث عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين مثل صلاتكم هذه في كسوف الشمس والقمر

[ 6151 ] وأخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن الحسن عن بن عباس أن القمر كسف وابن عباس بالبصرة فخرج بن عباس فصلى بنا ركعتين في كل ركعة ركعتين ثم ركب فخطبنا فقال إنما صليت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وقال إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم شيئا منهما خاسفا فليكن فزعكم إلى الله

باب الخطبة بعد صلاة الكسوف

[ 6152 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري أنبأ أحمد بن سلمان ثنا إسحاق بن الحسن ثنا القعنبي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا السري بن خزيمة ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم انصرف وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة القعنبي ورواه مسلم عن قتيبة عن مالك

[ 6153 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا الحسين بن منصور ومحمد بن رافع قالا ثنا عبد الله بن نمير ثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها وهي تصلي فقلت ما شأن الناس يصلون فأشارت برأسها إلى السماء فقلت آية قالت نعم فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جدا حتى تجلاني الغشي فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ما من شيء توعدونه لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة المسيح الدجال لا أدري أي ذلك قالت أسماء يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن فيقول هو محمد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا ثلاث مرات فيقال له قد كنا نعلم أنك كنت تؤمن به فنم صالحا وأما المنافق أو المرتاب فيقول لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت قال أبو الفضل وهذا لفظ حديث الحسين رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب محمد بن العلاء عن عبد الله بن نمير وأخرجه البخاري من أوجه آخر عن هشام

[ 6154 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا زهير ح وأخبرنا محمد ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا زهير عن الأسود بن قيس قال حدثني ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة أنه شهد خطبة يوما لسمرة بن جندب فذكر في خطبته بينا أنا يوما وغلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت الشمس على قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق اسودت حتى آضت كأنها تنومة فقال أحدنا لصاحبه انطلق بنا إلى المسجد فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله في أمته حدثا فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بارز فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الناس قال فتقدم فصلى بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا يسمع له صوته ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا يسمع له صوته ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط لا يسمع له صوته قال ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك قال فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية قال ثم سلم فحمد الله تعالى وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وشهد أنه عبده ورسوله ثم قال يا أيها الناس إنما أنا بشر ورسول الله فأذكركم الله إن كنتم تعلمون إني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي لما أخبرتموني حتى أبلغ رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ وإن كنتم تعلمون أني قد بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني قال فقام الناس فقالوا نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك قال ثم سكتوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وأنهم كذبوا ولكن آيات من آيات الله يفتن بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وأخراكم وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحيى لشيخ من الأنصار وإنه متى خرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح من عمل سالف ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمله سلف وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وإنه يحضر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالا شديدا فيهزمه الله وجنوده حتى أن جذم الحائط وأصل الشجرة لينادي يا مؤمن هذا كافر يستتر بي تعال اقتله قال ولن يكون ذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم تساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا وحتى يزول جبال عن مراسيها ثم على أثر ذلك القبض وأشار بيده قال ثم شهدت خطبة أخرى قال فذكر هذا الحديث ما قدمها ولا أخرها

[ 6155 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي ثنا أبو جدي علي بن حرب ثنا أبو داود يعني الحفري عن سفيان عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم حين انكسفت الشمس خطب فقال أما بعد

باب ما يستحب للإمام من حض الناس على الخير وأمرهم بالتوبة والتقرب إلى الله عز وجل بنوافل الخير في خطبة الخسوف

[ 6156 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في صلاة قط ثم قال إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن الله أرسلها يخوف بها عباده فإذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره رواه البخاري ومسلم جميعا في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة

[ 6157 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاء ثنا إسماعيل بن قتيبة وحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في صلاته قالت ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ألا هل بلغت رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وروى هذا الحديث عن الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقال فيه فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وصلوا وتصدقوا واعتقوا

[ 6158 ] أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا عاصم بن علي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا الليث بن سعد فذكره ولفظ الإعتاق في رواية هشام عن أبيه عن عائشة غريب والمشهور عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك

[ 6159 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان قال قرئ علي عبد الملك بن محمد وأنا أسمع قال حدثنا أبو حذيفة ثنا زائدة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء رضى الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعتاقة عند الكسوف رواه البخاري في الصحيح عن أبي حذيفة موسى بن مسعود وغيره قال البخاري تابعه الدراوردي عن هشام

[ 6160 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد فذكره بمثل إسناده قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعتاقة حين كسفت الشمس

[ 6161 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق أنبأ يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عثام بن علي ثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنها قالت كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر

باب سنة صلاة الخسوف في المسجد الجامع

[ 6162 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وذكر الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن وهب وأخرجه البخاري من حديث عنبسة عن يونس ورواه أبو موسى الأشعري وأبو بكر وسمرة بن جندب وأسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهم في صلاته في المسجد

[ 6163 ] وأخبرنا أبو القاسم بن محمد الأيادي المالكي ببغداد ثنا عبد الله بن إسحاق الخراساني ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان أنبأ أبو أحمد الزبيري ثنا حبيب بن حسان عن إبراهيم والشعبي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنما انكسفت لموت إبراهيم ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فصلى بالناس فقال يا أيها الناس إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة

باب الدليل على أنه إنما يصلي صلاة الخسوف حتى ينجلي فإذا انجلى لم يبتدأ بالصلاة

[ 6164 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمر وثنا زائدة ح قال وحدثنا أبو بكر أنبأ محمد بن حيان ثنا أبو الوليد ثنا زائدة عن زيادة بن علاقة قال سمعت المغيرة بن شعبة يقول انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد إلا أنه قال حتى تنجلي

[ 6165 ] وأنبأ أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا ثنا مصعب بن المقدام ثنا زائدة قال قال زياد بن علاقة سمعت المغيرة بن شعبة يقول فذكره بمثله وقال حتى تنكشف رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وروينا في حديث أبي مسعود الأنصاري وأبي بكرة رضى الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حتى يكشف ما بكم

[ 6166 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن سلمة المرادي ثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في خسوف الشمس كما مضى في حديث بحر بن نصر عن بن وهب وزاد في آخره قال وقال أيضا صلى الله عليه وسلم فصلوا حتى يفرج عنكم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ورأيت فيها بن لحي وهو الذي سيب السوائب رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن سلمة

باب الدليل على جواز الابتداء بالخطبة بعد التجلي

[ 6167 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار أنبأ بن ملحان ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ أحمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خسفت الشمس قام فكبر وقرأ قراءة طويلة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده وقام كما هو فقرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ثم ركع ركوعا طويلا وهو أدنى من الركوع الأول ثم سجد سجودا طويلا ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم سلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فقال في كسوف الشمس والقمر إنهما آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتوها فافزعوا إلى الصلاة رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير

باب المنفرد يصلي صلاة الخسوف إذا لم يحضره إمام استدلالا بما مضى من أمره صلى الله عليه وسلم بالفزع إلى الصلاة

[ 6168 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عمرو أو صفوان بن عبد الله بن صفوان قال رأيت بن عباس صلى على ظهر زمزم لخسوف الشمس ركعتين في كل ركعة ركعتين

باب النساء يحضرن المسجد لصلاة الخسوف

[ 6169 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة بن ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثني منصور بن صفية عن أمه صفية بنت شيبة عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت فزع النبي صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس فأخذ درعا حتى أدرك بردائه فقام بالناس قياما طويلا يقوم ثم يركع فلو جاء إنسان بعدما ركع لم يكن ركع شيئا ما حدث نفسه أنه ركع من طول القيام قالت فجعلت أنظر إلى المرأة التي هي أكبر مني وإلى المرأة التي هي أسقم مني قائمة فأقول أنا أحق أن أصبر على طول القيام منك أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن جريج وغيره

باب لا يصلي جماعة عند شيء من الآيات غير الشمس والقمر واحتج الشافعي في القديم في ذلك بأن زلزلة كانت على عهد عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فخطب الناس ولم يذكر أنه صلى

[ 6170 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أنبأ أبو عروبة الحسين بن أبي معشر ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا محمد بن عبيد ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد قالت زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر وابن عمر يصلي فلم يدر بها ولم يوافق أحدا يصلي فدرى بها فخطب عمر الناس فقال أحدثتم لقد عجلتم قالت ولا أعلمه إلا قال لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم

باب من استحب الفزع إلى الصلاة فرادى عند الظلمة والزلزلة وغيرها من الآيات

[ 6171 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن محمد الحافظ ثنا محمد بن أبي صفوان ثنا حرمي بن عمارة عن عبيد الله بن النضر حدثني أبي قال كانت ظلمة على عهد أنس بن مالك قال فأتيت أنس بن مالك فقلت يا أبا حمزة هل كان يصيبكم مثل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال معاذ الله إن كانت الريح لتشتد فنبادر إلى المسجد مخافة القيامة

[ 6172 ] أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي أنبأ حاجب بن أحمد ثنا محمد بن رافع ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ثنا يحيى بن كثير ثنا سلم بن جعفر عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال قيل لابن عباس ماتت فلانة بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فخر ساجدا فقيل له تسجد هذه الساعة فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم آية فاسجدوا وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لفظ حديث الروذباري وفي رواية القاضي قال سمعنا صوتا بالمدينة فقال لي بن عباس يا عكرمة انظر ما هذا الصوت قال فذهبت فوجدت صفية بنت حيي امرأة النبي صلى الله عليه وسلم قد توفيت قال فجئت إلى بن عباس فوجدته ساجدا ولما تطلع الشمس فقلت له سبحان الله تسجد ولم تطلع الشمس بعد فقال يا لا أم لك أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم آية فاسجدوا فأي آية أعظم من أن يخرجن أمهات المؤمنين من بين أظهرنا ونحن أحياء

[ 6173 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن حبيب يعني بن حسان عن الشعبي عن علقمة قال قال عبد الله بن مسعود إذا سمعتم هادا من السماء فافزعوا إلى الصلاة

باب من صلى في الزلزلة بزيادة عدد الركوع والقيام قياسا على صلاة الخسوف

[ 6174 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي بلاغا عن عباد عن عاصم الأحول عن قزعة عن علي رضى الله تعالى عنه أنه صلى في زلزلة ست ركعات في أربع سجدات خمس ركعات وسجدتين في ركعة وركعة وسجدتين في ركعة قال الشافعي ولو ثبت هذا الحديث عندنا عن علي رضى الله تعالى عنه لقلنا به قال الشيخ رحمه الله هو عن بن عباس ثابت كما

[ 6175 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة وعاصم عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه صلى في زلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع فسجد ثم قام في الثانية ففعل كذلك فصارت صلاته ست ركعات وأربع سجدات قال قتادة في حديثه هكذا الآيات ثم قال بن عباس هكذا صلاة الآيات

كتاب صلاة الاستسقاء

باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا

[ 6176 ] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي في آخرين قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن أنس ح وأخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة من أصل سماعه أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا القعنبي عن مالك عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك أنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت سبل الناس وفي رواية الشافعي وانقطعت السبل فادع الله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم على رؤوس الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فانجابت عن المدينة نجياب الثوب رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي وغيره وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شريك

باب الإمام يخرج إلى المصلى إذا أراد أن يستسقي بصلاة

[ 6177 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى واستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

[ 6178 ] وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا جعفر الفاريابي ثنا علي بن عبد الله المديني ثنا سفيان بن عيينة ثنا عبد الله بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يحدث عن عمه عبد الله بن زيد الذي أرى النداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى فذكر الحديث بمثله رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله قال البخاري كان بن عيينة يقول هو صاحب الأذان ولكنه وهم لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني مازن الأنصار قال في التاريخ قتل يوم الحرة وعبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري من بلحرث بن الخزرج المدني صاحب الأذان

باب الإمام يخرج متبذلا متواضعا متضرعا

[ 6179 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا أبو ثابت المدني ثنا حاتم بن إسماعيل عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة من بني مالك بن حنبل عن أبيه أن الوليد أرسل إلى بن عباس يسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء فأتيته فقلت إنما تمارينا في المسجد في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء فقال لا بل أرسل بن أخيكم يعني الوليد وهو أمير المدينة يومئذ فقال بن عباس خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلا متواضعا متضرعا فجلس على المنبر فلم يخطب خطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير فصلى ركعتين كما كان يصلي في العيدين

[ 6180 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ علي بن الحسين الصفار ببغداد ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا وكيع عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال أرسلني أمير من الأمراء إلى بن عباس أسأله عن الصلاة في الاستسقاء فقال له بن عباس ما منعه أن يسألني خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعا متخشعا متبذلا متضرعا مترسلا فصلى ركعتين كما يصلي في العيد ولم يخطب كخطبتكم

باب استحباب الخروج بالضعفاء والصبيان والعبيد والعجائز

[ 6181 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مؤمل بن الفضل الحراني ثنا الوليد ثنا بن جابر عن زيد بن أرطأة الفزاري عن جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم

[ 6182 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا قاسم بن أبي صالح الهمداني بهمدان ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن مسعر عن طلحة عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إنما نصر الله عز وجل هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم أخرجه البخاري من حديث محمد بن طلحة عن أبيه طلحة بن مصرف

[ 6183 ] حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وثلاث مائة أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي الفقيه ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني سريج بن يونس ثنا إبراهيم بن خثيم يعني بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مهلا عن الله مهلا فإنه لولا شباب خشع وبهائم رتع وشيوخ ركع وأطفال رضع لصب عليكم العذاب صبا إبراهيم بن خثيم غير قوي وله شاهد بإسناد آخر غير قوي

[ 6184 ] أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا عبدان ومحمد بن سعيد قالا ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد يعني بن عمار بن سعد القرظ حدثني مالك بن عبيدة يعني بن مسافع الديلي عن أبيه أنه حدثه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا عباد الله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم لترضنن رضا

باب استحباب الصيام للاستسقاء لما يرجى من دعاء الصائم

[ 6185 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بكر المروزي ثنا السهمي يعني عبد الله بن بكر ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر

[ 6186 ] أخبرنا أبو بكر بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زهير بن معاوية عن سعد الطائي حدثني أبو المدلة سمع أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين

باب الخروج من المظالم والتقرب إلى الله تعالى بالصدقة ونوافل الخير رجاء الإجابة

[ 6187 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي وعلي بن الحسن الهلالي قالا ثنا أبو نعيم ثنا فضيل بن مرزوق وأخبرنا أبو عبد الله أنبأ علي بن عيسى ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة ثنا فضيل بن مرزوق حدثني عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين قال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وقد غذي بالحرام فأنى يستجاب له رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب

[ 6188 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المركي إملاء ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عثمان بن كرامة ثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما زال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني عبدي أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه وذكر باقي الحديث قد أخرجته في كتاب الأسماء والصفات مع تأويله رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عثمان بن كرامة

[ 6189 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد الضبي أنبأ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب السماء في كل اثنين وخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا امرؤ بينه وبين أخيه شحناء قال فيقال انتظر هذين حتى يصطلحا وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن سهيل فذكره بمعناه إلا أنه قال انظروا هذين حتى يصطلحا مرتين رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير

[ 6190 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي أنبأ أبو حاتم الرازي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا بشير بن مهاجر عن بن بريدة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر كذا رواه بشير بن المهاجر

[ 6191 ] وقد أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب أنبأ أبو حاتم ثنا معاذ بن أسد المروزي أنبأ الفضل بن موسى السيناني ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن بن عباس قال ما نقض قوم العهد قط إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا فشت الفاحشة في قوم إلا أخذهم الله بالموت وما طفف قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين وما منع قوم الزكاة إلا منعهم الله القطر من السماء وما جار قوم في حكم إلا كان البأس بينهم أظنه قال والقتل

باب الدليل على أن السنة في صلاة الاستسقاء السنة في صلاة العيدين وأنه يصليها ركعتين كما يصلي في العيدين بلا أذان ولا إقامة في وقت صلاة العيد

[ 6192 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه من أصل سماعه ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا أبو بكر عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يستسقي فصلى ركعتين جهر بالقراءة فيهما وحول رداءه واستسقى واستقبل القبلة زاد غيره فيه عن عبد الرزاق ورفع يديه يدعو فدعا واستسقى

[ 6193 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا الحسن بن أبي الربيع ثنا عبد الرزاق فذكره بزيادته

[ 6194 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا وهب بن جرير بن حازم ثنا أبي قال سمعت النعمان هو بن راشد يحدث عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فصلى ركعتين بلا أذان ولا إقامة ثم خطبنا فدعا الله وحول وجهه نحو القبلة رافعا يديه ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن تفرد به النعمان بن راشد عن الزهري

[ 6195 ] حدثنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ حاتم بن إسماعيل عن ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال أخبرني أبي وسمعته يحدث قال أرسلني الوليد بن عقبة وهو يومئذ أمير المدينة إلى بن عباس أسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء فأتيته فقلت إنا تمارينا في المسجد في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء فقال لا ولكن أرسلك بن أخيك ولو أنه أرسل فسأل ما كان بذاك بأس ثم قال بن عباس خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلا متواضعا متضرعا حتى جلس على المنبر فلم يخطب كخطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد لفظ حديث إبراهيم بن موسى وحديث يحيى بن يحيى بمعناه إلا أنه قال الوليد بن عتبة قال أبو داود السجستاني الصواب بن عتبة قال الشيخ رحمه الله وهذا الحديث يوهم أن دعاءه كان قبل الصلاة وقد رواه سفيان الثوري

[ 6196 ] كما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد اللخمي ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال أرسلني أمير من الأمراء إلى بن عباس أسأله عن الاستسقاء فقال من أرسلك قلت فلان قال ما منعه أن يأتيني فيسألني خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعا متضرعا متذللا فلم يخطب خطبتكم هذه وصلى ركعتين كما يصلي في العيد قال سفيان قلت للشيخ الخطبة قبل الركعتين أو بعدها قال لا أدري فهذا يدل على أن هشاما كان لا يحفظه وقد رواه إسماعيل بن ربيعة بن هشام عن جده محالا بها على صلاة العيدين

[ 6197 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا سهل بن عثمان السكري ثنا يحيى بن زكريا عن إسماعيل بن ربيعة عن جده هشام بن إسحاق عن أبيه عن بن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استسقى متخشعا متذللا كما يصنع في العيدين ورواه عبد الله بن يوسف التنيسي عن إسماعيل بن ربيعة بمعناه

[ 6198 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا هشام بن علي السدوسي ثنا سهل بن بكار ثنا محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن طلحة قال أرسلني مروان إلى بن عباس أسأله عن سنة الاستسقاء فقال سنة الاستسقاء سنة الصلاة في العيدين إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلب رداءه فجعل يمينه على يساره ويساره على يمينه وصلى الركعتين فكبر في الأولى بسبع تكبيرات وقرأ بسبح اسم ربك الأعلى وقرأ في الثانية هل أتاك حديث الغاشية وكبر فيها خمس تكبيرات

[ 6199 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني ثنا أحمد بن عمرو يعني بن عبد الخالق ثنا يحيى بن حبيب بن عربي ثنا روح بن عبادة ثنا محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال سألت بن عباس عن السنة في الاستسقاء فقال مثل السنة في العيدين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي فصلى ركعتين بغير أذان ولا إقامة وكبر فيهما ثنتي عشرة تكبيرة سبعا في الأولى وخمسا في الآخرة وجهر بالقراءة ثم انصرف فخطب واستقبل القبلة وحول رداءه ثم استسقى محمد بن عبد العزيز هذا غير قوي وهو بما قبله من الشواهد يقوى

[ 6200 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد الأنصاري خرج يستسقي بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى فلقيت يومئذ زيد بن أرقم وليس بيني وبينه غير رجل أو بيني وبينه رجل قلت كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة غزوة قلت كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة قلت فما أول غزوة غزاها قال ذات العسيرة أو ذات العشيرة

باب ذكر الأخبار التي تدل على أنه دعا أو خطب قبل الصلاة

[ 6201 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك بن أبي ذئب ويونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني عباد بن تميم المازني أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فحول إلى الناس ظهره يدعو الله واستقبل القبلة فحول رداءه ثم صلى ركعتين قال بن أبي ذئب في الحديث وقرأ فيهما قال بن وهب يريد الجهر رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس عن بن أبي ذئب وقال في الحديث فصلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة وكذلك عن أبي نعيم عن بن أبي ذئب ورواه مسلم عن أبي الطاهر وحرملة عن بن وهب عن يونس وحده ورواه الثوري ويزيد بن هارون وعثمان بن عمر وأبو داود الطيالسي عن بن أبي ذئب دون قوله ثم وكذلك رواه سفيان بن عيينة عن الزهري دون كلمة ثم ورواه معمر عن الزهري فوصف الصلاة أول ثم وصف تحويل الرداء والدعاء والله أعلم

[ 6202 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثني خالد بن نزار ثنا القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت شكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال إنكم شكوتم جدب دياركم واستيخار المطر عن أبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يترك في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يده ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين وأنشأ الله تعالى سحابا فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله تعالى فلم يأت مسجده حتى سألت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وإني عبده ورسوله أخرجه أبو داود في كتاب السنن عن هارون

[ 6203 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا مالك بن إسماعيل أبو غسان ثنا زهير عن أبي إسحاق قال خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري يستسقي وقد كان رأى النبي صلى الله عليه وسلم وخرج فيمن خرج البراء بن عازب وزيد بن أرقم قال أبو إسحاق وأنا معه يومئذ فقام قائما على رجليه على غير منبر فاستسقى واستغفر ثم صلى بنا ركعتين ونحن خلفه يجهر فيهما بالقراءة لم يؤذن يومئذ ولم يقم رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن زهير بن معاوية ورواه الثوري عن أبي إسحاق قال فخطب ثم صلى ورواه شعبة عن أبي إسحاق قال فصلى ركعتين ثم استسقى ورواية الثوري وزهير أشبه والله أعلم

باب الدعاء في الاستسقاء قائما

[ 6204 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أنبأ أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرني عباد بن تميم أن عمه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس إلى المصلى يستسقي لهم فقام فدعا قائما ثم توجه قبل القبلة وحول رداءه فسقوا وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو اليمان فذكره بنحوه إلا أنه قال فدعا الله قائما وقال فاسقوا رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

باب استقبال القبلة إذا اجتهد في الدعاء

[ 6205 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا ومحمد بن عمرو الحرشي قالا أنبأ يحيى بن يحيى أنبأ سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن عباد بن تميم أخبره أن عبد الله بن زيد الأنصاري قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي وإنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من حديث عبد الوهاب الثقفي عن يحبى بن سعيد

باب تحويل الرداء في الاستسقاء

[ 6206 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو محمد بن شوذب المقري بواسط ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان ح وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي فحول رداءه وفي رواية بن مهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وحول رداءه رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم

باب وقت تحويل الرداء

[ 6207 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يقول سمعت عبد الله بن زيد يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى وحول رداءه حين استقبل القبلة رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

باب كيفية تحويل الرداء

[ 6208 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عوف قال قرأت في كتاب عمرو بن الحارث يعني الحمصي عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي عن محمد بن مسلم بهذا الحديث يعني حديث الزهري عن عباد بن تميم عن عمه في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستسقاء قال وحول رداءه فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن ثم دعا الله

[ 6209 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه سمع عباد بن تميم يحدث عن عمه عبد الله بن زيد قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يستسقي فحول رداءه واستقبل القبلة وصلى ركعتين وبإسناده قال حدثنا سفيان ثنا يحيى بن سعيد والمسعودي عن أبي بكر بن محمد عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بهذا الحديث قال المسعودي فقلت لأبي بكر أجعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين أو جعل أعلاه أسفله قال لا بل جعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر ثم روايته عن المسعودي عن أبي بكر قوله مختصرا

[ 6210 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا المعلى بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد ح وأنبأ أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا عبد العزيز عن عمارة بن غزية عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة سوداء فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه لفظهما سواء

باب ما قيل من المعنى في تحويل الرداء

[ 6211 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن المنصور إملاء ثنا محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع حدثني إسحاق بن عيسى ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحول رداءه ليتحول القحط كذا قال عن جابر ورواه غيره عن إسحاق بن عيسى فلم يذكر فيه جابرا وجعله من قول أبي جعفر

[ 6212 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج ثنا جدي ثنا إسحاق بن الطباع عن حفص بن غياث فذكره مرسلا

[ 6213 ] وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم قال قال وكيع في قوله جعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين يعني تحول السنة الجدبة إلى الخصب كما تحول هذا اليمين على الشمال

باب ما يستحب من كثرة الاستغفار في خطبة الاستسقاء وأن يقول كثيرا استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا

[ 6214 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن الفضل ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد هو بن مسلم ثنا الحكم هو بن مصعب ثنا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه أنه حدثه عن أبيه عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب

[ 6215 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو خليفة ثنا العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي ثنا الأصمعي عن أبيه عن أبي وجزة السعدي عن أبيه قال خرج عمر رضى الله تعالى عنه يستسقي فجعل لا يزيد على الاستغفار فقلت ألا يتكلم لما خرج له ولا أعلم أن الاستسقاء هو الاستغفار فمطرنا

[ 6216 ] أخبرنا أبو القاسم مجالد بن عبد الله بن مجالد البجلي بالكوفة ثنا أبو الحسين مسلم بن محمد بن أحمد بن مسلم التميمي ثنا الحضرمي ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي أنبأ عبثر عن مطرف عن الشعبي قال أصاب الناس قحط في عهد عمر رضى الله تعالى عنه فصعد عمر المنبر فاستسقى فلم يزد على الاستغفار حتى نزل فقالوا له ما سمعناك يا أمير المؤمنين استسقيت فقال لقد طلبت الغيث بمفاتيح السماء التي بها يستنزل المطر ثم قرأ هذه الآية استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا وقوله { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين } فاستغفروا ربكم ثم توبوا إليه كذا وجدته في كتابي بمفاتيح السماء ورواه غيره عن مطرف فقال بمجاديح السماء

[ 6217 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان وهشيم عن مطرف عن الشعبي قال خرج عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فقيل له ما رأيناك استسقيت فقال لقد طلبت المطر بمجادح السماء الذي يستنزل به المطر ثم قرأ { استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا } { و يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا }

باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه

[ 6218 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني الحسين بن محمد بن يحيى الدارمي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ثنا بسطام بن الفضل ثنا أبو قتيبة ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه أنه سمع بن عمر يتمثل بشعر أبي طالب في النبي صلى الله عليه وسلم وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن علي عن أبي قتيبة

[ 6219 ] قال البخاري وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه يعني ما أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الحسن بن سفيان حدثني علي بن سعيد ثنا أبو النضر ثنا أبو عقيل ثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر حدثنا سالم عن أبيه قال ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب فأذكر قول الشاعر
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل قال وهو قول أبي طالب

[ 6220 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس يعني عن أنس أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا صلى الله عليه وسلم فاسقنا فيسقون رواه البخاري في الصحيح عن الحسن بن محمد الزعفراني وقال عن أنس بن مالك من غير شك وكأن ذكر أنس سقط من كتاب شيخنا أبي محمد رحمه الله وقد رواه يعقوب بن سفيان وغيره عن الأنصاري موصولا

باب الإمام يستسقي للناس فيسقيهم الله لينظر كيف يعملون في شكره

[ 6221 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد بن عتبة ثنا علي بن ثابت أنبأ أسباط بن نصر عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن بن مسعود قال لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس إدبارا قال اللهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام فجاءه أبو سفيان وناس من أهل مكة فقالوا يا محمد إنك تزعم أنك بعثت رحمة وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا فشكى الناس كثرة المطر فقال اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة عن رأسه قال فاسقي الناس حولهم قال لقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذي أصابهم وذلك قوله عز وجل { إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون } وآية اللزوم والبطشة الكبرى يوم بدر وانشقاق القمر أخرجاه في الصحيح من أوجه عن منصور وأشار البخاري إلى رواية أسباط بزيادته التي جاء بها في الحديث من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته

باب الإمام يستسقي للناس فلم يسقوا فيعود ثم يعود حتى يسقوا ولا يقول قد دعوت وقد دعوت فلم يستجب لي

[ 6222 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبو الطاهر أنبأ بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وأخرجاه من حديث أبي عبيد عن أبي هريرة مختصرا

باب استسقاء إمام الناحية المخصبة لأهل الناحية المجدبة ولجماعة المسلمين

[ 6223 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله ثنا إسحاق الأزرق ثنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى أخرجاه في الصحيح من حديث زكريا

[ 6224 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل ثنا موسى بن ثروان المعلم حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم

باب الاستسقاء بغير صلاة ويوم الجمعة على المنبر

[ 6225 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا عبدان بن عبد الحميد يعني البيهقي ثنا عبد الأعلى بن حماد ح وأخبرنا أبو عبد الله أنبأ عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب أنبأ محمد بن أبي بكر المقدمي ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني في مسجد الخيف قالوا ثنا المعتمر هو بن سليمان عن عبيد الله هو بن عمر عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا يا رسول الله قحط المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم فادع الله أن يسقينا فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب فأنشأت سحابة فانتشرت ثم أمطرت ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى وانصرف فلم تزل تمطر إلى الجمعة الأخرى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا فقالوا يا رسول الله تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله أن يحبسها عنا فتبسم نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حولها وما تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة كأنها لفي مثل الإكليل رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي ورواه مسلم عنه وعن عبد الأعلى بن حماد

[ 6226 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن الحسين ثنا الحسن بن بشر ثنا المعافى بن عمران عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رجلا اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاك المال وجهد العيال قال فدعا الله فسقي ولم يذكر أنه حول رداءه ولا استقبل القبلة رواه البخاري في الصحيح عن الحسن بن بشران وفيه مع ما مضى من حديث عبد الله بن زيد كالدلالة على أن ذلك إنما يسن في خطبة الاستسقاء دون خطبة الجمعة والله أعلم

[ 6227 ] أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل أنبأ أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني سعيد يعني بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن أبا لبابة يقول للسماء أمدي يدعو بالجدب لنفاق ثمرة نخله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أرسلها حتى يسد أبو لبابة ثعلب مربده بردائه فأرسل الله السماء فلما صار السيل بثمر أبي لبابة وهو في المبرد اضطر أبو لبابة إلى إزاره فسد به ثعلب المربد

[ 6228 ] وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو العباس عبد الرحمن بن محمد بن حماد الظهراني بالري أنبأ أبي أنبأ السندي يعني بن عبدويه الدهكي عن عبد الله بن عبد الله المدني هو أبو أويس عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا فقام أبو لبابة فقال يا رسول الله إن التمر في المرابد قال وما في السماء سحاب نراه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره قال فاستهلت السماء فأمطرت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم طافت الأنصار بأبي لبابة يقولون له يا أبا لبابة إن السماء والله لن تقلع أبدا حتى تقوم عريانا فتسد ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقام أبو لبابة عريانا فسد ثعلب مربده بإزاره قال فاقلعت السماء

باب الدعاء في الاستسقاء

[ 6229 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ إسماعيل بن جعفر ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن محمد بن سختويه ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل ح وأنبأ أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا جعفر الفاريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد وإسماعيل بن جعفر عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك ح وأخبرنا أبو عمرو أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا يحيى بن أيوب ثنا إسماعيل هو بن جعفر أخبرني شريك عن أنس أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ثلاثا قال أنس فلا والله ما نرى في السماء سحابة ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال أنس فلا والله ما رأينا الشمس ستا قال فدخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت فخرجنا نمشي في الشمس قال شريك فسألت أنسا أهو الرجل الأول فقال لا أدري رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة بن سعيد عن إسماعيل ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر كلهم عن إسماعيل

[ 6230 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا محمد بن عبيد ثنا مسعر بن كدام عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي فقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار فأطبقت عليهم هكذا أخبرنا به في كتاب المستدرك وأخبرنا به في الفوائد الكبير لأبي العباس فقال في الحديث أتت النبي صلى الله عليه وسلم هوازن فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم اسقنا

[ 6231 ] وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني ثنا أبو العباس الأصم فذكره وقال هوازن ولم يقل قولوا هكذا رواه جماعة عن محمد بن عبيد وكذا هو في نسختنا لكتاب أبي داود وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يستقريه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تواكي ثم فسره فقال قوله تواكي معناه التحامل إذا رفعهما ومدهما في الدعاء

[ 6232 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني مجاهد بن موسى ثنا محمد بن عبيد فذكره على اللفظ الأول قال عبد الله فحدثت بهذا الحديث أبي فقال أبي أعطانا محمد بن عبيد كتابه عن مسعر فنسخناه ولم يكن هذا الحديث فيه ليس هذا بشيء كأنه أنكره من محمد بن عبيد قال أبي فحدثناه يعلى أخو محمد ثنا مسعر عن يزيد الفقير مرسلا ولم يقل بواكي خالفه

[ 6233 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن أيوب أنبأ أبو عمرو ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط أنه قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على مضر فأتيته فقلت يا رسول الله إن الله قد أعطاك واستجاب لك وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم فقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتى سقوا

[ 6234 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن منجاب ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ثنا سليمان بن داود المنقري ثنا عبد الرحيم بن سليمان الأشل عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قال اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت وكذلك رواه علي بن قادم عن الثوري عن يحيى بن سعيد ورواه مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول مرسلا

[ 6235 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أحمد بن عمرو بن حفص ح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قالا ثنا هاشم بن القاسم ثنا يعلى ثنا عبد الله بن جرأد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريا توسع به لعبادك تغرز به الضرع وتحيي به الزرع لفظ حديث أبي عبد الله وفي حديث بن الحارث قال ثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جرأد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وزاد هنيئا مريا

[ 6236 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد حدثني خالد بن رباح عن المطلب بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند المطر اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق اللهم على الظراب ومنابت الشجر اللهم حوالينا ولا علينا هذا مرسل

باب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء

[ 6237 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء ثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك ويونس بن عبيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبينما هو صلى الله عليه وسلم يخطبنا يوم الجمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلك الكراع وهلك الشاء فادع الله أن يسقينا فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ودعا قال أنس إن السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح ثم أنشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم تزل تمطر ثم إلى الجمعة الأخرى فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال يا رسول الله تهدمت البيوت فادع الله أن يحبسه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا قال أنس فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنها إكليل رواه البخاري في الصحيح عن مسدد

[ 6238 ] أخبرنا أبو صالح أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى وابن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرىء أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن أبي عدي جمعيا عن بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن بشار ورواه مسلم عن محمد بن المثنى عنهما

[ 6239 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا أنبأ يحيى بن أبي بكير ثنا شعبة عن ثابت عن أنس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه يعني في الاستسقاء رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن أبي بكير

[ 6240 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن أيوب أنبأ أبو سلمة وعلي بن عثمان قالا ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى فقال هكذا ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه زاد علي وهو على المنبر

[ 6241 ] وأخبرنا أبو عبد الله أنبأ محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا هارون بن عبد الله ثنا الحسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن الحسن بن موسى

باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء

[ 6242 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي ببخارى أنبأ أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال قال قال يحيى بن سعيد سمعت أنس بن مالك يقول أتى رجل أعرابي من أهل البدو رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الماشية هلك العيال هلك الناس فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون قال فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا فما زلنا نمطر حتى الجمعة الأخرى فأتى الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ثقل المسافر ومنع الطريق أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال أيوب بن سليمان

باب كراهية الاستمطار بالأنواء

[ 6243 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم عز وجل قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري عن القعنبي وابن أبي أويس عن مالك وكذلك رواه عبد العزيز الماجشون ومحمد بن جعفر بن أبي كثير عن صالح بن كيسان ورواه الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة بمعناه وكأنه سمعه منهما

[ 6244 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا الحسين بن الحسن ثنا عمرو بن سواد ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تروا إلى ما قال ربكم قال ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكوكب وبالكوكب رواه مسلم في الصحيح عن عمرو بن سواد وغيره ورواه أبو يونس عن أبي هريرة بمعناه وروي عن بن عباس

[ 6245 ] أخبرناه أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا النضر بن محمد وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل قال حدثني بن عباس قال مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ وتجعلون رزقكم إنكم تكذبون رواه مسلم في الصحيح عن عباس بن عبد العظيم عن النضر بن محمد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي رحمه الله في حديث زيد بن خالد الجهني أرى معنى قوله صلى الله عليه وسلم والله أعلم إن من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل وأما من قال مطرنا بنوء كذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النوء وقت والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا ولا يمطر ولا يصنع شيئا فأما من قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت نوء كذا فإنما ذلك كقوله مطرنا في شهر كذا فلا يكون هذا كفر وغيره من الكلام أحب إلي منه أحب أن يقول مطرنا في وقت كذا قال وبلغني أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح وقد مطر الناس قال مطرنا بنوء الفتح ثم يقرأ { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } فاطر

قال الشافعي رحمه الله وروينا عن عمر رضى الله تعالى عنه أنه قال يوم جمعة وهو على المنبر كم بقي من نوء الثريا فقال العباس لم يبق منه شيء إلا العواء فدعا ودعا الناس حتى نزل عن المنبر فمطر مطرا أحيى الناس منه قال الشافعي وقول عمر رضى الله تعالى عنه هذا يبين ما وصفت لأنه إنما أراد كم بقي من وقت الثريا لمعرفتهم بأن الله تعالى قدر الأمطار في أوقات فيما قد جربوا كما علموا أنه قدر الحر والبرد فيما جربوا في أوقات قال وبلغني أن عمر بن الخطاب أرجف بشيخ من بني تميم غدا متكئا على عكاز وقد مطر الناس فقال أجاد ما أفرى المجدح البارحة فأنكر عمر قوله أجاد ما أفرى المجدح لإضافته المطر إلى المجدح قال الإمام أحمد رحمه الله هذا كله كلام الشافعي رحمه الله والذي رواه عن بعض الصحابة في نوء الفتح مروي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه

[ 6246 ] أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك أنه بلغه أن أبا هريرة كان يقول فذكره والذي رواه أولا عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فهو

[ 6247 ] فيما أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن سلمان الأغر مولى جهينة عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل ليبيت القوم بالنعمة ثم يصبحون وأكثرهم بها كافر يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا قال محمد بن إبراهيم فحدثت بهذا الحديث سعيد بن المسيب عن سلمان عن أبي هريرة فقال سعيد نحن قد سمعنا ذاك من أبي هريرة وقد حدثني من لا أتهم أنه شهد هذا المصلى من عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وهو يستسقي بالناس عام الرمادي قال فدعا والناس طويلا واستسقى طويلا وقال للعباس بن عبد المطلب يا عباس كم بقي من نوء الثريا فقال له العباس رضى الله تعالى عنه يا أمير المؤمنين إن أهل العلم بها يزعمون أنها تعترض بالأفق بعد وقوعها سبعا قال فوالله ما مضت تلك السبع حتى أغيث الناس قال الشيخ رحمه الله وجه الجمع بينهما ما ذكره الشافعي رحمه الله

باب البروز للمطر

[ 6248 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا ومحمد بن عمرو الحرشي ح وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام أنبأ محمد بن محمد بن زرقويه ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن غالب النسوي قالوا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس قال قال أنس أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وروى فيه عن بن عباس

باب ما جاء في السيل

[ 6249 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ من لا أتهم عن يزيد بن الهاد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سأل السيل قال اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهورا فنتطهر منه ونحمد الله عليه هذا منقطع وروى فيه عن عمر

[ 6250 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد في الحر حدثنا علي بن محمد بن الزبير ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا جعفر بن عون عن هشام بن سعد ثنا زيد بن أسلم عن عمرو بن سعد صاحب الجار مولى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال مر بنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه آتيا من الحج ومعه نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اغتسلوا من البحر فإنه مبارك ثم دعا بمناديل فنزلوا واغتسلوا

باب طلب الإجابة عند نزول الغيث

[ 6251 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن شريك البزاز ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتان لا تردان أو قلما تردان الدعاء عند النداء عند البأس حين يلحم بعضهم بعضا قال موسى وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وتحت المطر وروى في ذلك عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن عفير بن معدان على طريقة

[ 6252 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا الهيثم بن خارجة أبو أحمد ثنا الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان ثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن عند التقاء الصفوف وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلاة وعند رؤية الكعبة

باب ما جاء في تغير لون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت ريح شديدة أو رأى سحابا

[ 6253 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير حدثني حميد أنه سمع أنس بن مالك قال كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم

[ 6254 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه فقلت يا رسول الله الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية قال يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا الآية رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن عيسى وغيره ورواه مسلم عن هارون بن معروف وغيره كلهم عن بن وهب

باب ما كان يقول عند هبوب الريح وينهى عن سبها

[ 6255 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو طاهر أنبأ بن وهب قال سمعت بن جريج يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به قالت فإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه فعرفت عائشة ذلك منه فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا رواه مسلم في الصحيح عن أبي طاهر

[ 6256 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح وابن كثير عن الليث عن يونس عن بن شهاب عن ثابت بن قيس أحد بني زريق أن أبا هريرة قال وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا الأوزاعي حدثنا محمد بن مسلم بن شهاب الزهري حدثني ثابت الزرقي أن أبا هريرة قال أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حاج فاشتدت عليه فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لمن حوله ما الريح فلم يرجعوا إليه شيئا فبلغني الذي سأل عنه عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه من ذلك فاستحثثت راحلتي إليه حتى أدركته فقلت يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الريح من روح الله عز وجل تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا تسبوها واسألوا الله عز وجل خيرها واستعيذوا بالله من شرها

باب ما كان يقول إذا رأى المطر

[ 6257 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى ثنا عبد الله بن مسلم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه فأقبل وأدبر وإذا مطر سر به وذهب عنه ذلك قالت عائشة فسألته فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي ويقول إذا رأى المطر رحمة وفي رواية معاذ سرى وذهب عنه ذلك رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي

[ 6258 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور السمسار ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا نعيم بن حماد ثنا بن المبارك ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هنيئا رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن مقاتل عن عبد الله بن المبارك وكذلك رواه عقيل عن نافع ورواه الأوزاعي عن نافع فقال في الحديث اللهم اجعله صيبا هنيئا

[ 6259 ] أخبرنا أبو الحسن العلوي أنبأ أبو الفضل عبدوس بن الحسين السمسار ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القرشي دحيم ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي حدثني نافع فذكره بزيادته وقد استشهد البخاري بروايته وذكر الوليد بن مسلم سماع الأوزاعي من نافع من هذا الوجه عنه وكان يحيى بن معين يزعم أن الأوزاعي لم يسمع من نافع مولى بن عمر ويشهد بقوله ما

[ 6260 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس يعني بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني رجل عن نافع أن القاسم بن محمد أخبره عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث

[ 6261 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ محمد بن بشر ثنا مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى سحابا أو مخيلة فزع فإذا مطر قال اللهم سقيا نافعا

باب ما يقول إذا سمع الرعد

[ 6262 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا حجاج بن أرطأة حدثني أبو مظفر عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك

[ 6263 ] أخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الفقيه ثنا أبو سهل بشر بن أحمد ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الله الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد

[ 6264 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة قال قلت لابن طاوس ما كان أبوك يقول إذا سمع الرعد قال كان يقول سبحان من سبحت له قال الشافعي رحمه الله كأنه يذهب إلى قول الله عز وجل يسبح الرعد بحمده

باب الإشارة إلى المطر يذكر عن عروة بن الزبير أنه قال إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فلا يشر إليه وليصف ولينعت

[ 6265 ] أخبرناه أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأني من لا أتهم حدثني سليمان بن عبد الله عن عروة بذلك هو في المسند الذي خرجه بن مطر وسمعناه من أبي زكريا وغيره عن سليمان بن عبد الله عن عويمر عن عروة وفي المبسوط الذي سمعناه من أبي سعيد بن عويمر والصحيح رواية أبي سعيد فقد رواه محمد بن إسحاق بن يسار عن سليمان بن عبد الله بن عويمر قال كنت مع عروة بن الزبير فأشرت بيدي إلى السحاب فقال لا تفعل فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يشار إليه أخبرنا محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود ثنا محمد بن قدامة حدثني جرير عن محمد بن إسحاق فذكره قال أبو داود وحدثنا محمد بن بشار حدثني أبو عاصم عن بن جريج عن بن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يشار إلى المطر هذا هو المحفوظ مرسلا

[ 6266 ] وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الكديمي ثنا أبو عاصم النبيل ثنا عبد الله بن عبد الرحمن يعني بن أبي حسين قال يعني أبا عاصم وأفادنيه بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشار إلى المطر وقد روي من وجه آخر ضعيف

باب ما جاء في الرعد

[ 6267 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقة أن مجاهدا كان يقول الرعد ملك والبرق أجنحة الملك يسقن السحاب قال الشافعي رحمه الله ما أشبه ما قال مجاهد بظاهر القرآن

[ 6268 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا محمد بن الصلت ثنا عمر بن أبي زائدة قال سمعت عكرمة وسأله رجل عن قوله ويسبح الرعد بحمده قال ملك يزجر السحاب كما يزجر الحادي الإبل وروى فيه عن علي رضى الله تعالى عنه

[ 6269 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا بن مهدي ثنا حماد بن سلمة عن أبي محمد الهاشمي عن أبيه عن علي قال الرعد ملك والبرق مخراق من حديد

[ 6270 ] ورواه حسن بن موسى الأشيب عن حماد بن سلمة عن المغيرة بن مسلم مولى الحسن بن علي عن أبيه أن عليا رضى الله تعالى عنه قال الرعد الملك أخبرناه أبو عبد الله وأبو سعيد قالا ثال أبو العباس ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حسن بن موسى فذكره

[ 6271 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا الأزهر ثنا روح ثنا الثوري عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن أشوع عن ربيعة بن الأبيض عن علي رضى الله تعالى عنه قال البرق مخاريق الملائكة

باب كثرة المطر وقلته

[ 6272 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة بأن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة

[ 6273 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا إبراهيم بن مكتوم ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما عام بأمطر من عام ولا هبت جنوب إلا سأل وادي كذا روي مرفوعا بهذا الإسناد والصحيح موقوف

[ 6274 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن الركين عن أبيه قال قال عبد الله هو بن مسعود ما عام بأكثر مطرا من عام ولكن الله يحوله كيف يشاء

[ 6275 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد هو بن هارون أنبأ سليمان يعني التيمي عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ما من عام بأقل مطرا من عام ولكن الله تعالى يصرفه حيث يشاء ثم تلا هذه الآية { ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا }

باب أي ريح يكون بها المطر

[ 6276 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس وأخرجه مسلم من حديث شعبة

[ 6277 ] وحدثنا أبو محمد بن يوسف إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا أبو معاوية الضرير ثنا الأعمش عن مسعود بن مالك عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب وغيره عن أبي معاوية

[ 6278 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن قيس بن سكن عن عبد الله بن مسعود وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا قال يبعث الله الريح فتحمل الماء من السماء فتمر في السحاب حتى تدر كما تدر اللقحة ثم تبعث من السماء أمثال العزالي فتصر به الرياح فينزل متفرقا

[ 6279 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد أنبأ سليمان عن المنهال بن عمرو عن قيس بن سكن عن عبد الله بن مسعود قال إن الله عز وجل يرسل الرياح فتحمل الماء من السماء فتمر في السحاب حتى تدر كما تدر اللقحة ثم تمطر

[ 6280 ] أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي وبلغني أن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هبت جنوب إلا أسالت واديا قال الشافعي رحمه الله يعني إن الله خلقها تهب بشرى بيد يدي رحمته من المطر

[ 6281 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع يزيد بن جعدبة يحدث عن عبد الرحمن بن مخراق عن أبي ذر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل خلق في الجنة ريحا بعد الريح بسبع سنين من دونها باب مغلق وإنما تأتيكم الروح من خلل ذلك الباب ولو فتح ذلك الباب لأدرت ما بين السماء والأرض من شيء وهي عند الله الأزيب وهي عندكم الجنوب

[ 6282 ] أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العاص بن محمد بن علي القرشي الهروي في طريق مكة على شط الفرات أنبأ أبو القاسم منصور بن العباس بن منصور أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن عبدة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ثنا يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع رفعه إن شاء الله تعالى أنه كان إذا اشتدت الريح يقول اللهم لقحا ولا عقيما

باب ما جاء في سب الدهر

[ 6283 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا الحسن بن مكرم ثنا عبد الله بن بكر ثنا هشام عن محمد هو بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر أخرجه مسلم في الصحيح من حديث هشام بن حسان وغيره قال الشافعي في رواية حرملة وإنما تأويله والله أعلم أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك فيقولون إنما يهلكنا الدهر وهو الليل والنهار وهما الفتنتان والجديدان فيقولون أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك فيذمون الدهر فإنه الذي يفنينا ويفعل بنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم والذي يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنما تسبوا الله تبارك وتعالى فإن الله فاعل هذه الأشياء قال الشيخ وطرق هذا الحديث وما حفظ بعض رواته من الزيادة فيه دليل على صحة هذا التأويل

[ 6284 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك وابن ملحان قالا ثنا بن بكير ثنا الليث عن يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يسب بن آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن حرملة عن بن وهب

[ 6285 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني بن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي

[ 6286 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق ثنا سفيان بن عيينة قال كان أهل الجاهلية يقولون إن الدهر هو الذي يهلكنا هو الذي يميتنا ويحيينا فرد الله عليهم قولهم قال الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى يؤذيني بن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما وتلا سفيان هذه الآية وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيى وما يهلكنا إلا الدهر رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم دون قول سفيان

جماع أبواب تارك الصلاة

باب ما جاء في تكفير من ترك الصلاة عمدا من غير عذر

[ 6287 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن حجاج ومحمد بن عبد السلام قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جرير ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الأعمش عن أبي سفيان قال سمعت جابرا يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

[ 6288 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا المجوز وهو الحسن بن سهل ثنا أبو عاصم عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة

[ 6289 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان عن أبي عاصم بهذا اللفظ

[ 6290 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة وكذلك رواه محمد بن عبد الله الرقاشي عن حماد بن زيد

[ 6291 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي من أصل كتابه قالا ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد ح وأخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ محمد بن أحمد أبو بكر بن خنب البغدادي ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ زيد بن الحباب ثنا الحسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة بن الحصيب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وفي حديث علي رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والباقي سواء وروينا عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أنه قال لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة وعن علي رضى الله تعالى عنه من لم يصل فهو كافر وعن عبد الله بن مسعود من لم يصل فلا دين له

باب ما يستدل به على أن المراد بهذا الكفر كفر يباح به دمه لا كفر يخرج به عن الإيمان بالله ورسوله إذا لم يجحد وجوب الصلاة

[ 6292 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن حرب الواسطي ثنا يزيد أنبأ محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي قال زعم أبو محمد أن الوتر واجب فقال عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه كذب أبو محمد أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه

[ 6293 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عبد الله بن محمد المسندي ثنا حرمي بن عمارة ثنا شعبة عن واقد بن محمد يعني بن زيد بن عبد الله بن عمر قال سمعت أبي يحدث عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله المسندي وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

[ 6294 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سلمة بن شبيب وعلي بن عبد الله قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس بين ظهراني الناس جاء رجل يستأذنه أن يساره فأذن له فساره في قتل رجل من المنافقين يستأذنه فيه فجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله قال بلى ولا شهادة له قال أليس يشهد أن محمدا رسول الله قال بلى ولا شهادة له قال أليس يصلي قال بلى ولا صلاة له قال أولئك الذين نهيت عن قتلهم لفظ حديث القطان

[ 6295 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي قالا ثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد وهشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر قال سليمان قال هشام بقلبه فقد بريء ومن كره فقد سلم لكن من رضي وتابع فقيل يا رسول الله أولا نقاتلهم فقال لا ما صلوا رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع سليمان بن داود