كتاب الإجارة
باب جواز الإجارة قال الله تعالى { فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن } فأجاز الإجارة على الرضاع وقال قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين إلى آخر القصة قال الشافعي فذكر الله أن نبيا من أنبيائه آجر نفسه حججا مسماة ملك بها بضع امرأة فدل على تجويز الإجارة قال وقد قيل استأجره على أن يرعى له والله أعلم

[ 11415 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في هذه القصة قال فقال لها أبوها ما علمك بقوته وأمانته فقالت أما قوته فإنه رفع الحجر وحده ولا يطيق رفعه إلا عشرة وأما أمانته فقوله امشي خلفي وصفي لي الطريق لا تصف الريح لي جسدك

[ 11416 ] وحدثنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل فذكره وزاد قال فزاده ذلك فيه رغبة فقال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن اتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين أي في حسن الصحبة والوفاء بما قلت قال موسى { ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي } قال نعم قال { والله على ما نقول وكيل } فزوجه وأقام معه يكفيه ويعمل له في رعاية غنمه

[ 11417 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد بن إسماعيل ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ويحيى بن معين قالا ثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال لقيني رجل من يهود أهل الحيرة فسألني أي الأجلين قضى موسى فقلت لا أدري سأقدم غدا على عبد الله بن عباس فقدمت فسألته فقال قضى أكثرهما وأطيبهما فلقيت اليهودي فأخبرته فقال صاحبكم عالم رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم عن سعيد بن سليمان عن مروان وزاد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال فعل ولم يقل فلقيت اليهودي إلى آخره

[ 11418 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو أحمد بن بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى قال أبعدهما وأطيبهما

[ 11419 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب قال سفيان رحمه الله وكان من أنساني وكان رجلا صالحا عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سألت جبرائيل عليه السلام أي الأجلين قضى موسى عليه السلام قال أتمهما وأكملهما

[ 11420 ] أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن صالح بن كيسان ثنا نافع أن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما ثلاثة رهط يتمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فبينما هم فيه حطت صخرة من الجبل فاطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض أنظروا أفضل أعمال عملتموها لله تعالى فسلوه بها لعله يفرج بها عنكم فقال أحدهم اللهم أنه كان لي والدان كبيران وكانت لي امرأة وولد صغار وكنت أرعى عليهم فإذا عليهم بدأت بأبوي فسقيتهما فنأى بي يوما الشجر فلم آت حتى نام أبواي فطيبت الإناء ثم حلبت فيه ثم قمت بحلابي عند راس أبوي والصبية يتضاغون عند رجلي أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي وأكره أن أوقظهما من نومتهما فلم أزل كذلك قائما حتى أضاء الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ففرج لهم فرجة رأوا منها السماء وقال الآخر اللهم أنها كانت لي ابنة عم فأحببتها حتى كانت أحب الناس إلي فسألتها نفسها فقالت لا حتى تأتيني بمائة دينار فسعيت حتى جمعت مائة دينار فأتيتها بها فلما كنت بين رجليها قالت اتق الله لا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها اللهم إن كنت تعلم أن فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا منها فرجة ففرج لهم منها فرجة وقال الثالث اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق ذرة فلما قضى عمله عرضته عليه فأبى أن يأخذه فرغب عنه فلم أزل اعتمل به حتى جمعت منه بقرا ورعاءها فجاءني فقال اتق الله واعطني حقي ولا تظلمني فقلت له اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها فقال اتق الله ولا تهزأ بي فقلت إني لا أهزأ بك اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها فذهب فاستاقها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي منها ففرج الله عز وجل عنهم فخرجوا يتماشون رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن يعقوب بن إبراهيم وأخرجه البخاري من وجه آخر عن نافع

[ 11421 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي ثنا أبو جعفر محمد بن الحسان بن خالد السمتي سنة ثمان وعشرين ثنا السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده سعيد بن عمرو عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم قال واولا أنت يا رسول الله قال وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد المكي عن عمرو بن يحيى

[ 11422 ] أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الهيثم بن سهل التستري ثنا محمد بن فضيل ثنا الربيع بن بدر ح وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا معلى بن أسد العمي ثنا حماد والربيع بن بدر عن أبي الزبير عن جابر قال استأجرت خديجة رضى الله تعالى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرتين إلى جرش كل سفرة بقلوص لفظ حديث أبي عبد الله وفي رواية أبي محمد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص

[ 11423 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا أبو أحمد بن زياد أنبأ بن أبي عمر ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر قال قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضى الله تعالى عنه رجلا من بني الديل ثم من بني عباد هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس يده في حلف آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه ودفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبيحة الليالي الثلاث فارتحلا وانطلق عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق إذاخر وهي في طريق الساحل رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن معمر

[ 11424 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثلكم ومثل أهل الكتابين قبلكم مثل رجل استأجر أجيرا فقال من يعمل ما بين غدوة إلى نصف النهار على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي ما بين نصف النهار إلى العصر على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي ما بين العصر إلى المغرب على قيراطين فعملتم أنتم فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل نقصتكم من حقكم شيئا قالوا لا فقال إنما هو فضلي أوتيه من أشاء رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وبمعناه رواه عبد الله بن دينار عن بن عمر ورواه سالم بن عبد الله عن أبيه كما

[ 11425 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا أنبأ أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يقول إنما بقائكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أعطى أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فاعطوا قيراطا قيراطا وأعطى أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا فاعطوا قيراطا قيراطا ثم أعطيتم القرآن فعملتم به حتى غروب الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين فقال أهل التوراة والأنجيل ربنا هؤلاء أقل عملا وأكثر أجرا فقال هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا فقال فضلي أوتيه من أشاء رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان ورواه أبو موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من رواية سالم عن أبيه وأبين منه

[ 11426 ] وأخبرنا أبو عمرو الأديب ثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا أبو كريب ح قال وثنا أبو بكر ثنا القاسم ثنا يوسف وإبراهيم الجوهري والمسروقي قالوا جميعا ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم فعملوا إلى نصف النهار ثم قالوا لا حاجة لنا في أجرتك التي شرطت لنا ما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا اعملوا بقية يومكم ثم خذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا ذلك عليه واستأجر قوما آخرين من بعدهم فقال اعملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهؤلاء من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا لا حاجة لنا فيه فقال لهم كملوا بقية عملكم فإنما بقي من النهار شيء يسير خذوا أجركم فأبوا عليه فاستأجر قوما آخرين فعملوا له بقية يومه حتى إذا غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين والأجر كله فذلك مثل اليهود والنصارى الذين تركوا ما أمرهم الله ومثل المسلمين الذين قبلوا هدى الله وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في الصحيح عن أبي كريب محمد بن العلاء

[ 11427 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسين عيسى بن حامد الرخجي ببغداد ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز الوشاء ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبي ثنا الأعمش عن شقيق بن مسلمة عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق يتحامل فيصيب المد وان لبعضهم مائة ألف وما أراه يعني إلا نفسه رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن يحيى واحتج الشافعي رحمه الله بحديث حنظلة بن قيس عن رافع بن خديج في كراء الأرض بالذهب والورق وبأن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل بالإجازة

[ 11428 ] وذكر ما أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك أنه بلغه أن عبد الرحمن بن عوف تكارى أرضا فلم تزل بيده حتى هلك قال ابنه فما كنت أراها إلا أنها له من طول ما مكثت بيده حتى ذكرها عند موته وأمرنا بقضاء شيء بقي عليه من كرائها من ذهب أو ورق

[ 11429 ] أخبرنا علي بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا المعتمر عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن بن عباس قال أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة فبلغ ذلك عليا رضى الله تعالى عنه فخرج يلتمس عملا ليصيب منه شيئا يبعث به إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة تمرة عجوة فجاء بها إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال من أني هذا يا أبا الحسن قال بلغني ما بك من الخصاصة يا نبي الله فخرجت التمس عملا لأصيب لك طعاما قال فحملك على هذا حب الله ورسوله قال علي نعم يا نبي الله فقال نبي صلى الله صلى الله عليه وسلم والله ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه من أحب الله ورسوله فليعد تحفافا وإنما يعنى الصبر وروي عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب قال حدثني من سمع علي بن أبي طالب فذكر بعض معنى هذه القصة

[ 11430 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن مجاهد قال خرج علينا علي معتجرا ببرد مشتملا في خميصة فقال لما نزلت { فتول عنهم فما أنت بملوم } لم يبق أحد منا إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنا حين نزلت وذكر علي رضى الله تعالى عنه أنه مر بامرأة من الأنصار وبين يدي بابها طين قلت تريدين أن تبلي هذا الطين قالت نعم فشارطتها على كل ذنوب بتمرة فبللته لها وأعطتني ست عشرة تمرة فجئت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وروي عن فاطمة رضى الله تعالى عنها في نزع علي رضى الله تعالى عنه ليهودي كل دلو بتمرة وروي عن أبي هريرة في استقاء رجل غير مسمى

باب لا تجوز الإجارة حتى تكون معلومة وتكون الأجرة معلومة استدلالا بما روينا في كتاب البيوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع الغرر والإجارات صنف من البيوع والجهالة فيها غرر

[ 11431 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ بكر بن محمد الصيرفي ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يساوم الرجل على سوم أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه ولا تناجشوا ولا تبايعوا بالقاء الحجر ومن استأجر أجيرا فليعلمه أجره كذا رواه أبو حنيفة وكذا في كتابي عن أبي هريرة وقيل من وجه آخر ضعيف عن بن مسعود

[ 11432 ] ورواه حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن استئجار الأجير يعنى حتى يبين له أجره أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة فذكره وهو مرسل بين إبراهيم وأبي سعيد وكذلك رواه معمر عن حماد بن أبي سليمان مرسلا

[ 11433 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان ثنا عبد الله هو بن المبارك ثنا سعيد بن أبي أيوب قال وثنا يعقوب حدثني عمرو بن الربيع ثنا بن لهيعة جميعا عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أخبره عن مالك بن هدم يعني عن عوف بن مالك قال غزونا وعلينا عمرو بن العاص وفينا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فأصابتنا مخمصة شديدة فانطلقت ألتمس المعيشة فألفيت قوما يريدون ينحرون جزورا لهم فقلت إن شئتم كفيتكم نحرها وعملها وأعطوني منها ففعلت فأعطوني منها شيئا فصنعته ثم أتيت عمر بن الخطاب فسألني من أين هو فأخبرته فقال اسمعك قد تعجلت أجرك وأبى أن يأكله ثم أتيت أبا عبيده فأخبرته فقال لي مثلها وأبي أن يأكله فلما رأيت ذلك تركتها قال ثم أبردوني في فتح لنا فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صاحب الجزور ولم يرد علي شيئا وفي حديث سعيد لم يزدني على ذلك قال الشيخ وفي هذا إن الأجرة كانت مجهولة وفي الذمة معلقة بعين والله أعلم

[ 11434 ] وروى عن محمد بن يزيد بن رفاعة القاضي عن حفص بن غياث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه واعلمه أجره وهو في عمله أخبرناه أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو بكر محمد بن علي بن عمران القطان الإسفرائيني بها ثنا أبو عمر محمد بن الحسين بن عمران بن أبي الورد المقدسي باسفرائين ثنا محمد بن عبد الله بن أبي زيد القاضي ثنا محمد بن يزيد بن رفاعة فذكره وهذا ضعيف بمرة

[ 11435 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا عمرو بن محمد بن منصور العدل ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا سليم بن حيان عن أبيه عن أبي هريرة أنه كان يقول نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لابن عفان وابنة غزوان على طعام بطني وعقبة رجلي احتطب لهم إذا نزلوا وأحدو بهم إذا ساروا فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وأبا هريرة إماما فليس في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم علم به فأقرهم على ذلك ويحتمل أن يكون هذا مواضعة بينهم على سبيل التراضي لا على سبيل التعاقد

[ 11436 ] وكان بن عباس رضى الله تعالى عنه لا يرى بأسا أن يدفع الرجل إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا وكذا فما زدت فهو لك وهو فيما أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا هشيم حدثنا عمرو بن دينار عن عطاء عن بن عباس بذلك وهذا أيضا يكون على سبيل المراضاة لا على سبيل المعاقدة والله أعلم

باب إثم من منع الأجير أجره

[ 11437 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن عبد الله بن قريش أنبأ الحسن بن سفيان ثنا الهيثم بن جناد ثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا استوفى منه ولم يوفه

[ 11438 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو قتيبة سلمة بن الفضل الآدمي بمكة ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا يوسف بن محمد بن سابق ثنا يحيى بن سليم فذكره رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن محمد

[ 11439 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو حامد بن بلال البزاز ثنا الزعفراني يعني الحسن بن محمد بن الصباح ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا عبد الله بن جعفر أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه وأخبرنا أبو طاهر أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن يحيى ثنا سويد الأنباري ثنا محمد بن عمار المؤذن عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

باب كراء الإبل والدواب

[ 11440 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمرو وزياد بن الخليل قالا ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا العلاء بن المسيب ثنا أبو أمامة التيمي قال كنت رجلا أكري في هذا الوجه وكان ناس يقولون لي أن ليس لك حج فلقيت بن عمر فقلت يا أبا عبد الرحمن إني لرجل أكري في هذا الوجه وأن ناسا يقولون لي أنه ليس لك حج قال أليس تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار قال قلت بلى قال فإن لك حجا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه حتى نزلت هذه الآية { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه هذه الآية ثم قال لك حج

باب ما يستحب من تأخير الأحمال ليكون أسهل على الجمال وغيرها

[ 11441 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو حامد بن بلال البزاز ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان عن مسلمة بن نوفل عن رجل من ثقيف عن أبيه قال سمعت عمر رضى الله تعالى عنه ينادي أخروا الأحمال فإن الأيدي معلقة والأرجل موثقة

[ 11442 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا مسلمة بن نوفل عن عروة بن المغيرة بن شعبة حدثني أبو المغيرة الثقفي ثنا أبي أنه كان مع أبيه بمنى فسمع مناديا ينادي يا أيها الناس أخروا الأحمال فإن الرجل موثقة وإن اليد معلقة فقلت لأبي من هذا قال عمر قال يعقوب مسلمة كوفي ثقة وروى فيه حديث مسند بإسناد غير قوي

[ 11443 ] أخبرنا محمد بن محمد بن محمش الفقيه ثنا أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن الصلت ثنا قيس بن الربيع عن بكر بن وائل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حملتم فأخروا فإن اليد معلقة والرجل موثقة وصله قيس بن الربيع عن بكر بن وائل ورواه سفيان بن عيينة عن وائل أو بكر بن وائل هكذا بالشك عن عن الزهري يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال أخروا الأحمال فإن الأيدي معلقة والأرجل موثقة

باب ما جاء في تضمين الأجراء

[ 11444 ] فيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان عن الشافعي قال قد ذهب إلى تضمين القصار شريح فضمن قصارا احترق بيته فقال تضمنني وقد احترق بيتي فقال شريح أرأيت لو احترق بيته كنت تترك له أجرك أخبرنا بهذا عنه بن عيينة قال الشافعي وقد روى من وجه لا يثبت أهل الحديث مثله أن علي بن أبي طالب ضمن الغسال والصباغ وقال لا يصلح الناس إلا ذلك

[ 11445 ] أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا قال ذلك قال ويروى عن عمر تضمين بعض الصناع من وجه أضعف من هذا ولم نعلم واحدا منهما يثبت قال وقد روي عن علي من وجه آخر أنه كان لا يضمن أحدا من الأجراء من وجه لا يثبت مثله وثابت عن عطاء بن أبي رباح أنه قال لا ضمان على صانع ولا على أجير

[ 11446 ] أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن شبان العطار ببغداد ثنا عبد الباقي بن قانع ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي أنه كان يضمن الصباغ والصائغ وقال لا يصلح للناس إلا ذاك

[ 11447 ] وأخبرنا أبو القاسم بن شبان ثنا عبد الباقي بن قانع ثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن خلاس أن عليا كان يضمن الأجير حديث جعفر عن أبيه عن علي مرسل وأهل العلم بالحديث يضعفون أحاديث خلاس عن علي وقد روى جابر الجعفي وهو ضعيف عن الشعبي قال كان علي يضمن الأجير والله أعلم

[ 11448 ] أخبرنا أبو الفتح العمري ثنا عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا شريك عن الأشعث يعني بن الشعثاء قال شهدت شريحا ضمن قصارا أو صباغا

[ 11449 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن عمر الحافظ ثنا أحمد بن محمد ثنا حسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا شعبة عن أبي الهيثم أنه قدم دهن له من البصرة وأنه استأجر حمالا يحمله والقارورة ثمن ثلاثمائة أو أربعمائة فوقعت القارورة وانكسرت فأردت أن يصالحني فأبى فخاصمته إلى شريح فقال له شريح إنما أعطى الأجر لتضمن فضمنه شريح ثم لم يزل الناس حتى صالحته

[ 11450 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا إسماعيل بن الخليل ثنا بن زائدة عن الأعمش قال سألت إبراهيم عن القصار فقال يضمن فبلغني عن حماد أنه يروي عن إبراهيم أنه قال لا يضمن قال فلقيته فقلت والله ما أدري رأيتك عند إبراهيم قط أم لا فقال لا تفعل يا أبا محمد فإن هذا يشق علي والله أعلم

باب لا ضمان على المكتري فيما اكترى إلا أن يتعدى روينا عن شريح أنه قال ليس على مستكري ضمان فإن تعدى فجاوز عليها الوقت فعطبت قال شريح يجتمع عليه الكراء والضمان

[ 11451 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير حدثني نافع عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال أيما رجل أكرى كراء فجاوز صاحبه ذا الحليفة فقد وجب كراؤه ولا ضمان عليه يريد والله أعلم قبض المكتري ما أكترى وجاوز ذا الحليفة فقد وجب عليه جميع الكراء إذا لم يكن شرط في الأجرة أجلا ولا ضمان عليه إذا لم يتعدى

باب الإمام يضمن والمعلم يغرم من صار مقتولا بتعزير الإمام وتأديب المعلم

[ 11452 ] أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال التعزير أدب لا حد من حدود الله وقد كان يجوز تركه إلا أن يرى أمورا قد فعلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت غير حدود فلم يضرب فيها منها الغلول في سبيل الله وغير ذلك ولم يؤت بحد قط فعفا قال وقيل بعث عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إلى امرأة في شيء بلغه عنها فأسقطت فاستشار فقال له قائل أنت مؤدب فقال له علي إن كان اجتهد فقد أخطأ وإن لم يجتهد فقد غش عليك الدية قال عزمت عليك أن لا تجلس حتى تضربها على قومك قال وقال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ما أحد يموت في حد فأجد في نفسي منه شيئا الحق قتله إلا من مات في حد خمر فإنه شيء رأيناه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فمن مات فيه فديته إما قال على بيت المال وإما قال على عاقلة الإمام

[ 11453 ] وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه أن أبا الوليد الفقيه أخبرهم قال ثنا الماسرجسي أبو العباس ثنا شيبان ثنا سلام قال سمعت الحسن يقول إن عمر رضى الله تعالى عنه بلغه أن امرأة بغية يدخل عليها الرجال فبعث إليها رسولا فأتاها الرسول فقال أجيبي أمير المؤمنين ففزعت فزعة وقعت الفزعة في رحمها فتحرك ولدها فخرجت فأخذها المخاض فألقت غلاما جنينا فأتى عمر بذلك فأرسل إلى المهاجرين فقص عليهم أمرها فقال ما ترون فقالوا ما نرى عليك شيئا يا أمير المؤمنين إنما أنت معلم ومؤدب وفي القوم علي وعلي ساكت قال فما تقول أنت يا أبا الحسن قال أقول إن كانوا قاربوك في الهوى فقد أثموا وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا وأرى عليك الدية يا أمير المؤمنين قال صدقت اذهب فأقسمها على قومك

[ 11454 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو محمد بن شوذب الواسطي بها ثنا شعيب بن أيوب ثنا معاوية بن هشام القصار وقبيصة بن عقبة عن سفيان عن أبي حصين عن عمير بن سعيد عن علي رضى الله تعالى عنه قال ما من صاحب حد أقيم عليه حد في نفسي عليه شيء إلا صاحب الخمر لو مات لوديته لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان الثوري وإنما أراد لم يسن ما وراء الأربعين إلى الثمانين وهو ما زادوا على حده على وجه التعزير وأما الأربعون بالجريد والنعال وأطراف الثياب فهو حد ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ 11455 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه ثنا بشر بن أحمد الإسفرائيني ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن بن جريج عن عطاء في المعلم يضرب الغلام على التأديب فيعطب قال يغرمه

باب أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به

[ 11456 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يوسف بن يزيد يعني أبا معشر البراء ثنا عبيد الله بن الأخنس عن بن أبي مليكة عن بن عباس أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بماء وفيهم لديغ أو سليم فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال لهم هل فيكم من راق إن في الماء رجلا لديغا أو سليمان فانطلق رجل منهم فقرأ أم الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب الله أجرا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله عز وجل رواه البخاري في الصحيح عن سيدان بن مضارب عن أبي معشر

[ 11457 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أبو عمر الحوضي ومسدد والحجبي قالوا ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء حتى قال بعضهم لو أتيت هؤلاء الرهط الذين نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء ينفع صاحبكم فأتوهم فقالوا أيها الرهط إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم شيء ينفع صاحبنا قال رجل منهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم قال فانطلق فجعل يتفل عليه ويقول { الحمد لله رب العالمين } حتى برأ فكأنما نشط من عقال حتى انطلق يمشي ما به قلبة فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا به قال فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما يدريك أنها رقية قال وقال أصبتم اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم قال أبو عبد الله حدثنا بهذا الحديث عن كل واحد منهم على الانفراد وزاد بعضهم على بعض في الحديث والمعنى واحد رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وغيره عن أبي عوانة وأخرجه البخاري ومسلم من حديث شعبة عن أبي بشر وحديث المزوجة على تعليم القرآن دليل فيه وموضعه كتاب الصداق

[ 11458 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ثنا أبو محمد بن حبان ثنا أحمد بن جعفر الحمال ثنا إدريس بن إبراهيم البزاز ثنا وكيع ثنا صدقة بن موسى الدقيقي عن الوضين بن عطاء قال ثلاثة معلمون كانوا بالمدينة يعلمون الصبيان وكان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يرزق كل واحد منهم خمسة عشر درهما كل شهر وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع

[ 11459 ] أخبرنا أبو الفتح الفقيه ثنا عبد الرحمن الشريحي ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة قال سألت معاوية بن قرة عن أجر المعلم قال أرى له أجرا قال شعبة وسألت الحكم فقال لم أسمع أحدا يكرهه قال البخاري في الترجمة وقال الحكم لم أسمع أحدا كره أجر المعلم قال ولم ير بن سيرين بأجر المعلم بأسا قال الشيخ وروينا عن عطاء وأبي قلابة أنهما كانا لا يريان بتعليم الغلمان بالأجر بأسا وعن الحسن رحمه الله قال إذا قاطع المعلم ولم يعدل كتب من الظلمة

[ 11460 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء الأديب ثنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن موسى الحلواني أبو جعفر ثنا موسى بن خاقان وفضل بن عمران الأعرج قالا ثنا علي بن عاصم قال أخبرني داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس قال لم يكن لأناس من أسارى بدر فداء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة قال فجاء غلام من الأنصار يبكي يوما إلى أبيه فقال له أبوهما شأنك قال ضربني معلمي قال الخبيث يطلب بذحل بدر والله لا تأتيه أبدا

باب من كره أخذ الأجرة عليه

[ 11461 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع وحميد بن عبد الرحمن الرواسي عن مغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت قال علمت ناسا من أهل الصفة الكتاب والقرآن فأهدى إلي رجل منهم قوسا فقلت ليست بمال وارمي عنها في سبيل الله عز وجل لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتيته فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى رجل إلي قوسا ممن كنت أعلم الكتاب والقرآن وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله قال إن كنت تحب أن تطوق بطوق من نار فاقبلها

[ 11462 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن محمد الإسفرائيني ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني في حديث عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن سرك أن تطوق طوقا من نار في الذي علم الكتابة رواه مغيرة بن زياد الموصلي عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت وإسناده كله معروف إلا الأسود بن ثعلبة فإنا لا نحفظ عنه إلا هذا الحديث قال الشيخ وقد قيل عن عباد بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة

[ 11463 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه أنبأ أبو داود ثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد قالا ثنا بقية حدثني بشر بن عبد الله بن يسار قال عمرو قال حدثني عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة الصامت نحو هذا الخبر والأول أتم فقلت ما ترى فيها يا رسول الله فقال جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها وكذلك رواه أبو المغيرة عن بشر هذا حديث مختلف فيه على عبادة بن نسي كما ترى وحديث بن عباس وأبي سعيد أصح إسنادا منه وروي من وجه آخر منقطع عن أبي بن كعب

[ 11464 ] أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن ثور بن يزيد حدثني عبد الرحمن بن أبي مسلم عن عطية بن قيس الكلابي قال علم أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه رجلا القرآن فأتى اليمن فأهدى له قوسا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخذتها فخذ بها قوسا من النار وروي من وجه آخر ضعيف عن أبي الدرداء

[ 11465 ] حدثناه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج إملاء ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أخذ قوسا على تعليم القرآن قلده الله قوسا من نار

[ 11466 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن الطرائفي قال وفيما أجاز لنا عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم قال حديث أبي الدرداء رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من تقلد قوسا على تعليم القرآن ليس له أصل

باب كسب الإماء

[ 11467 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن بالويه ثنا محمد بن غالب ثنا مسلم بن إبراهيم وأبو عمر قالا ثنا شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كسب الإماء رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم يحتمل أن يكون المراد بالنهي عن كسب الإماء النهي عن كسب البغي منهن كما روى أبو مسعود الأنصاري رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن مهر البغي وروى رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مهر البغي خبيث وقد ذكرناهما في كتاب البيوع

[ 11468 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر الزمارة قال الشيخ ويحتمل أن يكون النهي عن كسبهن إذا لم يعلم من أين كسبنه على طريق التنزيه خوفا من مواقعة الحرام وعلى هذا يدل ما

[ 11469 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا عكرمة بن عمار ثنا طارق بن عبد الرحمن القرشي قال جاء رفاعة بن رافع إلى مجلس الأنصار فقال لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فذكر أشياء وقال نهانا عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال هكذا بأصبعه نحو الغزل والخبز والنقش

[ 11470 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبد الله بن الصقر ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن عبيد الله بن هرير عن أبيه عن جده رافع بن خديج قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الأمة حتى يعلم من أين هو وبقية هذا الباب مذكور في كتاب النفقات حيث ذكر الشافعي هذه المسألة في باب نفقة المماليك

باب كسب الرجل وعمله بيديه

[ 11471 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يحيى الروياني ثنا إبراهيم هو بن موسى الفراء أنبأ عيسى هو بن يونس ثنا ثور عن خالد بن معدان عن مقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أكل أحد من بني آدم طعاما خيرا له من أن يأكل من عمل يديه إن نبي الله داود كان يأكل من كسب يديه رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن موسى

[ 11472 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثناه أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه تسرج فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته وكان لا يأكل إلا من عمل يديه رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن موسى عن عبد الرزاق آخر الخبر وروي عن عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر عن عبد الرزاق أول الخبر وقد روينا عن عائشة رضى الله تعالى عنها قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما عمال أنفسهم وفي رواية كانوا يعالجون أرضيهم بأيديهم وروينا عن خباب بن الأرت رضى الله تعالى عنه قال كنت قينا وروينا عن أنس بن مالك في قصة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة وعن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه في قصة المنبر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن وعن سهل في المرأة التي جاءت ببردة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها وعن أبي مسعود كان رجل من الأنصار يقال له أبو شعيب وكان له غلاما لحام وفي رواية قصاب فقال اصنع لي طعاما أدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن بن عباس رضى الله تعالى عنهما في قصة تحريم مكة قال العباس يا رسول الله إلا الأذخر لصاغتنا ولسقف بيوتنا قال إلا الأذخر وعن بن عباس احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره ولو علمه خبيثا لم يعطه وفي كل هذا دلالة على جواز الاكتساب بهذه الحرف وما في معناها وقد مر في الكتاب إسناد كل واحد منها أو سيمر إن شاء الله وفي الأحاديث الثلاثة دلالة على أن الذي

[ 11473 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد ثنا محمد بن عيسى الواسطي ثنا بن عائشة ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي ماجدة قال قاتلت غلاما فجدعت اذنه أو جدع أذني قال فقدم علينا أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه فرفعنا إليه وهو خارج فاختصمنا إليه فرفعنا إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال قد بلغ القصاص ادعوا لي حجاما يقتص منه مرتين أو ثلاثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني وهبت لخالتي غلاما أرجو أن يبارك لها فيه وقلت لها لا تسلميه حجاما ولا قصابا ولا صائغا

[ 11474 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد ثنا محمد بن إسحاق فذكره بمعناه أو جزء منه قال وثنا أبو داود ثنا الفضل بن يعقوب ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق حدثني العلاء بن عبد الرحمن الحرقي عن أبي ماجدة رجل من بني سهم عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بمعناه محمول على التنزيه لا على التحريم وأما كسب الحجام فالكلام فيه مذكور في المختصر في الربع الأخير وبالله التوفيق

[ 11475 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن إسحاق السراج ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عباد بن كثير عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة تفرد به عباد بن كثير الرملي وهو ضعيف أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال قرأت بخط أبي عمرو المستملي سمعت أبا أحمد الفراء يقول سمعت يحيى بن يحيى يسأل عن حديث عباد بن كثير في كسب الحلال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن كان قاله